Skip to main content

Full text of "بندكت اندرسون الجماعات المتخيّلة"

See other formats







و4 


13 











أ 


للعامى. 


الجماعات المُتخيّلة 


تأمُلاتٌ في أضل القوميّة وانتشارها 


ا 6 
الجحماعات المتخيلكه 
تأمُلات في أصْل القوميّة وانتشارها 


ترجمة: تائر ديب 


تقديم: عزمي بشارة 


الْجَمَاعَاتُ المتخيّدة 
تأمّلاتٌ فى أضل القوميّة وانتشارها 


ترجمة: ثائر دبب 
تقديم: عزمي بشارة 


تصميم الغلاف: زياد منى 
لوحة الغلاف: الملاك المجديد / ملاك التاريخ (ع116 22101 ,20905 5نااع138م) 


إخراج: طارق صبح 


الطبعة الأولى: أيلول 2009 الحقوق جميعها عفوظة 
شركة قدمس للنشر والتوزيع ش م م 

شارع الحمراء بناء رسام 

ص ب 6435/113 

بيروت» لبنان 

هاتف: 750054 / 01 فاكس 750053 / 01 


التوزيع في سورية: قدمس للنشر والتوزيع 
شارع ميسلون» دار المهندسين 205) 
ص ب 6177 


الفردوس» دمشق» سورية 
هاتف: 2229836 / 011 فاكس: 2324472 / 011 


الموزعون ولابتياع نسخ إلكترونية وورقية انظر: 


.550015 ححا م.م / / تغط 


عدد كلمات الكتاب: 108223 كلمة تقريباً 


مؤسسة هينرخ بل مكتب الشرق الأوسط دعمت إصدار هذا الكتاب. 
الآراء الواردة هنا تحبر عن رأي المؤلف وبالتالي لا تعكس بالضرورة وجهة نظر المؤسسة. 


مااع 82 
اان8 
51116 


فلمو يه 111 إا * 


اعتمصلزعط عط 01 ععمفاكلودكة لداعتتقمة عط طاتما 0عع1نل20م مععط كقط امعطتيعمل ولط 
عطا 01 عومطا عنة ماعتعغط لعووع ممع ورعا؟ عط1 .عع015 أموظ 111001 5*مملنهلسيده؟ أاأة8 
نان "1 عط 01 ممتصامه عط أعع[لع: ما مععلها عا م70 ممصمل عرم]عزعط) ضدء له (5) نم طائتة 


إلى ماما وتانتييت 
بحب وامتنان 


إقرار بالفضل 
تصدير الطبعة الثانية 
مقدمة الترجمة العربية (عزمي بشارة) 


1) مَدْخْل 
1/) مفاهيم وتعريفات 


2) جذور ثقافية 
2 الجماعات الدينية 
2 الملكية السلالية 





امحتوى . 


13 


15 


19 


23 


49 
51 


55 
57 
61 


الجماعات المتخيّلة . . . 


2/) إدراك الزمن 
3) أصول الوعي القومي 
4) رواد كريوليون 
5) لغات قدمة فارج جديدة 
6) القومية الرعية والإمبريالية 
7 الموجة الأخيرة 
8) الوطنية والعنصرية 
9 ملاك التاريخ 
0) التعداد المقار طفق المتحف 
0 التحداد 
0 الخارطة 
0 المتحف 
1)) الذاكرة والنسيان 
1) لمكان حديثًا وقديًا 
1 الزمن حديثًا وقدهًا 


1) طماأنينة قتل الأخ 
1 سيرة الأهمم 


ترحالٌ وتهريب: فى السيرة المجغرافية لكتاب المجماعات المتَخَيّلَهَ 
الموامش 


2. 


عسات 


ت المراجع 


كشاف 


63 


2 


81 


593 


105 


125 


143 


153 


159 


0ظ1 


164 


10 


175 


1/75 


178 


1653 


156 


159 


209 


253 
261 


إقرار بالفضل . . . 


إقرار بالفضل 


سوف يتضّح للقارئ أنَّ تفكيري في القومية قد تأثّر أعمق التأثّر بكتابات كل من إريك 
أورباخ» وفالتر بنيامين وفيكتور ترنر. وقد أفدْت إفادة ضخمة. فى أثناء إعدادى هذا الكتاب» من 
حمباسء وبيتر كاتزنشتين؛ والراحل ريكس مورتايمرء وفرنسس موفرن, وتوم نايرن؛ وشيرايشي 
تاكاشي. وجِمْ سيغلء ولورا تمززء وإيستا أنغار قدموا بطرق شتى ذلك العون الذي لا يُقَدّر 
بثمن. وبالطبع؛ فإنّ أحدا من هؤلاء النقاد الودودين لا ينبغي أن يُعَدَ مسؤولا عمًا في هذا النصٌ 
من النقانص. ال أتحمل مسؤوليتها الكاملة. ورا كان عليّ أن أضيف أني مختصٌ ينوب شرقي 
وما يتخبّره من أمثلة. وكذلك في المحدّ من مزاعمه العالمية الحتملة. 


كلمة المؤلف للطبعة العربية 


كلمة المؤلف للطبعة العربية 


"إنّه لِيَحْمِلِن على التواضع أن أَعْلمَ أنّ هذا الكتاب سوف يصدر بالعربية في لبنان وبغلاف جميل 
أيضاء مع أنه -بسبب من جهل مَؤلَفِه- لا يقول سوى أقل القليل سواء عن "العالم العربي نَ" آم عن "الأقة 
العربية” بوجه عام. ولذلك فإنئن شديد الامتنان لكل من المنرجم ودار قدْمُس. وأشغر. ٠‏ وأنا أكتب هذه 
الكلمات في جامعة ماليزيا الإسلامية الدولية في كوالا لامبور أنَّ التوقيت مُوَهُْقّ كثيراً. فالجدال النظرى 
والسياسي في العلاقة المعقّدة بين الدين والقومية محتدحٌ هنا ومُتَقف جِدَا: بالنسبة لي بالطبع» كما 


بالنسبة للطلاب الماليزيين: والصينيين» والتشاميين» والإيرانيين» والبنغلادشيين؛ والنيجريين الملتحقين 
بهذه المجامحة. 


تحياتي المحارّة 
بِنْ أندرسون 
كوالا لمبور فى 2009/11/25 








إنه يعتبر مهمّته أن يكنس التاريخ بخلاف طبيعته (فالتر بنيامين» إشراقات) 


هكذا نشَأ من خليطٍ من كل نوع 

من اغتصابات متلهفة» وشهوة جاعة, 
سرعان ما تعلمت ذريّتهما الوليدة أن تنحيئ. 
وتَفْرِنُ عِجْلاتها بالنير إلى حراث الرومان: 
من هنا ذلك العرق الخليط الحجين. 

الذي لا اسم له ولا أمَةَ لا قول ولا صيت. 
في عروقه الحارّة تحرى الخلائط مسرعة, 
موزعة بين ساكسوني ودانيّ. 

ما بناته الفاحشات. مثل أهلهنّ تاماء 
فقد استقبلن الأمم جميعاً بشهوة لا عُيّز. 
هذا الفَمْسُ المْقْرفُ سرعان ما احتوى 
دم الإنفليز المقطر... 


من قصيدة دانييل ديفو الإنغليزي القحخ 


تصدير الطبعة الثانية . . 


تصدير الطبعة التانية 


مَن الذي كان ليخطر له أنّ العاصفة يشتدُ هبوبها كلما ابتعدت عن الفردوس ؟ال! 

تبدو الصراعات المسلحة ف الهند الصينية 1979-1978» وال كانت السبب المباشر وراء 
الطبعة الأولى من «المجماعات المْتَخَيّله, كما لو أنّها تنتمي إلى حقبة أخرى؛ مع أنّه لم مر عليها 
سوى اثن عشر عاما. ولقد لاحقئ بعد ذلك شبح نشوب مزيدٍ من الحروب الشاملة بين الدول 
الاشتراكية. غير أنّ نصف هذه الدول قد التحق الآن بذاك الخطام عند قدميّ الملاك؛ وتخشى 
البقية من أن تلحق بها من دون إبطاء. والحروب ال يواجهها هؤلاء الناجون هي حروب أهلية. 
وثمة احتمال قويّ ألا يبقى من اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية مع مطلع الألفية الجديدة 

ى .. الجمهوريات. 

هل كان ينبغي التنبّؤ بكل هذا على نحو ما؟ لقد كتبثُ في 1983 أنَّ الاتحاد السوفين "وريث 
الدول الملكية السلالية ماقبل القومية الن عرفها القرن التاسع عشر بقدر ما هو طليعةً نظام أنميّ 
يشهده القرن الواحد والعشرون". غير أن» وقد تتبّعتُ الانفجارات القومية الت دمّرت تلك الممالك 
الشاسعة متعددة اللغات والإثنيات والن كانت تُُكمْ من فييناء ولندن» والقسطنطينية؛ وباريس, 
ومدريد. لم أستطع أن أرى أن الفتيل يمكن أن يكون قد وصل موسكو ذاتها. وإنه لمن العزاء انحُزن 
أن أجد التاريخ متمسّكاً ب "منطق" الجماعات المْتَخَيّلَةَ أفضل مما استطاع مؤلفه. 

وما تغيّر خلال الإثنى عشر عاماً الماضية لم يكن وجه العالم وحسب. فقد تغيّرت دراسة 


19 


الجماعات المتخيّلة . . 


القومية أيضًا ذلك التغيّر المذهل. في منهجها ومداها وإتقانها وكمّها انحض. ففي اللغة الإنفليزية 
وحدهاء كان لكتب مثل كتاب ج أ أرمسترونغ «أممٌ قبل القومية» (1982)؛ وكتاب جون برولي 
«القومية والدولة» 1982» وكتاب إرنست غلنر «الأمم والقومية» 1983».: وكتاب ميروسلاف 
هروش «الشروط الاجتماعية للإحياء القومي في أوروباء 1985)»: وكتاب أنطوني سعيث «الأصول 
الإثنية للأمم. 1986». وكتاب ب شاترجي «الفكر القومي 0 الكولونيالي» 1986>: وكتاب 
إريك هوبسباوم «الأمم والقومية منذ العام 1788, 21990 أن تحعل من الأدبيات التقليدية 
حول هذا الموضوع أمراً باليا قديم الطراز» سواء من حيث مداها التاريخي أم من حيث 
قدرتها النظرية؛ مع أنّ هذه الكتب ليست سوى قلة وحسب من النصوص الأساسية. ولقد 
أسهمثٌ هذه الأعمال» جزئيا على الأقلء في إطلاق كمّ هائل من الدراسات التاريخية» والادبية؛ 
والأنثربولوجية» والاجتماعية؛ والنسوية؛ وسواها من الدراسات النَ تربط بين موضوعات 
البحث الي تتولآها هذه الحقول والقومية والمّة للا 

وإنها لمهمة تفوق وسائلي الراهنة أنْ أَعَدّلَ «الجماعات المتَخَيّلّة» ما يتلاءم مع مقتضيات هذه 
التغيرات الفائلة الن اعترت العالم والنصّ. ويبدو من الأفضلء إذأًء أن أتركه قطعة من مرحلة 
"لا تُشتعاد"؛ بأسلوبه الخاص المميّر؛ وهيئته العامة. ومزاجه. وما يعرّين هو شينان اثنان. 

أوهماء هو أنَّ الفموض لا يزال يلف الحصيلة النهائية الكاملة لما يعتزي العالم الاشتزاكي القديم 

من تطورات. وثانيهماء هو أن منهج «الجماعات المْتخَيّلَة » الخاص واهتماماته لا تزال تبدو لي 
على حواف البحث الجديد في القومية» الأمر الذي يعن -على الأقل- أنه لم ير تحاوزها تماما. 

وما حاولت أن أقوم به في هذه الطبعة» يقتصر على تصويب أخطاء تتعلق بالوقائع» 
والتصوّرء والتأويل كان عليّ أن أتلافاها لدى إعداد الطبعة الأصلية. وتشتمل هذه التصويبات, 
ابن تتم بروحية العام 1983. إذا جاز القولء على بعض التعديلات ال أجريتها على الطبعة 
الأوللء فضلاً عن فصلين جديدين. هما في الاساس طابع الملحقين المنفصلين المتميّزين. 

لقد اكتشفتٌ في النصّ الأساس اثنين من أخطاء الترجمة الفادحة؛ ووعداً لم أفِ به على الأقل» 
وتأكيداً مضللاً. ففي العام 1983 لم أكن أعرف الإسبانية» فاتكأتُ بشيء من التهوّر على النزجمة 
الإنغليزية الي قام بها ليون ما غوريرو لعمل خوسيه ريزال «لا تلمسن / ©8©5 2ه 1' 816 نأهلل , 
على الرغم من توفر ترجمات أقدم. ولم أكتشف إلا في العام 1990 مدى الفساد الساحر الذي 
كانت عليه ترجمة غوريرو. أمَا بشأن ذلك المقبوس الطويل» وافام؛ الذي اقتبسته من كتاب أوتو 
باور 88 طعاة]للهدصه هل 16ل لصن عنندى اهمع 5021214 1016 [الدمقراطية الاجتماعية 
وقضية القوميات]» فقد اتكأتٌ بشيء من الكسل على ترجمة أوسكار ياسي. لكن عودة لاحقة 
إلى الأصل الألماني بيّنت لي كم تركت ميول ياسي السياسية على مقبوساته من الآثار. وكنث 
قد وعدث فى مقطعين على الأقل» دون أن أفي بوعدي. أن أوضح الأسباب الن جعلت القومية 
البرازيلية تتطوّر متأخرة جدأً وعلى نحو متميّز وخاص بالقياس إلى قوميات البلدان الأميركية 
اللاتينية الأخرى. وسوف يحاول هذا النضّ أن يفي بذلك الوعد الذي نكثت به. 





20 


تصدير الطبعة الثانية . . 


وكان جزءاً من خطي الأصلية أن أركز على ما للقومية من أصول في العالم المجديد. وكان 
لدي شعورٌ بأنّ ضرباً من الإقليمية ضيقة الأفق وغير المذرَكة لطالما حرّفت التنظير في هذا 
الموضوع وشوّهته. فالباحثون الأوروبيون؛ الذين اعتادوا على تصوّر أنّ أوروبا هي أصل كل ما 
هوهام في العالم المحديث؛ كان من اليسير عليهم أن يعتبروا "اليل الثاني" من القوميات الإثنية 
اللغوية (القوميات الهنغارية» والتشيكية» واليونانية» والبولندية إلخ) نقطة البَدُء في عُدْجَتِهِم 
سواء كانوا "مع" القومية أم "ضدها". وقد أَجْفَلَن أن اكتشف. في كثير من التعليقات على 
«الجماعات ا إنّ هذه احلية المتصفة بالمركزية الأوروبية قد بقيت علي حاها دون أدنى 
اهتزاز. وأنَّ الفصل الاسم حول نشوء الأمم الأميركية قد تم تحاهله إل حد بعيد. ومن سوء 
المحظ» أنن لم أجد حلا "مباشراً" ' هذه المشكلة أفضل من أن أعيد عَنْوَنَة الفصل الرابع ب 

"رواد كريوليون". 

ويكاول "الملحقان" تصويب عيبين نظريين خطيرين في الطبعة الأول لت فقد أشار عدد ١‏ 
من النقاد الأصدقاء إلى أنّ الفصل السابع ("الموجة الأخيرة") يفرط فى تبسيط السيرورة الي 
صيغت من خلاهفا قوميات "العالم الثالث". وأنه, علاوة على على ذلكء لم يتطرّق على نحو جدى إلى 
دور الدولة الكولونيالية أمحلية قْ تشكل هذه القوميات» مكتفياً بدور المتروبول. ولقد ع قْ 
هذه الأثناء؛ أنّ ما رأيث فيه مساهفة جديدة وهامة فى التفكير حول القومية: ألا هو تغيّر فهم 
الزمن, كان مُفْتَقِدَا على نمو واضج نظيره الضروري: تغيّر فهم المكان. وقد دفعتئ أطروحة 
دكتوراه لامعة قدّمها تُونْفشاي وينيشاكولء المؤْرّخ التايلندي الشاب. إلى التفكير فيما قدّمه 
رسم الخخترائط والمصوّرات الجغرافية من مساهمة في تشكيل الخيال القومي. 

هكذا يعمد الفصل الذي يحمل عنوان "التعداد. الخارطة. المتحف" إلى تحليل الطريقة 
الديالكتيكية واللاواعية التي ولَدَتْ فيها الدولة الكولونيالية في القرن التاسع عشر (والشاساة 
الن شجّعها جهازها الفكري) قواعد أو تو القوميات الن نهضت ف النهاية لمقارعة تلك الدولة. 
بل إن يعقدور المرء أن يصل حدّ القول إِنْ تلك الدولة قد تميّلت خصومها امحليين» كما في حلم 
نبوئيٌ مشؤوم؛ قبل أن يبرزوا إلى حيّز الوجود التاريخي بوقت طويل. ولقد أسهم ما ينطوي 
عليه التحداد من تكميم بحرّد/ إدراج للأاشخاص في سلاسلء وما تمثله الخارطة من ل 
للفضاء السياسي إلى لوغو (رمز أو شعار) نهائيٌّ؛ وما يشير إليه المتحف من نَسَب "مسكونيّ" 
مدنّس. في تشكيل هذا الخيال ذلك الإسهام المترابط المتداخل. 

ويرجع "الملحق" الثاني في أصله إلى معرفن المَذِلة أن قد استشهدثٌ برينان في العام 1983 
من دون ن أن أفهم قط ما كان قد صدر عنه بالفعل حيث اعتبرتُ ما كان غريباً ماما في المحقيقة 
جرد شيء منطوياً على مفارقة ساخرة. كما دفعن الإذلال أيضًا إلى تبيّن أنن م أقدم أي تفسير 
معقول للكيفية ال تتخيّل بها الأمم البازغة حديثاً أنها أمم قديمة أو الأسباب ال تدفعها إلى 
ذلك. فما تعتبره معظم الكتابات العلمية هراءً ميكافيللياً. أو تهوهاً برجوازياء أو حقيقة تاريخية 
ميتة نُبسّت من القبر؛ بات يسترعي اهتمامي الأن بوصفه أشدّ عمقاً من ذلك وأكثر أهمية. 


21 


المجماعات المتخيّلة ... 


لنفترض أنَّ "القِدّم" قد كان, في ظرْفٍ تاريخي معين, تلك العاقبة الضرورية ل"الجدّة"؟ فإذا 
ما كانت القومية» كما أفتزض. تعبيرا عن شكل من الوعي متغيّر ذلك التغيّر الجذري. أفلا 
ينبغي لإدراك تلك القطيعة؛ والنسيان الضروري للوعي القديم. أن يخلقا سردهما الخاص؟ 
ومن هذا المنظور يبدو تهويم العودة إلى الأسلاف والأصول الذي يميّر معظم الفكر القومي بعد 
عشرينيات القرن التاسع عشر ظاهرة ثانوية مرافقة؛ والمهمَ حقّاً هو ذلك النراصف البنيوي بين 
0 اناك القومية ما بعد عشرينيات القرن التاسع عشر ومنطلقات السيرة والسيرة الذاتية 
يثتين وأعرافهما. 
0 وبصرف النظر عن الفضائل أو العيوب الن قد يثبت "الملحقان" أنهما يشتملان عليهاء 
0 كن لكل مهنا حدوذه اخاضة:: فمعطياة: “التعنان. الخارطة: المتحف"؛ مُسَمَدّة جميعاً 
من جنوب شرقي آسيا. فهذه المنطقة تتيح من بعض النواحي فرصاً مدهشة أمام التنظير 
المقارن إذ تضم أنحاءَ كانت قد استعمرتها في السابق القوى الإمبريالية العظمى جميعها تقريباً 
(إنفلتراء فرنساء هولنداء البرتغال؛ إسبانياء الولايات المتحدة) كما تضم سيام الن لم تُسْتَعْمَر. 
ومع ذلككء فإِنّه يبقى أن نرى إِنْ كان تحليلي يصمّ على بقية العالم» حتى لو كان مقبولا بالنسبة 
هذه المنطقة. وما بده في الملحق الثاني من مادة أمبريقية ضئيلة إنما يرتبط بأوروبا الغربية 
والعالم المجديد بصورة تكاد أن تكون حصرية» وهما منطقتان تُمَدُ معرفي بهما تلك المعرفة 
' السطحية تاماً. غير أن التزكيز كان ينبغي أن بمضي في تلك الوجهة لأنَّ أولل ضروب النسيان 
القومية كانت قد ظهرت فى هاتين المنطقتين. 


بندكت أندرسن - شباط 1991 








مقدمة الترجمة العربية . . . 


عزمي بشارة 


من دون مبالغة: 

كيف أصبح كتابٌ يفطي هذا الكمّ الواسع من الموضوعات عا لا يتجاوز المئتين من الصفحات 
سهلة القراءة مصدرًا جامعيًا وفكريًا لا غنى عنه في دراسة ظاهرة القوميات الحديثة؟ لا شك 
أن عنوانه كان أحد عوامل شهرته. ولكن العنوان يساعد في نشر الكتاب وليس فى تحويله إلى 
مصدر أكاديمي جدي ثرجم إلى 30 لغة. ولا تنتهي التحديات الِن يقدمها هذا الكتاب بهذه 
الظاهرة. فقد قدم تحديًا أكبر من ذلكء إذ إنه أصبح مصدرًا جامعيًا مع أنه لم يطبع من قبل دار 
نشر جامعية؛ (لكن فبرسو الإكليزية تبقى دارًا محتزمة). ولم تُطبّع ترجماته في دور نشر جامعية 
إلا في حالتين: إحداهما الجامعة المفتوحة فى تل أبيب؛ (والن طلب من حاضر يساري أن أكتب 
مقدمتها قبل ستة أعوام). فعمومًا اهتمت دور نشر من خارج المؤسسة الأكاديمية في "الغرب" 
و"الشرق" ومن خارج المؤسسة بشكل عام بطباعة الكتاب. ومع ذلك قلما حظي كتاب بأن 
يصبح وبيحق مقررًا جامعيًا بدهيًا على قوائم الأساتذة والطلبة فى المجامعات. 

لدينا كتاب يقول عنه مؤلفه إن منهجه أكثر لبرالية من أن يكون ماركسيّا وأكثر ماركسية 
من يعد لبراليًا. وبرأيي فإن هذا الالتباس هو بالضبط مصدر غنى الكتاب وقوته. 





الأقمناقات المتشئلة» ١‏ : 


اشتهر كتاب بندكت أندرسن فى ثمانينيات القرن العشرين وتسعيناته؛ في مرحلة صعود 
النقاش حول القوميات في وسط أوروبا وشرقهاء مع أن دافعه لكتابته كان نشوب حروب أخرى 
بين دول اشتراكية في اهندٍ الذتينية كما سوف نرى. ولكن التاريخ القريب المتمثل بانحلال الاتحاد 
السوفين والمنظومة الأزرؤبية الشرقية عاد وأكد منطق «الجماعات المتخيلة» حتنى أكثر عا 
توقع كاتبه. وقد سبق أن :اولثْييزإلإ[م موضوغي القومية والمجتمع المدني في تلك الفتزة عللاً 
أنه ليس مفارقا بل تلازم نظرى, ومفهومي» وليس حتى تاريخيًا فقط. وذلك ف فصل خاص 
من كتابي الصادر عام 1996 بعذجا:! «امجتمع المدني - دراسة نقدية». وقد تطرّقت هناك إلى 
قبل أندرسن وبعده موضوع المقلامة هناء واكتفيِؤابالا#بارة إلى الفصل عن الفكرة القومية في 
كتابي ذاك. 

عند وضع كتابه فى السياق التاريخي لا يكتفي أندرسن دتوإضع اليإحث الجدي. فهو يقول 
عن كتابه بنبرة نقدية: إن أهميته العالمية أو عالمية ازتشاره تعود لأله صداا أوله بالإنغليزية الي 
تعمل حاليا كنوع من لاتينية ما بعد عهد الكنيسة. ولو أن الكاثاب اير ق هانوى أو تبرانا للفه 
النسيان. ومن المفيد أن يقرأ بعض المتقفين العرب هذه الملاحظة حين يسرعون للاحتفاء بأي 
ليضع حتى الشهرة الأكاديمية لكتابه في سياق هيمنة اللغة الإنغليزية. مع أنه كتاب جاد ويحدد 
لو صدر بأية لغة كانت. 

لقد سدّ هذا الكتاب ثغرة كبيرة بين النظريات الي تعتبز القومية إثنية حدثة كما يعتبرها 
أمثال أنطوني »هعيث حاليّاء وتلك ال تعتبرها بحرد إيديولوجية برجوازية كما يفعل ذلك 
منظرون ماركسيون لا يمعكن حصر عددهم.ء وثالثة تعتبرها نتاج امجتمع الصناعي كما فى حالة 
انرست غلنرء ورابعة تضع لها تعريفات حديدية منزوعة من سياق تاريخي ومعممة على العام 
بأسره كما فعل جوزيف ستالين مثلا في كتيب عن مسألة القوميات». وخامسة ترى فيها يجرد 
أنخواع عاير كما قعل يقن دورج هن اليمين وهويسبلوم هن اليبارطلل قن هنا أطلم عمل 
بحثي تخصصي أمين. ورؤية نظرية ثاقبة لا يمكن الاستغناء عنه في دراسة القومية والهوية في 
العصر الحديث. 
كهذاء ونأمل أن تساهم هذه المقدمة 6 تخصينه أكثر ضد الاراء المسبقة (ال تذم أو تمجد بناء 
على موقف سياسي إيديولوجي» أو حنى شخصيء من دون أن تقرأ). وسوف نتطرق إلى نقاط 
القوة الكثيرة وإلى نقاط الضعف القليلة. الهامة منها فقط. 





مقدمة الترجمة العربية ... 
الجماعات المتخيلة. وكتاب «الجماعات المتخيلة» 


حول التعريف: 

حين تناقش مساألة القومية غالبًا ما يتمحور الحديث على تعريفات القومية. ويعرد 
انتشار هذه العادة عند مناقشة مثل هذه المواضيع يوضح للأسف الفقر النظري فى الإنتاج 
حول القومية. وكما سبق أن أوضح المفكر اللبرالي يشعياهو برلين في مقالة هامة له حول 
القوميةلتأ. لا يتناسب هذا الفقر النظرى مع كونها إحدى أهم ظواهر الحصر الحديث 
الاجتماعية والسياسية. يقول مؤلف الكتاب: «ففي كل عام تقريبًا تعنزف الأمم المتحدة 
بأعضاء جدد. وكثيرٌ من «الأمم القديمة». ال كانت تسب أنها متماسكة عاماء تحد نفسها إزاء 
تحدٌ تطلقه قوميات «فرعية» داخل حدودها. قوميات تحلم بأن تخلع عنها هذه الفرعيّة في يوم 
سعيدٍ من الأيام. والواقع واضحٌ تماماً: إن «نهاية عصر القومية»». الن لطالما جرى التبشير 
بهاء لا تلوح في الأفق ولو من بعيد. بل إِنَّ الانتماء إلى أمَة هو القيمة الِن تحظى بأكبر قَدْرٍ من 
الشرعية الشاملة في حياة عصرنا السياسية». 

والأهم من ذلك أن القومية لا تعرّف ذاتها فحسب. أي لا تعرّف فقط تلك الظواهر الحددة 
ذاتيًاً على أنها ظواهر قومية؛ مثل الدولة القومية والسياسة القومية والآدب واللفة الخ. بل لا 
توجد ثورة حديثة ناجحة إلا وعرّفت نفسها في النهاية بأدوات قومية. ينطبق ذلك على الثورة 
الصينية وعلى الثورة الفرنسية وغيرهماء وقد ثبت أنه ينطبق أيضا على الاتحاد السوفين 
والدول الن تعرّف نفسها كاستمرار لملكيات سلالية قديمة. مثل بريطانيا الن تثبت في القرنين 
الأخيرين وقبل ذلك وفي كتابتها لتاريخها وتعريفها للفتها وإسقاطها على التاريخ أنها رعا تكون 
الاكثر قومية» رغم أن منظريها المحافظين هم الأكثر إنكارًا لقوميتها. وحتى ماركس عندما 
دعى كل بروليتاريا إلى أن تحسم الأمور مع برجوازيتها الخاصة؛ ماذا قصد بنعت برجوازيتها 
ب»الخاصة»» ألم يكن المقصود برجوازيتها الوطنية أو القومية؟. 

وللتدليل على الضعف النظري في دراسة القومية يستخدم الكاتب مأزق التعريفات الذي 
يعبر عن شبه استحالة تعريف القومية مع أنها ظاهرة قائمة موجودة يدركها الجميع؛ ولا 
يتفقون على تعريفها في الوقت ذاته. ومع حفظ الفارق في الموضوع والسياق. ولغرض تصوير 
الإشكالية هذه نقول: إن صعوبة تعريف الدين مثلا لا تقلل من أهميته. كما لا يقلل من 
أهميته نقد أسأطيره عند نقاد الدين. 

يستعين أندرسن عنظرَيّن بريطانيين عا جا الموضوع من منطلقين منهجيين ختلفين وبذلا 
جهدًا نظريًا كبيرا فكتب: «وها هو هيو سيتون-واطسن. مؤلف أفضل وأثمل نص حول 
القومية في اللغة الإنفليزية؛ ووريث تقليدٍ شاسع من التأريخ وعلم الاجتماع اللبراليين» ها هو 
يلاحظ بحزن أنه يجد نفسه منساقا إلى استنتاج مفاده أن من غير الممكن تدتر أي «تعريف علميّ» 
للأمة. مع أنّ الظاهرة كانت موجودة ولا تزال. أمَا توم نايرن؛ مؤلّف كتاب «تفكك بريطانيا» 


المجماعات المتخيّلة . . . 


الذى شق سبيلاً جديدًا في تناول هذا الموضوعء ووريث تقليدٍ لا يقل شساعة عن التأريخ وعلم 
الاجتماع الماركسيين؛ فيلاحظ صراحة «أنّ نظرية القومية تمثل إخفاق الماركسية التاريخي 
الكبير». 
لا يقبل أندرسن ما يكتبه دارس ماركسي متعاطف مع القومية مثل توم نايرن من أنْ 
«القومية» مرض التاريخ التطوري الحديث . . شأنها شأن «العصاب» ندى الفرد. حيث يكتنفها 
إلى حدٌ بعيد الإبهام الجوهري ذاته. وتتمتع بالقدرة الأساس ذاتها على التدهور والتحول إلى 
ضرب من الخبل» الذي يضرب بجذوره قْ معضلات الضعف والحعجز المنتشرة قٍْ معظم أرجاء 
العالم . . وال لا دواء لها بوجه عام. ويرد أندرسن في نهاية الكتاب على مثل هذه الادعاءات غير 
الصحيحة أولء وغير المفيدة في فهم القومية برأيه تانيّاء كما يرد على تحميلها ما لا تحمل بقوله: 
«غير أنه لن يكون بالإمكان القيام بأيّ شيء مفيد للحيلولة دون مثل هذه الحروب [يتحدث.هنا 
عن الحرب بين فيتنام والصين على أثر اجتياح الصين كمبوديا) أو الحدّ منها ما لم نتخل عن 
خرافات مثل الخرافة ال تقول إِنْ «الماركسيين كماركسيين ليسوا قوميين». أو «إِنْ القومية 
مرض من أمراض التطور التاريخي الحديث». ونبذل بدلا من ذلك ما بوسعنا لكي نتعلم تحربة 
الماضي الواقعية والمتخيّلة». 
1 ولذلك يقول أندرسن: وإنه لمما يجعل الأمور أسهلء فى اعتقاديء. أن نتعامل مع القومية 
على أنها من قبيل «القرابة» و»الدين»» وليس «اللبرالية» أو «الفاشية» . . . إليكم» إذاء هذا 
التعريف للآمّة, الذي يقترحه أندرسن كما يقول بروح أنثروبولوجية: الآمة جماعة سياسية 
مُتَخَيّلَة حيث يشمل التخيّل انها عدّدة وسيّدة أصلاً. " 
هذا التعريف هو عنوان الكتاب وهو أحد أسباب جاذبيته وانتشاره أيضًاء وغالبًا ما تشتهر 
كتب بسبب عناوينها المصاغة كأنها خرجت من يدي «كوبي رايتر» موهوب. ولكن هذا الكتاب 
القصير والنقدي يقدم جديدًا من الناحية النظرية ولا يكتفي بجاذبية العنوان. إنه مؤلف من 
مئ صفحة لا حشو فيهاء وفي كل جملة مضمون يساهم في توضيح فكرة. ولذلك ينجح في 
معالجة هذا القدر من المواضيع بهذا الإيجاز. ومع أنه ليس كتابًا شاملاً عن الظاهرة القومية, لا 
بالمعنى النظري ولا التأريخي. إلا أنه يعج باللمعات الفكرية. ويعتبر ذلك التحريف من أهم هذه 
اللمعات. هنا علينا أن نفحص المفاهيم؛ أو العناصر المفهومية» المكونة لهذا التعريف: 1] جماعة, 
2] متخيلة» 3] يشمل تخيلها أن لها حدود» وأنها سيدة أو ذات سيادة. 
الغريب أن أندرسن لا يتوقف هنا طويلا ليشرح للقارئ؛ رعا لأن اهتماماته ليست نظرية 
أساسًا (خلافا لاهتمامات كاتب هذه المقدمة)» ورعا لأن الفرق بين مفاهيم مثل جماعة وجتمع 
تعتبر عنده أمرًا مفروعًا هنه. المجماعة (/طاتصتاتصحهمء) وال كان مكنا أن نترجمها إلى «أهل» 
(وهكذا استخدمها شخصيًا في كتابن منذ عام 1996 فأقول: «دبمقراطية أهلية» مثلاً) لولا 
أنها في العربية تعن الوالدين أيضًا وليس فقط العائلة بالمعنى الموسع القريب من مفهوم 
((المتاتسصحمم ,القطءكت زع دعت) السوسيولوجي. ولكن كلمة «أهل» أقرب إلى المفهوم من 





مقدمة الترجمة العربية . . 


كلمة «جماعة» العربية» ال لا تحمل بالضرورة دلالات المفهوم. ولذلك يلزمها بعض التوضيح 
عند استخدامها للتدليل عليه بالعربية. فاللقصود هو جماعة أوّلانية» وشائجية (1:20:0121وم) 
يولد الإنسان ويُعَرّف بصفته عضو فيها. وهكذا يتعرّفُ على جزء كبير من وظائفه ومراحل 
حياته باعتبارها مشتقة من الجماعة ال يحملها في داخله وتحمله يٍِ داخلها. والأمر الأهم كِ 
تعريفها التاريخي يتمثل في أن الإنسان عضو فيها وليس فردًا مستقلاً بقراراته الذاتية» خلافا 
لا نعرفه وتبلورت إليه فيما بعد شخصية الفرد القادر على تشكيل اتحاد أو بجتمح أو جمعية 
بالتعاقد. أو بافتراض التحاقد. إذ يُعتبّر انتماءه للجماعة المكون الأساس في شخصيته. وطبعًا 
هذا تعريف نظري يصلح لأنموذج. فلا توجد ظاهرة تاريخية نقية كما المفهوم. ولنفكر بالعشيرة 
والقبيلة من بقايا هذه الظواهر في عصرنا رغم كل التغيرات. وقد تغيرت» وتغيرت علاقة 
الفرد بها. المفهوم المقابل طبمًا هو مجتمع (221ط 15اءوء6 ,تزاء50©1). وهو الذي يفترض الوجود 
التاريخي للشخصية الفردية القادرة على الاتحاد والتعاقد بين أفراد لا تنظمهم علاقة تراتبية 
أو غير تراتبية «طبيعية» بالولادة والانتماء. ولا نريد المخوض هنا في مدى إمكانية وجود بجتمع 
بالتعاقد المفترض فقط. من دون جماعة أو انتماء أهلي للمجتمع ذاته. ولكن علينا أن نتذكر 
أن الظاهرة ليست نقية كأغوذجها النظري الذي يحاول تمييزها من غيرها. ولا غنى عن الأغوذج 
النظري ليس في فهم الظاهرة كلهاء بل في فهم ما يميزها من غيرها. 

ما يهمنا هنا هو أن الانتماء إلى القومية موجب هذا التعريف هو انتماء من نوع الانتماءات 
إلى جماعة, إلى «أهل» أو «أهلية». إنه من نوع الانتماءات الى تتضمن تعريفا للذات وللهوية 
وولاء شخصيًا وعبة واستعدادا للتضحية . . أندرسن يتطرق طبعا لقولة «المصلحة القومية» 
في نهاية الكتاب بسخرية» مؤكدًا أن ما عير مثل هذه العلاقات هو الحبة وليس المصلحة. ولذلك 
لا بخطئ المنظرون القوميون بصياغتهم المحبة كرابط قوميء فهي كلمة أخرى تعجر الانتماء . 
وهذا ليس وصفا رومنسيًا ولا أدبيّاه بل وصف لطبيعة علاقة الانتماء إلى جماعة أهلية. ولكن 
من هنا بالطبع؛ أي من عدم الارتياح لطبيعة علاقة الأفراد الحديثين بها كعلاقة بجماعة وليس 
عجتمع؛ تنبع غالبية النقد الموجه للقومية؛ وللإيديولوجية القومية» حتى من دون أن يدري 
النقاد. لأنهاء أي القومية. تستثمر هذه الظاهرة غير الفردية: كما يمكن القول في الميمنة على 
الأفراد. وسوف نعود إلى هذا الموضوع لاحقا. ولكن قبل ذلك ننوه منذ البداية إلى أن الرابط 
القومي. مثل أي رابط آخرء يُستخدمُ مثلاً في التحشيد للمشاريع الوطنية الكبرى وللسلام 
وللحرب أيضاء من قبل القوميين وغير القوميين؛ الذي يصبحون فجأة قوميين في مثل هذه 
المفاصل . . ومن المفيد على سبيل المثال لا اللمخحصر تذكر الخطاب الستالين إبان المحرب العالمية 
عن «الوطن الأم»؛ و»روسيا الأم» الثانية» لكي لا ندخل فى تفاصيل أكثر. 

لا يضحي الشخص من أجل تعاقد. قد يَفْثّل من أجل تعاقد. أو من أجل مصلحة. 
وهذا من الأمور الدارجة في التصور اليومي للقتلة . . ولكنه لا يُقتل من أجلهاء ولا يذهب 
للحرب والتضحية دفاعًا عن اتحاد أو نقابة أو جمعية أو حزب . . (إلا إذا توافرت علاقة انتماء 





27 


المجماعات المُتخيّلة ... 


ها أيضًا). العلاقة الرفاقية الأفقية ال تفرضها القومية كجماعة» (وفرضتها الطبقة أحيانا 
قبل أن يصبح النضال مطلبيًا مصلحيًا خالصًاء أي حين كان يعبّر عن الانتماء للطبقة بشراكة 
في الإمان بقيم معينة)» العلاقة الن يفترض فيها نوع من المساواة في الأمة. حتى حيث لا 
تسود مساواة, هي حقيقة القومية» وهي خداعها في الوقت ذاته. هي المحقيقة وهي الضباب 
الإيديولوجي ال يغلفهاء وهذا أصل التوتر الدائم بينهما. 

يتضمن الانتماء إلى القومية نوعًا من المساواة المفترضة بين البشر في إطار غير متساو. 
فتتحول إلى أداة دمقراطية تدفع نحو الطموح للمساواة. كما قد تتحول إلى غطاء دبماغوغي 
شعبوي لانعدام المساواة. هذه جاذبية القومية. هذه فرصتهاء وهذا خطرها. 

سفرك كر كن الاركسنين نان اسعناه الاين التقشية يقل متها يفكك اليس 
الإماني الإيديولوجي. وحين يكثر الحديث عن المنهج العلمي في الماركسية. ولكن في الحقيقة لا 
أحد مستعد أن يناضلء, ناهيك عن أن يضحيء من أجل منهج. وهذا أمر طبيعي وغير عثر 
برأينا. فالمنهج العلمي موجود في الماركسية ويدفع للبحث عن القوانين والنظريات لفهم المجتمع 
والتاريخ. وتوجد مناهج علمية غير ماركسية أيضًا. ولكن المنهج العلمي يمنح فهمًا ولا يمنح 
معنى للحياة: ناهيك معنى للموت. 

ولكن القومية ليست جماعة صفيرة يعرف الفرد أفرادها شخصياء أو يعتقد أنه يعرفهم 
كامتداد لشيء يعرفه بموجب قرابة الدم مثلا كما يفترض بالجماعة العائلة الممتدة والقبيلة أو 
الحارة. القومية هي إِذَا جماعة متخيلة؛ يتصورها المرء فينتمي إلى الآلاف والملايين من الناس 
المنتمين إليها أيضًا من دون أن يعرفهم أو يرتبط بهم برابطة طبيعية» ولكنه قادر على 
تخيل رباط كهذا. وكونها متخيله لا يقلل من انتمائه لاء بل بالعكس رعا يضطره التخيل» 

أو تضطره ضرورة التخيل إلى تقوية وشحذ هذا الانتماء بخيال أرفع وبوسائل أرقى. قد ينتج 

الانتماء المباشر (غير المتخيل) لجماعة مباشرة (غير متخيلة) تعبيرات فنية وجمالية في إطار 
الانتماء مثل عارسة المواسم والاحتفاليات والطقوس والشعائر وغيرهاء ولكنه لا ينتج أدبا 
ولا موسيقى راقية مثلاًء ولا ينتج علاقات حقوقية . . لا يعالج أندرسن هذا التأسيس النظري 
لحقيقة التخيلء وطبعًا لا يعالح فى الكتاب كيف ترداد الجماعة المتخيلة أهمية وواقعية كلما 
تفككت الجماعة المباشرة انحلية. لأنه حين تتفكك جماعة الانتماء المباشر تقوم الجماعة المتخيلة 
بالمهمتين: المهمة التعويضية عن المجماعات الحميمية الأهلية الن اندثرت». ومهمتها الحديثة 
المتمثلة بإقامة جماعة سياسية تسعى نحو الوحدة والسيادة بتأسيس الكيانية السياسية كما 
سوف نرى. 

الجماعة المتخيلة ليست جماعة خيالية؛ بل حقيقية وواقعية» وليس فقط لأن فعلها 
وتأثيرها كذلك؛ بل لأن تخيلها بحري بأدوات واقعية؛ قائمة. فالناس فى هذه الحالة لا يتخيّلون شينًا 
من العدم وبواسطته. فتخيلها يحتاج إلى أدوات ناشتة تاريخيّاء كما تتشكل المُتَخيّل بهذه الأدوات 
من عناصر قائمة. 





مقدمة الترجمة العربية . . 


يجدد أندرسن إذ يثبت أن هذه الأدوات قد تكون هي التمايز اللغوى وقد تكون أمور أخرى, 
أي أن العناصر والأدوات المكونة للجماعة المتخيلة ولعملية تَيّلها تختلف . . ولكن اللغة المطبوعة 
كانت شرطًا ضروريًا. ومنذ تم تخيّلهاه أي صنعهاء أولاً بواسطة اللخة المطبوعة من خلال اللقاء 
التاريخي بين اكتشاف المطابع والرأعالية في عملية الاستثمار في الطباعة والتسويق في دار النشر 
والصحيفة . . منذ نهوض اللغات المحلية المطبوعة بدل اللاتينية المقدسة. نشأت اللغة القومية, 
ومنذ أن نشأت الوحدات الجمهورية الأميركية ال تعتمد على الحدود الإدارية الكولونيالية في تخيل 
ذاتها كجماعة في حدود سياسية نشأ غوذج معياري, قابل للنسخ والقرصنة. وأصبح أفوذجًا قابلاً 
للتفاعل الثقافي والسياسي مساهمًا في تخيل المجماعة القومية في مناطق أخرى من العالم . 

ولكي يوضح أندرسن ما يقصده ب»متخيلة» فإنه يضعها فى تعارض مع فهم غلنر 
لاختراع الأمم والشعوب ععنى التداع فيقول: «يقدّم غلنر بشيء من الحدّة ما يمكن مقارنته 
بها يقدّمه رينان» حيث يقرّر أنْ «القومية ليست يقظة الأمم على وعي ذاتها: إنها تخترع الأمم 
حيث لا وجود لها». غبر أن العيب في هذه الصياغة يتمثل فيما يبديه غلنر من قلق حين يبيّن أن 
القومية تتخف وراء مزاعم زائفة ما يدفعه لتحويل «الاختراع» إلى «تلفيق» وأزيكة وليس 
إلى «تميّل» و»خلق». وبذلك يكون ما يعنيه أنّ هنالك جماعات تمتاز عن الأمم إذ تقارن معها بأنها 
«حقيقية». والحال» أنّ كل الجماعات الن تفوق في حجمها حجم أبسط القرى القائمة على 
التماس والاتصال المباشرين (ورعا هذه القرى أيضًا) هي جماعات متخيّلة» . 

لدينا هنا ليس فقط مييز بين المتخيل والخيالي؛ بل توضيح مهم لأغراض الكتاب ويتلخص 
بأنه إذا كانت القومية جماعة متخيلة. فليست كل جماعة متخيلة هي قومية. فالطائفة الدينية 
إذا عبرت حدود القرية أو البلدة» وإذا كان مكنا تصور الانتماء لها كما لو كان انتماء لجماعة, 
فهي جماعة متخيلة. الجماعة الدينية أو الطائفة كجماعة عابرة للقارات والحدود هي أيضًا 
جماعة متخيلة عتد أندرسن, ولكنها في حالة أوروبا انهارت بانهيار أدوات تخيلها: من انحسار 
اللاتينية كأداة تواصل للانتلجنسيا وحتى تراجع سلطة الإكليروس على خيال العامة وزمنهم 
وأجندتهم . . المسألة إذا ليست الفرق بين جماعة متخيلة وأخرى غير متخيلة, »بل الموضوع هو 
ما الفرق بين جماعة متخيلة وأخرى متخيلة أيضاء أو: ما أنواع الجماعات المتخيّلة؟. 

وهنا عمليًا نؤكد أن اعتبار القومية جماعة متخيلة لا يكفي لتعريفهاء أى للتعبير عن 
خصوصيتها. ويلزم للتخصيص والتعيين أمران أساسان آخران: الأول أدوات التخيل الت 
يحلب أندرسن فيما بعد أمثلة عليهاء وثانيًا تخيل حدود الجماعة. لا بمكن تخيل القومية كجماعة 
بلا حدود. والحدود. أي تخيل المحدود. هو بداية تعريف الخختصوصية . . حدود سياسية إدارية, 
حدود لفوية» حدود جغرافية . . ولكن أكثر التعريفات خصوصية للقومية هو تيلها سيّدة, 
أى ذات سيادة» وذات إرادة سياسية . . وهو البعد الكفيل بتعريف القومية وإعادة تعريف الأمة. 
وهو البعد الذى يجعل اللقاء بين فكرة الأمة وفكرة القومية أمرًا طبيعيًا. ونمن ننضيف هذه 
الإشكالية هنا مع أنه ليس من مواضيع الكتاب» ونعتبر غيابه أحد نقاط ضعفه. ورعا يعود 


20 


الجماعات المُتخيّلة . . . 


سبب الاهتمام عندنا إلى الفارق اللغوي بين القومية والآمة؛ والفارق بينها كظواهر تاريخية وكيف 
أصبحت القومية شرط تشكل الأمة الحديثة ذات السيادة. 

الادوات ال تهمنا لفهم الكتاب وموضوعه حديثة: رأعالية الطباعة وفكرة الحدود والسيادة. 
كلها أفكار حديثة» فتخيل إرادة سياسية لشعوب لم يكن ممكنًا في عصر الإمبراطوريات؛ ولا في 
عصر الملكيات المطلقة الن في عهدها بدأت تتضح حدود بعض القوميات الأولى (قبل القوميات 
الإمبراطورية وتلك الن نشأت في ظلها على حد سواء). بل لم يكن ممكنًا تخيل مفاهيم الأمة 
السيدة من دون مفاهيم الحرية ومن دون الإطاحة بفكرة السلالات الملكية ذات السيادة. 

من أهم ماثر الكتاب للقارئ العربي أن ميدان بحثه وأمثلته لا تأتي من مناطق مألوفة في 
تشكل الوعي القومي المعهودة مثل أوروبا والبلقان والحالات العربية والنركية. ومع أنه يُضي 

. بحق بعض الوقت الثمين في تحليل بحريات التفكك القومي لإرث إمبراطورية آل هبسبورغ وتشكل 

القومية امحرية كعملية انفصالية (لابد أن تذكر القارئ العربي النبيه بالعلاقة العربية الحثمانية) 
داخل بنية الإمبراطورية المقدسة مع وجه الشبه بين التنزيك والألمنة في الإمبراطوريتين؛ لكنه 
سرعان ما يعود إلى بحال اختصاصه وهو شرقي أسياء حيث يستعرض نشوء القومية في سيام 
(تايلند) وإندونيسيا والهند الصينية. والأهم من ذلك كله؛ وقبل ذلك كله؛ أنه بحلل نشوء قومية 
المستوطنين ضد الدولة الأم في أميركا الشمالية» وفي أميركا المجنوبية بشكل خاصء ويعتبرها 
بشكل مفاجئ غوذجا مبكرًا لتشكل القوميات والأمم الحديثة في اللجمهوريات. وذلك خلافا لما 
هو مألوف من ارتباك في استخدام مصطلح القومية لوصف حركات هذه الشعوب عادة. 

وخلافا للنظريات الآوروبية عن القومية الي تعتبر قوميات وسط وشرقي أوروبا رائدة» 
يعتبر الكاتب القوميات النفارية والتشيكية والبولندية جيلاً ثانيًا وثالثًا من القوميات» وأن 
قوميات أميركا الشمالية والجنوبية قد سبقتها إلى التشكل. ومن هنا يعنُونُ أحد الفصول 
الرئيسة في الكتاب أي فصله الرابع ب»رؤاد كريوليون». ْ 

وطبعا يصحب بعدة أندرسن الفكرية التمييز بين القومية والإيديولوجية القومية. ولكن 
برأينا فإن ما يقوله عن قوميات أميركا اللاتينية يصح للإيديولوجية القومية» إيديولوجية 
المحركة, ثم الدولة المعبرة عن جماعة متخيلة بأدوات غتلفة مثل اللقة أو الإقليم وغيرهاء وهي 
مصاغة كيانيًا/سياسيًا. ولكن قبل ذلك نشأت قوميات مبكرة ساهمت في صياغة القوميات 
الأميركية. وهي القوميات في الدول الي تطورت فيها الرأعالية مبكرًا. ففيها فَعَل السوق 
وتوحيد اللهجات والطباعة فعله في توحيدها في أمم. هنا كان دور الإيديولوجية القومية أقل 
أهمية هن دورها في الجيل الثاني من القوميات. ولذلك بدا لأول وهلة وكأن بلدان مثل هولندا 
وإنغلترا وفرنسا هي دول بلا قوميات, وهي في الواقع قوميات مبكرة التشكل. 

يرى الكاتب هذه السياقات ولكنه لا يبلورها كما في هذا الأنموذج الذي نطرحه أعلاى 
والذي يفرق بين قوميات لعبت فيها الإيديولوجية القومية (الواعية لذاتها) دورًا مهما في 
بلورة القومية والأمة؛ والقوميات ال قامت بفعل الدولة الرأعالية المبكرة القائمة على دولة 


30 


مقدمة النزجمة العربية .. . 


الملكية المطلقة؛ ذات الحدود السياسية الواضحة. وعلى السوق والطباعة. وهو لا يقوم عثل 
هذا التمييز لأنه لا بميز بين القومية كظاهرة إيديولوجية ثقافية فكرية (من المتخيل) من 
جهة» والوبديولوجية القومية الواعية لذاتها كإيديولوجية سياسية. وحتى لو كانت الظاهرتان 
متخيلتين: إلا أن الفرق كبير برأينا. وهذا هو البعد الأساس الذي يفتقر إليه الكتاب, ولا يبمكنه 
بالتالي من الرد على ادعاءات منظرين أرستقراطيي النزعة الأنفلوسكسونية مثل إسايا برلين 
وإرنست وغلنرء ولكن بشكل خاص إيلي كيدورع لط الذين ينفون تعرض الشعب الإنغليزي 
والأميركي للقومية. إنهم؛ برأيناء يعبرون بذلك في الواقع؛ ورعا من دون أن يدرواء عن أكثر 
أشكال القومية صلفا وغرورًا في بريطانيا وأميركا وأستراليا وغيرها من مصانع الأساطير 
القومية من الأدب والمسرحيات والمسلسلات التلفزيونية عن وليم الفاتح وإليزابث وهنري 
الثامن وعصري اليزابيث وفكتوريا وتنمية الكبرياء القومي الإنغليزي (قلة من تلاميذ المدارس 
الإنغليز» الذين يعلمونهم أن البارونات الذين فرضوا الماغنا كارتا هم الوطنيون الأوائل» تعرف 
أن هؤلاء البارونات لم يتكلموا الإنفليزية أصلا) . . ومن كتابة التاريخ الأميركي القومي الخرافي» 
من الاباء المؤسسين والحرب الأهلية وحتى هوليوود؛ واعتبار مط الحياة الأميركي قائمًا على 
المواطنة فى الوقت الذي يزداد تشددًا في تعريف ذاته دينيًا وثقافيًا. 

القومية والهوية القومية (ععنى الانتماء إلى الأمة) عند أندرسن هي نتاج تقاطع معقد بين 
قوى تاريخية متعددة في نهاية القرن الثامن عشر. وبالتالي لا يوجد تعريف جامد لمما. والمهم لنا 
أنه لا يميز مفهومياء أو للدقة لا يتطرق إلى الفرق بين مفهوم الأمة (ه206) كمفهوم تاريخي 
أقدم من مفهوم القومية: عرّف في العصور السابقة بالدين أو القبيلة أو كليهما أو غير ذلك» 
ولكنه حمل دائمًا بعدًا سياسيّا. من جهة؛ ومفهوم القومية (وأفضل شخصيًا هنا ترجمتها إلى 
(114هص82]10) وليس إلى (721072[11552): بشرط تمييزها من المصطلح المتداول راعيًا الذى يعن 
الجنسية؛ أي الانتماء إلى دولة بعينها والمتمثل بالمواطنة وجواز السفر) وظاهرة الإيديولوجية 
والمحركة القومية ونقصد (22610221150))» من جهة أخرى. من منظور أندرسن القومية هي 
إها (دمنغهه) أو (دمدتلهده221). وطبعمًا يبقى الأساس فى هذه المالة هو الظاهرة القومية 
ذاتهاء فوجودها أعاد تعريف الأمة في عصرهاء كما أعاد تعريف الهوية والإيديولوجية» والعكس 
صحيح. فنحن خلافًا له نتحدث عن مثلث: الأمة؛ والقومية» والإيديولوجية/الحوية. تشكلٌ 
رؤوسه سوية الظاهرة القومية» وتساعد المخطوط الممدودة بين تمييراته قٍْ عملية التعريف. 
ولكن التعريف هنا هو تطوير نظرى مفهومي لتطور تاريخي هذه الخطوط. 

نقول ذلك لأننا بحد أندرسن أحيانا يستخدم القومية كإيديولوجية والقومية كجماعة 
متخيلة بنفس المعنى. حين يقول إن منظري القومية «كثيرًا ما ارتبكواء كي لا نقول اغتاظواء 
أمام المتناقضات الثلاث التالية: 1) الحداثة الموضوعية الن تبدو عليها الأمم في عين المؤرّخ 
مقابل القدم الذاتي الذي تبدو عليه في أعين القوميين. 2) الكونية الشكلية ال تتّسم بها الهوية 
القومية كمفهوم اجتماعيّ ثقاق حيث كن لكل أحد فى العالم الحديث أن تكون «له» هوية 


31 


الجماعات المتخيّلة . . 


قومية . . مقابل الخصوصية العُضال ال تتسم بها تحلياتها المللموسة» حيث تبدو . . بالتعريف» 
فريدة وفذة. 3) القدرة «السياسية» الي تتمتع بها القوميات مقابل فقرها الفلسفي» بل وعدم 
تماسكها. هنا أيضًا لا كيز أندرسن بين القومية والإيديولوجية القومية؛ فأن تقول إن القومية 
فقيرة فلسفيًا كأن تقول إن العائلة أو الدين فقيرة فلسفيًا. وهو يصحو لذلك في مكان آخر في 
معرض المقارنة بين الماركسية واللبرالية وبين القومية مؤكدأً أنها مقارنة لا تحوز. ويمكن للمرء 
مثلاً أن يكون قوميًا لبراليًا أو ماركسيًا. 

لا بد إذا أنه يقصد الإيديولوجية القومية. ولكن أليست القومية يحكم تعريفها ظاهرة 
إيديولوجية ما دامت متخيلة؟. صحيح. ومع ذلك يبقى هنالك مكان ومعنى للتمييز بين 
الانتماء إلى جماعة متخلية كظاهرة عاطفية وفكرية وثقافية» أي إيديولوجية؛ وتحويلها إلى نسق 
إيديولوجي يعي نفسه ويجب أن تكون لديه طموحات لتفسير الظواهر الاجتماعية متبنيًا فلسفة 
ما . . عندها يمكن الحكم أن فلسفتها تلك فقيرة أو غنية وهي تتحمل مسؤولية هذا الحكم ذلك 
بتحويلها القومية من ظاهرة إيديولوجية اجتماعية ثقافية سياسية إلى إيديولوجية. صحيح 
أن المرء لا يحد منظرًا قوميًا من طراز هوبز أو ماركس أو توكفيء لكن جزءًا من المنظرين 
الكبار كان ينتمي بوعي إلى قومية؛ من دون أن يكون بالضرورة داعية قوميًا. فالقومية ليست 
فلسفة؛ وإذا ادعت ذلك فلابد أنها سوف تكون فقيرة. قد يكون الإنسان قوميًا محنى الشعور 
الكامل بالانتماء إلى جماعة متخيلة حتى لو فهمها وانتمى إليها كجماعة معاصرة:؛ وقد يكون 
قوميًا معنى تحويلها إلى إيديولوجية مثلا في فهم التاريخ برمته كأنه تاريخ قومي يقود إليها. قد 
يكون الفرد المحديث قوميًا في انتمائه» ونقديا تماه القومية كإيديولوجية. 

لا تميب النظريات الفكرية عن أسئلة المعنى: لماذا الحياة» لماذا الموت» لماذا هذا المصير؟ وقد 
عنيت الميثولوجياء وبشكل أكثر عينية نقول: عبن الدين عادة بالإجابة عنها. ورعا كان هذا 
ضعف اللبرالية والماركسية وغيرهما للإنسان الباحث عن معنى. فهما تتجنبان الخوض في 
هذه الأسئلة. ولكن القومية نشأت مع العلمنة وانحسار عملية التدين» وواضح أنها استلمت 
من الدين بعض مهمات الإجابة عن المعنى وأسئلة الخلود وغيرها. ف»قرنْ التنوير والعلمانية 
العقلانية هذا جلب معه ظلامّه الحديث الخاص. والمعاناة ال لعب الإمان الديئ دورًا في تكوينها 
م تختفِ بانحسار هذا الإمان . . وما كان مطلوبًا عندئذٍ هو تحويلٌ علمانيَ للقضاء إلى استمرار, 
والاعتباط إلى معنى. وسوف نرى أنْ قلة من الأشياء وحسب هي الي كانت (ولا تزال) تلائم 
هذه الغاية أكثر من فكرة الأمة. فإذا ما كانت الدول -الأمم تَعَدٌ على نطاق واسع «جديدة» 
و»تاريخية». إلا أن ن الأمم الِن تعبّر عنها هذه الدول-الأمم سياسيًا تبدو على الدوام من ماض 
موغل في القِدّم؛ والأهمّ من ذلك أنها تبدو منزلقة إلى مستقبل لا حدّ له. وسحر القومية هو 
مايحول المصادفة إلى مصير». 

ومن هنا نضيف أنه: كتصوير لذلك وتدليل عليه فإن الصراعات الحقيقية للحركات 
الدينية الأصولية لم بحر بينها وبين اليسار واللبرالية» بل جرت مع الأنظمة والحمركات القومية 


352 





مقدمة الترجمة العربية ... 


العلمانية. وذلك لم يأت صدفة. فالأخيرة هي القادرة على منافسة الحركات الدينية على مستوى 
الموية والمعنى. وهي قادرة على احتواء المتدين والعلماني واللبرالي والديمقراطي في إطار نفس 
الحوية القومية إذا كانت دمقراطية. أما إذا كانت غير ديمقراطية فيعتقد ممثلو القومية أن الولاء 
والانتماء ها لا يوضَعٌ فقط فوق أي حزبية؛ بل ضد أي حربية» عا فيها تحزيب الدين. 


شروط تاريخية: 

كان يجب أن تحدث ثلاث تغيرات أساس في الثقافة والنظرة إلى العالم كي يصبح مكنا تخيل 
الجماعية القومية: 1) تراجع اللغة المقدسة كلغة علم وثقافة ثم أفوهاء مع بقائها لغة الصلاة: 
كما جرى للاتينية (ومع بقاء العربية لغة قومية طبعًاً فإنها لم تختلط بالقداسة فحسب بل بقيت 
مصدرًا حيًا للثقافة الدينية الإسلامية لدارسي القرآن والسنة والفقه والشريعة من غير العرب 
أيضا). 2) تراجُع ثم أفول شرعية حكم السلالات الملكية غير الوطنية الن تحكم بالمصاهرة 
والقرابة والنسبة دولا وبلدانا وشعوبًا عدة في الوقت ذاته. 3) نشوء مفهوم جديد للزمن. يفصل 
هذا المفهوم المجديد زمن التكوين والخطيئة والخلاص الدين عن الزمن اليومي المعاش. ونشوء 
زمن تاريخي جديد في الأذهان. وهو زمن فارغ ومتجانس. ويمكنْ ملؤه بالمعنى. ويمكن خلاله تيل 
مايجري في المحاضر أفقيًاء مثل تخيل أفراد جماعة يعيشون وتخيل ما يقومون به فى الوقت ذاته؛ أو 
تخيلهم يفعلون نفس الفعل فى الوقت ذاته. وما من نشاط ثقافي يكرّسُ وينتج مثل هذا الشعور 
في منشئه التاريخي أكثر من تحرير الجريدة وقرائتها بلغة محلية. فهي وحّدت وتوحّدٌ الزمن 
والأجندات والأحداث والفحل المتزامن جموعة حددة من البشر. وأدبيًا انمككس مفهوم الزمن 
الفارغ المتجانس هذا أكثر ما انعكس في أدب الرواية الذي تطور في نفس هذه المرحلة» والذي 
صوّر. ويصوّر تزامنا حاضرًا أفقيًا بين عدة فاعلين في نفس الفضاء اللغوي. 

ونضيف نحن شرطا رابعًا هو تفكك الجماعة امحلية بفعل الحجرة من الريف إلى المدينة 
وال جماعة المهنية المحرفية في المدينة بفعل تطوارت سياسية وحروب دينية وتطور الصناعة 
الرأعالية . . ونشوء الفرد البرجوازي فى مقابل جماهير (الأفراد نظريًا) العمال المتحررين من 
علاقات التبعية الشخصية للأرض وللسيد مالك الأرضء وبالتالي للجماعة المباشرة. 

في حالة اللاتينية في أوروبا لخة القداسة هي لغة نخبة من محتكري الوساطة مع قيادة 
الكنيسة وبين الناسوت واللاهوت. كانت هذه الانتلجنسيا من رجال الدين ثنائية اللغة أساسًاء 
تعرف لغة علية إضافة إلى اللاتينية. وبتوسط هذه النخبة ثنائية اللغة بين اللغتين؛ فإنها 
تتوسط عمليًا بين السماء والأرض لعالم المؤمنين ذاك. ولكن الجماعة الإكليريكية الن تضمهم 
هي جماعة تراتبية» تبدأ في السماء وتنتهي بأبسط الكهنة ورعيتهم؛ ولا تشكل انتماءَ أفقيًا بأي 
شكل. ولا تعكس اللاتينية تصورات شعبية علية حاضرة وجارية» وليس بوسعها صياغتها كما 
فعل شعر فرجيل في عصر آخر. : 

لم تكن اللاتينية لغة التعليم فحسب, بل كانت أيضًا اللغة الوحيدة الن تُعَلم, ولاحقا اللغة 





الجماعات المتخيّلة . . 


الوحيدة الن تُطبّع. وحصل التحول بين بداية القرن السادس عشر ونهايته. حين صارت 
غالبية الكتب تطبع باللفة المحلية في البلاد الن تنتشر فيها الطباعة. وحالما دخل رأس المال في 
عملية الطباعة ضاق بها سوق اللاتينية. فبعد إشباع سوق ثنائيي اللغة الذين تكلموا اللاتينية 
إضافة إلى اللفة امحلية انتقلت صناعة الكتاب إلى سوق أوسع عددًا بما لا يقاس. وأضيق انتشارًا 
على مستوى القارة. ففالبية البشر في حينه كانت أحادية اللغة» كما هي أحادية اللفة في 
أيامنا رغم «أئمية البروليتاريا» ورغم العولمة. وما زالت وسائل الإعلام والاتصال الحديثة تقوي 
. اللغة امحلية وتوّحِدُ لحجاتهاء كما تفعل وسائل الإعلام العربية المتلفزة حاليّاء إذ توحد اللهجات 
. والاجندات. وومعنى ما توحد الزمن أو التزامن العربي بشكل غير مسبوق في الماضي. تندثر 
لغات أو تنصهر في غيرها ولكن ليس مكناء كما يبدو. لا في عصر الرأعالية ولا غيره» أن تتكلم 
0 البشرية كلها لغة واحدة. «بيد أن هذا الاستغلاق المتبادل بين البشر م يبظ بأهمية تاريخيةٍ كبيرة 
1 إلا بعد أن عملت الرأنعالية والطباعة على خَلْقَ ضروب من جماهير القرّاء الذين يقرأ كل جمهور 
0 منهم بلخته الواحدة» . 
القومية هي إِذًَا أولاً شكلٌ جديدٌ من الجماعة المتخيلة هيا له لقاء تعددية اللغات البشرية 
مع الرأسمالية وتكنولوجيا الطباعة. لقد فرّقت رأعالية الطباعة بين الناطقين باللاتينية على 
قلة عددهم, ولكنها نشرت اللخة المحلية ووحّدتها بين أعداد أكبر بكثير من البشر. وانمرت 
ذلك أكثر من أيى شيء آخر بواسطة جمع اللهجات في بحال أقل اتساعًا من اللاتينية وأكثر من 
اللهجة العادية . . وبسبب تثبيت اللغة واستنساخ الكتاب كشفت إمكانية تخيل ملايين القراء. 
00 كما أضافت استقرارًا على اللغة وقواعدهاء وثبانا وعلى الكلاسيكيات والرموز والوطنية الاو 
0 المصاغة فيها من شعر وملاحم وغيرها . . بمكن هذا الثبات حاليًا من العودة قرونًا إلى الوراء في 
. تاريخ متواصلء ويمكن المقارنة بشكل لم يكن متاحًا قبل الطباعة. كما أدت الطباعة وتوحيد 
اللهجات وقواعد اللغة في إطار حدد إلى بدءِ تبن اللغة كلفة إدارية بواسطة الدولة» لغة الألقاب 
والمراسم والقوانين والأوامر, والوثائق وانحاكم . 

كما ترامن ذلك مع الإصلاح الدين فى ألمانيا ومع تحول دولتية الانفصال الكنسي إلى قومية 
الانفصال الكنسي الإنغليزي عن الفاتيكان. ولم يكن ممكنا تخيل انتشار الإصلاح الدين من دون 
الطباعة. ف»حين علق مارتن لوثر أطروحاته على باب الكنيسة في فتنبرغ عام 1517» طبقت 
بترجمة ألمانية, وانتشرت في كل ركن من أركان البلاد في غضون خمسة عشر يوما. وق العقدين 
بين 1540-1520 كان عدد الكتب المنشورة في المانيا ثلاثة أضعاف ما نُّشِرَ في العقدين بين عامي 
1520-0 وكان ذلك تحولاً مذهلاً لعب فيه لوثر الدور المركزي المطلق. فقد شكلت أعماله 
ما يزيد على ثلث بجموع الكتب المكتوبة بالالمانية والمباعة بين 1518 و1525. كما ظهر فى الفترة 
بين عامي 1522 و1546 ما بحموعه 430 طبعة (كاملة أو جزئية) من ترجمته الكتاب المقدّس 
إلى الآلمانية. «وهذه أول مرّة نكون فيها إزاء قراءة جماهيرية حقيقية وإزاء أدب شعي في متناول 
الجميع. بل إن لوثر بات أول كاتب بين الكتاب الاكثر رواجًا يُعْرّف بهذه الصفة. أو بعبارةٍ أخرى. 


34 





مقدمة الترجمة العربية . . . 


أول كاتب يمكنه أن يبيع كتبه المجديدة برد أن اسمه عليها». 

وتزامن ذلك تاريخيا مع بدأ انهيار شرعية السلالات الملكية الي لا ترتبط بشعب أو مكان بقدر 
ما ترتبط ببعضها عبر أوروباء ولا تتكلم لغة المكان بقدر ما تتكلم اللاتينية أو لفتها الأصلية 
إل قد لا تكون لها علاقة بالمكان الذي تحكم والشعوب الخاضعة لها. لقد انصهرت لغتان لتشكلا 
الإنفليزية المبكرة في البلاط الإنغليزي في مرحلة مبكرة» كما ترجم إليها الكتاب المقدس فى نهاية 
القرن الرابع عشر - في عام 1382 تحديدًا. وفى القارة الأوروبية» ورغم بقاء اللاتينية لغة «رعية» ١‏ 
أو عليا للكنيسة والنخب. صَعُبَ على الممالك الوارثة للإمبراطورية الرومانية الغربية المنهارة» . 
ثم الملكيات المطلقة من بعدهاء أن تحتكر اللاتينية في حدودهاء وكان لابد من بروز وترقية لحجة ١‏ 
حلية أو لهجات إلى مصاف اللغة. وف النصف الأول من القرن السادس عشر بدأت الفرنسية ال 
كانت تعتبر «لاتينية فاسدة» تتصدر لغة البلاط وتحولت إلى لغة رعية للمحاكم. 

وقد غبّرت الطباعةٌ في توحيد اللهجة المحلية ووضع مقاييس اللغة المكتوبة بالنسبة 

للغات لم تكن مكتوبة سابقاء وساهمت في نشر هذه اللفة قراءة وكتابة حالما تحولت إلى صناعة. 
يقول أندرسن: إنه بمعنيّ ماء كان الكتاب أول سلعة صناعية تُنتّج إنتاجًا جماهيريًا ضخمًا على 
الطريقة الحديثة. ويمكن إيضاح المحنى الذي يدور فى ذهن إذا ما عقدنا مقارنة بين الكتاب 
والمنتجات الصناعية الأسبق» مثل النسيج. أو الآجرء أو السكر. ذلك أنَّ هذه السلع تقاس 
كقاديرها الرياضية (بالأرطال أو الأمال أو القطع). ورطل السكر هو بحرد كمية؛ أو وزن ملائم» 
وليس شيئًا بحدّ ذاته. أمَا الكتاب فشيء مميّرء مستقل. ويُعاد إنتاجه عقادير ضخمة:؛ وهو بذلك 
يستبق السلع المعمّرة في أيامنا. 

هنا لا بد أن ننوه مرة أخرى إلى أن العربية (بدرجة أكثر من العبرية ال حُدّتت ووْضعت 
قواعدُها كجزءٍ من مشروع رأى نفسه مشروعًا قوميًا هو المشروع الصهيوني) الن تم تحديثها 
بشكل تدرعي طيلة القرن الثامن والتاسع عشرء ثم جرت طباعتها ونشرهاء بقيت لنة قومية 
ولم مُستَحْدَث كما الفرنسية من اللاتينية» كما لم تتحول اللهجات الغلية العربية إلى لفات . . 
ففي حالة العرب والعربية أصبحت اللغة المقدسة لفة قومية . . ولا شك في أن هذه اللخصوصية 
هي من عوامل اختلاط المتخيل العلماني بالدين؛ وإصرار أوساط واسعة نسبيًا على استخدام 
العربية لتخيل أمة دينية وليس أمة قومية. وطبعًا يبقى هذا الأمرُ سهل المحدوث طاما لم 
يصادف العربي شعوبًا أخرى إسلامية لا تتكلم العربية» ولا يوحدها الخيال ولا الأجندة والزمن 


في العالم أيضًا . . مع أن الطابع الوطئن طغى على طريقة الاحتفال بالأعياد المسيحية بتبنيه 
شبه الرسمي لأغاط من التدين الشعي والفولكلوري» وتبعته بفعل جار حاليًا عملية أمركة في 
ظلال العولمة الاستهلاكية لأعياد الميلاد ورأس السنة). وتتوحد الأمة مع الدين في المحركات 
الدينية الإيديولوجية ال تتصرف وتفكر عفاهيم أمة دينية واحدة. وهذا بالضبط أحد أسباب 
عدم تمكنها من أن تصبح تيارًا رئيسًا في بجتمعاتهاء إلا حين تتحول بالتدريج إلى حركات وطنية 


المجماعات المُتخيّلة . . 


تضع أهدافها داخل حدود الدولة» وتتصرف في سلوكها السياسي البراغماتي كأن الأمة ذات 
العلاقة تقع ضمن حدود الدولة» أو تشترك مع القومية العربية في التعامل مع واقع ومفهوم 
الأمة العربية. 
بعد قرنين من هزعة اللاتينية بواسطة اللغات الغحلية» حتى على مستوى الانتلجنسياء في 
. الموجة الأولى من نشوء الوعي القومي الأوروبي تطورت الموجة الثانية ابن خلقت الانطباع 
القوى بأن القومية تقوم على اللغة أساسًا. لقد تطورت بعض اللغات القومية المكتوبة مثل 
التشيكية والهنغارية مقابل الألمانية» والنرويجية في وجه السويدية؛ والأوكرانية والبلغارية في 
مقابل الروسية . . أي في البلاد الن سادت فيها لغة إمبراطورية مثل الالمانية والروسية. لقد 
وُضِعت قواعد اللفة القومية امحلية في مواجهتها وصدرت معاجمها الرئيسة متأخرة في القرنين 
الثامن عشر والتاسع عشرء وترافقت مع حركة إحياء قومي خاصة في المراكز التعليمية 
والجامعية (هنا ينتبه أندرسن إلى أن يشير إلى مساهمة جامعة القديس يوسف اليسوعية 
في بيروت المتأسسة عام 1875 وغيرها من الأديرة والمراكز التبشيرية فى تحديث اللفة العربية 
وإحيائها. ولنا في الموضوع رأي آخرء أو للدقة إضافي؛ ليس من متسع لشرحه هنا وله علاقة 
بنرابط هذه النهضة الحقيقية في المراكز التبشيرية بنهضة الإصلاح الدين الإسلامي أيضاء 
وببدء تأسيس المدارس العربية في مصر منذ عهد محمد علي). 
0 وقد ترافقت مرحلة الإحياء اللخوي الِنَ اعتبرها هيردر أساس هوية الشعب. مع أبحاث 
. اللغويات السامية واللاتينية والسنسكريتية» والن نزعت القداسة والسماوية عن اللغات المقدسة 
مكتشفة أنها لغات ناشئة تاريخيًا من عائلات أقدم؛ ما زاد في أهمية اللغة انحلية ومساواتها مع ما 
اعتقد أنه لغة مقدسة فثبت أنها تاريخية. وهذا ما مكن لاحقًا حتى من إضفاء قدسية شعورية 
عاطفية على اللفة امحلية اذا اجتمعت مع التاريخ وإنشاء الأساطبر في الخطابة والشعر والنثر 
بافتراضها لغة للاباء المفتزضين. لقد أصبحت اللغةٌ امحلية لغة قومية عندما صار بوسعها أن 
تولدَ هذه المشاعر ذات العلاقة بالانتماء إلى جماعة متخيلة. 
ولكن كيف نفسر الانفصال بين اللفات الطباعية والوعي القومي في العالم الأنفلوسكسوني 
وفي أميركا اللاتينية. حيث تتكلمٌ عدةٌ شعوب متفاوتةٌ الوعي القومي نفس اللغة الإنفليزية أو 
الإسبانية» وكيف نفسّر وعيّا قوميًا متعدد اللغات. كما في سويسرا مثلاً؟. من أجل تفسير ذلك 
يلجأ أندرسن إلى دول النصف الغربي الأميركية ال نشأت بين عامي 1776 و1838: كأغوذج أول 
هذا النوع من الجمهوريات, أو الكيانات السياسية الدولتية غير السلالية» ال ترى نفسها كأمم 
بينما تحمعها نفس اللفة بدول أخرى قريبة. وإلى جانب تعمّقه بنشوء القوميات في جنوب شرقي 
أسيا فإن هذا المبحث هو من مآثر الكتاب كما أسلفنا. 
لقد قاد تحرر هذه البلدان الوطن أبناء المستوطنين الذين يعيشون فى هذه البلاد منذ قرون 
ويتكلمون نفس لغة البلد الأم» أي الإسبانية (والبرتغالية في حالة البرازيل). ويمكن القول إن 
اللغة هنا نم تشكل عاملا انفصاليًا منذ البداية. هذا هو الفرق الأول عما عرفناه عن بلورة 


36 


مقدمة الترجمة العربية . . 


الرعيل الأول من القوميات. أما الفرق الثاني فيتلخص في أن القومية؛ رغم نزعتها غير 
الدمقراطية في كثير من الحالات؛ إلا أنها تقوم عادة على إشراك الطبقات الدنياء وبحمل الأمة في 
السياسة: وتبلور انتلجنسيا ناطقة باعهاء إضافة إلى الطبقة الدنيا. أما في هذه البلدان» فغالبًا 
ما كان التمرد الكريولي من قبل المستوطنين وأرستقراطية الارض من كبار المزارعين موجها 
في كثير من الحالات ضد السكان المحليين وحتى ضد مبادرة الدولة المستعمرة لتحسين وضعهم 
القانوني نتيجة لتغيرات في العاصمة. ف»حين أصدرت مدريد في العام 21789 قانونا جديذداء 
أكثر إنسانية؛ وفصّلت فيه حقوق الأسياد والعبيد وواجباتهم». رفض الكريول تدخل الدولة 
بحجّة أن العبيد مفطورون على الرذيلة . . وأنهم ضروريون للاقتصاد. وفي فنزويلا. بل وفي 
الكاريي الإسباني برمّته؛ قاوم ملاك المزارع القانون وتوصّلوا إلى إيقاف العمل به في العام 1794. 
بل إِنْ امحرّر بوليفار نفسه صرّح ذات مرّة بأنْ ترّدًا يقوم به الزنوج أسوأ ألف مرّة من غرو تقوم 
به إسبانيا. ولا ينبغي أن ننسى أن كثيرًا من قادة حركة الاستقلال ١‏ في المستعمرات الثلاث عشرة 
في أميركا الشمالية كانوا من كبار المزارعين ملاك العبيد. وكان توماس جفرسّن نفسه من بين 
أصحاب المزارع في فرجينيا الذين أثار سخطهم في سبعينيات القرن الثامن عشر إعلان الحاكم 
الموالي تحرير أولئك العبيد الذين لم بمتثلوا لأوامر سادتهم المتمردين». إنها ثورات ملاك العبيد ' 
ضد قانون الدولة الأم الذي قد يقيّدُهم. وقد نمحت مدريد في العودة إلى فنزويلا بين عامي 1814 
و6 لأنها حظيت بدعم العبيد فى الحالة الأولى في صراعها مع الكريول المتمردين. 

لقد غيّرت حركة التمرد والاستقلال رأي بوليفار في العبيد» وأعلن زميله في التحرّر سان 
مارتن في عام 1821 أنّ «السكان الأصليين لن يُطَلق عليهم في المستقبل اسم المنود أو المحليين؛ 
فهم أبناء البيرو ومواطنوها وسوف يُدعَون بالبيروفيين». هنا بمد خليطا بين نزعة تحررية 
تسعى في مرحلة نضجها الوطئ السياسي لوحدة وطنية ضد المستعمر وتشكل وتبن أمة في 
خضم ذلكء ونزعة مستوطنين ملاك عبيد. هم أحفاد الذي أبادوا الحنود المحمر ويبحثون في 
حاضرهم عن المشترك مع طبيعة البلاد. وحتى مع تاريخها السابق في حضارة الأزتيك وغيرها . 
. وقد رافق هذا الخليط الذي تمثل أحيانًا برومانسية تاه طبيعة البلاد. بما فيها السكان الأصليين 
كجزء من الطبيعة: كافة التعبيرات عن القومية في تلك البلاد كما نراها ونشهدها في حالات 
أخرى لثورات انفصالية عن الدولة الأم قادها أبناء تمع المستوطنين. ولذلك فإنه خلال بلورة 
الهوية القومية المحلية تعلم هؤلاء المستوطنين مع الوقت وفي خضم الصراع من أجل الحرية 
والاستفلال أن 50 المشارة في 0 اللتمرد بب, بين سكانه حنم ا أو ابيروفيين 


مشدركة مع البلد الأم. ولذلك كان الرابط إقليميا كوجب حدود الإدارة الكولونيالية وإمكانيات 
التواصلء وذلك في بلاد شديدة التنوع الجغراق والوعورة الجبلية والنهرية؛ وكثيرة الغابات. كانت 
الوحدة الإدارية الكولونيالية هي وحدة التمردء وشكلت بالتالي الوحدة السياسية ذات النرعة 
الاستقلالية. وهي المحدد للقوميات المحديثة هذه. والن كتبت تاريخها فيما بعد ليشمل السكان 


37 


اللجماعات المتخيّلة . . 


:: الأصليين. 
1 وعلينا أن نضيفء لسياقات متعلقة بالقارئ العربيء أنه لم يكن هنالك أساس ثقافي مشترك 
يجمع بين المستوطنين الإسبان والبيض من مصادر أخرى غير إسبانية: والسكان الأصليين سوى 
مصلحة الإقليم المتبلورة في وجه الاستعمار» وخلال ذلك تولد المشنرك الثقافي باللفة الإسبانية, 
عابر لأميركا اللاتينية؛ ولذلك سهل بلورة المشترك في الوحدات الكولونيالية الإقليمية الحلية 
أكثر ع بينها. رغم حدوث حاولات توحيد واتحاد ما لبئت أن أنلت. 
كانت دوافع التمرد قضايا متعلقة بدفع الضرائب وتضاؤل الخصة منها المستثمرة في البلد» 
وقضايا متعلقة بالتعامل مع السكان كأنهم مستعمرين» فهم مواطنون من الدرجة الثانية 
مقارنة مع المولودين في إسبانيا والبرتغال مع أنهم يشبهون المستحمر ديئًا ولغة ومسلكا. ٠.‏ وهم 
أيضًا لا يعترفون بتفوقه وبامتيازاته. كما أن الإدارة الاستعمارية خلقت منهم أصحاب الكفاءات 
ْ وأصحاب التوقحات العالية والشعور بالشراكة مع أمثالهم من الموظفين من المستعمرات الذين 
يتلقون تعليمًا حديثا في العاصمة أو في المدارس والكليات. وهناك كانوا يفهمون أن اللفة 
' والدين والثقافة لا تفيد في تقدمهم على مستوى المتزوبول» وأن هويتهم المحلية المشتركة؛ ال 
ا يتعرفون عليها حين يلتقون قْ المداريس والكليات هذه؛ هي أيضا ال تحول دون تقدمهم قٍْ إدارة 
الإمبراطورية فيبقون تابعين للقادم من مدريد أو لندن . . هذه الهوية المشتركة تصبح طبعًا 
هي محرك التمرد والتوق للاستقلال في إطار الوحدات الإدارية القائمة. 
التوازي بين أوروبا ومستوطناتها في أميركاء والمنعكس بشكل خاص بكلمة «الججديدة» بعد 
: أسماء المدن الأوروبية أو قبلها توحي بالتوازي وليس بالتتابع» لدينا هنا مشروعين أوروبيين لا 
١‏ يمكن لأحدهما أن يسيطر على الآخر على المدى البعيد. وذلك بسبب القوة والمسافة الفاصلة. 
ثانيًا لا يمكن أن بخاف الثوار من الإبادة فهم ليسو السكان الأصليينء» ليسوا هنودا كما سمي 
الآخريون زروا وبهتاناء إنهم أوروبيون» وهم مسيحيون وبيض . . ورغم العنف والشراسة 
المتبدية في حرب أهلية بين الأقرباء . . إلا أنه لابد من التصالح فى النهاية إذا أرادت أوروبا أن 
تضمن سيطرتها على المدى البعيد؛ وإن بوسائل أخرى. 
001 وطبعا تفعل آلية الذاكرة الجماعية الن تصمم من قبل الأسطورة والرواية الرعية والتاريخ 
7 وتكرس قٍْ اعمال اديه .0 ويعاد 0 بشكل 0 على السرع» ولاينقًا 
كان ا ا 01 
آالية عظيمة قٍْ بناء الوعي القومي المدرسي. هكذا على الفرنسيين أن ينسوا عداوات لأنها 
كانت حروبًا أهلية داخل ما أصبح (ولم يكن فى حينه) الأمة الواحدة. وهذه المطالبة بالنسيان 
تتضمن بشكل خفي إعادة كتابة هذا التاريخ كصراع داخل أمة قدعة وكنزاع داخل العائلة» 
وهو لم يكن كذلك. يسرى هذا على الحرب الأهلية الاميركية 1865-1861 كأنها كانت صراع 






















38 





مقدمة الترجمة العربية . . . 


واخل الحائلة» أو داخل الأمة (ولم تكن كذلك). ولو حافظت فدرالية الجنوب على استقلاها بعد 7 ”: 
الخرب الأهلية لما كتب التاريخ بهذا الشكلء ولما صنعت الافلام والكتب المدرسية ليُرَبَى النشا 2 
على هذا النوع من التذكر من أجل النسيان. ورعا يصح القول إن الحرب الأهلية الأميركية لم - 
بحر داخل الامة. وبالتالي لم تكن أهلية؛ لأنها هي الن شكلت بداية الأمة الأميركية. 

بعد أن قامت هذه الجمهوريات على أساس الحمدود السياسية والإقليمية بعد تارب من 
الوحدة وانلاها بين بعض دوهاء بقيت الحدود الإدارية الاستعمارية من العام 1810 هي الأساس 
لتقسيم الدول. وتحؤلت هذه القوميات إلى أنموذج لدول عديدة في آسيا وإفريقية. وهي دول لم 
يقدها إلى الاستقلال مستوطنون كريوليون» بل سكان البلاد. 

انتشر هذا النمط الجمهوري الأميركي بالطباعة والاتصال وبالقرصنة والنسخ إلى كافة - 
إنحاء العالم بشكل انتقائي أسطوري؛ كأن تلك الدول قامت كجمهوريات ضد ملكيات وإقطاع ٠‏ 
وسلالات. مع حذف لعاناة وتاريخ العبيد ولفات الجنوب الأميركي. وقدّم هذا النمط كأغوذج 
صافِ ضدّ نموذج قائم . . لقد نسخ إلى مناطق صعود الموجة الثانية الأوروبية (والتالثة عالميًا/ ١‏ 
من القوميات» خاصة مع اضطرار الأشراف المحليين في هنغاريا أو بولندا أو بلغاريا والبلقان ' 
المنتفضين ضد الإمبراطوريات أن يضموا فقراء الشعب إلى مفهوم الأمة؛ كما جرى أعلاه مع 
البيروفيين. «فإذا ما كان «الفنغار» يستحقون دولة قومية» فذلك يعن الفنغار» جميعهم؛ يعن 2 
دولة ينبغي أن يكون نحل سيادتها الأساس جميع من ينطقون الهنفارية ويتكلمون بها؛ ثمٌ في 0 
الوقت المناسب, تصفية السخرة: والارتقاء بالتعليم الشعي» وتوسيع حق التصويت؛ وهلمجرا. 
هكذا كان طابع القوميات الأوروبية الباكرة «الشعي». حتى حين قادتها على نحو دبماغوجي تلك 
ال جماعات الاجتماعية الأشدّ تخلفاء أعمق من مثيله في البلدان الأميركية: كان على السخرة أن 
تحضيء والعبودية القانونية لم تكن قابلة للتخيّل. خاصة لأنّ النموذج المفهوميّ كان قد تبوّأ 
مكانة يتعذر اجتثاثه منها». 0 

صحيح ان أندرسن يقوم بخطوة كبرى إلى الأآمام مقارنة بغلنر وغيره من مدعي براءة 0١‏ 
الاميركيين والإنغليز والعالم الأنفلوسكسوني من القومية» إذ يمل حركات الاستقلال فيها ٠‏ 
قومية أنموذجية؛ ولكنه لا يواصل لصنع التمييز الذي نقوم به هنا بين قومية دول الاستيطان ١‏ 
ومفهوم الأمة فيهاء والدول الن قامت في القارات القديمة على أسس غير الحجرة والاستيطان 
والإبادة ثم تشكيل الأمة على أساس المواطنة. 


القومية الرسمية للإمبراطوريات: 1 0 
يؤكد أندرسن تمييرًا نظريًا وتاريخيًا هامًا بين القومية الرسمية ال تنشأً بتبئ الإمبراطوريات ١‏ . 
القومية هوية لها عبر حاولة فرض لغفة وهوية على مناطق متعددة القوميات من جهة, والقومية -١‏ 
الشعبية الصاعدة بتحالف الطبقة الوسطى والانتلجنسيا والطبقات الفقيرة: والمتشكلة باللفة ' 
وبفيرها من خلال السعي لتحقيق حرية الأمة وسيادتهاء ضد الإمبراطورية غالبًا من جهة 


39 


المجماعات المُتخيّلة . . 


أخرى. وهو ليس بعيدا من تمييزات ماركس وإنغلز في سياق غتلف بين القومية البولندية 
والإيرلندية من جهة والقومية الروسية من جهة أخرى. ولكنه لا يذكرهما في هذا السياق. 
فمع ازدياد انتشار اللغة القومية ومد المشاعر القومية على مستوى شعوب الإمبراطوريات 
خاصة الشعوب الكبرى والأكثر قربًا من مقاليد اللحكم وتضعضع شرعية السلالات غير القومية 
المحاكمة الن كانت تعتبر الولاء لها هو الولاء للوطن, في حين ليس لها وطن . . أصبح لزامًا على 
أبناء هذه السلالات الذين يحكمون شعوبًا أن يتبنوا قومية هذه الشعوب ولغتها الي لم يتكلموها 
أحيانا. فكما هو معروف كانت الفرنسية لغة بلاط ال رومانوف في سان بطرسبورغ القرن 
الثامن: وكانت الألمانية لفة الكثير من نبلاء الريف فى روسيا وبولندا وأوكرانيا. ولا شك في أنه 
في القرن التاسع عشر ومع بدء نشوء الحركات الشعبية والاشتزاكية الرومانسية نشا خطر 
تطابق» أو على الآقل تداخلء الحقد الطبقي مع المشاعر الوطنية والقومية الروسية. لقد 
بات الموقف المعادي للطبقات الحاكمة موقفا وطنيًا وقوميا روسيًا يحد. أو يُوْجِدَ له جذورًا في 
اللغة والنزاث. وفي أعقاب غزو نابليون وحاجة القيصرية إلى تضافر الشعب في الدفاع عن 
الوطن نشأت الحاجة إلى تب الأرستقراطية الحاكمة للقومية الروسية» واقترح الكونت سيرغي 
أوفاروف؛ في تقرير رعي عام 1832» أن تقوم المملكة على ثلاثة مبادئ هي الاوتوقراطية, 
. والأرثوذكسية» والقومية. لقد كان المبدأ الثالث جديدًا تاماه بل وسابق لاوانه نوعًا ما في عصر 
كان نصف «الأمة» لايزالون أقناناء وأكثر هن نصفها يحتفظون بلفة أم غير الروسية. وهنا ترى 
مرة تلو المرة العلاقة بين القومية كحالة من التساوي الأفقي المفترضء أو كحافز للتساوي 
الأفقي. لقد أبدى الموظفون من أمثال أوفاروف وعيًا لصاح القيصرية أعمق من القياصرة 
أنفسهم» فقد قاومت القيصرية تطبيق الرَّوْسَنَةَ الن اقتزحها طيلة نصف القرن التالي إلى 
أن أصبحت سياسة رسمية في عهد الكسندر الثالث (1894-1881): وذلك بعد زمن من ظهور 
القوميات الأوكرانية» والفنلندية» والليتوانية وسواها ضمن الإمبراطورية. ولذلك فإنها ساعدت 
في توحيد وتشكيل أمة عظيمة كلامة الروسية بشكل غير مسبوقء ولكنها أيضًا أدت إلى 
صراعات سيكون للها أثر كبير فيما بعد حتى في نشوء قوميات أخرى. وقد فرضت الروسية 
كلفة تدريس على مناطق بكاملها تحديث الألمانية أو البولندية «ويصل بسيتون-واطسون حدّ 
انجازفة بالقول إِنّ ثورة العام 1905 كانت «ثورة غير الروس على الرَّؤْسَنَة بقدر ما كانت ثورة 
عمال وفلاحين ومثقفين جذريين على الأوتوقراطية. وكانت هاتان الثورتان مرتبطتين بالطبع: 
فالثورة الاجتماعية كانت أعنف ف المناطق غير الروسية: حيث كان أبطاها العمال البولنديين» 
والفلاحين اللاتفيين: والفلاحين المجورجيين». 
ما جرى في روسيا في عصر ألكسندر الثالث هو ما قامت فيكتوريا فون ساكس -كوبرج- 
غوتاء بلقبها امثير من حيث مدى تدليله على قوميتهاء بتطبيقه. كان حكم ملكة إنخلترا 
وإمبراطورة الحند لاحقاء مفصليا في انطلاق «قومية رعية» على الطريقة اللندنية. وكانت 
تبدي كثيرًا من أوجه التشابه القوي مع الرّؤسنة الي تبناها القيصر الروسي. كما أقدمت 


اله 





مقدمة الترجمة العربية . . . 


إمبراطورية آل هبسبورغ هي الأخرى على تبن متأخر للقومية في عملية الأمَنّةَ البن تمت, 
وقبلهم تبنت الألمنة بنجاح أكبر سلالة آل»هوهن تسولرن» في بروسياء فساهمت في دعم بسمارك 
في توحيد ألمانيا . . أما الألمنة في الإمبراطورية النمساوية-الهنفارية فقد ساهمت في تفكيك 
الإمبراطورية؛ كما حصل أيضًا في حالة تب آل عثمان للتزيك: وذلك طبعًا بدرجة أقل ما طالبت 
إهها تركيا الفتاة. وكان مصير الإمبراطور في الاستانة» كما في فيينا أن اثهم من قبل الشعوب 
:محكومة الن كانت تقبل شرعية حكمه الوراثي بأنه مع الألمنة أو التتزيك ضد مصادر الشرعية 
.الدينية والتعددية الأولى» في حين اتهمته البرجوازية الصاعدة وجزء من الضباط أنه بنع الالمتة 
:أو التتريك فوقع ضحية الازدواجية هذه. حاله كحال من خسر العالمين» عالم الإمبراطورية 
الآفلة وعالم القومية الصاعدة . . يصحج هذا لاباطرة آل هبسبورغ وآل عثمان. 
ولا بميز أندرسن بشكل واضح بين إمبراطوريات تخضع لا شعوبًا أوروبية وتؤدي عملية 
الروسنة أو الألمنة فيها إلى الاصطدام مع وعي قومي محلي متمرد عليها؛ والأنفلة مثلا في 
الإمبراطورية البريطانية ال تخضع لها شعوب غير أوروبية» فتنجح في اسكتلندا فقط. أما 
في الهند وغيرها فتتخذ مسارًا استعماريًا إذ تنجح فى تنمية نخب موالية تساهم في إدارة الهند 
ومكن أيضًا أن ترسّل إلى بعض المستعمرات الأخرى في رتب دنيا. وهي نخب تتبنى الإنفليزية 
لغة ومسلكاء ولكنها تصطدم مع حدودها بين مواطنيها قْ بلدها وعند الإنغليز. وتكتشف أن 
الإنغليزية لا تكفي لكي تنتمي إلى المتروبول» وهي لا تتحول إلى نخبة بريطانية إمبراطورية فعلاء 
فتنقلب هذه في الجيل الثاني والثالث إلى نخب قومية ضد الإمبراطورية؛ أو تميّد داخليًا من قبل 
القومية الشعبية الصاعدة. كما حصل مع النخب العربية الن مرت بعملية فرنسة أو أنفلة 
بدرجة أقل من النخب الهندية ماعدا في حالة دول غالي إفريقية . . وجرى تحييدها في الموجة 
العربية القومية الثانية في الستينيات. 
ولكن أندرسن يفصل ف أن لقاءها في المدارس والكليات ال تخرّج فيها أبناؤها في الهند أو في 
بريطانيا ساهم في تشكل نخبة تعي نفسها على المستوى القومي لا ا حلي فقط. ومن جهة أخرى 
تعي نفسها كغير إنغليزية. 

أما اليَيُبنة في الإمبراطورية اليابانية فوقعت على مناطق منسجمة إثنيًا ولخويًاء فنجحت 
القومية الرهعية إلى حد بعيد وبقي الإمبراطور رمزها بعد تب القومية والإصلاح الذي جرى 
على أثر وصول الميجي إلى العرش. وعندما طبقت اليابان الأنموذج القومي الإمبراطوري على 
كوريا والفلبين وبورهما وتايوان فقد واجه المييبنون نفس مشكلة المثقفين المنود وغيرهم 
في الستعمّرات» وانتهت التجربة إلى فشل ذريع. لقد نحح الأنموذج الرعي الرجعي القومي 
الإمبراطوري في المستعمرات فقط في اليابان» وفقط حين طبقته اليابان على نفسها. ولا يوجد 
متسع لتطوير الفرضية الن لابد من طرحها في هذا المكان» أي في مقدمة كتاب كهذا: ويبدو 
أني أخاطر كثيرًا إذ ضيف أن تبن القومية الرعية الإمبراطورية ونشرها هي العملية ا جارية 
حاليًا في الصين صراحة بعد أن جرت طويلا بشكل مستنز من دون عناوين قومية واضحة في 


الجماعات المتخيّلة . .. 


ظل المرحلة الشيوعية؛ إذ بحري حاليًا عملية فرض قومية واحدة على الصين برمتها في ظل 
رأسالية الدولة والتصنيع الجاري حاليًا هناك . . وسوف يؤدي إلى انتفاضات لاحقا. 
1 بميز أندرسن في هذا الكتاب بالتدريج من خلال تطوير فرضياته ومن دون أن بخصص 
فصلا لذلك بين ثلاث أغاط من القومية: القومية الرعية والقومية الشعبية وجمهوريات 
المواطنين الِن جاءت بها الجمهوريات الأميركية إلى العالم كنوع من القومية. أي إنه أصبح 
الانسانية. وقبل كل ذلك» فإن فكرة «الأمة» هي الان معششة بقوة وثبات في جميع اللفات 
الطباعية؛ ولم يعد يإمكان الانتماء القومي أن ينفصل عن السياسة. ولم يعد الوعي القومي 
ينفصل عن الوعي السياسي. 

تبنت الدول الناشئة بعد الحرب العالمية الثانية أفوذج الدولة الجمهورية القائمة على 
التقسيمات الإدارية الاستحمارية في أميركا من جهة؛ ونغمط القومية الشعبية المتبلور في أوروبا 
من جهة أخرى. ومن إيجابيات هذا الكتاب أن هذه هي المعادلة النظرية الوحيدة الي يضعها 
بخنصوص موجة الدول والقوميات الناشئة بعد المحرب الثانية. وفيما عدا ذلك يتتبع نشوء اللفة 
وتبلورها تاريخيًا ونوع الوحدات الإدارية الاستعمارية الن صمدت والن لم تصمد متفحصًا حالات 
عينية في سيام (تايلاندا) وإندونيسيا وبتفصيل أقل حالات الهند الصينية. فالوحدة الإندونيسية 
صمدت رغم أن ما قام هو فقط آخر تقسيم استحماري هولندي. ولكن إدارة باتاما ومدارسها 
لم تميز في النهاية بين الأصول القبلية واللغوية واستوعبت الجميع في إدارة إندونيسية واحدة وفي 
جرزيرة تشكل مركرًا تنافسيًا للأرخبيل. 

أما الهند الصينية فرغم الوعي بكيان كهذا فإنها لم تصمد وانقسمت إلى لاوس وكمبوديا 
وفيتنام. المتخيّل في المنهاج التعليمي الكولونيالي والمدرسة في سايفون وهانوى وحتى في فنوم 
بنه حين فتحت فى وقت لاحق كان هندصينية. ومع ذلك ثبت أنه كان متخيلا عابرّا» ففي النهاية 
ظهرت فيتنام ولاوس وكمبوديا. أما المتخيل المسمى إندونيسيا والذى لم تخل أي مقاطعة فيه من 
التمرد والعداوات الإثنية فقد صمد, وصارت إندونيسيا دولة يتم التنافس فيها على اللخصص 
والتأثير. ولكن ليس لفرض الانفصال. وتكونت لغة إندونيسية بشكل واع. لقد تشكلت هذه 
اللغة لأغراض إدارية انطلاقا من لغة قديمة مشركة بين المجزر من نوع العثمانية والالمانية 
الإدارية في إمبراطورية آل هبسبورغ متعددة اللغات. وبعد أن تبنتها دور النشر والصحفيين 
وتحولت إلى لغة مطبوعة تبنتها أيضًا إندونيسيا الفتاة عام 1928 زاعمةٌ أن ها تاريخا قِديًا وسلفًا 
. مزعومًا في جزر الرياوء وأنها اللغة القومية . . وفى الواقع تبقى إندونيسيا دولة متعددة الجزر 
واللغات والإثنيات. 
قوميات لغوية» كالقومية العربية» وهنالك قوميات أخرى لا تستند إلى لغة أصلية» بل وحتى 
تشكلت ومعظم سكانها يتبنون لغة استحمارية. هنا كلام أندرسن صحيح. ردلا شيء يثبت أن 





42 





مقدمة النرجمة العربية . . . 


القومية الغانية هي أقل واقعية من الإندونيسية بحرد أن لغتها القومية هي الإنفليرية وليس ١‏ 
الاشانتي». ولا يجوز التعامل مع اللغة من منطلق إيديولوجي كما يفعل بعض القوميين في 
التعامل مع الرايات» والأزياء» والرقصات الشعبية» وغيرها. فامتحان اللغة كلغة قومية هو 
قدرتها على تشكيل جماعة متخيلة وعلى بناء التضامن. واللفات الإمبراطورية هي. في النهاية» ... 
:لغات بحلية. وهي بذلك لخات حلية بحددة بين لفات كثيرة. فإذا ما كانت موزمبيق الراديكالية 
تتكلم البرتغالية» فإن دلالة ذلك هي أنّ البرتغالية هي الوسيط الذي يجري عبره تخيّل الموزمبيق 
“أو البرازيل (وتوقف حدودها فى الوقت ذاته عند كل من تنزانيا وزامبيا). وعند أندرسن «اللغة 
'الطباعية هي ما يبتدع القومية» وليس لغة عددة بحد ذاتها. وإشارة الاستفهام الوحيدة الن ٠‏ 
تقف إزاء لغات مثل البرتفالية في موزامبيق والإنفليزية في الهند هي ما إذا كان النظامان الإدارىي 2 
والتعليمي بشكل خاص مكنهما أن يولدا انتشارًا كافيًا سياسيًا للثنائية اللفوية الي تكافظ على . 
الوحدة والتعدد. «ومنذ ثلاثين عاماً مضت, لم يكن هناك تقريبًا أي إندونيسي يتكلم الباهاسا 
إندونيسيا ]الإندونيسية؛ اللغة القومية[ بوصفها لغته أو لغتها الام؛ حيث كانت لكلّ امرئ 
لفته «الإثنية» الخاصة وكان لبعضهمء» خاصة أولئك الذين كانوا في الحركة القومية . . واليوم - 
الإوندوئيسية بوصفها لغتهم الأم». ْ 
ويثابر أندرسن على نهجه. فلا يقارن حالة سويسرا كأمة متعددة اللغات» برأيناء بفرنسا أو .١‏ 
لمانيا بل يقارنها بإندونيسيا. وقد اتخذ القرار السويسري يحعل عام 1291 سنة تأسيس سويسراء ‏ 
ما يعن أن عام اتخذ القرار 1891: هو عام التأسيس أكثر مما يعن أن ذلك العام هو 1291. والمهم 7 
أنه تاريخيًا كان الدين قبل ذلك إلزاميًا في الكانتونات» أما اللغة فكانت مسألة خيار شخصيء !7 
وأصبح الدين بعد العام 1848 مسألة خيار شخصيء أما اللغة فباتت رسمية لكل كانتون. هوية ١١‏ 
الكانتون كهوية لغوية هي قضية علمنة. أما حياد سويسرا بين المانيا وفرنسا وإيطالياء وهي ١‏ 
دول جارة قوية؛ فيراه أندرسن كوجه أول لتعدد اللغات في البلد ولحدم فرض لخة على أخرى. ١‏ 
فالتعدد اللفوى ضمن الامة الواحدة تطور تاريخيًا كوجه ثان لعملة حياد الدولة والمحفاظ عليها .- 
بين جيران أقوياء. أ 
تمكن قوة الدولة الحديثة الكلية اللحضور وطرائق الاتصال من ثيل الجماعة المتخيلة ١‏ 
بوسائل غير اللغة الواحدة. خاصة في بلد لم تقم في تاريخه المحديث قومية رسية تقابلها قومية ١‏ 
شعبية كما في أوروباء أو كما في مثال سيام في الشرق والذي عالجه المؤلف بتوسع . . ومن الأمثلة . 
على ذلك إندونيسيا والهند يدر جة كبيرة. ولابد هنا من إضافة أنه حيث تقوم القومية على اللغة 
كاداة تخيل الجماعة تاريخيًا ووجدانيًا وثقافيًا فإن تهميش الهوية القومية بتهميش اللخة يؤدي 
إلى أزمة في الوعي القومي ونشوء جماعات متخيلة أخرى. لا تقل تخيلاً ولكنها تقل اتساعًا وقدرة 
على ترسيخ الدولة المعديثة مثل الطائفة والعشيرة وغيرها. كما قد يؤدي إذا انقسم الانتماء ‏ 7 
للغة طبقيًاء كما يحصل لبعض الطبقات الميسورة في بعض الدول العربية النَ تميل إلى إدخال . 


43 


الجماعات المتخيّلة . .. 


الفرنسية والإنغليزية كلفة تدريس لأبنائها فتزيد على الهوة الطبقية هوة ثقافية تحول صراع 
الطبقات إلى نوع من الاحتراب الأهلي على هوية البلد. 
فقط فى نهاية الكتاب يتطرق أندرسن إلى مؤسسات السلطة الن تهمه هنا في إعادة تشكيل 
المكان والسكان والإقليم: التعداد أو الإحصاء السكاني والخارطة والمتحف (حدود وتضاريس 
المجماعة في المكان والزمان المتخيلين). لقد ساهمت هذه جميعًا في صياغة القومية والدولة 
في أوروبا. ولكنها عدّلت من دورها في المستعمرات؛ فاستخدمت هناك لصياغة المكان الذي 
تستعمره؛» وصاغت كيفية تخيله كي تكون قادرة على حكمه . . لقد رعت وصنفت طبيعة 
المكان وحتى طبيعة البشر الذين تحكمهم وطبيعة أسلافهم لكي تحكمهم, وقد تم استنساخ هذه 
بواسطة الدول المستقلة بآليات الاستنساخ المحديثة. 
لمهم في الإحصاء السكاني الكولونيالي أنه يحدد التصنيف ويغيره عدة مرات تحت مفاهيم 
رؤيته هو للناس وليس كما يرون أنفسهم. وهكذا يعوّد الناس على فهم أنفسهم كطوائف 
وديانات أو كأعراق بمجرد إبلاغ الملأ عن نسب كهذه من السكانء وعجرد تعامل الدولة معهم 
على هذا الآساس على مستوى التمثيل مثلاء أو على مستوى التوظيف وغيره. هكذا تمعل 
الدولة الاستعمارية هذه النسب هي العناصر الن يتألف منها البلد» أو يريدون أن يتألف منه. 
هذا اختراع بهذا المعنى لم يكن قائمًا قبل الاستعمار بأيى معنى شبيه أو مشابه. 
الإسبان الذين استعمروا الأرخبيل الذي أطلق عليه اسم الفلبين نسبة لفيليب الثاني 
ملك إسبانيا رأوا القرى كعزب إسبانية» ورأوا زعماءها كنبلاء وأمراء وسكانها كعامة وعبيد, 
لقد رأوهم عمصطلحات وبتصنيفات إسبانية» مع أن أحدهم غالبًا ما لم يعرف الكثير عن 
الاخر. وتصنيف الناس عوجب أعراقهم كان يجحرى من قبل المستعمر وهو أمر يجهلونه؛ فلم 
يروا الدنيا بهذه المفاهيم ولم يكن العرق قائمًا لديهم على مستوى اصطلاحي. ولا شك في أن 
التجار الذي جاؤوا للتجارة في إندونيسيا لم يروا أنفسهم كصينيين. وقد موا أنفسهم جمارّاء 
ولكن الإحصاء والمستعمر الذي كان يحوب لمحجيط بسفنه رآأهم كصينيين وصنفهم كصينيين 
في مقابل إثنيات أخرى. 
والخريطة ال جاء بها المستعمرون تصوّرُ الارض والطبيعة في تحريد مسطح من زاوية 
نظر الطائر. وهي زاوية نظر لم تكن مألوفة ولا معروفة في هذه البلدان. لقد وضع المستعمر 
حدودًا إقليمية ليس لا دائمًا علاقة بالمجماعات واللغات النَ تقطنهاء ولا حتى بالتضاريس 
الطبيعية. قطعت الحدود التواصل» ومسحت الأرض والبحار بعين واحدة» هي عين النفوذ 
الكولونيالي مقابل قوى كولونيالية أخرى فقط, ثم ما لبث أن أصبح مكنا إخراج مساحة البلد 
. المع من سياقه كخارطة منفصلة وتثبيته وحده على اللوح أو في الكتاب كوطن متخيلء لا 
يلبث أن يكتب له تاريخ متخيل أيضًا. ونقول متخيل لان هذا الجزء الذي تم قطعه من الخريطة 
لم يشهد إطلاقا بشكله هذا ويحدوده هذه تاريًا خاصًا به يجمعه سوية ويفصله عن غيره. وأخيرًا 
يتحول هذا الشكل المتعرج المقطوع من الخريطة والمثبت في الكتاب أو على اللوح أو بدبوس 








مقدمة الترجمة العربية . 


على الصدر إلى رمز وشعارء إلى «لوغو». ولنتمعن بعد هذه الجملة ماذا يعن تاريخ الأردن» 
أو للدقة شرق الأردن. فالأردن هو تاريخا اسم نهر وليس اسم بلد؛ وماذ يعن تاريخ فلسطين 
بخريطتها الحالية» ومذا يعن تاريخ لبنان» إلا إذ كان جبل لبنان منذ أن تحول من منطقة جفرافية 
طبيعية إلى منطقة إدارية» وماذا يعن حتى تاريخ سورية كقطر منفصل بحدوده الحعالية. 

أما علم الآثار الكولونيالي فقد فصل الآثار عن السكان المحليين. فلا علاقة للماضي انحيد بهم 
: ويماضرهم. ولا يلبث أن يفصل الأثار العظيمة. خاصة العمرانية عن الناس ومناطق السكن 
ويحوله إلى منتره. وعلى كل حال هنالك في النهاية حاولة لتوطين الأجانب الذي بقوا في ثقافة البلد 
انحلية وتاريخها الذي بمكن الاعتراز به خلافا لحاضرها البائس . . إلى أن يأتي دور الدولة الوطنية 
: في الاستنساخ من إنشاء التاريخ الوطئ والكتب المدرسية وتحويل خارطة البلد إلى «لوغو» وحتى 
إنشاء السياخة اخيرًا؛ وكيمية تقديم التؤاضل بين الخاضر والاضى للسياحة: 


ملاحظة حول القومية والعنصرية: 

يعيد أندرسن الحتركات العنصرية وغيرها ليس إلى القومية» ال يعلن براءتها منهاء بل 
إلى إدخال الطبقات الاأرستقراطية في الإمبراطوريات لتراتبية طبيعية تبرر حكمها. يحري ذلك 
في سياق تبرير علاقة الحاكم والمحكوم مع الشعوب في الإمبراطوريات» فارضة نوعًا من التراتب 
الطبيعي والناجم عن التفاوت بين ألوان البشرة واللغات والطبائع وغيرها. كانت هذه قائمة عند 
هذه الطبقات الأرستقراطية حين كانت ضد القومية تتبني تراتبية طبيعية ضد الفقراء من 
شحوبهاء وبعد تبنيها المصطنع والمتأخر للأفكار القومية. 

وفي عصر انتشرت فيه تقليعة تحرر المثقفين التقدميين من القومية (خاصة في أوروبا 
القائمة على القوميات؛ وهي أكثر القارات قومية)» وذلك على مستوى الخطاب فقطء ويحري 
فيه تأكيد طابع القوميةٍ شبه المرضي» وتُرجَعْ أصوهًا إلى «المخوف من الآخر» و»كراهية 
الآخر». «صن المفيد أن نذكر أنفسنا بِأنّ الاهمم ثُلهم الب الذي غالبًا ما يكون عميقًا منطويًا 
على التضحية بالنفس». وكما أكدنا في البداية فإن مقولة المنظرين القوميين عن القومية 
ليست كلامًا إيديولوجيًا فارغاء بل وصف لطبيعتها. فإذا كانت القومية علاقة انتماء لجماعة 
متخيلة فهي تتضمن الحب طبعًا. «أمَا مُنْتَجَات القومية الثقافية من شعرء ونثر قصصي, 
وموسيقى,؛ وفنون تشكيلية» فَتُظهر هذا الحب بوضوح شديد فى آلاف الأشكال والأساليب. ومن 
جهة أخرى, كم من النادر حقا أن بحد منتجات قومية عائلة تعبّر عن الخوف والنفور. وحتى في 
حالة الشعوب المستعمّرة؛ ال لديها مبرّر فعلي لآن تشعر بالكراهية بحاه حكامها الإمبرياليين» 
من المدهش أن نرى مدى الضالة الن يتسم بها عنصر الكراهية في هذه الضروب من التعبير 
عن الشعور القومي». وذلك في مقابل الكم الهائل من أدب وفكر وفن الكراهية للآخر غير 
الأوروبي والمختلف (أو المسلم في عصرنا) لدى فئات متنورة تدعي التحرر من القومية:؛ في حين 
أنها تنبنى باسم نقد القومية أحد أسوأ أغاط القومية الرعية الإمبراطورية:؛ الأميركية مثلاء 


5 


الجماعات المُتخيّلة ... 


وتعلن نفسها وصية على الآخرين من دون أن يتوفر لديها الخد الأدنى من المعرفة ناهيك عن 
التعاطفء وذلك عبر الصحافة ومؤسسات الدعم المشروط والمؤسسات غير الحكومية وغيرها. 
«وبالمثل» فإنه إذا ما كان المؤؤرّخون, والدبلوماسيون؛ والسياسيون؛ وعلماء الاجتماع على ألفة 
تامة بفكرة «المصلحة القومية». فَإنَ الميزة الاساس للامة هي أنها بعيدة عن المصلحة. وهذا 
السبب على وجه التحديد. يمكن لا أن تطالب بالتضحيات. التضحية والشهادة تنبع من المحب 
لا من القوة والمصلحة». وكما قلنا أعلاه في فهم أهمية الحب والانتماء ليس فقط فى حالة 
القومية. فإذا كانت اللبرالية الماركسية والاشتراكية مناهج» فإنها سرعان ما تكتشف أنه لا 
أحديضحي ويناضل من أجل منهج علمي؛ وأن أهم ما فيها هو الإمان بها كقيم أو الانتماء إلى 
. جماعة, وهذا الإمان هو الذي يدفع للنضالء وعندما يضيع الإمان بها فإن المنهج يصلح لتأسيس 
مركز أبحاث أو حلقة نقاش أو للتحليل والتشخيص في خدمة هدف. ولكن المنهج من دون قيم 
وجماعة تؤمن بهذه القيم وينتمي إليها الناس لا يصلح لتأسيس حركة تسعى لتحسين امجتمع. 
ناهيك بالسعي لعالم أفضل. 
ليست هذه اللاعقلانية القائمة في الانتماء هي أساس العنصرية. فهي قائمة في كل انتماء 
أكان لقيم متنورة أو غير متنورة. والنزعة الأرستقراطية المحافظة اتخذت أشكالاً علمية أو شبه 
علمية عندما بحثت عن نظريات لتبرير ذاتها في عصر تطور الدراوينية وعلم الأنساب والبيولوجيا 
والإئوغرافياء وغيرها. وهذه النرعة الأرستقراطية المتعالية هي أساس العنصرية ضد الفقراء 
حلياء وضد السكان الأصليين في المستعمرات وضد الشعوب الأخرىء وقد كانت قائمة عند 
غير القوميين بمن يدفعون عشاعر الاستعلاء ضد الآخرين عند الحكم عليهم؛ وما زالت قائمة 
. عند مدّعي التحرر من القومية ولكنهم ينضوون في المعسكر القومي الشوفيئ الإمبراطوري 
. الأميركي من نيو لبراليين وحافظين جدد وغيرهم, أو تمن يدعون أن العلمانية ليست بحرد 
خصخصة القرارالدين وتحييد الدولة في الشأن الدين بل إيديولوجية ممولية تكفي لإشعار 
صاحبها بالتفوق» كما توجد عند قوميين حولوا القومية إلى إيديولوجية غولية واستعاروا من 
النظريات العنصرية لتبريرها . . وغير ذلك أصناف كثيرة. 
ليست العنصرية قومية ولا صيغفة من صيغ القومية» بل إنها غالبًا ما تنفي القومية عن 
الخصم أو العدو أو الآخر وتختزله إلى قسماته البيولوجية. فهي تُذْكر «الفييتنامي», وتحل محله 
: مفهوم السلانت اختصار لسلانت أآيزء أي الذي عيونه مائلة. كما تحل «راتون» عل الجزائري 
بحلوها محل هذه الكلمة الأخيرة. 
0 والحقيقة أن القومية تفكر بلفة التاريخ والمصائر التاريخية؛ في حين تفكر الحنصرية بلخة 
الطبيعة الابدية. فطبيعة الأفارقة, «الزنوج» بلغتهاء سوداء خارج التاريخ وخارج التطور 
التاريخي» واليهود كذلك, هذه طبيعتهم الفاسدة غير المتغيرة عبر التاريخ. العنصرية تنفي 
القوهمية عن الاخرين, بل تنفيه خارج التاريخ وتفرقه فى الطبيعة في التلوث وفى الفسادء 
ككيان غير تاريخي تمتصه التضاريس والطبيعة والملامح ولون البشرة وفصيلة الدم. «والحال 














مقدمة الترجمة الحربية . . 


أن أصل الأحلام العنصرية هو في إيديولوجيات الطبقة؛ وليس في إيديولوجيات الأمة: وقبل 
كل شي ء قٍْ مزاعم الألوهة بين المحكام ومزاعم «التسل» والدم «الأزرقين» أو «الأبيضين» بين 
الأرستفراطيات»»؛ وبينها وبين عامة الشعب . . لقد بدأت العنصرية من التسويغ «الطبيعي» 2 
النظري أو «العلمي» للسلالات المعاكمة والعائلات الأرستقراطية وانتقلت إلى تبرير «طبيعي» 
«علمي» لتفوق السلالات العرقية والإثنية واللغوية. 

ولا تتجلى العنصرية ومعاداة السامية» بوجهٍ عام عبر الحدود القومية بداية» بل ضمن 
هذه المحدود وفي إطارها. العنصرية تبدأ كأرستقراطية الدم والمصدر الطبيعي للسلطة 
والحكمة والقوة. ونصرب جذورها في تأسيس التفوق الطبقي الداخلي أكثر مما في العلاقة بين 
القوميات. ومن هنا أرستقراطية صاحب نظرية الأعراق الكونت دي غوبينو والذي أخذت عنه 
نظرية الأعراق الألمانية ماقبل النازية الكثير. وأسست عليه. ويبدأ التمييز المنصري بالتمييز 
داخل نفس الشعبء ومن هنا شراسة العداء للسامية» بالذات لأنها داخلية وضد عدو داخلي؛ 
ثم تنتقل إلى الخارج» إلى المستعمرات. 

وليس صدفة أن القومية الرسمية الن نتجت عن تبئ سلالات أرستقراطية للفكرة القومية 
هي الأقرب للفكر العنصري من القومية الشعبية النَ أسستها الانتجلنسيا والطبقات الوسطى. ١‏ 
وكانت العنصرية الكولونيالية واحدا من العناصر الرئيسة في ذلك التصوّر ل»إمبراطورية» 
حاولت أن تممع بين الشرعية السلالية وشرعية تمثيل المجماعة القومية .. في بريطانياء والنمساء ٠‏ 
وروسيا. وما كان بوسعها أن تفعل ذلك إلا بتعميم مبادئها وأدواتها وأهمها التفؤق المولود . 
الموروث الذي كان يقوم عليه وضعها وشرعيتها الداخلية. لقد عُمّم المبدأ وراء البحار» وهذا . 
سر الانتشار الضمئ لفكرة «إذا ما كان اللوردات الإنغليز» مثلاء متفوقين بصورة طبيعية على ... 
بقية الإنغليز. فذلك ليس مهمًا: فبقية الإنغلير هؤلاء لا يقلون تفوقا على المحليين الخاضعين». 
فبدت وكأنها فكرة قومية. 

وأحد الدلائل المنتشرة على أن العنصرية بدت غالبًا في تبن الكولونيالية حتى الرأعالية ٠‏ 
البرجوازية منها رداء أرستقراطيًا فى الخارج لا يشبه القومية البيتية. فالقومية البيتية الشعبية ١١‏ 
تمردت على اهمتيازات الأرستقراطية والكليروس ودعت لفكرة الأمة المتساوية». وانسجمت 2 
عمومًا مع الانتفاضات الدبمقراطية المطالبة بالحقوق للشعب. ولكن الجيشء وهو الذي قام 2 
على العداء للامتيازات الفروسية كما قام الجيش الجمهوري الفرنسيء فلا يعود في المستعمّرات 2١‏ 
الجيش القومي الححديث؛ بل يتبنى مظاهر ورونق أرستقراطي في الملابس والزركشة ولغة 
المراءاة والتصنع بين ضباطه؛» مثلما بدا الجيش البريطاني حتى حمسينيات القرن الماضي. كما 
كانت تممع جيوش المستعمرين البيض من قوميات غتلفة علاقات أخوة بين ضباط وسادة. 
وحتى أسرى حرب . . خلافا للعلاقة ال كان يلقاها حتى ضباط عليين في الجيش المستعمر 
ناهيك بالمدنيين المستعمّرين أو حركاتهم المسلحة الن لم يحظ سجنائها يومًا بحقوق أسرى الخرب» 
وغالبًا ما قتلوا بدل أن يأسروالكأ. 


المجماعات المتخيّلة . . 


وليس صحيحًا أن القوميات المعادية في المستعممرات طورت عنصرية مضادة إلا في 
الموامش. ولكن اللغة خداعة. فوسم البيض بصفات معينة جرى لآن المستعمّر لم ير من 
البيض الا المستعمرين» وهو لم يؤدخ ولم يبن نظريات عنصرية تستهدف البيض عموما في 
إيديولوجية أو في لغة تحط من قدرهم مثلا. 
2 وعلى المكس. فإنَّ روح القومية المناهضة للكولونيالية كانت دائمًا معادية للمنصرية تحاول 
. أن تستند إلى أفضل ما في التراث الغربي التنويري لكي تحرجه به؛ فهي تصدّق فعلاء أو تتظاهر 
بتصديق» الديمقراطية وحقوق الإنسان في الغرب وتحاول أن تشي بالفجوة بينها وبين الممارسة 
الغربية في المستحمرات. لهذا الغرض استخدم أندرسن دستور جمهورية كاتاغالوغان (1902) 
«الذي يفطر القلوب لسذاجته في توقه للمساواة في مقابل فكر وثقافة المستعمرء والمقصود 
هو جمهورية ماكاريو ساكاي قصيرة الأجل؛ الذي نصّء من بين أشياء أخرى, على أنه «لن يرفع 
أىْ تاغالوغيء وَلِْد في هذا الأرخبيل التاغالوغي» أَىٍِ شخص فوق البقية بسبب من عرقه أو لون 
بشرته؛ فالاشقر, والأعر» والغئ, والفقير» والمتعلم» وا جاهل متساوون ماما جميعهم» وينبغي 
أن يكونوا قلبًا واحدًا. وقد تكون هنالك فروق في التعليم؛ أو الثروة» أو المظهر غير أنه ما من 
فروق قط في الطبيعة المجوهرية والقدرة على العمل من أجل قضية ما». 
020 بهذا الاقتباس الجميل والشاعري من دستور حالم طموح في مستعمرة بعيدة نختتم هذه 
المقدمة. 





0 مدخل 


غة تحّل جوهري يعتزي تاريخ الماركسية والحركات الماركسية: رعا من دون أن يُلْخَظ بعد كما 
ينبغي. وأبرز علامات هذا التحوّل هي الحروب الحالية بين فيتنام وكمبوديا والصين. وهي حروب 
ها أهميتها التاريخية-العالمية لأنّها الأولى ال تنشب بين أنظمةٍ لا بمكن إنكار استقلاها ورصيدها 
الثورى؛ ولأنّ أحداً من المتحاربين لم يَقُمْ بَعْدُ بأكثر من حاولاتٍ فاترةٍ لا ترقى إلى تبرير المذبحة 
من منظور نظريٌ ماركسيٌ جدير بالتقدير. وبينما كان لا يزال من الممكن تفسير النزاعات 
المحدودية الصينية-السوفيتية عام 1969» والتدخلات العسكرية السوفيتية في المانيا (1953), 
وهنفاريا (1956)» وتشيكوسلوفاكيا (1968)» وأفغانستان (1980) بأنها "إمبريالية اشحراكية", 
أو "دفاع عن الاشتراكية" إخ؛ يحسب ذائقة المفَسْرء فإنْ احداً لا يُضَدَّق» كما أتصوّر: أنْ لمثل 
هذه الصطلحات كبيرَ صلة عا حدث في الهند الصينية. 

وإذا ما كان الفزو الفيتنامي لكمبوديا واحتلاها في كانون الأول 1978 وكانون الثاني 1979 
قد مثل أول حرب تقليدية واسعة النطاق يشْنْها نظام ماركسي ثوري على نظام ماركسي 
ثوري آخر لكأ فإن حجوم الصين على فيتنام في شباط سرعان ما عرّر تلك السابقة. ولا أحسب 
أنّ أحدأء سوى الشخص مفرط الثقة» يحرؤ على المراهنة بأنّ اتحاد المجمهوريات الاشتراكية 
السوفيتية وجمهورية الصين الشعبية؛ دع عنك الدول الاشتزاكية الأصغرء سوف يساندان 
واحدهما الآخرء أو يقاتلان معاً بالضرورة إذا ما اندلع أي عداء خطير بين الدول في السنوات 


المجماعات المتخيّلة . . 


الأخيرة الباقية من هذا القرن. ومن الذي يمكن أن يكون واثقاً بأنّ القتال لن ينشب يوماً ما 
بين يوغسلافيا والبانيا؟ وتلك الجماعات المتباينة ابن تسعى وراء انسحاب الجيش الأحمر من 
معسكراته في أوروبا الشرقية ينبفي أن تتذكر كم حَال حضوره الطاغيء منذ العام 1945؛ دون 
نشوب نزاعات مسلحة بين الأنظمة الماركسية في تلك المنطقة. 

تفيد مثل هذه الاعتبارات في تأكيد واقعة مفادها أنّ كل ثورة ناجحة منذ المحرب العالمية 
الثانية فصاعداً قد عرّفت ذاتها مصطاحاتٍ قومية -ججمهورية الصين الشعبية؛ جمهورية فيتنام 
الاشتراكية» وهلمجرا- ووطدت أركانهاء بذلك؛ في فضاء إقليميَّ واجتماعي موروث من الماضي 
قبل الثوري. وبالمقابل» تشير واقعة أنّ الاتحاد السوفين يشاطر تملكة بريطانيا العظمى المتحدة 
٠‏ وإيرلندا الشمالية تلك الميزة النادرة المتمثّلة في غياب خانة المجنسية أو القومية عن المهويات ال 
بمنحها إلى أنّه وريث الدول الملكية السلالية ماقبل القومية ال عرفها القرن التاسع عشر بقدر 
ماهو طليعةٌ نظام أ 0 الواحد والعشرون لها 

لقد أصاب إريك شقبقة بقوله إنَّ "المركات والدول الماركسية قد نزعت لأن 
الجوهر أيضاء أي لأن تغدو قومية المذهب. وما من شيء 
اصل "لل لكن هذا النزوع لا يقتصر على العالم الاشنزاكي. 
تحبدة بأعضاء جدد. وكثيرٌ من "الأمم القديمة" ال كانت 
تمد تطلقه قوميات "فرعية" داخل حدودهاء قوميات 
. والواقع واضحٌ قاماً: إنّ "نهاية عصر 
من بعيد. بل إن الانتماء إلى أمَة هو 








بير إلى ب هذا الاتماه و مواد 
تسب أنها متمالمكة ماما قد 
تحلم بأن تخلع عنها هذه الفرعية اق يوم سعيدٍ 

تلك القيمة ال تحظى بأكبر قَدْر من الشرعية | 1-8 
002 غير أنّه إذا ما كانت الوقائع واضحة: فإنَّ تف . فالأمة؛ والهوية 
القومية» والقومية أثبتث جميعاً أنها عصيّة على ال: يل. وبالتعارض مع 
النفوذ الهائل الذي مارسته القومية على العالم المحديث, فإنّ هرّالنظريات ان تتناوها لا يزال 
واضحاً وجليًا. وها هو هيو سيتون -واطسن» مؤلف أفضل وأشل نص حول القومية قٍْ اللغة 
الإنفليزية» ووريث تقليدٍ شاسع من التأريخ وعلم الاجتماع اللبر اليين» ها هو يلاحظ يحزن أنه 
٠‏ يجد نفسه "منساقاً إلى استنتاج مفاده أنّ من غير الممكن تدبّر أي "تعريف علميّ" للأمة؛ مع 
أنّ الظاهرة كانت موجودة ولا تزال"ل4أ. أمَا توم نايرن» مؤلف كتاب «تفكك بريطانيا؛ الذي شق 
سملا جد ندا قٍْ تناول هذا الموضوع» ووريث تقليد ل يقل شساعة من التأريخ وعلم الاجتماع 
الماركسيين» فيلاحظ صراحة أنّ "نظرية القومية تمثّل إخفاق الماركسية التاريخي الكبير "لق 
لكن هذا الإقرار ذاته مضلل بعض الشيء. بِقَدْر ما يمكن أن يُؤْخَذ كإشارة إلى المحصيلة المؤسفة 
0( ل الغو عنها بحت طويل. وواع» عن الوضوح النظرى. وكان من الأدق القول إنَّ القومية قد 
ما دفع إلى تحاهلها بدلا من مواجهتها. وإلا كيف لنا أن نفسّر إخفاق ماركس في توضيح ذلك 













50 





التّعت الاسم الذى ورد في صياغته اللافتة عام 1848: "وبالطبع؛ فإِنَّ على البروليتاريا في كل 
بلد أن تحسم الأمور مع برجوازيتها الخاصة أولاً"141؟ وكيف لنا أن نفسّر استخدام مفهوم 
"البرجوازية القومية". طوال أكثر من قرن, دون القيام بأيّ حاولة نظرية جذية في تبرير 
'أهمية هذا النّحت؟ وما الدلالة النظرية ال ينطوي عليها تفرّق البرجوازية هذاء مع أنها طبقة 
عالية حين تُعَرّف من حيث علاقات الإنتاج؟. 

ما يهدف إليه هذا الكتاب هو تقديم بعض الاقتراحات غير النهائية بفية التوضل إلى تأويل 
أكثر إقناعاً لما مثله القومية من "خروج على القياس". وما أحسّ به هو أنّ المجهد البطليموسي 
الذى بذلته كل من النظرية الماركسية والإيرالية في حاولة ل "إنقاذ الظواهر "لل قد سلب 
العافية منهماء وأنّ ما نختاجه بصورة ماسّة هو تغيير المنظور بنوع من الروح الكوبرنيكية: إذا 
ما جار القول. وتتمثل نقطة الافتراق لدي في أنّ الهوية القومية -أو الانتماء إلى أَمَّة كما قد 
يُفَضْل القول نظراً لتعدّد دلالات التعبير الأول- وكذلك القومية» هي نتاجات ثقافية من نوع 
محدد. ولكي نفهمها كما ينبفي تحتاج أن نمعن النظر في كيفية بروزها إلى حيّر الوجود التاريخي» ' 
وكيفية تغيّر معانيها عرور الزمنء وما يجعلها تموز اليوم ما تحوزه من شرعية 0 عميقة. 


وسوف أحاول أن أبيّن أن خَلّق هذه النتاجات حوالي نهاية القرن الثامن عشر لمأ كان الخلاصة 
العفوية ال نحمت عن "تقاطع" معقد بين قوى تاريخية ال ا 


9 


"قياسيّة". قابلة لان تُرْدَرع؛ بدرجات غتلفة من وعي الذات» في ضروب من الحزبة الاجتماعية 
متباينة أشدّ التباين» ولأن تندمج في تشكيلات سياسية وإيديولوجية غتلفة أشدّ الاختلاف. 
وسوف أحاول أن أبيّن أيضًا تلك الأسباب النَ جعلت هذه النتاجات الثقافية ا محدّدة تثير ما تثيره - 
من ضروب الارتباط العاطفي العميق. 


1/) مفاهيم., وتعريفات 

يبدو من الأفضلء قبل أن نتناول الأسئلة ال سبق طرُحْهاء أن ننظر بإيحاز في مفهوم 
"الأمّة" ونقدّم له ذلك التعريف العملي القابل للاستخدام. فمتّظرو القومية كثيرًا ما ارتبكواء 
كي لا نقول اغتاظواء أمام المتناقضات الثلاث التالية: (1) الحداثة الموضوعية الِن تبدو عليها 
الأمم في عين المؤرّخ مقابل القدّم الذاتي الذي تبدو عليه في أعين القوميين. (2) الكونية الشكلية 
آلن تتّسم بها الهوية القومية كمفهوم اجتماعيّ ثقافى -حيث بمكن لكل أحد فى العالم الحديث 
أن تكون "له" هوية قومية, ولا بدّ أن تكون له مثل هذه الهوية» مثلما أن "له" أو "ها" نوعاً 
جنسياً- مقابل ا لخصوصية العُضال الن تتّسم بها تحلياتها الملموسة. حيث تبدو الهوية القومية 
"اليونانية"؛ بالتعريف. فريدة وفذة. (3) القدرة "السياسية" ال تتمتّع بها القوميات مقابل 
فقرها الفلسفي. بل وعدم تماسكها. وبعبارة أخرى. فإِنٌ القومية» بخلاف معظم الإيّات الأخرى. 
لم تُنْتِج قط مغكريها الكبار: فليس لديها أمثال هوبز, أو توكفيل؛ أو ماركسء أو فيبر. ومثل 
هذا "الفراغ" من السهل أن يفضيء بين المثقفين الكوعوبوليتانيين ومتعددي اللغات, إلى نوع 


ال 


الجماعات المتخيّلة . . 


من الشعور بالتفوّق. ومثلما قالت غرترود شتاين عن أوكلاند» قد يسارع المرء إلى استنتاج أنه 
٠‏ "لايجدأيّ هناك هناك"91أ. وإنّه لمن اللافت أن يكتب دارس للقومية مثل توم نايرن» على الرغم 
من تعاطفه الشديد. أن ""القومية" هي مرض التاريخ التطوري الحديث؛ فلا مفرّ منها شأنها 
شأن "العصاب" لدى الفردء حيث يكتنفها إلى حدٌ بعيد الإبهام الجوهري ذاته؛ وتتمتع بالقدرة 
01 الأساسية ذاتها على التدهور والتحول إلى ضَرْبٍ من العُنّه الذي يضرب يحذوره في معضلات 
الضعف والعجر المنتشرة في معظم أرجاء العالم (مكافئ الطفالة بالنسبة إلى امحتمعات) والي لا 
دواء لها بوجه عام" 
0 ويتمثل جزء من الصعوبة في أن المرء ميل بصورة لاواعية لأن يبالغ في تصوره وجود 
القومية فيعاملها معاملة الاسم العلم (كما يمكن أن يتعامل مع الحصر) ثم بميل لان يصنّف 
"ها" كواحدة من الإيديولوجيات. (لاحظوا أنّه إذا ما كان لكل امري عصرٌء فإنّ هذا الأخير 
0 بحرد تعبير تحليلي). وإنه لمما يمعل الأمور أسهلء فى اعتقادي» أن نتعامل مع القومية على أنها 
من قبيل "القرابة" و"الدين"؛ وليس "اللبرالية" أو "الفاشية". 
0 إليكم, إذاء هذا التعريف للامّة الذي أقترحه بروح أنثروبولوجية: الامة هي جماعة سياسية 
مُتَخَيّْلهَ حيث يشمل التخيّل أنها دّدة وسيّدة أصلاً. 
وهي هتخيّلة لآن أفراد أيّةَ اهةء عا قيها أضغر الآهم: لن بمكتهم قط أن يعرفوا معظم 
نظرائهم» أو أن يلتقوهم؛ أو حتى أن يسمعوا بهم, مع أن صورة تشاركهم تعيش حيّة في 
ذهن كل 6 منهملئا. ولقد أشار رينان إلى هذا التخيّل بطريقته المبطنة المنمقة حين قال: 
"والحال, إن جوهر الامّة يتمثل في وجود الكثير من الأشياء المشتركة بين سائر أفرادهاء وفي 
أنّ سائر هؤلاء قد نسوا أشياء عديدة"21ك. ويقدّم غلنر بشيء من الحدّة ما بمكن مقارنته با 
يقدّمه رينان» حيث يقرّر أنَّ "القومية ليست يقظة الأمم على وعي ذاتها: إنها تختزع الأمم 
حيث لا وجود لا"لللأ. غير أنّ العيب في هذه الصياغة يتمثّل فيما يبديه غلنر من قلق شديد 
0 لان يبيّن أن القومية تتخفى وراء مزاعم زائفة مما يدفعه لأن بحوّل "الاختراع" إلى "تلفيق" 
0 و"زيف *» وليس إلى "تخيل" و"خَلق" . وبذلك يكون ن ها يعنيه أن هنالك جماعات تمتاز عن الأمم إذ 
ثقارّن معها بأنها "حقيقية". والحال؛ أنّ كل الجماعات ال تفوق في حجمها حجم أبسط القرى 
القائمة على التماس والاتصال المباشرين (ورما هذه القرى أيضًا) هي جماعات متخيّلة. والتمييز 
بين الجماعات لا ينبغي أن يكون تبعاً لزيفها/أصالتهاء بل تبعاً لنمط تخيّلها. ولطالما أدرك قرويّو 
جاوة أنهم مرتبطون بأناس لم تسبق لحم رؤيتهم» لكن هذه الروابط كان قد تم تخيّلها ذات مرّة 
1 على نحو معيّن وخاصٌ؛ بوصفها شبكات قرابة وتبعيّة قابلة للامتداد إلى ما لا نهاية. . وحتى فنرة 
0 قريبة تامأ لم يكن في اللغة الجاوية أيّ كلمة تدلّ على التجريد الذي تشير إليه كلمة "بجتمع". 
وقد ننظر اليوم إلى الأرستقراطية الفرنسية أيام النظام القديم على أنّها طبقة؛ لكنّه من 
المؤكد أنّه م ير تيلها على هذا النحو إلا في فيرةٍ متاخرة كثيرالقلا. فالسؤال "من هو كونت 
المنطقة س؟" لم يكن جوابه المعتاد "أحد أفراد الأرستقراطية" ٠»‏ بل "لورد المنطقة س". أو 





4م 
يم 





"عم بارون المنطقة ع" أو "تابع دوق المنطقة ص". 

وجري تخيّل الأمّة على أنّها عدّدة لأنّ لجميع الامم: با فيها أكبرها ال قد تضم بليون نسمة» 
حدودها النهائية» وإنْ كانت مرنة.» وال تفع خلفها الأمم الأخرى. فما من أْمَه تتخيل أن 
و0 هي 9 000 جمحاء. بل إن ع القوميين ا كي ل يحلمون بيوم 


مثلاً. وفى عهود معينة؛ أن يحلموا كرك مسح تاماً. 

ويحري تخيّل الامّة على أنْها سيّدة لأن مفهوم الأمّة وُلِدَ في عصر كان ن يطيح فيه التنوير 
والثورة بشرعية المملكة السلالية النزاتبية» المفروضة إلهيا. ولأنّ الأمم بلفت حالة النضج في 
مرحلة من التاريخ البشري كان لا بدّ فيها حتى لاتقى المؤمنين بأيّ ديائة كونية من أن يواجهوا 
ما تشتمل عليه مثل هذه الديانات من تعدّدية حيّة؛ ومن كثرة أشكال الارتباط بين المزاعم 
الانطولوجية لكل عقيدة وحيّزها الإقليمي» فإنها تحلم أن تكون حرّة وأن تكون تحت الله 
مباشرة؛ إذا ما كان عليها أن تكون تحته. والدولة السيّدة هي رمز هذه الحرية ومقياسها. 

وأخيراء يجري تخيّل الأمّة على أنها ماعة,. لأنّ الأمة يتمّ تصوّرها على الدوام كعلاقة رفاقية 
أفقية, عميقة مهما يكن انعدام المساواة والاستغلال الفعليين السائدين. فهذه الأخوة هيء في 
النهاية؛ ما مَكنَ ملايين كثيرة من البشرء خلال القرنين الماضيين؛ لا من أن تَقَكُل وحسب. بل 
من أن تموت راضية أيضًا في سبيل هذه التخيّلات الحدّدة. 

وهذه الميتات تضعنا وجهاً لوجه أمام المشكلة المركزية ال تطرحها القومية: ما الذي 
يكن التخيّلات امحدودة ال عرفها التاريخ القريب (الذي لا يكاد يتخطى القرنين) تولد مثل 
هذه التضحيات الضخمة؟ ما أعتقده هو أن بدايات الإجابة عن هذا السؤال تكمن فى الججذور 





ىم 
دي 


جذورٌ ثقافية 


2) جذوز ثقافية 


ليس غة رموز للثقافة القومية الحديثة تفوق أضرحة اجنود الجهولين في لفتها 0 
واسترعائها الانتباه. وما تناله هذه النُصب من إجلال طقسي عام لا سابق في الأزمنة القدمة 
وجو يعود على وجه الدّقة إلى كونها فارغة عن قصد أو إلى أن ا م ال ف 
دالجخلها. ولكي يتحسّس المرء قوّة هذه الحدائة ليس عليه سوى أن يتخيّل ردّة الفعل العامة 
اليَإيمكن أن تواجه الفضوليّ الذي "يكتشف" اسم المجندي المجهول أو يصرّ على ملء الضريح 
ببعاض العظام. يا له من انتهاك للحرمات.من.ذلك النوع الغريب» المعاصر! فعلى الرغم من 
خلر هذه القبور من أيّة بقايا فانية أو أرواح خالدة بمكن تحديدهاء إلا أنّها مُتْرّعة بالتخيّلات 
القرؤمية الشبحيةلكأ. (وهذا هو السبب في أن لدى كثير من الامم المختلفة مثل هذه القبور 
منإدون أن تشعر بأ حاجة إلى تحديد جنسية شاغليها الفائبين أو هويتهم القومية. فهل يمكن 
أن إيكرونوا سوى ألمان» أو أميركيين» أو أرجنتينيين...؟). 

وينضح المغزى الثقاف لمثل هذه النُصْبٍ مزيداً من الوضوح حين باول المرء أن يتخيّل مثلاً: 
ضرإياً للماركسي المجخهول أو تُصُباً تذكارياً للبراليين الذين لقوا مصرعهم. ألن نحسٌ بالسخف 
والعببث الأكيدين فى هذه الحالة؟ ذلك أنّ الماركسية واللبرالية لا تعنيان كثيرًا بالموت والخلود. وإذا 
ها كان التخيّل القومي شديد العناية بهماء فذلك يوحي بألفة قوية مع التخيّلات الدينية. ولأنّ 
هذ الألفة ليست بالأمر العَرّضيّ على الإطلاق» فإنه قد يكون من المفيد أن نبدأ بحثنا في الججذور 


ااا اس 


الجماعات المتخيّلة . . 


الثقافية للقومية بالموت؛ بوصفه الدرجة الأخيرة في سُلّمم ضروب القضاء. 

تبدو طريقة موت الإنسان اعتباطية في العادة أمَا فناؤه فأمر حتوم لا مفرّ منه. وحياة 

البشر مترعة عثل هذه الضروب من التضافر بين الضرورة والمصادفة. فنحن ندرك جميعاً 

ما يتسم به تركيبنا الوراثي» وجنسناء وأمّد حياتناء وقدراتنا البدنية. ولغتنا الام وسواها 

من عَرَضيّة وحتميّة. ومن أعظم مزايا رؤى العالم الدينية التقليدية (الي ينبغي» بالطبع» 

أن نفرّق بينها وبين الدور الذي تمارسه في إضفاء الشرعية على أنظمة السيطرة والاستغلال) 

أنها عُنِيَت بالإنسان -في-ال- سكونء وبالإنسان ككائن من جنس معيّن» وبقرّضيّة الحياة. 

وما استمرار البوذية» أو المسيحية؛ أو الإسلام ذلك الاستمرار الاستثنائي على مدى آلاف من 

السنين» وفى عشرات التشكيلات الاجتماعية المختلفة. سوى دليل على استجابتها المبدعة حيال 

ذلك العبء الثقيل من المعاناة البشرية: المرضء والتشوه؛ والحزن؛ والشيخوخة. والموت. لماذا 

وُلِدْتُ ضريراً؟ لماذا شل أعرّ أصدقائي؛ لماذا ابنن مُعَوّقة عقلياً؟ تحاول الديانات أن تفسّر. أمًا 

أساليب التفكير التطورية /التقدّمية ججيعاً. بها فيها الماركسية؛ فتكمن نقطة ضحفها الكبرى في 

أنها لا ترد على مثل هذه الاسئلة سوى بالصمت المتبرَمَلْقَاً. بل إِنّ الفكر الدين يستجيب أيضًاء 
وبطرائق شتّى, للرغبة الغامضة في الخلود, الأمر الذي يتم عموماً عبر تحويل القضاء إلى نوع | 
٠‏ من الاستمرار (الكارماء الخطيئة الاصلية؛ الخ). وهو يهتمّ. على هذا النحوء بالصلات بين الموتى 
والذين لم يولدوا بعد. أي بلغز التجدد. ومَنْ مِنَا الذي يعيش الحَمْل بطفله ثم ولادته دون أن 
يحسل على نو ما بتضافرٍ كل من التزابط؛ والمصادفة» والقضاء في إطار من "الاستمرار"؟ (مرّة 
أخرىء تتمثل إحدى سينات الفكر التطوريّ /التقدمي في ذلك العداء الهيراقليطي للا لايّ فكرة 
٠‏ عن الاستمرار). 
وها يدفعن إلى طرح هذه الملاحظات ال قد تكون ساذجة هو في المقام الأول أنَّ القر 
الثامن عشر في أوروبا الغربية لم يكن فَجْرَ عَضْرٍ القومية وحسب بل كان أيضًا غسق الطرائق 











والمعاناة ال لحب الإمان الدين دوراً في تكوينها لم تحتف بانحسار هذا الإيمان. فإذا ما كان الفرد 
قد تفكك, فإنَّ ذلك قد جعل القضاء اعتباطياً على ذلك النحو الذي لا يفوقه فيه أيّ شيء الجر. 
0 وإذا ما كان الخلاص سخف وتخاريف» فإِنْ ذلك يمعل قيام مط آخر من أغاط الاستمرار ألمرأ 
ضروريا على ذلك النحو الذي لا يفوقه فيه أي شيء آخر. وما كان مطلوباً عندئذٍ هو تحويل 
علمانيّ للقضاء إلى استمرار» والاعتباط إلى معنى. وسوف نرى أنّ قلة من الأشياء وحسب هر 
ال كانت (ولا تزال) لام هذه الغاية أكثر من فكرة الأمة. ذإذا ما كانت الدول-الأمم تُعَدُ 0 
نطاق واسع "جديدة" و"تاريخية". إلا أنَّ الأمم ال تعبّر عنها هذه الدول-الأمم سياسياً تبدو 
على الدوام من ماض موغل في القدملكل والأهمّ من ذلك أنّها تبدو منزلقة إلى مستقبل لا محدّ 
له. وسحر القومية. هو ما يحول المصادفة إلى مصير. ويمكن أن نقول مع دوبريه: "أجل أنها 
لمصادفة محضة أنن ؤُلِدْتُ فرنسيا؛ ؛ لكن فرنسا خالدة على أي حال”. 








830 + ا أ #000 





جذورٌ ثقافية 


.ولا حاجة للقول إنئ لا أزعم أن ظهور القومية حوالي القرن الثامن عشر قد كان "نتاجاً" 
لتاكل اليقينيات الدينية» أو أنّ هذا التأكل لا يحتاج هو ذاته إلى تفسير مركب. كما أنئ لا أشير 
إلى أيْ القومية "تُبْطِلُ" الدين تاريخياً على نحو ما. فما أقترحه هو أن القومية لا ينبغي أن تُفْهَم 
حبر ربطها بالإيديولوجيات السياسية المتبنَّاة بوعي» بل عبر ربطها بالمنظومات الثقافية الكبرى 
:الي سبقتهاء وال ظهرت إلى الوجود انطلاقاً منهاً وضدّها في آن معا 

وسوف نتناول؛ في حدود الأغراض الن يتوخّاها هذا الكتاب؛ انايج من المنظومات الثقافية 
ذات الصلة. هما المجماعة الدينية والمملكة السلالية. 


2/) الجماعة الدينية 

قليلة هي الأشياء ال تثير الحجب كما يثيره ذلك الامتداد الإقليمي الشاسع الذي عتدّه أمّة 
الإسلام من المغرب إلى أرخبيل سولو [جنوب غرب الفلبين» ث د]» ويعتده العالم السيحي من 
الباراغوي إلى اليابان» وعتدّه العالم البوذي من سريلانكا إلى شبه الجزيرة الكورية. فالثقافات 
القدسيّة الكبرى (الن يمكن؛ لأغراضنا في هذا الكتاب؛ أن نضيف إليها "الكونفوشية") تشتمل 
على تصوّر جماعات هائلة. إلا أنّ تخيّل الحالم المسيحيء وأمّة الإسلام» وحتى المملكة الوسطى 
-الي لم تكن تتخيّل ذاتها على أنها صينية بل على أنها مركزية, مع أننا نحسبها اليوم صينية- 
كان يمري في قَدْرِ كبير منه عبر وسيط اللغة المقدسة والنصّ المقدّس المدوّن. خذِ الإسلام» مثلاً: 
جين يلتقي مسلم من ماجنداناو مع مسلم من البربر في مكة» من دون أن يعرف واحدهما أيّ 
ل ء من لغة الآخرء ويعجز عن التواصل الشفهي معد فإنهما يفهمان على الرغم من ذلك 
علامات واحدهما الآخر الكتابية؛ لأنّ النصوص المقدّسة الن يتقاعانها لا توجد إلا بالعربية 
الفصحى. وبهذا المعنى؛ فَإِنَّ اللفة العربية المكتوبة تعمل عمل المحروف الصينية في خَلق 
جماعة من خلال العلامات؛ لا من خلال الأصوات. (هكذا تواصل لغة الرياضيات اليوم تقليداً 
قديا. فالروماني ليس لديه أدنى فكرة عن الكلمة ال يعبّر بها التايلندي عن +. والعكس 
. بالعكس: لكن كليهها يذركان ها يعتية هذا الرهر)ء والجماعات الكلاسيكية الكبرى جنيعها كانت 
تتصور أنها في مركز الكون» عبر وسيط لغةٍ مقدّسةٍ مرتبطة بنظام قوَّةٍ فوقأرضيّ. وعلى هذا 
الاساس. كان امتداد اللاتينية: أو الباليّة؛ أو العربيّة» أو الصينية المكتوبة غير محدودء نظرياً. 
(والواقع أنّه كلما كانت اللغة المكتوبة أكثر مواتاء أي كلما قل استخدامها في الكلام كان ذلك 
أفضل حديدون لكل أمرئ؛ من حيث المبد منفذ إلى عالم من العلامات خالص ونقيّ). 

غير أنَّ هذه المجماعات الكلاسيكية الِن تترابط من خلال اللفات المقدّسة خاصيّة عميّرها 
عن جماعات ت الامم الحديثة امتخيّلة. ويستثل | أحد القر وق الجاعة 0 ثقة الجماعات القديعمة 
كانوا 020 الرضا إلى البرابرة الذين تعلموا ب بعد لأي رسم العلامات الكتابية 9 كانت 
تستخدمها المملكة الوسطى. ذلك أنَّ هؤلاء البرابرة يكونون قد تخطوا منتصف الشوط على ' 


ل 


الجماعات المُتخيّلة . . . 


طريق استيعابهم الكامللة. ونصف المتحضر أفضل عا لا يُقاس من البربري. ومن المؤكد أنَّ 
مثل هذا الموقف لم يكن مقتصراً على الصينيين؛ ولا حكراً على العصور القديمة. حُذْء مثلاً» 
"سياسة التعامل مع البرابرة" ال صاغها اللبرالي الكولبي بيدرو فيرمين دي فارغاس في أوائل 
القرن التاسع عشر: 
لكي نتوسّع في زراعتنا من الضروري أَسْبَنَة هنودنا. ذلك أنّ بلافتهم: وغباوتهم» ول 
مبالاتهم بالمساعي المعتادة تدفع المرء لأن يحسب أنهم قد تحتروا من عِرْق منحط يزداد 
تدهوراً كلما ابتعد عن أصله . . إنّه لمن المرغوب فيه كثيرًا أن يفنى الحنود. عبر 
تزاوجهم مع البيض»؛ وإعفائهم من امخراج وسواه من الالتزامات» وقليكهم 
الأرض ملكية خاصة 
إنه لمن المدهش أنْ هذا اللبرالي لايزال يدعو إلى "إفناء" هنوده عن طريق "إعفائهم .من 
الخراج" و"تليكهم الأرض ملكية خاصة". بدلاً من القضاء عليهم بالبنادق والجرائيم على 
النحو الذي سرعان ما مارسه وَرثَتّهُ في البرازيل» والأرجنتين؛ والولايات المتحدة. ولنلاحظ. أيضًا 
ما لدى فيرمين من تفاؤل كونيّء إلى جانب قسوته المتعطفة: فالهندى قابل للإصلاح في النهاية: 
.. بإلقاحه بنطفة بيضاء؛ "متحضّرة": ومنحه ملكية خاصة, مثل أيّ أحد آخر. (ويالاختلاف 
موقف فيرمين عن تفضيل الإمبريالي الأوروبي لاحقا الملاويين» والجورخاء والحوسا "الاقحاح" 
0 على “المولدين": و"أنصاف المتعلمين انحليين" و"الملؤنين": وأضرابهم). 
00 بيد أنه إذا ما كانت اللفات المقدسة الصامتة تلك الوسيلة الن تم عبرها نيل الجماعات 
العالمية الكبرى في الماضي. إلا أنّ واقع تلك الرؤى كان يستند إلى فكرة غريبة كثيرًا على العقل؛ 
الغربي المعاصر: عدم اعتباطية العلامة. فالعلامات الكتابية الصينية:؛ أو اللاتينية؛ أو العربية 
. كانت انبعاثات من الواقع» وليست قثيلات له محتلقة على نمو عشوائي. ونحن نعرف ذلك الخلاف 
. المديد حول اللغة ال تناسب عامة الشعب (اللاتينية أم انحلية). وف التقليد الإسلامي» ظل 
القرآن» حتى فترة جد قريبة» غير قابل للترجمة الحرفيّة (ولذلك لم يُتَرْحَّم)» لأنّ نّ الحق الإبلحي لا 
يمكن النفاذ إليه إلا عبر علامات الحربية المكتوبة الصحيحة النَ لا بعال للاستعاضة عنها. فما 
0 من فكرةٍ هنا عن عالم منفصل عن اللغة أشدّ الانفصال حيث تكون اللغات جميعاً علامات 
عليه تقف على مسافةٍ واحدة (ما بمكن من إحلال لغةٍ حل أخرى). فالواقع الأنطو لوجي لا 
يمكن أن يخاط به إلا عبر منظومة واحدة ومتميّزة من منظومات التمثيل: لاتينية الكنيسة, 
أو عربيّة القرآن, أو صينية الامتحان. الِن تُعَدَ كل واحدة منها لغةّ ةَ لحؤلتا. ولأنّ هذه 
اللفغات هي لغات المحق, فإنها مفعمة بدافع غريب على القوهية؛ هو الدافع إلى الهداية. وما أعنيه 
بالهداية لا يقتصر على تقبّل عقائد دينية معينة؛ بل يتعدّاه إلى الاستيعاب الخيم 0 0 
على التحؤل الجوهريّ. حيث يغدو البربريّ من أبناء "المملكة الوسطى" والريانيَّ مسلما 
والإلونغو مسيحيا. فطبيعة الكائن الإنساني ليّنة ومطواعة برمّتها إزاء القداسة. (قارن 0 
هذا الأساس بين تلك الحيبة ال تحوزها هذه اللفات العلمية القديمة» الِن تُرْفع أعلى بكثير من 








جذورٌ ثقافية 


جميع اللغات امحلية» والإسبرانتو أو الفولابك 1ك ال تقبع بينها في حال من التجاهل والإهمال). 
وإمكانية الهداية عبر اللغة المقدسة هي. في النهاية ما يمكن "إنغليزيا" من أن يصبح بابالقأ وما 
يمكن "مانشو" من أن يصبح ابن السماء. 
غير أنه على الرغم من أنّ اللغات المقرّسة جَعَلَتُ جماعات مثل العالم المسيحي قابلة للتخيّل؛ 
إل أنّ المدى الفعلي الذى وصلته هذه المجماعات والمعقولية ال تنطوى عليها لا يمكن تفسيرهما 
بالنصٌ المقدّس وحده ذلك أنّ قرّاء هذا النصّ لم يكونواء فى النهاية» سوى شعاب متعلمة 
ضئيلة ترتفع فوق حيطاتٍ شاسعة من الأمّيينلأ. ويقتضي التفسير الأكمل أن نلقي نظرة 
على العلاقة بين المتعلمين وبحتمعاتهم. فمن الخطأ أن ننظر إلى أولئك المتعلمين على أنْهم نوع ٠‏ 
من التكنوقراطية اللاهوتية. فاللغات الن كانوا يكلأونها برعايتهم لم يكن فيهاء على الرغم 
من إبهامهاء أي شيء من ذلك الإبهام المقصود الذي بمده في رطانات الحامين أو الاقتصاديين؛» 
على هامش الفكرة الن يحملها انختمع عن الواقع. والأحرىء أن هؤلاء المتعلمين كانوا نوعاً من 
الخبراءء أو شريحة استراتيجية ضمن تراتب كونيٌ ذروته السماء لكفا. وكانت التصورات الأساس 
عن "المجموعات الاجتماعية" تصورات مركرية وتراتبية. وليست طَرّفيّة التوجّه أو أفقيّة. ولا 
يمكننا أن نفهم تلك القوة المذهلة الن كانت البابوية تتمتّع بها أيّام عرّها إلا من خلال الإكليروس 
الممتدّ في أرجاء أوروبا ويكتب باللاتينية؛ وكذلك من خلال تصوّر عن العالم؛ تقاعه الجميع» ' 
هفاده أنّ الإنتلجنسيا ثنائية اللغة بتوسّظها بين اللغة الحلية واللخة اللأتينية» نا تتوسّط بين 
الأرض والسماء . (تعكس رهبة المخرمان الكنسيّ هذه النظرة إلى الكون). 
وعلى الرغم من كل عظمة الجماعات الكبرى المْتَخَيّلَة دينياً وقّتهاء فإنَّ تماسكها غير 
الواعي راح يضحف باطراد بعد أواخر العصور الوسطى. ومن بين أسباب هذا التدهور أودٌ هنا 
أن أشدّد على اثنين وحسب يتعلقان مباشرة بالقداسة الفريدة الى ميّزت هذه الجماعات. 
الأول» هو أثر عمليات استكشاف العالم غير الأوروبي؛ ال عملت فى أوروبا بصورة أساس 
لكنها غير حصرية على "توسيع الأفق الثقافي والمجغرافي فجأةً كما عملت تاليا على توسيع 
تصوّر البشر لأشكال الحياة الإنسانية الممكنة"لْلَلَا. وهذا ما نحده واضحاً في كتب الرحلات 
الأوروبية العظيمة جميعهاء خَذْ هذا الوصف المذهول الذي يصف به ماركو بولو. المسيحي 
الصاح من البندقية؛ قبلاي خان عند نهاية القرن الثالث عشر: 
بعد أن أحرز الخان الأعظم هذا النصر المبين؛ عاد إلى المدينة العاصمة كانبالو في موكب 
نصر عظيم. وكان ذلك في شهر تشرين الثاني وظلّ مقيماً هناك خلال شهريّ شباط 
وآذار» اللذين كان فيهما عيد فصحنا. ولا كان على بِيّنَةِ من أنّ هذا العيد هو واحد 
من احتفالاتنا الأساس؛ أمر المسيحيين جميعهم بالمثول بين يديه؛ وأن يحملوا معهم 
كتابهم. الذي يحتوي على أناجيل الإتحيليين الأربعة. وبعد أن أمر بتعطيره بالبخور 
مرّات» في مراسم احتفالية: قبّله بخشوعء وأشار إلى جميع نبلائه الحاضرين أن بحذوا 
حذوه. وكانت هذه عادته ال جرى عليها في الأعياد المسيحية الأساس جميعاً. كالفصح 


الجماعات المتخيّلة ... 


وعيد الميلاد؛ وكان يلتزم الشيء ذاته في أعياد المسلمينء واليهود. والوثنيين» ولما سيل 
عمّا يدفعه إلى هذا المَسْلَكء قال: "هناك أربعة أنبياء عظام بحلهم وتعبدهم غتلف فئات 
البشر. فالمسيحيون يعدون يسوع المسيح إفهم؛ والمسلمون, حمداً؛ وأليهودء موسى؛ 
والوثنيون» سوجومباركان» أبرز أصنامهم. وأنا أجل الأربعة جميعاً وأظهر لهم الاحترام» 
وأدعو لنجدتي أعلاهم في السماء كائناً من كان". ولكن الطريقة ال كان يتصرف 
بها جلالته حياهم تبيّن أنه كان يعد عقيدة المسيحيين الأصدق والأحسن... 
واللافت في هذا المقطع ليس النسبيّة الدينية الرائقة لدى وارث حكم المغول العظيم (فهي 
تبقى نسبية دينية)» بل موقف ماركو بولو ولخته. فلم بخطر له قط أن يصف قبلاي بامنافق 
أو الوثئ» مع أنه كان يكتب لمسيحيين أوروبيين مثله. (ولا شك أن ذلك يعود في جزء منه 
. إلى أنَّ قبلاي خان "من حيث عدد الرعاياء واتساع المساحة؛ وحجم الإيرادات: يبر كل مليك 
ظهر إلى الآن أو لايزال يعيش في هذه الدنيا")لْشَلًا. ومكن لنا أن نتبيّن في استخدام ماركو بولو 
. غير الواعي "نا" الدالة على الجماعة (والن تغدو "هم")؛ وفى وصف عقيدة المسيحيين بأنها 
0 "الأصدق". لا بأنها "صادقة" وحسب. بذور إضفاء الطابع الإقليمي على الأديان والذي يستبق 
لغة كثير من القوميين (أمّت"نا" هي "الاحسن". إذا ما جرت المقايسة والمقارنة). 
ويا له من تعارض موح ذاك الذي تقدّمه افتتاحية الرسالة الي كتبها الرحّالة الفارسي 
"ريكا" إلى صديقه "إييّن" من باريس عام (1712) [في كتاب مونتسكيو «رسائل فارسية»]: 
البابا رأس المسيحيين؛ وهو صنم قديم, يُعْبَد الآن بحكم العادة. وقد كان في السابق 
يرهبه الأمراء أنفسهمء إذ كان عقدوره أن يخلعهم بالسهولة الي يخلع بها سلاطيننا 
العظام ملوك إرمينية وجورجيا. لكن أحداً لم يعد يخشاه. وهو يزعم أنّه خليفة واحد 
من المسيحيين الأوائل؛ يُدعى القديس بطرس. ولا شك أنّها خلافة دعة. لأنّ لديه 
كنوزاً هائلة وبلداً عظيماً طوع بنانه لكل 
20 هذه الاختلاقات المتعمّدة. المتُقَنَة ال قدّمها كاثوليكي من القرن التامن عشر [مونتسكيو] 
. إنما تعكس الواقعية الساذجة لدى سلفه من القرن الثالث عشر [ماركو بولو]» لكن "النسبية" 
و"الإقليمية" باتتا الان واعيتين تماماًء وتحملان قصدية سياسية. فهل ناف المنطق إذ نرى فى تحديد 
آية الله روح الله الحمين هوية الشيطان الأكبر - ليس كبدعة؛ أو حتى كشخص شيطاني 
. (فكارتر الضئيل البليد لا يفي بالحاجة). بل ك أمّة- إحكاماً لهذا التقليد المتنامي. على الرغم 
٠‏ من المفارقة الن ينطوي عليها؟ 
أمّا السبب الثاني فهو تدني شأن اللغة المقدّسة ذاتها على ذلك النحو التدريجي. ولقد لاحظ 
بلوخء في سياق كتابته عن أوروبا الغربية القروسطية. أنَّ "اللغة اللاتينية لم تكن لغة التعليم 
1 الوحيدة وحسب. بل كانت أيضًا اللغة الوحيدة الين تُعَلّم"لهلا. (وكلمة "الوحيدة" الثانية 
0 هذه تبين بوضوح تام قدسية اللاتينية: فلم يكن خطر في بال أن مّة لفة أخرى جديرة بالتعقم). 
غير أنه سرعان ما تغيّر ذلك كله بحلول القرن السادس عشر. ولن نتوقف هنا عند أسباب هذا 








جذوز ثقافية 
التفيّر فسوف نناقش لاحقاً تلك الأهمية المركزية النَ اتسمت بها رأعالية الطباعة. حَسبنا أن 
نتذكر مداها وسرعتهاء حيث يقدّر فيفر ومارتن أنّ 7796 من الكتب المطبوعة قبل العام 1500 
كانت لاتزال باللاتينية (الأمر الذى يعن أيضًا أنّ 2396 من الكتب كانت باللغات امحلية)أكلأ. وإذا 
ما كانت 8 طبعات فقطء من إجمالي 88 طبعة صدرت فى باريس 1501» هي باللاتينية؛ فإنّ غالبية 
الطبعات كانت بالفرنسية بعد العام 11575/كأ. وعلى الرغم من النزاجع المؤقت أثناء الإصلاح 
المضاد فإنّ هيمنة اللاتينية كانت قد آلت إلى الزوال. ونحن لا نتكلم هنا عن شعبيتها العامة 
وحسب. فبعد ذلك بقليل» وبسرعة مذهلة بالمثل؛ كفت اللاتينية عن أن تكون لغة الإنتلجنسيا 
الأوروبية الراقية. ففي القرن السابع عشرء ذاع صيت هوبز (1678-1588) في القارّة كلها لأنّه 
كتب باللفة الحقّة. أمَا شكسبير (-1564 1616)» الذي كان يكتب باللفة المحلية» فلم يكن معروفاً 
على الضفة الأخرى من القنال لقكا. ولو أنّ الإنفليزية لم تَفْدُ بعد مئتين من الأعوام, اللغة 
الإمبريالية العالمية البارزة؛ أما كان يمكن له أن يبقى مغموراً داخل جزيرته كما كان في الاصل؟ 
وفى هذه الأثناء. كان معاصراه القريبان عبر القنال» ديكارت (1650-1596) وباسكال  -1623(‏ 
2» ينجزان معظم مراسلاتهما باللاتينية؛ أما جميع مراسلات فولتير (-1694 1778) فكانت 
باللخة الحليةلشل!. "بعد عام 1640؛ ومع انخفاض عدد الكتب المكتوبة باللاتينية» وزيادة عدد 
الكتب المكتوبة باللغات ام حلية كف النشر عن كونه مشروعاً دولياً [كذا]"ل2غ!. وباختصار, فإنَّ 
سقوط اللاتينية كان بمثّل لسيرورة أكبر راحت فيها الجماعات المقدسة الِن قام فاسكها على لغات 


مقدسة قدمة تنشظى» وتتعدد» وتتمايز مكانيا على نحو متدرج. 


2 )المتكية السلالية 
رعا كان من الصعب فى هذه الأيام أن يتصور المرء نَفْسَه في عالم تبدو فيه الملكية السلالية 
معظم البشر على أنْها النظام "السياسي" الوحيد الذي يمكن تخيّله. ذلك أنّ المحكم الملكي "المجِدّي" 
يتعارض من نواج أساسية مع جميع النصورات الحديئثة عن الحياة السياسية. فالملكيّة تنظم 
كل شيء حول مركز رفيع. . وتستمدٌ شرعيتها من السماءء لا من السكان» الذين هم رعاياء في [ 
النهاية؛ وليسوا مواطنين. وفى حين تُبْسَط سيادة الدولة؛ في التصوّر الحديث؛ تامة ومستوية 
ومتساوية على كل سنتمتر مربّع من إقليم له حدوده القانونية: فإنَ الحدود, في التخيّل القديم, 
حيث الدول تحدّد بالمراكزء كانت نَفُودّة وغير متمايزة؛ والسيادات متداخلة تذوب واحدتها فى <- 
الأخرى على ذلك النحو الدقيق الذي لا تدركه العين للك ومن هناء ويا للمفارقة» السهولة الن .” 
تمكنت بها الإمبراطوريات والممالك ما قبل الحديثة من أن تحفظ لاماد طويلة من الزمن حكمها 
على شعوب متغايرة العناصر أشدّ التغاير» بل ومتباعدة في الخالب لكا 1 
وعلى المرء أن يتذكر أيضا أنَّ هذه الدول الملكية القديمة لم تكن تتو سّع عبر المتروب وحدها 
بل عبر سياساتٍ جنسيةٍ من نوع متلفٍ كثيرًا عن تلك الي عُارس اليوم. فالريجات السلالية . 
كانت تمع معأء على أساس مبداً التراتب الشاقولي العام بين شتى صنوف السكان تحت قمم 


الجماعات المُتخيّلة . . 


جديدة. وَيُعَدَ آل هابسبورغ نموذجاً على هذا الصعيد. وكما يقول المثل السائر, "غصهمعع هلاء8 
: عطنص وتكاكتدة «تاعظ نغ ,اللد!". ["فليشعل الآخرون المحرب. أمَا أنت أيتها النمسا المحظوظة 
: فتزوجي"]. وهذه ألقاب آخر المحكام؛ 6 شكلٍ مختصر بعض الشيء: 
إمبراطور النمسا؛ ملك هنفارياء وبوهيمياء ودلماتياء وكرواتياء وسلوفينياء وغاليسياء 
ولودميرياء وإليريا؟ ملك القدس. إلخ؛ أرشيدوق النمسا [كذا]؛ دوق توسكاني وكراكوف 
العمظيم؛ دوق لوتارينجياء وسالزبورغ» وستيرياء وكارنثياء وكارنيولاء وبوكوفيناء دوق 
ترانسلفانيا العظيم» ومار غريف مورافيا؛ دوق سيلزيا العليا والدنياء وموديناء وبارماء 
و بياسينزاء وغواستيلاء وأوشفتيز وساتور» وتيسكنء وفرايول» وراغوزاء وزارا؛ 
كونت أمبر هايسبورغ وتريول» وكيبورغ» وغورتز» وغراديسكا؛ دوق ترينت وبريزن؛ 
مارغريف لوسيتز العليا والدنيا وفي إستيريا؛ كونت هوهينيمبسء وفيلدكيرش» وبريغنر. 
وسوننبرغ؛ الخ؛ لورد تريست؛ وكاتارو. وأعلى الوينديش مارك؛ فويفود فويفوديناء 
وسيرفيا المظيم . . إداتها ٌ 

هذا ما كان عليه "سجل زيجات آل هابسبورغ» وأسلابهم, وأنهابهم الي لا تخصى ٠‏ [ذلك 
السجل] الذي لم يكن يخلو من وجه كوميدي معين' '. كما يلاحظ ياسي بحق. 

و الممالك البن كان فيها تحدد الزوجات رما دينياً» :كانت منظومات التسَرّي متعددة 
: المستويات أساسية في تماسك المملكة والحفاظ على وحدتها. والحال أنّ السلالات الملكية غالباً 
0 ما كانت تستمدٌّ هيبتهاء بصرف النظر عن أيّ هالة 'عاوية تحيط بهاء نما يمكن أن ندعوه تمازج 
الأجناس لَكم. ذلك أنّ مثل هذه الضروب من الاختلاط كانت علامات 0 مكانة بالغة الرفعة» 
ومن اللافت أنّ لندن لم تحكمها سلالة "إنغليزية" منذ القرن الحادي عشر (إن لم يكن قبل ذلك)؛ 
ومن ثمٌ» ما "المجنسية" أو"الهوية القومية" الي يمكن أن ننسبها إلى آل ال بوبيك 

بيد أنّ الشرعية الآلية الن كانت تحظى بها الملكية المقدسة راحت تشهد انهيارها البطيء فى 
القرن السابع عشرء» وذلك لأسباب لن نتوقف عندها الآن. . ففي العام 1649 ٠‏ قطع رأس تشارلز 
ستيوارت ئْ أولى ثورات العالم المحديث» وقي حمسينيات القرن السايع عشر كان وصي عام وليس 
ملكا هو الذي يحكم واحدة من أهم الدول الأوروبية. ٠‏ غير أ ن أن ستيوارت كانت لا تزال تشفي 
المرضى بلمستها الملكية حتى في عصر بوب وأديسونء وهذا ما كان يفعله أيضًا آل بوربون» 
لويس الخامس عشر والسادس عشرء في فرنسا التنوير حتى نهاية النظام القديم261ا. أما 
بعد العام 1789 فبات من الواجب الدفاع عن مبدا الشرعية ذلك الدفاع المُدْرك الصريح: 
وغدت "الملكية". في سياق ذلك, نموذجاً شبه معياريّ. وغدا تينو وابن السماء لكا "أباطرة". 
وفي سيام البعيدة أرسل راما الخامس (شولالونكورن) أبناءه وأبناء أخوته إلى بلاطات سان 
بط رسبورغ ولندن وبرلين لكي يطلعوا على تعقيدات هذا النموذج العالمي. وفي العام 21887 
سن نْ المبدا 2 بخلافة الابن الشرعي البكر» وبذلك جعل سيام "تتماشي مع ملكيات أوروبا 
"المتحضّرة"للغ. وفي العام 1910, بوَا النظامٌ الجديدٌُ سدّة العرش لوطياً غريب الاطوار من 


62 





جذور ثقافية 


المؤكد أنّه ما كان له أن يحتل مثل هذا الموقع في عصر سابق. غير أنَّ موافقة الملوك على اعتلائه . 
العرش باسم راما السادس مْهِرَتٌ بحضور أمراء من بريطانياء وروسياء واليونان» والسويد. 
والدمارك» واليابان حفل تتويجه 

وحتى العام 1914: كانت الدول الملكية السلالية لا تزال تشكل غالبية أعضاء النظام 
السياسي العالمي» غير أن كثيرًا هن الملوك السلاليين» كما سترى أدناه بالتفصيلء كانوا يبحاولون 
اللمحصول على ختم "قوميّ" بعد ذلك الذبول الصامت الذي اعترى مبدأ الشرعية القديم. وفي 
حين كانت جيوش فريدريك الأكبر (1786-1740) تعجٌ ب "الأجانب" فإِنْ جيوش فريدريك 
فلهلم الثالث (1840-1797) كانت "بروسية-قومية" على وجه الخصر 21 نتيجة الإصلاحات 
المشهودة ال أجراها كل من شارنهورست,. وغنيسينو. وكلاوسفيتز. 


2/) إدراك الزمن 

نه لمن قصر النظرء على أيّ حال. أن نحسب أن أمر جماعات الأمم المتخيّلة لا يتعدى 
خروجها من أحشاء الجماعات الدينية والملكيات السلالية وحلوها علها. ذلك أنَّ انهيار الجماعات, 
واللغات, والسلالات المقدّسة كان يخفي تحته ما كان يعتزي طرائق إدراك العالم من تغيّرٍ جوهريّ 

عَمِلَ أكثر من أيّ شيء آخرء على جعل "التفكير" فى الأمة أمرأ مكناً. 

ولكي نأخذ فكرةٌ عن هذا التغيّره من المفيد أن نلتفت إلى غثيلات الجماعات المقدّسة 7 
البصرية, مثل النقوش الجدارية والنوافذ الزجاجية الملوؤنة في كنائس العصور الوسطي, أو ٠‏ 
رسومات الفنانين الإيطاليين والفلامنك الكبار الأوائل. فقد كان من بين السمات المميزة لهذه 
التمثيلات شيءٌ يشبه "اللباس الحديث"أشآ ذلك الشبه الخادع. فالرعاة الذين تبعوا النجم إلى 
المزّود حيث وَلِدَ المسيح لهم ملامح فلاحين من بورغندي. وتبدو مريم العذراء مثل ابنة تاجر 
من توسكانيا. ويظهر القديس الشفيع في كثير من اللوحات بكامل زيّ البرجوازي أو النبيل» 
راكعاً في خشوع إلى جانب الرعاة. وما يبدو لنا اليوم غريياً ومتنافراً كان يبدو طبيعياً ماما في 
نظر المؤمنين في العصور الوسطى. فنحن إزاء عالم كان تصوير الواقع المُتخَيّل فيه بصرياً 
وسمعياً على نحو طاغ. . وقد اتخذ العالم المسيحي شكله الكوني من خلال آلاف التفاصيل المميّرة 
والدقائق امحدّدة: هذًا النقش. تلك النافذة» هذه العظة., تلك الحكاية» هذه المسرحية الأخلاقية, 
ذاك الاثر. وفى حين كان الإكليروس الذين يعرفون اللاتينية والمنتشرون في أرجاء أوروبا عنصراً 
أساسياً في بناء الخيال المسيحيء فإنَّ إيصال تصوراتهم إلى الجماهير الأمية. عن طريق الإبداعات 
البصرية والسمعية» الشخصية ولمْحدّدة على الدوام؛ لم يكن يقل حيوية. وكان قسّ الأبرشية 
المتواضخ: الذى يعرف أضله ونقاط ضعنه كل من يضفون إلى عظاتة: لا يزال الوسيظ 
المباشر بين أبناء أبرشيته والسماء. وهذا التجاور بين الكوني-الشامل والدنيويّ-الحدّد كان يعن 
أنه مهما بلغ العالم المسيحي في شساعته؛ ومهما كان الإحساس بذلك؛ فإنّه يتجلى للجماعة 
السوابية أو الجماعة الأندلسية على نحو ختلفٍ كما لو أنه تكرار لهما. وما كان لِيَردَ في الخيال 


لك 


اللجماعات المتخيّلة . . 


أن تُصَوّر مريم العذراء علامح "ساميّة" أو بأزياء "القرن الأول" بروح الاستعادة الي بحدها 
في المتاحف الحديثة لأنّ العقل المسيحي القروسطي لم يكن لديه أيّ تصوّر للتاريخ بوصفه: 
سلسلة لانهائية من الأسباب والنتائج أو من الانقطاعات بين الماضي والحاض لاللط. ويلاحظ 
بلوخ أنه كان ثمة اعتقاد شائع وراسخ بأنَّ نهاية الزمن وشيكة, ععنى أنَّ قيامة المسيح الثانية 
يمكن أن تحصل في أي لحظة: فقد سبق لبولس الرسول أنْ قال إن "يوم الرّبّ كلِصّ في الليل 
هكذا يحيء". ولذلك كان من الطبيعي ألا يكفٌ الأسقف أوتو الفريزنغي المؤرّخ العظيم من 
القرن الثاني عشرء عن القول: "نحن الذين وقعنا عند آخر الزمان". ويستنتج بلوخ أنه حين كان 
القروسطيون "يستفرقون في التأمل» ما من شيء كان أبعد عن تفكيرهم من تصوّر مستقبل 
مديدٍ يعيشه جنسٌ بشريٌ فِنّ معافى"[لا. ١‏ 
ويرسم أورباخ لهذا الشكل من الوعي صورة عامة لا تنسى: 
حين تُؤَوّل حادثة مثل التضحية بإسحق على أنّها تصوير مسبق للتضحية بالمسيح: 
حيث تكون الأولى كأنها تُعْلِنُ عن الآخيرة وتَعِدُ بها وتكون الأخيرة كأنها 'تَقَق" الأولى . 
.» إن صلة ثُقَام عندئذٍ بين حدثين ليسا مترابطين في الزمان أو العلّة؛ صلة يستحيل 
أن يقيمها العقل في البُمْد الأفقي . . ولا يمكن أن ثُقام إلا إذا رُبط الحادثان شاقولياً 
بالعناية الإلمية» ال يمكن لها وحدها أن تبتدع مثل هذا التخطيط التاريخي وتوقر المفتاح 
لفهمه . . ويكفٌ "الآن والهنا" عن أن يكون بحرّد حلقة في سلسلة أحداث أرضية؛ ويغدو 
في آن معاً ذلك الشيء الذي لطاما كان موجوداً. والذي سوف يتحقق في المستقبل؛ فهو 
قعين الركشيه أبدي» شيء كليّ الزمن, شيء مكتمل أصلاً في نطاق المحدث الأرضي 
الناقص 
ويشدّد أؤرباخ بحق على أن مثل هذه الفكرة عن التأين أو التزامن غريبة تماما عن فكرتنا. 
فهي ترى إلى الزمن على أنه شيء قريب ما يدعوه بنيامين بالزمن المسيانيَء تزامن الماضي 
والمستقبل في حاضر فوريّ مباشر لْخ. وفي مثل هذه النظرة إلى الأمور, لا يمكن أن يكون لعبارة 
"في الوقت ذاته" أي دلالة فعلية.. 00 
أمَا تصورنا للتزامن فقد ظل قيد التكوين زمنا طويلاء ولا شك أن ظهوره يرتبط بتطور 
العلوم العلمانية ذلك الارتباط الذى ينيغي أن يدرس جيداً. ٠.‏ غير أنه تصوّر ذو أهمية جوهرية, 
وإذا لم نأخذه بكامل الاعتبار فسوف ند صعوبة قٍْ سبر غوامض نشوء القومية. فما جاء ليحل 
حل التصوّر القروسطيّ عن التزامن» على طول الزمن هو بحسب تعبير بنيامين أيضًاء فكرةٌ 
"الزمن المتجانسء الفارغ". الذي يكون فيه التزامن مُسْتَعْرَضاء إذا جاز القول؛ وَعَبْرَ الزمن, 
وموسوماً لا بالتصوير المسبق والتحقّق, بل بالتوافق المؤقّت, ويُقاس بالساعة والروزنامة[4قا. 
أمَا ما يمعل هذا التحوّل بالغ الأهمية بالنسبة لولادة جماعة الأمة المتخَيّلة فيمكن أن نراه 
على أفضل وجه إذ ننظر في البنية الاساس لاثنين من أشكال التخيّل لم يزدهرا في أوروبا إلا في 
القرن الثامن عشر: الرواية والصحيفةل5ك1. حيث وفر هذان الشكلان الوسائل التقنية اللازمة 





جذورٌ ثقافية 


ل "إعادة-تقديم" ذلك النوع من الجماعة المُتَخَيّلَة الذي هو الأمّة. إٍْ 

لننظر أولا فى بنية الرواية قديمة الطراز. تلك البنية الي لا نحدها في روائع بلزاك وحسب ١١‏ 
بل أيضًا في أيّةَ أعمال بارية معاصرة. فمن الواضح أنها وسيلة لتمثيل التزامن في "زمن ١‏ 
متجانس» فارغ". أو تعليق معقد على عبارة "فى الوقت ذاته". لناخذ على سبيل الأيضاح» 
شذرة من حبكة روائية بسيطة. حيث ثمة رجل (أ) له زوجة (ب) وعشيقة (ج). لها بدورها 
حبيب (د). ويمكن أن نتخيّل محططا زمنياً لهذه الشذرة على النحو التالي: 


الزمن 1 2 3 
الأحداث أ يتشاجر مع ب أيهاتف ج د يثمل فى حانة 
ج ود بمارسان الججنس ب تنسوق أ يتناول العشاء في البيت مع ب 


د يلعب البلياردو ج تحلم حلماً مزعجاً 


ما نلاحظه في هذه المتوالية أنّ (أ) و(د) لا يلتقيان قطء ولعل واحدهما لا يعلم بوجود 
الآخر إذا ما لعبت (ج) أوراقها جي لفقا ما الذي يربط إذاً بين (أ) و(د)؟ تصوّران متتامّان: 
الأول» أنّهما منفرسان في "بحتمعات" (ويسيكس. ليبيك» لوس انملوس). وهذه لمجتمعات هي 
كيانات اجتماعية لها واقعها الراسخ والمستقر بحيث يمكن وصف أفرادها ((أ) و(د)) بأتهما يران 
واحدهما بالآخر في الشارع؛ من دون أن يتعارفا قط. ويظلآن مرتبطين 1371 والتاني؛ أنّ )١(‏ 
و(د) منغرسان في عقول قرّاء كليّي المعرفة. فهم فقطء مثل الله من يراقبون (أ) وهو يتصل 
هاتفياً مع (ج)» و(ب) وهي تتسوّقء و(د) وهو يلعب البلياردو؛ كل ذلك في وقتِ واحد. وكون هذه 
الأفعال جميعا تُؤْدَى في الوقت ذاته الذي تشير إليه الساعة والروزنامة؛ إا من قِبَل فاعلين قد 
لا يعرفون بعضهم بعضاًء هو ما تتجلى فيه جدَّة هذا العالم المتخيّل الذى استحضره الكاتب 
في عقول قرَائ قا 

م تشأبه دقيق بين فكرة المضوية الاجتماعية الي تتنحرك روزنامياً عبر زمن متجانس. 
فارغ وفكرة الأمة؛ الن يتمّ تصوّرها هي أيضًا كجماعة صلبة تتحرك بثبات هابطة (أو : 
صاعدة) التاريخ لشفا ولا مكن لأميركيّ قط أن يلتقي؛ أو حتى أن يعرف أماء. أكثر من حفنة ٠‏ 
من مواطنيه البالغ تعدادهم 240000000 ونيّف. وهو لا يعلم ما يوشكون على فعله في أي وقت 
من الأوقات. لكنه واثق كل الثقة بوجود فعاليتهم الراسخة:. الخُفْلء المترامنة. 

رعا يبدو المنظور الذي أقترحه أقل تجريداً إذا ما تفخحصنا بإياز أربع روايات من ثقافات 
غتلفة وعهود غتلفة؛ وجميعها ترتبط بالمحركات القومية ذلك الارتباط الذي لا فكاك منه ما عدا 
واحدة. ففي العام 21887 كتب خوسيه ريزال؛ "أبو القومية الفليبينية": روايته 1/6 21016 
182861 [لا تلمسين]»» ال تَعَدُ اليوم أعظم مأثرة للأدب الفليبين المحديث. كما كانت أيضا أول 
رواية يكتبها "إنديو"21ك!. وتلك هي بدايتها المذهلة حدّ الإعجاز: 

حوالي نهاية تشرين الأول كان دون سانتياغو دي لوس سانتوسء الشهير بالكابتن 





الجماعات المتخيّلة . 


تياغوء يقيم مأدبة عشاء. ومع أنّه لم يكن قد أعلن عنها إلا بعد ظهيرة ذلك اليوم. 
بخلاف عادته. إلا أنها كانت مدار كل حديث فى بينوندو. وفى أحياء أخرى من المدينة؛ بل 
وفى إنتراموروس [وهي مدينة داخلية مُسوّرة]. وفي تلك الأيام كان للكابتن تياغو صيت 
المضيف السخيّ حد الإسراف. وكان معروفا أن بيته. مثل بلده. لا يغلق أبوابه في وجه 
ٍَ مير لافار وأى افكرة جديدة 7 جريئة. 


ددر عن حلقف لقا جوده. الدق ل اله انض عقون سير بالط ذا ميد" . بعضهم 
اقتنتص دهاناً لتلميع أحذيته» وآخرون بحثوا عن أزرار لياقاتهم وربطات عنق. لكنهم جميعاً كانوا 
منشغلين عشكلة التسليم على مضيفهم بتلك الألفة اللازمة تلق مظاهر الصداقة القدعة, 
أو الاعتذار» إذا دعت الححاجة» عن عدم الوصول باكراً. 

أقيمت المأدبة في بيتٍ في شارع أنلوغو. ولأننا لا نتذكر رقم الشارعء فسوف نصفه بحيث يمكن 
ا يظل غتزاء هذا إن لم تكن الرلازل قد دقركه تكد. ولا تفتقد أن مالكه قد اهز بهدمه لان 
مثل هذا العمل عادة ما يُثْرَكَ لله أو الطبيعة. الي ثُبْرمٌ كثيرًا من العقود مع حكومتنا علاوة 
على ذلك للكا, 

من المؤكد أنه لا ضرورة للتعليق الَسْهَب الموسّع. يكفي أن تلاحظ أن صورة مادية المشاء 
(الجديدة قاما على الكتاية الفليبينية)» إذ تناقش منذ البداية من قبل مئات الأشخاص الذين لا 
يُشار إلى أ“عائهم؛ والذين لا يعرفون بعضهم بعضاًء في أجراء غتلفة ماما من مانيلا؛ في شهرٍ حدّد 
هصن عَقَد مد تستخضرٌ رُ الجماعة المتخيّلة مباشرة, وفى العبارة "بيت فى شارع أنلوغو". ذلك 
البيت الذي "سوف نصفه بحيث يمكن أن يظل عميّراً". فإِنّ الذين يُفْترَض بهم أن يوه هو نحن 
. -القرّاء- الفليبينيين. وهذا الخروج الطارئ الذي بخرجه البيت من زمن الرواية "الداخلي" إلى 

زمن حياة القارئ اليومية "الخارجي" إفيى مانيلا] هو عثابة تأكيد يخلب اللبّ على صلابة جماعة 
ندّدة. تضمّ الشخصيات والكاتب والقرّاء» تتحرك قُدْماً عبر زمن روزنامي لثك!. لاحظوا النبرة 
أيضا. فعلى الرغم من أنّ ريزال ليس لديه أدنى فكرة عن هويّات قرَّائه الفردية» إلا أنه يكتب 
هم بحميمية ساخرة. وكأنّ العلاقة فيما بينهم رائقة لا يعكر صفوها أي شي لكا 

وما من شيء يثير لدى القارئ ذلك الإحساس الفوكوعً لها بالانقطاع المفاجئ في الوعي 
بالقدر الذى تثيره المقارنة بين 71011 والعمل الأدبي الأشهر والأسبق الذي كتبه "إنديو". هو 
فرانشيسكو بالاغتاس (بالتازار)؛ وحمل عنوان 0١‏ غة عتصوعما8 نم تإفطناظ وممصهملع همانم 
خوط لم مسصمتعمطه0 ود وننج.] [قصة فلوران ولورا في تملكة أليانيا]»» وتعود طبعته الأولى 5 
العام 1861. مع أنّه رعا يكون قد كُتبَ منذ العام 8 لكك فعلى الرغم من أنَّ بالاغتاس كا 
لا يزال على قيد الحياة عندما وُلِد ريزال» إلا أنّ عالم رائعته ال ا اا 
الأساسية جميعاً. فبيئة العمل -البانيا قروسطية خرافية- بعيدة ماما عن بينوندو عانينيات 
القرن التاسع عشر. وبطلاه -فلوران, النبيل الألباني المسيحيء وصديقه الحميم علاء الدين, 





جذوز ثقافية 


الأرستقراطي الفارسي المسلم- لا يذكراننا بالفيليبين إلا من خلال الصلة مسيحي -مسلم. وف 
حين يعمد ريزال إلى ذرٌ كلماتٍ تاغالوغية في نثره الإسباني لإحداث أثر "واقعي" أو ساخرء أو 
قوميء فإنَّ بالاغتاس لا ينثر عبارات إسبانية في رباعياته التاغالوغية إلا ليثير الانتباه إلى كبر ورنين 
معجم مفرداته. و 21011 مكتوبة لكي تُقْرَأء أمَا فلوران ولورا فلكي تُقَنّى بصوت مرتفع. وما 
يسترعي الانتباه أكثر من أىّ شيء آخر هو تعامل بالاغتاس مع الزمن. فما يلاحظه لومبيرا هو 
أنّ "تكشف الحبكة لا يسير وفق ترتيب زم متسلسلء حيث تبدأ القصّة من المنتصف, وتصلنا 
كاملة من خلال سلسلة من الخطب تنطوي على ضروب من الاسنرجاع والمخطف خافاً"[5كا. 
ويكاد نصف الرباعيات البالغة 399 رباعية أن يكون وصفا لطفولة فلوران» وسنوات دراسته في 
أثيناء ومآثره العسكرية اللاحقة. حيث يجري هذا الوصف على لسان البطل فى أحاديثه مع علاء 
الدين لككأ. و"الاستزجاع الحكيّ" هو عند بالاغتاس البديل الوحيد للسرد الخطي الذي يتوالى 
كالطابور. وحين نعلم عن فلوران وعلاء الدين أشياء ماضية "متزامنة". يكون الرابط بينهما 
صوتيهما المتحاورين؛ وليس بنية الملحمة. ولكم تبدو هذه التقنية بعيدة عن تقنية الرواية: 
"في ذلك لريب ذاته. بينما كان فلوران لا يزال يدرس في أثيناء ظرد علاء الدين من بلاط 
مولاه . .". والحال» إِنَّ بالاغتاس لا بخطر له قط أن "يضع" شخصياته فى "بجتمع". أو أن يناقش 
أمرهم مع جمهوره. كما أننا لا نمد كثيرًا من "الفليبينية" قق نصه؛ ما عدا ذلك الدفق المنساب 
من الكلمات التاغالوغية متعددة نعاض لتهل 
وفي العام 1816, قبل سبعين عاماً من كتابة 220011 كتب خوسيه يواكين فيرنانديز دي 

ليزاردي رواية عنوانها مغمعنصعه؟ هللأنوذء2 11 [الببفاء المتشؤق], لا شك أنها أول عمل 
أميركي لاتين في هذا الجنس. وبحسب أحد النقاد. فإنَّ هذا النصّ هو "اتهام شرس للإدارة 
الإسبانية في المكسيك: حيث يرى أنّ الجهل؛ والخرافة» والفساد هي أبرز نعات هذه الإدارة"[8كا, 
أمَا الشكل الأساس هذه الرواية "القومية" فيشير إليه هذا الوصف مضمونها: 

منذ البداية» يكون [البطلء الببغاء المتشؤّق] عرضة لتأثيرات سيئة: فالفتيات الجاهلات 

يغرسن في ذهنه الخرافات؛ وأمَّه تتسامح مع نزواته؛ ومدرّسوه ليس لديهم الأهلية أو 

القدرة على ضَبْطِه. ومع أنَّ والده رجل ذكي يريد لولده أن يعمل في حرفة نافعة بدلاً 

من أن يسهم في تضحّم صفوف امحامين والطفيليين, إلا أن والدة بيريكويلو المولعة 

به أشدٌ الولع هي النَ تفوزء وترسل ابنها إلى الجامعة وتضمن بذلك أنه لن يتعلم 

سوى السفاسف الخرافية . . ويبقى بيريكويلو على جهله الميؤوس منه على الرغم 

من لقاءاتٍ كثيرة مع أناس حكماء وطيّبين. ولانه لا يريد أن يعمل أو يأخذ أي شيء 

على حمل الجدّ. فإنّه يغدو قسَاء ومقامراء ولضاء ومتدرّباً عند بائع عقاقير» وطبيبا. 

وموظفاً كاتبا في إحدى البلدات البعيدة» على التوالي . . ومثل هذه الحوادث تتيح 

للكاتب أن يصف المشافئ. والسجون. والقرى النائية: والأديرة» بينما يعمل في الوقت 

ذاته على أيضاح الأمر الأساسي -تشجيع الحكم والنظام التربوي الإسبانيين الطفيلية 


الجماعات المتخيّلة . . 


والكسل- ذلك الأيضاح الوافى . . ومغامرات بيريكويلو تمضي به مرّات عدّة بين الهنود 
والرنوج . . 
ها نحن نرى "الخخيال القومي" من جديد وهو يفعل فعله في حركة بطل متوخد عبر 
لوحة اجتماعية ذات ثباتٍ فيربط العالم داخل الرواية مع العالم خارجها. غير أن جولة الأفق 
(دمةءمطك عده) البيكارسكية لقا هذه - المشايء السجن. القرى النائية» الأديرة» الهنودء 
الزنوج - ليست جولة حول الحالم (20206 ناك عتاهغ). فالأفق محدد على نحو واضح: أفق المكسيك 
الكولونيالية. ولا شيء يؤكد لنا هذه الصلابة الاجتماعية بقدر ما يؤكدها تعاقب صيخ الجموع. 
.2 ذلك أنها تستحضر فضاءً اجتماعيا متلئاً بالسجون الن يمكن المقارنة فيما بينهاء دون أن يكون 
أيّ منها ذا أهمية فريدة بد ذاته لكنها جميعاً تمل (بوجودها المتزامن» المنفصل) ظلم هذه 
المستعمرة[0ق (لنقارن ذلك مع السجون في الكتاب المقدّس, الن لا يجري تمخيّلها قط على أنّها 
خاصة بهذا امجتمع أو ذاك. فكل منها قائمٌ بذاته سحرياًء كذاك السجن الذي خلب فيه يوحنا 
المعمدان لبّ سالومي). 
0 أخيراًء ولكي أزيل احتمال أن تكون الأطّر الن ندرسها "أوروبية " على نحو ماء حيث كَتَبَ كل 
من ريزال وليزاردي بالإسبانية, إليكم افتتاحية «صهغ111 522328 [سيمارانغ السوداء ])؛ وهي 
حكاية كتبها ماس ماركو كارتوديكروهو: الشيوعي- القوضي الإندوتيسي الاب المنحوس 
ونْشِرّت مسلسلة فى العام 1924: 
كانت الساعة السابعة: مساء يوم السبت؛ لكن ادا لم يكن فى الخارج هذه الليلة. 
فالمطر المدرار طيلة النهار جعل الدروب بليلة وزلقة» فبقي الجميع في بيوتهم. 
وصباح السبت بالنسبة لمن يعملون في المتاجر والمكاتب هو وقت انتظار -انتظار فراغهم 
من العمل ومتعة التجوال ف المدينة مساءً؛ لكنهم خُيّبوا في هذه الليلة- بسبب الكسل 
الناجم عن رداءة الطقس والطرق الموحلة في الأحياء. وعادة ما تكون الطرق الرئيسة 
مكتظة بكل صنوف العربات» والأرصفة تعجّ بالبشر لكنها كانت خالية جميعاً. ومن 
حين لآخر كان يمكن ماع فرقعة كرباج تحث حصاناً على المضيّ في طريقه؛ أو وقع 
حوافر الاحصنة وهي تمر العربات. 
كانت سيمارانغ خالية. وأضواء مصابيح الغاز تلقي بأشعّتها إلى الطريق الإسفلن 
مباشرة. وفي بعض الأحيان كان ضوء مصابيح الفاز يخفت إِذْ تهبّ الريح من 
الشرق . . 
كان ثمةَ فتى جالس على أريكة طويلة من الخيزران يقرأ صحيفة. كان مستخرقاً ماماً. 
ففضبه حينا وابتسامه حينا آخر كانا علامة أكيدة على اهتمامه العميق بالقصة. 
وراح يقلب أوراق الصحيفة: معتقداً أنه قد يمد شيئاً بمكنه أن يضع حدَاً لما كان يشعر 
به من بؤس شديد. وفجأة وقع على مقالة عنوانها: 
الرخاء: متشرّد مُعدّم وقع فريسة المرض ومات إلى جانب الطريق بسبب تعرّضه 








جذور ثقافية 


لقسوة الجو 

تأثر الفتى بهذا التقرير الموجز. وراح يتخيّل معاناة الرجل اللسكين وهو يحتضر إلى 

جانب الطريق . . وفي لمحظة شعر بغضب يفور فى داخله ويكاد أن ينفجر. وفى لحظة 

أخرى شعر بالإشفاق. وفى لحظة ثالئثة كان غضبه منصباً على النظام الاجتماعي الذي 

ولّد مثل هذا الفقر. ووقر الثراء لفئةٍ قليلة من البشر لفقا 

نحن هناء كما قٍْ «البيفاء المتشؤق». قٍْ عالم من صيغ المجموع: متاجر» مكاتب» عربات» أحياء 
ومصابيح غاز؛ وكما في 21011 نغطس مباشرة نحن القرّاء -الإندونيسيين- في زمن روزناميّ 
ومشهد مألوف؛ بل إنّ بعضنا يمكن أن يكون قد وار في تلك الدروب النبيمارا نفو ا ْ 
العناية» غير أن هنالك شيئا جديداً أيضًا يضا: ذلك البطل الذي لا يُذْكَر اعه قط لكنه كثيرًا ما َ 
يُشار إليه على أنه "فتانا". وخراقة النصّ وسذاجته الأدبية هما على وجه التحديد ما يؤكد ‏ 7 
على "صدق" هذا الضمير المتصلء فليس لدى ماركو أو قرّائه أ شكوك بشأن مرجع هذا 0 
الضمير أو من يشير إليه. وإذا ما كان انحاز "بطلنا" في القصّ الحزلي-المتّقَن في أوروبا القرنين 
الثامن عشر والتاسع عشر بحرد تأكيد على تواصل الكاتب مع قارئ (أى3 قارئ)؛ فإِنّ "فتانا” 
لدى ماركؤ تحن يدّتها خاصة؛ فتى ينتمي إلى جماعة قرّاء الإندوئيسية جملة. وبذلك تشير 0 
ضمنا إلى "جماعة متخيلة" إندوئيسية جدينية. وما نلاحظه هو أن ماركو ١‏ يستشعر حاجة 2 
لأن يعيّن هذه الجماعة بالاسم: فهي موجودة أصلاً. (وحتى لو انضمٌ الرقباء الكولونياليون -١‏ 
المولنديون متعددو اللغات إلى مجموع قرّائه. فإتهم مستبعدون عن هذه ال "نا”, الأمر الذي 0 
تشير إليه حقيقة أن غضب الفتى منصبّ على "ال " نظام الاجتماعي وليس على نظام "نا" 2 
الاجتماعي. 0 
وأخيراء فإنّ التأكيد على الجماعة المتَخَيّلّة يتأتى من تكرار قراءتنا ما قرأه فتانا. فهو لايحد - 
جتّة المتشرد المعدم إلى جانب طريق موحل في سيمارانغ» بل يتخيّلها من سطور الصحيفةللقا. .. 
دخولا ير نت اهتدام قوية التهره اليد الغردية إذ يفكر عا تمثّله المجثة. وليس بحياة صاحيها 2 
ومن اللائق أن تظهر صحيفة في قلب القصّ في )11:1 وصهعددمء5: ذلك أنناء إذا ما التفتنا 2١‏ 

الان إلى الصحيفة بوصفها مُنْتَجَا ثقافياء فلا بدّ أن تستوقفنا قصصيتها أو تخييليتها العميقة. ‏ - 
فما هو عُرْفُ الصحيفة الأدبيَ الأساسيّ؟ لو نظرنا إلى الصفحة الأولى في عددٍ من أعداد ‏ / 
النيويورك تايمزء على سبيل المثال» فقد نحد أخباراً عن منشقّين سوفيت, وبجاعة في مالي» وجرعة ١‏ 
بشعة» وانقلاب في العراق؛ واكتشاف مستحاثة نادرة في زمبابوي» وخطاب لميتزان. فلماذا توضع ‏ 
هذه الأحداث متجاورة؟ ما الذي يربط بعضها ببعضها الآخر؟ لا شك أنه ليس بحرّد نروة. لكنه 0 
من الواضح أنّ معظمها قد حدث على نحو مستقل, دون أن يعلم الفاعلون واحدهم .بوجود 
الآخر أو 4 ينوي القيام به وما تبينه اعتباطية الججمع بين هذه الأحداث وبحاورتها معآ (حيث 











الجماعات المُتخيّلة . 


يستبدل عددٌ لاحقٌ بعينزان انتصارا في البيسبول) هو أنّ الرابط بينها هو رابط متخيّل. 

ويُسْتَمَدٌ هذا الرابط المتخيّل من مصدرين متصلين على نحو غير مباشر. الأول هو التوافق 
الروزناميّ. فالتاريخ أعلى الصحيفة؛ وشعارها المميّر الذي يحظى بأهمية بالغة؛ يوفران الصلة 
الأساس: تَقَدُم الزمن الفارغ: المتجانس. ذلك التقدّم الثابت إلى الأماءلةا. وضمن ذلك الزمن, 
يشي "العالم' ' قدُماً مشيته الوائقة الحازمة. وآية ذلك أنه إذا ما غابت مالي عن صفحات 
النيويورك تامز بعد يومين من نشر تقرير اجاعة» وعلى مدى أشهر متوالية» لن يتخيّل القرّاء 
للحظة أنّ مالي قد اختفت أو أنّ امجاعة قد فتكت بجميع مواطنيها. فالشكل الروائيَ الذى 
تتّسم به الصحيفة يؤكد لهؤلاء القرّاء أن "الشخصية" الن انعها مالي موجودة هناك في مكان 
ما تتحرّك دون ضجيح؛ منتظرةٌ ظهورها الجديد في الحبكة. / 

ما المصدر الثاني للرابط المتخَيّل فيكمن في العلاقة بين الصحيفة, كشكلٍ من أشكال 
الكتاب؛ والسوق. فقد قَدّر عدد الكتب المطبوعة فى أوروبا خلال الأربعين عاماً ونيّف الفاصلة 
بين كتاب غوتنبرغ المقدّس ونهاية القرن الخامس عشر بأكثر من 1[853120000000. وبين 1500 
و60. بلغ عدد هذه الكتب 150000000و 1561200000000. "ومنذ ذلك الحين فصاعداً . . 
راحت ورشات الطباعة تبدو أشبه بالورشات الحديثة منها بحجرات العمل الن عرفتها الحصور 
الوسطى. وفي العام 1455» كان العمل الذي يديره فوست وشوفر قد ارتقى إلى مستوى الإنتاج 
النوعيّ الذي يُقاس عليه وبعد ذلك بعشرين عاماً كانت الأعمال الطباعية الضخمة جارية في 
جيه ابحاء اورون "للها وكعنيّ ماء كان الكتاب أول سلعة صناعية تُنتج إنتاجا جماهيرياً ضخماً 
على الطريقة الحديئةلقق!. ويمكن أيضاح المعنى الذي يدور في ذهن إذا ما عقدنا مقارنة بين 
الكتاب والمنتجات الصناعية الأسبق» مثل النسيجء أو الاجرء أو السكر. ذلك أنَّ هذه السلع 
تُقاس عقاديرها الرياضية (بالأرطال أو الأحال أو القطع). ورطل السكر هو بحرد كمية؛ أو 
وزن هلائم ٠‏ وليس شيئاً بحدّ ذاته. أمَا الكتاب فشيء ميز. 0 ويُعاد إنتاجه هو ذاته عقادير 
ضخمة؛ وهو بذلك يستبق السلع المعمرة في أيامنالفكا. ورطل السكر يكن أن يحل حلّه أي رطل 
سكر آخر؛ قْ حين أنّ كل كتابُ مكتفٍ بذاته على ذلك النحو الذي بده لدى الزهاد والنشاك. 
(ولا عجب أن تكون المكتبات» وانجموعات الشخصية من السلع المنْتَجَة إنتاجاً ضخماً. قد غدت 
أمراً مالوفا؛ في المراكر المدينية مثل باريس: بحلول القرن السادس عشر)القل 

ومن هذا المنظور, فَإِنَّ الصحيفة ليست سوى "شكل متطرّف" من أشكال الكتاب» أو 
كتاب يُباع بكمياتٍ هائلة» لكن رواجه عابر سريع الزوال. هل يسعنا القول إنها الأكثر رواجاً 
ليوم واحدطلق ؟ ومع أنّ الصحيفة تعتق وتتقادم في اليوم التالي لطباعتها -ومن اللافت هنا 
أن تستبق واحدة من سلع الإنتاج الضخم الباكرة ما تنطوي عليه السلع المعمرة الحديثة من 
تقادم جوهري- إلا أنّ هذا السبب ذاته هو الذي يجعلها تخلق هذا الطقس الجماهيري الاستثناني: 
استهلاك ("تخيّل") الصحيفة-بوصفها-قضا على نحو يكاد أن يكون متزامناً تماما. فنحن 
نعلم إن طبعن الصباح والمساء ليوم معين سوف تُسْتَهُلكان ذلك الاستهلاك الكاسح بين هذه 


70 





جذورٌ ثفافية 


الساعة وتلك؛ في هذا اليوم وحسب. دون سواه. (بخلاف السكرء الذي يتوالى استعماله على نحو 
متواصل غير تحدّد زمنيا؛ وقد يفسد., لكنه لا يبطل أو يتقادم). ودلالة هذا الطقس المجماهيري 
-حيث لاحظ هيغل أنَّ الصحف تقوم عند الإنسان الحديث مقام صلاة الصبح- هي دلالة 
متناقضة. فهو يُؤْدّى بصمتٍ وعلى انفراد. داخل الجمجمةلقكا. غير أنَّ كل مشارك يُدْرَكَ 
جيداً أنّ الطقس الذي يؤديه يُكّر في الوقت ذاته من قبل آلاف (أو ملايين) الآخرين الذين لا 
يشك يوجودهم لكنه لا عتلك أدنى فكرة عن هويتهم. . وعلاوة على ذلكء فإ إن هذا الطقس 
يُكرّر دون انقطاع كل يوم أو نصف يوم على مدار الروزنامة. فهل من صورة بيمكن تصورها 
للجماعة المتَخَيّلّة العلمانية؛ المتسايرة تاريخياً تفوق هذه الصورة في حيويتها؟!2كا بل إنّ قارئ 
الصحيفة. إذْ يرى نسخ صحيفته ذاتها تُسْتَهْلكَ في المينرو الذي يستقله. وفى حل الحلاقة, ومن 
قِبَل جيرانه حيث يقيم؛ يتأكّد مرّة بعد مرّة من أنّ العالم المْتَخَيّل يضرب بذوره في الحياة 
اليومية على نحو واضح. فالرواية» كما هو حال ©:19286 116 281011 تنز إلى الواقع وتنسرب 
فيه بهدوء وبصورة مستمرة, خالقة تلك الثقة اللافتة بجماعة غْفْلٍ تشكل غفليتها العلامة 
المميّرة للأمم الحديثة. 
رعا كان من المفيدء قبل أن نواصل مناقشة ما للقومية من أصول نوعيّة أن يمل ما 
قدّمناه إلى الان من أطروحات أساسية. فما حاولتٌُ تبيانه في الاساس هو أنَّ إمكانية نخيّل الامّة 
لا تدش تاريخياً هي ذاتها إلا حين» وحيث,. تفقد ثلاثة تصورات ثقافية جوهرية:؛ بالفة القدم 
حيهاء ؛ سطوتها البدهية على عقول البشر. وأول هذه التصورات هو الفكرة ال مفادها أنْ لغة 
مدوّنةٌ بعينها قد وفرت أفضل نفاذ إلى الحقيقة الأنطولوجية؛ وذلك على وجه التحديد لأنها 
جزء لا يتجرّأ من تلك الحقيقة. وهذه الفكرة هي الن دعت إلى الوجود تلك الجماعات الدينية 
عابرة القارات» مثل المسيحية؛ وأمّة الإسلام. وسواها. والتصوّر الثاني هو الاعتقاد بأنّ الجتمع 
مُنَظم حولء ونحت» مراكز رفيعة؛ كالملوك الذين هم أشخاص غتلفون عن بقية البشر ويحكمون 
من خلال شكل من أشكال التّجِلة الكونية (الإفية). وبذلك كانت ضروب الولاء البشرية تراتبية 
ومركرية الوجهة بالضرورة لأنّ المحاكم؛ مثل الكتاب المقدسء كان منبت الكينونة ومتأضصّلاً 
فيها. أمَا التصوّر الثالث فهو تصوّر الزمن على ذلك النحو الذي لا يمكن التمييز فيه بين 
الكوزمولوجيا |الرؤيا الكوتيه الشافلة والناريح: وتتظادق فيه اضول العالم واصضول السعر 
تطابقا جوهرياً. دوهده الافكار بجتمعة كانت قد صَرَيَت يحذور حياة البشر عميقاً في طبيعة 
الأشياء ذاتهاء مُضْفيَةٌ معنى معينا على أقدار الوجود اليومية (وعلى رأسها الموت؛ والفَقّد 
والاستعباد)ء وموفرةٌ سُبْل الخلاص منها بطرائق شتّى 
غير أن انهيار هذه اليقينيات المترابطة البطيء والمتفاوت؛ في أوروبا الغربية» ثم في غير 
مكانء بتآثير التغبّر الاقتصادي. و"الاكتشافات" (الاجتماعية والعلمية)؛ واطراد تطور وسائل 
الاتصال السريعة؛ دق إسفيناً غليظاً بين الكوزمولوجيا والتاريخ. ولا عجب إذاأً أن جرى البحث» 
إذا جاز القول» عن طريقة جديدة للربط على نحو ذي معنى بين الأخوة. والقوة. والزمن. ولعل 


الجماعات المتخيّلة . . 


ما من شيع عجل هذا البحث» وجعله شد خصوبة بالقدر الذي عجلته به رأعالية الطباعة, 
الن مكنت أعداداً من البشر متنامية بسرعة من أن يفكروا بأنفسهم, وأن يربطوا أنفسهم 
بآخرينء, بطرائق جديدة كل الجدّة. 








أصول الوعي القومي 





3) أصول الوعي القومي. 


إذا ما كان تطور الطباعة-بوصفها- سلعة هو المفتاح في توليد أفكار التزامن المجديدة قاماء 
فذلك يعن أننا بلغنا النقطة الي تغدو عندها الجماعات من النمط ذي "الزمن العلماني-الأفقي» 
المستعرّض" مكنة. فلماذا حظيت الأمة. ضمن ذلك النمط» عا حظيت به من شعبية ورواج 
كبيرين؟ من الواضح أنَّ العوامل ال أسهمت في ذلك معقّدة ومتنوعة. إلا أنَّ الأولوية ال تحظى 
بها الرأعالية هي أولوية بمكن الدفاع عنها بقوة. 

لقد سبق أن لاحظنا أنّ مالا يقل عن عشرين مليونا من الكتب كانت قد طُّبعت بحلول العام 
10 معلنةٌ عن بداية ما أسماه بنيامين "عصر الاستنساخ الآلي" أو "إعادة الإنتاج الآلية". 
فإذا ما كانت المعرفة الُْستَمَدّة من المخطوطات تلك المعرفة النادرة والغامضة المقصورة 
على فئة قليلة: فإنّ المعرفة المستمدّة من الطباعة هي تلك المعرفة الن تعتاش على إعادة 
الإنتاج والانتشار لم وإذا ما كانت المطابع قد أخرجت مئن مليون كتاب حتى الحام 1600: كما 
يعتقد فيفر ومارتن» فلا عجب أن يعتقد فرنسيس بيكون أنْ الطباعة قد غبّرت "وجه العالم 
وحانه"لثا. 

اختبرث صناعة النشرء بوصفها واحداً من أبكر أشكال المشروع الرأسعالي؛ كل ما اختبرته 
الرأعالية من بحث دؤوب عن الأسواق. وقد فتح أصحاب المطابع الأوائل فروعاً في كل أنحاء أوروبا: 
"وبهذه الطريقة أقيمت دور نشر "دولية" حقيقية؛ تجاهلت الحدود القومية [كذا]"لكأ. ولانّ 


الجماعات المتخيّلة . .. 


الأعوام 1550-1500 كانت مرحلة رخاء أوروبي استثنائي» فقد ساهم النشر في هذا الازدهار. 
وكان "أكثر من أيّ وقت كت جتاعة عظيمة سنظر غليها راعاليون اتن لقا وَطبيضة 
أنّ "اهتمام باعة الكتب كان منصباً في المقام الأول على تحقيق الربح وتصريف منتجاتهم: ولذلك 
فقد سعوا أولاً وقبل كل شيء وراء تلك الأعمال ال تهمّ أكبر عدد مكن من معاصريهم"1قأ. 

وكان أول سوق هو أوروبا المتعلمة تلك الشريحة واسعة الانتشار لكنها قليلة الكثافة من 
قرّاء اللاتينية. وقد استغرق إشباع هذه السوق مئة وحمسين عاماً. ومن الحقائق الن وَتَعَتْ اللغة 
اللاتينية -إلى جانب قدسيتها- أنّها كانت لغة أناس ثنائبي اللغة. فقلة قليلة نسبيا هم 0 
الذين كانوا ينطقون بها منذ الولادة بل وأقل منهم. كما نتصوّرء أولتك الذين كانوا يحلمون بها 
وفي القرن السادس عشر كانت نسبة ثنائيي اللفة إلى إجمالي السكان فى أوروبا صفيرة قاماً؛ لا 
تفوق على الأرجح نسبتهم إلى سكان العالم اليوم؛ وفى القرون القادمة على الرغم من الأمية 
البروليتارية. فالغالبية الشداحده من البشر أحادية اللغة. في ذلك الوقت والآن. ولذلك فقد قفضى 
منطق الرأعالية بأنه ما إنْ تُشْبَع سوق النخبة 0 حتى تبدأ الأسواق الضخمة اُتَمَلة 
المتمثّلة بالجماهير أحادية اللنة عمارسة إغرانها. ولا شك أن الإصلاح المضاد قد شجّع على 
انتعاش النشر اللاتين بصورة مؤقتة: وما إن انتصف القرن السابع عشر حتى تفسّخت حركة 
الإصلاح المضاد هذه. وغصّت المكتبات الكاثوليكية المتحمّسة بالكتب. وقد كان لنقص الأموال 
الذي شهده عموم أوروبا في هذه الفتزة ذاتها أن يدفع الناشرين أكثر فأكثر إلى التفكير بطرح 
طبعات رخيصة باللغات امحلية1ك] 

هذا الاندفاع الثوري الذي أبدته الرأعالية في التحوّل إلى اللغات الحلية استمدّ مزيداً من 
الزخم من ثلاثة عوامل خارجية. أسهم اثنان منها ذلك الإسهام المباشر في نشوء الوعي القومي. 
وأول هذه العوامل, وأقلها أهمية في النهاية. هو التغيّر في طابع اللاتينية ذاتها. فبفضل المجهود 
الي بذها الإنسانويون في إحياء أداب الحصور القديمة السابقة على المسيحية ونشرها عبر سوق 
الطباعة؛ تكوّنت لدى الإنتلجنسيا في أرجاء أوروبا ذائقة جديدة تقدّر مآثر القدماء الأسلوبية 
المتّقَئّة. وراحت اللاتينية الن بأتوا يطمحون لأن يكتبوا بها تقنزب أكثر فأكثر من لفة 
شيشرون؛ وتبتعد أكثر فأكثر عن الحياة الكنسيّة واليومية» فغدت بذلك مقصورة على فئة 
قليلةٍ وغتلفة ماما عن لاتينية الكنيسة في العصور الوسطى. ذلك أنّ غموض اللاتينية القديمة 
لم يكن ناجماً عن موضوعها أو أسلوبهاء بل عن كونها مكتوبة أو مدونة؛ أي عن حالتها ك نص. 
أمَا غموضها الأن فبات ناجماً عمًا كان يُكْتبء بات ناجماً عن اللفة-في -ذاتها. 

والعامل الثاني هو تأثير الإصلاح؛ الذي يدينه بدوره. إلى رأعالية الطباعة بكثير من 
النجاحات الي أحرزها. فقبل عصر الطباعة؛ كان من اليسير على روما أن تكسب كل حرب 
تخوضها ضد الغرطقة في أوروبا نظرأ لما كانت تحوزه على الدوام من خطوط اتصال داخلية 
أفضل قياساً عن يتحدون سلطانها. غير أنه حين علق مارتن لوثر أطروحاته على باب الكنيسة 
في ويتنبرغ عام 21517 طبقت بنرجمة ألمانية, "وانتشرت في كل ركن من أركان البلاد في غضون 





أصول الوعي القومي 


خمسة عشر يوما"لْقا. وفي العقدين بين 1540-1520 كان عدد الكتب المنشورة ف المانيا ثلاثة 
أضحاف ما نُشْرَ في العقدين بين 1520-1500 وكان ذلك تحولاً مذهلاً لعب فيه لوثر الدور المركزي 
المطلق. فقد شكلت أعماله ما يزيد على ثلث بجموع الكتب المكتوبة بالألمانية والمباعة بين 1518 
و25 .. كما ظهر فى الفنرة بين 1522و 1546 ما بجموعه 430 طبعة (كاملة أو جرئية) من 
ترجمته الكتاب المقدّس. "وهذه أول مرّة نكون فيها إزاء قراءة جماهيرية حقيقية وإزاء أدب 
شعي في متناول المجميع"21أ. بل إن لوثر بات أول كاتب بين الكتّاب الأكثر رواجا يُخْرّف بهذه 
الصفة. أو بعبارة أخرى؛ أول كاتب يمكنه أن يبيع كتبه المجديدة بجرد أن امه عليي لاهلا 

وحيث وطأ لوثرء سار كثيرون في أعقابه مسرعين. مطلقين العنان لحرب الدعاية الدينية 
الحائلة ال استعرت فى أرجاء أوروبا خلال القرن التالي. وفى "معركة كسب العقول" الطاحنة 
هذه كانت البروتستانتية في موقع الحجوم على الدوام» وذلك على وجه الدّقة لأنها عرفت كيف 
تفيد من توسّع سوق الطباعة باللفات المحلية الذي خلقته الرأعالية: في حين كان الإصلاح 
المضاد فى موقع الدفاع عن قلعة اللاتينية. وما بمثّل لذلك كله هو ال اصنحوعط1] عرعلمآ1 
«تنده] ناذه [ قائمة الكتب اغُرّمة] الن أصدرها الفاتيكان -ولم يكن لا نظير بروتستانن- 
وهي عبارة عن قائمة جديدة حثّمها ذلك الحجم الكبير الذي بلفته المواد الهدّامة المطبوعة. 
ولعل أَفْضَلَ فكرة عن هذه العقلية انخاضرة هي تلك النَ يعطيها الحظر المذعور الذي فرضه 
فرانسوا الأول عام 1535 على طباعة أي كتاب في علكته. تحت طائلة الإعدام شنقاً! أمَا السبب 
الذي يقف خلف هذا المحظر وخلف عدم القدرة على فرضه في أن معأ فهو أنّ نْ الحدود الشرقية 
لملكته كانت عاطة أنئذ بدول ومدن بروتستانتية تُنْيجٌ دفقاً هائلاً من المواد المطبوعة ال مكن 
تهريبها. ولو اقتصرنا على جنيف أيام كالفن, لوجدنا أنّه لم يُنْشَر هناك سوى 42 كتاباً في الفترة 
بين 1533 و1540» لكن هذا العدد ارتفع إلى 527 بين 1550 و1564؛ وفي هذا العام الأخير لم يكن 
يقل عدد دور الطباعة ال تعمل بكامل طاقتها عن 40 دار اللا 

سرعان ما خلق هذا التحالف بين البروتستانتية ورأعالية الطباعة. ومن خلال الطبعات 
الشعبية الرخيصة: ججماهير جديدة من القرّاء -خاصة بين التجار والنساء. تمن كانوا يمهلون 
اللاتينية في العادة أو لا يعرفون منها سوى النزر اليسير- وعبّأهم وراء غايات دينية وسياسية. 
ولم يكن بُدّ من أن تهترّ الكنيسة, لكن ذلك لم يقتصر عليها وحدها. فقد كان هذا الزلزال 
ذاته وراء قيام أولى الدول الأوروبية الهامة غير القائمة على الحكم السلالي وغير المقتصرة 
على مدينة بعينهاء في الجمهورية اهولندية والكومنولث البيوريتاني. (فذعر فرانسوا الأول كان 
سياسياً بقدر ما كان دينياً). 

أمًا العامل التالث فكان انتشارٌ لغاتٍ حلية عدّدةٍ ذلك الانتشار البطيء؛ والمتفاوت جغرافياء 
كأدواتٍ للمَرْكرَة الإدارية استخدمها بعض الملوك المتمكنين المرشّحين للتحول إلى الملكية المطلقة. 
ومن المفيد أن نتذكر هنا أنَّ الشمول الذي اتسمت به اللاتينية في أوروبا الغربية القروسطية لم 
يكن متماشياً قط مع نظام سياسي شامل. وذلك بخلاف الصين الإمبراطورية؛ حيث كان المدى 


اللجماعات المتخيّلة . . 


الذي بلغته البيروقراطية الإدارية متطابقاً إلى حدّ بعيد مع المدى الذي بلغته الحروف المرسومة. 
والمحال؛ أنّ تفتّت أوروبا الغربية السياسي بعد انهيار الإمبراطورية الغربية كان يعن أنَّ ما من 
عاهل يمكنه أن يحتكر اللاتينية ويمعلها لغة دولته وحدها دون سواها من الدول؛ ولذلك لم يكن 
0 للسلطة الدينية الن تمتّعت بها اللاتينية ما ماثلها حقّا على الصعيد السياسي. 
٠‏ سَبَّقت ولادةٌ اللغات المحلية الإدارية كلا من الطباعة والانقلاب الدين في القرن السادس 
عشرء ولذلك ينبغي اعتبارها (في البداية على الأقل) عاملاً مستقلاً فى تفتيت الجماعة المتخيّلة 
المقدّسة. وفى الوقت ذاته» فإنّ ما من شيء يشير إلى وجود أيّة دوافع إيديولوجية» ناهيك عن 
الدوافع القومية البدئية. تقف وراء هذا التحول إلى اللغات امحلية في الأماكن ال حصل فيها. 
ومثال "إنغلنزا" -في الطرف الشمالي الغربي من أوروبا اللاتينية- هو مثال مُعَبْر على هذا 
. الصعيد. فقبل الغزو النورماندي؛ كانت الأنفلوساكسونية هي لغة البلاط» والآدب؛ والإدارة. أمّا 
. خلال القرن ونصف القرن اللاحق فكانت جميع الوثائق الملكية تُكْتَب باللاتينية. وبين حوالي 
.. 1200 و1350 حلت الفرنسية النورماندية محل لاتينية الدولة هذه. وفي غضون ذلك. حصل 
انصهار بطيء بين لخة الطبقة الحاكمة الأجنبية هذه ولغة السكان الخاضعين الأنفلوساكسونية 
. أَسْفْرَ عن الإنغليزية الباكرة. وقد مكن الانصهارٌ اللغة المجديدة من أن تأخذ دورهاء بعد العام 
1362» كلغة للبلاطء كما مككن من افتتاح البرلمان. وتَلَّتْ ذلك #خطوطة ويكليف الن ترجم 
. فيها الكتاب المقدس إلى اللفة المحلية في العام 382لَْل. ومن المهمَّ أن نبقي فى أذهاننا أنّ هذه 
. المتوالية كانت سلسلة من لغات "الدولة" وليس اللقات "القومية"؛ وأنّ الدولة المعنيّة قد غملت 
. في أوقاتِ غتلفة ليس إنغليزا وويلز الحاليتين وحسبء بل أيضًا أجزاء من إيرلنداء واسكتلنداء 
. وفرنسا. ومن المؤكد أن أعداداً ضخمة من سكان هذه البلدان الخاضعة لم تكن تعرف سوى 
. القليل أو لا تحرف شيئاً من اللاتينية» أو الفرنسية النورماندية» أو الإنغليزية الباكر ملقلا وم 
. تمض ما يقارب القرن على تتويج الإنفليزية الباكرة السياسي حتى كُنْسَت سلطة لندن 0 
"فركسنا". 
20 ولقد جرت حركة مشابهة على ضفاف السينء وإِنْ تكن وتيرتها أبطأ. وكما يقول بلوخ 
باستياء» فإنّ "الفرنسية قد استغرقت عدّة قرون لكي ترتقي إلى مصاف الأدب» وذلك لانها كانت 
تُعَدَ بحرّد شكل فاسد من أشكال اللاتينية"لكلآ, وم تَفْدُ لغة رعية للمحاكم والقضاء إلا في العام 
9+ حين أصدر فرانسوا الأول مرسوم فيليه كوتيريه الشهير الذي يقضي بذلك ل قلا. وفي 
بعض الممالك السلالية بقيت اللاتينية مدّة أطول بكثير. حيث وصلت حتى القرن التاسع عشر 
في ظل آل هابسبورغ. وفي بعضها الآخرء كانت الغلبة للغات حلية "أجنبية". كالفرنسية والألمانية 
: في بلاط ال رومانوف في القرن الثامن عشر لكلا. 
في كل حالة من هذه الحالات؛ يبدو "اختيار" اللغة تطوراً تدريحياء وبراغماتياء وغير واع, 
كي لا نقول عشواتياً. وبذلك؛ كان غتلفاً تماماً عن السياسات اللفوية الواعية الن اتّبعها الملوك 
السلاليون في القرن التاسع عشر حين واجههم صحود قوميات ولغات شعبية معادية. (انظر 
















أصول الوعي القومي 


الفصل السادس). وإحدى علامات هذا الاختلاف الواضحة أنّ لفات الإدارة القديمة لم تكن 
سوى ذلك: أي أنها لم تكن سوى لغات تستخدمها فئةٌ الموظفين وتُسْتَخْدَم معها ا يلائم . 
أغراض الإدارة. ولم يكن ثة نيّة لفرض هذه اللغات فرضاً منهجياً على السكان الخاضعين 
لمؤلاء املوك لآلا ومع ذلك فإنّ ارتقاء اللغات انحلية إلى مصاف لغات-ال-سلطة؛ حيث نافست 
اللاتينية معنن ما (الفرنسية في باريسء الإنخليرية [الباكرة] في لندن). كان له إسهامه الخاص في 
انهيار جماعة العالم المسيحي المتخيّلة. 

ولعل الاهمية ال يحظى بهاء في هذا السياق» كلّ من قضر اللاتينية على فئة قليلة: 
والإصلاح؛ وتطور اللغات انحلية الإدارية العشوائي» أن تكون أهمية بالمعنى السليء في المقام 
الأول: من حيث إسهامها في إقصاء اللاتينية عن سدّة العرش. فمن الممكن تاماً أن نتصور بزوغ | 
المجماعات القومية المتحيّلة المجديدة دون وجود أى من هذه العوامل» ورعاأ دون وجودها جميعاً. 
فما جعل الجماعات الجديدة قابلة للتخيّل؛ بالمعنى الإيابي» هو تفاعل يكاد أن يكون عارضاء 
لكنه انفجاري» بين منظومة د إنتاجية (رأعالية)؛ وتكنولوجيا اتصال (الطباعة) وقَدَرِ 
متمثّل بالتعدد اللغوى البشرء أقلا 

وعنصر القدر هو عنصر أساسي. فمهما تكن المآثر الخارقة ال استطاعت الرأعالية 
أن تحترحهاء إلا أنَها وجدت في في الموت واللغات ذينك الخصمين العنيدينلفل. فقد تموت لغات ' 
معينة أو تُكْتسَح اكتساحاأًء لكنّه لا بجال» في اللاضي أو في الخاضرء لتوحيد البشرية في إطار 
لغة عامة واحدة. بيد أنّ هذا الاستخلاق المتبادل بين البشر لم يط بأهمية تاريخية كبيرة إلا 
بعد أن عملت الرأمالية والطباعة على خَلْقَ ضروب من جماهير القرّاء الذين يقرأ كل جمهور 
منهم بلغته الواحدة. 

ومع أنّه من الاساسي أن نبقي في أذهاننا فكرة القَدَرء معنى الشرط العام المتمقّل بوجود ١‏ 
تعدّد لخويّ لا دواء له فإنَّ من الخطأ أن نساوي بين هذا القدر وذلك العنصر الشائع في 
الإيديولوجيات القومية الذي يلح على ميّر لغاتٍ بعينها بِقَدر أزليَ خاص واقترانها بوحدات 
إقليمية بعينها. فالشيء الأساس هو التفاعل بين القدرء والتكنولوجياء والرأعالية. وتعدد 
اللغات المنطوقة» تلك اللغات ال شكلت (وتشكل) للناطقين بها سداة حياتهم ولحمتهاء كان ١‏ 
في أوروبا ماقبل الطباعة؛ وفي غير مكان من العالم بالطبع؛ ذلك التعدد الهائل؛ لدرجة أنه لو 
سعت رأمالية الطباعة إلى استغلال كلّ سوق من أسواق اللفات لمحلية الشفاهية لبقيت رأعالية 
ذات أبعاد حدودة. لكنٍ هذه اللهجات المتنوعة كانت قابلة لن و ضمن حدود معينة: في 
لغاتٍ طباعية أقل عدداً بكثير. و ما سهّل عملية المجمع هو الاعتباطية ال يسم بها أي نظام 
للعلامات من حيث أآصواته!120. (وفي الوقت ذاته, فإِنّه كلّما كانت العلامات عبارةً عن رموز 
مرسومة أو صورء زادت مساحة الجمع الممكن. ومكن أن نتبيّن هنا صَرْبا من التزاتب نزولا من 
الجبر إلى الأيحديات المقطعية النظامية الفرنسية والإندونيسية» مروراً بالصينية والإنغليزية). 
وما من شيء عَمِلَ على "جمع" اللغات امحلية المتقاربة بالقَدْر الذي عملته الرأعالية ال خلقت. 


الجماعات المتخيّلة . . 


ضمن الحدود الن فرضها القواعد والنحوء لغات طباعية قابلة للاستنساخ الآلي وقادرة على 
الانتشار في السوة لله 
ولقد أرست اللغات الطباعية الاساس لضروب الوعي القومي بثلاث طرائق ميّرة. فقد 
خلقت. أولاً وقبل كل شيء. حقول تبادل واتصال موحّدة أدنى من اللاتينية وأرفع من اللفات 
اغلية المنطوقة. فالناطقون بتلك التشكيلة الضخمة من الفرنسيات. أو الإنخليزيات» أو 
الإسبانيات: تمن قد يجدون صعْوَبَة أو حتى استحالة في فهم واحدهم الآخر عادثة غدوا قادرين 
على التفاهم عبر الطباعة والورق. وبات عقدورهم شيئا فشيئاً أن يدركوا وجود مئات آلاف. 
بل ملايين. البشر في حقلهم اللفوي المحدّد. وأن يدركوا في الوقت ذاته أنه لا ينتمي إلى هذا 
الحقل سوى منات الالافء أو الملايينء هذه وحسب. وزملاء أو أخوة القراءة هؤلاء» المرتبطون 
ببعضهم بعضاً من خلال الطباعة؛ هم الذين شكلواء بخفائهم المرئيّ» المحدّدء العلماني» جنين 
الجماعة القومية المتخيّلة. 
أمَا ثانياء فقد أضفت رأعالية الطباعة على اللغة ثباتا جديداء أسهم على المدى الطويل في 
بناء صورة القدم الن تحتل مكانة مركزية في فكرة الأمة عن ذاتها. فقد حافظ الكتاب المطبوع, 
كما يذكرنا فيفر ومارتن» على شكل ثابت,؛ يمكن إعادة إنتاجه أو استنساخه إلى ما لا نهاية: في 
أيّ وقت وفي أيّ مكان, وم يَعْدْ خاضعا لعادات الناسخين الرهبان الشخصية وضروب "التحديث 
اللاواعي" الن كانوا يدخلونها عليه. وهذا ما أبطأ سرعة تغيّر الفرنسية ذلك الإبطاء الاسم 
في القرن السادس عشرء في حين كانت فرنسية القرن الثاني عشر غتلفة أشدّ الاختلاف عن 
الفرنسية ال كتب بها فيللون في القرن الخامس عشر. "وفي القرن السابع عشر اتخذت اللغات 
في أوروبا عموماً أشكاها الحديتة"ل2ك. وبعبارة أخرى. فإنَّ هذه اللغات الطباعية المستقرّة منذ 
ثلاثة قرون وإلى الآن قد اكتست بطبقة داكنة تحميها؛ وباتت كلمات أسلافنا في القرن السابع عشر 
متاحة لنا على نو لم يتوفر لفيللون إزاء أسلافه في القرن الثاني عشر. 
كما خلقت رأعالية الطباعة؛ ثالثاء لغات سلطة من نوع يختلف عن اللغات المحلية الإدارية 
القديمة. فمن المؤكد أنّ لحجات معينة كانت "أقرب" إلى كل لغة من اللغات الطباعية وسيطرت 
على شكلها النهائي. أمَا بنات عمّها المتضررات فقد خَسِرّْنَ مكانتهن؛ على الرغم من قابليتهن 
للجمع والاستيعاب في اللغة الطباعية البازغة» ويعود ذلك قبل كل شيء إلى أنهنْ لم ينجحن (أو 
نححن نسبياً وحسب) في الإصرار على شكلهن الطباعي. هكذا غدت "الألمانية الشمالية الغربية". 
مع أنها ألمانية شفاهية عموماً وأدنى من القياسية إذاء الألمانية المتداولة [طءاناء12 داط] لأنها 
كانت قابلة للجمع والاستيعاب فى الألمانية الطباعية على نحو لا نحده لدى التشيكية الشفاهية 
البوهيمية. كما ارتقت الألمانية الرفيعة» وإنخليزية الملك [جيمس[. والتايلندية الوسطى لاحقاء 
إلى مصاف جديدة من السمو السياسي- الثقافي. (ومن هنا ذلك الكفاح الذي خاضته قوميات 


"فرعية" في أوروبا أواخر القرن العشرين لتغيير مكانتها المتدينة عبر اقتحام ميدان الطباعة 
والإذاعة). 





أصول الوعي القومي 


قْ أصوفما! لكي عن واعيس ل كد قط كوااهي التفاين الانفجاري بين الرأمالية؛ 
والتكنولوجياء والتعدد لون البشري. لكنهماء مثل كثير من الاشياء الأخرى في تاريخ 
القومية» ما إِنْ قامتاء حتى أمكنهما أن تخدوا ماذج شكلية تُقَلَد وتحاكى, وتُستَعَلٌ عمداً وبتلك 
الروح الماكيافيللية حين تسنح الظروف. فالحكومة التايلندية؛ اليوم؛ تبط عاولات الإرساليات 
الاجنبية تزويد أقلياتها القبلية الجبلية بأنظمتها الكتابية وإصدار منشورات بلفاتهاء في حين 
لا تبالي هذه الحكومة ذاتها بما تقوله هذه الأقليات شفاها. ومن الأمثلة البارزة أيضا مصير 
الشعوب الناطقة بالتركمانية في المناطق ال القت بتركياء وإيران» والعراق؛ والاتحاد السوفين. 
فقد كان لدى هؤلاء عائلة من اللغات الشفاهية: القابلة في كل مكان للجمع والاستيعاب ضمن 
الإملاء العربي, لكنها فقدت تلك الوحدة نتيجة ضروب من التلاعب المقصود. فلكي يرفع 
. أتاتورك من شأن الوعي القومي الخاص بتزكيا الناطقة بالتركية على حساب أي هويّة إسلامية. 
أوسعء فرض بالقوة كتابة النزكية بالمحروف اللاثينية بذلا من الخروق:العزبية للها ولقد سارت 
السلطات السوفيتية في أعقابه أولاً من خلال فرضها القسري للحروف اللاتينية ذلك الفرض 
في مناهضة للإسلام والفارسية» ثم من خلال الروسنة بفرض الحروف الكيريلية السلافية» في 
ثلاثينيات القرن العشرين أيام ستالين كما 

مكن إحاز النتائج ال خر جنا بها من نقاشنا إلى الآن بالقول إن تلاقي الرأعالية وتكنولوجيا 
الطباعة مع ما تتميّر به اللغة البشرية من تعدّد قدَريٌ خَلَق إمكانية شكلٍ جديد من أشكال 
المججماعة المتخيّلة» هيا المنضة للأمة الحديثة عا اتسم به من هيئة وتركيبة اساسية: أمَا الامتداد 
المتاح أمام هذه الجماعات فكان عدوداً أصلاًء ولم تكن تربطه بالحدود السياسية القائمة (الن 
عادة ما كانت علامات تدلّ على أقصى ما بلغته ضروب التوسّع ال مارستها السلالات الحاكمة) 
سوى علاقة عَرَضيّة قاماً. 

غير أنه في الوقت الذي تمتلك فيه أمم اليوم الحديثة -والدول الأمم- جميعها تقريباً "لغات 
طباعية قومية"؛ فإنّ كثيرًا منها يتقاسم هذه اللقات» وئمة أخرى لا "يستخدم" لفتها القومية 
في المحديث أو على الورق سوى نسبة ضئيلة من السكان. وتشكّل الدول الأمم في أميركا الإسبانية 
أو تلك ان تنتمي إلى "العائلة الأنفلوساكسونية" أمثلة بارزة على الحالة الأولى؛ في حين يشكّل 
كثير من الدول المستَعْمَرّة سابقاء خاصةٌ في إفريقية» مثلاً على الحالة الثانية. وبعبارة أخرى. 
فَإنّ تشكل الدول الأمم المعاصرة الملموس والعيانيّ لا يتطابق بأي حال من الأحوال مع المدى 
امحدّد الذي تبلغه لغات طباعية معينة. ولكي نفسّر تلك الحالة من الانفصال-في-الاتصال بين 
النغات الطباعية: والوعي القوميء والدول الأمم, لا بدّ لنا من أن نلتفت إلى تلك امجموعة الكبيرة 
من الكيانات السياسية الجديدة ال بزغت في نصف الكرة الغربي بين 1776و 21838 وال راحت 
تشير إلى ذاتها بوعي على أنها أمم؛ وعلى أنها جمهوريات (غير سلالية)؛ باستثناء مثال البرازيل 
اللافت. ذلك أنّ أمر هذه الكيانات لا يقتصر على كونها تاريخياً أوّل دول من هذا النوع تظهر على 


الجماعات المُتخيّلة ... 


المسرح العالمي» وتوفر تالياً أول النماذج الفعلية لما ينبفي أن "تبدو عليه" مثل هذه الدول؛ بل 
يتعداه إلى أن أعدادها وضروب ولادتها توفر أرضية خصبة للبحث المقارن. 





580 





رواد كريوليون 


4) رواد كريوليون 


تتّسِمُ الدول الأميركية الجديدة فى أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر 
بأهمية غير عادية نظراً لاشتماها على عاملين يكاد يستحيل تفسيرهما كانا قد سيطرا على 
قدْرِ كبير من التفكير الأوروبي امحلي في نشوء القومية» رعا لأتهما مستمدّان أصلاً من قوميات 
منتصف القرن الأوروبية. 
يتمثّل العامل الأول فى أننا لو نظرنا إلى البرازيل» أو الولايات المتحدة الأميركية» أو 
المستعمرات الإسبانية السابقة» لوجدنا أن اللغة لم تكن ذلك العنصر الذي يفرّق بينها وبين 
المتروبولات الإمبريالية ال استعمرتها. فجميعهاء با في ذلك الولايات المتحدة, كانت دولاً كريولية» 
شكلها وقادها أناسٌ تقانعوا مع أولئك الذين قارعوهم لغة مشدركة وعتداً مشيركالكا. بل إِنّه 
من الإنصاف القول إِنَّ اللغة لم تَرْقَ قط حتى إلى مستوى طرحها كقضية في هذه الصراعات 
الباكرة من أجل التحرر القومي. 
ويتمثّل العامل الثاني بوجود أسباب وجيهة للشك في إمكانية تطبيق أطروحة نايرن في 
مناطق كثيرة من نصف الكرة الغربي على الرغم من إقناعها في غير مكان: 
لقد ارتبط بجحيء القومية ععناها الحديث المميّر معمودية الطبقات الدنيا السياسية . . فالخركات 
القومية» على الرغم من معاداتها للدبمقراطية في بعض الاحيان؛ كانت شعبوية على 
الدوام في تطلّعها وسعيها إلى دفع الطبقات الدنيا فى الحياة السياسية. ولقد اتخذ هذا 


الجماعات المتخيّلة . . 


الأمرء في طبعته النمطيةء شكل طبقةٍ وسطى وقيادة فكرية قلقتين تحاولان استنهاض 
ما لدى الطبقات الشعبية من طاقات وتوجيهها نحو مسائدة الدول المجديدة 
وفى أميركا المجنوبية والوسطى على الأقل» كانت "الطبقات الوسطى" من النمط الأوروبي 
لا تزال بلا أهمية في أواخر القرن الثامن عشر. ولم يكن هنالك أيضًا ذلك القدّر الكبير من 
الإنتلجنسيا. ذلك أنّه "فى تلك الأيام الكولونيالية الهادئة قليلاً ما كانت القراءة تقطع إيقاع 
حياة البشر المهيب والمتفاخر "لْل. ولقد رأينا أن أول رواية أميركية-إسبانية لم تُنْشَر إلا في العام 
6, بعد اندلاع حروب الاستقلال بفترة طويلة. وتشير الدلائل بوضوح إلى أن زمام القيادة 
كان بأيدي ملآك الارض الأثرياء. المتحالفين مع عدد أصغر نسبياً من التجار» والمهنيين من 
صنوفٍ شتى (كانحامين» والمسكر. والموظفين المحليين والإقليميين) )لقا 
وبعيداً عن "دفع الطبقات الدنيا في الحياة السياسية". كان واحداً من العوامل الاساسية ال 
4 حفزت فى البدء دافع الاستقلال عن مدريد, في حالات هامة مثل فنزويلا والمكسيك والبيرو ذلك 
الخوف من تعبئة الطبقات الدنيا وترّكها السياسي: أعن انتفاضات الهنود أو العبيد الزنو !قا 
(ولقد تصاعد هذا الخوف عندما قام من اعتبره هيغل "سكرتير الروح العالمي" [نابليون] بغزو 
. إسبانياء وحرم كريول شبه الجزيرة من الدعم العسكري إذا ما اقتضى الأمر). ففي البيرو: 
كانت ذكريات ال 20016516[ [التمرّد] العظيم الذي قاده توباك أمارو (1730 1781-) لا تزال 
طريةلكأ. وفي العام 1791 قاد توسان لوفرتور تمرداً للعبيد الزنوج أدّى في العام 1804 إلى قيام 
ثاني جمهورية مستقلة في نصف الكرة الفربي وروع كبار أصحاب المزارع من ملاك العبيد في 
0 فنزويلالئ. ٠‏ وحين أصدرت مدريد. قٍْ العام 2.1789 قانوناً جديداء أكثر إنسانية» وفصلت فيه 
حقوق الأسياد والعبيد وواجباتهم. "رفض الكريول تدخل الدولة بحجّة أنّ العبيد مفطورون 
على الرذيلة والاستقلال [!] وأنهم ضروريون للاقتصاد. وفي فنزويلا -بل وفي الكاريي الإسباني 
. برمّته- قاوم ملآك المزارع القانون وتوضّلوا إلى إيقاف العمل به في العام 1794"لهأ. بل إِنَّ 
. الحرّر بوليفار نفسه صرّح ذات مرّة بأنّ تمرّدا يقوم به الزنوج "أسوأ ألف مرّة من غزو تقوم به 
. إسبانيا" ل2أ. ولا ينبغي أن ننسى أنّ كثيرًا من قادة حركة الاستقلال في المستعمرات الثلاث 
عشرة كانوا من كبار المزارعين ملآك العبيد. وكان توماس جفرسٌن نفسه من بين أصحاب 
المزارع في فيرجينيا الذين أثار سخطهم في سبعينيات القرن الثامن عشر إعلان الحاكم الموالي 
تحرير أولئك العبيد الذين لم يمتثلوا لأوامر سادتهم المتمردين للكَآ. وما له دلالته أنَّ أحد أسباب 
نماح مدريد في العودة إلى فنزويلا من 1814 1816- وفى إبقاء سيطرتها على كويتو النائية حتى 
العام 1820 يكمن 1 كسبها دعم العبيد في الحالة الأولى؛ والهنود في الحالة الثانية» في صراعها مع 
الكريول المتمردين لْللا. بل إِنَّ الامد الطويل الذي استفرقه صراع هذه القارة مع إسبانياء ال 
كانت أنذاك قوة أوروبية من الدرجة الثانية وتعرّضت للغزو حديثاً هي نفسهاء يشير إلى ما 
تميزت به حركات الاستقلال الأميركية اللاتينية هذه من "حول اجتماعي”". 
غير أنها كانت حركات استقلال قومي. فقد غيّر بوليفار رأيه في العبيد لْعَكَأ وأعلن زميله في 





رؤاد كريوليون 

التحرّر سان مارتن في 1821 أنَّ "السكان الأصليين لن يُطَلَق عليهم في المستقبل اسم الحنود أو 
امحليين؛ فهم أبناء البيرو ومواطنوها وسوف يُدعَون بالبيروفيين "لخلا (ويمكن أن نضيف: على 
الرغم من حقيقة أنّ رأعالية الطباعة لم تكن قد وصلت بعد إلى هؤلاء الأميين). 

ها نحن أمام أحجية إذا: : لماذا طوّرت الجماعات الكريولية على وجه التحديد تصوراتٍ عن 
انتمائها إلى أمّةَ على هذا النحو الباكر جداء قبل معظم أوروبا بوقت طويل؟ لماذا خرَّجَتٌ 
مثل هذه الأقاليم الكولونيالية» ال عادة ما احتوت أعداداً ضخمة من السكان الضطهّدين 
الذين لا يتكلمون الإسبانية» بأولئك الكريول الذين أعادوا عن وعي تعريف هؤلاء السكان على 
أتهم أبناء قوميتهم؟ ولاذا أعادوا تعريف إسبانيالكل ال كانوا يرتبطون بها من نواح كثيرة» 
على أنّها عدو غريب؟ وما الذي جعل الإمبراطورية الاميركية-الإسبانية» ال نممت بلهدوء ما 
يقارب قرونا ثلاثة» تتفت بصورة مفاجنة قاماً إلى ان عشرة دولة مستقلة؟. 

العاملان اللذان شاع ورودهما في معظم الإجابات عن هذه الأسئلة هما اشتداد سيطرة 
مدريد وانتشار أفكار التنوير التحررية في النصف الثاني من القرن الثامن عشر. ومن 
الصحيح بلا شك أن السياسات الِن اتبعها كارلوس الثالث (حكم بين 1759 - 1788): ذلك 
"المستبد المستنير" القادر. قد أحبطت الطبقات الكريولية العلياء وأَعْضَبَتْها. وأفْرَعَتْها على 
ذلك النحو المتصاعد. فخلال الفنزة ال تُدُعى في بعض الأحيانء ومن باب التهكم المرير» بالغزو 
الثاني للبلدان الأميركية» فرضت مدريد ضرائب جديدة؛ وجعلت عملية جمعها أشدّ كفاءة, 
وفرضت احتكار المتزوبول في تكارات شتّى, وقيّدت التجارة بين نصفيّ الكرة لمصلحتها الخاصة؛ 
ومركرّت ضروب التزاتب الإداري» وحمت سكان شبه الجزيرة على هجرة كثيفة!15أ. فالمكسيك؛ 
مثلا. كانت تدرّ على التاج في أوائل القرن الثامن عشر إيراداً سنوياً حوالي 3000000 بيزو. 
غير أنَّ هذا المبلغ تضاعف حمس مرات تقريباً ليبلغ في نهاية القرن 14000000. لم يُسْتَخْدَم 
منها سوى 4000000في دفع نفقات الإدارة امحليةلْكطاً. وموازاة ذلك بلغت نسبة الحجرة من شبه 
المجزيرة في العقد بين 1780 1790- خمسة أضعاف ما كانت عليه بين 1710 - 1211730آ. 

ولا شك أيضًا أنّ تحسّن الاتصالات بين ضفن الأطلسيء وتقاسم بلدان أميركية عديدة 
اللغات والثقافات ذاتها مع منزوبولاتها.ء قد أفضيا إلى انتقال المذاهب الاقتصادية والسياسية 
المنْتَجَة في أوروبا الغربية بسرعة وسهولة نسبيتين. كما ترك باح تمرد المستعمرات الثلاث عشرة 
في أواخر سبعينيات القرن الثامن عشرء وانطلاق الثورة الفرنسية فى أواخر غانينياته. ذلك 
الأثر الكبير. وأكثر ما يؤكد هذه "الثورة الثقافية" هو تلك النزعة المجمهورية الن عمّت 
امجتمعات المستقلة حريئالقلا. فلم بُرِ أية عاولة جدية لإحياء نظام الحكم السلالي في أيّ مكان 
من الأميركيتين» ما عدا البرازيل؛ وحتى هناك؛ لعل هذا الإحياء لم يكن مكنا لولا هجرة ملك 
البرتغال نفسه عام 1808» هرباً من نابليون. (حيث أقام طيلة 13 عاماء وحين عاد إلى وطنه 
توّج ابنه ملكا على البرازيل باسم بيدرو الأول)1هل!. 

غير أنَّ عدوانية مدريد والروح اللبرالية. على الرغم من مكانتهما المركزية في أيّ فهم 


583 


الجماعات المُتخيّلة . . 


لدافع المقاومة في البلدان الاميركية الإسبانية: لا تفسّران وحدهما ما جعل كيانات مثل تشيلي؛ 
وفنزويلاء والمكسيك تبدو مقبولة وجدانياً وقابلة للحياة سياس يللأ ولا ما دفع سان مارتن لأن 
٠‏ يقرر إطلاق اسم "البيروفيين" المشتحدث على بعض السكان الأصليين. كما أنهما لا تفسّران» 
في النهاية» تلك التضحيات الفعلية الن بذِلَّت. ذلك أنّه إذا كان من المؤكد أنّ الطبقات الكريولية 
العلياء المْتَصَوَّرَة كتشكيلات اجتماعية تاريخية, قد أفادت من الاستقلال على المدى البعيد 
0 إلا أنّ كثيرًا من أفراد هذه الطبقات الذين عاشوا بين 1808 و1828 كان ماهم الإفلاس. (لكي 
نضرب مثلاً واحداً: خلال الهجوم المضاد الذى شنّته مدريد بين 1814 1816- "تعرّض ما يزيد 
. على ثلثي العائلات الفنزويلية من ملآك الأرض لمصادرة متلكاتهم تلك المصادرة الثقيلة "للقآ). 
كما ضحّى الكثيرون بحياتهم طوعاً من أجل القضية. وهذه الطواعية في التضحية من جانب 
الطبقات الميسورة هي أمر يثير التأمل والتفكير. 
ما التفسير إذا؟ تكمن بداية الإجابة في الواقعة اللافتة ال مفادها أنَّ "كل جمهورية من 
اللجمهوريات الأميركية الجنوبية الجديدة كانت وحدة إدارية منذ القرن السادس عشر حتى 
القرن الثامن عشر "لمكا وكانت تَنْذْرُ على هذا الصعيد با ستكون عليه الدول الجديدة في 
إفريقية وأجزاء من آسيا في أواسط القرن العشرين وتبدي ذلك التعارض الحاد مع الدول 
الأوروبية المجديدة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. وكان تَشَكُلٌُ الوحدات 
الإدارية الأميركية الأصلي تشكلاً اعتباطياً وعَرَضْيًاً بعض الشيء. إِذْ وقفت حدودها عند 
الحدود الن بلفتها غزوات عسكرية معينة. غير أنّها اكتسبت, برور الوقت, واقعاً أشدّ ثباتا 
بتأثير عوامل جغرافية وسياسية واقتصادية. فاتساع الإمبراطورية الأميركية الإسبانية الهائل, 
والتنوع الشديد في تربتها ومناخهاء وقبل ذلك كله صعوبة الاتصال الرهيبة في العصر ماقبل 
الصناعيء كانت تميل نمو إضفاء طابع الاكتفاء الذاتي على هذه الوحدات. (كانت الرحلة البحرية 
من بوينس آيريس إلى أكابولكو تستغرق أربعة أشهر في الحقبة الكولونيالية» وكانت رحلة 
العودة تستغرق أكثر؛ وكانت الرحلة البرية من بوينس أآيريس إلى سانتياغو تستغرق شهرين 
في الأحوال العادية» وإلى كارتاجينا تسعة أشهر لْتهآ). وعلاوة على هذاء فقد كان لسياسات 
مدريد التجارية أثرها في تحويل الوحدات الإدارية إلى مناطق اقتصادية منفصلة. ذلك أنه 
"كان تُحظراً على البلدان الأميركية أن تدخل في أيّ منافسة مع البلد الأم؛ ولم يكن باستطاعة 
أجزاء القارّة حتى أن تتاجر مع بعضها بعضاً. وكان على البضائع الأميركية المنقولة من 
طرف في أميركا إلى طرف آخر فيها أن تمر في الموانئ الإسبانية» فالبحرية الإسبانية كانت تحتكر 
التجارة مع المستعمرات"24[1] . ومثل هذه الوقائع والخبرات تساعد في تفسير ما جعل «مبدأ 
كناعلنوومم لانم للا الذي يقضي بأن تُبقي كل أمة على الوضع الإقليمي الذي كان قائماً عام 
0» عام انطلاق حركة الاستقلال" واحداً "من المبادئ الأساسية للثورة الاميركية "لقا ون 
شك أيضًا أن تأثير هذه الوقائع والخبرات قد أسهم في تفكك غران كولومبيا ال أقامها 00 
لفترة وجيزة وتفكك اتحاد أقاليم الريو دي لابلاتا إلى مكوّناته السابقة (ال هي اليوم فنزويلا- 











رؤاد كريوليون 


كولومبيا-الإكوادور والأرجنتين-الأوروغواي- الباراغواي- بوليفيا). بيد أن المناطق -الأسواق, 
بحد ذاتهاء سواء كانت جغرافية "طبيعية" أم إدارية سياسية؛ لا تخلق الروابط. فمن ذا الذي 
يموت طواعية من أجل الكوميكون أو الاتحاد الاقتصاديى الأوروبي؟ 

ولكي نرى كيف أمكن تصوّر الوحدات الإدارية» بمرور الوقت»على أنها أراضي الأباء. ليس 
في البلدان الأميركية فقط بل فى أجزاء أخرى من العالم أيضاء لا بد لنا من أن نلقي نظرة 
على الطرائق الن تخلق بها التنظيمات الإدارية معنن. وكان الانثروبوجي فيكتور ترنر قد 
كتب بصورة مُلَهِمَةٍ عن "الرحلة". بين الأزمنة» والأحوال» والأمكنة. 5 تحربة خالقة 
للمعنى لكفا. فكلٌ رحلة من هذه الرحلات تتطلّب تفسيراً (مثال على ذلكء أنّ الرحلة من 
الولادة إلى الموت قد أدت إلى قيام تصورات دينية شتى). والرحلة الِن توافق أغراضنا هنا هي 
رحلة الحج. ليس فقط كما هي فى أذهان المسيحيين؛ أو المسلمينء أو الهندوسء» تلك الرحلة 
إلى روماء أو مكة, ؛ أو بينارس حيث مراكز ال جغرافيات المقدّسة» بل من حيث تلك المركزية الن 
تبر و"تؤدى” (بالمعنى المسرحي) من قبل دفق متواصل من الحجاج الذين يقصدون تلك 
المدن من مناطق نائية لا ترتبط بها بأي رابط آخر. والحال؛ أنّ المحدود الخارجية للجماعات 
الدينية المُتخيّلة كانت تحَدّد معنن ما من خلال ما كان يفعله الحَجَاءلك]. فقد سبق أن أشرنا 
إلى أن التجاور البدني الغريب للمالاويين» والفرس» والهنود» والبربر» والأتراك قْ مكة لا يمكن 
أن يُفهُم دون فكرة أنهم جماعة بشكل ما. فالبربري الذى بلتقي المالاوي عند الكعبة لا بد لأن 
يتساءل: "لاذا يفعل هذا م و ون 
أن نكلم واحدنا الآخر؟”. وليس ثمة سوى جواب واحد. سبق أن تعلمه المرى وهو: "لأننا . 
مسلمان" . ولطاما كان لتصميم حركات (أو كوريوغرافيا) ضروب الج الدينية 'الكبرى وجة 
مضاعفٌ أكيد متزهله. حيث ند حشداً دمر الأميين الباطقين بلذات علية يشكل داقع احج 
دن كل جاعة لقوية غلية الشعائر الوخد مفسّرين لأتباعهم حت تر عه الجمعيةاقفا. 0 
وفى عصر ما قبل الطباعة. كان واقع الجماعة الدينية المتخيّلة يعتمد أشدّ الاعتماد على رحلات 2 
متواصلة لا يحصرها العدّ. وما من شيء يستوقف المرء بشن المسيحية الغربية أيام عرّها أكثر 2 
من ذلك الدّفق الطوعي من المريدين المؤمنين القادمين إلى روما من جميع أرجاء أوروباء عن . 
طريق "المراكر الإقليمية" الشهيرة الخاصة بالتعليم الرهبانيٌّ. فهذه المؤسسات الكبرى الناطقة 
باللاتينية كانت تممع معا مَنْ يمكن أن نعتبرهم اليوم إيرلنديين» ودغاركيين؛ وبرتغال؛ وألمان» 
وهلمجراء في جماعات كان معناها المقدّس يُفَض كل يوم من خلال تحاور أفرادها في غرفة الطعام 
في الدّير» ذلك التجاور الذي ما كان يمكن تفسيره لولا هذا. , 0 

ومع أَنْ رحلات الحج الدين قد تكون الأعظم والأشد أثرأا بين رحلات الخيال» إلا أنه قد كان 
هاء ولا يزال» تلك النظائر العلمانية ا محدودة والأكثر تواضو 2ف وأهمّهاء فيما بخص موضوعناء 
تلك الأسفار المتنوّعة الن خلقها قيام الملكيات المطلقة؛ ثم الدول الإمبراطورية العالمية ذات 





جره 


الجماعات المُتخيّلة ... 


المركر الأوروبي. فقوة الدافع الداخلي لدى الحكم المطلق كانت تدفعه إلى خلق جهاز للسلطة 
9 مُوَحُدِ خاضع للحاكم مباشرةٌ وموال له فى وجه نبالةٍ إقطاعيةٍ خصوصية ولا مركزية. وقد 
عنى التوحيد تبادل البشر والوثائق البيَ الداخلي. حيث تعرّز تبادل البشر من خلال الضمَ 
0 -المتفاوت في مداه بالطبع- ل تومه ممصتصرو ولسل لم يكن لهمء بحكم طبيعتهم هذه أ قَوّة 
مستقلة خاصة بهمء فعملوا كاستطالات لإرادات أسيادهم01ك!. وهكذاء كان موظفو الحكم 
المطلق يقومون برحلات غتلفةٍ جوهرياً عن رحلات النبلاء الإقطاعيين لَلْلا. ويمكن أن مثّل لهذا 
.. الاختلاف على النحو التخطيطي العريض التالي: في الرحلة الإقطاعية النموذجية» يصعد 
0 وريث النبيل (8) خطوة؛ عند وفاة والده» ليأخذ مكان ذلك الوالد. وهذا الصعود يتطلب رحلة 
ذهاب وإيابء إلى مركز التنصيب. ثم العودة إلى مِلْكَ الأجداد. أمَا الموظف الجديد فأموره أعقد 
0 بكثير. . والموهبة» وليس الموت؛ هي ال ترسم مساره. وما يراه أمامه هو قمة وليس مركراً. 
فيرحل صاعدا أفاريزها بسلسلة من الحركات القوسية اللولبية الن يأمل أن تغدو أصغر 
. وَأَرْسَحَ كلما اقتزب من الذروة. فهو إذ يُرْسَل إلى القسم الإداري في المدينة 4 ومرتبته /اء قد 
٠‏ يعود إلى العاصمة بالمرتبة '/ا؛ ويتابع إلى المقاطعة 5 بالمرتبة <؛ ثمّ إلى الولاية © بالمرتبة لا؛ 
وينهي حجه في العاصمة بالمرتبة 7. ولا يوجد في هذه الرحلة أي مكان موثوق يمكن للمرء أن 
يرتاح قنه؛ وكل زققة هن وقفة مؤقعة. وآخر ما ريده اللوظق هو أن يفود ال بيئة ذلك اند 
ليس له أي بيت ذي قيمة جوهرية. وهو فى طريقه الحلزوني الصاعد يقابل أمثاله من المحجيج 
التؤاقين هم زملاؤه الموظفين» الذين أتوا من أماكن وعوائل نادراً ما سمع بها ويأمل من غير 
شك ألا يضطر لرؤيتها. غير أن وعياً باارباط يبرع عن كربه الحيش :هم هؤلاء كرقاق رجلة 
(لاذا نحن . . هنا . . مها؟"). خاصة حين يتقاعون جميعاً لفة دولة واحدة. ومن ثم إذا ما كان 
الموظف ث من المقاطعة 8 يدير المقاطعة 0. بينما الموظف (1 من المقاطعة © يدير المقاطعة 
8 -وهو وَضْعٌ يبدأ الحكم المطلق يحعله تمكنا- فإِنّ تحربة التبادل تلك تقتضي تفسيرها الخاص: 
إيديولوجيا الحكم المطلق» ان يحْكُمُها الرجال الجدد أنفسهم؛ بقدر ما يَحْكَمُها العاهل. 
0 أمَّا تبالد الوثائق» الذي دعّم تبادل البشرء فقد عرّره هو ذاته تطورٌ لغة للدولة معيارية. 
وكما يبيّن تعاقب الأنفلوساكسونية» واللاتينية» والنورماندية والإنفليزية الباكرة منذ القرن 
السابع وحتى القرن الرابع عشس فَإِنَّ أيّ لفة مكتوبة يمكنهاء من حيث المبدأء أن تقوم بهذه 
الوظيفة, شريطة أن تنح حقوقاً احتكارية. (غير أنَّ من الممكن القول أنّه حيثما تتّعت اللغات 
المحلية» وليس اللاتينية» بهذا الاحتكار. كانت وظيفة المرُكرّة تتقدّم مزيداً من التقدّم: عبر 
. الحدّ من تحوّل موظفيّ عاهل معين إلى أجهزة منافسيه: أي أنها كانت تضمن ألا يجري تبادل 
. الموظفين-الحججاج التابعين لمدريد مع أولئك التابعين لباريس). 
0 من حيث المبدأء كان ينبغي لما قامت به الممالك الكبرى في أوروبا المحديثة الباكرة من توسّع 
خارجي أن يوسّع النموذج آنف الذكر باتماه تنامي بيروقراطيات كبرى. عابرة للقارات. غير أن 
ذلك لم يحصلء في حقيقة الأمر. فالعقلانية الأداتية لدى أجهزة الحكم المطلق -خاصة ميلها 





50 





رواد كريوليون 


إلى التجنيد والتزقية على أساس المهارة وليس المولد- لم تعمل عملها على النحو المناسب إلا ما 
وراء سواحل الأطلسي الشرقية!2قا 

وهذا الغرار واضحٌ في البلدان الأميركية. وعلى سبيل المتال» فإنه من بين 170 من الولاة أو 
نوَاب الملك في أميركا الإسبانية قبل العام 1813 كان 4 وحسب من الكريول. وهذه الأرقام تغدو 
مدهشة حين نعلم أنّ الإسبانيين المولودين في إسبانيا كانوا في العام 1800 أقل من 596 من أصل 
0 أ"أبيض" كريوليّ في الإمبراطورية الغربية (مفروضين على حوالي 13700000 
من السكان الأصليين). وعشية الثورة في المكسيكء لم يكن هناك سوى أسقف كريولي واحد. 
مع أنّ الكريول كانوا في هذه الولاية يفوقون أبناء شبه المجزيرة بنسبة 20 إلى لْقَكَا. ولا حاجة 
للقول إِنّه م يكد يُسْمَع بأيّ كريولتَ تسلّم منصباً رعياً مهما في إسبانيالكا. بل إن رحلات حجّ 
الموظفين الكريول لم تكن مغلقةً صعوداً أو شاقولياً وحسب. فإذا ما كان مقدور الموظفين من 
شبه الجزيرة أن يقطعوا الطريق من سراقوسة إلى قرطاجنة؛ ومدريد. وليماء ثم مدريد مرّة 
أخرى. فإنَ الكريول "المكسيكي" أو "التشيلي" لم يكن يخدم في العادة إلا في المناطق المكسيكية 
أو التشيلية الكولونيالية: فحركته الأفقية كانت معاقة مثل صعوده الشاقولي. وبذلك» كانت 
ذروة تسلقه اللولي» وأعلى مركز إداري يمكن أن يوكل إليهء هو عاصمة الوحدة الإدارية 
الإمبراطورية الن يمد فيها نفسه لكك غير أنه كان يرى في هذا الحجّ المقاق رفاق رحلة؛ راحوا ' 
يحسّون أنّ زمالتهم لا تتأتى من امتداد الرحلة الخاص وحسب. بل أيضًا من ذلك القَدَرْ المشنزك 
المتمثل بالولادة عبر الاطلسي. وحتى لو كان قد وَلِدَ بعد أسبوع واحد من هجرة والده. فإِنْ 
بحرد ولادته في البلدان الاميركية كانت تحكم عليه باللخضوع. مع أنّه لم يكن يختلف كثيرًا عن 
الإسبان المولودين في إسبانيا سواء من حيث اللفة؛ أو الدين, أو الاصول؛ أو طرائق السلوك. ولم . 
يكن بمقدوره أن يفعل شيئاً على هذا الصعيد: فهو كريوليَ على نحو لا علاج له. ولكُمْ كان 
يبدو إقصاءه بعيداً عن العقلانية! لكنّ هذه اللاعقلانية كانت تنطوي على منطق خفيّ: فما 
دام قد وُلِدَ في البلدان الأميركية» لا يستطيع أن يكون إسبانيا حقيقياً؛ وبالمثل, فَإِنّ ابن شبه 
المجزيرة» الذي وُلِدَ في إسبانياء لا يمكنه أن يكون أميركياً حقيقيلققا. 

ما الذي جعل هذا الإقصاء يبدو عقلانياً في المتروبول؟ لا شك أنّه اقنزان الميكافيللية العريقة 
مع تنامي تصورات التلوث البيولوجي والبيئي الذي ترافق مع انتشار الأوروبيين 1 
الأوروبية فوق الكوكب منذ القرن السادس عشر قصاعدا. فمنٍ وجهة نظر ا 
الكريول الأميركيون؛ بأعدادهم المتزايدة باطراد وبتنامي تذّرهم املّي جيلاً بعد جيل؛ مشكلة 
سياسية فريدة تاريخياً. فتلك كانت أول مرّة تضطر فيها المنزوبولات إلى التعامل مع أعداد 
هائلة -بالنسبة لتلك الحقبة- من "أبناء جلدتها الأوروبيين" (الذين زادوا على الثلاثة ملايين 
في البلدان الأميركية الإسبانية بحلول العام 1800) بعيداً عن أوروبا أشدّ البعد. فإذا ما كان من 
الممكن فتح السكان الأصليين بالأسلحة والمرض. والسيطرة عليهم بغيبيات المسيحية وثقافةٍ 
غريبة تام (فضلاً عن تنظيم سياسي كان متقدّماً بالنسبة لتلك الأيام)» فإِن ذلك لا يصح 


الجماعات المتخيّلة ... 


على الكريول» الذين تربطهم العلاقة ذاتها بكل من الاسلحة؛ والمرضء والمسيحية؛ والثقافة 
الاوروبية شأنهم شأن أبناء المعروبول. وبعبارة أخرى, فقد كان في متناوهم؛ من حيث المبدأء تلك 
الوسائل السياسية؛ والثقافية؛ والعسكرية اللازمة لإثبات وجودهم بنجاح. وكانوا يشكلون 
جماعة كولونيالية وطبقة عليا في آن ا وي الرغم كونهم عرضة للخضوع الاقتصادي 
والاستغلال» إلا أن دورهم كان أساسيا في استقرار الإمبراطورية. ومكن أن نرى؛ في هذا الضوء؛ 
ضروباً معينة من التوازي بين وَضْع كبار الكريول ووضع البارونات الإقطاعيين؛ الذين كان 
دورهم حانما في سلطة العاهل؛ لكنهم كانوا يشكلون تهديداً هذه السلطة. ولذلك قام أبناء شبه 
الجزيرة الذين أزسلوا ؤُلاة وأساقفة بالوظائف ذاتها ال كان يقوم بها ال 20171 وعصتصرمط من 
طلائع بيروقراطيات الحكم المطلق [7هإ. . وحتى لو كان الوالي نبيلاً وشريفاً في موطنه الاندلسي» 
فقد كان هناء على بعد 5000 ميل» وبقرب الكريول» نوعاً من ال ونالا20 80220 الفعلي التابع 
كلياً لسيية فق الترويول» وعلى هذا التتدو كان التوارن المتوتن بين الموظف القادم من شبه 
المجزيرة والكريول الكبير تعبيراً عن سياسة فَرَّقْ تَسْدْ القدعة في وَضْعِ جديد. 
وعلاوة على هذاء فقد كان لا بد لتنامي جماعات الكريول؛ في البلدان الاميركية بصورة 
أساسية؛ وكذلك في أجزاء من اسيا وإفريقية؛ من أن يؤدّي إلى ظهور الأوراسيين, والأورافريقيين» 
فضلا عن الآورأميركيينء لا كفرائب عارضة بل كجماعات اجتماعية واضحة. وقد أتاح بزوغ 
هذه الجماعات ازدهار أسلوب فى التفكير كان عثابة استباق للعنصرية الحديثة. وتشكل البرتغال» 
' ال كانت الاولى بين فاتميَ الكوكب الأوروبيين» مثالاً مناسباً على هذا الأمر. ففي العقد الاخير 
ْ من القرن الخامس عشر كان لا يزال عقدور الدوم مانويل الأول أن "يحل" ما لديه من "مشكلة 
يهودية" عن طريق 0 الجماعي القسري. ولعله آخر حاكم أوروبي يمد هذا الل مُرْضياً 
و"طبيعيا" على السواءلقكا. غير أنناء بعد أقل من قرنء نرى الكسندر فاليفنانو منظم 
التبشير المجزوين في آسيا بين 1574 و1606: يعارض بشدة قبول الهنود والأوروبيين الهنود بين 
أعضاء الكهنوت: 
جميعٌ هذه الأعراق قامة اللون غبيّة وأثيمة؛ وأرواحها أحظ الأرواح . . أمًا ال 706841+05 
وال 5مجن]ووع له 1. فينبفي ألا نقبل منهم إلا أقلّ القليل أو لا أحد على الإطلاق؛ خاصة 
ال 05؟7265]1, لاته كلما زاد الدم امحلي الذي يجري فى عروقهم, زاد تشابههم مع افنود 
وقل تقديرهم عند البرتغال 
(لكن فاليغنانو كان يشجّع بقوة قبول اليابانيين» والكوريين» والصينيين» و"الهنود الصينيين" 
في الوظائف الكهنوتية» رعا لأن ال 326561205 لم يكونوا قد ظهروا بعد في تلك المناطق؟). وبالمثل» 
فقد عارض الفرنسيسكان البرتغاليون في جوا معارضة عنيفة قبول الكريول في نظامهم, 
بحجة أنهم "حتى لو كانوا قد وُلِدوا لابوين أبيضين نقيين فقد رضعوا من مربّيات هنديات 
0 طفولتهم وتلوث دمهم بذلك مدى الحياة"421!. ويكشف بوكسر أن الحواجر "العرقية" 
وضروب الإقصاء قد زادت على نحو ملحوظ في القرنين السابع عشر والثامن عشر قياساً با 





58 





رؤاد كريوليون 


كان سائداً قبل ذلك. كما أسهم إحياء العبودية على نطاق واسع (لأول مرّة في أوروبا منذ زمن 
العصور القديمة)؛ والذي كانت البرتغال رائدته بعد العام 1510: ذلك الإسهام الفادح في هذه 
النرعة الخبيثة. ففي مسينيات القرن السادس عشرء كان العبيد يشكلون 1090 من سكان 
لشبونة؛ وفي 1800 كان عدد العبيد يقارب المليون بين سكان البرازيل البرتغالية البالغ عددهم 
0 أو ما يقارب ذلك [1كا 

ولقد أسهم التنوير أيضا بصورة غير مباشرة في بَلوَرّة تمييز قاطع بين أبناء المتروبول 
والكريول. فالاوتوقراطي المستنير بومبال» خلال حكمه الذي استمرٌ اثنين وعشرين عاما 
(1777-1755)» لم يقتصر على طرد الجزويت من المناطق الواقعة تحت السيطرة البرتغالية؛ بل 
اعتبر إطلاق أعاء مهينة على الرعايا "الملونين"؛ مثل "زبحي" أو "0ج1اوء 2" [كذا] فعلاً جرميا. 
لكنه برّر هذا القرار مستشهداً بالتصورات الرومانية القديمة عن المواطنة الإمبراطورية؛ وليس 
عذاهب الفلسفات[42[, كما مارست تأثيراً واسعاً على هذا الصعيد كتابات روسو وهيردر, ال 
ترى أنّ للمناخ و"البيئة" تأثيراً مكوّناً على الثقافة والطّبْء لتَكُأ. وكان من السهل اما بعد ذلك 
التوضّل إلى الاستنتاج المبتذل المناسب الذي مفاده أنّ الكريول» الذين ولدوا في نصف الكرة 
الهممجي. غتلفون بطبيعتهم عن أبناء المتروبول» وأدنى منهم؛ وليسوا مناسبين إذاً لتولي المناصب 
الرفيعة 

لقد تركر اهتمامنا إلى الان على عوالم الموظفين في البلدان الامريكية» وهي عوالم هامة 
استزاتيجياًء لكنها تظل صغيرة وعدودة. بل إنهاء عا عرفته من صراع بين أبناء شبه المجزيرة 
والكريول؛ كانت سابقة على ظهور الوعي القومي الأميركي في نهاية القرن الثامن عشر. 
ورحلات الحجّ المعاقة داخل الولايات لم يكن ها أيّ عواقب حاعة إلا بعد أنْ أَمُكَنَ تخيّل مداها 
الإقليمي كأمّة» أي بعبارة أخرى بعد وصول رأعالية الطباعة. 

والطباعة ذاتها كانت قد انتشرت إلى إسبانيا المجديدة باكراًء لكنها بقيت طوال قرنين تحت 
سيطرة العرش والكنيسة الُكمة. وحتى نهاية القرن السابع عشره لم يكن ثمة مطابع إلا في 
مكسيكو سين وليماء وكان إنتاجها كنسياً بصورة تكاد أن تكون حصرية. وفي أميركا الشمالية 
البروتستانتية لم تكد الطباعة توجد على الإطلاق في ذلك القرن. غير أن ثورةٌ فعليةة حدثت 
على هذا الصعيد خلال القرن الثامن عشر. فبين عامي 1691 و1820 صدر ما لا يقل عن 2100 

"صحيفة" استمر 461 منها أكثر من عشر سنواتاقكا, 

ولقد ارتبطت شخصية بنجامين فرانكلين بالقومية الكريولية في البلدان الأميركية 
الشمالية ذلك الارتباط الذي لا بمُحى. أمَا أهمية حرفته فقد تكون أقل وضوحاً. ومن جديد. 
ثمة فائدة في العودة إلى فيفر ومارتن. فهما يذكراننا بأنَ "الطباعة لم تتطور حقاً في أميركا 
[الشمالية] في القرن الثامن عشر إلا بعد أن اكتشف أصحاب المطابع مصدر دخل جديد هو 
الصحيفة"1فكأ. فكان ئة صحيفة على الدوام بين منتجات أصحاب المطابع الذين وضعوا قيد 
العمل مطابع جديدة؛ وعادة ما كانوا محرريها الأساسيينء بل الوحيدين. ولذلك كانت ظاهرة 


















الجماعات المتخيّلة . . 


الصحفيّ-الطابع في البداية ظاهرة أميركية غالية بصورة أساس. ولأنّ المشكلة الأساس الن 
واجهت الصحفي-الطابع كانت الوصول إلى القرّاء. فقد تطور تالف وثيق بينه وبين مدير 
مكتب البريد لدرجة أنّ واحدهما كثيرًا ما كان يتحول إلى الآخر. وهكذاء برز مكتب صاحب 
. المطبعة على أنه المفتاح في اتصالات الجماعة الأميركية وفى حياتها الفكرية. ولقد أدّت سيرورات 
ماثلة؛ وإن تكن متقطعة وأبطأء إلى قيام أولى المطابع المحلية في أميركا الإسبانية في النصف الثاني 
من القرن الثامن عشم !47 1 
1 اذا اتصفت الصحف الأميركية؛ سواء في الشمال أم في الجنوب؟ لقد بدأت في الأساس تابعة 
للسوق ومُلْحَقَةٌ به. فقد اشتملت الجرائد الرسمية الأولى -إلى جانب أخبار المتروبول- على أخبار 
تحارية (مواعيد وصول السفن ومغادرتهاء أسعار السلع والموانئ الموجودة فيها)» وزيجات الأثرياء, 
.. وما إلى ذلك. وبعبارة أخرىء فإِنّ ما كان يجمع معاء على الصفحة ذاتهاء هذا الزواج مع تلك 
السفينة, وهذا السعر مع ذلك الأسقف. هو بنية الإدارة الكولونيالية ذاتها ونظام السوق 
ذاته. وعلى هذا النحوء كانت صحيفة كاراكاس تخلق بطريقة طبيعية تاماء بل وغير سياسية؛ 
جماعة مُتَخَيّلَة بين بجموعة معينة من زملاء قراءتهاء تخضّهم هذه السفن. والريجات. والأسعار 
وأولئك الأساقفة. وكان متوقعاء بالطبع» أن تدخل المواد السياسية عرور الوقت. 
ولطالماء كانت معليّة تلك الجرائد واحدة من ساتها المثمرة. فقد يقرأ الكريول الكولونيالي 
صحيفة من مدريد إذا ما سنحت له الفرصة (مع أنها لن تأتي على ذكر عالمه)؛ أمَا كثير من 
الموظفين من شبه المجزيرة: الذين يعيشون في الشارع ذاته» فلن يقرأوا صحيفة من كاراكاس, 
لو استطاعوا إلى ذلك سبيلاً. وانعدام التناظر هذا يصحّ على الأوضاع الكولونيالية الأخرى 
مهما تعددت وتكائرت. أمَا السّمة الأخرى فهي التعددية. فالصحف الأمبركية-الإسبانية الن 
ظهرت أواخر القرن الثامن عشر كانت تُكْتَب بإدراك كامل لوجود صحف علية في عوالم مشابهة 
لعالمها. وكان قراء الصحف في مكسيكو سيي؛ وبوينس آيريس.ء وبوغوتا على وعي تام بوجود 
الصحف لدى بعضهم بعضاء حتى لو لم يقرأوها. ومن هنا تلك الازدواجية الشهيرة في القومية 
الأميرك كية-الإسبانية الباكرة. والمتمثّلة عراوحتها بين الامتداد الفسيح ولمحلية الخصوصية. 
.2 ولقد فُسَرَتُ كتابة القوميين المكسيك الأوائل عن أنفسهم أنْهم 5مضمء1عتث 105 505ه5مم 
0 [نحن الأميركيين] وعن بلدهم أنّه 4:26:18 هناوعناد [أميركا الي لنا]ء على أنها تكشف عن 
خُيلاء الكريول المحليين الذين رأوا أنفسهم مركز العالم الجديد. لأن المكسيك كانت الأثمن بين 
أملاك إسبانيا الأميركيةلقكأ. غير أنّ البشر في أرجاء أميركا الإسبانية جميعها كانوا ينظرون إلى 
أنفسهم على أنهم "أميركيون". لأن هذا المصطلح كان يشير على وجه الدقة إلى القدر اللشترك 
المتمثّل بالولادة خارج إسبانيا91ف. 
ومن جهة أخرىء لقد رأينا أنٌ مفهوم الصحيفة ذاته ينطوي على تعريض "أحداث العالم" 
لعملية انكسار تعكسها إلى عالم قرّاء اللغة امحلية المتخيّل الخاص؛ كما رأينا مدى أهمية فكرة 
التزامن الراسخ, الصلب عبر الزمن بالنسبة لتلك الجماعة المتخيّلة. لكن مثل هذا التزامن 











90 





رواد كريوليون 


كان عسيراً على التخيّل بسبب اتساع الإمبراطورية الأميركية الإسبانية الحائل» وانعزال أجزائها 
المكوّنةللةا. فقد يعلم الكريول المكسيك بالتطورات الجارية في بوينس أيرس بعد أشهر من 
حدوتهاء وذلك من خلال الصحف المكسيكية؛ وليس صحف الريو دي لابلاتا؛ وسوف تبدو لهم 
تلك الأحداث "شبيهة" بأحداث المكسيك دون أن تكون "جزءاً منها". 

وبهذا المعنى, فإنّ "فشل" التجربة الأميركية-الإسبانية في توليد قومية أميركية-إسبانية 
واسعة ودائمة يعكس 35 من المستوى العام لتطور الرأعالية والتكنولوجيا في أواخر القرن 
الثامن عشر وتلّف الرأععالية والتكنولوجيا الإسبانيتين "الحلي" بالعلاقة مع اتّساع الإمبراطورية 
الإدارية. (رعا كان للحقبة التاريخية-العالمية ان تولد فيها كل قومية من القوميات ذلك الأثر 
لهام على بجلها أو مداها. ألا ترتبط القومية الهندية ذلك الارتباط الذي لا انفصام فيه بتوحيد 
السوق والإدارة الكولونيالية بعد التمرد. على يد القوة الإمبراطورد ية الاكبر والأكثر تقدّما؟) 

ولقد كان الكريول البروتستانت, الناطقون بالإنغليزية في ؤعي أَنْسَب بكثير لتحقيق فكرة 
"أميركا" ونمحوا في النهاية في تملك لقب "الأميركيين". فالستعمرات الثلاث عشرة الأصلية كانت 
تشكل منطقة أصغر من فنزويلاء ولا تزيد عن ثلث حجم الارجنتين 1ل وحين بُمقت معأ ْ 
من الناحية الجغرافية» كانت مراكز أسواقها في بوسطن, ونيويورك» وفيلادلفيا منفتحة أصلا 
واحدهما على الاخر؛ وسكانها مرتبطين ذلك الارتباط الوثيق نسبياً عن طريق الطباعة علاوة 
على التجارة. ولقد استطاعت "الولايات المتحدة" أن تضاعف عددها بالتدريج خلال ال183 
سنة التالية» بانتقال سكان قدامى وجدد من قلب الساحل الشرقي القديم باتجاه الغرب. غير 
أننا نحد عناصر "فشل" نسي أو انكماش - عدم استيعاب كندا الناطقة بالإنفليزية» وذلك العقد - 
من استقلال تكساس وسيادتها (1846-1835) - حتى فى حالة الولايات المتحدة الأميركية. ولو ١‏ 
وُجدت في كاليفورنيا القرن الثامن عشر جماعة كبيرة تنطق بالإنغليزية؛ أما كان من المحتمل أن - 
تنشأ هناك دولة مستقلّة تلعب إزاء المستعمرات الثلاث عشرة ذلك الدور الذي لعبته الأرجنتين ' 
إزاء البيرو؟ وحتى في الولايات المتحدة؛ كانت الروابط الوجدانية القومية من المرونة بما يكفي» 
حيث اقترنت بتوسّع الحدود الغربية السريع وما نشأ بين اقتصاديات الشمال والمجنوب من 
تناقضات, الأمر الذي عجّل بنشوب حرب الانفصال بعد قرن تقريباً من إعلان الاستقلال؛ 
وتذكرنا هذه الحرب اليوم بتلك الحروب الي انتزعت فنزويلا والإكوادور من غران كولومبياء 
والأورغواي والباراغواي من اتحاد أقاليم الريو دي لابلاتالفق|. 

ولعلّه من المناسب -على سبيل الختام المؤقت- أن نعيد التأكيد على ما اتسم به نقاشنا إلى 
الآن من اندفاع محدود وخاص. فلم تكن النيّة أن نشرح الأسس الاقتصادية-الاجتماعية الج 
قامت عليها المقاومة المناهضة للمنروبول في نصف الكرة الغربي بين 1760 و1830 على سبيل 
المثال» بل كانت أن نبيّن الأسباب الن دفعت إلى تصوّر تلك المقاومة بأشكال جمعية» "قومية" دون 
سواها. أمّا المصالح الاقتصادية المعنيّة فهي معروفة جيداً وأهميتها هي تلك الأهمية الجوهرية 
ال لا لبس فيها. كما كان للبرالية والتنوير ذلك الأثر القوي الواضح؛ خاصة من حيث توفير 


الجماعات المُتخيّلة . . 


ترسانة من الانتقادات الإيديولوجية للأنظمة القديمة والإمبراطورية. لكن ما أراه هو أنه لا 

يمكنء ولم يمكن» للمصلحة الاقتصادية:؛ ولا للبرالية» ولا للتنوير أن تخلق مفردها ذلك النوع, 
أو الشكلء من الجماعة المتخيّلة ال ينبغي الدفاع عنها في وجه انتهاكات تلك الانظمة؛ وبعبارة 
أخرىى. فَإنٌ أيَا من هذه الأمور لم يوفر الإطار - أو هامش الرؤية الذي نادراً ما يْرَى- لوعي 
٠‏ جديدلا يقتصر على ما يثير الإعجاب أو النفور من أشياء تقع في وسط حقل الرؤية153!1. ولقد 
لعب الموظفون الحجّاج وأصحاب المطابع الكريول ذلك الدور التاريخي الحاسم بإيكازهم هذه 
المهمة على وجه التحديد. 





02 





لفغات قدبمة, غاذج جديدة 


5) لغات قديمة. نماذج جديدة 


ترامنت نهاية حقبة حركات التحرر القومي الناجحة فى البلدان الأميركية ذلك التزامن 
الدقيق مع انطلاق عصر القومية في أوروبا. ولو تفخحصنا طابع هذه القوميات الجديدة ال 
غبّرت وجه العالم القديم بين 1820 و1920 لوجدنا عتين لافتتين تميّزانها عن سابقتها. تتمثل 
أولاهما في الأهمية الإيديولوجية والسياسية المركزية الن حظيت بها "اللفات الطباعية 
القومية" في جميع هذه القوميات تقريباء في حين لم تكن الإسبانية والإنغليزية حل خلاف قط في 
البلدان الأميركية الثورية. وتتمثل ثانيتهما في أن جميع هذه القوميات كانت قادرة على العمل 
انطلاقاً من ماذج واضحة قدّمتها سابقاتها البعيدة؛ وغير البعيدة كثيرًا بعد اضطرابات الثورة 
الفرنسية. هكذا غدت "الأمّة" ذلك الشيء الذي هوعل طموح واع قديم ومتواصل إلى تحقيقه؛ 
بدلاً من أن تكون إطارأً لرؤيا تتح وتزداد حدّة شيئا فشيئا. والشعيقة: كما سترى أن *الارن" 
قد تكشفت عن كونها ذلك الاختراع الذي يستحيل أن مُنَح عليه براءة اخنزاع. وغدت عرضة 
لقرصنة أيدٍ غتلفة أشدّ الاختلاف. وغير متوقعة في بعض الأحيان. وهذا ما يدفعنا لأن نركز 
تحليلناء في هذا الفصلء على كل من اللغات الطباعية والقَرْصَئّة. 

لقد سبق ليوهان غوتفريد فون هيردر (1803-1744) أن أعلن؛ حوالي نهاية القرن الثامن 
عشرء وفى استخفاف ببعض الحقائق الساطعة خارج أوروباء أنْ: "علاه/آ ؛ؤا علام/آ وعلعز صصءطآ 
عطعدعم5 عمد عتم عصسل1ز8 لهده8]28 عماءد أهط وع" [ "لكل شعب عا هو شعب تكوينه 


كرد 


الجماعات المُتخيّلة . . 


القومي مثلما أنّ له لغته"]لَذا. ولقد كان هذا التصور أوروبي المنشأ عن تكوّن الأمة؛ بوصفه 
مرتبطاً بلغة هي ملكية خاصة:؛ أثره الواسع فى أوروبا القرن التاسع عشر فضلاً عن أثره 
الأضيق على التنظير اللاحق حول طبيعة القومية. فما هي أصول هذا الحلم؟ إنها تكمن, على 
الأرجح, فيما تعرّض له العالم الأوروبي من انكماش شديد في الزمان والمكان بدءاً من القرن 
الرابع عشرء وبحم في البداية عن حفريات الإنسانويين في حين نحم لاحقاء وعلى نحو فيه مفارقة, 
عن توسع أوروبا الكوكي. 
ولقد عبّر أورباخ عن هذا الأمر أحسن تعبير»» في كتابه «الحاكاق لكا 
مع أوّل فجر المذهب الإنساني» كان ثّة إحساس بأنّ أحداث التاريخ القديم والأسطورة 
وأحداث الكتاب المقدّس لا يفصلها عن الحاضر بُعْدُ الزمان وحسب بل أيضًا شروط 
المحياة المختلفة تماماً. والمذهب الإنساني ببرناعه الرامي إلى تحديد أشكال الحياة والتحبير 
القدعة إن يخلق منظوراً تاريخيا عميقاً لم يسبق أن امتلكته أيّ حقبة سابقة نعرفها: 
فالإنسانويون يرون العصور القدعة في عمق تاريخيء ويرون» على هذه الخلفية»؛ حقب 
الظلام في المصور الوسطى البينيّة. . [لقد جعل هذا من المستحيل] إعادة تأسيس 
حياة الاكتفاء الذاتي الطبيعية ال عرفتها الثقافة القدبمة أو سذاجة القرنين الثاني 
عشر والثالث عشر التاريخية. 
هذا التنامي لما يمكن أن ندعوه "التاريخ المقارن" كان له أن يفضي عرور الوقت إلى تصوّر لم 
يسبق أن تع به عن "حداثة" بجحاورة ل "القديم" صراحة. ولكن على نمو ليس من الضروري 
أن يكون في صام هذا الآخير على الإطلاق. وقد طرحّت هذه القضية بقوة في "معركة القدماء 
وانحُدئين" ال سيطرت على الحياة الفكرية الفرنسية في الربع الأخير من القرن السابع عشر آَقَا. 
ولو اقتبسنا أورباخ مرّة أخرى. لوجدناه يقول: "كان لدى الفرنسيين في عصر لويس الرابع 
عشر شجاعة أن يعتبروا ثقافتهم نموذجا صالحا بقدر ثقافة القدماء. وقد فرضوا هذا الرأي 
على بقية أوروبا لكا" 
ولقد أوحى ما شهده القرن السادس عشر من "اكتشاف" أوروبا حضارات عظيمة لم تكن 
قبل ذلك سوى إشاعات غامضة -في الصين. واليابان» وجنوب شرق الأزتيك في المكسيك والإنكا 
في البيرو- بوجود تعددية إنسانية لا فكاك منها. فمعظم هذه الحضارات كان قد تطور بانفصال 
تام عن التاريخ المعروف لكل من أوروباء والعالم المسيحي, والعصور القديمة. والإنسان بوجه 
عام: فأنسابها تكمن خارج جنة عدن ولا يمكن هذه الأخيرة أن تستوعبها وتتمثلها. (وحده 
الزمن الفارغ المتجانس كان يمكن أن يتيح مثل هذا الاستيعاب). ويمكن أن نقيس الاثر الذي 
تركته الاكتشافات من خلال المجخرافيات امحددة الن اتّسمت بها كيانات ذلك العصر السياسية 
المتخيّلة. فقد زعمت يوتوبيا توماس مورء ال ظهرت ف العام 1516 أنّها حكاية بحا صادفه 
المؤلف قي أنتويرب» وكان من المشاركين فى بعثة أميركو فيسبوتشي إلى القارة الأميركية 7-- 
8. ولعل الجدّة في أطلنطس الجديدة (1726) لفرنسس بيكون قد نبعت قبل كلّ شيء من 





لفات قدكة. غاذج جديدة 


أن أحدائها تدور في امحيط الحادي. أمَا جزيرة الهوينهمز ز الرائعة في عمل سويفت رحلات غاليفر : 
(1726) فقد طلعت بخارطة زائفة تحدد موقعها جنوبي الأطلسي. (يزداد معنى هذه الختلفيات 
وضوحاً حين ندرك كم كان بعيداً عن التخيّل أن توضع جمهورية أفلاطون على أي خارطة, 
سواء كانت زائفة أم حقيقية). ولقد صوّرَت جميع هذه اليوتوبيات الساخرة, "المْضَاغَة على 
غرار" اكتشافات فعلية, لا على أنها جنات عدن مفقودة» بل على أنها بحتمعات معاصرة . ويمكن 
القول إنها قد اضطرت لأن تكون كذلك, نظراً لأنها كانت قد كُتِبَت كنقد للمجتمعات المعاصرة؛ 
ولآن الاكتشافات كانت قد وضعت حدا لضرورة التماس النماذج في عصور قديمة آفلة لقا 
وفي أعقاب اليوتوبيين جاء أعلام التنوير» فيكو ومونتسكيو وفولتير وروسوء الذين استثمروا 
والسياسية الأوروبية القائمة. والحمال» أنه بات من الممكن النظر إلى أوروبا على أنها بجحرّد حضارة 
بين كثير من المحضارات. حضارة ليس بالضرورة أن تكون المختارة أو الأفضل21!. 

وكذلك فقد أحدث الاكتشاف والفتح ثورة فيما كان لدى أوروبا من أفكار عن اللغة. فمنذ 
الأيام الأولى» عَمَد البخارة, والمبشرون» والتجار» والمجنود البرتفاليون» والهولنديون» والإسبان - 
بدفع من أغراض عملية؛» كالوحار, والتنصيرء والتجارة» والمحرب - إلى إعداد قوائم عفردات اللغات 
غير الأوروبية لكي يُصار إلى جمعها في معاجم بسيطة. أمَا دراسة اللغات العلمية المقارنة فلم تبدأً 
بالفعل إلا قٍْ أواخر القرن الثامن عشر. فمن الفتح الإنفليزي للبنفال جاءت تلك الاستثقصاءات 
الرائدة ال قام بها وليم جونز فى بال السنسكريتية (1835).» والن أفضت إلى تحقق متنام من أنْ 
ا محضارة الهندية أقدم بكثير من الحخضارة اليونانية أو اليهودية. ومن حملة نابليون على مصر 
جاء فك شامبليون مفاليق الهيروغليفية (1835). الذي زاد من تعدّد الحضارات القديمة خارج 
اوروبالتا. أما ضروب التقدّم ان أَخْرِرَتْ في دراسة اللغات السامية فقد قَوّضت فكرة أنّ المبرية 
إما أن تكون قديمة ذلك القدم الفريد أو أن تكون من مصدر عاوي. ٠‏ ومرّة أخرى, كان يجري 
تصور أنساب لا بجال لاستيعابها من غير الزمن الفارغ. المتجانس. "لم تعد اللغة تواصلاً بين قوة 
خارجية والناطق البشري بل حقلاً داخلياً يخلقه مستخدمو اللغة ويحققونه فيما بينهم"أقأ. 
ومن هذه الاكتشافات جاء فقه اللغة.» بدراساته 6 القواعد المقارنة» وتصنيفه اللغات ئْ عائلات» 
وإعادة بنائه "لغات أولية" واستعادتها من عالم النسيان على أساس من منطق علمي. وكما 
يلاحظ هويسباوم بحق, فقد كان هذا "أول علم يعتير التطور جوهره ولبّه "لهأ 

ومنذ ذلك الحين فصاعدا, بات على اللغات المقدسة -اللاتينية واليونانية والعبرية- أن تختلط 
على أساس أنطولوجي متكافئ مع حشد متنافر من اللغات احلية العادية المنافسة, في حركة 
أتمث ما سبق أن أذاقتها إياه رأعالية الطباعة من تقليل شأنها قٍْ السوق. ولأن اللغات جميعها 
غدت تتقاسم تلك المكانة المشتركة الدنيوية؛ فقد باتت جميعا جديرة بالمثل» ومن حيث المبدأء 
بأن تكون حل دراسة وإعجاب. ولكن من قِبَل مَنْ؟ ما دام أي منها لم يَعْدْ من عند الرب؛ فمن 
المنطقي أن يكون الجواب هو من قبَل مالكيها الجدد: الناطقون امحليون بكل لغة وقرّاؤها. 


الجماعات المُتخيّلة . . 


وكما يبيّن سيتون- واطسون على نحو مفيدٍ أشد الفائدة» فإِنْ القرن التاسع عشر كان في 
أوروبا وحيطها المباشر» عصراً ذهبياً لواضعي معاجم اللخات الحلية ونحاتهاء وفقهائهاء وأدبائهالكقا. 
وكانت الأنشطة الفعّالة ال قام بها هؤلاء المثقفون الاختصاصيون أساسية في تشكيل قوميات 
القرن التاسع عشر الأوروبية بين 1770 و1830. فالمعاجم أحادية اللفة كانت خلاصات وافية 
ضخمة للكنز الطباعيّ الذي تمتلكه كل لغة؛ يمكن -ملها (على الرغم من بعض الصعوبة في 
بعض الأحيان) من المكتبة إلى الدرسة؛ ومن الوظيفة إلى البيت. أمَا المعاجم ثنائية اللغة فقد 
غت على نزعة مساواتية بين اللفات آخذة بالاقنزاب؛ فبصرف النظر عن الأوضاع السياسية 
الخارجية؛ كانت اللغتان التشيكية والألمانية المقنزنتان بين دفن المعجم التشيكي-الالماني/ 
الألماني-التشيكي تحظيان ككانة واحدة. وكانت المكتبات العظيمة فى أوروباء خاصة مكتبات 
الجامعات, هي ما اتّكأ عليه أو ترعرع فيه بالضرورة أولئك الكادحون من أصحاب الرؤى الذين 
كرّسوا سنوات من أعمارهم لجمع تلك المعاجم. ولا يقل عن ذلك ضرورة أن قَدْراً كبيراً من 
زبائنهم المباشرين كان مؤلفاً من طلاب الجامعة وما قبل الجامعة. ولا شك أنَّ قول هوبسباوم إِنَّ 
"تقدّم القوميات يُقاس بتقدّم المدارس والجامعات؛ ذلك أنَّ المدارس والجامعات بصورة أخصص 
غدت أَوْعَى نصير لتلك القوميات"؛ هو قول يصحّ على أوروبا القرن التاسع عشرء إِنْ لم يكن 
يصح على أزمنة وأمكنة أخرى 
يمكن إذاً أن نتتبّع هذه ار المفجمية على النحو الذي نتتبّع فيه دويّا متصاعداً في 
مستودع للذخيرة أَضًرمّت فيه النار» حيث يقدح كل انفجار صغير زناد انفجارات أخرى» إلى 
أن يقلب الانفجارٌ الأخيرُ الليل نهاراً. 
ومع أواسط القرن الثامن عشر؛ لم يكن ما وفره كد الباحثين الألمان والفرنسيين والإنغليز 
الهائل مقتصرا على كامل الكلاسيكيات اليونانية ال قدّمَت في شكل طباعيّ سهل الاستعمال» 
وَرُوٌدَتُ بالملاحق فقه اللفوية والمعجمية اللازمة؛ بل تعدّاها إلى عشرات الكتب ال أعادت خلق 
حضارة هيلينية قدعة باهرة. وراسخة في الوثنية. وما إنْ حل الربع الأخير من ذلك القرن؛ حتى 
تزايد انفتاح هذا "الماضي" أمام عدد صفغير من المثقفين المسيحيين الشباب الذين يتكلمون 
اليونانية» كان معظمهم قد درس أو سافر خارج حدود الإمبراطوري ية العثمانية لملا وقد تولى 
هؤلاءء وقد أثار خيالهم ما وجدوه في مراكز الحضارة الاوروبية الغربية من ولع باليونان» أمر 
تخليص اليونان دين من "البربرية"؛ بتحويلهم إلى كائنات جديرة ببيركليس وسقر ام إْثَلَا 
2 وما يمثل لهذا التغيّر في الوعي كلمات واحد من هؤلاء الشباب. هو أدامانتيوس كورايس (الذي 
غدا لاحقاً معجمياً متحمساً!)؛ في خطبة أمام جمهور فرنسي في باريس عام 1803: 
لأول مرّة تتفخص الامّة منظر جهلها الشنيع وترتعد إذ ترى بأمٌ العين تلك المسافة 
الن تفصلها عن بحد أسلافها. غير أنّ هذا الكشف المؤم لا يلقي باليونانيين في مهاوي 
اليأسء بل يقولون في دواخلهم: نحن أبناء الإغريق» إِمَا أن نعمل لكي نكون جديرين 
بهذا الاسم من جديدب أو نر ك ]14 : 








لفات قدئعة. غاذج جديدة 


وبالثل» فقد ظهرت قواعد اللغة الرومانية» ومعاجمهاء وتواريخها في أواخر القرن الثامن 
عشرء مصحوبة بدفع» بح أولاً في المناطق ال كان يحكمها آل هابسبورغ ثم في المناطق ال 
كان يحكمها العثمانيون» إلى إحلال الأبحدية الرومانية (الن تميّز الرومانيين بحدّة عن جيرأنهم 
السلاف-الأرثوذكس) حل الأيمدية الكيريليةلقكا. وبين 79 و4 أصدرت الأكاديمية 
الروسية. الأقامة على غرار الأكاديمية الفرنسية, معنا روسياً بستة بحلدات» أعقبه وضع 
قواعد رعية للغة الروسية عام 1802. وقد مثّل هذان الأمران انتصاراً للغة انحلية على سلافية 2" 
الكنيسة. ومع أن اللغة التشيكية لم تكن طيلة القرن الثامن عشر سوى لغة الفلاحين في 2 
بوهيميا (في حين كان النبلاء والطبقات الوسطى الصاعدة يتكلمون الالمانية)» فقد أصدر 
الكاهن الكاثوليكي جوزيف دوبروفسكي (1829-1753) كتابه «عطء متسطةط ععل عغطء تطعوع 6 
ععبكدمعا[ صمعغاة لصن عطعهىم5 إتاريخ اللغة البوهيمية والأدب البوهيمي القديم] وهو أول 
تأريخ منهجي للفة والأدب التشيكيين. وبين 1839-1835 ظهر المعجم التشيكي-الألماني الرائد 
الذى وضعه جوزيف يونفمان في خمسة بجلدات1قل] 

ويكتب إغنوطيوس عن ولادة القومية الهنفارية أنها كانت حَدَنًا "من الجدَّة عا يكفي لتحديد 
تاريخه بالعام 1772؛ ذلك العام الذي نشر فيه الكاتب الهنغارى متعدد المواهب جورجي بسنايي» 
الذي كان مقيماً آنذاك في فيينا حارساً شخصياً لماريا تيريزاء بعض الكتب غير القابلة للقراءة 

. فققد أراد بسنايبي لعمله 02618 702522 [العمل الخظيم! أن يثبت أنْ اللفة الهنغارية تلائم 
الاجناس الأدبية الرفيعة"11!. غير أنّ مزيداً من الحوافر تأتّى عن الأعمال الوافرة ال نشرها 
فيرنيك كازينسكي (1831-1759). "أبو الأدب الهنفاري". وعن نقل الجامعة ال غدت جامعة ٠‏ 
بودابست من بلدة ترنافا الصغيرة الريفية إلى مدينة بودابست. وقد تحلى أول تعبير سياسي - 
ها في ردّة الفعل الي أبداها النبلاء الماجيار الذين يتكلمون اللاتينية في غانينيات القرن الثامن © 
عشر ضد قرار الإمبراطور جوزيف الثاني إحلال الألمانية محل اللاتينية كلغة رئيسة للإدارة - 
الإمبراطورية لقلا 

وفى الفترة بين 1800 - 1850: أسفر العمل الرائد الذي قام به باحثون ليون عن قيام 
ثلاث لغات أدبية مميّرة غال البلقان: السلوفينية» والصربوكرواتية» والبلغارية. وفيى حين كان 
يُعْتَقَد على نطاق واسع, في ثلاثينيات القرن التاسع عشرء أنّ "البلفار" ينتمون إلى الأمّة ذاتها 
ال ينتمي إليها الصرب والكروات؛ وأنّهم قد شاركوا بالفعل في المحركة الإليرية للا بد أنّ 
دولة قومية بلغارية مستقلة قد برزت إلى الوجود فى العام 1878. وكانت اللفة الأوكرانية (أو 
الروسية الصخيرة) تُعامّل بازدراء في القرن الثامن عشر باعتبارها لغة فلاحين أجلاق. لكن 
إيفان كوتلاريفسكي كتب <«الإنيادة» في العام 1798. وهي قصيدة ساخرة حول الحياة الأوكرانية 
كان ا أن تحقق شعبية هائلة. وفي العام 21804 أَسّسَت جامعة خاركوف وسرعان ما غدت مركراً 
لازدهار الآدب الأوكراني. وفي العام 1819 ظهرت قواعد الأوكرانية الأولى» بعد 17 عاماً من ظهور ' 
قواعد الروسية الر'عية. وفي ثلاثينيات القرن التاسع عشر تتالت أعمال تاراس شيفشينكوء الذي 


الجماعات المتخيّلة . . 


يلاحظ سيتون-واطسون أنَّ "تشكل لغة أوكرانية أدبية مقبولة يدين له أكثر مما يدين لأى 
شخص آخر. وقد كان استخدام هذه اللغة مرحلة حامة في تشكل وعي قوميٌ اوكراتي لقنا 
و ال 0 حركة قومية أوكرانية في كييف 1846: وكان 
مؤسسها واحد من المؤرّخين! 
وفيى القرن الثامن عشر كانت السويدية لفة الدولة فيما يُعْرَف الآن بفنلندا. وبعد اتحاد تلك 
المنطقة مع القيصرية فى العام 1809, صارت اللغة الرعية هي الروسية. غير أنّ "يقظة 
الاهتمام بالفنلندية والماضي الفنلندي ال عبّرت عنها في البداية نصوصٌ كُتِبَت باللاتينية 
والسويدية أواخر القرن الثامن عشرء راحت تتجلى فى اللغة المحلية على نحو متزايد فى 
عشرينيات القرن التاسع عشر لْلمأ وكان قادة الحركة القومية الغنلندية الاخذة بالتبرعم 
"أشخاصٌ تقوم مهنهم على التعامل الواسع مع اللغة: كتّاب؛ ومدرّسونء وقساوسة؛ وعامون. 
ولقد مضت دراسة الفولكلور وإعادة اكتشاف الشعر الشعي الملحمي وجمعه جنباً إلى جنب مع 
نشر كتب القواعد والمعاجم, مما أدَى إلى ظهور دوريات عملت على جعل اللغة الفنلندية الأدبية 
[أي الطباعية] لغة معيارية أو نمطية, الأمر الذي مكن من التقدّم بمطالب سياسية أقوى 


تتعلّق بهذه اللخة"لْلغَا. وفى حالة النرويج؛ ال كانت قد تقاعت لفدرة طويلة لفة مكتوبةٌ مع 
الدفاركيين» على الرغم من الاختلاف الكامل في اللفظء برغت القومية مع قواعد النرويجية 





المعديدة الئ وضعها إيفار أسن (1848) ومعجمه (1850)): ومع نصوص كانت عثابة استجابة 
للمطالبة بلغة طباعية نرويجية خاصة فضلاً عن إثارتها تلك المطالبة. 
وق غير مكان» قٍْ الشطر الأآخير من القرن التاسع عشرء بحد أن القساوسة والأدباء البوير 


هم الذين كانوا روّاد القومية الإفريقانية! حيث بمحوا في سبعينيات القرن التاسع عشر في 
0 تحويل اللهجة الهولندية المحلية إلى لغة أدبية واعتبارها ذلك الشيء الذي لم يعد أوروبياً. وكان 
هوارنة وأقباط» تخرّج كثير منهم في الجامعة الأمبركية في بيروت (الِن تأسست عام 1866) 
1 وجامعة القديس يوسف "اليسوعية" (النن تأسست عام 1875) أكبر المساهمين في إحياء العربية 
الفصحى وانتشار القومية العربية كك كما بمكن لنا بسهولة أن نكشف عن بذور القومية 
التركية في ظهور طباعة نشطة باللغة الحلية في استانبول سبعينيات القرن التاسع عشر أقطَا 


لا ينبغي أن ند أنّ هذه الحقبة ذات كانت قد شهدت إضفاء الطابع اللفوى ١‏ 
5 يبعي ان تسسى ان بع وي امل 


0 شكل آخر من أشكال الصفحة المطبوعة: هو النوتة الموسيقية. فبعد دوبرفسكي جاء عيتاناء 
ودفورجاككء وياناتشيك [في تشيكيا]؛ وبعد أسن, جاء غريخ [في النروج]؛ وبعد كازينكسيء جاء 


بيلا بارتوك [في هنغاريا]؛ وهكذا دواليك وصولاً إلى قرننا هذا. 

ومن البدهيء في الوقت ذاته, أنّ كل هؤلاء الممجميين» وفقهاء اللغة. والنحويين؛ 
والفولكلوريين» والناشرين؛ والمؤلفين الموسيقيين لم يقوموا بأنشطتهم الثورية في فراغ. فقد 
كانواء في النهاية؛ ينتجون لسوق الطباعة» وكانوا مرتبطين» عبر تلك السوق الصامتة: يجمهور 


. المستهلكين. فمن كان أولئك المستهلكون؟ لقد كانوا بالمعنى الأعم عوائل الطبقات القارئة ليس 





لغات قديمة, غاذج جديدة 


"الأب العامل" وحده.؛ بل الزوجة المقيدّة بأعمال البيت والأطفال في سنّ المدرسة أيضًا. وإذا ما 
علمنا أنّ ما يقارب نصف السكان كان لا يزال أمياً في أواخر 1840 حتى في بريطانيا 8 
وهما الدولتان الأكثر تقدّماً في أوروبا (في روسيا المتخلفة كان الأميون يشكلون حوالي 9098 من 
السكان)» لاتضح لنا أن "الطبقات القارئة' ' كانت تضم بشراً يتمتعون بشيء من القوة. وبصورة 
ملموسة أكثر» فقد تألف هؤلاء. علاوة على الطبقات الحاكمة القديمة من النبلاء وأشراف 
الآرضء من رجال بلاط وكهنة» وشرائح وسطى صاعدة من الموظفين ذوي المراتب الدنيا من 
أبناء العامّة. ومهنيين» وبرجوازيين تحار وصناعيين. ‏ _ 

شهدت أوروبا أواسط القرن التاسع عشر تزايدا سريعا في نفقات الدولة وحجم البيروقراطية .. 
(للدنية والفسكرية)» على الرغم من غياب (يّ روي علية كترى. "بين 1830و:19:1850و - 
الإنفاق العام بنسبة 2590 للفرد الواحد في إسبانيا و9040 في فرنساء و9044 في روسياء و9050 في 
بلجيكاء و9670 في النمساء و9075 فى الولايات المتحدة الأميركية» وتحاوز 9090 فى هولندا"41ا. 
وعَمِل التوسّع البيروقراطي؛ على فتح أبواب الترقي الوظيفي لأعداد أكبر بكثير وأشدّ تنوعاً في 
أصوها الاجتماعية مقارنةٌ بما كان في السابق. وحتى فى آلة الدولة النمساوية-الهنغارية المتداعية» 
المثقلة بالمتبطلين الذين لا عمل هم, والخالية من النبلاء» ارتفعت النسبة المئوية للمتحدرين 
من الطبقة الوسطى فى الأنساق العليا من قطاعها المدني من 0 فى العام 1804 إلى 27 في العام 
9 و35 فى العام 1859. إلى 55 في العام 1878. أما في المجبيشء. فقد ظهر هذا الاتجاه ذاته. وإن 
كان ذلك بتسارع أبطأ وبصورة متأخرة: حيث ارتفعت نسبة أبناء الطبقة الوسطى في سلك 
الضباط من 9010 إلى 9675 بين 1859 و28511918!. ١‏ 

وإذا ما كان توسّع الطبقات الوسطى البيروقراطية ظاهرة متكافئة نسبياء تحدث بمعدلات 
تمكن المقارنة بينها في كل من الدول الأوروبية المتقدّمة والمتخلفة, فإنّ نشوء البرجوازية 
التجارية والصناعية كان بعيداً عن التكافؤ أشدّ البعد. حيث اتسم بالكبّر والسرعة في بعض 
الأماكن» وبالضآلة والبطء في بعضها الآخر. غير أنَّ هذا "النشوء", بصرف النظر عن مكانه. 
ينبفي أن يُفْهَمِ في علاقته مع رأعالية الطباعة باللغات امحلية. 

كانت الطبقات الحتاكمة ما قبل البرجوازية قد أَؤْجَدَت ضروب تاسكها والتحامها خارج 
اللغة معنن ماء أو على الأقل خارج لغة الطباعة. فإذا ما اتخذ حاكم سيام امرأةٌ نبيلة من 
الملايو خليلة له أو إذا تزوج ملك إنغلترا أميرة إسبانية. فهل كانا يكلمان واحدهما الآخر 
قط على نو جدّي؟ كانت ضروب التضامن نتاجاً للقرابة» والتبعية» والولاء الشخصي. وكان 
بعقدور التبلاء "الفرنسيين" أن يساعدوا الملوك "الإنغلير" ضد الملوك "الفرنسيين"؛ ليس على 
أساس اللفة أو الثقافة الشتركة: بل على أساس قرابة وصداقات مشتركة:» بعيداً عن الحسابات 
الماكيافيللية. أمَا حجم الأرستقراطيات التقليدية الصغير نسبياء وقواعدها السياسية الثابتة» 
وإضفاء الطابع الشخصي على العلاقات السياسية عبر الاتصال الجنسي والإرث. فقد جعل 
ضروب تماسكها كطبقات تلك الضروب الملموسة بقدر ما هي مُتخيّلة. كان عقدور النبالة الامية 


اللجماعات المتخيّلة . . 


أن تظلّ تتصرف كنبالة. ولكن ماذا عن البرجوازية؟ كان ها هنا طبقة لم تبرز كطبقة إلى 
الوجود. بالمعنى المحازيّء إل من خلال ترجيعات كثيرة جداً. فلم يكن صاحب مصنع في ليل 
يرتبط بصاحب مصنع في ليون إلا من خلال الترجيع والصدى. ولم يكن ثم سبب ضروري 
لان يعرف واحدهما بوجود الآخر؛ فهما في العادة لا يتزوجان ابنن واحدهما الآخر أو يرث 
أحدهما أملاك الآخر. لكنهما كانا يتوصلان لأن يتصوّرا بوجه عام آلاف وآلاف من أمثالهما من 
خلال اللفة الطباعية. ذلك أنَّ تميّل برجوازية أميّة يكاد أن يكون مستحيلاً. ولذلك فقد كانت 
. البرجوازيات على المستوى التاريخي العالمي أولى الطبقات ال تقيم ضروب التضامن على أساس 
شْتَخَيّل في جوهره. غير أن الحدود القصوى لهذه الضروب من التضامن: في أوروبا القرن التاسع 
. عشر النَ هُرْمَتْ فيها اللاتينية منذ حوالي القرنين على يد طباعة رأعالية باللغات امحلية» كانت 
محدودة بفهم اللغة امحلية. وبعبارةٍ أخرىء يمكن للمرء أن ينام مع أيّ أحد. لكنه لا يستطيع أن 
يقرأسوى كلمات بعض البشر. ١‏ 
١‏ كان النبلاء» وأشراف الأرضء والمهنيون؛ والموظفون؛ ورجال السوق أنذاك المستهلكين 
٠‏ المحتملين للثورة اللغوية. لكن مثل هذه الزبانة لم تتحقق على نحو كامل في أي مكان تقريباء 
: وتنوعت بجاميع المستهلكين الفعلية ذلك التنوع الكبير من منطقة إلى أخرى. ولكي نرى سبب 
. ذلك لا بدّ من العودة إلى التعارض الأساس الذي سبقت الإشارة إليه بين أوروبا والبلدان 
: الأميركية. ففي هذه الأخيرة كان ثمة تناظر كامل تقريباً بين امتداد الإمبراطوريات المختلفة 
وامتداد لخاتها امحلية. أمَا في أوروبا فكانت مثل هذه التوافقات نادرة؛ وكانت الإمبراطوريات 
السلالية داخل أوروبا متعددة فى الأساس من حيث لفاتها احلية. وبعبارة أخرىء كانت خرائط 
السلطة واللغة الطباعية تشير إلى نطاقات غتلفة. 
2 وكان التنامي العام فى التعليم» والتجارة؛ والصناعة؛ والاتصالات؛ وأجهزة الدولة الذي وَسَم 
القرن التاسع عشر قد خلق دوافع جديدة قوية للمطابقة بين كل لغة حلية وعلكة سلالية. فقد 
ظلت اللاتينية لغة دولة في هنغاريا النمساوية حتى أوائل أربعينيات القرن التاسع عشرء لكنها 
اختفت مباشرة تقريباً بعد ذلك. حيث كان عقدورها أن تكون لغة دولة» لكنه لم يكن يمقدورهاء 
في القرن التاسع عشرء أن تكون لغة الأعمال؛ أو العلوم, أو الصحافة؛ أو الأدب. خاصة في عالم 
كانت تواصل هذه اللخة فيه اختراق واحدتها الأخرى والنفاذ إليها. 1 
وفي هذه الأثناء» كانت لغات الدولة امحلية تكتسب قوةٌ ومكانة متعاظمتين باطراد في سيرورة 
لم تكن حٌططة عموماء في البداية على الأقل. هكذا دفعت الإنغليزيةٌ الغَيِْيةَ خارج معظم 
إيرلنداء ودفعت الفرنسية البريتونية إلى الخائط» وهمّسّت القشتاليةٌ الكاتالانية. وفي تلك الممالك؛ 
مثل بريطانيا وفرنساء ال شهدت فى أواسط القرنء ولأسباب خارجية اماء توافقاً شديداً تسينيا 
بين لغة الدولة ولغة السكان كمأ لم يكن للتنافذ العام الذي المعنا إليه آنفاً تلك الآثار السياسية 
الدراماتيكية. (وهذه الحالات هي الأقرب لحالات البلدان الاميركية). أمَا في كثير من الممالك 
الأخرى, النَ قد تكون هنغاريا النمساوية مثاها انخوري؛ فكانت العواقب انفجارية حتماً. فإحلال 












لغات قدكة. نخاذج جديدة 


أي لفة حلية؛ في أواسط القرن التاسع عشرء مكان اللاتينية؛ بنطاقها الضخم, المتداعي كثير 
اللغات» ًا المتعلم على نحو متزايد, كان يَعِدُ مزايا ومنافع هائلة أولئك الرعايا الذين يستخدمون 
تلك اللغة الطباعية أصلاً وبدا بالمقابل عثابة تهديد. لأولئنك الذين ل يستخدمونها. وأنا أشدّد 
على كلمة أيّء لأنَّ رَفْعِ بلاط آل هابسبورغ من شأن الألمانية في القرن التاسع عشرء وكما 
سنناقش بتفصيل أكبر أدناه ل يمعل للالمانية كما يعتقد بعضهم أيّ علاقة مهما تكن بالقومية . 
الألمانية. (وفي مثل هذه الظروفء يتوقع المرء أن تنشأ القومية الواعية متأخرة 6 كل مملكة - 
سلالية بين قرّاء اللخة امحلية الرعية امحليين. ومثل هذه التوقعات يؤيّدها السجل التاريكي). ١‏ 
وليس مدهشاً أن بحد بين زبائن معجميينا جماعات غتلفة جداً تبعاً لاختلاف الظروف . 

السياسية. ففي هنغارياء مثلاء حيث لم يكن ثمة برجوازية ماجيارية عملياًء وكان واحدٌ من ١‏ 
بين كل غانية يدعي مكانة أرستقراطية ماء فإنَ من دافع 0 اففازية الظراغية كد هذ 
الالمانية كان فئات من النبلاء الصُغار وأشراف الأرض المْفْقَرِينَ لككَأً. وهذا ما يصحّ إلى حدٌ بعيد - 
على قرّاء البولونية. لكنّ التوافق الأكبر تَمسّد في تحالفِ بين الأشراف الأقل شأناء والأكادعيين» - 
والمهنيين» ورجال الأعمال» غالبا ما قدّم فيه الطرف الأول القادة "البارزين"» والطرفان الثاني © 
والثالث الأسطورة والشعر والصحف والصياغات الإيديولوجية» والطرف الرابع المال وتسهيلات ١‏ 
التسويق. ويقدّم لنا كورايس الظريف وصفاً موجراً وبارعاً لزبائن القومية اليونانية الأوائل ٠‏ 
الذين كان معظمهم من المثقفين والمقاولين: 

فى تلك البلدات الن كانت أقل فقراًء وكان فيها بعض السكان الموسرين وبعض المدارس. 

وتالياً بعض الافراد الذين مكنهم على الأقل أن يقرأوا الكتّاب القدماء ويفهموهم, 

بدأت الثورة بصورة أبكر وأحرزت تقدما أسْرّع وأسلّس. وفي بعض هذه البلدات» كانت 

المدارس قد توسّعت أصلاء وأدخلت إليها دراسة اللغات الأجنبية بل وتلك العلوم 

الن تُدَرّس فى أوروبا [كذا]. وقد رعى الاغنياء طباعة الكتب المتَزْجمة عن الإيطالية 

والفرنسية والالمانية والإنغليزية؛ وأرسلوا إلى أوروبا على نفقتهم شبّاناً تّاقين للعلم؛ 

ووقروا لأبناتهم تعليماً أفضلء با في ذلك الفتيات . . .لمأ 

ظهرت مثل هذه التحالفات القرائية؛ بتزاكيبها النَ تتنوع على طول الطيف بين المثال 

الهنخاري والمثال اليوناني» في جميع أرجاء أوروبا الوسطى والشرقية» وكذلك في الشرق الأدنىي - 
بتوالي سنوات القرن 01 وكان طبيعيا أن يتباين أشدّ التباين حجم مشاركة الجماهير المدينية .. 
والريفية في هذه الجماعات المتخيّلة الجديدة المرتبطة باللغات امحلية حيث توقف ذلك في قَدْرٍ ٠‏ 
كبير منه على العلاقة بين هذه اللجماهير ورْسْل القومية المبشرين بها. ولحل عقدورنا أن نشير» ١‏ 
من طرف أولء إلى إيرلنداء حيث لعب الكهنوت الكاثوليكي المتحدّر من الفلاحين والقريب منهم ١‏ 
دوراً وسيطا محورياً: أمَا الطرف الآخر فيشير إليه تعليق هوبسباوم الساخر أنّ: "الفلاحين ١‏ 
الغاليسيين عارضوا الثوريين البولتديين في العام 1846 على المع يي من إعلان هؤلاء الأخيرين . 
إلفاء السخرة؛ وفضّلوا ذبح السادة والثقة عموظفي الإمبراطور"لللآ. غير أنّ زيادة التعلم 2 


الجماعات المتخيّلة . . 


جعلت إثارة الدعم الشعي أسهل في كلّ مكان» حيث اكتشفت الجماهير بحدأً جديداً فيما حققته 
الطباعة من نعو لتلك اللغات الن لطالما كانوا ينطقون بها باتضاع ومذلة. 
ولذلك» فإنّ صياغة نايرن اللافتة "كان على إنتلجنسيا القومية الجديدة المتحدّرة من 

الطبقة الوسطى أن تدعو الجماهير إلى التاريخ؛ وكان من الواجب كتابة بطاقة الدعوة بلفة 
يفهمونها"للقأ - هي صياغة صحيحة إلى حدٌ ما. غير أنّه من الصعب أن نعرف ما الذي جعل 

الدعوة تبدو جذابة بهذا القدْرء وما الذي مكن مثل هذه التحالفات المتباينة من أن تطلقها 
(فإنتلجنسيا نايرن المتحدّرة من الطبقة الوسطى لم تكن المضيف الوحيد)؛ من غير أن نعود 
أخيراً إلى القْصنة. 
0 بلاحظ هوبسباوم أن "الثورة الفرنسية لم يَقَمْ بها أو يَقَدْها حزب مُنَظْم أو حركة مُنَظمة 
٠‏ بالمعنى الححديث, ولا رجال بحاولون تحقيق برنامج منهجي. بل إِنّها لم تكد تطلع ب "قادة" من النوع 
الذي عوّدتنا عليه ثورات القرن العشرين؛ إلى أن ظهرت شخصية نابليون مابعد الثورية"لهَكَا. 
لكنها ما إنْ وقعت حتى دخلت ذاكرة الطباعة التراكمية. وغدا تسلسل الأحداث المذهل انحر 
الذي عاشه صُنَاعها وضحاياها "شيئاً” له اسمه الخاص: الثورة الفرنسية. ومثل حجر ضخم 
بشع حوله عدد لا يُخصى من قطرات الماء إلى جلمود مدور» كذلك عَملت ملايين الكلمات 
المطبوعة على تحويل التجربة إلى "مفهوم” على الصفحة المطبوعة؛ وإلى "غوذج"؛ في السياق 
المناسب. وغدت الأسئلة -لماذا اندلعت» ما الذي رَمَت إليه؛ لماذا نحت أو فشلت- محل جدالات لا 
نهاية لها سواء بين الأصدقاء أم الأعداء: لكن أحدا قط لم يعد يشك فيما تشير إليه تاء التأنيث 

الخاصة بهالتشا. 
2 وعلى النحوذاته تقريباء عَدَت حركات الاستقلال فى البلدان الأميركية "مفاهيم" و"فاذج". 
بل و"برامج عمل" ما إِنْ طبع عنها. ففي "الواقع", كان خوف بوليفار من تمردات الزنوج 
ودعوة سان مارتن السكان الأصليين ليكونوا بيروفيين شيئين متعارضين على نحو مشوؤش 
أشدٌ التشوّش. لكن الكلمات المطبوعة سرعان ما جرفت أوهما بعيداء بحيث بات يظهرء إذا 
' ماذْكِرَ أصلاًء على أنّه نوعٌ من الشذوذ الذي لا تترتّب عليه أيّة عواقب. ومن هذا التشوّش 
الأميركي خرجت هذه الوقائع المتخيّلة: الدول الأممء والمؤسسات الجمهورية؛ والمواطنة العامة, 
. وسيادة الشعبء والرايات والأناشيد الوطنية: الخ. وتصفية المفاهيم المعاكسة لها: الإمبراطوريات 
السلالية» والمؤسسات الملكية» والحكم المطلق, والخضوع. والنبالات الموروثة, والسكرة 
. والغيتوء وهلمجرا. (والشيء المذهل أكثر من أيّ شيء أخرء في هذا السياق» هو "حَذْف" 
العبودية الكثيفة من الولايات المتحدة الأميركية ال "غدت نموذجاً أو نمطا" في القرن التا 
'.. عشر و"حَذْف" اللغة المشتركة من الجمهوريات الجنوبية ال "غدت غموذجاً أو غطا"). بل إن 
الأمر بلغ الحدّ الذى ياتت فيه تعدّدية الدول المستقلة إثباتاً لا يطاله الشك لصحة برنامج العمل 
وقابليته للتعميم. 

والحال» أنْ "نموذج" "ال" دولة القومية المستقلة كان متاحاً للقرصنة منذ العقد الثاني 











لغات قديمة. غاذج جديدة 


من القرن التاسع عشرء إن لم يكن قبل ذلك لْكق. (وأولى المجماعات الن فعلت ذلك هي تحالفات 
المتعلمين الهامشية القائمة على أساس اللغة المحلية والِن تَرَكّر عليها هذا الفصل). ولأنّ هذا 
النموذج بات فوذجاً معروفاً آنذاك» فقد فَرَض "معايير"معينة لم يكن يُسْمَح بالانغراف عنها ذلك 
الانخراف السافر. ولقد اضطرّ الأشراف المنفار والبولونيون الرجعيون والمتأخرون أنفسهم لأن 
يتظاهروا بأنهم "يدعون إليها" (إلى مطبخها على الأقل) مواطنيهم المضطهّدين. وإذا أردتم» 
فإنّ منطق سان مارتن ف البَيْرّفة هو الذي كان يفعل فعله. فإذا ما كان "الحنغار” يستحقون 
دولة قومية؛ فذلك يعن افنفار» جميعهم د12 ؛ يمن دولة ينبغي أن يكون نحل سيادتها الأساسي ‏ . 
جميع من ينطقون المهنفارية ويتكلمون بها؛ ثم في الوقت المناسب» تصفية السخرة, والارتقاء . 

بالتعليم الشعي» وتوسيع حق التصويت؛ وهلمجرا. هكذا كان طابع القوميات الأوروبية الباكرة 
"الشعي"؛ حتى حين قادتها على نحو ديماغوجي تلك الجماعات الاجتماعية الأشدّ تخلفاً أعمق 
من مثيله في البلدان الأميركية: كان على السخرة أن تمضي. والعبودية القانونية لم تكن قابلة 
للتخيّل. خاصة لانّ النموذج المفهوميّ كان قد تبوّأ مكانة يتعذر اجتثاثه منها. 


القومية الر'عية والإمبريالية 


6) القومية الرسمية والإمبريالية 


في بحرى القرن التاسع عشر. وخاصة في نصفه الأخير. عَمِلَت الثورة المعجمية-اللغوية 
ونشوء الحركات القومية داخل أوروباء اللذان كانا هما نفساهما نتاجين لا للرأعالية وحسب» 
بل لتضخم الدول الملكية السلالية الهائل أيضًاء على خَلّْقَ مزيدٍ من المصاعب الثقافية» ومن 
ثمّ السياسية. الن اعترضت كثيرًا من الملوك السلاليين. ذلك أنّ الشرعية الأساسية لمعظم 
هؤلاء الملوك لم يكن لها كما رأيناء أي علاقة بالانتماء القومي. فقد حكم آل رومانوف التتار 
والليتوانيين» والألمان والأرمن. والروس والفنلنديين. وجَثُمَ آل هابسبورغ عاليا فوق الماجيار 
والكروات. والسلوفاك والطليان؛ والأوكرانيين والألمان-النمساويين. وكان آل هانوفر على 
رأس البنخال والكيبيك» والاسكتلنديين والإيرلنديين والإنفليز والويلزيين للا بل إِنَّ أفرادا 
من العائلات الملكية ذاتها غالبا ما حكموا دولاً غتلفة, ومتعادية أحياناء في القارة الأوروبية 
ذاتها. فإلى أيّ قومية ننسب البوربون الذين حكموا فرنسا وإسبانياء والهوينزولرن الذين حكموا 
بروسيا ورومانياء والويتلسباخ الذين حكموا بافاريا واليونان؟ 

ولقد رأينا أيضا أنّ هذه الممالك السلالية كانت قد استقرت»؛ بسرعات متفاوتة ولأغراض 
إدارية في أساسهاء على لخات تحلية طباعية كلفاتٍ للدولة؛ ولم يكن "اختيار" اللغة في جوهره 
أكثر من مسألة إرث أو ارتياح غير واعيين. 

بيد أنْ الثورة المعجمية في أوروبا خَلَقَتُ ونَشَرَتْ بالتدريج؛ قناعة بأنّ اللغات (في أوروبا 


المجماعات المتخيّلة . . 


على الأقلّ) ملكية شخصية: إذا جاز التعبير» مجموعات محدّدة قاماً - هي مجموعات الناطقين 

بها وقرّائها- وبأنّ هذه المجموعات, ال يجري تميّلها كجماعات, مؤهّلة لأن تحتل مكانها المستقل 

في أخويةٍ تضمٌ م أنداداً متساوين. هكذا طرحت القنابل اللفوية الحارقة على الممالك السلالية 

معضلة عويصة راحت تزداد حدة عرور الوقت. ولم تبرز هذه المعضلة في أ مكان بذلك 

الوضوح الذي ظهرت به في حالة هنفاريا النمساوية. فحين قرّر الحاكم المطلق المستنير جوزيف 

الثاني في أوائل مانينيات القرن الثامن عشر تغيير لفة الدولة من اللاتينية إلى الألمانية» "لم يارب 

اللغة الماجيارية» مثلاء بل حارب اللاتينية. . . وكان يعتقد أن من غير الممكن القيام بأيّ عمل 

فاعل في مصلحة الجماهير؛. على أساس إدارة النبلاء اللاتينية القروسطية. وبدا له أن وجود 

لفة موحّدة تربط أجزاء إمبراطوريته جميعها هو ضرورة ملخة. وتحت ضغط هذه الضرورة؛ لم 

يسعه أن يختار أى لغة أخرى سوى الالمانية» اللغة الوحيدة ال تسيطر على ثقافة وأدب شاسعين 

وها أقليّة مُمْتبّرة في كل مقاطعةٍ من مقاطعاته'لَقأ. والحال؛ أنّ "آل هابسبورغ لم يكونوا قُوة 

َلَنَةٍ واعيةٍ وذات شأن. . . وكان من آل هابسبورغ من لا يتكلمون الألمانية أصلاً. وحتى 

أولئك الأباطرة من آل هابسبورغ الذين شجّعوا سياسة الْأَلَنَّةَ في بعض الأحيان لم تكن تدفع 

جهودهم هذه أيّ وجهة نظر قومية: بل أَمْلَتْ إجراءاتهم هذه النيّة في توحيد إمبراطوريتهم 

ولم شلهالكأ". وكان هدفهم الأساسيّ هو ال 1101570306 [أراضي السلالة الخاصة]. غير أن 

الألمانية راحت تتّسم بوضع مزدوج بعد منتصف القرن التاسع عشر: فغدت على نحو متزايدٍ لغة 

"إمبراطورية- -شاملة" و"قومية- خاصة". ومع تصاعد إلحاح الملكية السلالية على استخدام 

الالمانية بكل طاقتهاء بدت منحازة إلى الرعايا الناطقين بالألمانية» وأثارت ضغينة الباقين. لكنها 

لو لم تلخ ذلك الإلماح -مع منحها بعض الامتيازات للغاتٍ أخرىء على رأسها الهنغارية- لما 

اقتصر الامر على تعويق التوحيد وحسب, بل لتعدّاه إلى شعور رعاياها الناطقين بالألمانية أنهم 

مهانون» الأمر الذي كان سيتهدّدها بأن تكون مكروهة بوصفها نصيرة للالمان وخائنةً لهم على 

حد سواء. (وهذا ما يشبه كثيرًا حالة العثمانيين» الذين كرههم الناطقون بالتركية بوصفهم 
مُرْتدَين وكرههم من لا ينطقون بالنركية بوصفهم عارسون التتريك). 

ولأنّ جميع الملكيات السلالية كانت تستخدم لغةٌ عليةً ما كلغة للدولة في منتصف القرن لكأ 

0 وكذلك بسبب الهيبة المتصاعدة بسرعة ال حظيت بها الفكرة القومية في جميع أوروباء كان 

ثمة نزوع ملحوظ بين الملكيات الأوروبية المتوسطية اماشاة الهوية القومية الن كانت تومن 

. وتُفْري. واكتشف آل رومانوف أنهم ينتمون إلى روسيا العظيمة؛ وآل هانوفر أنهم إنفليز: وآل 

هوينزولرن أنهم ألمان» في حين تحول أبناء عمومتهم بشيءٍ من الصعوبة إلى رومان» ويونان» 

وهلمجرا. ولقد عَمِلَتْ هذه الحويات الجديدة» من جهة أولى؛. على إسناد شرعيات قلت قدرتهاء في 

عضر الرأعالية والعلم ونزعة الشك على أن ترتكز بأمان على قداسة مزعومة وقدم محض. 

غير أنّها طرحت غاطر جديدة» من جهة أخرى. فحين يعتبر القيصر فيلهلم الثاني نفسه 

"الآلماني الأول" ٠»‏ يقرّ ضمنا أنْه واحد بين كثيرين من نوعه هو نفسه. وَأنْ له وظيفة 





.. سس 


القومية الرعمية والإمبريالية 


ممثيلية» ويمكن إذآء من حيث المبدأ أن يبخون مواطنيه الألمان (وهو شيء لم يكن قابلاً للتصور أيام 
عرّ الملكية السلالية. فمن الذين يخونهم وما الذى يخونه؟). وفى أعقاب الكارثة الن أحاقت بألمانيا 
في العام 1918» عومل على أساس أنه صادق ف قَوْلِه. فقد أعاده السياسيون المدنيون (علنا) 
والأركان العامة (بشجاعتها المعهودة» سرّأ). وباسم الأمّة. من أرض الاباء إلى ضاحية هولندية 
مغمورة. وهذا ما جرى محمد رضا بهلويء الذي لم يحعل نفسه شاهاً وحسب. بل شاها لإيران» ‏ - 
حيث وُصِم بالخيانة. وإقراره هو نفسه» ليس حكم المحكمة القومية» بل سلطانها وحقها في 
الحكم والتشريع؛ إذا جاز القول, إنا يظهر في مشهد كوميدي صغير لحظة مغادرته إلى المنفى. ... 
فقيل صعوده سلّم الطائرة, لثم الارضن امام الصوّرين وأعلن أنه ياخذ محة حفنة من التراب ١‏ 
الإيراني المقدّس. وعمليةٌ أخذ النزاب هذه منحولة من فيلم عن غاريبالدي» وليس عن الملك 2 
الشمس لق 0 

أذت عمليات "تحنيس" السلالات الحاكمة قٍْ أوروبا -وهي إجراءات اقتضت قي كثير من 5 ْ 
الحالات بعض الحركات البهلوانية اللْسَلية- إلى ما يُطَلَقْ عليه سيتون-واطسون بسخرية اسم 
"القوميات الرءعية"لكأ؛ ال لم تكن الرَوْسَنَة القيصرية سوى أشهر أمثلتها. ويمكن أن نفهم 
هذه القوميات الرعية على أفضل وجه بوصفها وسيلة للجمع بين التجنيس والاحتفاظ 
بالسلطة السلالية» خاصة فوق مناطق ضخمة متعددة اللغات تر كفت منذ العصور الوسطى؛ 
أو بوصفها وسيلة لِشَدٌ بَشَرَة الامّة الضيقة القصيرة بحيث تغطي جسد الإمبراطورية العملاق. 
هكذا مثّلت "رَوْسَنَةُ" السكان المتفايرين من رعايا القيصر صَرْباً من الصّهْر العنيف والواعي ٠‏ 
بين نظامين سياسيين متعارضين؛ أحدهما قديم؛ والاخر جديد كل الجدّة. (على الرّغم من 
بعض التشابه مع أَسْبَنَةِ البلدان الأميركية والفليبين؛ مثلاًء إلا أنه يبقى هنالك اختلاف أساس. 
فقد كان فاتحو القيصرية التقافيون فى أواخر القرن التاسع عشر يصدرون عن ماكيافيلية 
واعية» أمَا أسلافهم الإسبان في القرن السادس عشر فكانوا يتصرفون انطلاقاً من براغماتية 
يومية لا واعية. كما أنّ الأمر لم يكن بالنسبة هم "أسْبَتة" فعلية» بل كان مقتصراً على هداية 
الوثنيين والهمج وتنصيرهم). 

والمفتاح في تحديد موقع "القومية الرسمية" -ذلك الاندماج المراد بين الأمة والإمبراطورية 
السلالية- هو أن نتذكر أنّها ظهرت بعد تكاثر الحركات القومية الشعبية فى أوروبا منذ عشرينيات 
القرن التاسع عشرء ٠‏ وكردة فعل عليها. وإذا ما كانت هذه القوميات قد صيغت على غموذج 
التاريخين الأميركي والفرنسي؛ فقد غدت قوالب قياسية وغطية ةَ بدورهالكك وم يَبْقَ سوى بعض 
الشعؤذة وعمة اليه لكي ب يتستى للإمبراطورية أن تبدو جذَابة في ثيابها القومية الممزقة. 

ولكي نكوّن فكرةٌ عن عملية القولبّة الرجعية الثانوية هذه ككل؛ را كان مفيداً أن ننظر 
في بعض الحالات الموازية لهاء لكنها تتعارض معها ذلك التعارض الدال. 

يبيّن سيتون-واطسون على نو ممتاز مقدار الضيق الذي كانت تشعر به أوتوقراطية أل 
رومانوف في البداية لدى "النرول إلى الشوارع"لَق. وكما لاحظنا من قبل؛ كانت لخة البلاط في 


الجماعات المتخيّلة ... 


15 سان بطرسبورغ القرن الثامن عشر هي الفرنسية, أمّا لفة كثير من نبلاء الريف فكانت الألمانية. 
وفيى أعقاب غزو نابليون» اقنرح الكونت سيرغي أوفاروف» في تقرير رعي عام 1832 أن تقوم 
المملكة على ثلاثة مبادئ هي الأوتوقراطية, والأرثوذكسية. والقومية. وفي حين كان المبدآن 
الأولان قدمان» كان الثالث جديداً تمامًء بل وسابقٍ لأوانه توعاً ما في عصر كان نصف "الأمة" لا 
يزالون أقناناء وأكثر من نصفها يتكلمون لغة أمَا سوى الروسية. ولم يَعُْد تقرير أوفاروف عليه 
باكثر من منصب وزير التعليم. ذلك أنْ القيصرية راحت تقاوم الإغراءات الأوفاروفية طيلة 
نصف القرن التالي. ولم تَعْدُ الرَوْسَنَةَ سياسة سلالية رية» إلا فى عهد الكسندر الثالث (1881- 
4 بعد زمن طويل من ظهور القوميات الآوكرانية» والفنلندية» والليتوانية وسواها ضمن 
الإمبراطورية. والمفارقة الساخرة, أنَّ احرابات الرّؤْسَنة الأولى قد اتخذت على وجه التحديد 
ضد تلك "القوميات" الن كانت موالية إلى حدّ بعيد. مثل المان البلطيق. ففي العام 1887؛ 
فُرضَت الروسيةٌ في مقاطعات البلطيق لغة للتعليم إجبارية في جميع مدارس الدولة في الصفوف 
بعد الابتدائية» وقد امتدّ هذا الإجراء لاحقا ليطول المدارس الخاصة أيضًا. وفي العام 1893 
أَغْلقَتْ جامعة دوربات» وهي واحدة من أبرز المجامعات في القاطعات الإمبراطورية» لأنها كانت 
تستخدم الألمانية في قاعة انخاضرات (لنتذكر أن الألمانية كانت حتى ذلك الحين لغة دولة في بض 
الأقاليم» وليس صوت حركة قومية شعبية)؛ فضلاً عن إجراءات ماثئلة أخرى. بل إِنّ الأمر 
يصل بسيتون-واطسون حد المجازفة بالقول إنْ ثورة العام 1905 كانت "ثورة غير الروس على 
الرّوْسَنَة بقدر ما كانت ثورة عمال وفلاحين ومثقفين جذريين على الأوتوقراطية. وكانت هاتان 
الثورتان مرتبطتين بالطبع: فالثورة الاجتماعية كانت أعنف في المناطق غير الروسية» حيث كان 
أبطاها الحمال البولنديين» والفلاحين اللاتفيين» والفلاحين المجورجيين"191, 

وإنّه لمن الخطأ الفادح. في الوقت ذاته؛ أن نفترض أنّ الرّوْسَنة, لأنّها كانت سياسة ملكية 
سلالية» م تحقق واحداً من أغراضها الاساسية؛ ألا وهو تنظيمٌ قومية "روسيةٍ عظيمة" 
متناميةٍ خلف الحرش. وليس على أساس العاطفة وحسب. ففي النهاية كان ثم فرص هائلة 
أتيحت للموظفين والمقاولين الروس بين صفوف البيروقراطية الضخمة وفي السوق الواسعة 
ال وفرتها الإمبراطورية. 

وليست فيكتوريا فون ساكس -كوبرج-غوتاء ملكة إنفلتزا وامبراطورة الهند لاحقاًء بأقل 
إثارة للاهتمام من معاصرها الكسندر الثالث» القيصر الذي رَوْسَنَ روسيا كلها. بل إن لقبها 
أكثر إثارة للاهتمام من شخصهاء إذْ يمثل على نحو رمزي ذلك المعدن الكثيف الذى م به لحم 
الأمّة والإمبراطورية21كأ. كما أنَّ حكمها يِسِمُ أيضًا انطلاق "قومية رعية" على الطريقة 
0 اللندنية تبدي كثيرًا من أوجه التشابه القوي مع الرّوْسنّة النِ كانت تسعى سان بطرسبورغ 
وراءها. ويمكن أن نفهم هذا التشابه فهماً جيداً عن طريق المقارنة على طول فتزة من الزمن. 

ففي كتابه تفكك بريطانياء يطرح توح نذايرن مشكلة الأسباب ال حالت دون قيام أي حركة 

قومية اسكتلندية في أواخر القرن التاسع عشر؛ على الرغم من وجود برجوازية اسكتلندية 








القومية الرعية والإمبريالية 


صاعدة وإنتلجنسيا اسكتلندية بالفة التميّر لتلا . لكنّ هوبسباوم رفض نقاش نايرن الثاقب 
رفضاً قاطعاء وقال: "إنّها لمفارقة تاريخية صرف أن نتوقع من الاسكتلنديين المطالبة بدولة 
مستقلة في ذلك الوقت"لْك. غير أننا إذا تذكرنا أنّ بنجامين فرانكلين؛ الذى شارك في توقيع 
إعلان الاستقلال الأميركي. ٠‏ وُلِدَ قبل ديفيد هيوم بخمس سنوات» فإننا قد نميل إلى اعتبار هذا 
الحكم ذاته منطويا على شيء من المفارقة التاريخية لمكا ويبدو لي أنّ المصاعب -وحلها- إنَا 
تكمن في مكان آخر. 0 
ع من جهة أخرىء ما لدى نايرن من نزوع قومي قويّ لأن يتعامل مع بلده اسكتلندا على 0 
أنه بدهيّة أساسية» خالية من الإشكاليات. ويذكّرنا بلوخ باغتِد الْنَوّْعِ هذا "الكيان": مُلاحظاً - 
أن ضروب التخريب النَ مارسها الدماركيون ووليم الفاتح دمّرت إلى الأبد ما كان لنورتميريا - 
الاأنخلوساكسونية» الشمالية من هيمنة ثقافية» كان يرمز لها أشخاص لامعون مثل ألكوين 2 
وبيديهلل!: 
لقد فْصِلَ جزء من المنطقة الشمالية إلى الأبد عن إنغلتزا الأصلية. وباتقطاعها 
عن بقيّة السكان الناطقين بالأنملوساكسونية باستيطان الفايكنغ في يوركشاير. فإنّ 
الاراضي الواطئة حول قلعة أدنبرة النورميرية وقعت تحت سيطرة الزعماء السلتيين 
في التلال. وبتلك كانت ملكة اسكتلندا ثنائية اللغة بضربة خرقاء نتاجأً للغروات 
الاسكندينافية لكلا 
ويكتب سيتون-واطسون:ء بدوره أنْ اللغة الاسكتلندية: 
برزت من تداخل كل من الساكسونية والفرنسية؛ وإنْ تكن نسبة الموارد الفرنسية 
أقل منها في المجنوب» بخلاف الموارد السلتية والاسكندينافية. ولم يَكن يُنْطق بهذه اللفة 
في شرق اسكتلندا وحسب بل فى إنفلتزا الشمالية أيضا. وكان يُنْطق بالاسكتلندية» أو 
"الإنفليزية الشمالية" في البلاط الاسكتلندي وبين النخبة الاجتماعية (سواء كانت 
تتكلم الغيلية أم لا)ء وكذلك بين سكان الاراضي الواطئة ككل. وكانت لغة الشاعرين 
روبرت هنريسون ووليم دَنْبَر. ولملها كانت تغدو لغة أدبيةٌ مميّرة في العصر الحديث لو 
لم يُفْضٍ توحيد التاجين فى العام 1603 إلى سيطرة الإنفليزية الجنوبية من خلال 
امتدادها إلى البلاط» والإدارة: والطبقة الحليا في اسكتلندا 
والأمر الأساسي هنا هو أنَّ أجزاء كبيرة نما كان سيجري تخيّله يوماً ما على أنّه اسكتلندا 
كانت منذ أوائل القرن السابع عشر تنطق بالإنفليزية وتتمتع عنفذٍ مباشر على الإنفليزية 
الطباعية» على الرغم من وجود أدنى درجات التعليم. وثي أوائل القرن الثامن عشر تعاونت 
الأراضي الواطئة الناطقة بالإنفليزية مع لندن على استئصال الغيلية إلى حدٌ بعيد. ولم يكن 
ثمة سياسةٌ أنغلة (فرض الإنغليزية) واعية متبعة في أىّ من "الاندفاعين نو الشمال"؛ ففي ذ 
كلتا الحالتين كانت الأنفلة نتاجاً جانبياً في الأساس. غير أنّهما نححتاء باجتماعهما معأء و 00 
عصر القومية, في إزالة أي إمكانية لقيام حركة قومية مستندة إلى لغة علية خاصة على 





اللجماعات المُتخيّلة . . 


الطريقة الأوروبية. فلماذا لم تقم هذه المحركة على الطريقة الأميركية إذا؟ يقدّم لنا نايرن على 
نحو عابر جزءاً من الجواب» حين يشير إلى "هجرة فكرية كثيفة" باتجاه الجنوب منذ منتصف 
القرن الثامن عشر فصاعدالكلأ. غير أنّ هنالك ما يزيد على الحجرة الفكرية. فالسياسيون 
. الاسكتلنديون كانوا يأتون إلى المجنوب لكي يشرّعوا ويسنوا القوانين» وكان لدى رجال الأعمال 
2٠‏ الاسكتلنديين منفذ مفتوح على أسواق لندن. ولم تكن هناك أي حواجز على جميع طرق 
2٠‏ الحجاج هذه المؤدية إلى المركز, على النقيض قاماً من حالة المستعمرات الثلاث عشرة (ومن 
حالة إيرلندا بدرجة أقل). (وتمكن مقارنة ذلك بالطريق الواسع الواضح الذي كان مفتوحاً أمام 
.. الحنغاريين الذين يقرأون اللاتينية والالمانية إلى فيينا في القرن الثامن عشر). كان لا يزال على 
الإنغليزية أن تغدو لخ "إنغليزية". 
وتمكن رؤية الأمر ذاته من زاوية مغتلفة. فمن الصحيح أنّ لندن استأنفت فى القرن السابع 
7 السيطرة على مناطق ما وراء البحار بعد أن توقف ذلك على أثر النهاية الكارثية الن 
نتهت إليها حرب المئة عام؛ إلا أن "روح" هذه الفتوحات كانت لاتزال في جوهرها روح عَضْرِ ما 
0 وما يثبت ذلك بصورة مذهلة أكثر من أي شيء آخر هو حقيقة أنْ "الحند" م تعد 
"بريطانية" إلا بعد عشرين عاماً من تولي فكتوريا سدة العرش. وبعبارة أخرى. لقد ظلّت 
01 "الحهند". إلى ما بعد التمره عام 2.1857 حكومة من قبل مشروع تحاري» لا من قبَل دولة» ولا من 
قِبّل دولة أمّة بالتأكيد. 
غير أنَّ التغيّر كان قادما. وعندما طرح امتياز شركة الهند الشرقية للتجديد في العام 1813, 
. أمر البرلان بتخصيص 100000 روبيه في العام للارتقاء بالتعليم المحليّء "الشرقي" و"الغربي" 
على حدٌ سواء. وفى العام 1823؛ جرى إنشاء لجنة التعليم العام فى البنفال؛ وف العام 1834, 
صر توماس بابنغتن ماكولي رئيساً هذه الجنة. وفي العام التالي أصدر مذكرته سيئة الصيت 
حول التعليم؛ حيث أعلن أن "رفا واحدا من رفوف مكتبة أوروبية جيدة ليفوق في قيمته كل 
الادب انحليّ في الهند وعند العرب"للكآ. غير أنّ ماكولي كان أوفر حظاً من أوفاروف, افد 
توصياته حيّر التطبيق مباشرة. فكان من الواجب إدخال نظام تعليمي إنغليزى شامل من 
شأنه أن يخلق» كما يقول ماكولي. "طبقة من الأشخاصء هنود الدم واللون» لكنهم إنغليزيو 
الذائقة» والرأي؛ والأخلاق, والفكر "لقلا. وقد كتب في العام 1863 أنّ: 
ما من هندي تلقى تعليماً إنفليزيا يبقى مرتبطأ بدينه ذلك الارتباط الصادق. وقناعن 
الراسخة [كذلك كانت على الدوام] أنه إذا ما نفذت خططنا التعليمية» لن يبقى وثن 
واحد بين الطبقات الحزمة في البنفال بعد ثلاثين عاماً من الآن أفلا. 
لا شك أنْنا هنا أمام ضَرْب من التفاؤل الساذج؛ الذي يذكرنا بفيرمين في بوغوتا قبل نصف 
قرن من ذلك التاريخ. لكن الشيء لهام هو أننا إزاء سياسة طويلة الأمد (30 عاماً!)» صِيفَت 
نفدت بوعيء لتحويل "الوثنيين"؛ ليس إلى مسيحيين. بل إلى إنغليز ثقافياً. على الرغم من 
دمهم ولونهم اللذين لا دواء لهما. والمقصود هنا هو نوع من التمازج العقلي الذى يبيّن» إذا ما 





القومية الرسمية والإمبريالية 


قورن بتمازج فيرمين الجسدي. أنّ الإمبريالية قد أحرزت في العصر الفيكتوري تقدماً هائلاً فى 
الذائقة» شأنها في كثير من الأمور الاخرى. وعلى أيّ حال؛ فإنّ بمقدورنا القول دون خشية أنّ 
الماكولية قد اثبقت منذ تلك اللحظة فصاعداً. في كل مكان من الإمبراطورية المتنامية؛ وإنْ 
يكن بدرجات متفاوتة من السرعة201آ, 
ومن الطبيعي أن تكون الأنفلة» مثل الرّؤْسَنَة قد أتاحت فُرّصاً زاهية لجحافل من أبناء 
الطبقة الوسطى فى المتروبول (خاصة الاسكتلنديين) -من الموظفينء وأساتذة المدارس» 
والتجار, والمزارعين- الذين سرعان ما انتشروا في جميع أرجاء المملكة الشاسعة. النَ لا تفيب 
عنها الشمس. ومع ذلك كان ثمة اختلاف أساس بين الإمبراطورية ال تحكمها سان بطرسبورغ 
والإمبراطورية الن تحكمها لندن. فالقيصرية بقيت بحلا قارّياً "متواصلاً". مقتصراً على مناطق 
أوراسيّة معتدلة المناخ وقطبيّة ثمالية. حيث كان يكن للمرء؛ إذا جاز القول» أن يقطعها سيراً 
من طرف إلى طرف. وكانت القرابة اللغوية مع سكان أوروبا الشرقية السلافيين؛ والروابط 
التاريخية. والسياسية؛ والدينية» والاقتصادية -إذا ما استخدمنا عبارة سائفة- مع الشعوب 
غير السلافية» تعن أنَّ الحواجز على الطريق إلى سان بطرسبورغ لم تكن, نسبياء كتيمة للا 
أمَا الإمبراطورية البريطانية» من جهة أخرى» فكانت حقيبة تمتلكات, مدارية في المقام الأول» 
مورّعة في كل قارّة. ولم يكن من بين الشعوب الخاضعة سوى أقليّة تربطها بالمتزوبول أيّ روابط 
دينية» أو لغوية» أو ثقافية» أو حتى سياسية واقتصادية طويلة الأمد. وحين وْضِعَت يوار 2 
بعضها بعضاً في السنة اليوبيلية» بدت شبيهة بتلك المجموعات الفنية العشوائية من أعمال ' 
الفنانين الكبار ابن كان أصحاب الملايين الإنغليز والأميركيين يجمعونها بعجلة ثم تتحول في 
النهاية إلى متاحف الدولة الإمبراطورية المهيبة. 
أمَا العواقب الن ترتبت على ذلك فتوضحها بحلاء ذكريات بيبين شاندرا بال المريرة» والذي 

كان في العام 1932: بعد قرن من "مذكرة" ماكوليء لا يزال يشعر بغضب يكفي لان يكتب أنّ 
القضاةة الهنود: 

لم يكن عليهم أن يجتازوا اختبارا بالغ الصرامة كالذي يحتازه عناصر الخدمة البريطانيون 

وحسبء بل كانوا يقضون أفضل سنوات مرحلة التشكيل من شبابهم في إنغلتزا. 

ولدى عودتهم إلى وطنهم, كانوا يعيشون عملياً بالطريقة ذاتها ال يعيشها المدنيون 

من أخوتهم ويتبعون دينياً أعراف هؤلاء الاجتماعية ومعايبرهم الأخلاقية ذاتها 

تقريباً. وفي تلك الأيام كان المدني المولود في الهند [كذا -قارن ذلك بكريولنا الاميركيين- 

الإسبانيين] ينقطع عملياً عن بجحتمع والديه؛ ويعيش ويتحرك ويجد نفسه في جو 

أنيس جدَاً وسط زملائه الإنفليز. أمَا في عقله وسلوكاته فكان إنغليزيا مثل أيّ 

إنغليزي. ولم يكن ذلك بالتضحية البسيطة من طرفه. لأنه على هذا النحو يغرّب 

نفسه اماً عن بحتمع شعبه ويخدو منبوذاً بينهم اجتماعياً وأخلاقياً. .. كان غريباً فى 

أرضه مثل المستوطنين الاوروبيين في البلدلْمَمَآ. 


الجماعات المُتخيّلة . . 


هذا بالنسبة إلى ماكولي. غير أنَّ الأشدّ خطورة هو أنّ هؤلاء الفرباء في أرضهم ظل مكتوباً 
عليهم - بِقَدَريّةِ لا تقل عن قدريّة الكريول الأميركيين - أن يخضعوا للماتورانغوس الإنفليز 
ذلك الخضوع "اللاعقلاني" الأبدي. فلم يكن الأمر مقتصراً على أن أمثال بيبين شاندرا بال كان 
َطْراً عليهم أن يصلوا قمم الراج!*! العلياء مهما تشبّهوا بالإنغليز» بل تعدّاه إلى أنّهم كان 
حرا عليهم أن يتحرّكوا خارج حدوده؛ أفقيا. إى الساحل الذهي أو هونغ كونغ على سبيل 
المثال. وشاقوليً؛ إلى المتزوبول. فلعلٌ الواحد من هؤلاء أن يكون قد "غرَّب نفسه تماماً عن حتمع 
شعبه"؛ لكنه كان بحكوماً عليه أن يعمل بينهم طوال عمره. (ولا شك أن مِنْ تشير إليهم هذه 
"هُمْ" كانوا يختلفون ويتنوعون تبعاً للمنطقة ال فتحها البريطانيون في شبه القارّة) لطا 
سوف ننظر لاحقاً في العواقب الن رتبتها القومية الراعية على نشوء القوميات الاسيوية 
والإفريقية في القرن العشرين. لكن ما تقتضي أغراضنا الحالية أن نلحَ عليه هو أنَّ الأنفلة 
. قد أنتجت الآلاف من أمثال بيبين شاندرا بال في أرجاء العالم. وما من شيء آخر يؤكد عثل هذه 
الحدّة على تناقض القومية الرنمية الإنغليزية ا جوهري؛ أي على التنافر ا العميق بين 
الإمبراطورية والأمّة. وأقول "الأمّة": عن عَمْدء لأنه من المْفْرى على الدوام أن نفسّر حالة 
. أمثال بيبين شاندرا بال على أساس العنصرية. فما من عاقل ينكر الطابع العنصري العميق 
الذي اتسمت به الإمبريالية الإنفليزية في القرن التاسع عشر. غير أننا نحد أمثال بيبين فادرا 
بال في المستعمرات البيضاء أيضًا؛ مثل أستراليا ونيوزيلندا وكندا وجنوب إفريقية. وكان يُحْسَد 
هناك أساتذة المدارس الإنغلير والاسكتلنديين» وكانت الأنفلة ثقافية أيضًا. وكما كان الخال 
. بالنسبة لأمثال بيبين شاندرابال» فقد سُدّت أمام هؤلاء سبل الصعود الت كانت في القرن الثامن 
عشرلا تزال مفتوحة أمام الاسكتلنديين. فالاستزاليون المؤتحلون لم يكونوا يخدمون في دبلن أو 
مانشستر, ولا حتى في أوتاوا أو كيبتاون. ولم يكن عقدورهم, حتى وقتٍ متأخر تاماًء أن يغدوا 
حكاماً عامّين في كانبير الككأ. وحدهم "الإنفليز الإنفليز": أي أبناء أمَةٍ إنفليزية نصف عتجبة, 
كان يمقدورهم ذلك. : 
وقبل ثلاث سنوات من فقدان شركة الهند الشرقية أرض صيدها الهندية» دك العميد البحريى 
بيري بقنابل سفنه السوداء الأسوار الن كانت قد أبقت اليابان في عزلة فرضتها على ذاتها لأمدٍ 
طويل. وبعد العام 1854 سرعان ما أدَى العجز الواضح أمام الغرب المندفع إلى تقويض ما 
كان لدى الباكوفو (نظام توكوغاوا شوغوناتي) من ثقة بالنفس وشرعية داخلية. واستطاعت 
زمرة صغيرة من الساموراي متوسطة المرتبة» من الساتسوما والشوشو هانء أن تطيح به 
في النهاية عام 1868» رافعين شعاراً هو سونو جوي (تجلوا العاهل» واطردوا البرابرة)» وكان 
من بين أسباب بماحهم تمثّلهم الخلاق الفدّ. خاصة بعد 1860. للعلوم المسكرية الن كانت قد 
تُْظمْت منذ العام 1815 على أيديى الاختصاصيين البروسيين والفرنسيين. وبذلك تمكنوا من 
أن يستخدموا على نحو فعّال 7300 بندقية حديثة جداً (معظمها من بقايا الخرب الأهلية 
الاميركية)» كانوا قد اشتزوها من تحار سلاح إنغليزلة2ا. "في استخدام البنادق . . كان رجال 





112 


القومية الرعية والإمبريالية 


الشوشو بارعين أشدٌ البراعة فلم يكن ينفع معهم على الإطلاق الدم القديم وقصف الرعد أو 
أية طرائق أخرى "261 

غير أنه ما إنْ صار المتمردون» الذين نعرفهم اليوم باسم الأوليغارشيين الميجيين» في السلطة 
حكن وعندوا أن بسالتهم لا قضمن لحم القرعية السياشية بضورة الية. اذا ماكان من الممكق 
إعادة التينو ("الإمبراطور") بسرعة بوضع حدٌ للباكوفو فإنّ من غير الممكن طرد البرابرة 
بتلك السهولة لأ وقد بقي أمن اليابان المجغرافي السياسي هشّاً كما كان قبل العام 1868. وكانت 
إحدى الوسائل الاساسية الن النِذّت لتوطيد وضع الأوليفارشية الداخلي مُنْوَعاً من منوعات ؟ 
"القومية الرعية" في أواسط القرنء صيغ بوعي على نموذج ألمانيا البروسية ال هوينزولرنية. وبين 
98 و1871: حُلت جميع الوحدات العسكرية "الإقطاعية" المحلية الباقية» الأمر الذى مكن 
طوكيو من أن تمارس احتكاراً مركزياً لوسائل العنف. وفي 1872: أمر مرسوم إمبراطورى 
بالارتقاء بالتعليم الجامعي بين الذكور البالغين. وفي 1873 أدخلت اليابان التجنيد الإلزامي» قبل 
المملكة المتحدة بزمن لا بأس به. كما قام النظام؛ في الوقت ذاته. بتصفية الساموراي كطبقة 
عدّدة قانونياً وميّزة» وكانت تلك خطوة أساسية ليس باتجاه فتح سلك الموظفين (وإن يكن 
ببطء) أمام جميع الموهوبين وحسب, بل أيضًا باتاه ملاءمته مع نموذج أمَّة المواطنين الذي بات 
"متاحا". وقد تحرر الفلاحون اليابانيون من المخضوع لنظام افان الإقطاعي وغدوا بذلك محل 
استفلال الدولة وملآك الأرض الزراعيين-التجاريين مباشر ملقم وفى الحام 1889 تلى كل ذلك 
دستور من النمط البروسي وفي النهاية حق الاقنراع العام لجميع الذكور. 

غة عوامل ثلاثة تكاد تكون قائمةٌ على المصادفة وفرت الدّعم لرجال الميجي في حملتهم 
المنظمة هذه. أوَل هذه العوامل هو الدرجة العالية نسبياً من التجانس الإثن الثقافي الياباني ' 
الناجم عن قرنين ونصف القرن من العزلة والتهدئة الداخلية اللتين وفرهما الباكوفو. وفي 
حين لم تكن اليابانية المنطوقة في كيوشو مفهومة كثيرا في هونشوء بل وكانت إيدو-طوكيو 
وكيوتو- أوساكا تحدان صعوبة في التواصل اللغوي, فإِنْ نظام القراءة نصف الصيئن القائم على . 
الحلامات الكتابية التصويرية لطا ما كان موجوداً في جميع أرجاء الجزر. ولذلك كان تطور التعليم 
المجماهيرى من خلال المدارس والطباعة سهلاً وليس حل خلاف. والعامل الثاني» هو القدم ْ 
الفريد الذي تمتع به البيت الإمبراطوري (فاليابان هي البلد الوحيد الذي احتكرث فيه الملكيّة 
سلالة واحدة على مدى التاريخ المدَون)» حيث عملت يابانيته المميزة (بخلاف ال بوربون وآل 
هابسبورغ) على جَمْلٍ استغلال الإمبراطور لأغراض قومية رعيةٍ أمرأً بسيطاً نوعاً مالقمًا. 
أمَا العامل الثالث؛ فهو أنَّ اختزاق البرابرة كان من المفاجأة, والاتساع, والتهديد بما يكفي لأن 
نضكلت معظة السكان الذحن مملون وعيا سياسياً وراء برنامج الدفاع عن النفس الذي جرى 
تصوّره عصطلحاتٍ قومية جديدة. ومن الجدير بالتنويه أنَّ هذه الإمكانية ها كل العلاقة 
بتوقيت الهجوم الغربي» أي بستينيات القرن التاسع عشر بخلاف ستينيات القرن الثامن عشر. 
لأنّ "الجماعة القومية"؛ في أوروبا المسيطرة» كان قد مضى عليها نصف قرنء سواء في طبعتها 


113 


المجماعات المتخيّلة . . 


+ الشعبية أم الرعية. وهذا ما مكن من صياغة الدفاع عن النفس تبعاً لما كان في سياق تموله إلى 
"معايير دولية". 
ولا شك أن بماح هذه المغامرة, على الرغم من المعاناة الرهيبة ال جلبتها على رؤوس 
الفلاحين تلك الابتزازات المالية القاسية المطلوبة لتمويل برنامج للتصنيع يقوم على تصنيع 
السلاح بصورة أساسية؛ يعود في جزءٍ منه إلى عزعة الأوليفارشيين أنضسهم وتصميمهم الراسخ. 
وقد كان من حسن حظهم أَنْ وصلوا إلى السلطة في حقبةٍ لم تكن فيها الحسابات المرقومة 
توضع في زيوريخ؛ فلم يُغْرِهم أن ينقلوا الفائض المبْترَ خارج اليابان. وكان من حسن حظهم 
أن يحكموا في عصر كانت التكنولوجيا العسكرية لا تزال تتقدّم على نحو بطيء نسبياء تا مكنهم, 
ببرنامج التسلّح الذي وضعوه للحاق بركب الآخرينء من تحويل اليابآن في نهاية القرن إلى قوة 
عسكرية مستقلة. ولقد كان للانتصارات المذهلة الن أحرزها جيش اليابان النظامي ضد 
الصين بين 1894 - 1895, وأحرزتها بحريتها ضد القيصرية في العام 1905: فضلاً عن ضمّ 
تأيوان (1895) وكوريا (1910)؛ وجميعها جرت الدعاية لها من خلال المدارس والطباعة؛ كان لها 
أبعد الأثر والقيمة في خلق انطباع عام بأنّ الأوليفارشية امحافظة ممثل موثوق للأمّة الن راح 
اليابانيون يتخيّلون أنفسهم أبناءهاً. 
أمّا الطابع الإمبريالي العدواني الذي اتخذته هذه القوميةء حتى خارج الدوائر المحاكمة» 
فيمكن تفسيره على أفضل وجه بعاملين اثنين: إرث عزلة اليابان الطويلة وقوة النموذج 
القومي الرنعيّ. ويشير ماروياما بدهاء. فيما يتعلق بالعامل الأولء إلى أن جميع القوميات في 
أوروبا نشأت في سياق تعدديةٍ تقليدية ميّرت الدول الملكية السلالية المتفاعلة؛ فشمول اللاتينية 
لأوروباء كما أشرتٌ من قبلء لم يكن له معادل سياسي قط: 
0 لذلك حمل الوعي القومي في أوروبا منذ البداية صفة وعي بجتمع دولي. فمنطلق ذلك 
الوعي وأساسه البدهيّ الواضح بذاته أنَّ النزاعات بين الدول ذات السيادة هي صراعات 
بين أعضاء مستقلين في هذا الجتمع الدولي. وهذا السبب على وجه التحديد راحت 
الخرب تحتلء منذ غروتيوس. تلك المكانة الحامة والمنهجية في القانون الدوب لفقا 
أمَا معنى قرون العزلة اليابانية فقد تمثل: 
بغياب كلي لوعي المساواة في الشؤون الدولية. ورأى دعاة طرد [البرابرة] إلى العلاقات 
الدولية من مواقع ضمن النزاتب القومي المرتكز إلى تفوّ ق الأَْلين على الأدنين. وحين 
كانت أسس التزاتب القومي تُنْقَل أفقيا إلى انال الدولي» كان من الطبيعي أن تُتَوّل 
المشكلات الدولية إلى بديل وحيد: أن تَفْتح أو تفتح. ففي غياب أيَّ معايير سويّة رفيعة 
تُقَوّم العلاقات الدولية على أساسهاء لم يكن بد من أن تغدو نزعة الأمس الدفاعية 
المجبانة نزعة اليوم التوشّمية المنفلتة للق 
أمَا بالنسبة للعامل الثاني» فقد كانت السلالات ال اتفذت لنفسها جنسيات محددة في أوروبا 
هي النماذج الأساسية الى اقتدت بها الأوليفارشية اليابانية. ولأنّ تحديد هذه السلالات لنفسها 





14 





القومية الر'عية والإمبريالية 


عمصطلحات قومية كان يترايد. في الوقت ذاته الذي كانت تمد سلطتها خارج أوروباء ليس مدهشاً 
أن هذا النموذج كان لا بد أن يُفْهَم على نحو إمبراطوري لْتَل. فالامم العظمى. كما أوضح تقاسم 
إفريقية في مؤقمر برلين (1885)؛ كانت قو فائحة عالمية. فلماذا لا نقول إذا إنّه كان على اليابان» 
كيما تُقْبَل على أنها "عظيمة". أن تحوّل التينو إلى إمبراطور وتنطلق في مفامراتها وراء البحار, 
حتى ولو كانت قد تأخرت في دخول اللعبة وكان عليها أن تفعل الكثير على سبيل اللحاق أو 
التعويض. ولعل قلة الأشياء هي تلك الن توضح ذلك الإحساس الحاد بالطريقة الن أثّرت بها 
هذه الأمور على وعي السكان القرّاء كما يوضحها القول التالي الذي صدر عن الإيديولوجي 
والثوري القومي الجذري كيتا إكي (1937-1884)؛ في كتابه النافذ دخطوط عامّة لإعادة بناء 
اليابان»» الذي نْشِرَ في العام 1924: 

كما ينشب الصراع الطبقي داخل أمّة ما لتعديل الفوارق والتباينات» كذلك سوف 

تعمل الخرب بين الأمم وال تنشب من أجل قضية شريفة على إصلاح الفوارق الظالمة 

الراهنة. فالإمبراطورية البريطانية هي مليونير بمتلك الثروات في أرجاء العالم قاطبة؛ 

وروسيا مالك أرض عظيم بحتلّ نصف الكرة الشمالي. أمَا اليابان يُرْرها المبَعتَرَة 

المرتبطة بها كالمحواشي [كذا] فهي واحد من البروليتارياء وها الحق في أن تعلن المحرب 

على القوى الاحتكارية الكبرى. والاشتزاكيون في الغرب يناقضون أنفسهم حين يقرّون 

حق البروليتاريا بأن تخوض الصراع الطبقي داخل الوطن ويدينون في الوقت ذاته 

المخرب. ال تشنها بروليتاريا معينة بين الأمم؛ باعتبارها نزعة عسكرية وضربا من 

العدوان . . وإذا ما كان مسموحاً للطبقة العاملة أن تتحد لكي تطيح بالسلطة 

الظالمة عبر إراقة الدماء» فلا بد من منح اليابان موافقة غير مشروطة على تطوير 

جيشها وبحريتها وشنّ الخرب لتصحيح الحدود الدولية الظالمة. فباسم الدبمقراطية 

الاجتماعية العقلانية تطالب اليابان بتملّك أستراليا وسيبيريا الشرقية لفقا 

ولا يبقى سوى أن نضيف أنّ اليَيْبَنَة على طريقة ماكولي باتت سياسة الدولة المتّبعة على 
نحو واعء مع توسّع الإمبراطورية بعد العام 1900. ففي السنوات بين الحربين أَخْضِعَ الكوريون 
والتايوانيون والمنشوريون والفيليبينيون؛ لسياساتٍ شكل النموذج الأوروبي بالنسبة لها تلك 
الممارسة الفاعلة الوطيدة. وكما هو الحال في الإمبراطورية البريطانية. فقد كان سبيل الكوريين 
أو التايوانيين أو البورميين ينين إلى المتروبول مسدوداً عاما. . وحتى لو كانوا ينطقون اليابانية 
ويقرأونها على النحو الأكْمَلء فإنّ ذلك ما كان ليتيح لهم قط أن يرأسوا ولاية في هونشو أو 
حتى أن تُسْنَّد إليهم وظيفة خارج مناطقهم الأصلية. 
بعد أن نظرنا في هذه الحالات الثلاث المختلفة من "القومية الراعية"؛ من اهام أن نشدّد 

على أنْ هذا النموذج يمكن أن تتبعه على نحو واع دول لا تزعم جادّة أنها قوى عظمى؛ إنْ كانت 
طبقاتها الحاكمة أو عناصرها القائدة تشعر أنّ انتشار الججماعة المتخيّلة قومياً على نطاق عالمي 
يشكلن تهذيدا عا وتعلة إن يكون:هن المغيد هنا أن تعارق بين اكنين من مكل :هده الدول» هن 


الجماعات المتخيّلة ... 


سيام وهنغاريا ضمن هنغاريا النمساوية. 
00 سبق لمعاصر ميجيء شولالونكورن الذي حكم طويلاً (من 1868 إلى 1910)» أن دافع 
عن تملكته في وجه النزعة التوسعية الغربية بطريقة تختلف اختلافا لافتا عن طريقة نظيره 
الياباني لَكثَ. فنظراً لانمصاره بين بورما والملايو البريطانيتين, والهند الصينية الفرنسية؛ كرّس 
نفسه لدبلوماسية غادعة بالغة الدهاء بدلا من أن يحاول بناء آلة حرب جدّيّة. (لم تقم وزارة 
للحربية حتى العام 1894). وكانت قواته المسلحة مكوّنة في المقام الأول من خليط متنوّع من 
المرتزقة والموالين الفيتناميين» والخمير. واللاووسيين؛ والمالاويين» والصينيين» على نحو يذكر 
بأوروبا القرن الثامن عشر. ولم يَهُمْ بأيّ شيء لكي يدفع قَدُماً نوعاً من القومية الرعية من 
خلال نظام تعليمي حديث. بل إنّ التعليم الابتدائي لم يَغْدٌ إلزامياً إلا بعد مرور أكثر من عقد 
على وفاته» ولم تُؤْسّس أول جامعة في البلاد إلا قٍّ الغا 7 بعد أربعة عقود على تأسيس 
الجامعة الإمبراطورية في طوكيو. ومع ذلك؛ فقد عدّ شولالونكورن نفسه داعية حداثة. لكن 
غاذجه الأساسية لم تكن المملكة المتحدة أو ألمانياء بل دول الموظفين (602غ22أدصعتصمدءط) 
الكولونيالية في الإنديز الشرقية ا هولندية» والملايو البريطانية» والراحِلقكَا. أمَا معنى اتّباع هذه 
النماذج فكان يتمثل فى ترشيد الحكم الملكي وَمَرْكرّته. والخلاص من الدويلات التابعة شبه 
المستقلة, وتعزيز النمو الاقتصادي على أسس كولونيالية بعض الشيء. والمثال الابرز على ذلك 
- المثال الذي يشكل بطريقته الغريبة سابقة للعربية السعودية المعاصرة - كان ن تشجيعه على 
هجرة كثيفة للأجانب الشباب الذكورء العازبين لكي يشكلوا تلك القوة العاملة فاقدة الاتجاى 
وامحرّدة من أيّ قوة سياسية؛ ال كان يحتاجها بناء المرافق البحرية؛ ومَدُ السكك الحديدية؛ وحَفْر 
.2 الأقنية» والتوسّع في الزراعة التجارية. وكان استيراد ال(2568:561]62ع - العمال الضيوف) شبيهاً 
. بالسياسات الن اتبعتها السلطات فى باتافيا وسنغافورة» بل سار على نموذجها وغرارها. وكما هو 
الحال فى الإنديز الهولندية والملايو البريطانية» كانت الغالبية الحعظمى من العمال المستوردين 
خلال القرن الثامن عشر من جنوبي شرق الصين. ومن الجدير بالذكر أنْ هذه السياسة لم 
تولد لديه هواجس شخصية أو تضع أمامه مصاعب سياسية: إلا بالقدر الذي خلقته للحكام 
الكولونياليين الذين سار على نموذجهم. والحال, أنَّ هذه السياسة قد خلقت إحساساً قوياً قصير 
الأمد بوجود دولة ملكية سلالية. حيث خلقت طبقة عاملة هامّة "خارج" المحتمع التايلندي 
وتركت ذلك المجتمع "بعيداً عن الاضطراب" إلى حدٌ بعيد. 

وكان على واشيروت؛ ابنه وخليقته (حكم بين 1910 - 1925) أن يلتقط هذه القطع. 
وأن يسير هذه المرّة على غرار ملوك أوروبا السلاليين الذين اتخذوا لانفسهم جنسيات معينة. 
فعلى الرغم من أنه, ولأنه» كان قد تلقى تعليمه في إنغلتزا أواخر العهد الفيكتوري» فقد صوّر 
نفسه على نحو درامي بوصفه "القوميّ الأول" فى بلادملكقطً. غير أنّ دريئة هذه القومية لم تكن 
المملكة المتحدة ال كانت تسيطر على 9090 من بحارة سيام؛ ولا فرنساء الن كانت قد فرّت 
ببعض المناطق الشرقية من المملكة القديمة: بل كانت الدريئة أولتك الصينيين الذين استوردهم 





116 





القومية الرعمية والإمبريالية 


أبوه مؤخَّراً وكانوا مصدر سعادة غامرة. ومما يشير إلى الأسلوب الذي اتبعه في موقفه المعادى 7 
للصينيين العنوانان اللذان يحملهما اثنان من أشهر كتيّباته: «يهود الشرق» (1914).» و«عراقيل - 
على عجلاتناء (1915). : 

لماذا التفيير؟ لا شك أنّ الحوادث الدرامية الن سبقت تتويجه في تشرين الثاني 1910 وتلته 
مباشرة قد كان لا أثرها. ففي حزيران قبل التتويج كان ثمة ضرورة لاستدعاء الشرطة لقمع 
إضراب عام قام به في بانكوك التجار الصينيون (وهم أبناء المهاجرين الصينيين الأوائل الذين 
راحوا يرتقون صُمْداً) والعمال الصينيون» وكان بداية تدخّلهم في السياسة السيامية لكا 
وفى العام التالي. أطاحت بالملكية السماوية في بكين تشكيلة متنوّعة من الجماعات لم يَغِب 
عنها التجار بطبيعة الحال. هكذا ظهر "الصينيون" بوصفهم طليعة نزعة جمهورية شعبية 
تهدّد مبدأ الملكية السلالية ذلك التهديد العميق. أمّا الأمر الثاني» وكما توحي كلمتا "اليهود" 
و"الشرق"؛ فهو أنّ الملك المتَنمْل كان قد تشرّب تلك النزعات العنصرية المدّدة ال اتسمت بها 
الطبقة الحاكمة الإنغليزية. غير أنه كان هنالك؛: علاوة على ذلك؛ حقيقة أنّ واشيروت كان 
نوعاً من البوربونيّ الاسيوي. ففي المرحلة السابقة على القومية كان أسلافه قد اتخذوا فتيات 
صينياتٍ جميلاتٍ زوجات وعظيات, وكانت النتيجة أنه هو نفسه. إذا ما تكلمنا نطق علم 
الوراثة الماندلي» كان يسري في عروقه من "الدم" الصين ما يفوق الدم "التايلندي "للق 0 

ها نحن إذاء أمام مثال واضح على طابع القومية الرعية. تلك الاستراتيجية الاستباقية الن 2 
تبنّتها جماعات مسيطرة تهدّدتها بالتهميش أو الإقصاء جماعة بازغة متخيّلة قومياً. (ولا حاجة 2 
للقول إِنْ واشيروت راح يحرّك أيضا جميع العتلات السياسية القادرة على التهوض بالقومية ١‏ 
الرعية: التعليم الابتدائي الإلزامي الذي تسيطر عليه الدولة» والدعاية الن تنظمها الدولة» . 
وإعادة كتابة التاريخ الرسيّ» والنزعة العسكرية -الن كانت استعراضاً ظاهرياً أكثر منها - 
حقيقة فعلية- وإلحاحٌ لا نهاية له على هوية السلالة الحاكمة والامة)!هلا. 

يبيّن تطور القومية الهنغارية في القرن التاسع عشر أثر النموذج "الرعي" بطريقةٍ غتلفة. . 
فقد أشرنا في السابق إلى المعارضة الغاضبة الن أَبْدَنّها النبالة الماجيارية الن تتكلّم اللاتينية تاه 
حاولة جوزيف الثاني في غانينيات القرن الثامن عشر جَعْلَ اللغة الألمانية لفة الدولة الإمبراطورية 
الوحيدة. فالفتات الأوفر حظأ في هذه الطبقة كانت تخشى من أن تفقد مناصبها في ظل إدارة 
مركزية» مباشرة يسيطر عليها البيروقراطيون الإمبراطوريون الألمان. وكانت الطبقات الدنيا ١‏ 
مذعورة من إمكانية أن تخسر إعفاءها من الضرائب ومن الخدمة العسكرية الإلزامية؛ فضلاً - 
عن سيطرتها على الأقنان وا مقاطعات الريفية. غبر أنْه إلى جانب الدفاع عن اللاتينية» كان قة ‏ 
دفاع انتهازي تماماً عن الماجيارية» "حيث بدت الإدارة الماجيارية على أنّها البديل الفاعل الوحيد - 
للإدارة الألمانية على المدى الطويل “01كا. وقد لاحظ بيلا غرينفالد بسخرية أنّ "المقاطعات ” 
ذاتها الن الحت (في معارضة لقرار الإمبراطور) على إمكانية قيام إدارة باللسان الماجياري, 
أعلنت فى العام 1811 - أي بعد سبعة وعشرين عاماً - أنّ في ذلك استحالة". وبعد عقدين 


17 


الجماعات المتخيّلة . . 


على ذلك قِيلَ في مقاطعة هنفارية "قومية" جداً إنَّ "إدخال اللغة الماجيارية سوف يعرّض 
للخطر دستورنا ومصالحنا جِيا"لْلْكأ. والحقيقةٌ؛ أنَّ النبالة الماجيارية - تلك الطبقة المؤلفة 
0 من 136000 نسمة والي تحتكر الأرض والحقوق السياسية فى بلدٍ يبلغ تعداد سكانه أحد عشر 
مليونالككا - لم تلتزم احير على نحو جد إلا في أربعينيات القرن التاسع عشرء ولم يكن ذلك 
© فى حينه إلا للحيلولة دون تهميشها التاريخي. 

وفى الوقت ذاته, عَمِل التعليم المتنامي ببطء (كان يشمل في العام 1869 ثلث السكان 
.. البالغين)» وانتشار الماجيارية الطباعية» وظهور طبقة صغيرة؛ لكنها نشطة؛ من الانتلجنسيا 
.. اللبرالية على إيقاظ قوميةٍ هنغارية شعبية جرى تصوّرها غتلفة مامأ عن قومية النبلاء. وقد 
كان لهذه القومية الشعبية» الي تمل رمزها لدى الأجيال اللاحقة في شخص لايوش كوشوت 
(1894-1802)., ساعة بحدها في ثورة العام 1848. فالنظام الثوري لم يقتصر على التخلص 
من الحكام الإمبراطوريين الذين عيّنتهم فييناء بل تعدّى ذلك إلى إلغاء دايت مقاطعات النبلاء 
الإقطاعي. والإعلان عن إصلاحات تضع حذاً للقنانة ولاستثناء النبلاء من الضرائب؛ فضلاً 
عن مه بقوةٍ وَقَفٌ توريث الضيع على ورثة معينين. كما تقرّر, علاوة على هذاء أن يكون 
كل من يتكلم الماجيارية هنفاريا (وهو الامر الذي كان مقتصراً في السابق على من يتمتّعون 
بالامتيازات) وأن يتكلم كل هنغاري الماجيارية (الامر الذي لم يكن قد اعتاد عليه حتي ذلك 
الحين سوى بعض الماجيار). وكما يعلّق إغنوطيوس بشيء من الجفاف, فإنّه "كان من الْبرَرَ ل 
"الأمة"؛ معيار ذلك الزمن (الذي شهد ظهور النجمين التوأمين؛ اللبرالية والقومية» بتفاؤلٍ لا 
حدّ له)؛ أن تشعر أنّها بالغة السخاء حين "اعترفت" بالفلاح الماجياري دون أن تمير سوى ذلك 
التمييز المتعرّق باللكية َك وبالسيحيين غير الاجيار شريطة أن يصبحوا من الماجيار؛ ثم 
باليهود في نهاية المطاف. على مضض وبعد تأخير بلغ عشرين عاماً"ل4كأ. وقد تمل موقف 
كوشوت الخاص. في مفاوضاته العقيمة مع قادة الأقليات غبر الماجيارية المتعددة؛ في أنه ينبفي 
أن يكون هؤلاء المحقوق المدنية ذاتها ال للماجيار» لكنهم لا يستطيعون أن يشكلوا أأ خاصة 
بهم ما داموا يفتقرون إلى "الشخصيات التاريخية". وقد يبدو مثل هذا الموقف اليوم متغطرساً 
وتافهاً. لكنه يبدو في ضوءٍ أفضل إذا تذكّرنا أنَّ الشاعر القومي الجذري الشاب واللامع شاندور 
بَتوفي (1849-1823)» تلك الروح القائدة في 1848» كان قد أشار في إحدى المناسبات إلى الأقليات 
٠‏ بوصفها "تقرّحات على جسد الأرض الأم"أقكأ, 

0 وبعد قمع الجيوش القيصرية للنظام الثوري في العام 1849» مضى كوشوت إلى المنفى الذي 
بقي فيه طيلة عمره. وكانت الخشبة الأن جاهزة لإحياء قومية ماجيارية "رعية"؛ تحسدت في 
1 نظاميّ الكونت كالمان تيسا (1890-1875) وابنه اشتفان (1906-1903) الرجعيين. وأسباب هذا 









الإحياء هي أسباب بالغة الدلالة. ففي -مسينيات القرن التاسع عشرء تَمَعَتَ إدارة باخ السلطوية 
الببروقراطية في فيينا القمع السياسي الشديد إلى تطبيق صارم لسياسات اجتماعية وسياسية 
معينة كان قد أعلنها ثوريو العام 1848 (خاصة إلخاء القنانة وإعفاء النبلاء من الضرائب) إلى 





القومية الرعية والإمبريالية 


تطوير وسائل الاتصال الحديئة والمشاريع الرأعالية واسعة النطاة421ا. وبذلك تدهورت النبالة ٠‏ 
الماجيارية الوسطى والدنيا القديمة؛ بعد أن جُرّدَت إلى حد بعيد من امتيازاتها وأمنهاء وباتت 
عاجزة عن منافسة اللاتيفونديين الكبار وأصحاب المشاريع الالمان واليهود النشطين, وتحولت إلى 
أشراف ريفيين غاضبين وخائفين. 0 
غير أنَّ المحظ كان حليف هؤلاء. فبد الهرمة المُدِلَّة ال الحقتها المجيوش البروسية بفيينا في 
معركة كونيغراتز في العام 1866. اضطرت فيينا لقبول قيام المملكة الثنائية في تسوية العام 
7. ومنذ ذلك الحعين فصاعداء تمتحت نملكة هنفاريا بقدر كبير من الاستقلال فى إدارة شؤونها 
الداخلية. وكان أول المنتفعين من التسوية بحموعة من الأرستقراطيين والمحرفيين المتعلمين 
الماجيار ذوي العقلية اللبرالية. وفى العام 1868» سنّت إدارة الكونت السيّد جيولا أندراسي قانونا 
للقوميات منح الأقليات غير الماجيارية "كل حق سبق ا أن طالبت به أو أمكنها أن تطالب به؛ 
دون أن يصل الأمر إلى تحويل هنغاريا إلى اتحاد فيدرالي"لآ1ك!. لكنّ صعود تيسا إلى المقام الارفع 
قٍْ العام 1875 كان فاتحة عهدٍ أفلح فيه الأشراف الرجعيون فى استعادة موقعهم, متمتعين حرية 
أَمّا في الحقل الاقتصاديء فقد أطلق نظام تيسا يد كبار المرارعين لفك لكن السلطة 
السياسية كانت حكراً على الأشراف بصورة أساسية. والسبب في ذلك أنّه: 
لم يبق لمن انْتْرِعَتْ حيازاتهم من ملجأ سوى الشبكة الإدارية التابعة للحكومة القومية 
واحلية والمجيش. ولكي تملا هنغاريا وظائف هذه الشبكة كانت بحاجة إلى كادر هائل؛ وكان 
عقدورها ان تزعي ذلك على الأكل ختي لوا يكن الأمر عن هذا الخو وكا تطيف 
البلد مكوّناً من "قوميات" لا بدّ من ضبطها وإبقائها تحت السيطرة. وقد قيل آنذاك 
أنّ الدّفع لَجِمُع من أعيان البلد الماجيار الموثوقين هو نثمن متواضع للمصلحة القومية. 
وكانت مشكلة تعدد القوميات نعمة ماوية أيضًا؛ فقد برّرت انتشار المناصب. 0 
هكذا "احتفظ الأسياد بضياعهم الموروثة؛ واحتفظ الأشراف بوظائفهم الموروئة "[9كأ. 
وكانت هذه هي القاعدة الاجتماعية ال قامت عليها سياسةٌ بَُيَرَةِ قسرية لا هوادة فيها جعلث - 
قانون القوميات بحرد حبر على ورق بعد العام 1875. وقد عمل التضبيق القانوني لق الاقتراع» .. 
وانتشار الدوائر الانتخابية الفاسدة: والانتخابات المزوّرة» والبلطجية السياسية المنظمة 
في المناطق الريفية180!1 على تعزيز سلطة تيسا ودائرته الانتخابية وتأكيد الطابع "الراعي" 
لقومية هؤلاء في أن معا. 
ويقارن ياسي بحق بين هذه لمْحيرَة في أواخر القرن التاسع عشر و"سياسة القيصرية الروسية 
ضدٌ البولنديين» والفنلنديين» والروثنيين؛ وسياسة بروسيا ضد البولنديين والدماركيين؛ 
وسياسة إنغلتزا الإقطاعية ضد الإيرلنديين"لَلق. وتوضح الوقائع التالية على نحو دقيق ما 
كان من تضافر بين الرجعية والقومية الرعية: فحين باتت اير اللفوية عنصراً أساسياً - 
في سياسة النظام؛ لم يكن هناك في غانينيات القرن التاسع عشر سوى 290 من الرومانيين بين 


119 


الجماعات المُتخيّلة . . 


موظّفي الفروع الهامة في الحكومتين المركزية وامحلية» مع أنَّ الرومانيين كانوا يشكلون 9020 
هن السكان. بل إنّ "هذه ال962 كانت تحتل المراتب الدنيا"لفكل. ومن جهة أخرىء لم يكن في 
البرلمان الهنخاري قبل الحرب العالمية الأولى» "أي مثل للطبقات العاملة والفلاحين الذين لا ملكون 
. أرضاً (غالبية البلد الساحقة) . . ولم يكن هناك سوى 8 رومانيين وسلوفاك بين بجموع أعضاء 
البرلمان البالغ 413 عضواً في بلدٍ لا يتكلم سوى 5 من سكانه اللفة الماجيارية بوصفها لفتهم 
الأّ"ل3ق!. فلا عجب. إذاء أنه حين أرسلت فيينا قوّاتها لحل البرلمان عام 21906 "لم يُعْقَد أيّ 
لقاء جماهيريء ولم تُعَلَّقَ أيّة لافتة» أو يصدر أي بيان شعي احتجاجاً على حقبة "حكم فيينا 
المطلق" الجديدة. وعلى العكس. راحت الجماهير الكادحة تنظر بفرح إلى ذلك الصراع العقيم 
الذي خاضته الأوليغارشية القومية"أفقا, 
20 ولذلكك فإنه من المتعذر تفسير انتصار قومية الأشراف الماجيار الرجعيين "الرعية" بعد 
العام 1875 بالقوة السياسية وحدها الن تّمت بها تلك المجماعة: أو بحرية المبادرة ال ورثتها من 
تسوية العام 1867. والمحقيقة أنَّ بلاط هابسبورغ لم يشعر قبل العام 1906 أنّه في وَضْعِ يتيح له 
أن يوطد أركانه على نحو حاسم ضدّ نظام ظل عماداً للإمبراطورية من نواح كثيرة. فقد كانت 
الاسرة الحاكمة عاجزة أولاً وقبل كلّ شيء؛ عن أن تفرض قوميتها الرعية الفاعلة الخاصة. 
ليس فقط لأنّ النظام كان "نظام حكم مطلق خففت منه الفوضى 00 
عتم دواطء5 طءعناك 1124ندعع]ء كما يقول الاشنزاكي البارز فيكتور أدل لَققأ. فقد تشبّثت 
السلالة الحاكمة بتصورات متلاشية وتأخّرت فى ذلك أكثر من أي مكان آخر تقريباً. فقد "شعر 
كل هابسبورغيء في نزعته الصوفية الدينية» بأته مرتبط بالألوهة برباط خاصء بوصفه 
منقّذا لمشيئة الإله. وهذا ما يفسّر موقفهم الذي يكاد أن يكون لامباليا وخالياً من الضمير 
وسط الكوارث التاريخية» وجحودهم الذي غدا مضرب أمثال. فقد غدت عبارة علصة2 +126 
8اناطةة11 112056 دده شعاراً واسع الانتشار"841!. وعلاوة على ذلك. فقد عملت الغيرة 
المريرة من بروسيا الهونزلرنية» ال راحت تستآئر بطبق الإمبراطورية الرومانية المقدسة و 
جعلت من نفسها ألمانياء على إبقاء السلالة الحاكمة تصرّ على مقولة جوزيف الثاني المدهشة 
"الوطنية من أجلي". 
ومن اللافت, في الوقت ذاته, أنّ السلالة الحاكمة اكتشفت في أيامها الأخيرة رعا بشيء 
الدهشة. ضروباً من الالفة مع الاشنزاكيين الديمقراطيين لديهاء لدرجة أنّ بعضاً من انه 
المشتركين راحوا يسخرون من "اشتراكية البلاط". ولا شك أنّه كان في هذا التحالف المتردد 
خليط من الماكيافيللية والمثالية عند كلا الطرفين. ويمكن رؤية هذا الخليط في الحملة العنيفة 
الي قادها الاشتزاكيون الديمقراطيون النمساويين ضد "الانفصال" الاقتصادي والعسكري الذي 
ألح عليه نظام الكونت استيفان تيسا في العام 1905. وعلى سبيل المثال» فقد "أدان كارل رينر 
جين البرجوازية النمساوية الن بدأت تذعن لخطط اماجيار الانفصالية؛ مع إنَّ "أهمية السوق 
الهنخارية بالنسبة لرأس المال النمساوي أكبر با لا يقاس من أهمية السوق المغربية بالنسبة 








10 





القومية الرعية والإمبريالية 


لرأس المال الألماني". والذى تدافع عنه السياسة الخارجية الألمانية بكل ما أوتيت من طاقة. 
ولم ير في المطالبة عنطقة جمركية هنغارية مستقلة سوى صراخ تطلقه أعاك قرش المدينة» 
وعتالوهاء وعاغوجيّوها السياسيون» ضدّ مصاح الصناعة النمساوية ذاتهاء ومصاح 
الطبقات العاملة النمساوية» ومصا المزارعين الهنغاريين "للك وبالثل» فقد كتب أوتو باور: 

في حقبة الثورة الروسية [1905]. لن يمرؤ أحد على استخدام القوة العسكرية العارية 

لإخضاع البلد [هنغاريا]» الذي مرّقته العداوات الطبقية والقومية. غير أنّ صراعات 

البلد الداخلية سوف توفر للعرش أداةً أخرى من أدوات القوة لا بدّ أن يستخدمها إذا 

ها إراد أن يعلاقى عصير آل بيرنادوت. فهو لا يستطيع أن يكون محل إرادتين ويظل على 

عرمه أن يحكم كلا من هنغاريا والنمسا. ولذلك لا بِدّ أن يتتخذ خطوات تضمن أن يكون 

لكل من هنغاريا والنمسا إرادة مشتركة؛ وأن تقيم هذه الإرادة ملكة [لء161] واحدة. 

وما يوفر للعرش فرصة تحقيق هذا ال هدف ذلك التشظي الداخلي الذي تعاني منه 

هنخاريا. فسوف يرسل جيشه إلى هنغاريا لكي يعيدها إلى المملكة؛ لكنه سوف يكتب 

على راياته: اقنراعٌ عام ومتكافئ: ونزيه! حقّ العمال الزراعيين فى الاتحاد! الاستقلال 

القومي! وسوف يعارض فكرة قيام دولة أمّة []7]26100215]28] هنفارية مستقلة, 

بأن يضع إزاءها فكرة ولايات النمسا العظمى المتحدة [كذ]. فكرة دولة اتحادية 

[8150655884]ء تدير فيها كل أمَةَ شؤونها القومية على غغو مستقلء وتتّحد فيها 

جميع الامم في دولة واحدة حفاظاً على مصالحها المشتركة. فمن المؤكّد وانحتوم أنّ 

فكرة قيام دولة اتحادية للقوميات [)82)ؤدء0صناطصعغة)[م1]240] ستغهدو أداة 

للعرش [كذا!- عدمه] :06 8نا187:1226]» الذي يعمل تفسّخ الازدواجية على تدمير 

ملكت لققا 

يبدو منطقياً أن نتبيّن في ولايات النمسا العظمى المتحدة (11564]) هذه آثار الولايات ١‏ 
المتحدة الأميركية (1154) وملكة بريطانيا العظمى وإيرلندا الشمالية المتحدة (النَ حكمها ' 
حزب العمال ذات يوم)ء ٠‏ فضلاً 0 استباق لاتحاد المجمهوريات السوفياتية الذي يشكل امتداده ١‏ ؛ 
المكاني تذكرة غريبة بامتداد القيصرية. وحقيقة الأمر هي أنْ ولايات النمسا العظمى المتحدة 0 
هذه قد بدت, في عقل من تميّلهاء على أنها الوريث الضروري حال سيطرة سلالية معينة (النمسا . 
العظمى).؛ مكوّناتها انحرّرة ال هي بالضبط تلك المكوّنات الن أنتجتها قرونٌ من "المتاجرات" ' 
الفابسبورغية. 
ولقد شكلت مثل هذه التخيّلات "الإمبراطورية" جرءاً من سوء الحظ الذي أحاق باشتراكية 

ولِدت في عاصمة واحدةٍ من الإمبراطوريات السلالية العظمى ف أور وبالق1. فالجماعات المتخيّلة 
الجديدة افن استحضرها وَضْعْ المعاجم و رأعالية الطباعة (ا فيها ولايات النمسا العظمى 2 
المتحدة الن وُلِدَت ميّتة: لكنها كانت لا تزال قيد التخيّل) 01 


5 


أن رأبنا. وي عصر كان لا يزال ينصور "النا ربخ " ذاته على أنْه "أحداث جساح" و"قادة عظماء" 


121 


الجماعات المتخيّلة . . 


وعلى أنه جواهر ينظمها خيط من السرد, كان فك مغاليق ماضي الجماعة من خلال السلالات 
المحاكمة القديمة أمرا مغرياً أشدّ الإغراء. وهذا ما جاء بفكرة ولايات النمسا العظمى المتحدة 
٠‏ الن يكاد غشاؤها الذي يفصل بين الإمبراطورية والأمّة والعرش والبروليتارياء أن يكون رقيقاً 
٠‏ وشفافا. ولم يكن باور بالاستثناء على هذا الصعيد. فأمثال وليم الفاتح وجورج الاول؛ الذين لا 
يتكلم أيّ منهم الإنفليزية» كانوا لا يزالون يظهرون كحبّاتٍ في عقد "ملوك إنغلتزا" بعيداً عن 
2 أيّة إشكاليات. وكان لا يزال عقدور "القديس" ستيفن (الذي حكم بين 1038-1001) أن ينصح 
خليفته بأنّ: 
ْ منفحة الأجانب والضيوف تبلغ من العظمة حد أن مُْنَحوا المكانة السادسة من حيث 
الأهمية بين الحليّ الملكية. . . ذلك أنّ الضيوفء الذين يأتون من مناطق ومقاطعات 
شتىء يحلبون معهم شتّى اللفات والعادات» وشتّى المعارف والأسلحة. وكل ذلك يزيّن 
البلاط الملكي» ويزيد بهائه» وَيُرْعِبُ القوى الأجنبية المتغطرسة. ذلك أنّ بلدأ موحد 
اللغة والعادات هو بلد هش وضعيف  .‏ !810 
غير أن مثل هذا الكلام ما كان ليحول مطلقا دون تأهه اللاحق بوصفه ملك هنغاريا 
الأول. 
وختاماء لقد رأينا أنَّ ما دعاها سيتون-واطسون باسم "القوميات الرسعية" راحت تظهر في 
أوروبا منذ أواسط القرن التاسع عشر. وأنّ هذه القوميات كانت "مستحيلة" تاريخياً لولا ظهور 
القوميات اللغوية الشعبية» ذلك أنها كانت -فيى قرارتها- ردّات فعل أبدتها جماعات سلطوية 
-سلالية حاكمة وأرستقراطية فى المقام الأول» ولكن ليس حصريا- تَهَدّدَها الإقصاء من 
الجماعات المتخيّلة الشعبية أو التهميش فيها. فقد كان ثّة بداية لنوع من الانقلاب التكتونيّ 
الذي عَمِلَء بعد 1918 و 1945: على دفع هذه الجماعات إلى بحارير إستوريل ومونت كارلو. وكانت 
سياسات مثل هذه القوميات الر'عية حافظة, كي لانقول رجعية؛ مستمدّة من موذج القوميات 
الشعبية بالفة العفوية ال سبقتهاللكا, ولم تكن في النهاية مقتصرة على أوروبا شرق المتوسط. 
فباسم الإمبريالية» جرى اتباع سياساتٍ مائلة إلى حدّ بعيد من قِبَل جماعات ماثلة في المناطق 
الاسيوية والإفريقية الشاسعة الي تم إخضاعها في بحرى القرن التاسع عشر ل2كأ. وبانتشارها في 
الثقافات والتواريخ غير الأوروبية» جرى فى النهاية التقاطها وعاكاتها من قِبَل جماعات حاكمة 
بحلية في تلك المناطق القليلة (من بينها اليابان وسيام) ال بحت من الإخضاع المباشر. 
0 ولقد أزالت القومية الرعية» في جميع الحالات تقريباًء نوعاً من التباين بين الامّة والمملكة 
السلالية. ومن هنا أنّها أزالت نوعاً من التناقض عامي النطاق: فقد كان على السلوفاك أن 
يَتَمَجَيَروا وعلي: اجاوه أن يتأنحلواء وعلى الكوريين أن يتييبنواء غير أنه لم يكن متاحاً لهم أن 
يلتحقوا برحلات حم تتيح لهم بأن يتولوا إدارة الماجيار, أو الإنغليز» أو اليابانيين. فالوليمة الب 
دُعوا إليها كانت تتكشّف دوماً على أنها وليمة وهمية. ولم يكن السبب وراء كل هذا مقتصراً 
على العنصرية؛ بل تعدّاه أيضًا إلى حقيقة أن الامم كانت تبرغ في قلب الإمبراطوريات ذاتهاء 








]02 





كالامة الهنغارية» والإنغليزية؛ واليابانية. وكانت هذه الأمم أيضًا تُبْدِي مقاومة غريزية للحكم 
"الأجني". ولذلك كان للإيديولوجيا الإمبريالية في حقبة ما بعد العام 1850 طابع غطيّ مميّر 
هو طابع المخدعة السحرية. وما يشير إلى ذلك هو تلك اللامبالاة ال أبدتها الطبقات الشعبية . 
المنزوبولية في النهاية حيال "فقدان" المستعمرات» حتى في حالات كحالة الجزائر حيث كانت قد 
صدرت قوانين تضم المستعمّرّة إلى المنروبول. وفي النهاية» فإنّ الطبقات الحاكمة؛ البرجوازية بلا 
شك والأرستقراطية قبل أيّ أحد آخر هي الن تندب الإمبراطوريات ذلك الندب المديد الدائم» 
غير أنْ لحزنها على الدوام ذلك الطابع المسرحيّ. 


05 
فم 
نما 


الموجة الأخيرة 


7 الموجة الأخيرة 


وصلت الحرب العالمية الأولى بحصر الملكية السلالية إلى نهايته. . ففي العام 1992: كان آل 
هابسبورغ, وآل هونزولرن» وآل رومانوف» وآل عثمان قد ولوا. وبدلا من مؤثمر برلين جاءت 
عصبة الأمم, الن لم يُقصَ عنها غير الأوروبيين. ومنذ ذلك الحين فصاعداء باتت الدولة الأمّة 
هي المعيار الدولي الشرعي؛ حتى إِنَّ القوى الإمبراطورية الباقية ذاتها أتت إلى عصبة الأمم 
مرتدية الزيّ القومي وليس البرّة الإمبراطورية. وبعد كارثة المحرب العالية الثانية بلغ مدّ 
الدولة الامة أوجه. وفى أواسط سبعينيات القرن المشرين غدت الإمبراطورية البرتغالية ذاتها 
شيئاً من الماضي. 
وكان للدول الجديدة الي نشأت قٍْ المرحلة ما بعد المحرب العالمية الثانية طابعها المخاص, 
الذي لا يمكن على الرغم من ذلك الإحاطة يجميع جوانبه من دول تعاقب النماذج ال تناولناها 
ونتناوها إلى الأن. وتتمثل إحدى طرائق 3 التأكيد على هذا السب 6 أن نتذكر أن عدداً كبيراً 
من هذه الأمم (غير الأوروبية بصورة أساس) قد اتخذ لغات أوروبية لغأت دولة. وإذا ما كانت 
قد تشبّهت بالنموذج "الأميركي" على هذا الصعيد. فإنها قد اتخذت من القومية الأوروبية 
0 شعبيّتها المحماسية»؛ ومن القومية الرحعية توجهها نحو سياسة الرّؤسَنة. وقد فعلت ذلك 
أن الأميركيين والأوروبيين كانوا قد خاضوا تخارب تاريخية معقدة صار يجري تخيّلها قْ كل مكان 
0 تحتذى» ولأنّ لغات الدولة الأوروبية الي اتفذتها كانت إرث القومية الرعية الإمبراطورية. 


الجماعات المتخيّلة . . 


وهذا ما يفسّر ذلك المحماس القومي الشعي الأصيل وذلك الغس المنهجي, بل والمكيافيللي» 
للإيديولوجية القومية من خلال وسائل الإعلام» والنظام التربوي» والأنظمة الإدارية وسواهاء 
اللذين غالباً ما نراهما معا في سياسات "بناء الأمّة" الن تتبعها الدولة الجديدة. وبدوره؛ فإِنّ 
هذا المرج بين القومية الشعبية والرسمية قد كان نتاجاً لشذوذات أو حالات خروج على القياس 
خلقتها الإمبريالية الأوروبية: اعتباطية الحدود الشهيرة» وضروب الإنتلجنسيا ثنائية اللغة 
بتوازنها القلق بين شتى ضروب السكان أحاديي اللغة. ولذلك يمكن النظر إلى كثير من هذه 
الأمم على أنها مشاريع لا تزال قيد التحقق؛ لكنها مشاريع جرى تصوّرها بروحيّة ما تزين 
وليس بروحيّة أوفاروف. ١‏ 
ولدى النظر في أصول "القومية الكولونيالية" الحديثة» ثّة تشابه أساسيّ مع القوميات 
الكولونيالية الن تعود إلى مراحل أسبق سرعان ما يلفت الانتباه: ألا وهو التناظر بين الامتداد 
الإقليمي لكل قومية وامتداد الوحدة الإدارية الإمبراطورية السابقة. وهذا التمائل ليس 
بالقرّضيّ بأيّ حال من الأحوال؛ فهو مرتبط على نحو واضح يجغرافيا كل ضرّب من ضروب 
الحج الكولونيالي. ويكمن الفارق في حقيقة أنَّ حدود رحلات الحج الكريولية في القرن الثامن 
عشرلم تشكلها الطموحات المركزية لدى الحكم المطلق في المتروبولات وحسب, بل شكلتها أيضًا 
مشكلات الاتصال والنقل الفعلية» ونوعٌ من البدائية التكنولوجية العامة. وفي القرن المشرين» 
. كان قد جرى التغلب على هذه المشكلات إلى حدٌ بعيد. وجاءت لتحل محلها مشكلة "الرُوسَنَة" 
بوجهها الشبيه بوجه جانوس للا. 
ْ ولقد سبق أن أشرت إلى أنَّ الوحدة الإدارية الإمبراطورية كانت قد اكتسبت في أواخر القرن 
. الثامن عشر شيئاً من المعنى القومي لأنْها كانت تحدد دائرة صعود الموظفين الكريول. كنا 
. الأمر فى القرن الحمشرين أيضًا. ذلك أنه حتى ف المعالات ال كان يأتي شاب إنغليزي أسعر أو أسو 
لكي يتلقى بعض التعليم أو التدريب في المتزوبول» اريف ل يا يشتر على الشيام جا موق 
قلة من أسلافه الكريول؛ فإِنّ تلك كانت في العادة آخر مرّة يقوم بها بهذا الحجّ البيروقراطي. 
فمنذ ذلك الحين وصاعداًء كانت قمّة تحليقه الحلزوني تتمثل بأعلى مركز إداريّ يمكن أن 
يتولاه: في رانفون, أو أكراء أو جورجتاون» أو كولومبو. غير أنّه كان يجد في كل رحلةٍ محدّدة رفاق 
طريق ثنائيي اللغة ويشعر أنه يشكل معهم طائفة متنامية. وسرعان ما كان يفهم في رحلته 
أن مسألة أصله -الإثن أو اللغوي أو الجغرافى- ليس لا تلك الأهمية الكبيرة. فأقصى ما يمكن 
أن تفعله هو أن تُطلِقه في هذا الحجّ وليس ذاك: فهي لا تحدّد منتهاه أو رفقائه من الناحية 
الجوهرية. ومن هذا النسق يرول الدولة الكريولية الدقيق». نصف الخفيء والمتدرج خطوة 
فخطوة إلى الدولة القومية» وهو تحول م يُتِحْهُ ذلك التواصل الراسخ بين كادر الموظفين 
فحسب, بل كذلك بجموعة وطيدة من الرحلات ال كان موظفو كل دولة يختبرون عبرها 
دولتهم هذوطلا, 
غير أنْ هذه الرحلات لم تَعْدُ بعد منتصف القرن التاسع عشرء وخاصة في القرن العشرين» 


]26 





الموجة الأخيرة 


رحلات تقوم بها حفنة من الرحّالة: بل حشود ضخمة متنوعة. وكان تةَ عوامل ثلاثة فاعلة 
على هذا الصعيد. أوها وأهمها كان التزايد الهائل في الراك الماديّ الذي مكنت منه تلك المنجزات 
المدهشة الي أتت بها الرأعالية الصناعية؛ كالسكك الحديدية والسفن البخارية في القرن التاسع 
عشرء والسيارات والطيران في القرن العشرين. أما الرحلات الطويلة المّلة إلى البلدان الأميركية 
القدبمكة فسرعان ما باتت أشياء من الماضي. 

ويتمثل العامل الثاني في أنّْ "الرّوْسَنَة" الإمبراطورية كان لها جانبها العملي فضلاً عن 
جانبها الإبديولوجي. فحجم الإمبراطوريات الأوربية العالمي» وعدد السكان الخاضعين الحائل. 
كانا يمعلان من غير الممكن استخدام البيروقراطيات المتروبولية القحّة» أو حتى الكريولية: أو 
الإنفاق عليها. وكانت الدولة الكولونيالية» والشركات الرأعالية بعدها بقليلء بحاجة إلى جيوش 

من الموظفين؛ الذين كان يبغي أن يعرفوا لغتين لكي يكونوا ذوي نفعء قادرين على التوسط 
لفوياً بين الأمة المتروبولية والشعوب المسْتَْمَرَة ٠.‏ ولقد تنامت هذه الحاجة بتضاعف وظائف 
الدولة الاختصاصية في كل مكان بعد منقلب القرن. فإلى جانب مأمور الناحية القديم ظهر 
السؤول الطي. ومهندس الري» والعامل الزراعي» وأستاذ المدرسة» والشرطيء وهلمجرا. ومع 
كل توسع للدولة» كانت جمهرة حجيجها الداخلي تنتفخ وتتضخم 2 

ما العامل الثالث فكان نَشْرٌ التعليم من النمط الحديث. ليس من قبَل الدولة الكولونيالية 
فقطء بل أيضًا من قبل المنظمات الخاصة الدينية والعلمانية. وم ير هذا التوسع بغية توفير ' 
كوادر الحكومة والشركات وحسب, بل أيضًا بسبب الإقرار المتنامي با للمعرفة الحديثة من 
أهمية أخلاقية حتى بالنسبة للسكان المستعمريز لْثط. (بل إنَّ ظاهرة المتعلم العاطل عن 
العمل كانت آخذة بالبروز في دول كولونيالية شتى). 

وثمة إقرار عام عركزية الدور الذي تلعبه الإنتلجنسيا في نشوء القومية في المناطق 
الكولونيالية. خاصة أنّ الكولونيالية كانت قد جعلت كبار المزارعين امحليين. والتجار الكبا. 
وأصحاب المشاريع الصناعية بل وطبقة الحرفيين الكبيرة» من الأمور النادرة نسبياً. وفي كل 
مكان تقريباً كانت القوة الاقتصادية إما حكراً ل الكولونياليين انفسيم اول تقاسم غير 
متكافئ مع طبقة عاجزة سياسياً من رجال الأعمال الغرباء (غير امحليين)» كاللبنانيين والهنود 
والعرب في إفريقية الكولونيالية» والصينيين والهنود والعرب في آسيا الكولونيالية. ومة إقرار عام 
ماثل بأن دور الإنتلجنسيا الطليعي مستمدٌ من تعلمهم ثنائي اللغة» أو من تعلمهم وثنائية 
لغتهم. وكان التعلم وقراءة المطبوعات قد مكنا من قيام الجماعة المتخيّلة السابحة في زمن 
فارغ. متجانس سبق أن تكلمنا عليه. أمًا ثنائية اللغة فقد عَنَتْ توفير منفذ عبر لغة الدولة 
الأوروبية» إلى الثقافة الغربية المحديثة ععناها الواسع. وخاصة إلى غاذج القومية:؛ والانتماء إلى 
أمّة والدولة الأمّة المنتَجَة في غير مكان في بحرى القرن التاسع عشر !4 

وفي العام 1913» قام النظام الكولونيالي ال هولندي في باتافياء وقد أخذ الضوء الأخضر من 
لاهاي؛ برعاية مهرجانات في أرجاء المستعمرة احتفاءً بالذكرى المئوية ل"تمرّر هولندا الوطن” 


17 


الجماعات المتخيّلة . . 


من الإمبريالية الفرنسية. وقد صدرت أوامر التأكيد على المشاركة الفعلية والمساهمات المالية: 
ليس من قبل الجماعات الهولندية والأوراسية المحلية وحسبء بل أيضًا من قِبَل السكان المحليين 
الخاضعين. واحتجاجاً على ذلك؛ كتب القومي الجاوي-الإندونيسي الشاب سواردي سرجاننغارت 
(كي هاجر ديوانتورو) مقاله الصحفي الشهير باللغة الحولندية "لو كنت هولنديا". 

فى رأييء أن هنالك ما هو في غير عله-وبذيء- حين نطلب من أبناء البلد (فأنا لا أزال 

تفيل أنن هولندي) أن يخرجوا في تلك المهرجانات الن تحتفل باستقلالنا. إتناء أولاء نخرح 

مشاعرهم إذ حتفل باستقلالنا هنا في بلدهم الأصلي الذي نستعمره. فنحن في هذه 

اللحظة سعداء أشدّ السعادة لمرور مئة عام على تحرير أنفسنا من السيطرة الأجنبية: 

وكل ذلك يجرى أمام أعين أولئك الذين لا يزالون تحت سيطرننا. ألا بخطر في بالنا أنّ 

هؤلاء العبيد البؤساء يتوقون إلى مثل هذه اللحظة؛ حين يتمكنون مثلنا من الاحتفال 

باستقلالهم؟ أم لعل سياستنا في تدمير الروح تدفعنا إلى اعتبار جميع الأرواح البشرية 

ميتة؟ إنْ كان الأمر كذلك: فإننا نخدع أنفسناء لأنه ما من جماعة؛ مهما تكن بدائية, إلا 

وتقف ضد أي نوع من الاضطهاد. ولو كنت هولندياًء لما نظمتٌ احتفالاً بالاستقلال في 

بلدٍ سْرِق منه استقلال شعبولة 
٠‏ بهذه الكلمات تمكن سواردي من أن يقلب التاريخ الهمولندى ضد المولنديين» بإشارته المجريئة 
إلى اللحمة بين القومية ا هولندية والإمبريالية. وعلاوة على ذلك فإنه بتحويل نفسه خيالياً إلى 
.. هولندي مؤقت (الأمر الذي ينطوي على دعوة قرَّائه الهولنديين إلى أن يتحولوا إلى إندونيسيين 
بالمقابل)» إما يقّض جميع المصائر العنصرية الن تشكل أساس الإيديولوجيا الكولونيالية 
المولنديةلكآ 

وهجوم سواردي المركّر هذا - الذي أَفْرَح جمهوره الإندونيسي بقدر ما أغاظ جهوره 

الهمولندي - هو مثال على ظاهرة علمية النطاق من ظواهر القرن العشرين. ذلك أنّْ التناقض 
الذي تنطوي عليه القومية الرعية الإمبراطورية كان مُحَتَما أن يلب إلى وعي المستعمّرين - 
ليس عن طريق الاحتفالات البليدة العارضة وحسب. بل عبر حجرات القراءة وغرف الصف 
أيضللتكا - ما كان يُنْظر إليه على نحو متزايد وَيُكْتَبْ عنه على أنه "تواريخ قومية" أوروبية. 
فما كان عقدور الصبيان الفيتناميين أن يتفادوا تعلم الفلسفات والثورة, وما يدعوه ريجيه 
دوبريه "عداءنا العلماني لالمازيا"لقأ. كما دخلت الماغنا كارتا. وأبو البرلمانات: والثورة انجيدة, 
الن صيفت جميعا بوصفها التاريخ القومي الإنفليزي, إلى المدارس في جميع أرجاء الإمبراطورية 
البريطانية. ولمى يكن صراع بلجيكا من أجل الاستقلال عن هولندا ليفيب عن كتب مدرسية 
سيق رأها أطفال الكونغو ذات يوم. وكذلك كانت تواريخ الولايات المتحدة الأميركية في الفيليبين, 
وأخيراً تواريخ البرتغال في الموزامبيق وأنغولا. والمفارقة الساخرة: بالطبع؛ هي أنَّ هذه التواريخ 
كانت مكتوبة انطلاقاً من وعي تأريخي كان يغدو عند منقلب القرنء وفي جميع أرجاء أوروباء 
مُعَرّفاً وَدّدا قومياً. (فالبارونات الذين فرضوا الماغنا كارتا على جون البلانتاجين لم يكونوا 


128 





الموجة الأخيرة 


يتكلمون "الإنغليزية”, ولم يكن لديهم تصّور عن أنفسهم ك"إنغليز"؛ لكنهم عُرّفُوا في صفوف 
مدارس المملكة المتحدة بعد سبعمئة سنة على أنهم الوطنيون الأوائل). 

غير أنّ هنالك ملمحاً يَسِمْ الإنتلجنسيا القومية البازغة في المستعمرات ويميزها إلى حدّ 
ما عن ضروب الإنتلجنسيا القومية نصيرة اللخة الحلية في أوروبا القرن التاسع عشر. فهذه 
الإنتلجنسيا مؤلفَة من فتية يافعين على نمو يكاد أن يشكل صفة ثابتةٌ» بل وأضفت على 
يفاعتها هذه دلالة سياسية معقدة, لا تزال تحظى بأهميتها إلى هذا اليوم» على الرغم من تغيرها 
عرور الزمن. فنشوء القومية البورمية (الحديثة/المنظمة) غالبا ما يُوْرَخْ له بتأسيس رابطة 
الشباب البوذية في رانغون عام 1908 ونشوء القومية المالاوية ‏ غالباً ما يُوْرّخَ له بإقامة اتحاد شباب 
الملايو عام 1938. ويحتفل الإندونيسيون في كل عام با يُدْعى قسَم الشبيبة الذي صاغه مؤممر 
الشبيبة القومي عام 1928 وأقَسَمَ به. وهلمجرا. ولا شك أن أوروبا قد كانت حاضرة بمعنن ما 
هنا أيضًاء الأمر الذي يتضح حين نتذكّر إيرلندا الفتاة. وإيطاليا الفتاة. وما شابه. وفي كل 

من أوروبا والمستعمرات كانت "الفتوة" و"الشبيبة" تشيران إلى الدينامية» والتقدمء والمثالية 
القائمة على التضحية؛ والإرادة الثورية. لكن "الفتوة" في أوروبا لم تكن كبيرة الدلالة على 
حدود سوسيولوجية قابلة للتحديد. حيث يمكن للمرء أن يكونٍ في منتصف العمر ويبقى جزءاً 

من إيرلندا الفتاة؛ وكان يمكن له أن يكون أميًا ويظل جزءاً من إيطاليا الفتاة. 0 
بالطبع» هو أنّ لغة هاتين القوميتين إما كانت لغةً أَمَاً علية متاحةً للأعضاء منذ المهد. أو؛ كما 
في حالة إيرلنداء لغةً متزوبولية ضَرّبت بيحذور عميقة لدى أقسام من السكان على مدى قرون 
من الفتح بحيث أمكن ها هي أيضا أن تتجلىء على الطريقة الكريولية» بوصفها لغة حلية. وم 
يكن ثمة صلة ضروربة بين اللغة. والعمر» والطبقة:؛ والمكانة. 

أمًا في المستعمرات فكانت الأمور ختلفة أشدٌ الاختلاف. فالشبيبة كانت تع قبل كل شيء» 
الجيل الأول بين أية أعداد كبيرة تمن حازوا تعليماً أوروبياء فصَلهم لفويا وثقافياً عن جيل 
آبائهم. كذلك عن كتلة هائلة من أقرانهم المستعمريق (انظر ب. سي. بال). هكذا أقام طلاب 
مدارس يقرأون الإنغليزية رابطة الشباب البوذية "إنغليزيةٌ اللغة" في بورماء وكانت جزثياً 
على غرار رابطة الشباب المسيحي. ويحد المرء في الإنديز الهولندية؛ من بين أشياء أخرى» جاوة 
الفتاة. وأمبوينا الفتاة. ورابطة المسلمين الشباب. وجميعها ألقاب عسيرة الفهم على أي 
حلي شاب لم يكتسب اللغة الكولونيالية. ففي المستعمرات, نحن نعي ب"الشبيبة". إذاء "شبيبة 
المدارس". في البداية على الأقل. وهذا بدوره يذكرنا مرة أخرى بالدور الفريد الذي لعبته 
المنظومات المدرسية الكولونيالية في تعزيز القوميات الكولونيالية !فا 

وتشكل حالة إندونيسيا مثالاً معقداً لافتاً على هذه العملية» خاصة بسبب ححبجمها افائل» 
وعدد سكانها الضخم (حتى فى العهد الكولونيالي)» وتشظيها الجغرافى (حوالي 3000 جزيرة)» 
وتعددها الدين (مسلمونء بوذيون» كاثوليك؛ بروتستانت من شتى الأنواع» هندو- بالينيون» 
و"أرواحيون"ل2كا). وتنوعها الإثن اللغوي (أكثر من 100 جماعة مميزة). وعلاوة على ذلك» 


109 


الجماعات المتخيّلة . . 


وكما يوحي اسمها شبه الميللين الحجينء فإِنَّ رقعتها أو مساحتها لا تنسجم ولو من بعيد مع 
أي سيطرة ما قبل كولونيالية؛ وعلى العكس» فإن حدودهاء على الأقل حتى غزو الجنرال 
سوهارتو الوحشي لتيمور الشرقية البرتغالية سابقاً في العام 41975 كانت تلك الحدود ال خلفها 
وراءهم آخر الفاتحين ال هولنديين (في العام 1910 تقريباً). 
وبعض الشعوب على ساحل سومطرة الشرقي ليسوا قريبين ماديا وحسبء؛ عبر مضائق 
مَلَقَاه من سكان الساحل الغربي من شبه جزيرة الملايو» بل يرتبطون بهم إثنياً أيضًاء ويفهم 
بعضهم لفة بعضهم الآخرء ويدينون بدين واحدء وهلمجرا. وهؤلاء السومطريون أنفسهم 
لا يتقامون مع الإمبونيين» الموجودين على جزر تبعد آلاف الأميال إلى الشرق» لا اللفة الأم؛ 
ولا الإثنية ولا الدين. ومع ذلك فقد باتوا خلال هذا القرن ينظرون إلى الأمبونيين على أنهم 
إندونيسيون مثلهم, حين باتوا ينظرون إلى المالاويين على أنهم أجانب. 
وما من شيء كان يرعى هذا الارتباط أكثر من المدارس الي راح النظام في باتافيا يقيمها 
1 بأعداد متزايدة بعد منقلب القرن. ولكي نرى السبب وراء ذلك» علينا أن نتذكر أنّ المدارس 
الحكومية قد شكّلت تراتبية ضخمة: رفيعة العقلانية» شديدة المركرية» شبيهة فى بنيتها 
ببيروقراطية الدولة ذاتهاء في تعارض تام مع المدارس الخلية» التقليدية» ال كانت مشاريع 
غفلية وقتحضيرة تلن الدواح (علن الرغم من كثرة انتقال الطلاب الأفقي من معلم حسن 
الصيت من العُلَمَا إلى آخر. على الطريقة الإسلامية الصالحة). ولقد خلقت الكتب المدرسية 
المؤّحدق القن الدراسية وإجازات التعليم الواحدة وتدرّج الفنات العمرية ذلك التدرّج 
المنتظم الصار ملكلا والصفوف والواد التعليمية عالماً من التجربة مكتفياً بذاته؛ ومتماسكا. 
غير أنَّ جغرافيا التزاتب لم تكن أقل أهمية. فالمدارس الابتدائية الموحّدة كانت مورّعة على 
القرى والبلدات الصغيرة في المستعمرة» والمدارس المتوسطة للشباب والكبار في البلدات الأكبر 
ومراكز المقاطعات, فى حين كان التعليم من المرتبة الثالثة (قمة الهرم) مقتصراً على العاصمة 
الكولونيالية باتافيا ومدينة باندونغ ال بناها ال هولنديون» على بعد 100 ميل إلى الجنوب الخربي 
على مرتفعات بريانفان الباردة. هكذا جلبت منظومة المدارس الكولونيالية في القرن المشرين 
. إلى الوجود ضروباً من الحجّ كانت توازي رحلات الموظفين الأقدم. وكانت باتافيا قبلة رحلات 
. الحجّ هذه: وليس سنغافورة» أو مانيلاء أو رانفون. أو حتى العاصمتين الجاويتين القدمتين 
0 وسوراكر :الْللا. ومن جميع أرجاء المستعمرة الشاسعة؛ ولكن ليس من أي مكان 
خارجهاء كان الحجيج الفضٌُ يشقٌّ طريقه الداخلي؛ الصاعد ويلاقي في المدرسة الابتدائية 
زملاءه المجيج من قرى غتلفة؛ لعلها كانت معادية ذات مرّة, ومن جماعات إثنية لغوية محتلفة 
ق الدزسة الإعدادية: ومن كل ضكان من المملكة فى | لعاهد الثانوية ب العاض م يلقلا وكان يخلم 
أيضًا أنه مهما يكن المكان الذي أتى منه فإنه قد قرأ الكتب ذاتها وأجرى الحسابات ذاتها. وكان 
يعلم أيضاء حتى لو لم يصل قط إلى هذا الحد-ومعظمه لم يصل- أن القبلة هي باتافياء وأنّ كل 
هذه الضروب من النزحال إما تستمدّ "معناها" من العاصمة. الن تفسّر في الواقع لماذا "نحن" 








الموجة الأخيرة 


موجودون "هنا" جميعنا "معا". وبعبارة أخرىء فإِنّ تحربة هذا المحجيج المشتركة. القائمة على 
التنافس الودّي» كانت تعطي خرائط المستعمّرّة الي يدرسونها ( وال ثلوّن بصورة محتلفة عن 
لملايو البريطانية أو الفيليبين الأميركية) ذلك الواقع الإقليمي النوعي الْتَخَيّل الذي كان يُبَرْهَن 
عليه كل يوم من خلال لكنات أقرانهم في الضّف وقسمات وجوههم” 7 , 

وما الذي كانوا عليه جميعهم معا؟ لقد كان المولنديون واضحين ماما بهذا الشأن: مهما 
تكن اللغة الأم ال يتكلمونهاء فَهُم 1212506:5 على نو لا شفاء منهء وهذه كلمة تحمل على 
الدوام» مثل كلمة "2281065" الإنغليزية و":5»مغع1201" الفرنسية؛ حمولة دلالية متناقضة 
لع ارام ل لو لحي تعر لور احم كم د ار 
تعن أن الأشخاص المشار إليهم هم في الوقت ذاته "أدنى" و"من هناك" (كما إنّ المولنديين 
هم "226175" هولنداء ومن هناك). وبالمعكسء فإن المهولنديين عثل هذه 0 كانوا يخصون 
ايقسيفة إل حادب التفوق, بصفة "عدم كونهم من هناك". كما تشتمل الكلمة على أنَّ ال 
5 فى دونيتهم المشتركة. حقراء جميعاً بالتساوى. بصرف النظر عن الجماعة الإثنية 
اللغوية أو الطبقة الن أتوا منها. غير أنه حتى هذا التساوي البائس في الوضع كان له نطاقه 
امحدود. ذلك أنّ ال 013006 لا ين يطرح السؤال: "علنٌ ماذا؟" فإذا ما كان ال مولنديون فى 
بعض الأحيان يتكلمون كما أن ال 1213506:5 صنف علميّ» فإِنْ التجربة كانت تبيّن أن هذه 
الفكرة يصعب دعمها في الممارسة. ذلك أنْ ال 12122065 كانوا يتوقفون عند حافة المستعمرة 
الملؤنة المرسومة. أما خلف تلك الحافة فكان ثمة "دعمغع1لما ."221010765 و 120105 من شتى 
الأنواع. وعلاوة على ذلك. فإنّ المصطلحات القانونية الكولونيالية كانت تشتمل على مقولة 
0511118 ع220ء7:6 (الشرقيين الأجانب). الي كان لها ما لمملة زائفة من رنين مريب؛ كما 
لو أنها "امحليون الأجانب". ومثل هؤلاء "الشرقيين الأجانب", الصينيين والعرب واليابانيين 
بصورة أساسية» مع أنهم قد يكونون تمن يعيشون في المستعمرة؛ كانت لحم مكانة قانونية 
سياسية أرفع من مكانة "لمحليين المحليين". بل إن الرعب من قوة ملوك ميجي الاقتصادية 
وبراعتهم العسكرية بلغ بهولندا بالغة الصَفر ما يكفي لأن ترفع من المكانة القانونية ال 
يتمتع بها اليابانيون في المستعمرة» منذ 1899 فصاعداً. وتصل بها حدّ اعتبارهم "أوروبيين 
شَرّف". ومن كل هذاء وبنوع من التثفيل والنزسيب. صارت كلمة 10192066 -الن تستبعد 
البيضء وافولنديين» والصينيين» والعرب» واليابانيين» وال "وعتاهص" وال دعمغعنلمل وال 
105 1- أشدّ تحديداً باطراد في حتواهاء إلى أن تحولت فجأة. مثل يرقة ناضجة. إلى فراشة لافتة ١‏ 
هي ال "صداوعصه0ه1". 

وفى حين أنه من الصحيح أنّ مفهومي ال ععلتداصة وال "2176م" لا يمكنهما قط أن 
يكونا مفهومين عنصريين عامّين حقا؛ إذ أنْ لهما على الدوام جذور في موطن ما معين لفلا 
فإنّ حالة إندونيسيا لا ينبغي أن تسوقنا لأن نفترض أن لكل موطن "عليّ" تخومه المحددة سلفاً 
والثابتة. وثمة مثالان يبيّنان الحكس: إفريقية الغربية الفرنسية والهند الصينية الفرنسية. 


الجماعات المُتخيّلة . . 


ففي عرّهاء كانت مدرسة وليم بوني للمعلمين في داكار قمة الحرم التعليمي الكولونيالي في 
إفريقية الغربية الفرنسية؛ مع أنها لم تكن سوى مدرسة تانويةلقلأ. وكان يأتي إلى وليم بون 
الطلاب مما يُعْرَف اليوم باسم غينيا ومالي وساحل العاج والسنغال» وما إلى ذلك. ولا ينبغي أن 
يدهشناأنَ رحلات حجّ هؤلاء الطلاب؛ ال كانت تنتهي في داكار» كانت تُقْرَأ في البداية مصطلحات 
إفريقية (الغربية) الفرنسية» الن يُعَدَ من بينها مفهوم الزنوجة (008:10146) المتناقض - في 
. إشارته إلى جوهر الانتماء الإفريقي الذي لا يمكن التعبير عنه إلا بالفرنسية» لغة صفوف وليم 
بوني - ذلك الرمز الذي لا يُنْسَى. غير أنّ احتلال مدرسة وليم بون موقع القمة كان أمرا 
عارضاً وسريع الزوال. فمع بناء المزيد من المدارس الثانوية في إفريقية الغربية الفرنسية: لم يعد 
من الضروري للطلبة اللامعين أن يقوموا بمثل رحلات الحم البعيدة هذه. وعلى أية حال فإن 
المركزية التعليمية ال تميزت بها مدرسة وليم بوني لم تضاهها قط مركزية إدارية عائلة تتميز 
بها داكار. وقابلية الاستبدال الن تمتّع بها طلبة إفريقية الغربية الفرنسية على مقاعد وليم 
بون لم تضاهها قابلية بيروقراطية لاحقة لتبديلهم في الإدارة الكولونيالية في إفريقية الغربية 
الفرنسية. هكذاء مضى طلبة المدرسة القدامى إلى الوطن ليصبحواء فى النهاية» الزعماء 
القوميين الفينيين أو الماليين» في حين ظلوا محتفظين بالرفقة والحميمية التضامنية "الإفريقية 
الغربية" اللتين فقِدتا لدى الأجيال اللاحةةلكلا. 
ولقد كان للاسم الحجين اللافت "الهند الصينية". لدى جيل واحدٍ من المراهقين المتعلمين؛ 
0 ن مُتخيّلاً واقعياء وبحرا بالطريقة السابقة ذاتها إلى حدٌ بميد11. فهذا الكيان» كما ينبفي 
أن نتذكر, لم يُعلن رعياً إلافي العام 1887؛ ولم يتخذ شكله الكامل كإقليم إلا في العام 1907 مع 
أنَّ التدخل الفرنسي النَسُط في المنطقة عموما يعود إلى قبل ذلك بقرن. 
وبوجه عام» فقد كان للسياسة التحليمية الن اتبعها الحكام الكولونياليون في "الهند الصينية" 
غرضان أساسان اثزان قل أسهم كلاهماء كما تبيّن في غو الوعي "الهندوصين". وقد تمثّل 
الغرض الأول في فك الروابط السياسية-الثقافية القائمة بين الشعوب المستعمرة والعالم الواقع 
خلف المند الصينية مباشرةً. وبقدر ما يتعلق الأمر ب "كمبودج" و"لاوس “لهل فإنٌّ افد 
كان سيام» الن سبق أن مارست عليهما سيطرةٌ متغيرة وشاركت كليهما شعائر بوذية الهيناياناء 
ومؤسساتهاء ولختها المقدسة. (وإضافة إلى ذلك لأن اللغة اللاوسية وكتابتها في الأراضي الواطئة 
كانت ولا تزال وثيقة الصلة باللغة التايلندية وكتابتها). وانطلاقاً من هذا الاهتمام على وجه 
التحديد كان أن جُرّبَت الفرنسية أولا في تلك المناطق الن اُترعت أخيراً من سيام؛ مع ما دُعي 
ْ باسم "مدارس بوغودا المحدّدة" ٠»‏ ابن خُطط ها أن تنقل الرهبان الخمير وتلاميذهم من المدار 
التايلندي إلى مدار الهند الصينية[0ا, 
وفي شرقي الحند الصينية (وهو الاختصار الذي أستخدمه لأشير إلى "تونكين" و"أنام" 
و"الصين الكوشينية")؛ كان الهدف هو الصين والحضارة الصينية. فعلى الرغم من أنّ السلالات 
الحاكمة في هانوي وهوي كانت قد دافعت طوال قرون عن استقلالها عن بكين؛ إلا أنها صارت كم 








132 





الموجة الأخيرة 


من خلال نظام حكم مندرين ممُصاغ بصورة واعية على غرار نظام المحكم الصين. فالتعيين 
قي جهاز الدولة كان يجري بناءَ على أمتحان كتابي قٍْ الكلاسيكيات الكونفوشية. والوثائق الملكية 
كانت مكتوبة بالأحرف الصينية؛ والطبقة الحاكمة كانت متضّينة كثيرًا فى ثقافتها. وهذه 
الزقابظ القدبمة اتخذت :طابعا كاذ غير مرعويام فيه بعد حوالي العم 5+ حين بدأت 


التق ب عبر الحدود الشمالية للمستعمر وِلْلْعل وعلى هذا الأساس؛ فقد ألغيت الامتحانات 
الكونفوشية فى "تونكين" عام 1915 وفى "أثّام" عام 1918 على التوالي. وبذلك بات التعيين 
في الخدمة المدنية في الهند الصينية يحرى بصورة حصرية عبر منظومة تعليمية كولونيالية 
فرنسية متطورة. وعلاوة على ذلك» فقد جرى على نحو واع رفع مكانة ال كواك نفو وهي ‏ 
كتابة لاتينية التصويت كان قد اخنزعها في الأصل المبشرون ال جزويت في القرن السابع عشر لْهُفَل 
وتبنتها السلطات للاستخدام في "الصين الكوشينية" منذ أوائل ستينيات القرن الثامن عشرء 
بقصد فصم الروابط مع الصين-ورعا أيضًا مع الماضي الحلّي- يبحعل السجلات الملكية والاداب 
القديمة ع متاحة للجيل الجديد من ن الفيتناميين الستخمر ينلفقة_ 
الذين يقرأون تر ويكتبونها لكي يعملوا كنخبة علية موثوقة الا ومتثة, ومتثاقفة, 
ملا مراتب بيروقراطية المستعمرة الخاضعة ومشاريعها التجارية الكبير ولقها. 

ولا حاجة هنا لآن نتوقف طويلاً عند تعقيد تعقيدات نظام التحليم الكولونيالي. ويكفي أغراضّنا ٠‏ 
الحالية أن نعلم أنَّ السمة الوم لهذا النظام هي أنه شكل هرما واحدا. متصدّعاء كانتت ١‏ 
درجاته العليا جميعاً تقع في الشرق» حتى أواسط ثلاثينيات القرن العشرين. وعلى سبيل المثال» ١‏ 
فقد كانت الثانويات الوحيدة الي ترعاها الدولة متوضعة قْ هانوي وسايغون حتى ذلك الحعين؛ 3 
وطوال الفتزة الكولونيالية ما قبل الحرب؛ كانت الجامعة الوحيدة في الهند الصينية متوضعة ‏ - 
في هانوي» "فى الشارع ذاته". إذا جاز القول» الذي يوجد فيه قصر الحاكم العاملكأ. ولقد ١‏ 
ضمّ متسلقو تلك الدرجات بين صفوفهم ناطقون بمختلف اللفات المحلية الكبرى في المنطقة 
الواقعة تحت السيطرة الفرنسية: فيتناميون» صينيون» حمير» لاوسيون (وعدد غير قليل من 2١‏ 
الكولونياليين الفرنسيين الشباب). وكان لا بد لتقارب أولئك المتسلقين؛ القادمين من ماي ثو 2 
وباتامبانغ وفينتيان وفنه. على سبيل المثال» من أن يشير إلى أنهم "هندوصينيون". بالطريقة .. 
ذاتها الي كان لا بد لتقارب الطلاب متعدديى اللفات والإثنيات قْ باتافيا وباندونغ من أن يقْرَأ : 
على أنهم "إندونيسيون "لكآ. و مع أن هذا الانتماء إلى الهند الصينية كان واقعياً قاماء فإته كان 
مُتَخيّلا من قبل جموعة بالغة الصّفرء ولدّة لم تكن طويلة. والسؤال هو لماذا تكشف عن أنه . 
سريع الزوال؛ في حين بقي الانتماء إلى إندونيسيا وراح يتعمّق أكثر فأكثر؟. 0 

غة, أولء ذلك التغبّر الواضح في مسار التعليم الكولونيالي» خاصة كما كان مطبّقاً في لفند ١‏ 
الصينية الشرقيةخند تحؤالي العام 1917 قصاعدا. فالتصفية الغورية. أو الوشيكة: لنظاء .- 





في" 
ذمو' 


الجماعات المتخيّلة . . 


الامتحان الكونفوشي التقليدي دفعت أعداداً متزايدة باطراد من أفراد النخبة الفيتنامية 
: لأن يحاولوا وضع أبنائهم فى أفضل المدارس الفرنسية المتاحة» بغية ضمان مستقبلهم في 
صفوف البيروقراطية. وقد أثار ما نحم عن ذلك من منافسة على الأمكنة في المدارس الجيدة 
القليلة المتاحة ردّة فعل قوية بين الكولون الخغرين. الذين كانوا يعتبرون هذه ذه الكارسن من 
"فرانكو-فيتنامية' 'مستقلة واطة كانت تشدد» قي مراتبها الدنياء ذلك العقدية الخاص. 

. على تعليم اللغة الفيتنامية بالكتابة ال كواك نهو (مع تعليم الفرنسية كلفة ثانية عبر وسيط 

ال كواك نغو)[2!. ولقد ترتبت على هذا التغيير في السياسة نتيجتان اثنتان. فمن جهة أولى» 

عمل نْشْرُ الحكومة مئات آلاف الكتب المدرسية الخاصة بالمراحل التعليمية الأولى بال كواك نخو 

. على تسريع انتشار هذه الكتابة ال اخترعها أوروبيون» وساعد دون قصد على جعلهاء بين 

. 1920 و1945: الأداة الشعبية للتعبير عن التضامن الثقافي (والقومي) الفيتنامي لقثا. ذلك أنه 
على الرغم من أنّ عدد الذين كانوا يعرفون القراءة والكتابة من السكان الناطقين بالفيتنامية 
لم يكن يتجاوز 9010 فى أواخر ثلاثينيات القرن العشرين؛ إلا أنّ هذا العدد لا سابق له في تاريخ 
هذا الشعب. وعلاوة على ذلكء. فا إن نْ هؤلاء المتعلمين» بخلاف الفئة المتعلمة الكونفوشية. كانوا 
ملتزمين التزاماً عميقاً بزيادة أعدادهم تلك الزيادة السريعة. (وبالمثل؛ فقد عرزت السلطات في 

"كمبودج" و "لاوس". وإِنْ يكن على مستوى محدود أكثر. طبع النصوص المدرسية الابتدائية 
باللفات امحلية» بقواعد الإملاء والتهجئة التقليدية في البداية وبصورة أساسية؛ وبالكتابة 
اللاتينية لاحقاً وبصورة أضعف) 221[ ومن جهة أخرى؛ فقد عملت هذه السياسة على إقصاء 
الناطقين بالفيتنامية من غير المحليين المقيمين في الحند الصينية الشرقية. ففي حالة الخمير 
المحمر في "الصين الكوشينية"؛ عملت بالتضافر مع إرادة النظام الكولونيالي السماح هؤلاء 
بإقامة مدارس ابتدائية "فرانكو-حميرية" مثل تلك الن شُجّع على إقامتها في المحميّة» على 
إعادة توجيه المطامح نحو أعلى نهر الميكونخ. وهكذا راح أولتك المراهقون من المخمير المحمر 
الذين كانوا يطمحون إلى تعليم أعلى في عاصمة إندونيسيا الإدارية (بل وفي فرنسا بالنسبة لقلة 
.. مختارة منهم) يقومون على نحو متزايد بالتفاتة عبر فنوم بنه بدلا من سلوك الطريق السريع 

عبر سليغون. 

١‏ ثانياء جَرَتْ في عام 1935 ترقية مدرسة سيسوات في فنوم بنه إلى ثانوية متطورة تابعة 
للدولة» بعكانة مساوية لمكانة ثانويات الدولة الموجودة في سايغون وهانويء ومنهاج دراسي 
مطابق لمنهاجها. ومع أنّ طلابها كانوا في البداية ينتمون بكثرة (على جَرْي تقاليد المدرسة) 

إلى عائلات التجار السينو-حميريين والموظفين الفيتناميين المقيمين؛ إلا أنّ نسبة الخمير امحليين 

راحت تزداد باطرادلكثا. ولعلّه أن يكون من الإنصاف القول إن الكمّ الأكبر من الشباب 

الناطقين بالخميرية الذين تلقوا تعليماً في المدارس العليا الفرنسية قد فعلوا ذلك: بعد 1940, 
في العاصمة الكولونيالية الصرفة الن بناها المستعمرون لآل نوردوم. 





14 





الموجة الأخيرة 


أمَا ثالث فثمّة حقيقة أنه لم يكن هنالك تناظر وتشاكل بين رحلات الحج التعليمية 
والإدارية في الهند الصينية. فالفرنسيون لم يجدوا أيّ حرج في التعبير عن الرأي الذي مفاده أنّه 
إذا ما كان الفيتناميين ليسوا حل ثقة ويتصفون بالجشع. إلا أنهم مع ذلك وبلا شك أشدّ حيوية 
وذكاءً من الخمير واللاوسيين "الشبيهين بالأطفال". وعلى هذا الأساس» راحوا يستخدمون 
الموظفين الفيتناميين ذلك الاستخدام الكثيف ف الهند الصينية الغربيةلْلَث. وقد شكّل ال 
0 فيتنامي المقيمين في "كمبودج" عام 1937 - والذين يمثلون أقل من 901 من بين 19 
مليون ناطق بالفيتنامية في المستعمرة؛ وحوالي 966 من سكان المحمية - جماعة ناجحة نسبياً. 
ما جعل للهند الصينية معنن ملموساً بالنسبة لحم كما كان ا حال بالنسبة لل 50000 الذين 
أرسلوا إلى "لاوس" قبل العام 1945. ولقد كان عقدور الموظفين من بينهم على نحو خاص. . 
الذين كان يمكن أن يُرْسَلوا من مكان إلى آخر في أقسام المستعمرة اللخمسة جميعهاء أن يتخيّلوا ' 
الهند الصينية بوصفها الخشبة الواسعة الي يواصلون الأداء عليها. 

ومثل هذا التخيّل كان أقل سهولة بالنسبة للموظفين اللاوسيين والخمير. على الرغم من 
أنه لم يكن هناك أي حظر ربعيّ أو قانوني يحول دون حصوفم على فرص للعمل في أي مكان 
من الهند الصينية. فحتى الشباب الأشدّ طموحا القادمين من جماعة الخمير المحمر شرقي الهند 
الصينية؛ البالغ تعدادها في العام 1937 حوالي 326000 ولعلها تمثّل 9010 من بجموع السكان 
الناطقين بالخميرية؛ كانوا يحدون عملياً أن آفاق العمل المتاحة أمامهم خارج "كمبودج" هي 
آفاق جدّ محدودة. ولعل الخمير واللاوسيين كانوا يملسون إلى جانب الفيتناميين في مدارس اللغة 
الفرنسية الإعدادية والثانوية فى افون وهانوي. لكنه لم يكن من الحتمل أن يكملوا ذلك 
ويشاطر وهم الوظائف الإدارية هناك. ومثل الشباب القادمين من كوتونو وأبيدجان في داكار, 
كان مُقدّرا لحم أن يعودواء بالتدريج. إلى "الأوطان" ال رعتها الكولونيالية لهم. وبعبارة أخرى, 
فإنه إذا ما كانت رحلات حجّهم التعليمية موجّهة نحو هانوي, فإِنّ رحلاتهم الإدارية كانت تنتهي 
في فنوم بنه وفينتيان. : 

ومن هذه التناقضات برز أولئك الطلبة الذين يتكلمون الخميرية والذين سيُذكرون لاحقا 
بأنهم أوائل القوميين الكمبوديين. والرجل الذي يمكن أن يُعَدَ "أبو" القومية الخميرية». سون 
نفوك ثانه؛ كان كما يشير اسمه الفيتنامي» من ال خمير المخمر الذين تعلموا في سايغون وتسلموا 
لفترة وظيفة قانونية صغيرة في تلك المدينة. لكنه في ثلاثينيات القرن العشرين ترك باريس دلتا 
الميكونغ ساعياً وراء مستقبل واعد أكثر في بلوا تلك الدلتا. أما الأمير سيسوات يوتيفونغ فقد ' 
التحق بالمدرسة الإعدادية ق سايغون قبل أن يغادر إلى فرنسا هن أجل الزيد هئ 'الدراسة: وحين 
عاد إلى فنوم بنه بعد خمسة عشر عاماء وبعد المحرب العالية الثانية؛ أسهم في تأسيس الحرب | 
الدبمقراطي (الخميري) وتسلم منصب رئيس الوزراء 1946 - 1947. وكان وزير دفاعه. سونّ 
فوينساي, قد قام بالرحلات ذاتها. أمَا هوي كانثول» رئيس الوزراء الدعقراطي 1951 1952-. 
فقد تخرّج في مدرسة المعلمين في هانوي عام 1931, ثم عاد إلى فنوم بنه. حيث انضم إلى الهيئة 


او 


كا 


الجماعات المُتخيّلة . . 


:: التحليمية في ثانوية سيسواتَلْمَشَ. ولعل المثال الأبرز على كل هذا أن يكون إيو كويوس. الأول 
في سلسلة مؤسفة من الزعماء السياسيين الخمير الذين قضوا اغتيالالثا. فقد وُلِد في مقاطعة 
باتامبانغ عام 1905 -حين كانت لاتزال محكومة من قبل بانكوك- والتحق عدرسة علية من 
"مدارس باغودا احدّدة” قبل أن يدخل مدرسة ابتدائية "هندوصينية" في مدينة باتامبانغ. وفي 
العام 1921 ذهب إلى كليّة سيسوات في عاصمة امحمية» ثم إلى كلية التجارة في هانوي؛ الت تخرّج 
منها عام 1927 وكان الأول على صفّه الذي يقرأ بالفرنسية. ولما كان يأمل أن يدرس الكيمياء 
في بوردوء فقد خضع لاختبار المنحة ونمح فيه. غير أنّ الدولة الكولونيالية سدّت عليه الطريق. 
وعاد إلى باتامبانغ حلته. حيث أدار صيدلية» وظل كذلك حتى بعد أن استعادت بانكوك المقاطعة 
عام 1941. وبعد انهيار اليابان في آب 1945؛ عاود الظهور في "كمبودج" كبرلاني ديمقراطي. 
ومن اللافت أنّه كان على طريقته حفيداً مباشراً لفقهاء اللغة البارزين في أوروبا الباكرة؛ حيث 
قام بتصميم لوحة مفاتيح آلة كاتبة لكتابة الخميرية ونشر بحلدين ضخمين بال فياسا مير 
[اللغة الخميرية]؛ أو عصدهكنهء علدنغل ندودظ منآ) عصمعءنعلمط مدن اك 0 ٠‏ كما تشير 
صفحة العنوان المضللة في طبعة العام 2411967آ. لكنّ هذا النص ظهر أول مرّة - امخلد الأول 
منه ققط - في العام 017 حين كان مؤلفه رئيساً للجمعية التأسيسية في فنوم بنهء وليس 
فى العام 1937؛ حين كان بحيا حياة بلادة وخمول فى باتامبانغ» وحين لم تكن ثانوية سيسوات قد 
خرّجت بعد أيّ طلاب يتكلمون الخميرية» وحين كانت الهند الصينية لا تزال واقعا وإن يكن 
عابرأ سريع الزوال. أمَا في العام 21947 فلم يعد الناطقون بالمخميرية -على الأقل أولئك الذين 
من "كمبودج”" - يلتحقون بصفوف في سايغون أو هانوي. حيث ظهر في المشهد جيل جديد كانت 
"الهند الصينية" بالنسبة له تاريخا وباتت "فيتنام” بلداً قائما فعليا وأجنبياً. 

صحيح أنْ الفزوات والاحتلالات الوحشية الن أمر بها ملوك سلالة نفوين في هيو خلال 
القرن التاسع عشر قد خلفت ذكريات شعبية مريرة بين الخمير» بمن فيهم أولئك الذين في 
"الصين الكوشينية" الن قُدّر لها أن تغدو جزءاً من فيتنام. غير أنّ مرارة مائلة كانت موجودة 
في الإنديز الهولندية: السوندانيين ضد الجاويين؛ الباتاك ضد المينانكابو؛ الساساك ضد الباليين؛ 
التوراجا ضد البوغينيين؛ الجاويين ضد الأمبونيين» وهلمجرا. وما حاولث أن تقوم به تلك 
السياسة ال تُدعى "السياسة الفيدرالية" الِن اتبعها بين 1945 و 1948 الحاكم العام الملازم 
المزْعِبء هوبرتوس فان موك بغية الالتفاف على الجمهورية الإندونيسية الوليدة هو على وجه 
الدقة استغلال مثل هذه المرار لقف لكن "إندونيسيا" ظلت على قيد الحياة. على الرغم من 
فيْض التمردات الإثنية ال لم يكذ يِخلوُ منها أى جزء من أجزاء إندونيسيا المستقلة بين 1950 
و1964 . ويعود ذلك في جرء منه إلى أن باتافيا ظلت القمة التعليمية حتى النهاية؛ غير أنه يعود 
أيضًا إلى أنّ السياسة الإدارية الكولونيالية لم تَعِدْ السوندانيين المتعلمين إلى "بلاد السوندا"؛ أو 
الباتاك إلى أرضهم الأصلية في تلال سومطرة الشمالية. وفى نهاية الحقبة الكولونيالية» كانت 
جميع المجماعات الإثنية اللغوية قد اعتادت على فكرة أنَّ هنالك خشبة أرخبيلية لهم أدوارهم ال 





156 





الموجة الأخيرة 


يلعبونها عليها. ولذلك؛ فإنَّ واحدا وحسب من تمرّدات الأعوام 1950 - 1964 كانت له طموحاته 
الانفصالية؛ أمَا الباقي جميعاً فكانت تتنافس ضمن نظام سياسي إندونيسي واحد لكل 

و لا يسعناء علاوة على ذلكء أن نتجاهل الحادث اللافت الذي مفاده أنَّ "لفةٌ إندونيسية" 
قد برزت في عشرينيات القرن العشرين ذلك البروز الواعي. وكيفية حدوث ذلك لا دلالتها . 
البديدة ان تبدو جديرة بأن نحيد عن الموضوع قليلاً من أجلها. فقد سبق أن أشرنا إلى واقعة " 

نّْ الهولنديين لم يحكموا الإنديز إلا إلى حدٌ معين ومتأخر. وكيف يمكن أن يكون الأمر بخلاف ‏ 0 
ذلك؛ إذا ما كان الهولنديون قد بدأوا فتوحاتهم المحلية في أوائل القرن السابع عشر. في حين لم / 
كر تعليم اللغة الهولندية لل 101204655 على نحو جدي إلا في أوائل القرن العشرين؟ وما جرى ١‏ 
بدلاً من ذلك هو تطور لغة دولة غريبة عبر سيرورة بطيئة» وغير خطط لا إلى حدّ بحيد. ١‏ 
انطلاقاً من لفة قديمة مشدركة بين الجزرل3. وهذه اللفة ال دُعيّت طءداةلقصاهمع 1ك (رعا - 
"لغة الملايو الخدمية" أو "لغة الملايو الإدارية")؛ تنتمي إلى النمط الذي تنتمي إليه "العثمانية" 
وتلك "الألمانية المالبّة" البن انبتقت من الثكنات متعددة اللفات فى إمبراطورية هابسبورخاققا. 
وقد كانت لها مكانتها الراسخة بين الموظفين فى أوائل القرن التاسع عشر. وحين غدا لرأعالية 
الطباعة ذلك الحضور الكبير بعد منتصف القرن» خرجت هذه اللفة إلى السوق والإعلام. ولأنّ 
مستُخدميها الأوائل كانوا من الصحفيين والناشرين الصينيين والاوراسيين بصورة أساسية, 
فْإنّ ال 10120065 لم يلتقطوها إلا مع نهاية القرن. وسرعان ما نْسِيَ الفرع ال 016856 من 
شجرة عائلتها ليحل مكانه سلف مزعوم من جزر الرياو (الِنَ لعله من حسن الحظ أن 
سنغافورة البريطانية قد غدت أهمها منذ العام 1819). وفي العام 8, وبعد أن شكلها جيلان 
من الكتاب والقرّاء المدينيين» كانت قد غدت جاهزة لأن تتبنّاها إندونيسيا الفتاة بوصفها اللغة 
القومية. فلم تنظر إلى الخلف قط منذ ذلك الحين. 

بيد أن الحالة الإندونيسية: المهمة بالطبع؛ لا ينبغي أن تضللنا في النهاية وتسوقنا إلى 
التفكير بأنّ المولندية ما كان بحقدورها أن تكون اللغة القومية ولو كانت هولندا قوة أكبر 1فثا 
ووصلت في العام 1850 بدلاً من 1600. فلا شيء يوحي بأنْ القومية الغانية هي أقل واقعية من 
الإندونيسية بحرد أنّ لفتها القومية هي الإنغليزية وليس الأشان. ومن الخطأ أيضا أن تتعامل 
مع اللفات بالطريقة الن يتعامل بها معها بعض الإيديولوجيين القوميين؛ بوصفها رموزاً 
للانتماء القومي؛ مثل الرايات؛ والأزياء» والرقصات الشعبية» وبقية هذه الأمور. والأهم بكثير 
بشأن اللغة هو قدرتها على توليد جماعات متخيّلة» وعلى بناء ضروب معينة من التضامن 
في حقيقة الأمر. فاللغات الإمبراطورية هيء في النهاية» لغات حلية. وهي بذلك لفات علية 
0 فإذا ما كانت موزمبيق الراديكالية تتكلم البرتفالية» فإن دلالة ذلك هي . 

أنّ البرتغالية هي الوسيط الذي يمري عبره تخيّل الموزمبيق (وتوقف حدودها في الوقت ذاته عند | 
كل من تنزانيا وزامبيا). ومن هذا المنظور, فإنَّ استخدام البرتغالية في موزمبيق (أو الإنفليزية 
في الهند) لا يختلف أساساً عن استخدام الإنغليزية في أسنزاليا أو البرتغالية في البرازيل. اللغة ليست 








1537 





الجماعات المتخيّلة . . 


أداة للإقصاء: ومن حيث المبدأ» يمكن لذي كان أن يتعلم أيَهَ لغة كانت. وعلى العكس. فإِنْ اللفة 
في الأساس هي أداة إدناء أو جمْع» لا يدها سوى قدر بابل: ما من أحد يعيش عا يكفي لتعلّم 
اللخات جميعاً. واللغة الطباعية هي ما يبتدع القومية؛ وليس لغة حدّدة بحن زاتها!0كأ. وإشارة 
الاستفهام الوحيدة الن تقف إزاء لغات مثل البرتغالية في موزامبيق والإنفليزية في الهند هي ما 
إذا كان النظامان الإداري والتعليمي» وخاصة الأخير يمكنهما أن يولّدا انتشاراً كافيا سياسيا 
للثنائية اللخوية. ومنذ ثلاثين عاماً مضت. لم يكن هناك تقريباً أي إندونيسي يتكلم الباهاسا 
إندونيسيا [الإندونيسية» اللغة القومية] بوصفها لغته أو لفتها الأم؛ حيث كانت لكل امرئ 
لخته "الإثنية" الخاصة وكان لبعضهم: خاصة أولئك الذين كانوا في الحركة القومية؛ هكقطةط 
طعواءلهصفمصء100006512/01 علاوة على ذلك. واليوم رعا كان هناك ملايين من الإندونيسيين 
الشباب. من عشرات الخلفيات الإثنية اللفوية». يتحدثون الإندونيسية بوصفها لفتهم الأم. 

وليس من الواضح بعد ما إذا كان جيل من الموزامبيقيين الذين لا يتحدثون سوى البرتغالية 
الموزامبيقية سوف يتولد بعد ثلاثين عاماً من الان. غير أن ظهور مثل هذا اليل ليسء فى نهاية 
القرن العشرين. ذلك الشرط اللازم للتضامن القومي الموزامبيقي. ففي المقام الأول بحد أن 
ضروب التقدم في تكنولوجيا الاتصال. خاصة الإذاعة والتلفزيون» توفر للطباعة حلفاء لم 
يكونوا متاحين منذ قرن مضىء حيث يمكن للبث متعدد اللغات أن يستحضر الجماعة المتخيّلة 
في أذهان الأميين والسكان الذين يتكلمون لفات أمّ غتلفة. (وهنا ثمة ضروب من التشابه مع 
استحضار العالم المسيحي القروسطي عبر فثيلات بصرية وفئات متعلمة ثنائية اللغة). وفي 
المقام الثاني» فإن قوميات القرن العشرين بات اء كما أرى؛ طابع قياسي غطي. فهي تستطيع 
أن تستندء وهي تستندء على أكثر من قرن ونصف القرن من التجربة الإنسانية وعلى ثلاثئة 
اذج سابقة من القومية. وبذلك يكون القادة القوميون في موقع يمكنهم من أن يستخدموا 
على نحو واع الأنظمة التعليمية المدنية والعسكرية المصاغة على غرار أنظمة القومية الرعية؛ 
والانتخابات» والتنظيمات الحربية» والاحتفالات الثقافية المصاغة على غرار القوميات الشعبية 
في أوروبا القرن التاسع عشر؛ وفكرة جمهورية المواطنين ال جاءت بها البلدان الأميركية إلى 
العالم. وقبل كل ذلك؛ فإن فكرة "الأمة" هي الان معششة بقوة وثبات في جميع اللغات الطباعية؛ 
والانتماء القومي لا ينفصل عن الوعي السياسي. 

وفي عالم تشكل فيه الدولة القومية تلك القاعدة الطاغية فإنّ ما يعنيه كل هذا هو أنّ من 
الممكن الأن تخيّل الأمم دون اشتراك لغوي؛ ليس بروح ال 5مصءمءءتمه د10 5ه0نه5هه إن 
الأميركيين] امحلية» بل انطلاقاً من إدراك عام لما أظهر التاريخ الحديث أنه ممكن لْلَكاً. ويبدو من 
المناسب, في هذا السياق» أن نختم هذا الفصل بالعودة إلى أوروبا والنظر بإياز إلى تلك الأمة ال 
غالبا ما استُخَدِم تعددها اللغوي كهراوة لِضَرْب أنصار النظريات القومية القائمة على اللغة. 

ففي العام 1891» وفي خضم الاحتفالات بذكرى مرور 600 عام على الاتماد الكونفدرالي 
بين شفيتس وأوبفالدن ونيدفالدن» "قررت" الدولة السويسرية أن يكون العام 1291 تاريخ 








الموجة الأخيرة 


تأسيس سويسنر الك .ومثل هذا القرآر) الذي انقظر 600 سنة لك :يضدن له حواتبه المسلية: 
ويشير أصلا إلى أن الحداثة وليس القِدّم هي الن تميّر القومية السويسرية. بل إنَّ الأمر يصل 
بكريستوفر هيوزه في كتابه عن سويسراء حد رؤية أنّ احتفالات العام 1891 تَسِمْ ولادة هذه 
القومية» فيقول إنه "في النصف الأول من القرن التاسع عشر . . كانت القومية تتكئ بخفة على 
عاتق الطبقات الوسطى المثقفة: مدام دو ستايل [1766 - 1817]» وفوسيلي [1741 1825-]0 ١‏ 
وأنحيليكا كوفمان [1741 - 1807]» وسيسموندي [1733 - 1842].؛ وبنيامين كونستان [1767 ١‏ 
- 1830]» فهل هو سويسريون جميعاً؟" لَك وإذا ما كان الجواب الضمئ هو "لا"؛ فإنّ أهميته - 
تُسْتَمَدَ من حقيقة أن النصف الأول من القرن التاسع عشر قد شهد. في جميع أرجاء أوروبا 0 
الجيطة بسويسراء تبرعم الحركات القومية المحلية الن لعبت فيها "الطبقات الوسطى المثقفة" 2 
(اللغويون + الرأعاليون, إذا جاز القول) أدواراً مركزية. فلماذا إذأ تأتي القومية إلى سويسرا "١‏ 
متأخرة بهذا القَدْرء وما العواقب الن تركها التأخّر على شكلها النهائي (خاصة؛ ما تتمير به ١‏ 
من تعدد معاصر في "لغاتها القومية")؟ 1 

يكين نمو "من الخنوات عبان اللولة السوسرية الن ضفن كنا بلاحظ حيو ماف . 
أن نتعقبها إلى أبعد من 1813 - 1815 "دون شيء من المراوغة"أشكا. وهو يذكرنا بأنَ أول 
إدخال لمفهوم المواطتّة» وإدخال حق التصويت المباشر (للذكور)» ووضع حدّ للمكوس والمناطق 
المجمركية "الداخلية" كانت من إنحازات الجمهورية الهلفتيّة الن فرض وجودها الاحتلال الفرنسي 
عام 1815. ولم تشتمل الدولة على أعداد مهمة من الناطقين بالإيطالية إلا في العام 21803 مع . 
ضمٌ تتشينو. ولم تكسب مناطق فالي وجنيف ونيوشاتل المأهولة بناطقين بالفرنسية من الحلف - 
المقدس المناهض لفرنسا إلا في العام 1815: مقابل الحياد ودستور محافظ إلى حدّ بعي45!1] 
والخال» أنّ سويسرا متعددة اللغات اليوم هي نتاج أوائل القرن التاسع عشر [ككا, 

أما العامل الثاني فكان تأخّر البلاد (الذي عَمِلَء بالتضافر مع تضاريسها الور ق» وافتقارها 7 
إلى الموارد القابلة للاستغلال؛ على اليلولة دون ضمّها إلى جير انها الأشد قوة منها). وقد يكون ‏ ” 
من الصعب اليوم أن تتدكر أن سويسرا كانت بلدا فقيرا حكن الخري العالمية. الثانيةة مع 7 
مستوى معيشة لا يبلغ سوى نصف مستوى المعيشة في إنغلتزاء كما كانت بلدا زراعياً على نحو 
طاغ. وف العام 1850 لم يكن سوى ما يقارب 966 من السكان يعيشون في مناطق تتمتّع بالحدٌ . 
الأدنى من المدينية» ولم يرتفع هذا الرقم في العام 1920 إلا إلى 14119027,6. وهكذا كانت غالبية '. 
السكان طوال القرن التاسع عشر من الفلاحين المستقرين دون حراك ما عدا ذلك التصدير 
القديم للشباب القادر على الاحتمال كمرتزقة وحرس بابوي). و لم يكن تأخر البلاد اقتصاديا 
وحسب. بل كان سياسياً وثقافيا أيضًا. ذلك أن "سويسرا القديمة" الن لم تتغير مساحتها بين ١‏ 
5 و1803» وكان معظم سكانها يتكلمون هذه اللهجة أو تلك من بين اللهجات الألمانية 7 
الكثيرة. كانت حكومة من قِبَل حلف مهلهل من الأوليفارشيات الأرستقراطية الكانتونية. أمَا ‏ 

سرّ استمرار الكونفدرالية زمنا طويلاً فكان طبيعتها المزدوجة. ففي وجه الأعداء الخارجيين. 


]39 


الجماعات المتخيّلة ... 


كانت تبدي ذلك القدر الكافيى من وحدة شعوبها. وفي وجه التمرد الداخلي» كانت تبدي ذلك القدر 
الكافى من وحدة أوليغارشياتها. فإذا ما تمرّد الفلاحون, كما كانوا يفعلون مرّات ثلاث أو ما 
يقاربها في كل قرن» وُضِعَت الخلافات جانباً وقدّمت حكومات الكانتونات الأخرى يد العون, ال 
غالباً - وليس دائماً - ما كانت تذهب لصاح الحكام"481أ. وفيما عدا غياب المؤسسات الملكية. 
فإنّ اللوحة لا تختلف كثيرًا عن تلك الن للإمارات الصغيرة الن لا حصر لها داخل الإمبراطورية 
الرومانية المقدسة؛ والي تمثل ليشتنشتاين» على حدود سويسرا الشرقية» آخر آثارها الخريبة 
الباقية 

وتما له دلالته أنه في أواخر العام 1848 بعد ما يقارب جيلين على قيام الدولة السويسرية» 
كانت الانقسامات الدينية القديمة أشد بروزاً على الصعيد السياسي من الانقسامات اللغوية. 
ومن اللافت عا فيه الكفاية أن البروتستانتية كانت غبر قانونية في المناطق الى يُشار إليها على 
أنها كاثوليكية؛ وأن الكاثوليكية كانت غير شرعية في المناطق الن تُعْتَبّر بروتستانتية؛ وهذه 
القوانين كانت تُطبَّق بحزم. (كانت اللغة مسألة خيار واقتناع شخصيين). ولم تحتل اللغة مكان 
الدين؛ ويغدو البلد تمرّقا إلى مناطق لغوية معدّدة إلا بعد 1848؛ في أعقاب الانقلابات الثورية في 
أرجاء أوروبا جميعاً وانتشار الحركات القومية نصيرة اللخات المحلية ذلك الانتشار العام. (غدا 
الدين الآن مسألة خيار شخصي) 

وأخيراًء فإِنَ استمرار الكثير من اللهجات الالمانية ال لا تفهم واحدتها الأخرى في بعض 
الأحيان -في مثل هذا البلد الصغير- إنا يشير إلى تآخر وصول رأعالية الطباعة والتعليم 
المحديث الموحّد إلى معظم امجتمع السويسري الفلاحي. هكذا كانت ال عداء13م11055 (الالمانية 
الطباعية)» حتى وقت متأخر جداء تمتع عكانة لغة الدولة ال تتمتع بها ال حاء تداع حاأءعصدمة 
وال طعداءلةصنكمءنل. بل نّ هيوز يلاحظ أنه يُتَوَقع من الموظفين "الكبار" اليوم أن يكونوا 
٠٠‏ على معرفة فعلية بلغتين فيدراليتين الامر الذي ينطوي على أنَّ هذه المقدرة ليست متوقعة 
1 من مرؤوسيهم. وهذا ما يقوله على نحو غير مباشر التوجيه الفيدرالي الصادر عام 1950 
والذي يلح على أن يكون "السويسريون الألمان المتعلمون متمكين من الفرنسية, شأنهم شأن 
السويسريين الطليان المتعلمين"لَلة1. ونمن. في الواقع؛ أمام وَضْعِ لا يختلف كثيرًا في جوهره من 
وضع موزامبيق؛ حيث بحد طبقة سياسية ثنائية اللغة جائمة فوق تشكيلة من السكان أحادية 
اللغة؛ إنما مع اختلاف واحد بين الوضعين» هو أنّ "اللغة الثانية" هي لفةٌ جار قوي وليست لغة 
حاكم كولونيالي سابق. ْ 

ومع ذلك؛ وفي ضوء الحقيقة الِن مفادها أنه في العام 1910 كانت اللغة الألمانية هي اللغة 
الأم لحوالي 9673 من السكان» والفرنسية ل 9022: والإيطالية ل 904: والرومانشية ل 961 
(ونادراً ما تغيّرت هذه النسب على مرّ العقود). فإنّه قد يكون من المدهش أنَّ الجَزْمَنة لم بحر 
حاولتها في النصف الثاني القرن التاسع عشرء وهي حقبة القوميات الرسمية. ولا شك أن ضروباً 
هن المحماس القويى للالمانية كانت موجودة حتى العام 4. وبين ألمانيا وسويسرا الآلمانية 








الموجة الأخيرة 


كانت الحدود مفتوحةً على مداها. وكانت التجارة والاستثمارات. فضلاً عن الأرستقراطيين 
والمهنيين» تتنقل جيئة وذهاباً بحرية تامة. لكن سويسرا كانت متاخة أيضًا لقوتين أوروبيتين 
كبريين أخريين؛ هما فرنسا وإيطالياء وكانت المخاطر السياسية ال بمكن أن تترتب على الْجِرْمَنة 
خاطر واضحة. ولذلك كانت المساواة القانونية بين الالمانية والفرنسية؛ والإيطالية الوجه الآخر 
من العملة ال يشكل حياد سويسرا وجهها الأول 

وتشير الدلائل السابقة جميعاً إلى أنّ القومية القت تُفْهَم على أفضل وجه كجزء : 

من "الموجة الأخيرة". فإذا ما كان هيوز عقا في تحديده تاريخ ولادتها بالعام 21891 فإنها لا تكبر 
القومية البورمية أو الإندونيسية بأكثر من عقد. وبعبارة أخرى, لقد نشأت في تلك المرحلة 2١‏ 
من التاريخ العالمي ابن غدت فيها الأمة معياراً دولياء وكان يمكن فيها "صياغة" الانتماء إلى أمّة - 
بطريقة أعقد بكثير مما جرى حتى ذلك الحين. وإذا ما كانت بنية سويسرا امحافظة سياسياًء 
والمتأخرة اقتصادياً واجتماعياًء قد "آخرت" نشوء القومية/183, إن كون مؤسساتها السياسية 
ماقبل الحديثة لم تكن ملكية سلالية أو ملكية أحادية قد ساعد على الحيلولة من دون إفراطات 0 
القومية الرسمية (قارن ذلك مع مثال سيام الذي تناولناه في الفصل السادس). وأخيراًء كما في 2 
حالة الأمثلة في جنوب شرق آسياء فإن ظهور القومية السويسرية عشية ثورة الاتصالات في 
القرن الحشرين قد جعل من الممكن ومن العمليّ "تمثيل" الجماعة المتخيّلة بطرائق لم تتطلب - 
الأحادية اللفوية. 

وفي الختام» قد يكون حَرِيَاً بنا أن نعيد صياغة الحِجَاج العام الذي يشتمل عليه هذا ل 0 
وهو أنَّ قوميات "الموجة الأخيرة". ومعظمها في مناطق آسيا وإفريقية الكولونيالية» كانت في . 
الأصل ردأ على الإمبريالية العالمية جديدة الأسلوب ان جعلتها منجزات الرأعالية الصناعية - 
ممكنة. وكما يقول ماركس بطريقته الفريدة" إنّ حاجة البرجوازية إلى سوق لمنتجاتها متوسّعة 
باظراد تطارد هذه البرجوازية في جميع أرجاء الأرض "لكقآ. لكن الرأعالية عملت أيضًاء خاصة 
بنشرها الطباعة» على خلق قوميات في أوروبا هي قوميات شعبية نصيرة للغات الحلية» قّضت 
بدرجات غتلفة المبدأ السلالي القديم. وحتّت كل سلالة حاكمة على تحنيس ذاتها. وبدورهاء - 
فقد أدّت القومية الرعية -الن هي مريج من المبدأ القومي الجديد والمبدأ السلالي القديم 2 
(الإمبراطورية البريطانية) -إلى ما يمكن للمرء أن يدعوه. بصورة ملائمة» باسم "الرؤْسَنة" ' 
في المستعمرات خارج أوروبا. ولقد تشابك هذا النزوع الإيديولوجي مع المقتضيات العملية ذلك 
التشابك امُكُم. فقد كانت إمبراطوريات أواخر القرن التاسع عشر أكبر بكثير وأبعد من أن نكم 
من قبل حفنةٍ من المواطنين. وعلاوة على ذلك؛ فإنَّ الدولة كانت تناهز الرأعالية وتعمل على 
تكثير وظائفهاء في كل من المتروبولات ا . وهذه القوى بجتمعة هي ال ولدت الأنظمة 
المدرسية "الروشية' ' والن قصد منها أن تنتج الكوادر المخاضعة المطلوبة لكل من الدولة 
والبيروقراطيات المتكاملة في كل واحد. وهذه الأنظمة المدرسية» المركزية والموحّدة» خلقت 
رحلات حجّ جديدة اما كانت لها في الحادة قبلاتها في عديد من العواصم الكولونيالية» ذلك أن 


141 


الجماعات المتخيّلة . . . 


الامم المخبوءة في مكب الإمبراطوريات لم يعد يُسمّح لها مزيدٍ من الصعود الداخلي. وعادة ما 
. كان لرحلات الحج التعليمية هذه ما يوازيهاء أو بماثلها في لجال الإداري. ولقد وفر التشابك بين 
. رحلات الحج التعليمية والإدارية المحدّدة الأساس الإقليمي ل "جماعات متخيّلة" جديدة أمكن 
. فيها للمحليين أن يروا إلى أنفسهم على أنهم "قوميون". وكان توسّع الدولة الكولونيالية ال 
دعت "المحليين"؛ إذا جاز القولء إلى المدارس والوظائف. وتوسّع الرأعالية الكولونيالية» ال 
أقصتهم, إذا جاز القول؛ عن حالس الإدارة» قد جعلا الإنتلجنسيات المنعزلة» ثنائية اللغة. غير 
. المتصلة بالبرجوازيات المحلية القوية هي الناطق الأساس الأول باسم القومية الكولونيالية» وذلك 
إلى درجة غير مسبوقة. 1 

غير أنَّ هؤلاء. بوصفهم إنتلجنسيات ثنائية اللغة. وقبل كل شيء بوصفهم إنتلجنسيات 
في أوائل القرن العشرينء كان لهم منفذ. داخل الصفّ وخارجه. على غاذج الأمة» والانتماء 
القومي. والقومية. الي تم استخلاصهما من التجارب الفوضوية المضطربة النَ شهدها ما 
يزيد على قرن من التاريخ الأميركي والأوروبي. وقد عملت هذه النماذج؛ بدورهاء على إضفاء 
شكل على آلاف الأحلام المجديدة. ولقد نسخت دروس القومية الكريولية» واللغوية المحلية» 













المادي والفكري بتلك السرعة الزائدة: فإنّ الإنتلجنسيات وجدت طرائق لتجاوز الطباعة في 
توليد الجماعة المتخيّلة ونشرهاء ليس بين الجماهير الأمية وحسب, بل حتى بين الجماهير 
المتعلمة الن تقرأ لغات غتلفة. 


142 





الوطنية والعنصرية 


8) الوطنية والعنصرية 


حاولت قْ الفصول السابقة أن أحدد معالم السيرورات الي صارت صن خلالها الأمة حل تخيل» 
كمَّ مل اقتداى وتحويرء وتحويل» ما إن م تخيّلها. وكان من الضرورى أن يُعْنى مثل هذا التحليل 
في المقام الأول بالتغير الاجتماعي وأشكال الوعي المختلفة. غبر أن من المشكوك فيه ما إذا كان 
التغير الاجتماعي أو الوعي المتحول. بذ ذاتهماء يكفيان لتفسير الرابط الذي يشعر به البشر 
باه خنرعات خيالاتهم» أو ما يدفع هؤلاء البشر لأن يكونوا مستعدين للموت من أجل غنرعاتهم» 
إذا ما أعدنا إحياء السؤال الذي سبق أن طرحناه في بداية هذا الكتاب. 

وفي عصر شاع أن يلخ فيه المثقفون التقدميون. الكوبموبوليتانيون (خاصة في أوروبا؟) 
على الطابع شبه المرضي الذى تتسم به القومية» وعلى جذورها الضاربة في تربة المخوف من 
الآخر وكراهيته؛ وضروب ألفتها مع العنصرية ل لأء من المفيد أن نذكّر أنفسنا بان الأمم ثلهم 
الحب» الذي غالباً ما يكون حباً عميقاً منطوياً على التضحية بالنفس. أمّا ممُنْتجَات القومية 
الثقافية -من شهرهء ونثر قصصيء وموسيقاء وفنون تشكيلية- فَمُظهر هذا الحتب يوضوح 
شديد قٍْ آلاف الأشكال والأساليب. . ومن جهة ة أخرى. كم من النادر حقاً أن ن بحد منتحات قومية 
عاثلة تعبّر عن الخوف والنفور /12. وحتى في حالة الشعوب المستعمّرّة: ال لديها مبرّر فعلي 
لأن تشعر بالكراهية تاه حكامها الإمبرياليين» من المدهش أن نرى مدى الضالة الي يتسم بها 


143 


الجماعات المتخيّلة . . 


المقاطع الأولى والأخيرة من قصيدة 840165 محصنانا [الوداع الأخير] الشهيرة ال كتبها ريزال 
وهو ينتظر حكم الإعدام على أيدي الإمبريالية الإسبانية: 


1 


وداعاء يا أرضي العريزة: ياعبوبة الشمس» 

يا لؤلؤة بكار الشرق» أيتها الفردوس المفقود! 

سوف أهبك هذه الحياة» بكل سرور؛ 

ولو كانت أجملء وأَيْنَع وأكملء 

لكنتُ تخليتٌ عنها أيضاء من أجل خيرك... 

وما الذي يعنيه إذأ أن تَنْسِنء ما دمتُ 

قادراً على أن أستكشف كل ملجأ عزيز من ملاجتك؟ 
كوني نابضةً ونقية» مثل تخمة؛ ثم 

كوني عبيراء نوراء نغمة؛ كوني أغنية أو علامة» من جديد؛ 
وعبر ذلك كله كرري لحن أماني. 

أيتها الأرض ال أقدّسهاء ضغي إلى وداعي الأخير! 
أيتها الفيليبين» يا حبّ, يا ألمي الأقسى من كلّ الالامى 
إني أغادركم جميعاء جميع من أحبّ أشدّ المحب» 
لأمضي حيث لا عبيد ولا طفاة. 

حيث الإكان لا يقتل؛ والله فوق الجميع. 

وداعاً يا كل من تعرفهم روحي- 

أه يا أهلي وأصدقائي في وطن المسكين؛ 

فلتشكروا أنَّ أيام قمعي بلفت نهايتها؛ 

وداعاًء أيها الغريب الجميل؛ يا مسرّتي وصديقي؛ 
وداعاء يا أعزائي. إنَّ الموت راحة 


لاحظوا أنّ الأمر لا يقتتصر على عدم ذكر ريزال جنسية "الطفاة". بل يتعذاه إلى أنه يعبر 


عن وطنيّنه اللحمومة ذلك التعبير الرائع ب "لغتهم 14 


يمكن أن نفك بعض الأسرار ال تنطوي عليها طبيعة هذا الحبّ السياسي من خلال الطرائق 


الى تصف بها اللغات موضوعها: إمّا باستخدام مفردات القرابة (الوطن الأم. .1220 «عطغأ0م: 
:12110 172]62) أو باستخدام المفردات المتعلقة بالموطن (720تعط؛ أو عنه طوصة] [الأرض 
والماءء هي العبارة الن تدل على أرخبيل الإندونيسيين الأصلي]). وهذان النوعان من المفردات 
يشيران كلاهما إلى شيء يرتبط به المرء ذلك الارتباط الطبيعي. وكما سبق أن رأيناء إن غة 
شيئاً لم ير اختياره في كل ما هو "طبيعي". وعلى هذا النحوء يكون الانتماء إلى أمّةَ شيئا 
ينطوي عليه لون الجلدء ونوع الجنسء والتّسَبء وتاريخ الميلاد؛ أي كل تلك الأشياء ال لا 
غلك شيئاً إزاءها. ويحسٌ المرء في هذه "الروابط الطبيعية" ما بمكن أن يدعوه "جمال الجماعة 


44 





الوطنية والعنصرية 


[ققطءوصءميوع]". وبعبارة أخرى. فإنّ ثمة هالة من النراهة تحجيط بهذه الروابط؛ لأنها على 
وجه التحديد روابط غير غتارة. 

ومع أنه من الصحيح أنه قد كتب الكثير في العقدين الماضيين عن فكرة العائلة-بوصفها- 2 
بنية-ثفصح- عن-القوة إلا أنّ مثل هذا التصور غريب بلا شك عن الغالبية العظمى من ا جنس ١‏ 
البشري. والأحرى. أنَّ العائلة يُنظر إليها تقليدياً على أنّها ميدان الحبّ والتضامن النزيهين 
البعيدين عن المصلحة. وبالمثل» فإنه إذا ما كان المؤرّخون:ء والدبلوماسيون؛ والسياسيون, 
وعلماء الاجتماع على ألفة تامة بفكرة "المصلحة القومية"؛ فإنّ الميرة الأساسية للامة هي 
أنها بعيدة عن المصلحة. وهذا السبب على وجه التحديد. يمكن لها أن تطالب بالتضحيات. ِ 

وكما سبقت الملاحظة. فإن استثنائية حروب هذا القرن الكبرى لا تكمن فى المدى غير . 
المسبوق الذي فتحته أمام البشر لكي بمارسوا القتل» بل في الاعداد الضخمة من البشر الذين 
كانوا مقتنحين بأن يضحوا بحيواتهم. أليس من المؤكد أن أعداد القتلى تفوق بصورة هائلة 
أعداد القتلة؟ وفكرة التضحية القصوى لا تاتي إلا مصحوبة بفكرة الطهرء عبر الموت. ْ 

وموت المرء في سبيل الوطن, الذي لا يختاره في العادة» يفترض عَظَمَة أخلاقية لا يمكن 2 
أن يبلغها الموت في سبيل حزب العمال, أو اللجمعية الطبية الأميركية؛ أو حتى في سبيل 

منظمة العفو الدولية. لأنَّ هذه جميعاً كيانات بمكن للمرء أن ينضم إليها أو يغادرها عشيئته. 

وكذلك فإِنَّ الموت في سبيل الثورة يستمدّ عَظمَّته من درجة الشعور بأنها ذلك الشيء الطاهر .. 
في جوهره. (إذا تخيّل البشر البروليتاريا على أنها بحرد جماعة تلهث وراء الثلآجات, أو الحُطلء أو 2 
السلطة؛ ما المدى الذي يمكن أن يبلفوه. ومن بينهم أفراد هذه الطبقة؛ في استعدادهم لأن يموتوا 
في سبيلها؟)لقا. وإنها لغارقة ساخرة عا يكفي: أته بقدر ما تحن التاويلات الماركسية للتاريخ 
نمس وليس يُفَكْر فيها) على على أنها تمثيلات لضرورة لا مفرٌ منهاء فإنها تكتسب أيضًا هالة من 
الطهر والنزاهة. 

ورا كان مفيداً هنا أن نعود مرّة أخرى إلى اللفة. وما نلاحظه. أولاً. هو ما تتسم به اللغات 
من قِدَمء بها في ذلك تلك اللغات الن يُعرّف أنها حديثة. فما من أحد يستطيع أن يحدد تاريخ 
ولادة أية لغة من اللغات. وكل منها تبدو طالعة على نمو غامض من ماض بلا أفق. (وبقدر 
ما أن الإنسان العاقل هو إنسان ناطقء فإنه يبدو من الصعب أن نتخيّل أصلاً للغة أحدث 

من النوع ذاته). هكذأ تبدو اللغة على أنها تضرب بجذورها أبعد من أي شيء آخر في المجتمعات 
المعاصرة. وفى الوقت ذاته فإنّ ما من شيء يربطنا بالموتى عاطفيا مثل اللغة. وحين يسمع 
الناطقون بالإنغليزية كلمات (الأدم للأرضء والرماد للرماد, والتزاب للتزاب/رطاعوه 10 طاتدظ . 
أقنال 0 غقلاك رقعطقة م معامة"للا ال جرى إبداعها منذ أربعة قرون ونصف القرن- فإنهم 
يحشون بتلك الحميمية الشبحيّة الن ينطوي عليها التزامن عبر الزمن الفارغ؛ المتجانس0ء ‏ 
وثقل هذه الكلمات لا يُستَمدَ من معناها المهيب إلا جزنياً؛ فهو يتأتى أيضًا عن "إنغليزية" هي 
"إنغليزية" الأسلاف. ِ 












الجماعات المتخيّلة . . 


وغة ثانياء نوعٌ خاصٌ من جماعةٍ متعاصرة لا يشير إليها سوى اللغة وحدهاء من خلال 
الشعر والأغاني قبل أي شيء آخر. خذواء على سبيل المثال. ضروب النشيد الوطن الن تُنْمَد في 
. المناسبات الوطنية. فمهما كانت الكلمات مبتذلة والألحان تافهة» يظلّ هذا الإنشاد منطوياً على 
بحربةٍ من التزامن. ففي مثل هذه اللحظات على وجه التحديد. يردّد أناس يهلون بعضهم 
بعضاً كل الجهل الابيات ذاتها على اللحن ذاته. والصورة: : صوتٌ واحدّلكأ. فإنشاد المارسيليز 
وفالسنغ ماتيلداء وإندونيسيا رايال>أيوفر مناسبةٌ لتوحيد الصوت؛ لتحقيق الجماعة 
المتخيّلة ذلك التحقيق المادي الطئّان. (كذلك يفعل الإصغاء إلى تلاوة الشعر الطقسي الاحتفالي 
[ورعا التزداد الصامت مع تلك التلاوة]. كأن نصفي إلى مقاطع من كتاب الصلوات). ويا لابتعاد 
هذا الصوت الواحد عن الذاتية! فإذا ما كنا ندرك أن الآخرين ينشدون هذه الأناشيد حين 
ننشدها وكما ننشدها تماماء إلا أنه ليس لدينا أية فكرة عمّن هم. أو عن المكان الذي ينشدون 
فيه أبعد من مرمى السمع. فلا شيء يربطنا جميعاً سوى الصوت المتخيّل. 
20 غير أنَّ مثل هذه الجوقات مرتبطة بالزمن. وإذا ما كنتُ ليتوانيا؛ فإنّ ابنن قد تكون 
استزالية. وسوف يد ابن إيطالي مهاجر إلى نيويورك أسلافاً في الأباء المحجاجل:!. وإذا ما كان 
ثمة هالة قَدَرِيّة عتومة تحيط بالانتماء إلى قومية؛ فإِنَّ تلك القَدَريَّة منفرسة في التاريخ. ومن 
. الأمثلة على ذلك مرسوم سان مارتن الذي يقضي بتعميد الهنود الناطقين بلفة الكتشوا ك 
"بيروفيين"» على نحو شبيدٍ بلهداية الدينية أو التحول الدين. فهذا المثال يبيّن أن الأمّة قد جرى 
. تصوّرها منذ البداية في اللغة؛ وليس في الدم, وأنّ المرء يمكن أن "يُذعى إلى" الجماعة المتخيّلة. 
. وكذلك اليوم, فإنَ أشدّ الأمم انعزالاً تقبل مبدأ التجنيس (يا للكلمة رائعة!)» بصرف النظر 
عن الصاعب الت تضعها في وجه تطبيقه العملي. 
وإذ تْرَى الامة كقدّر تاريخي وكجماعة متخيّلة عبر اللغة في آن معاً. فإنّها تقدّم نفسها على 
. أنها مفتوحة ومغلقة في الوقت ذاته. ومما يوضح هذا التناقض نلك الإيقاعات المتبدلة في هذه 
. الأبيات الشهيرة عن موت جون مور في معركة كورون/2! 
1 لم يُسمع طَبْلُء ولا لحن جنائزي» 
ونحن نسرع بمثمانه إلى المحصن؛ 
ولم يطلق جنديٌ طلقة وداع 
فوق القبر الذي ضْم بطلنا. 
2 لقد دفناه فى جوف الليل البهيم, 
وحفرنا الأآرض بحرابنا؛ 
في ضوء القمر الكابي؛ 
والمصباح الخافت. 
3 لم يُخلّق عليه تابوتٌ لا نفع فيه. 
لم نلفه في ملاءة أو كفن؛ 












الوطنية والعنصرية 


بل استلقى مثل ارب يأخذ قسطه من الراحة» 
وعباءته الحسكرية بقربه... 
ونضع وسادته الوحيدة:» 
أن قدم المدو والغريب سوف تطأ رأسه 
ونحن بعيدون نركب الأمواج... 
8 ببطءٍ وبحزن أرقدناه. 
ومن حقل شهرته التنّضر المثير؛ 
بل تركناه وحيدا مع بحده. 
تحتفي هذه الأبيات بذكرى بطولية بذلك الجمال الذي لا مكن فصله عن اللفة الإنفليزية» فلا 
يمكن ترجمته؛ ولا يسمعه سوى الناطقين بها وقرّائهاء غير أن كلا من مور والشاعر الذي يندبه 
كانا إي رتنديين. وما من سبب ينع حفيد "أعداء" مور الفرنسيين أو الإسبان من أن يلتقط تاما 
رنين القصيدة: فالإنفليزية: مثل أية لغة أخرى. متاحة دوماً لناطقين جدد. وسامعين جدد. 
وقرّاء احددك. 
اسمعوا توماس براون» يلخص في جملتين تاريخ الإنسان بطوله وعرضه [قا: 
حتى المطامح القديمة كانت لها مزيّة مطاعناء فى تحريب ضروب صلفها الفارغ, الن بكرت 
إلى العمل قبل هاجرة الزمن المتوقعة» وحققت في حينها منجزات عظيمة هي الن 
صممتهاء أطال من خلاها الأبطال القدماء أعمار بهم وعفوظاتهم الميكانيكية. 
غير أنّه لا يسعنا في هذا المشهد الأخير من مشاهد الزمن أن نتوقع وجود مثل 
هذه المومياءات بين تذكاراتناء إِذْ مكن للطموح أن يخشى نبوءة إلياس» فلا بمكن قط 
لتشارلز الخامس أن يأمل بأن يعيش ضعف ما عاش متوشالح في عمر كعمر هيكتور. 
ها هنأ تمع مصر القدكة. واليونان» ويهودا مع الإمبراطورية الرومانية المقدسة. لكن 
جمْعهّم عبر آلاف السنين وآلاف الأميال يتم ضمن خصوصية نثر براون الإنفليزيى في القرن 
السابع عشر]9]. ومن الممكن ترجمة هذا المقطع. بالطبع؛ إلى حدٌ ماء غير أنّ الرّوعة المهولة 
في "عصن 2ه سممنلامء24 عاطوطمء2" و"عصم له تصعوعمم لمعتمقطءء8/1" و"دوعتصتصن 81 عاك 
5 0111 مغخطنا” و"8ماء116 01 13:5ء5ناطاء8/1 00" لا يمكن أن تقشعر لا سوى أبدان 
قرّاء الإنفليزية. 
إنها روعة مهولة تفتح نفسها لقارئ الإنفليزية؛ هنا في هذه الصفحة. أمَا الروعة الن لا 
تقل هولاً في الأسطر الأخيرة من "1111258 طدون؟ وررد:ا" لكلا للكاتب الإندونيسي العظيم 
براموديا أنانتا ثوير. ٠‏ وال توجد هنأ قٍْ هذه الصفحة المطبوعة ذاتهاء» فغالياً ما تكون مستخلقة 
عل ظ لظا 


147 


الجماعات المُتخيّلة . . 


.منلتط مسفلهل ذزه5 علتاعل همموءعطع6 ممع صعل2ة) تتإصقط نز مهناك 
تأمعمةء؟ أمه! .اع 12 أوسمداتدمة) ممعللة) مدع معلءءط ممغدعء5 2تإممهمهاء 0 
صمل معما8 مأم] أوتتهوع تغط 1ل2طة وده أكددآ تلف! ممومعل متتصاقط معتاز 
8 162211882 206118841151 61511502211 7218( 511313 1182 لاا تلمكا تأوعمع5 
عله 0228 اأنادآء 32312(78تاتمععا علله22628 - تهناز عالهعمع22 نل ممتدوصاً 
صقل عوصتمع! مفعلة بنذ غنددا صدصق! نتطها متامرعصهعمع؟ علم) مهدآ .أمعامعط 
متةغتاطعلرعط تأسعطمعطا 
11 
مع ص1 -ة[طإعصةم صمهتامكلوصدز تعمل قصقائط طدلناك 111 2 مزعة 
وإذا ما كانت اللفات جميعاً قابلة للاكتسابء فإنّ اكتسابها يستفرق جزءاً كبيراً من حياة 
الشخص: وكل فتح جديد يقاس قبالة العمر القصير. وما بد من نفاذ المرء إلى اللغات الأخرى 
ليس كتامتها بل كونه من الفانين ومن هنا ذلك القدّر من الخصوصية الذي 5ت تتمتّع به كل لغة 
من اللغات. ولقد حكمت الإمبرياليتان الفرنسية والأميركية الفيتناميين» واستغلتهم» وقتلتهم 
على مدى سنوات طويلة. غير أنه مهما كان ما ولتا به فإن اللغة الفيتنامية قد بقيت. ومن هنا 
ذلك الحمنق الذي غالباً مابحده على "استغلاق" اللفة الفيتنامية» وذلك اليأس الفامض الذي يولد 
تلك الرطانات الحقودة ال ترطن بها الكولونياليات امحتضرة: "ودمئوء" ."وزووع "أضل يلقلا 
(فما من ردٌ في النهاية على الخصوصية الخائلة الن تتّسم بها لغة المستعمّر سوى الانسحاب أو 
المزيد من المذابح). 
ومثل هذه النعوت هي؛ في شكلها الداخلي؛ نعوتٌ عنصرية ميّرة. ويفيد فك مغاليق هذا 
الشكل في الكشف عمًا يمعل نايرن غطنا جوهرياً في رؤيته أن العنصرية ومعاداة السامية 
تُستمدّان من القومية؛ وفي قوله إِنَّ "الفاشية» حين يُنظر إليها بعمق تاريخيٌ كاف تخبرنا عن 
القومية أكثر مما تخبرنا عن أي حدث آخر “لقنا وعلى سبيل المثال؛ فَإِنَ كلمة مثل "26 وأو" 
[مائلة]» المختصرة من العبارة "60إ»-:5122" [أصحاب العيون المائلة]» لا تقتصر على التعبير 
عن عداوة سياسية عادية» بل تتعدى ذلك إلى أنها تمحو الانتماء إلى أُمَّة بردّها الخصم إلى قسمات 
وجهه البيولوجيةلكلا. فهي تُنْكر "الفيتنامي" بحلوها عل هذه الكلمة الأخيرة؛ شأنها شأن 
02 الين تنكر "الجزائري" بحلوها حل كلمة "جزائري". وهي تعملء في الوقت ذاته؛ على وَضْع 
"الفيتنامي" في خليط لا اسم له إلى جانب "الكوري" و"الصين"؛ و"الفيليبين"؛ وهلمجرا. 
ولعل طابع هذا المعجم من المفردات يزداد وضوحا عندما نضحه إزاء كلمات أخرى من فترة 
المحرب الفيتنامية مثل "6ذاءهط0" و "17.0" أو من حقبة أسبق؛ مثل "وعطء80". و"قصنة1". 
و"ومو[" و"موورط" لكا لا مُطلق جميعها إلا على جنسية واحدة بعينهاء وبذلك تسلّمء عبر 
الكراهية؛ بانتماء الخصم إلى عصبة أمم مالكنا 
وحقيقة الامر أن القومية تفكر بلغة المصائر التاريخية» في حين تحلم العنصرية بضروب 
أبدية من التلوث؛ منتقلة منذ أوائل الزمن عبر سلسلة لا نهاية لها من التسافدات المقيتة: خارج 





عم 





الوطنية والعنصرية 


التاريخ. فالرزنوج» بفضل فرشاة القار الخفيّة. زنوج إلى الأبد؛ واليهودء ذرية أبراهام. يهود إلى 
. الآبدء بصرف النظر عن جوازات السفر الِن يحملونها أو اللغات 3 ينطقونها ويقرأونها. (وبذلك 
كان الألماني اليهودي. بالنسبة للنازي؛ أفاكاً على الدوام) 0 

والخال أن أصل الأحلام العنصرية هو في ابدزون جة الطبقة. وليس في إيديولوجيات - 
الأمة: وقبل كل شيء في مزاعم الألوهة بين المحكام ومزاعم "النّسل" والدم "الأزرقين" أو 
"الأبيضين" بين الأرستقراطيات 1لا فلا عجب إذا أن أبا العنصرية الحديثة المزعوم م يكن 3 
قومياً من البرجوازية الصغيرة» بل جوزيف أرثر الكونت دي غوبينولقلك ون العنصرية  ٠‏ 
فإنهما لا تبرران الخروب الخارجية بل القمع والسيطرة الداخليين آهل 1 

وحيثما تطورت العنصرية خارج أوروبا قٍّ القرن التاسع عشرء كانت مقترنة على الدوام ِ 
بالسيطرة الأوروبية» وذلك لسببين اثنين متقاربين. أولهما وأهمهما كان نشوء القومية الرعية 

و "الرَّوْسَنَة" الكولونيالية. فالقومية الرعية» كما سبق أن الحتحنا مراراء كانت فى العادة ردَاً 

من طرف الجماعات الملكية السلالية والأرستقراطية المهدّدة - أى من الطبقات العليا - على 
القومية الشعبية نصيرة اللغة امحلية. وكانت العنصرية الكولونيالية واحدأ من العناصر الكبرى 
في ذلك التصوّر ل "إمبراطورية" حاولت أن تمع بين الشرعية السلالية والجماعة القومية. 2١‏ 
وقد فعلت ذلك بتعميم مبدأ التفوق الفطريء الموروث الذى كان يرتكز إليه وضعها الداخلي 22 
الخاص (مهما كان هذا الارتكاز مرعرعا) على مناطق شاسعة من الممتلكات وراء البحار» عا 0 
نشر على نحو خفيّ (أو ليس خفيا إلى هذا الحدّ) الفكرة الن مفادها أنه إذا ما كان اللوردات 2 
الإنغليز» مثلاء متفوقين بصورة طبيعية على بقية الإنغليز» فذلك ليس مهما: فبقية الإنفليز 
هؤلاء لا يقلون تفوقا على انحليين الخاضعين. بل إن ثمة إغراء يدفع المرء إلى القول إِنْ وجود ١‏ 
الإمبراطوريات الكولونيالية قد عمل على تدعيم معاقل الأرستقراطية الداخلية: إذ بدت 2 
وكأنها تثبت على نطاق عالمي وحديث تلك التصورات القدبكة عن السلطة والامتياز. 

ولقد استطاعت أن تفعل ذلك بشيء من النجاح أن الإمبراطورية الكولونيالية. يجهازها 
البيروقراطي المتوسع بسرعة أتاحت لأعداد كبيرة من البرجوازيين والبرجوازيين ا 
-وهنا سيينا الثاني- أن تلعب دور الأرستقراطي خارج الملعب الأساس: أي قٍْ كل مكان من 
الإمبراطورية ما عدا الوطن الأم. ويحد المرء في كل مستعمرة هذه اللوحة الحيّهلفا غير 
المسليّة: السيّد البرجوازي يلهج بالشعر ووراءه خلفية من القصور الفسيحة والحدائق الممتلئة 
والمربيات» والخادمات, والغسّالات» وقبل كل شيء الخيوز للعآ. وحتى أولئك الذين لم يتدبّروا أمر .. 
العيش على هذا النحوء مثل العرّاب الشباب» كانت لهم مع ذلك تلك المكانة الملتبسة إلى أبعد حدّ .- 
الن كان يتمتع بها نبيل فرنسي عشية ثورة من ثورات الفلاحين: 

في مولمين» في بورما السفلى [وهذه البلدة الغامضة تحتاج إلى شرح بالنسبة للقرّاء في 


الجماعات المتخيّلة ... 


المتروبول]» كنت مكروهاً لدى أعداد كبيرة من البشر؛ وكانت تلك هي المرّة الوحيدة في 
حياتي الن كنت فيها مهمّاً ما يكفي لأن يحصل لي ذلك. كنت الضابط المسؤول عن قسم 
الشرطة فى البلدة !20 
وما جعل هذه "الفوطيّة المدارية" ممكنة هو تلك القوة الساحقة الى منحتها الرأعالية 
المتطورة للمنزوبول؛ وهي قوة بلغت من العظمة حدّ أنه أمكن إبقاؤها وراء الكواليس. إذا 
جز القول. وأفضل مثال على ظهور الرأعمالية في زى إقطاعي-أرستقراطي هو الجيوش 
. الكولونيالية» ال كانت تميّزة على نحو سيء الصيت عن تلك الي في المتزوبول» وغالبا ما كان هذا 
التميّز يظهر حتى في الاصطلاحات المؤسساتية الشكلية!2ك1. هكذا كنا بد في أوروبا "الججبيش 
الأول". الذي يتم بَمْعه عبر تحنيد المواطنين في المتروبول ذلك التجنيد الواسع؛ ويتم تصوّره 
0 إيديولوجيا على أنه المدافع عن الوطن (أ8صاعط)؛ ويرتدى أفراده المتاكي العمليء الذي يُراد 
٠‏ لنفعه وليس لجماله أو أناقته؛ ويُسَلّح بأحدث الأسلحة المتوفرة؛ ويُعرّل أيام السلم في ثكنات» 
ويُنرَّل أيام الحرب فى التنادق أو خلف مدفعيات الميدان الثقيلة. أمًا خارج أوروبا فكان ثم "اليش 
الثاني" الذي ممع (تحت مستوى الضباط) من الأقليات الدينية أو الإثنية امحلية لكي يعملوا 
كمرترقة؛ ويتمٌ تصوّره إيديولوجياً كقوة شرطة داخلية؛ ويرتدي ما يلفت الأنظار كثيرًا في 
السرير أو قاعة الرقص؛ ويُسلح بالسيوف وأسلحة صناعية مُنْسَقَة؛ ويظهر في الأماكن العامة 
أيام السلم؛ وعلى ظهور الخيل في أيام الخرب. وإذا ما كانت هيئة الأركان العامة البروسية؛ وهي 
المعلم العسكري لأوروبا بأجمعهاء تركر على التضامن الففل بين تتلف الفرق المتخصصة؛ من 
مدفعية» وسكك حديدية» وهندسة, وتخطيط استراتيجي؛ وما شابه؛ فإنّ المجيش الكولونيالي 
يركر على ابجد. والكثفيات» والبطولية الفردية» والبولوء والتملق بين ضباطه. (أمَا قدرته على 
فعل ذلك فتتأتى من أنّ اللجيش الأول والبحرية موجودان في الخلفية). ولقد ظلت هذه 
العقلية على قيد الحياة لفترة طويلة من الزمن. وقد كتب ليوتيء في تونكين» عام 12211894 
ألا ليتك جئت إلى هنا قبل عشر سنين! يا للدروب الى كنت ستشقها وتسلكها. ما من 
واحد هنا من هؤلاء الضباط الصخار؛ ورؤساء مكاتب الاستطلاع, إلا ويُظهر في ستة 
شهور من المبادرة» والعزمة؛ والتحمّل» وقوة الشخصية ما يظهره ضابط فرنسي 
طول فترة خدمته. 
وفى تونكين. في العام 1951 بحد أنَّ جان دو لاتر دو تاسينء "الذي كان يروقه الضباط الذين 
2 يجمعون بين الشجاعة و"الأناقة". قد راقه على الفور الفارس الأنيق [الكولونيل دو كاستري] 
بقبعته السباهية ووشاحه الآحمرين الزاهيين. وسوطه الرائع؛» وجمّعهِ بين التساهل في السلوك 
ومظهر الدوق» نما جعله ذلك الشخص الذي لا يُقَاوَم بالنسبة للنساء في إندونيسيا في -مسينيات 
القرن الحشرين كما كان للباريسيات في ثلاثينيات القرن العشرين "[4فث[, 
ومن المؤشرات الموحية الاخرى على أصل العنصرية الكولونيالية الأرستقراطي أو 
الأرستقراطي الزائف ذلك "التضامن بين البيض". الذى عادةٌ ما كان يربط بين الححكام 








1] 





لع محف يدسده بخ د مل حل طحق ل ال د 


الوطنية والعنصرية 


الكولونياليين من متروبولات قومية غتلفة» بصرف النظر عن ضروب التنافس والصراع 
فيما بينهم. وهذا التضامنء بطابعه اللافت العابر للدول» يذكر مباشرةٌ بالتضامن الطبقي 
بين أرستقراطيي أوروبا في القرن التاسع عشرء عَبْر مشاركة واحدهم الآخر مواسم الصيد. 
والمنتجعات» وقاعات الرقص؛ كما يذكّر بالأخوّة بين "الضباط والسادة". ال عبّر عنها في القرن 
العشرين ما ضمنته اتفاقية جنيف من أن يلقى ضباط العدو الأسرى معاملة مميّزة, بخلاف 
الأنصار أو المدنيين. 
ويمكن لنا أن نتابع نقاشنا الذي أجريناه إلى الآن من طرف الشعوب المستعمّرة هذه المرّة. 
فمن اللافت. بصرف النظر عن آراء بعض الإيديولوجيين الكولونياليين» أن ذلك الكيان المشبوه 
الذي يُعرّف باسم "العنصرية المعكوسة" كان محدوداً جداً في الحركات المناهضة للاستعمار. 
ومن السهل أن تخدعنا اللغة على هذا الصعيد. وعلى سبيل المثال» فإن كلمة لوندو الجاوية 
(الشتقة من هولندي أو نيدرلاندي) لم تكن تقتصر في معناها على "المهولنديين" بل تشير 
إلى "البيض" عموماً. غير أنّ الاشتقاق ذاته يبيّن أنَّ المعنيين كانا متداخلين بالفعل» بالنسبة 
للفلاحين الجاويين» الذين نادراً ما صادفوا أي "بيض" سوى امولنديين. وبالمثل» فإِنّ "5»© 
9" فى المستعمرات الفرنسية» كانت تع الحكام الذين لم يكن من الممكن التمييز بين 
فرنسيتهم وبياضهم. وبقدر ما أعلم؛ فإِنْ لوندو أو 22دان لم تكونا منطويتين على تقليل 
الاحنزام والحط من الشأن لقنا 
وعلى العكسء فإنْ روح القومية المناهضة للكولونيالية هي روح دستور جمهورية 
كاتاغالوغان (1902) الذي يفطر القلوب» جمهورية ماكاريو ساكاي قصيرة الأجل؛ الذي نض 
من بين أشياء أخرى؛ على أنْ: 
لن يرفع أي تاغالوغي, وُلِدَ في هذا الارخبيل التاغالوغيء أي شخص فوق البقية 
بسبب من عرقه أو لون بشرته؛ فالأشقرء والأعرء والغئء والفقير والمتعلم؛ والجاهل 
متساوون تماماً جميعهم؛ وينبفي أن يكونوا قلباً واحداً. وقد تكون هنالك فروق في 
التعليم. أو الثروة» أو المظهرء غير أنه ما من فروق قط فى الطبيعة المجوهرية والقدرة 
على العمل من أجل قضية منأكقا. 
وليس يصعب على المرء أن يجد أشياء مشابهة في الطرف الآخر من العالم. فالمكسيكيون 
المولدون الذين يتكلمون الإسبانية يردّون نسبهمء ليس إلى الفاتحين القشتاليين» بل إلى الأزتيك» 
والماياء والتولتيك» والزابوتيك الذين يكادون أن يكونوا قد طّمِسوا. أما الوطنيون الثوريون في 
الأورغوايء وهم أنفسهم من الكريول؛ فقد اتَخذوا اسم توباك أماروء آخر الثوار امحليين العظماء 
ضد الاضطهاد الكريولي» والذي مات تحت التعذيب الذى لا يُوْصَف في العام 1781. 
وقد يبدو متناقضاً أن تكون الأشياء الن تشير إليها هذه الارتباطات جميعا أشياء "مُتخيّلة": 
الأخوة التاغالوغ الغْفْل الذين لا ملامح لحم أو القبائل المبادة» أو روسيا الأ أو ال ءته طقصة 
(البلد الأم. كما يُدعى في إندونيسيا وماليزيا). غير أن حبّ الوطن لا يختلف بهذا الصدد عن 


51 


الجماعات المتخيّلة ... 


العواطف الأخرىء الن لا تخلو من عنصر التخيّل الشغوف. (وهذا هو السبب في أنَّ النظر إلى 
البومات الصور الخاصة برفاف أشخاص غرياء هو أشبه بدراسة غطط يضعه عام آثار للدور 
الأرضي من حدائق بابل المعلقة). والعين بالنسبة للعاشق, تلك العين العادية» امحدّدة, الِن وُلِدَ 
بها أو وُلِدت بهاء هي كاللغة بالنسبة للوطئ. مهما تكن اللفة ان جعلها التاريخ لفته أو لغتها 
الام. فَمَبْر تلك اللغة, الن يصادفها عند ركبة أمّه ولا يفارقها إلا إلى القبرء تتم استعادة الماضي, 
ويحري تخيّل الألفة والزمالة» ويكلم بالمستقبل. 





سم 
لي 
ف 





ملاك التاريخ 


9) ملاك التاريح 


بدأنا هذه الدراسة الموجزة بالمحروب الأخيرة بين جمهورية فيتنام الاشتراكية وكمبوديا 
الدبكقراطية وجمهورية الصين الشعبية؛ ولذلك فإنّه من المناسب تماماً أن نعود في النهاية إلى 
نقطة الانطلاق تلك. فهل يساعد أيّ شيء ما قلناه إلى الآن على تعميق فهمنا لاندلاع تلك 
المحروب؟ 2 
لقد صدر عن توم نايرن؛ في كتابه «تفكك بريطانيا». ما هو قيِّم بشأن العلاقة بين اللنظومة 
السياسية البريطانية ومنظومات بقية العالم الحديث: 
وحدها [المنظومة البريطانية]» بخلاف سواها [من المنظومات]» مثّلت ذلك "النمو 
التقليدي: البطيء؛ الذي كان نتاج اختراع مدروسء ناجم عن نظرية". أمّا تلك 
[المنظومات] الأخرىء الن جاءت لاحقاًء فقد "حاولت أن تستخلص بضربة واحدة 
تلك الثمار ال أسفرت عنها بتحربةٌ دول طورّت مؤسساتها على مدى قرون عدّة" .. ولانّ 
التجربة الإنفليزية -البريطانية لاحقا- كانت الأولى» فقد ظلت مميّرَةٌ. ولآن امجتمعات 
البرجوازية اللاحقة أتت ثانياً. إلى عالم كانت الثورة الإنغليزية قد نمحت فيه وامتدّت» 
فإنَ ما كان لا أن تكرر هذا التطور الباكر. ولقد ولّدت دراستها ومحاكاتها شيئاً 
منتلفاً جوهرياً: ذلك المذهب الحديث حقاً. مذهب الدولة الممرّدة أو "البعيدة عمّا هو 
شخصي" والن أمكنت عاكاتها فى التاريخ اللاحق بسبب طبيعتها المحرّدة. 





الجماعات المتخيّلة . . 


وقد يُنْظَر إلى هذا بالطبع على أنّه المنطق العادي الذي يحكم سيرورات التطور. وهو عيّنة 
باكرة على ما تم تعظيم شأنه لاحقا بألقاب مثل "قانون التطور المشتنزك واللامتكافئ". 
فالتكرار الفعلي أو انحاكاة الفعلية نادرأ ما يكونان ممكنين» سواء سياسيًا أم اقتصادياء 
أم اجتماعياء أم تكنولوجياء لأنّ العالم يكون قد تغيّر أصلاً ذلك التغيّر الكبير عمًا كانت 
عليه العلّة الأولى الن تُنْسَعِلَلا. 
وما يقوله نايرن عن الدولة الحديثة لا يقل صحّة عن المفهومين التوأمين اللذين تُعَدُ 
بلداننا الاشتراكية الثلاثة المتصارعة ضروباً من التجسيد المعاصر هما: الثورة والقومية. ولعله 
من السهل كثيرًا أن ننسى أنْ هذا الزوج؛ مثل الرأعالية والماركسية؛ هو زوج مخترع. يستحيل 
المحافظة على براءتيّ اختراعه. فهاتان البراءتان موجودتان لكي تتم قرصنتهماء إذا جاز القول. 
.. ومن هذه القَوْصَناتء ومنها فقط. يأتي هذا الشذوذ الشهير أو الخروج على القياس: بحتمعات 
مثل كوبا وألبانيا والصين, تدفعها اشتراكيتها الثورية لأن تتصور أنها "متقدّمة" على بجحتمعات 
مثل فرنسا وسويسرا والولايات المتحدة. لكن إنتاجيتها المنتخفضة. ومستويات معيشتها 
البائسة» وتكنولوجيتها المتأخرة تَدْفع لأن يُنْظر إليها بالمثل على أنها "خلف" تلك الممتمعات. 
(ومن هنا حلم شو إن لاى الكئيب بلحاق بريطانيا الرأعالية في العام 2000). 
وكما سبقت الإشارة فإنْ هوبسباوم كان قا فيما لاحظه من أنَّ "الثورة الفرنسية م يَقُم 
بها أو يَقُدُها حزب مُنَظم أو حركة مُنَظمَة باللعنى الحديث؛ أو رجال يحاولون تنفيذ برنامج 
منهجي". غير أن أمر التجربة الفرنسية» وبفضل رأعالية الطباعة؛ لم يقتصر على استحالة 
اجتثاثها من ذاكرة البشرء بل تعدّاه إلى إمكانية التعلم منها. فلقد خرج البلاشفة مما يقارب قرناً 
كاملاً من التنظير القياسي النمطي والتجريب العملي؛ وصنعوا أول ثورة "تخطط لها" ناجحة 
(مع أنَّ النجاح لم يكن ممكنا لولا انتصارات هندنبرغ الباكرة عند تاننبرغ والبحيرات المازورية لل 
وحاولوا أن يطبقوا برنابما منهجيا (مع أنّ الارتحال كان سائداً في الممارسة). ويبدو من الواضح 
أيضًا أنه من دون مثل هذه الخطط والبرنامج ما كان ليخطر في الذهن قيام ثورة في مملكة 
لم تكد تدخل عهد الرأعالية الصناعية. غير أنَّ النموذج الثوري البلشفي غدا ذلك النموذج 
الحاسم بالنسبة لجميع ثورات القرن العشرين لأنه جعلها قابلة للتصور في بحتمعاتٍ لا تزال أشدٌ 
تأخّراً من روسيا. (وهذا يعن أنه استهل إمكانية تغيير بحرى التاريخ؛ إذا جاز القول). وقد أثبتت 
0 تحخارب ماو تسي تونغ البارعة الأولى إمكانية استخدام هذا النموذج خارج أوروبا ٠‏ وبذلك يمكن أن 
نرى في حالة كمبوديا نوعاً من وصول هذه السيرورة القياسية النمطية إلى ذروتهاء حيث كانت 
"الطبقة العاملة" في هذا البلد تشكل عام 1962 أقل من 902.5 من القوة العاملة الراشدة 
القوية البالغة مليونين ونصف المليون؛ وكان "الرأعاليون" يشكلون أقل من 1960.5ا. 
0 ولقد خضعت القومية منذ نهاية القرن الثامن عشرء وعلى نحو مشابه كثيرًاء لسيرورة 
تعديل وتكييف. تبعاً لاختلاف المناطق؛ والأنظمة السياسية؛ والاقتصاديات؛ والبنى الاجتماعية. 
وتمثلت النتيجة بانتشار "المجماعة المتخيّلة" إلى كل بجتمع معاصر يمكن تصوّره. وإذا ما كان من 








154 





ملاك التاريخ 


الجائز أن نضرب كمبوديا الحديثة كمثال على ارتحال "الثورة" القياسية النمطية» فلعله أن 
يكون من المنصف أن نضرب الفيتنام مثالا على ارتحال القومية القياسية النمطية؛ وذلك من 
خلال غارات سريعة نشنها على اسم هذه الآأمة. 

عند تتويجه في العام 21802 تنى الملك جيا-لونغ أن تُدعى مملكته باسم "نام فيت" وأرسل 
المبعوثين لكي يحصل على موافقة بكين. غير أنْ المانشو ابن السماء أصرّ على أن يكون الاسم 
"فيت نام". أما السبب وراء قلب الاسم على هذا النحو فهو التالي " إِنَّ "فيت نام" (أو بالصينية 
يُوه -نان) تعن» بصورة تقريبية؛ " جنوب فيت (يُوه)" ٠‏ وهي تملكة فتحها لفان قبل سبعة 
عشر قرناً ويُمْتَقَد أنها اليوم مقاطعن كوانفتونغ وكوانفسي الصينيتين» فضلاً عن وادي النهر 
الأمر. أمَا اسم "نام فيت" الذي أطلقه جيا- لونغ فيعي " فيت/يُوه المجنوبية"؛ وينطوي عملياً ' 
على مطالبة بالمملكة القديمة. وكما يقول ألكسندر وودسايد فإنّ "اسم "فيتنام” لم يكن يحظي 
عموما بكثير من الاحتزام لدى الححكام الفيتناميين منذ قرن مضىء شأنه في هذا القرن» نظراً : 
لصدوره عن بكين. ولأنّ هذه التسميّة هي تسمية مصطنعة. فإنها لم تُسْتَخْدَم بتلك الكثافة - 
سواء من قِبَل الصينيين أم من قبل الفيتناميين. فقد تمسّك الصينيون باسم "أنام" ٠‏ وهي 
كلمة مُهينة من عهد سلالة التانغ . . أمَا البلاط الفيتنامي فقد اخدرع انما لمملكته خاضاً به في ١‏ . 
18398 ولم يهتمّ لأمر إبلاغ الصين. وراح هذا الاسم الجديد داي نا "الجنوب العظيم" 7 
أو "الجنوب الإمبراطوري"؛ يظهر على نحو منتظم 00 وثائق البلاط والمصتّفات التاريخية الرعية. ١‏ 
غير أنه لم يبق على قيد الحياة إلى الوقت الراهن "لكآ وهذا الاسم الجديد هو اسم لافت من 
ناحيتين. الأولى» هي أنه لا يحتوى على عنصر "الفيت". والثانية» هي أن مرجعيته الإقليمية. ١١١‏ 
أو المنطقة الن يشير إليهاء تبدو علائقية محضء أو منسوبة إلى سواها: "جنوب" (المملكة 
الوسطى)لكا. 

ويذكرنا الدفاع الفيتنامي الفخور هذه الأيام عن اسم فيت نام الذي اخنزعه الملك المانشو 
في القرن التاسع عشر وقصّد به الازدراء بقول رينان الذائع أنّ الأمم لا بد أن تكون قد "نسيت 

شياء كثيرة"؛ لكنه يذكرنا أيضًاء ويا للتناقض, عا تتميّر به القومية من قوة خيال. 

وحين ينظر المرء إلى فيتنام في ثلاثينيات القرن العشرين أو إلى كمبوديا في ستينياته, 
فإنه يجدء على الرغم من كل الفروق» تشابهات كثيرة :أعداد ضخمة من الفلاحين الأميين 
الُمْتَفلِينَ طبقة عاملة هزيلة؛ برجوازية متناثرة؛ وإنتلجنسيا صغيرة؛ منقسمةل1. وما من 
لل معاضر رزين: حين يتظر: بصورة موضوعية إل :هذه الشروط. كان ليتنبا في أى من هاتين . 
الخالتين بالثورة الن سرعان ما أتت, أو بانتصاراتها المنْهكة. (والحال؛ أنّ هذا يصحّ إلى حدٌ بعيب ' 
ولأسباب تكاد أن تكون مائلة» على الصين في العام 1910). وما جعل هاتين الثورتين نمكنتين» في 
النهاية؛ هو "الثورة المخطلط لحا" و "فقيل الاج لقا 

ولا يمكن أن تُعْرَى سياسات نظام بول بوت إلى ثقافة الخمير التقليدية أو إلى قسوة قادتها 
وما لديهم من بارانويا وجنون عظمة إلا بصورة حدودة تاماً. فقد نال الخمير حصتهم من 


او 
١و‏ 


الجماعات المتخيّلة . .. 


:' المستبدين المصابين يحنون العظمة؛ لكن بعض هؤلاء كان مسؤولاً عن أنكور لفك. والاهمّ بكثير 
هوغاذج ما استمدته الثورات» ويمكن أن تستمدّه؛ وما كان ينبفي» ولا ينبفي» أن تستمده من 
.. فرنساء واتحاد المجمهوريات الاشتزاكية السوفيتية؛ والصينء والفيتنام- وجميع الكتب الين كتبّت 
عنها بالفرنسية لكا 
2٠‏ ويصحّ الشيء ذاته على القومية. فالقومية المعاصرة هي وريثة قرنين من التغيّر التاريخي. 
وتتميّر هذه الضروب من الإرث بأنّ لها حقّا وجهي جانوسء نظرا لجميع الاسباب ابن حاولت 
. أن أرسم خطوطها العامة. ذلك أن المورّثين لا يقتصرون على سان مارتن وغاريبالدي» بل 
يتعدّونهما إلى أوفاروف وماكوليء وكما رأيناء فقد كانت "القومية الرعمية" منذ البداية سياسة 
واعية» ترمي إلى حماية الذات» وترتبط ذلك الارتباط الوثيق بالحفاظ على المصالح السلالية- 
الإمبراطورية. لكنها ما إنْ "غدت ظاهرة للعيان" حتى باتت قابلة للنسخ مثل الإصلاحات 
المسكرية البروسية في أوائل القرن التاسع عشرء ومن قبَل التشكيلة ذاتها من الأنظمة 
السياسية والاجتماعية. وكان الملمح الدائم بين ملامح هذا النمط من القومية؛ ولا يزال هو 
رسيّتها؛ أي ذلك الشيء النابع من الدولة» ويخدم مصاح الدولة أولاً وأخيراً. 

هكذا يكتسي فوذج القومية الرعية أهميته قبل كل شيء لحظة ينجح الثوار في الإمساك 
بزمام الدولة» ويكونون لأول مرّة في ذلك الوضع الذي يتيح هم أن يستخدموا سلطة الدولة 
في تحقيق رؤاهم. وما يزيد هذه الأهمية هو حقيقة أنّه حتى الثوار الراديكاليين الأشدّ عريعة 
عادةٌ ما يرثون الدولة من النظام المنهار. ويكون بعض هذا الموروث رمزياء لكن ذلك لا يجعله 
أقل أهمية. فعلى الرغم من عدم ارتياح تروتسكي, عادت عاصمة اتحاد الجمهوريات الاشتراكية 
السوفياتية إلى العاصمة القيصرية القديمة موسكو؛ ومنذ ما يزيد على 65 عاماً وقادة المحرب 
الشيوعي ف الاتحاد السوفياتي ير عون سياستهم في الكرملين, قلعة السلطة القيصرية القدعة, 
من بين جميع المواقع الممكنة في أقاليم الدولة الاشنراكية الشاسعة. وبالمثل» فإِنْ عاصمة جمهورية 
الصين الشعبية هي عاصمة المانشو (في حين نقل شانغ كاى شيك العاصمة إلى نانكينغ)» ويجتمع 
قادة الحرب الشيوعي الصين فى مدينة أبناء السماء الغرّمة. والحال» إِنَّ قلة قليلة وحسب 
من القيادات الاشتراكية: إِنْ كان ثّةَ أحد. هي الن لم تتسلق إلى تلك المقاعد البالية» الدافكة. 
وعلى مستوى أقل وضوحاًء يرث الثوار المننصرون أيضًا شبكة أسلاك الدولة القدمة: في بعض 
الأحيان الموظفين والمخبرين» وعلى الدوام الملفات, والأضابير» والأراشيف. والقوانين» والسجلات 
المالية» والإحصاءات, والخرائط. والمعاهدات, والمراسلات» والمذكرات» وهلمجرا. ومثل النظام 
الكهربائي المعقد في أي بيت كبير هَرّب مالكه. فِإِن الدولة تنتظر أن تمتد يد المالك المجديد إلى 
المفتاح لكي تعود بدرجة كبيرة إلى ما كانت عليه من إشراقها القديم. 

ولذلك لا ينبغي أن يدهش المرء كثيرًا إذا ما كانت القيادات الثورية تلعب؛ بصورة واعية 
أم غير واعية» دور سيّد العزبة. وما بخطر في ذهننا هنا لا يقتصر على تماهي دجوغاشفيلي مع 
إيفان غروزنيء أو تعبير ماو عن إعجابه بالطاغية تشِن شيه هوانغ تي» أو إحياء جوزيف بروز 












ملاك التاريخ 


الاّهة والطقوس الروريتانيةلْقَللَكا. بل إِنَّ "القومية الرعية" تدخل أساليب القيادات ما بعد 
الثورية بطريقة أشدّ حزما بكثير. وما أعنيه بذلك أن مثل هذه القيادات تتبنى بسهولة ال 7 
:ووملهم :ولك المزعومة لدى الملوك السلاليين القدماء و الدولة الملكية السلالية. وبطريقة 
اربماعية لافتة» يغدو الملوك السلاليون الذين لم يكونوا يعرفون 4 شيء عن "الصين"” أو 
"يوغوسلافيا"؛ أو "فيتنام”. أو "كمبوديا" مواطنين وأبناء بلد (حتى لو لم يكونوا على 
الدوام أولتك المواطنين أو أبناء البلد "الجديرين"). ومن هذه التسوية أو هذا التوفيق تأتي 
على الدوام ميكافيللية "الدولة" الن تشكّل ملمحاً لافتأ جدَاً من ملامح الأنظمة ما بعد 
الثورية بخلاف الو كات القومية الثورية. فكلما زاد تحنيس الدولة الملكية السلالية القدمة. 
زادت إمكانية أن تُلفٌ زينتها القديمة الفخمة حول الأكتاف الثورية. وصورة أنكور وات الذي 
بناه سُريافرمان الثاني المنقوشة على علم كمبوديا الدعقراطية الماركسية (كما على أعلام . 
جمهورية لون نول الألعوبة وكمبوديا سيهانوك الملكية)؛ ليست كناية عن التقى والإمان بل عن 
القوة والسلطةل8أ, 
أمَا تركيزي على القيادات. فلأن القيادات. وليس الشعبء هي الن ترث لوحات التحكم - 
والقصور. وما من أحد يتصورء كما أزعم, أنّ جماهير الشعب الصين الغفيرة تهتمٌ أدنى اهتمام - 
عا يحدث على طول الحدود الكولونيالية بين كمبوديا وفيتنام. كما أنه من غير الوارد على 
الإطلاق أن يكون الفلاحون الثمير والفيتناميون ن قد أرادوا تلك الحروب بين الشحبين: أو أن 1 
يكونوا قد استشيروا في ذلك الأمر. فهذه الحروب هي بالمعنى الفعلي "حروب قادة" عادة ما - 
تحشّد فيها القومية الشعبية باسم الدفاع عن النفس. (ومن هنا ذلك الحماس الخافت في الصين 
خاصةً. حيث لا تتمتع لغة الدفاع عن النفس إلا بقدر قليل من المعقولية والمنطق؛ على الرغم 
من الشعارات المكتوبة بأضواء النيون ضد "الهيمنة السوفياتية")لهلا. 
وليست الصين؛ والفيتنام؛ وكمبوديا بالفريدة في كلّ هذا بأيّ حال من الأحواز لْلَنا. وذاء 57 
شوم ب كرت وه ايم اد ا 2 
بق المحروب بين الدول الاشتراكية: أو بأن يتم التخلص سريعاً من جماعة الأمّة الاشنر 
0 غير أنه لن يكون بالإمكان القيام بأيٌّ شيء مفيد للحيلولة دون مثل هذه 0 9 
الحدّ منها ما لم نتخلّى عن خرافات مثل الخرافة الي تقول إن "الماركسيين كماركسيين ليسوا 
قوميين” أو إِنْ "القومية مرض من أمراض التطور التاربخي المحديث"؛ ونبذل بدلا من ذلك ما 
بوسعنا لكي نتعلم تحربة الماضي الواقعية والمتخيلة. 
لقد سبق لفالنز بنيامين أنْ كتب عن ملاك التاريخ؛ قائلا: 
وجهة ملتفث صوب الماضي. وحيث نتصور سلسلة من الأحداث. يرى كارثة واحدة لا 
تئ تكوّم الأنقاض فوق الأنقاض وتلقيها عند قدميه. والملاك يود أن يبقى» وأن يحبي 
الموتى» ويجمع ما تحطم. لكن ثمة عاصفة تهبّ من الفردوس؛ وقد أمسكت بجناحيه يذاك 
العنف حتى لم يعد بوسعه أن يضمّهما. وهي تدفعه بصورة لا تُقاوم نحو المستقبل الذي 





177 





المجماعات المتخيّلة ... 


أدار له ظهره؛ في حين يعلو الحطام أمامه حتى يبلغ عنان السماء. هذه العاصفة هي 
ما ندعوه التقد ملقلا 
غير أنّ الملاك خالدء ووجوهنا متجهة صوب لمجهول الذي يقوم قَدَّامنا. 








التعداد. المخارطة» المتحف 


1) التعداد. الخارطة. المتحف 


كتبتُ فى الطبعة الأولى من «الجماعات المتخيّلة» عن "ذلك المحماس القومي الشعي الأصيل 
وذلك الغرّس المنهجيء بل ولميكافيللي؛ للإيديولوجية القومية من خلال وسائل الإعلام 
والنظام التربوي والأنظمة الإدارية وسواهاء اللذين غالبا ما نراهما معاً في سياسات "بناء الأمة" 
الن تتبعها الدول المجديدة"لكأ. وكنت أفترضٌ آنئذ بنوع من قِصَر النظر أن القومية الرعية 
في العوالم المستعمّرة في آسيا وإفريقية قد صيغت مباشرة على غرار القومية الرمية في الدول 
الملكية السلالية في أوروبا القرن التاسع عشر. ولقد أقنعين التفكير الذي تلا ذلك بِأنّ هذه 
النظرة هي نظرة متسرّعة وسطحية. وبأنّ النسب المباشر ينبفي أن يتم تتبّعه في تيّلات الدولة 
الكولونيالية. وقد يبدو هذا الاستنتاج مدهشاًء للوهلة الأولى» لأنّ الدول الكولونيالية كانت في 
العادة مناهضة للقومية» وغالبا ما كانت تلك المناهضة عنيفة. غير أنه حين ينظر المرء تحت 
الإيديولوجيات والسياسات الكولونيالية إلى القواعد ال كانت تستخدمهاء منذ أواسط القرن 
التاسع عشرء فسيجد بلا شك أن خط التسب يتضح مزيدا من الوضوح. 

وإنها لقليلة جداً تلك الأشياء ال تُظهرُ هذه القواعد بالقذر الذي تُظهرها به ثلاث من 
مؤسسات السلطة الن ابثدعت قبل منتصف القرن التاسع عشر لكنها عملت على تغيير شكلها 
ووظيفتها ما إِنْ دخلت المناطق المستعمّرّة عصر الاستنساخ الميكانيكي. وهذه المؤسسات الثلاث 
هي التعداد, والخارطة» والمتحف, الن صاغت معاء وعلى نو عميق» الطريقة الن تخيّلت بها 


]59 


المجماعات المتخيّلة . . 


الدولة الكولونيالية بحال نفوذها وسلطانها: طبيعة البشر الذين تحكمهم. وجغرافيا أملاكهاء 

وشرعية أسلافها. ولكي أستكشف طابع هذا التواشج سوف أقصر اهتماميء في هذا الفصل» 
على جنوب شرقي أسياء ذلك أنْ استنتاجاتي منرددة» وما أزعمه من تخصص جذّي مقصور 
على هذه المنطقة. غير أن جنوب شرقي أآسيا يوفر للمهتمين بالتاريخ المقارن مزايا خاصة» 

ذلك أنه يشتمل على مناطق استعمرتها جميع القوى الإمبريالية "البيضاء" تقريبا -بريطانيا 

وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وهولندا والولايات المتحدة- فضلاً عن اشتماله على سيام الن لم 
0 متعم . وسوف يكون القرّاء الذين يحوزون معرفة أكبر من معرفي بالأجزاء الأخرى من أسيا 
.. وإفريقية في موقع يمكنهم من الحكم على صحة آرائي في نطاق تاريخي وجغرافي أوسع. 


1/10) التعداد 
كان عالم الاجتماع تشارلز هيرغان قد بدأء في بحثين قيّمين نُشرا مؤخراء دراسة عقليات 
البريطانيين الكولونياليين الذين قاموا على إجراء التعداد في مستوطنات المضائة لل وشبه 
جزيرة ملايوء وخلفائهم الذين عملوا لدى دولة ماليزيا المندبحة المستقلة لكا. وما تُظهره النسخ 
. ال يقدّمها هيرثمان من "بيانات الموية" ال كانت تسعى وراءها التعدادات المتعاقبة منذ أواخر 
القرن التاسع عشر حتى فترة قريبة من الان هو سلسلةٌ من التغيرات السريعة على نحو 
استثنائي؛ والاعتباطية في الظاهرء كانت تتجمّع من خلافا هذه البيانات وتنفصل, وتتجِمّع من 
جديد. وتختلط؛ وتعيد النزتيب على نحو متواصل (ولكن مع بقاء البيانات الفاعلة سياسياً على 
. رأس القائمة على الدوام). وما يتوضّل إليه هيرغان من هذه التعدادات هو استنتاجين أساسين 
اثنين. الأول هو أنْ بيانات التعداد كانت تغدو عرقية على نحو أوضح وأشدّ حصريّة, كلما طالت 
المرحلة الكولونياليةلها. وا نَ الهوية الدينية؛ من جهة أخرى. راحت تتفي بصورة تدريجية 
٠‏ كبيان فندادى الناسة: 85 اختفى "الهندوس" -الذين كانوا يُصَنّفُون إلى جانب "الكلنفيين" 
و"البنغال"- بعد التعداد الأول عام 1871. وبقي "البارسيون" حتى تعداد العام 1901) حيث 
واصلوا الظهور -مجموعين مع "البنغال". و"البورميين": و"التاميل" -نحت بيان "التاميل 
وغبرهم من سكان الهند الاصليين”. أمَا الاستنتاج الثاني فهو أنّ الفئات العرقية الكبيرة قد 
' جرى الحفاظ عليهاء بوجهٍ عام» بل وتركزت بعد الاستقلال؛ إنا مع إعادة تحديدها وتصنيفها 
باعتبارها "ماليزية". و "صينية". و"هندية" و"أخرى". بيد أنّ الحالات الشاذة استمرت حتى 
.. ثانينيات القرن العشرين. ففي تعداد العام 1980 ظهر "السيخ" على نو مزعج بوصفهم فئة 
فرعية شبه إثنية -إلى جانب "الالاواليين" و"التيليغو"؛ و"الباكستانيين" و"البنفلادشيين"؛ 
و"التاميل السريلانكيين": و"السريلانكيين الآخرين"- تحت العنوان العام "هنود". 
لكن نسخ هيرثان الرائعة تشجّع المرء على أن يمضي أبعد من اهتماماته التحليلية 
المباشرة. خذواء على سبيل المثال» تعداد العام 1911 في ولايات الملايو الفيدرالية» والذي يضع تحت 
عنوان "سكان الملايو بحسب العرق" ما يلي: "المالاويين". "الداويين": "الساكاي"؛ "البنجاريين". 




















التعداد, الخارطة. المتحف 


"البونانيين"» "المندلنغ" (كذا). "الكرينشيين) (كذا)» "الجامبيين": "الأشينيين" "البوجيين". 
و"آخرين". ومن بين هذه "الجماعات" يعود أصل الجميع ما عدا (معظم) "المالاويين 
و"الساكاي" إلى جزر سومطرة:؛ وجاوة» وبورنيو الجنوبية» والسيليبيسء وجميعها أجزاء من 
مستعمرة الإنديز الشرقية الهولندية الضخمة البجاورة. غير أن هذه الأصول من خارج ولايات 
الملايو الفيدرالية لم تحظ بأي اعنراف من القائمين على التعداد الذين عملواء في بنائهم أبناء 
جلدتهم "المالاويين"؛ على إبقاء عيونهم منخفضة ومتواضعة لم تتعدٌ حدودهم الكولونيالية 
الخاصة. (ولا حاجة للقولء إنَّ القائمين على التعداد ا هولنديين» عبر البحار, كانوا يبنون تخيّلاً 
ختلفا ل "المالاويين"؛ بوصفهم إثنية صغرى إلى جانب» وليس فوق؛ "الأشينيين". " والجاويين" 
وما شابه). ويشير "الجامبيين" و"الكرينشيين" إلى مكانين» وليس إلى أ شيء يمكن تحديده ولو 
من بعيد كإثنية لغوية. ومن غير انحتمل إلى أبعد حدّ أن يكون أكثر من جزء بالغ الصغر من 
أولتك الذين صَنفوا في فتات أساسية أو فرعية قد نظروا إلى أنفسهم., في العام 1911؛ تحت مثل 
هذه التسميات. فهذه "الهويات". الى تخيّلها عقل الدولة الكولونيالية التصنيفي. كانت لا تزال 
تنتظر تشييئاً سرعان ما سيجعله الاختراق الإداري الإمبراطوري ممكناً. وما يُلاحظء علاوة 
على ذلك؛ هو شفف القائمين على التعداد بالكمال وعدم الالتباس. ومن هنا عدم إطاقتهم 
تلك التحديدات المتعددة, أو "المنقلبة" سياسياء أو "المشؤّشة" أو المتبدلة. ومن هنا تلك الفئة 
الفرعية الغريبة الن نحدها تحت كل جماعة عرقية: ألا وهي فئة "الآخرين". الن لا ينبغي على 
الإطلاق أن تخلط مع "الآخرين" الآخرين. ويكمن تخييل التعداد في أنَّ كل أحدٍ موجود فيه 
وأنَ لكل أحد مكان واحد -وواحد فقط- واضح أشدّ الوضوح. فما من كسور. 

ولأنٌ أصول هذا النمط من التخيّل الذي غارسه الدولة الكولونيالية أقدم من تعدادات 
سبعينيات القرن التاسع عشر» فإنْه من المفيدء لكي نفهم قاماً لاذا كانت تعدادات أواخر القرن 
التاسع عشر جديدة على نحو عميق على الرغم من ذلكء أن ننظر إلى الوراء إلى الأيام الأولى من 
الاخنزاق الأوروبي لجنوب شرق آسيا. ويكفي هنا أن نعرض لمثالين» نستمدهما من الأرخبيلين 
الفيليبين والإندونيسي. فقد حاول وليم هنري سكوت, في كتاب هام صدر مؤخّراء أن يعيد 
على نحو بالغ التدقيق بناء البنية الطبقية للفيليبين قبل الهسبانيّة» وذلك على أساس أقدم 
السجلات الإسبانية/كأ. ويدرك سكوت قام الإدراك» بوصفه مؤرّخاً غتضاًء أنّ الفيليبين تدين 
باعها إلى فيليب الثاني "الإسباني". وأنّ الأرخبيل؛ لولا المحظوظ التمسة أو الطيبة» كان يمكن 
أن يقع بأيدي الهولنديين أو الإنغليز ويُقُسَم سياسياء أو يُعاد تركيبه مع فتوحات أخرىكقا. 
ولذلك فإنَ من المغري أن نعزو اختياره اللافت للموضوع إلى إقامته الطويلة في الفيليبين 
وتعاطفه القوي مع قومية فيليبينية لا تزال منذ قرن إلى الان» تقتفي آثار جنّة السكان 
الأصليين. غير أنّ المحظوظ طيبة أن الأساس العميق لتشكيل خياله كان المصادر الن أجبر 
أن يعتمد عليها. فالحقيقة أنه حيثما غامر رجال الدين والفاتحون في المجزر كان بصرهم يقع, 
على الشواطى, على 15م كصترم (أمراء) و 1091805ط (نبلاء) وده:عطءعم (عامّة) و دهكمكوع 


161 





الجماعات المتخيّلة . . . 


(عبيد): فيما يشبه العِرّب ال جرى استمدادها من التصنيفات الاجتماعية في إيبيريا أواخر 
. القرون الوسطى. وتوفر الوثائق ال خلفوها وراءهم كما وافراً من الأدلة المادية علي نْ معظم 
"النبلاء" لم يكن واحدهم يعلم بوجود الآخر في الأرخبيل الضخم. المْبْمثْره ومشتّت السكان, 
وأنهم حين كانوا يعلمون بوجود بعضهم بعضاًء عادة ما كان واحدهم ينظر إلى الآخر لا كنبيل؛ 
بل كعدو أو عبد ُتَمَل. لكن قوة الشبكة كانت عظيمة جداً إلى درجة أنَّ مثل هذه الأدلة 
هُْمْشّت في خيال سكوت, ولذلك كان من الصعب عليه أن يرى أنْ "البنية الطبقية" في المرحلة 
ما قبل الكولونيالية هي تخيّل "إحصائي" أبيع من مؤخّرات السفن الإسبانية. فحيثما ذهبواء 
كان يلوح هم النبلاء والعبيد. الذين ما كان م أن يُجْمَلوا على هذا النحوء أي "بنيوياً", إلا من 
قبَل دولةٍ كولونيالية في أطوارها الأول. 
أما بالنسبة لإندونيسياء فإنَّ لديناء بفضل البحث الذي أجراه ماسون هودلي؛ وصفاً مفضلاً 
لقضية هامة صدر الحكم النهائي فيها في سيريبون. وهي مرفاأ ساحلي في جاوة. في نهاية 
القرن السابع عشر ك. ومن حسن الحظ أنَّ السجلات الهولندية (سجلات شركة لهند الشرقية 
0 المتحدة) والسيريبونية امحلية لا ترال متاحة. فلو بقيت الرواية السيريبونية وحدها لكُنا عرفنا 
امتهم بالقتل على أنه موظف كبير في البلاط السبريبوني» وبلقبه وحسب كي أريا مارتا نينغارت, 
وليس باعه الشخصي. أما سجلات شركة الهند الشرقية المتحدة فتحدد هويته غاضبةً على أنه 
صيي؛ والحال أنّ هذه هي المعلومة الهامة الوحيدة ال تنقلها عنه هذه السجلات. ومن الواضح 
.. إذا أن البلاط السبريبوني كان يصنّف البشر بحسب المرتبة والمكانة؛ بينما كانت الشركة تصنفهم 
بحسب شيء يشبه "العرق". وما من سبب مهما يكن لأن نعتقد أنّ امتهم بالقتل - الذي تثبت 


مكانته العالية انتماءه وانتماء أسلافه القديم إلى امجتمع السيريبوني» بصرف النظر عن أصوهم - 


كان ينظر إلى نفسه على أنّه صين. فكيف توصّلت شركة الهند الشرقية المتحدة إذاً إلى هذا 
التصنيف؟ من أيّ مؤخّرة سفينة كان من الممكن تخيّل أنه صين؟ لا شك أن ذلك لم يكن مكنا 
إلامن مؤخّرات تلك السفن التجارية الضارية النَ كانت بوب البحار بلا توقّف: وبأمر مركري, 
هن ميناء إلى آخر بين خليج ميرغوي [بورما] وفم نهر يانغفتسي-كيانغ [الصين]. ولقد تيّلت 
الشركة: بعينها العابرة للمحيطات؛ سلسلة لا تنتهي من ال «م26»ط1ط0 (الصينيين)» مثلما كان 
٠‏ الفمون قد راوا سلسلة لاتنتوي من التبلاءناسية سكان الملكة الوسظ امتغايرين؛ وعدم 

٠‏ الفهم المتبادل بين كثير من لغاتهم المنطوقة؛ والأصول الاجتماعية والجخرافية انحدّدة لجالياتهم 
الموجودة في سواحل جنوب شرق آسيا. وعلى أساس هذا التعداد المخترع بدأت الشركة الإلماح 
على أنّ أولئك الذين تحت سيطرتها وقامت بتصنيفهم على أنهم م0110626 ينبغي أن يلبسواء 
. ويقيمواء ويتزوجواء ويُدْفنواء ويرثوا تبعاً لذلك التعداد. ومن اللافت أنّ الإيبيرين في الفيليبين 
بتفكيرهم الأضيق والأبعد عن التجارة كانوا قد تخيلوا صنفاً تعدادياً غتلفاً تماماً: : هو ما دعوه 
باسم 522816 (سانغلي). وكلمة ا كانت قد أذخلت إلى اللفة الإسبانية من كلمة ذاعدء5 
(سينغلي) الهوكينية» وتعي "تاج ر"111. ومكن للمرء أن يتخيّل إسبان ما قبل هذا التعداد 


16 





التعداد, الخارطة:؛ المتحف 


وهم يسألون التجار الذين جلبتهم السفن التجارية إلى مانيلا: "من أنتم؟" فيُجاب عليهم 
بصورة واضحة: "نحن تار "لقأ. ولآن الإيبيريين لم يحوبوا البحار الأسيوية السبعة؛ فقد ظلوا 
طوال قرنين من الزمان في حالة من التشوش وضيق التفكير المريح. ولم تتحول (©081ه5 إلى 
"عءمعمتطنت" (صيئ) إلا ببطى إلى أن اختفت في أوائل القرن التاسع عشر مفسحجة امال أمام 
كلمة هدنك على طريقة شركة الهند الشرقية المتحدة. 
ولذلك» فقد تمثّل التجديد الفعلي الذي جاء به من قاموا بتعداد سبعينيات القرن التاسع 
عشر ليس في بناء تصنيفات عرقية-إثنية» بل في تكميمهم المنهجي. ولقد حاول الحكام ما قبل 
الكولونياليين في العالم الجاوي-المالاوي إجراء عمليات عد للسكان الواقعين تحت سيطرتهم؛ لكن 
هذه العمليات أخذت شكل سجل الضرائب أو قوائم التجنيد. فأغراضها كانت ملموسة وعددة: 
التتبع المستمرٌ لأولئك الذين يمكن أن تُفرّض عليهم الضرائب والخدمة الحسكرية؛ ذلك أنّ 
هؤلاء الحكام لم يكونوا مهتمين سوى بالفائض الاقتصادي والقوة البشرية ال يمكن تسليحها. 
ولم تختلف أنظمة الحكم الأوروبية الأولى في هذه المنطقة عن سابقتها ذلك الاختلاف الكبير 
على هذا الصعيد. إلا أن السلطات الكولونيالية بعد العام 1850 راحت تستخدم وسائل إدارية 
متزايدة التعقيد في عدّها السكان» يمن فيهم النساء والأطفال (الذين كان الحكام السابقون 
يتجاهلونهم باستمرار)» انطلاقاً من متاهة من الخانات الن ليس لها غرض مالي أو عسكري 
مباشر. وفى سالف الأيام» عادة ما كان أولئك الرعايا الذين يتوجّب عليهم دفع الضرائب أو 
الالتحاق بالخدمة العسكرية يدركون جيداً قابليّتهم للعدّ؛ فالحاكم وامحكوم كانا يفهمان واحدهم 
الآخر أحسن الفهم على هذا الصعيد. وإنْ يكن فهماً عدائيا. أما بحلول العام 1870» فكان 
عقدور المرأة "الصينة-الكوشينية" الى لا شفع الصرائب» ولا ند أن تحضي حياتهاء سعيدة 
أو تعيسة» في مستوطنات المضائق» دون أن تدرك أيّما إدراك أن هذا ما كان قد خُطّط لا 
من الأعلى. وهنا تغدو خصوصية التعداد الجديد واضحة. فقد حاولث بكل عناية أن تعد 
موضوعات تيّلها الحموم. ونظراً لما يتسم به نظام التصنيف من طبيعة حصرية؛ ونظراً 
منطق التكميم ذاته: كان لا بدّ ل "الصين- الكوشين" أن يُفْهَم على أنّه رقم واحد في سلسلة 
قابلة للجمع من "الصينيين-الكوشينيين" الذين يمكن استبدال واحدهم بالآخر: داخل نطاق 
الدولة بالطبع. ولقد ضرّبت هذه الطوبوغرافيا الدبموغرافية يجحذور اجتماعية ومؤسساتية 
عميقة مع تضاعف حجم الدولة الكولونيالية ووظيفتها. وعملت بهدي من خريطتها المُتخيّلة 
على تنظيم بيروقراطياتها في بحالات التعليم» والقضاء؛ والصحة الحامة» والشرطة:؛ والهجرة. 
تلك البيروقراطيات الن كانت تبنيها على أساس تراتبيات عرقية-إثنية مع أنّها عادة ما كانت 
تُفهَم على أنها سلاسل متوازية. ولقد خلق انسياب السكان الخناضعين عبر شبكة المدارس, 
وامحاكم» والعيادات. ومراكر الشرطة:؛ ومكاتب الحجرة المتفاوتة "عاداتٍ مرورية" منْحَتٌ تهوعات 
الدولة الباكرة حياةٌ اجتماعية فعلية. 
ولا حاجة للقول إِنّ الأمر لم يكن سهلاً على الدوام؛ وإنّ الدولة كثيرًا ما اصطدمت بحقائق ٠‏ 


1]63 


الجماعات المتخيّلة . . 


مزعجة. وأهمّ هذه الحقائق على الإطلاق كان الانتماء الدين» الذي شكل أساساً لجماعات 
مُتخيّلة بالغة القدم. وشديدة الاستقرار لا تتماشى مع الخارطة-الشبكة السلطوية الخاصة 
بالدولة العلمانية. فقد كان الحكام مضطرين بدرجاتٍ غتلفة» وفي شتى مستعمرات جنوب 
شرق أسياء لأن يحروا تسويات قذرةء خاصة مع الإسلام والبوذية. وعلى الأاخصء فقد واصلت 
ازدهارها تلك المزارات» والمدارس. وامحاكم الدينية ال كان يُدّد دخوها الخيار الذاتي الشعي 
الفرديء وليس التعداد. ونادرأً ما كان بقدور الدولة أن تفعل ما يزيد على محاولة تنظيم هذه 
المؤسسات» وتحديدهاء وعدّهاء وتوحيد معاييرهاء وإخضاعها لمؤسساتها الخاصة لل ولآنَّ المعابدء 
والمساجدء والمدارسء وأنحاكم كانت خارجة على القياس من الناحية الطوبوغرافية فقد فُهمَت 
على أنها مناطق عرّرة بل وقلاعاً ‏ في بعض الأحيان- يمكن للمناهضين للكولونيالية المتدينين» 
ولاحقاً القوميين» أن بخرجوا منها إلى القتال. ولقد جرت, فى الوقت ذاته؛ محاولات متكررة 
لفرض نوع من الاتساق بين التعداد والطوائف الدينية من خلال فرض الطابع الإثن على هذه 
الأخيرة سياسياً وقانونياء بقدر ما كان ذلك ممكنا. وكانت هذه المهمة سهلة نسبيا في ولايات الملايو 
الفيدرالية الكولونيالية. فأولئك الذين اعتبرهم نظام الحكم من سلسلة "المالاويين" ذُفِع بهم 
إلى حاكم "سلاطينهم" المخصيين. ال كانت تُدار في جرنها الأكبر بحسب الشريعة الإسلامية !لذأ 
وهكذا عوملت كلمة "مسلم” على أنها بحرد اسم آخر ل "المالاوي". (ولقد ظل الأمر كذلك 
إلى ما بعد الاستقلال في العام 1957 حين بذلت جماعات سياسية معينة جهوداً لحككس هذا 
المنطق باعتبار كلمة "مالاوي" انعا آخر ل "المسلم"). أمًا في الإنديز المولندية الشاسعة:؛ المتغايرة, 
حيث قامت بجموعة من المنظمات التبشيرية المتصارعة في نهاية الحقبة الكولونيالية بعمليات 
تنصير كبيرة في مناطق متفرقة واسعة؛ فقد واجه دافع عاثل عقبات كبيرة. غير أنّ عشرينيات 
القرن العشرين وثلاثينياته شهدت. حتى هناك؛ تنامي المسيحيات "الإثنية" (الكنيسة الباتاكية, 
الكنيسة الكاروية؛ ولاحقاً الكنيسة الداياكية» وما إلى ذلك) ال يعود جزء من ظهورها إلى 
تخصيص الدولة الجماعات التبشيرية المختلفة بمناطق للمتنصّرين المجدد تبعاً لطوبوغرافيا 
وتعداد كل جماعة. ولم تحقّق باتافيا مع الإسلام نماحاً ماثلاً. فلم بَرُوْ على منع الحجّ إلى مكة. 

مع أنها حاولت أن تحول دون نمو أعداد المحجيج» وخفرّت أسفارهم؛ وتحسست عليهم من نقطةٍ 
أمامية في جدّة وُضعَت هذا الفرض. ولم يكن أيّ من هذه الإجراءات كافياً للحيلولة دون اشتداد 
صلات المسلمين الإنديز مع العالم الإسلامي الشاسع. خاصة تلك التيارات الفكرية الجديدة ال 
كانت تنبعث من القاهر :[1! 


0 ) الخارطة 

بيد أنّ القاهرة ومكة راح يُنظر إليهماء في هذه الأثناء. بطريقة جديدة غريبة» فلم تعودا 
بحرّد موقعين في جغرافيا إسلامية مقدّسة؛ بل باتتا أيضًا نقطتين على صفحات ورقية اشتملت 
على نقاطٍ لباريس وموسكو ومانيلا وكاراكاس؛ ولم تعد العلاقة المستوية بين هذه النقاط سواء 


1604 





التُعداد. المخارطة؛ المتحف 


كانم متقرة اجدتيية ادوع ايزوو عن الخطير اك قط مرتحن عسوي رياضما. فالفارظة 
المركاتورية لكل ال جاء بها المستعمرون الأوروبيون؛ كانت قد بدأت, عبر الطباعة, بتشكيل 
خيال البشر في جنوب شرق اسيا. 
ولقد تتبّع المؤرّخ التايلندي تونفشاي وينيشاكول في أطروحة المعية حديثة؛ تلك السيرورات 
الن ظهرت من خلاها "سيام" بحدودها المرسومة إلى حيّر الوجود بين 1850 و1910 لْخَلا. وتأتي 
أهمية الرواية ال يقدّمها هذا المؤرّخ من أنّ سيام لم تُستعمّر, على الرغم من أنَّ ما صار 
الوضوح غير المعتاد ظهور عقلية دولة جديدة ضمن بنية سلطة سياسية "تقليدية". 
لم تعرف سيام؛ حتى تتويج راما الرابع الذكي (المونفكوت فى فيلم الملك وأنا) عام 1851, 
سوى نوعين من الخرائط. كان كلاهما يدوياً: فعصر الاستنساخ الميكانيكي لم يكن قد برغ 
هناك بعد. وأول هذين النوعين هو ما يمكن أن ندعوه باسم "الكوزموغراف" [صورة الكون], 
وهو ثيل شكليٌء رمزي للعوالم الثلاثة ال يتألف منها الكون البوذي التقليدي. ولم يكن 
الكوزموغراف مُنظماً أفقياء كما هي خرائطنا؛ بل كان سلسلة من السماوات فوق الأرضية 
وضروب الجحيم تحت الارضية حُشرت في العالم المرئي على طول حور شاقولي واحد. ولم يكن 
مفيداً لأيّ رحلة سوى تلك الن تُرحَل بحثاً عن المجدارة والخلاص. أمَا النوع الثاني, المدنّس قاماء 
فكان عبارة عن رسوم بيانية لإرشاد الحملات الحسكرية والسفن. ولانّ هذه الرسوم الإرشادية 
كانت منظمة بصورة تقردبية باستخدام الربدة أ فقد كان من الضروري كثبة خصائصها 
الأساسية كملحوظات قْ أوقات المسير والإحار لا نَ ن واضعي المخرائط "0 يكن لذيهم أي تصور 
تقئ لمسألة القياس أو التدريج. ونظراً لكونها لا تغطي سوى الميّر الأرضيء المدنسء فإنّ هذه 
الرسوم الورشادية عادة ما كانت تُرسَم بمنظور مائل غريب أو بخليط من المنظورات» كما لو أنّ 
عيون الرسامينء الي عودتها الحياة اليومية أن ترى المنظر أفقياء على مستوى العين» كانت قد 
تأثرت دون أن تشعر بشاقولية الكوزموغراف. ويشير تونغشاي إلى أن هذه المخرائط الورشادية. 
امحلية على الدوام» لم توضع في سياق جغراقٍ مستقرء أكبرء وأنّ نظرة عين الطائر الن غدت 
عُرْفاً في الخرائط الحديثة كانت غريبة عنها كل الغرابة. 
و4 يكن 9 حدود واضحة قي أىّ من هذين النوعين من الخرائط. وما كان واضعوها 
ليفهموا الصياغة الأنيقة التالية ان صاغها ريتشارد موير: 
إنَ للحدود الدولية» الموافقة لخطوط التقاء أراضي الدول المتجاورة» أهمية خاصة 
في تقرير حدود السلطة ذات السيادة وتحديد الحيّر المكاني الذي تحتله المناطق التابعة 
سياسياً لكل دولة . . . الحدود . . تقع حيث تقطع خطوط الالتقاء الشاقولية بين 
الدول ذات السيادة سطح الأرض . . وبوصفها خطوط التقاء شاقولية» فإنه ليس 
للحدود مدى أفقي 131 
ولقد كانت أحجار المحدود ونقاط العلآم الممائلة موجودة؛ بل وتضاعفت على طول الأطراف 


165 


المجماعات المتخيّلة ... 


الغربية للمملكة حيث راح البريطانيون يدفعون هذه الحدود من بورما السفلي. لكن هذه 
الاحجار لم تكن توضع على نحو متواصل عند الممرات الجبلية والمخاضات النهرية الإستزاتيجية؛ 
وغالباً ما كانت تقع على مسافات كبيرة عن الأحجار الممائلة الي يضعها العدو. وكانت تقْرَأ 
أفقياء على مستوى العين» على أنّها نقاط امتداد للسلطة الملكية؛ و "ليس من الِقّ". ولم يبدأ 
زعماء تايلاندا إلا في سبعينيات القرن التاسع عشر بالنظر إلى المحدود على أنها أجزاء من خط 
:. خرائطيّ متواصل لا يتوافق مع أى شيء مرئي على الأرضء بل يرسمٌ حدود سيادةٍ حصريةٍ 
محشورة بين سيادات أخرى. وفي العام 14 ظهر أول كتاب مدرسي جفرافى. وضعه المبشر 
الأميركي ج. و. فان دايك» وكان نتاجأ باكرا لرأعالية الطباعة ال كانت تكتسح سيام في ذلك 
الوقت. وف العام 1882., أسس راما الخامس في بانكوك مدرسة خاصة لوضع الخرائط. وفي العام 
1892» عمد وزير النزبية الأمير دامرونغ راجانوفاب؛ إلى جعل الجغرافيا مادة إجبارية للمستوى 
الثانوي الأدنى» وذلك في إطار تدشينه نظام المدارس الحديثة على مستوى البلاد. وفي العام 
0 أو حواليه نشر كتاب فوميسات سايام | جفر افيا سيام] لؤلفه و.غ. جونسونء الذى 
٠‏ بات نموذجاً لمجميع جغرافيات البلد المطبوعة منذ ذلك الحين فصاعد ا أكلا. ويلاحظ ثونغشاي أنَّ 
٠‏ التقارب الموجّه بين رأعالية الطباعة وما قدّمته هذه الخرائط من تصوّر جديدٍ للواقع المكاني 
قد كان له تأثيره المباشر على معجم مفردات السياسة التايلاندية. فبين 1900 و1915: اختفت 
الكلمتان التقليديتان كرونغ وموانغ إلى حدٌ بعيد. لأنهما كانتا تصوران منطقة السيادة 
كدوام ممئعة: ومزاكر سكانة واطعسة خثر بردمان لقلا وهلة مكانيما عبار تيف 
"بلد", الن صوّرت منطقة السيادة كمكان إقليمي ذي حدود ليست مرئية !كلا 
ومثل التعدادات» فإنّ الخرائط على النمط الاوروبي وضعت الآساس نتصنيفٍ شاملء 
وساقت منتجيها ومستخدميها البيروقراطيين صوب سياسات ذات نتائج ثورية. فمنذ اختراع 
. جون هاريسون للكرونومتز عام 1761» تلك الأداة الن مكنت من حساب خطوط الطول 
ذلك الحساب الدقيق» بات سطح الكوكب المنحئ برمّته واقعا في إسار شبكة هندسية وضعت 
البحار الفارغة في مربعات والمناطق غير ا مستكشفة في خانات مُقاسةلللأ. وكان ينبغي على 
المستكشفين, والمساحين» والقوات المسكرية أن تنجر مهمة "ملء" الخانات إذا جاز التعبير. 
وقدكان النصف الثاني من القرن التاسع عشرء في جنوب شرق آسياء عصر المسّاحين العسكريين 
الذهي. سواء كانوا كولونياليين أم تايلانديين» بعد ذلك بقليل. وكان هؤلاء في طريقهم إلى 
إخضاع المكان للرقابة ذاتها ال كان القيّمون على التعداد يسعون لفرضها على الأشخاص. 
ولقد تواصل تالف الخارطة والسلطة. قياسا إثر قياس» وحرباً بعد حرب» ومعاهدة خلف 
معاهدة. وكما يقول تونغشاي بحق: 
ما تراه معظم نظريات الاتصال فضلاً عن الفهم الشائع» هو أن الخارطة بحريد علميّ 
للواقع. فالخارطة تقتضر على قثيل شي «اموجود مسبقاً وبصورة موضوعية. وهذه 
العلاقة كانت معكوسة في التاريخ الذي وَصَفْتُهُ. فامخارطة كانت سابقة على الواقع 








التعداد. الخارطة؛ المتحف 


المكاني؛ وليس العكس. وبعبارة أخرىء فقد كانت الخارطة نموذجاً لما قصدتٌ أن تمثّله 
ولم تكن نموذجا منه . . . لقد غدت أداةٌ فعلية لُلْمَسَةِ إسقاطاتٍ تُسقط على سطح 
الأرض. وباتت الخارطة الان ضرورية لاليات الإدارة المجديدة وللجيوش كي تؤكد ما 
تدّعيه من حقوق . . . والخطاب الذي ينطوي عليه وَضْعُ عراف بات الإطار المفهومي 
الذي تحري ضمنه وتخدمه العمليات الإدارية والعسكرية على حدّ سواءأقلا. 
وعند مُنْقَلبِ القرن» ومع الإصلاحات ال أجراها الأمير دامرونغ في وزارة الداخلية (وهذا 
اسم خرائطيّ دقيق)؛ وُضِعَت إدارة المملكة في النهاية على أساس خرائطيّ-إقليميّ تماماً. على 
غرار ما سبق فعله في المستعمرات ابحاورة. 
وليس من الحكمة أن نُغفل التداخل الحاسم بين الخارطة والتعداد. ذلك أنّ الخارطة © 
الجديدة عملت بقوة على قطع تلك السلاسل اللانهائية من "الحاكييّن"؛ و"السريلانكيين من غير 
التاميل". و"الجاويين" الن كان جهاز التعداد الرععمي يستحضرها سحرياء لأغراض سياسية, 
وذلك بتحديدها المناطق النَ تنتهي عندها. وبالمقابل؛ فقد عَمِل التعدادء من خلال نوع من تحديد 
المواقع الديموغرافية, على ملء طوبوغرافيا الخارطة الرعية سياسيا. 
ومن هذه التغيرات بزغ تحسيدان للخارطة (كلاهما أنشأته الدولة الكولونيالية في مرحلتها 
الأخيرة) كانا بمثابة تصوّر مسبق لقوميات جنوب شرق أسيا الرمية في القرن العشرين. فكثيرا 
ما حاول الأوروبيون أن يضفوا الشرعية على نشر سلطتهم بطرائق شبه قانونية» نظراً 
لإدراكهم التام أنهم يشغلون في هذه المناطق المدارية المكانة ال يشغلها المتطفل» وإدراكهم أيضًا 
أنهم جاؤوا من حضارة كانت قد ترسّخت فيها الوراثة القانونية وإمكانية نقل ملكية المكان 
المجغرافي بصورة قانونية منذ وقتٍ طويل كلا. وكان من بين الطرائق الأكثر شيوعا "وراثتهم" 
تلك السيادات ال كان يدّعيها 0 امحليون اللين أطاح به بهم الأورو: وبيون 0 احصدوم: اففي 


تاريخ فلكية ها ياف تا جديدة. ومن هنا ظهور "الخرائط التاريخية ٠"‏ قي أقاكو 
القرن التاسع عشر على وجه الخصوص. وال قُصِدَ منها أن تبيّن» عبر خطاب خرائطيٌ جديد» 
قِدْمٍ وحدات إقليمية معينة» وعددة بشدّة. هكذا كان لسلاسل مُرَنَبَة زمنياً من هذه المخرائط. 
أن تبر زَ إلى الوجود نوعاً من الرواية السيريّة السياسية عن المملكة» كانت تتصف في بحض 
الأحيان بعمق تاريخي هائز للما. وبدورهاء فقد عمدت الدول الأمم؛ ال غدت فى القرن المشرين 
وريثة الدول الكولونيالية» إلى تبن هذه الرواية» وإن تكن قد عذلتها في أغلب الحالاتللقا. 

وتمثل التجسيد الثاني في الخارطة-بوصفها-لوغو (شعارا أو رمزأ). وهذا التجسيد هو ذو 
أصول قد يكون من المنطقي القول إنها بريئة: ما كانت تمارسه الدول الإمبراطورية من تلوين 
مستعمراتها على الخرائط بصباغ إمبراطوري. ففي خرائط لندن الإمبراطورية» عادة ما 
كانت المستحمرات البريطانية ثُلوَّنَ بالأمر-الزهري. والفرنسية بالأزرق-الأرجوان؛ وال هولندية 
بالبيَ - الأصفر وهلمجرا. وبتلوينها على هذا النحوء كانت كل مستعمرة تبدو مثل قطعة « 








الجماعات المتخيّلة . . 


قابلة لأن تُفُصَل وكدتها من لغيه الصون القطفة . وحين غدا مفعول "الصور المقطعة" هذا 
معتاداً وشائعاًء صار من الممكن فصل كل "قطعة" عن سياقها فصلا كاملاً. وبات من الممكن. 
في الشكل النهائي» إزالة جميع الشروح التفسيرية: خطوط الطول والعرض. أمعاء الأماكن, 
علامات الأنهار والبحار والجبال» والجيران. وبذلك بُتَنَا إزاء علامة صِرْفء لم تَعْد مقيدة إلى 
الحالم. وبهذا الشكل» دخلت الخارطة سلسلة قابلة للاستنساخ إلى ما لا نهاية» وبات من الممكن 
تحويلها إلى ملصقات:. وأختام رعية» وترويسات» وأغلفة بحلات وكتب عدرسية وأغطية مناضد. 
وجدران فنادق. ولآن الخارطة - اللوغو يمكن تمييزها على الفور, وتُرى في كلّ مكان؛ فقد 
اخترقت عميقاً الخيال الشعي. وباتت رمز قوياً للقومية الوليدة المناهضة للكولونيالية221إ. 

وتشكّل إندونيسيا الحديثة مثلاً جيداً ومؤماً على هذه السيرورة. ففي العام 1828 أقيمت 
أول مستوطنة هولندية مصابة بالمحمى على جزيرة غينيا الجديدة. ومع أنّ هذه المستوطنة 
توجّب إخلاؤها عام 1836» فإنّ التاج ال هولندي أعلن سيادته على ذلك الجزء من الجزيرة الواقع 
غربي خط الطول 141 درجة (وهو خط غير مرئي ولا يوافق شيئا على الأرضء لكنه موجود 
في الخانة الن تشتمل على فضاءات كونراد الفارغة لخأ ال راحت تتضا عل شيئاً فشيئاً) ؛ باستثناء 
بعض المناطق الساحلية المتمادية ال اعثبرت تحت سيادة سلطان تيدور. ولم تشتر لاهاى حخصة 
السلطان إلا في العام 1901 لتضمّ غينيا الجديدة الغربية إلى الإنديز المولندية:فى الوقت المناسب 
لتحويل الخارطة إلى لوغو. وبقيت أجزاء واسعة من المنطقة بين فضاءات كونراد الفارغة 
إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية؛ وكان معظم تلك الحفنة من الحولنديين الموجودين هناك 
من المبشرينء والمنقبين عن المعادنء وحرّاس سجون اعثقل فيها القوميون الإندونيسيون 
الراديكاليون العنيدون. ولقد اختيرت المستنقعات إلى الشمال من ميروك؛ عند الطرف الجنوبي 
الشرقي الأقصى من غينيا المجديدة المولندية. كموقع لهذه المرافق» وذلك على وجه الدقة 
٠‏ لأنّ هذه المنطقة كانت تُمَدَ نائية ماما عن بقية المستعمّرة؛ ولأنّ نّ سكانها امحليين "من العصر 
المتجري" كانوا يُعدُون مُطَهّرِين تماماً من التفكير القومي لما 

ولقد عمل اعتقال القوميين فى غينيا الجديدة الغربية» ودفنهم هناك في أغلب الأحيان» على 
إعطاء هذه المنطقة مكانةٌ مركرية في فولكلور الكفاح ضد الكولونيالية» وجَعَلَها موقعاً مقدّساً 
في الخيال القومي: إندونيسيا حرّة» من سابانغ (عند الطرف الشمالي الغربي من سومطرة) إلى 
- أين سوى؟ - ميروك. ولم يشكل أي فارق على الإطلاق أنْ ما من قوميّ قطء سوى بضع مئات 

من المعتقلين» كان قد رأى غينيا المجديدة بأمّ عينيه قبل ستينيات القرن العشرين. لكن ضروب 
الخارطة - اللوغو الكولونيالية المولندية انتشرت عبر المستعمرة مُظهِرَةٌ غينيا المجديدة الخربية 
دون أيّ شيء إلى الشرق منهاء وعملت دون قصد على تعزيز الروابط المتخيّلة المتنامية. وحين 
اضطر المولنديون» في أعقاب الحروب المريرة المناهضة للكولونيالية 1945 - 1949 إلى التخلي 
لولايات إندونيسيا المتحدة عن السيادة على الأرخبيل» حاولوا (لأسباب لا حاجة لأن نتوقف 
عندها هنا) أن يفصلوا غينيا الجديدة الغربية مرّة أخرىء بإبقائها مؤقتاً تحت الحكم الكولونيالي» 


168 





التعداد. الخارطة» المتحف 


وإعدادها لتكون ذات انتماء قومي مستقل. ولم يأتِ العام 1963 حتى كان قد تم التخلي عن 
هذا المشروع؛ نتيجة الضغط الدبلوماسي الأميركي الكثيف والغارات العسكرية الإندونيسية. 
وعندها فقط قام الرئيس سوكارنو لأوْل مرّة» وفي الثانية والستين من عمره.؛ بزيارة منطقة 
ظل يخطب من أجلها دون كلل طيلة أربعة عقود. ويمكن أن نعزو العلاقات المؤلة اللاحقة بين 
سكان غينيا الجديدة الغربية ومبحوثي الدولة الإندونيسية المستقلة إلى حقيقة أنَّ الإندونيسيين 
كانوا صادقين إلى هذا الححدّ أو ذاك في اعتبار هؤلاء السكان "أخوة وأخوات" في حين أنَّ هؤلاء 
الأخيرين؛ في معظمهم. كانوا يرون الامور على نو غتلف أشدّ الاختلاف لكا 

ويدين هذا الاختلاف بالكثير إلى التعداد والخارطة. فقد خلق نأي غينيا المجديدة ووعورة 
أرضها عبر آلاف السنين ضَرْباً من التشرذم اللفوي الاستثنائي؛ وحين ترك ال هولنديون المنطقة في 
العام 1963 قدّروا أنَّ هنالك ما يزيد على 200 لفة معظمها مستغلق بعضه على بعضه الآخر 
بين السكان الذين لايزيد تحدادهم على 1700000قكإ. بل إنّ كثيرًا من الجماعات "القبلية" الأبعد 
كانت تحهل واحدتها وجود الأخرى. غير أن المبشّرين ا هولنديين والموظفين المولنديين» خاصة 
بعد العام 1950» راحوا يبذلون جهوداً جدية من أجل "توحيدهم" عبر إجراء التعدادات» ومد 
شبكات الاتصال, وفتح المدارس» وإقامة البنى الحكومية فوق القبلية. وقد أَطلَقَت هذه الجهود 
دولة كولونيالية كانت» كما لاحظنا من قبل» فريدة في أنها حكمت الإنديز» ليس عن طريق لغةٍ 
أوروبية في المقام الأول» بل من خلال "المالاوية الإدارية"لككَا. ومن هنا أنَّ غينيا الجديدة الغربية 
كانت قد "ترعرعت" على اللغة ذاتها الن نشأت عليها إندونيسيا (والن غدت اللغة القومية 
لاحقا). والمفارقة الساخرة أنّ الباهاسا إندونيسيا قد غدت بذلك اللغة المشتركة لقومية 
بابوانية غربية, وغينية غربية جديدة و بارغة لها 

غير أنّ ما جمع معاً قوميي بابوا الغربية الشباب المتنازعين في الغالب كان الخختريطة. خاصة 
بعد العام 1963. فعلى الرغم من أن الدولة الإندونيسية غيّرت اسم المنطقة من غينيا الجديدة 
الغربية» إلى إيريان الغربية أولاً ثم إلى إيريان جاياء إلا أنها تقرأ واقعها امحلي انطلاقاً من أطلس 
المحقبة الكولونيالية الذي ينظر بعين الطائر. وقد يعرف بعض الأنثروبولوجيين والمبشّرين 
والموظفين المحليين شيئاً عن الندانيين» والأنقات؛ والباوديين ويفكرون بأمرهم. “لكن الذولة .ذاتهاء 
وعبرها الشعب الإندونيسي ككلء لا ترى سوى شبح "إيرياني" (أورانغ إيريان) ني على اسم 
الخارطة؛ ولأنه شبح؛ فلابدٌ من تخيّله في شكل أشبه باللوغو: ملامح "رنحية". قضيب ذو أغمدة, 
وما إلى ذلك. هكذا يبرز جنين جماعة قومية "إيريانية". يدها خط الطول 141 والمقاطعات 
انغاورة من ثمال مولوكاس وجنوبهاء وذلك بطريقة تذكرنا بالكيفية ال جرى بها في البداية تيّل 
إندونيسيا ضمن بنى الإنديز الشرقية ا مولندية في أوائل القرن العشرين. تلك البنى العنصرية, 
وعندما قتلّت الدولة عام 1984 أرنولد آب» أبرز الناطقين باسم هذه المجماعة وأشدّهم جاذبية, 
كان أميناً لمتحف بَنَنّهِ الدولة مُكَرّس للثقافة "الإيريانية" (امحلية). 


169 


الجماعات المتخيّلة . . 


3/140) المتحف 
ليست الصلة بين مهنة أرنولد آب واغتياله بالصلة العفوية العارضة على الإطلاق. ذلك 
أن المتحف والخيال المتحفي سياسيان كلاهما على نحو عميق. وكون جاكرتا البعيدة هي ال 
. أقامت المتحف الذى كان أرنولد آب أمينه إن يُظهر لنا كم تعلمت إندونيسيا الدولة الأمة الجديدة 
من سلفها المباشرء الإنديز الشرقية ال هولندية الكولونيالية. ويشير انتشار المتاحف الراهن في 
أرجاء جنوب شرق آسيا إلى سيرورة عامة من الوراثة السياسية تفعل فعلها. ل 
السيرورة من أن ننظر إلى علم الاثار الكولونيالي المجديد في القرن التاسع عشر والذي جعل مثل 
هذه المتاحف أمراً ممكنا. 
حتى أوائل القرن التاسع عشرء لم يُبّد حكام جنوب شرق آسيا الكولونياليون سوى اهتمام 

بالغ الضالة بآثار المحضارات ال أخضعوها. وكان توماس ستامفورد رافليس» المبعوث المشؤوم 
من كالكوتا وليم جونر لتعا. أوّل موظف كولونيالي بارز لا يكتفي بتكديس بجموعة شخصية 
ضخمة من ال مول 5اءزط (الأعمال الفنية) المحلية وحسبء بل يدرس تاريخها أيضا على نو 
منهج اققا, ٠‏ ومنذ ذلك الوقت فصاعداً, راحت عظمة بوروبودور» وأنفكور ٠‏ وباغان» ومواقع 
قديعة أخرىي تُنْبَش» بسرعة متزايدة؛ وتزاح عنها الاشجار» وتقاس. وتصورء ويُعاد بناؤهاء 
وتُسيّج وتلل وتُعرّض لهنا. . وغدت مديريات الآثار الكولونيالية مؤسسات قوية ومهيبة. 
تمشد خدمات بعض الموظفين -الباحثين من ذوي المقدرة الاستثنائية ألا 

ولكي نستكشف ماما لماذا حدث هذاء حين حدث. فَإنَّ ذلك سوف يشرد بنا بعيداً. ولعلّه يكفي 
أن نشير هنا إلى أنْ التغير كان منرافقا مع أفول نظامي الحكم الكولونياليين- التجاريين لشركين 
الهند الشرقية العظيمتين» ونشوء مستعمرة حديثة حقاً مرتبطة بالتزوبول مباشر للف 
وعلى هذا الأساس باتت هيبة الدولة الكولونيالية الان مرتبطة ذلك الارتباط الوثيق بهيبة 
الوطن الأم فوقها. ومن الملحوظ أنّ المجهود الآثارية كانت متركزة بقوة على ترميم الاثار 
المهيبة (وأنَ هذه الآثار صارت توضع على الخرائط بقصد نشرها العام والتثقيف بها: كان ثمة 
نوع من تعداد الموتى يحرى الآن). ولا شك أن هذا الإلماح كان يعكس نزعات استشراقية عامة. 
لكن ضروب التمويل الموظفة تنيح تنيح لنا أن نشتيه بأنّ الدولة كانت لديها أسيايها المخاصة. غير 
العلمية. ومة ثلاثة من هذه الأسباب تشير إلى ذاتها مباشرة, والأخير من بينها هو الأشدذ أهمية 

على سياسات الدولة التعليميةلتَفاً. فقد حت "التقدميون" - كولونياليين وعليين ع 
سواء - على توظيف أكبر الاستثمارات قٍْ التدريس المحديث. ووقف قٍْ وجههم ضِف مو الحافظين 

الذين كانوا يخشون العواقب طويلة الأمد الن يمكن أن تنرتب على مثل هذا التدريس» ويفضلون 

أن يبقى الحليون حلبين. وعكن. قٍّ هذا الضوىي. أن نرى إلى عمليات ترميم الأثار- الب سرعان ما 











التعداد. الخارطة. المتحف 


تلاها طبعاتٌ رعتها الدولة من النصوص الأدبية التزاثية- كنوع من البرنامج التعليمي المحافظ» 
الذي عَمِلَ أيضًا كذريعة لمقاومة ضغط التقدميين. أمًا السبب الثاني فيتمثّل فى أنَّ برامج إعادة 
البناء الرعية الإيديولوجية عادة ما تضع بُناة الآثار وامحليين الكولونياليين في تراتبية معينة. 
ففي بعض الحالات» كما في الإنديز الشرقية الهولندية حتى ثلاثينيات القرن العشرين؛ كانت 
الفكرة الرائجة أنَّ هؤلاء البناة لا ينتمون فعلياً إلى "العرق" ذاته الذي ينتمي إليه انحليون أهل 
البلد (فهم مهاجرون هنود "فى الحقيقة"الْثَلا. وفى حالات أخرىء كما في بورماء كان المْتَخَيّل 
هو انخطاط دنيوي؛ جعل انحليين المعاصرين عاجزين عن إنحاز تلك المآثر ال أنجزها "أسلافهم" 
المزعومون. وإذ يُنْظر في هذا الضوء إلى الآثار ال أعُيد بناؤهاء وثقارن با يميط بها من بؤس 
ريفي» فإنها تقول للمحليين:إنَّ بحرّد وجودنا لهو دليل على أنكم كنتم على الدوام؛ أو غدوتم منذ 
زمن بعيدء عاجزين عن تحقيق العظمة وعن حكم أنفسكم على حدٌ سواء. 

أمَا السبب الثالث فيمضي بنا أعمق» وأقرب من الخارطة. فقد سبق أن رأيناء لدى مناقشة 
"الخارطة التاريخية"؛ كيف راحت أنظمة الحكم الكولونيالية تربط نفسها بالقديم بقدر ما 
تربطها بالفتح» وذلك في الأصل لأسباب شرعية-ميكافيللية .مباشرة تاماً. ٠‏ غير أنه مع مرور 
الوقت, راح الكلام القاسي العلئ عن الحقّ بالفتح يقل شيئاً فشيئاء وترداد شيئاً فشيئاً تلك 
الجهود الرامية إلى إيجاد شرعيات بديلة. كان مزيدٌ من الأوروبيين يولدون في جنوب شرق آسياء 
ويجري إغراؤهم لكي يتخذوه وطنا لهم. وأتاح علم الآثار» الذي تزايد ارتباطه بالسياحة؛ للدولة 
أن تظهر كحارس لتزاث عام؛ لكنه علىّ أيضًا. وكان من المتوجّب إدخال المواقع المقدسة القديمة 
إلى خارطة المستعمرة؛ وقد خيّمت هيبتها العريقة فوق واضعي هذه الخارطة (تلك الهيبة الج ' 
إذا ما كانت قد اختفت؛ كما هو الحال في الغالب» كان على الدولة أن تحبيها). وما يوضح هذا 
الوضع التناقض بدقّةٍ حقيقةٌ أنّ الآثار الن أعيد بناؤها غالبا ما كانت تحاط روج خضراء ' 
حسنة التنسيق؛ وتوضع لها لوحات شارحة هنا وهناك, مشفوعة بالتواريخ. بل إنها كان ينبخي 
أن تبقى خالية من البشر ما عدا السيّاح الذين يطوفون على مهل (فلا احتفالات دينية أو 
رحلات حجّء قدر الإمكان). وبتحويلها إلى متحف على هذا النحوء فإنَّ هذه الآثار كان يُعادُ تحديد . 
موقعها بوصفها عدة دولة كولونيالية علمانية وزينتها. 

غير أنَّ القابلية اللانهائية للاستنساخ كانت. كما سبق القول سمةٌ مميزة لأدوات هذه الدولة .. 
المدنّسة. حيث غدت مكنة تقنياً من خلال الطباعة والتصوير الضوئي. أمَا سياسياً وثقافيا . 
فمن خلال عدم إعان الحكام أنفسهم بقدسية هذه المواقع المحلية. ويمكن أن نتبيّن انوعاً من 
المتوالية في كل مكان: (1 م1 م ع امن كو لد ور 
إعادة بناء أطلال محددة بعينهاء (2) كتب للاستهلاك العام تعمج بالصور التوضيحية» وتشتمل 
على لوحات قثيلية لجميع ا الكبرى ال أعيد بناؤها ضمن المستعمرة (ويكون من ١‏ 
الأفضل بكثير كما في الإنديز ا هولندية. إذا ما أمكن وضع المزارات الهندوسية-البوذية قرب 
المساجد الإسلامية المرّءئة)لكتا. فبفضل رأعالية الطباعة؛ بات ذلك النوع من التعداد المصوّر 


71 


الجماعات المتخيّلة ... 


لميراث الدولة متاحاً أمام رعاياهاء مهما تكن كلفته باهظة, (3) إضفاء عام لطابع اللوغوء الأمر 
الذي بات مكناً من خلال سيرورات التدنيس الى أشرنا إلى خطوطها العامة أعلاه. وعد الطوابع 
البريدية. بسلاسلها المميّزة -طيور» فواكه, حيوانات مدارية. وآثار أيضا م لا؟- مثال دال على 
هذه المرحلة. لكنّ البطاقات البريدية والكتب المدرسية تتبع المنطق ذاته. ومن هناك لا يبقى 
سوى 02 واخدة إلى 0 0 باغان, فروج بوروبودور للضي وللجعر 0 
على نحو عميقء إلى درجة أن المججميع تقريباء ع في ذلك موظفو الدولة الكولونيالية ا 37 
احليون يشكلون 090؟ منهم في معظم جنوب شرق أسيا ثلاثينيات القرن العشرين) لم يكونوا 
واعين هذه الحقيقة. فقد صار الأمر كله عادياً ويوميا. وقابلية الاستنساخ العادية واليومية 
اللانهائية الئ كتسم بها عدّة الدولة وزينتها هي على وجة الدّقة ما كشف القوة الفعلية الي 
تتميّز بها هذه الدولة. 
0 3 ا الو قد ورقت هذه الجبدل من التحنيه السياسية. 0 سبيل 
8, وكجزء من الاحتفالات بالذكرق الخامسة : 0 الالال كمبودياء موذجاً عفنا من 
ال تشب والورق المقوى للعبد بأيون ن العظيم قْ أنفكور لققا. وكان هذا النموذج فظأً وخشناً على 
نو خاصء لكنه حقق الغرض الذي أقيم من أجله: التعرّف الفوري عليه من خلال ذلك 
التاريخ من إضفاء طابع اللوغو الذى شهدته المحقبة الكولونيالية. "آه. بايوننا", إغا مع إقصاء 
ذكرى المرّمين الكولونياليين الفرنسيين ذلك الإقصاء التام. وبذلك يغدو معبد أنفكور وات الذى 
أعاد الفرنسيون بناءه» على هيئة "الصورة المقطعة" مرة أخرى.ء الرمز المركزي لرايات نظام 
سيهانوك الملكي, ونظام لون نول العسكري. ونظام بول بوت اليعقوبي على التوالي» كما سبق 
أن لاحظنا فى الفصل التاسع. 
واللافت أكثر هو تلك الأآدلة على الوراتة الي بحدها على المستوى الشعي. ومن الأآمثلة 
الموحية بهذا الشأن تلك السلسلة من الرسوم الن تصور أحداثاً في التاريخ القومي والن أْمَرَ 
بها وزبر التربية قي إندونيسيا 8 حمسينيات القرن العشرين. وكان من الواجب أن تنتج تلك 
الرسوم إنتاجاً جاهيرياً كثيفاً وتورّع على المدارس الابتدائية كلهاء بحيث يتمكن الإندونيسيون 
الصغار من أن يعلقوا على جدران صفوفهم -وفي كل مكان- تمثيلات بصرية لماضي بلادهم. أما 
المخلفيات فقد وُعت في معظمها بالأسلوب الطبيعي-العاطفي المتوقع الذى ميّز الفن التجاري في 
أوائل القرن العشرين, في حين أخذت الشخصيات البشرية إما من المحسّمات المتحفية المخاصة 
بالحقبة الكولونيالية أو من الدراما الشعبية شبه التاريخية وايانخ أورانخ. بيد أن أشدّ ما 
يسترعي الانتباه في تلك السلسلة هو ثيل البوروبودور الذي يُقَدّم للطمل مهد الآ 0 








]/2 


التحداد. الخارطة. المتحف 


للنحت الجاوي القديم. غير أنَّ الفنان الجيد يتخيل المعجزة أيام عرّها في القرن التاسع الميلادي 
بنوع من العناد الدال. فالبوروبودور مدهون ن بالأبيض كله. ٠‏ دون ن أي أثر ظاهر للنحت. وهوعاط 
عروج مشذبة جيداً وشوارع تحفّ بها الأشجار المنراصة من كل جانب, فلا يبدو للعين أي كائن 
بشري واحد لفن . وقد يرى بعضهم أن هذا الخلو يعكس قلق رسام مسلم معاصر في مواجهة 
واقع بوذى قديم. غير أنن أتوقع أنّ ما نراه هو سليل مباشر وغير واع للأار الكولوديالية: 
البوروبودور بوصفه من عذة الدولة وزينتهاء وبوصفه لوغو. وما من بوروبودور إلا ويتمتع 
بقوة أكبر بوصفه علامة على الهوية القومية نظراً لإدراك المجميع موقعه في سلسلة لا نهائية 
من البوروبودورات المتمائلة. / 

هكذا يوضح التعداد والخارطة والمتحف, بارتباطهم معاء كيف كانت الدولة الكولونيالية في 
مراحلها الأخيرة تنظر إلى منطقة نفوذها. كانت "سداة” هذا التفكير تلك الشبكة التصنيفية 
الشاملة الن أمكن تطبيقها عرونة لا تنتهي على كل ما يقع تحت سيطرة الدولة الفعلية أو 
المتخيّلة: البشرء المناطق» الأديان» اللغات, المنتجات, الآثار. وهلمجرا. ويتمقّل أثر الشبكة على 
الدوام في القدرة على القول عن أي شيء إنه هذاء وليس ذاك؛ وإنه ينتمي إلى هنا. وليس إلى 
هناك. فهو مُقَيّ ند وقابل - من حيث المبدأ - للعدّ إذاً. (كانت خانات التعداد المضحكة 
الحاوية على صنف "الآخرين" بوصفه صنفاً أساسياً أو فرعياً تغفطي كل ضروب الشواذ أو 
الخروج على القياس الواقعية عن طريق 106:1 6م022 [سراب] بيروقراطي مذهل) ٠‏ أمَا 
"لحمة" هذا التفكير فكانت ما بمكن للمرء أن يدعوه التسلسل: افتراض أن العالم مؤلّف من 
جموع قابلة للمضاعفة والتكرار. وأنّ الشيء أمْحَدّد يقف على الدوام كممثّل مؤقت لسلسلة 
ماء وينبغي أن يُعامَل على هذا النحو. وهذا هو السبب في أنّ الدولة الكولونيالية تخيلت سلسلة 
صينية قبل أيّ صينء وسلسلة قومية قبل ظهور أي قوميين. 

وما من أحدٍ جاء باستعارة تعبّر عن هذا الإطار العقلي أفضل من تلك الِن جاء بها الروائي 
الإندونيسي العظيم برامويديا أنانتا توير: الذي عَنْوَنَ الجزء الأخير من ثلاثيته حول المرحلة 
الكولونيالية روماه كاكا.ء أو البيت الزجاجي. وهو صورة للمراقبة الشاملة قوية مثل بان 
أوبتيكون بنتاملقا. ذلك أن طموح الدولة الكولونيالية لا يقتصر على أن تخلق, تحت سيطرتهاء 
منظراً بشرياً واضحاً ماماً؛ فشرط هذا "الوضوح" أن يكون لكل امريء وكل شيء. رقماً 
متسل لالت وهذا النمط من التخيّل لم يأتِ من فراغ. فهو نتاج تكنولوجيات الإكار» والفلك» 
وقياس الزمنء والمراقبة» والتصويرء والطباعة: فما بالك بالقوة الدافعة العميقة الن هي قوة 
الرأعالية. 

هكذا شكّل التحداد والخارطة القواعد الن ستمكن في النهاية من قيام "بورما" و 
البورميين 5 "إندونيسيا"” 9 "الإندونيسيين' '. لكنّ مُلمْسَة هذه الإمكانيات, تلك الملْمَسَة ال 

تتسم اليوم بحياة يومية فاعلة» بعد انقضاء فتزة طويلة على زوال الدولة الكولونيالية- تدين 

بالكثير إلى تخيّل الدولة الكولونيالية الخاص كلاً من التاريخ والسلطة. فعلم الآثار كان مشروعاً 


173 


الجماعات المتخيّلة ... 


لا يمكن تخيّله في جنوب شرق أسيا ما قبل الكولونيالي؛ وقد تم تبنيه في سيام الن لم تُستعمر في 
مرحلة لاحقة من اللعبة» وعلى طريقة الدولة الكولونيالية. وقد خلق سلسلة من "الاثار 
': القدعة". مورّعة ضمن الخانة الجغرافية-الديموغرافية التصنيفية "الإنديز ا همولندية"» و"بورما 
البريطانية". وذ يحري تصور الأطلال في إطار هذه السلسلة المدنّسة. فإنَّ كلّ طَلَل يغدو متاحاً 
للمراقبة والتكرار الذي لا نهاية له. ولما كانت مديريات الآثار ال أقامتها الدولة الكولونيالية 
قد مكنت تقنياً من جمع السلاسل في شكل خرائطي ومصورء فقد أمكن هذه الدولة ذاتها أن 
.. تعد السلاسلء وصولا إلى الازمنة التاريخية» عثابة ألبوم لأسلافها. والشيء الأساسي ليس قط 
. البوروبودور عينه. ولا الباغان ذاته. اللذين ليس للدولة أي اهتمام جوهري بهما ولا تربطها 
بهماسوى الصلات الأئرية. أمّا السلاسل القابلة للنسخ والتكرار فقد خلقت عمقا تاريخيا للحقل 
.: الذى ورثه بسهولة خليفة الدولة ما بعد الكولونيالي. وكانت الثمرة المنطقية الأخيرة هي 
. اللوغو -لوغو "باغان" أو "الفيليبين"' لا يهم كثيرًا- الذي عَمِلَ بسبب من فراغه؛ وعدم 
سياقيته, وانطباعه في الذاكرة البصرية» وقابليته للاستنساخ اللانهائي في كل اتماه على جمع 





التعداد والخارطة؛ السداة واللحمة» في عناق لا سبيل إلى تحوه. 


174 





الذاكرة والنسيان 


11) الذاكرة والنسيان 


1) المكان حديتا وقديما 

نيويورك» نوفا ليون» نوفيل أورليائز» نوفا ليسبواء نوي أمستردام. لقد بدأ الأوروبيون 
منذ القرن السادس عشر تلك العادة الفريبة المتمثّلة بتسمية الأماكن النائية: في الأمر يكيتين 
وإفريقية أولاًء ثم ع آسيا وأستراليا وأوقيانياء على نحو يشير إلى أنها طبعات "جديدة" من أنعاء 
أماكن "قديمة" (إذاً) في بلدانهم الأصلية. بل إنهم كانوا يحافظون على هذا التقليد حتى حين 
كانت مثل هذه الأمكنة تنتقل إلى أسياد إمبراطوريين مغتلفين» هكذا تحولت نوفيل أورليانز 
بهدوء إلى نيو أورليائز» ونوي زيلاند إلى نيو زيلاند. 

وبوجه عام؛ فإِنْ تسمية المواقع السياسية والدينية على أنها "جديدة" لم تكن بحدّ ذاتها 
جديدة كثيرًا. ففي جنوب شرق أآسياء على سبيل المثال, يمد المرء مدنا قدعة إلى حدّ معقول 
تشتمل أعاؤها على تعبير يدل على الجدّة: شيانغماي (المدينة المجديدة)» كوتا بَهْرو (البلدة 
المجديدة)؛ بيكانبارو (السوق الجديد). لكن كلمة "المجديد" فى هذه الأعاء لها على الدوام معنى 
"الخلف". أو "الوارث" لشيءٍ ما مضى. و"الجديد" و"القديم" يرتبطان تعاقبياًء ويظهر أوهما 
على الدوام كما لو أنه يستلهم بركة من ثانيهما الذي انقضى. والمدهش في التسميات الأميركية 
بين القرنين السادس عشر والثامن عشر هو أن "المجديد" و"القديم" كانا يُفهَمان تزامنياء أي 


1/5 


المجماعات المتخيّلة . . 


على أنهما موجودان معا ضمن زمن فارغ» متجانس. وبذلك كانت فيزكايا توجد إلى جانب نوفا 
فيزكاياء ونيو لندن إلى جانب لندن: تعبيرٌ عن تنافس أخوى وليس عن وراثة. 

وما كان لمثل هذه الجدّة التزامنية أن تظهر تاريخياً قبل أن تفدو جماعات كبيرة من البشر 
في موقع يتيح لها أن تنظر إلى نفسها على أنها تعيش حيواتٍ موازية لحيواتٍ جماعاتٍ كبيرة 
أخرى من البشر: فحتى لو لم يلتق هؤلاء على الإطلاق, إلا أنهم يتقدّمون على المسار ذاته. 
وبين 1500 و 1800 كان تراكم الاختزاعات التكنولوجية في ميادين بناء السفن والإكارء وقياس 
الزمن ورسم الخخرائط» وبتوسّط من رأعالية الطباعة؛ يجعل هذا النمط من المعيل مكناللا. 
وغدا من الممكن أن نتصور أننا نقطن الالتيبلانو البيروفية» أو البامباس فى الأرجنتين» أو قرب 
موانئ "نيو" إنغلند. ونشعر مع ذلك أننا مرتبطون عناطق أو جماعات معينة, 0 بعد آلاف 
الاميال؛ في إنغلتزا أو شبه الجزيرة الإيبيرية. فقد صار يعقدور المرء أن يعي تاماً أنّه يشارك في 
لغة وعقيدة دينية (بدرجات غتلفة)؛ وعادات؛ وتقاليد. دون أي أمل كبير بأن يلتقي شركاءه في 
أيّ يوم من الأياملكًا. 

ولقد كان من الضروريء لا لكي ينشأ هذا الإحساس بالتوازي أو التزامن وحسب. بل لكي 
تكون له عواقب سياسية هائلة أيضًاء أن تكون المسافة بين المجماعات المتوازية واسعة» وأن تكون 
الأَجْدَد من بينها كبيرة في الحجم ودائمة الاستقرار» فضلاً عن كونها خاضعة بقوةٍ للأقدم. ولقد 
تحققت هذه الشروط في البلدان الأميركية كما لم تتحقق من قبل قط. ففي المقام الأول لقد 
جعل اتّساع الأطلسي والشروط الجغرافية المختلفة تماما على ضفتيه؛ من المستحيل قيام 
ذلك النوع من استيعاب السكان التدريحي في وحدات سياسية- ثقافية أكبر كتلك ال حوّلت لاس 
إسباتاس إلى إسبانيا وأدخلت اسكتلنده في المملكة المتحدة. ثانياء إنّ حجم الحجرة الأوربية إلى 
لبلدان الأميركية كان حجماً مدهشاء كما لاحظنا في الفصل الرابع. ففي نهاية القرن الثامن 
عشر كان هناك ما لا يقل عن 3200000 "أبيض" (لا يزيد عدد القادمين من شبه الجزيرة 
بينهم على 150000) وذلك من أصل 16900000 هم سكان إمبراطورية البوربون الإسبان 
الغربيةلك1. ولقد عَمِلَ حجم هذا امختمع المهاجر بحد ذاته. بقدر ما عمل تفوقه العسكري 
والاقتصادي والتكنولوجي الكاسح في مواجهة السكان الأصليين؛. على ضمان حفاظه على 
اسكه الثقافي وصعوده السياسي اللي لكأ. أما ثالثا. فقد كان المتروبول الإمبراطورى متوفراً 
على أجهزة بيروقراطية وإيديولوجية هائلة» أتاحت لهم طوال قرون كثيرة أن يفرضوا إرادتهم 
على الكريول. (يكفي المرء أن يفكر بالمشكلات اللوجستية وحدهاء لكي يجد أن قدرة لندن 
ومدريد على خوض حروب طويلة مضادة للثورة في وجه المعمّرين الكولونياليين الأميركيين 
المتمردين هي قدرة مدهشة قاما). 

وما يشير إلى جدَّة هذه الشروط جميعاً هو ما تُظهره من تباين مع الهجرات الصينية 
والعربية الكبرى (والمعاصرة تقريباً) إلى جنوب غربي آسيا وشرقي إفريقية. فهذه المجرات 
نادراً ما "خطط ها" أىّ متروبولء. بل ونادراً ما أذدت إلى علاقات خضوع مستقرة. ففي الحالة 


]76 





الذاكرة والنسيان 


الصينية» كان التوازي الطفيف الوحيد هو تلك السلسلة الاستثنائية من الرحلات الن كانت 
تضرب بعيدا عبر امجيط الهندي وقادهاء في أوائل القرن الخامس عشر الأدميرال الخصيّ الألمعيّ 
شينغ- خه. وكان المقصود بهذه المبادرات المجريئة» ال جرت بأوامر من الإمبراطور يونغ-لو, 
أن تعزز احتكار البلاط للتجارة الخارجية مع جنوب شرق أسيا والمناطق الأبعد إلى الغرب» 
والوقوف قٍْ وجه عمليات السلب والنهب ال كان يقوم بها التجار الصينيون أصحاب 00 
الخاصةلقا. غير أن إخفاق هذه السياسة كان جلياً فى منتصف القرن, ولذلك فقد تخلى المينغ عن 
مغامراتهم وراء البحار وفعلوا ما بوسحهم للحيلولة دون المجرة من الململكة الوسطى. ولقد 
أذى سقوط جنوب الصين في أيدي المانشو في العام 1645 إلى موجة كبيرة من اللاجئين إلى جنوب 
شرق أسيا ما كان يمكن أن بخطر في بالهم أي نوع من الروابط السياسية مع السلالة الحاكمة 
المجديدة. أما سياسة التشينغ التالية فلم تختلف جوهريا عن سياسة المينغ في أواخر حكمهم. 
ففي العام 1712» على سبيل المثال» أصدر الإمبراطور كانغ-شي مرسوما يحظر كل نمارة مع 
جنوب شرق آسيا ويعلن أن حكومته سوف "تطلب من الحكومات الأجنبية أن تعيد جميع 
41 د ل ٠.‏ مره - فنا 6 2 1ه 0 00 3 
الصينيين في الخارج إلى وطنهم لكي يُعْدَموا"ك. وكانت آخر موجة كبيرة من الهجرة عبر البحار 
في القرن التاسع عشر عندما تفككت السلالة الحاكمة وازداد الطلب على العمالة الصينية غير 
الماهرة في جنوب شرق أسيا الكولونيالي وفي سيام. ولأنْ جميع المهاجرين تقريبا كانوا منقطعين 
سياسيا عن بكين؛ وكانوا أميّين يتكلمون لغاتٍ غير مفهومة واحدتها للأخرى؛ فقد امثصوا إلى 
هذا الحد أو ذاك في ثقافات حلية أو خضعوا ذلك الخضوع الحاسم للأوروبيين المتقدمين لكآ 
أمَا العرب. فقد انطلقت هجراتهم في معظمها من حضرموت. الن لم تكن منروبولا فعليا 
قط أيام الإمبراطوريتين العثمانية والمغولية. ولعل أفرادا مغامرين قد وجدوا سبلا لإقامة 
إمارات علية؛ كالتاجر الذى أسس فملكة بونتيانك غربي بورنيو قٍْ 71 لكنه تزوج امرأة 
حلية من هناك؛ وسرعان ما فقد ' 'عروبته * إن لم يكن قد فقد إسلامه أيضًاء وبق خاضعاً 
للإمبراطوريتين الهولندية والإنغليزية الصاعدتين في جنوب شرقي أسياء وليس لأى قوة في الشرق 
الأدنى. وفي العام 1832 أسس السيّد سعيد. حاكم مسقط قاعدة قوية على الساحل الإفريقي 
الشرقي واستقرٌ فى جزيرة ربحبار» الن جعلها مركا اقتصاديا مزدهرا لزراعة القرنفل. غير 
أنّ البريطانيين استخدموا الوسائل المسكرية لإجباره على قطع صلاته عسقطلها. وهكذاء 
لم يفلح العرب ولا الصينيون» مع أنهم غامروا عبر البحار بأعداد كبيرة جدا وخلال القرون 
ذاتها تقريباً ال غامر فيها الأوروبيون الغربيونء في إقامة جماعات كريولية متماسكة:؛ غنية» 
تعي ذاتهاء وتخضع لمركز متروبوليّ كبير. ولذلك فإِنْ العالم لم يشهد قط نشوء بَضرات جديدة 
يساعدنا ازدواج البلدان الأميركية هذا وما يقف وراءه من أسباب» رعنا خطوطها العريضة 
آنفاًء على أن نفسّر لماذا برغت القومية في العالم الجديد أولاًء وليس في القديم 2أ. كما أنّه يلقي 
الضوء على ملمحين عددين من ملامح الحروب الثورية الن نشبت فى العالم المجديد بين 1776 





7 


الجماعات المتخيّلة . . 


9 5. فمن جهة أولى» لم يحلم أي من الثوريين الكريول بالإبقاء على الإمبراطورية سالمة لا 
عمس والاكتفاء بإعادة تريب تقاسم السلطة الداخلي» وعَكس علاقة المخضوع السابقة بنقل 
المتروبول من موقع أوروبي إلى موقع أميركي لهلأ. وبعبارة أخرى. فإِنّ ال هدف لم يكن امتلاك 
لندن جديدة تخلف لندن القديمة. أو تطيح بهاء أو تدمرهاء بل ضمان توازيهما المتواصل. 
. (ويمكن استنتاج مدى جدّة هذا التفكير من تاريخ الإمبراطوريات السابقة الافلة» ال غالبا 
0 ما كانت تنطوي على حلم تغيير المركز القديم) . ومن جهة أخرىء فعلى الرغم من أنْ هذه 
3 المحروب سببت قذراً كبيراً من المعاناة وكانت موسومة بكثير من البربرية, إلا أن خاطرها كانت 
منخفضة على نحو غريب. فلا في أميركا الشمالية ولا الجنوبية كان الكريول يخشون الإبادة 
الجسدية أو إعادتهم إلى السخرة. كما خشي كثير من الشعوب الأخرى الن صادف أن كانت 
في طريق الإمبريالية الأوروبية بقوتها العارمة ال تبيد كل من يعنرضها. فقد كانوا في النهاية 
"بيضا". و"مسيحيين"". وناطقين بالإسبانية أو الإنفليزية» كما كأنوا الوسطاء الضروريين 
. للمتروبولات إذا ما أريد لثروة الإمبراطوريات الغربية الاقتصادية أن تبقى تحت سيطرة أوروبا. 
ولذلك فقد كانوا تلك الجماعة خارج الآوروبية المهمة الن لا حاجة بها لأن تخشى من أوروبا تلك 
المخشية الموئْسَة» على الرغم من خضوعها لها. وبذلك فقد ظلت تلك المحروب الثورية منطوية 
على شيء من الاطمئنان» على الرغم من شراستهاء إذ كانت حروباً بين أقارب للك وهذه 
الرابطة العائلية هي الى ضمنت؛ بعد فنزة من الحدّة والعنف. إمكانية إعادة وصل ما انقطع 
من الروابط الثقافية» وأحيانًا السياسية والاقتصادية, الوثيقة بين المتزوبولات السابقة والأمم 
المجديدة. 





2/41)الزمن حديثا وقديما 

إذا كانت أسماء الأماكن الغريبة ال ناقشناها أعلاه قد مثلت لكريول العالم المجديد ذلك 

التمثيل انمازي قدرتهم البازغة على تخيّل أنفسهم كجماعات توازي وتضاهي تلك الن في 
أوروباء فإنّه كان لأحداث استثنائية في الربع الأخير من القرن الثامن عشر أن تضفي على هذه 
الجذة معني جديداً ومفاجنا اماً. ولا شك أنّ أول هذه الأحداث كان إعلان (المستعمرات الثلاث 
عشرة) الاستقلال عام 1776» والدفاع العسكري الناجح عن ذلك الإعلان في السنوات ال تلت. 

فقد شْعِرَ بهذا الاستقلال» وبكونه استقلال جمهوري؛ على أنّه شيء غير مسبوق على الإطلاق» 
مع أنه شَعِرَ به أيضاء ما إِنْ قام على الأرضء أنه معقول ومنطقي تاما. ولذلك» عندما مكن 
التاريخ الثوريين الفنزويليين. في العام 1811 من أن يضعوا دستوراً لآول جهورية فنرويلية؛ لم 
يجدوا أيّ صفار في أي يستعيروا حرفياً من دستور الولايات المتحدة الأمبركيةلخَل. ذلك لأنّ ما 
كتبه أهل فيلادلفيا لم يكن في عيون الفنزويليين شيئا أميركياً غالياء بل شيء له صحّته وقيمته 
الكونيتين. وما هي إلا فترة وجيزة بعد إعلان الاستقلال حتى كان انفجار الثورة الفرنسية 
البركاني في العالم القديم. عام 1789 يُقارَن بانفجار العالم الجدير 131 


18 





الذاكرة والنسيان 


ومن الصعب اليوم أن نعيد في الخيال خَلْقَ شرط حياتي كان يُشْعَر فيه أن الأمّة شيء 
جديد ماما. غير أنّ الأمر كان كذلك في تلك الحقبة. فإعلان الاستقلال عام 1776 لم يُشِرْ مطلقاً 
إلى كريستوفر كولومبس. أو رونوك للك أو الآباء المحجّاج. ولم يضع الأسس لتبرير الاستقلال 
بأية طريقة "تاريخية". ععنى تسليط الضوء على قدّم الشعب الأميركي. والأعجب من ذلك بعد 
أن الأمة الأميركية لم برد ذكرها. كان ن ثمة حدس عميق بأنّ هنالك قطيحة جذرية مع الماضي 
0 "نَسْفٌ لتّصل التاريخ' '؟ - تمصل وتنتشر وبسرعة. وما من شيء يمثل لهذا المكذس أفضل 

من القرار الذي اتخذته المجمعية الوطنية في تشرين الأول 1793.» بإلغاء التقويم المسيحي الذى 
دام قرونا وإطلاق حقبة عالمية جديدة تبدأ ب السنة رقم واحد. الن تبدأ بإلغاء النظام القديم 
وإعلان المجمهورية في 22 سبتمبر يوجر لكنا. (وما من ثورة تالية كان لديها مثل هذه الثقة 
الرفيعة بالجدة» خاصة أن الثورة الفرنسية كانت ترى على الدوام على أنها السلف). 

ومن هذا الإحساس العميق بالمجِدّة جاءت أيضا عبارة 670116 53218 216558 [ثورتنا 
المقدسة]» تلك العبارة المستحدثة الجميلة ال أبدعها خوسيه ماريا موريلوس إي بافون (مُعْلِن ١‏ 
جمهورية المكسيك عام 1813)»: قبل وقت قصير من إعدامه على يد الإسبان لقلا ومنه أيضًا ‏ 
جاء مرسوم سان مارتن عام 18521 الذي يقضي بأنّ" ١‏ لسكان الأصليين لن يُطلق عليهم في : 
المستقبل اسم الهنود أو امحليين؛ فهم أبناء البيرو ومواطنوها وسوف يُدعَون بالبيروفيين" 61لا 
وقد فعلت هذه الجملة ب "الحنود" و/أو "انحليين" ما فعلته الجمعية الوطنية في باريس بالتقويم 
المسيحي: حيث ألغت التسمية القديمة وأطلقت حقبة جديدة تاماً. هكذا يسم "البيروفيون" 

و"السنة نوكم واد العا عو واي قوطي عبيقة مع الغا العادم: 

غير أنَّ الأمور يسعها | أن تبقى على هذا الع طويلا؛ كا للأسباب ذاتها الق كانت قد 
بريطانيا وحدها تصنّع بين 150000 و200000 ساعة كل عام؛ كثيرٌ منها ا 39 كان 
إجمالي التصنيع الأور وبي قريب يبأ أنئذٍ من 500000 ساعة كل عامل وكاد الصحف بأعدادها 
إمكانيات بارزة في تمثيل أفعال مترامنة في زمنٍ فارغ لعجا لقلا وكان م شعور متزايد بأنّ 
التوقيت الكوني الذي جعل ضروب اقنزاننا المتزامنّة عبر امحيطات أمراً مفهوماً يقتضي نظرة 
إلى السببية الاجتماعية هي نظرة دنيوية» متسلسلة؛ وكان هذا الإحساس بالعالم يسارع الأن 
إلى إحكام قبضته على الخيال الغربي. وبذلك يفدو مفهوما أنّه لم يمر عقدان على إعلان السنة 
رقم واحد حتى تأسس أول كرسيين أكاديميين لمادة التاريخ. ئْ 0آ1ظ1 قْ جامعة برلين» وق 
2 يي سوربون نابليون. وفي الربع الثاني من القرن التاسع عشر صار التاريخ "فرعا" رمياء 
له صفه الطويل والرصين من المحلات المتخصصةلللأ. وبسرعة كبيرة أفسحت السنة رقم 
واحد امال لعام 1792 ميلادية لأ وصارت القطيعتان الثوريتان لعامي 1776 و1789 تصوّران 
على أنهما مطمورتان في سلسلة تاريخية وبذلك على أنهما سابقتان تاريخيتان أو نموذجان 


الجماعات المُتخيّلة . . 


تاركحيان. 
ولذلكء لم يعد عقدور أعضاء ما يمكن أن ندعوه حركات "الجيل الثاني" القومية؛ تلك 
المحركات ال تطورت في أوروبا بين 1815 و1850» وكذلك الجيل الذي ورث الدول القومية 
المستقلة فى البلدان الأميركية» أن "يلتقطوا من جديد/ تلك القطيعة الرائعة الأولى الشجاعة" 
ان اجترحها أسلافهم الثوريون. هكذا راحت المحموعتان. لأسباب مختلفة وبعواقب غتلفة, 
تقران القومية جينالوجيا؛ أي في سلسلة نسبها وشجرة عائلتها: كتعبير عن تقليدٍ تاريخي من 
الاستمرارية المتسلسلة. ١ ٠‏ 
ففي أوروباء لم تلبث القوميات ا جديدة أن تخيّلت ذاتها على أنّها "يقظةٌ من سُبات"؛ وهو بجاز 
غريب تماماً على البلدان الأميركية. ومنذ العام 1803 (كما رأينا في الفصل الخامس) كان القومي 
اليوناني الشاب أدامانتيوس كورايس يقول لجمهور باريسي متعاطف: " لأول مرّةٍ تتفخص 
الأمّة [اليونانية] منظر جهلها الشنيع وترتعد إذ ترى بأمّ العين تلك المسافة ال تفصلها عن 
. بحد أسلافها". وهذا مثال دقيق تاماً على الانتقال من الزمن المجديد إلى القديم. ذلك أنَّ 
"لأول مرّة" لا تزال تردد أصداء قطيع 1776 و1789» لكنّ عين كورايس الجميلتين تلتفتان, 
ليس أماماً إلى مستقبل سان مارتن» بل وراءًء مرتعدتين, إلى أبحاد الأسلاف. ولن يمرّ وقت طويل 
قبل أن يخبو هذا الاقتزان المتهذل. وتحل له يقظة "متواصلة". غطية؛ من كبوة بعد ميلادية 
الطراز» قاس ضمن إطار زم متسلسل: عودة مضمونة إلى جوهر أصليّ. 
2 ولا شك أنٌ كثيرًا من العناصر المختلفة قد أسهمت في شعبية هذا اتحاز المدهشة للك وسوف 
: أقتصر. لأغراضنا الراهنة» على ذكر اثنين من هذه العناصر. ففي المقام الأول» لقد أخذ هذا 
. لجاز في المحسبان إحساس التوازي والمقارنة الذي ولدت منه القوميات الأميركية والذي عمل بماح 
الثورات القومية الأميركية على تعزيزه في أوروبا أشدّ التعزيز. وبدا على أنه يفسّر لماذا ظهرت 
المحركات القومية بغتة وعلى نحو غريب في العالم القديم المتحضر متأخرة على نحو واضح 
عنها فى العالم المجديد الهمجي [22ا. وبقراءته على أنه يقظة متأخّرة؛ وإِنْ كانت يقظةٌ مُثارَة 
من بعيد» فقد فتح ماضياً هائلا يقبع خلف حقبة السبات الطويلة. أمًا في المقام الثاني» فقد ور 
هذا ايحاز صلةً استعاريّة حاعة بين القوميات الأوروبية الجديدة واللغة. فكما سبق أن لاحظناء 
كانت الدول الكبرى فى أوروبا القرن التاسع عشر كيانات سياسية متعددة اللفات إلى أبعد حدّء 
ولم تكد حدودها تتماشى قط مع الجماعات اللفوية. وكان معظم أفرادها المتعلمين قد ورثوا 
من العصور الوسطى عادة النظر إلى لغات معينة - إن لم تكن بعد الان اللاتينية؛ فالفرنسية, 
أو الإنغليزية» أو الإسبانية؛ أو الألمانية - على أنها لغات حضارة. فالأغنياء المولنديون في القرن 
الثامن عشر كانوا يفخرون بأنهم لا يتحدثون سوى الفرنسية في وطنهم؛ وكانت الالمانية لغة 
التثقيف في أنماء كثيرة من الإمبراطورية القيصرية الغربية. خاصة في بوهيميا "التشيكية". 
ولم ينظر أحد قبل أواخر القرن الثامن عشر إلى هذه اللفات على أنها تنتمي إلى أىّ جماعة محددة 
إقليمياً. أمَا بعد ذلك بقليل؛ ولأسباب رسعنا خطوطها العريضة في الفصل الثالث: فقد بدات 





الذاكرة والنسيان 


اللغات امحلية "غير المتحضرة" تعمل سياسياً بالطريقة ذاتها الن سبق للمحيط الأطلسي أن 
عَمِل بها: أي "فضل" الجماعات القومية الخاضعة عن الممالك السلالية القديمة. ولأنّه كان في 
طليعة معظم الحركات القومية الشعبية الأوروبية أناسُ متعلمون غير معتادين في الغالب 
على استخدام هذه اللفات امحلية» فإن هذا الشذوذ الغريب كان بحاجة إلى تفسير. ول يَبْدُ أن غة 
تفسير أفضل من "السبات". لأنه يتيح لأولئك الأنتلجنسيين والبرجوازيين الذين راحوا يعون 
أنفسهم بوصفهم تشيككء أو هنغارء أو فنلنديين أن يصوروا دراستهم اللغة» أو الفولكلور, 
أو الموسيقا التشيكية؛ أو الماجيارية» أو الفنلندية على أنها "إعادة اكتشاف" شيءٍ لطانا كان 
معروفا في قرارته العميقة. (بل إنه. ما إن يبدأ المرء بالتفكير بقوميته من حيث الاستمرار» 
فإنّ قلة من الأشياء وحسب هي الن تبدو ضاربة يحذورها العميقة في التاريخ بقدر اللغات» الي 
لايمكن قط أن تحَدّد تواريخ ولادتها)أتمَا. 
أمَا في البلدان الأميركية فكانت المشكلة مطروحة على نحو غتلف. فمن جهة أولى» لقد جرى 
الاعتراف الدولي بالاستقلال القومي في كل مكان تقريباً بكلول ثلائينيات القرن التاسع عشر. 
وبذلك فهد غدا إرثاء واضطر بو صفغه إرثاء أن يدخل سلسلة من النْسَّتِ أو الجينالوجيا. غير 
أنّ الأدوات الأوروبية المتطورة لم تكن متاحة. فاللغة لم تكن قضية قط ف الممركات القومية 
الأميركية. وكما رأيناء فإنّ مُقَائعَة المعروبول لغة مشتركة (وديانة مشتركة وثقافة مشنركة) هو 
تحديداً ما جعل التخيّلات القومية الأولى نمكنة. ولا شك أنّ هنالك حالات لافتة يكتشف فيها المرء 
نوعا من التفكير "الآوروبي" وهو يعمل عمله الباكر. وعلى سبيل المثال» فإن «معجم اللغة 
الإنفليزية الأميركي» الذي وضعه نوح وبستر عام 1828 (أي فى "الجيل الثاني") كان القصد 
منه إعطاء تصريح رعي للفة أمبركية ذات نسب مميّز عن نسب الإنغليزية. وفي الباراغوي, 
كن التقليد اليسوعي في استخدام لغة الغواراني في القرن الثامن عشر من أن تصبح لخة 
"حلية' ' ليست إسبانية قط لغة قومية؛ في ظل دكتاتورية خوسيه غاسبار رودريغيز دو فرانسيا 
الطويلة المصابة برهاب الأجانب (1814 - 1840). أمَا على وجه العموم؛ فإنَ ما من عاولةٍ 
لإعطاء قومية ما عمقاً تاريخيا عن طريق الوسائل اللغوية إلا وواجهت عقبات كاداء. ويكاد 
الكريول جميعاً أن يكونوا ملترمين مؤسساتياً (عن طريق المدارسء والإعلام المطبوع, والعادات 
الإدارية» وما إلى ذلك) بألسنة أوروبية وليس أميركية محلية. وكل الاح مفرط على ضروب 
النسب اللغوي إغا يهدّد بأن يشوّش على وجه التحديد "ذكرى الاستقلال" الن كان الحفاظ 
عليها أمراً أساسياً. 1 
ولقد وُجد الحل. الذي أمكن تطبيقه في النهاية في كل من العالمين القديم والمجديد. في 
التاريخ: أو الأحرى في التاريخ الحبوك بطرائق حدّدة. فقد لاحظنا السرعة ال خلف بها كرسيًا 
التاريخ السنة رقم واحد. وكما يلاحظ هايدن وايت» فإنه ليس أقل لفتا للانتباه أنّ عباقرة 
التاأريخ الأوروبي الخمسة الأبرز قد وُلِدوا جميعا في ربع القرن الذي تلا القطيعة النَ اجترحتها 
المجمعية الوطنية في الزمن: رانكه في عام 1795» ميشليه في عام 2.1798 توكفيل في عام 21805 


الجماعات المتخيّلة . .. 


. وماركس وبوركهارت في عام 12411818 ومن بين الخمسة. را كان طبيعياً أن يكون ميشليه 
ْ الذي عيّن نفسه مؤرّخاً الثورة. أوضح مثال على التخيّل القومي الوليد, لأنه كان أول من كتب 
بوعبي بالنيابة عن الموتى ل وإليكم هذا المقطع المميّر لكا 

أجلء ما من ميّت إلا ويترك إرثاء وذكريات» ويطالبنا بأن نهتمّ بها. أمَا مَنْ لا صديق 
له. فينيفي أن ينوب عنه القضاء. فالقانون والعدالة أشدّ ثقة من حناننا النسّاء. ومن 
دموعنا ال سرعان ما تحف. وغذا العضاء عور التازيج . والوض» كنا يقول التشريع 
الروماني؛ هم أولئك الأشخاص المساكين الذين ينبغي أن يهتمّ بهم القضاء. وم 7 
قط في مسيرتي المهنية أن أغنى بواجب المؤرّخ هذا. فلقد منخث الموتى المنسيين ذلك 
المحضور الذي سأحتاجه أنا نفسي في يوم من الأيام. لقد نبشتهم من قبورهم ودفعتهم 
إلى حياة ثانية . . إنهم يعيشون بيننا الأن ونشعر أننا أهلهم؛ وأصدقاؤهم. وبذلك تقوم 
عائلة» ومدينة مشنركة بين الأحياء والآموات. 
0 لقد أوضح ميشليه هنا وفي مواضع أخرى أن أولئك الذين نبشهم من القبور لم يكونوا 
بأيّ حال من الأحوال جَمْعا عشوائياً من الموتى الخُفْلء المنسيين. بل كانوا أولتك الذين مكنت 
تضحياتهم عبر التاريخ؛ من قيام قطيعة العام 1789 وظهور الأمّة الفرنسية ال تعي ذاتها. 
حتى حين لم يفهم الضحايا هذه التضحيات على أنها تضحيات. وفى العام 1842: قال عن هؤلاء 
الموتى: "يلزمهم أوديب لكي يحل أحجيتهم الن لم يحسّوا بهاء ويعلمهم معنى كلماتهم؛ وأفعاهم» 
الن لم يفهموها" لما 
رعا كانت هذه الصياغة غير مسبوقة. فميشليه لم يزعم انه يتكلم بالنياية عن اعداد كثيرة 
من البشر الموتى الغفل, يلاك يملظة كت كرون أن عقدوره أن يُقْصِح عمًا عَنوه "حقاً" 
وأرأدوه "حقا" ٠‏ لأنهم "لم يفهموه" هم أنفسهم. ومنذ ذلك الحين فصاعداء لم يعد صمت 
الاموات عقبة تحول دون نبش أعمق رغباتهم. 
بهذه الروح» راح المزيد والمزيد من قوميي "الجيل الثاني". في البلدان الأميركية وسواهاء 
يتعلمون الكلام "نيابة" عن الموتى الذين كان من المستحيل أو من غير المرغوب فيه إقامة 
صلة لفوية معهم. وقد ساعد مثل هذا الكلام على فتح الطريق أمام نوع من ال ومسستمعع تلم 
2٠‏ [الأصالة] ال تعي ذاتهاء خاصة في بلدان أمبركا الجنوبية. شيء يكاد يبدو جنونيا: مكسيكيون 
يتكلمون بالإسبانية "نيابة" عن حضارات "هندية " سايقة على كولوميس لا يفهمون لغاتهااتكًا, 
أمَا مدى الثورية الي تميّز بها هذا النوع من النْبش فيظهر كزيدٍ من الوضوح حين نقارنه بصيغة 
فيرمين دو فارغاس, الت أوردتاها في الفصل الثاني. ففي حين كان فيرمين يفكر مسروراً ب 
"إبادة" الهنود الأحياء. بات كثير من أحفاده السياسيين مسكونا ب "تذكرهم", ٠‏ بل "التكلم 
. بالنيابة عنهم". ورعا كان ذلك على وجه التحديد لأنهم في ذلك الحعين» كثيرًا ما أبيدوا. 






102 





الذاكرة والنسيان 


و 5 
1) طمأنينة قتل الأخ 
من اللافت أنّ الاهتمام في صياغات "الجيل الثاني" الذي ينتمي إليه ميشليه كان متركراً 
دوماً على نَبْش البشر والأحداث ال تواجه خطر النسيان 1291 وهو لا يرى حاجة لأن يفكّر في 
"النسيان”. أما حين نشر رينان عمله «ما الأمة»؟ في العام 1882 - بعد أكثر من قرن على إعلان 
الاستقلال في فيلادلفياء وغانية أعوام على وفاة ميشليه نفسه - فقد كانت الحاجة إلى النسيان 
على وجه التحديد هي الن شغلته. انظرواء مثلآء إلى هذه الصياغة ال سبق أن أوردناها في 
الفصل الأول: 
وال حال أن جوهر الأمّة يتمثّل في امتلاك جميع الأفراد أشياء مشتركة وف أنّ لديهم أشياء 
ينسونها . . . فلا بد لكل مواطن فرنسي من أن يكون قد نسي سان بارتليمي» ومذابح 
ميدي في القرن الثالث عه هنا 
للوهلة الأولى قد تبدو هاتان الجملتان بسيطتين مباشرتين ل لك. غير أنَ بضع دقائق من 
التأمّل كفيلة بأن تكشف مدى الغرابة الن تتّسمان بها في المحقيقة. فمما يلاحظه المرء. على 
سبيل المثال» أنّ رينان لا يحد سبباً لأن يشرح لقرّائه معنى "سان بارتليمي" أو "مذابح ميدي 
في القرن الثالث عشر". ولكن من سوى "الفرنسي". إذا جاز القولء يفهم في الخال أن "سان ' 
بارتليمي" إشارة إلى المذبحكة الوحشية ال ارتكبها في 24 آب 1572 الملك شارل التاسع من أسرة 
فالوا وأمّه الفلورنسية بحق ال هموغنوت؛ وأنّ "مذابح ميدي" الماع إلى إبادة الألبيين فى منطقة 
وأسعة بين البيرينيه وجنوب الألب» بتحريض من إنوسنت الثالث [البريء؛ ث د]ء وهو بين صفّ 
طويل من البابوات الاين أشدهم إما؟ كما أنّ رينان لا يحد غضاضة فى افتراض "ذكريات" فى 
عقول قرّائه مع أنَّ الأحداث ذاتها وقعت قبل 300 و600 عام. وما يلفت الانتباه أيضًا هو التركيب 
القاطع 6ناطناه 370115 10(6 [لا بد أن ينسى] (وليس 011165 0016 [يمكن أن يكون قد نسي])» 
الآمر الذي يشيره بالنبرة المهدّدة الي لقوانين التجنيد العسكري وإيرادات الدولة» أنّ النسيان 
الضروري للمآسي القديمة هو واجبٌ مدني معاصر رئيس. وا محال أن قرّاء رينان يُقال لهم أنهم 
"لا بِدّ أن يكونوا قد نسوا' ' ما تفنزض كلمات رينان أنه يتذكرونه بصورة طبيعية! 
كيف لنا أن نفهم هذا التناقض؟ لعلنا نبدأ علاحظة أنَ الاسم الفرنسي المغرد "سان 
بارتليمي" ينطوي على القتلة والقتلى؛ أي أولئك الكاثوليك والبروتستانت الذين لعبوا دورا 
محلياً في المحرب المقدّسة غير المقدّسة الشاسعة الن اندلعت وسط أوروبا وتملها في القرن السادس 
عشرء والذين من المؤكد أنهم ما كانوا ينظرون إلى أنفسهم على أنّهم جميعاً "فرنسيون". 
وبالمثل» فإنّ “مذابح ميدي فى القرن الثالث عشر" تحجب الضحايا والقتلة الذين لا أسعاء لهم 
خلف فرنسيّةِ "ميدي" القحّة. ولا حاجة برينان لأن يذكر قرّاءه بأنّ معظم الألبيين القتلى 
كانوا يتكلمون البروفنسالية أو الكاتالانية» وأن قتلتهم أتوا من أنحاء مختلفة من أوروبا الغربية. 
ويتمثل أثر هذا ناز في تصوير فصول من الصراعات الدينية الضخمة الن وقعت في أوروبا 


1653 


اللجماعات المتخيّلة . . 


العصور الوسطى وأوائل العصر الحديث على أنّها حروب قَثْل الأخوة المُطمْئِنَة بين الفرنسيين 
أبناء الأمة الواحدة. ومَنْ سواهم؟ ولأننا نستطيع أن نكون على ثقة بأنّ الغالبية الساحقة 
من معاصري رينان الفرنسيين ما كانوا ليسمعوا قطء لو تركوا وشأنهم؛ ب "سان بارتليمي" أو 
"مذابح ميدي" فإننا ندرك أننا إزاء حملة تأريخية منهجية: تقوم بها الدولة عبر نظامها المدرسي 
بصورة أساسية: لكي "تذكر" كل شابة فرنسية وشاب فرنسي بسلسلة من المذابح القديعة ال 
باتت الان مدوّنة بوصفها "تاريخ العائلة". وتلك ال "لابدّ أن يكونوا قد نسوا" الماسي ال يحتاج 
المرء على الدوام لأن "يُذَكر" بها تتكشّف على أنّها وسيلة ميّزة في البناء اللاحق للأنساب أو 
الجينالوجيات القومية. (وإنه لمن الدال أنّ رينان لم يَقُلَ إِنّ على كل فرنسي أن "يكون قد نسي" 
كومونة باريس. ففي 1882 كانت ذكرى الكومونة لا تزال واقعية وليست أسطورية» ومؤلمة با 
ش يكفي لان بمعل من الصعب قراءتها تحت عنوان "قَثْلُ الأخوة المُظَمْئن"). 
ولا حاجة للقول؛ إنه ليس في كل هذاء ولم يكن ثمة أيّ شيء فرنسي على نمو خاص. وهنالك 
ْ صناعة تعليمية هائلة تعمل دون توقف على قِسْر الشباب الأميركي على تذكر/ نسيان عداوات 
. الأعوام 1861 1865- بوصفها حرباً "أهلية" عظيمة بين "أخوة" وليس بين دولتين أمتين 
سيدتين, كما كانت لفترة وجيزة. (غير أن نَ بمقدورنا أن نكون على ثقة بأنه لو بنححت الكونفدرالية 
٠‏ في المحفاظ على | استقلالهاء لكان شيءٌ بعيدٌ كل البعد عن الأخوّة حل في الذاكرة محل هذه "المرب 
0 الأهلية"). . وتقدّم كتب التاريخ المدرسية الإنغليزية مشهداً مسلياًء .هو مشهدُ أب مؤسّس عظيم 
يُقلم كل طفل في المدرسة أن يدعوه وليم الفاتح. لكن هذا الطفل نفسه لا يُعلّم أن وليم لم 
يكن يتكلم الإنفليزية»؛ بل وما كان عقدوره أن يتكلمهاء لأن اللغة الإنفليزية لم تكن موجودة في 
زمنه؛ كما لا يُقال لهذا الطفل ما الذي فتحه هذا الفاتح. ذلك أنّ الجواب المنطقي الحديث الوحيد 
لا بدّ أن يكون أنه فتح إنغلتزاء الأمر الذي يحول الضاري النورماندي القديم إلى سَلف لنابليون 
وهتلر أشدّ نماحا. ولذلك. فإنّ كلمة "الفاتح" تنجر ذلك النوع من الحذف الذي تنجزه "سان 
0 بارتليمي". فتذكر المرء بشيء لا بد من نسيانه في الحال. هكذا يلتقي وليم النورماندي وهارولد 
السكسوني في ميدان معركة هاستنغز, كأخوين على الأقل إن لم يكن كشريكين في رقصة. 
من اليسير بلا شك أن نعزو هذه الحالات القديمة من قَثْل الأخوة الُْطَمْئِن إلى حسابات 
موظفي الدولة الباردة. لكنها تعكس على مستوى آخر إعادة تشكيل عميقة للخيال لم تكد 
تعيها الدولة» ولم يكن لحاء وليس ا الآن؛ سوى سيطرة بسيطة عليها. وفي ثلاثينيات القرن 
العشرين مضى بشرٌ من قوميات كثيرة ليقاتلوا في شبه المجزيرة الإيبيرية لأنهم نظروا إليها 
. على أنها امجال الذي كانت فيه القوى والقضايا التاريخية العالمية موضع رهان. وحين بنى نظام 
فرانكو الذى عاش طويلاً وادي صرعى المحرب. قصر عضوية مدينة الموتى المكفهرّة هذه 
على أولئك الذين ماتواء كما يرى؛ فى النضال العالمي ضد البلشفية والإلحاد. غير أنه. على 
هوامش الدولة» كانت "ذكرى" حربٌ أهلية "إسبانية" قد برغت. غير أنّ هذه "الذكرى" لم تعد 
رسمية إلا بعد وفاة الطاغية الماكر وما تلاه من انتقال سلس بصورة مدهشة إلى الدمقراطية 





184 





الذاكرة والنسيان 


البرجوازية» وهو انتقال لعبت فيه هذه "الذكرى" دوراً حاما. وبالطريقة ذاتها إلى حدّ بعيد 
جرى فى الأفلام والقصص السوفيتية تذكر / نسيان الخرب الطبقية الضخمة الى اندلعت؛ من 
8 إلى 21920 بين جبال البامير ونهر الفيستولا بوصفها حرب"نا" الأهلية» مع أن الدولة 
السوفيتية» عموماء تتمسك بقراءة ماركسية أرثوذكسيةٍ للصراع. 
وتُعَدَ القوميات الكريولية في البلدان الأميركية ذات دلالة على هذا الصعيد. ذلك أنّ الدول 
الأميركية. من جهة أولى؛ ظلت ضعيفة على مدى عقود. بل وبعيدة عن المركزية» ومتواضعة 
كثيرًا في طموحاتها التعليمية. ومن جهة أخرىء كانت المجتمعات الأميركية. حيث يقف 
المستوطنون "البيض" إزاء العبيد "السود" و "امحليين" نصف المبادين متصدّعة داخليا إلى 
درجة لم تبلغها أوروبا قط. ومع ذلك فإنّ تخيّل الأخوّة. الذي لا بمكن من دونه أن تولد طمأنينة 
قتل الأخوة» يتجلى بصورة باكرة على نمو لافت. وليس من دون شعبية صادقة ومدهشة. 
وتشكل الولايات المتحدة الأميركية مثلاً جيداً جداً على هذا التناقض. 
ففي العام 1840, في خضمّ حرب قاسية دامت ماني سنوات ضدّ السيمينول في فلوريدا 
(وكما كان ميشليه يستدعي أوديبه)» نشر جيمس فينيمور كوبر حكايته «دليل الطريق»» 
وهي الرابعة من بين مس حكايات في سلسلة ذو المجوارب المجلدية الن حظيت بشعبية هائلة. 
ومن الأساس في هذه الرواية (وفي زميلاتها جميعاً ما عدا الأولى) ما يدعوه ليزلي فيدلر "الحبّ 
القاسي, الذى يكاد لا يُفْصَح عنه؛ لكنه أكيد" الذي يجمع بين حارس الغابة "الأبيض" ناتي عبو 
ودلوار النبيل زعيم الشينفاشوك ("شيكاغو"!لعث]. غير أنّ الخلفية الرينانية لأخوّة الدم الِن 
بجمع بينهما ليست ثلاثينيات القرن التاسع عشر القاتلة بل السنوات المنسيّة المُتذكّرة الأخيرة 
من الحكم الإمبراطوري البريطاني. فكلا الرجلين يُصوّران على أنهما "أميركيان" يقاتلان من 
أجل البقاء: ضدّ الفرنسيين. وحلفائهم "المحليين" ("المنْفو الأشرار"). وعملاء جورج الثالث 
الخونة. 
وحين صوّر هرمان ملفل. في العام 1851» إتماعيل وكويكوج في السرير معاً في حانة النقّاث 
("كذلك استلقيت أنا وكويكوج في عرس قلبين؛ قرينين مطمئنين متحابين")؛ فإنه أضفى على 
الهمجي البولينيزي النبيل طابعاً أميركياً ساخرأ على النحو التالي: 
. . . لكين على يقين من أنَّ رأسه كان رأساً ممتازأً إذا نظرت إليه من زاوية علم 
فراسة الدماغ؛ قد يبدو مضحكاًء غير أنه ذكرني برأس الجنرال واشنطن كما نراه فى 
ماثيله المعروضة للناس؛ ففيه ما في رأس واشنطن من انحدار مُقعنس متدرّج بانتظام 
فوق الحاجبين» وهما لديه حاجبان شديدا البروز كأكمتين طويلتين يتكائف الشجر في 
قمتيهما. كان كويكوج هو جورج واشنطن وقد تطور فى تجاه بدائي لثقه] 
وبقي على مارك توين أن يبدع في العام 1881؛ بعد أن مضت فترة معقولة على "المعرب 
الأهلية" وعلى إعلان لنكولن تحرير العبيد. أول صورة باقية لأسود وأبيض بوصفهما "أخوين” 
أميركيين: جِمْ وهك اللذان يشردان مع التيار في المبسيسيي الواى ءلكق. غير أنّ الخلفية هي ال 


105 





الجماعات المتخيّلة . . . 


«سااءطءامة [فترة ما قبل الحرب] المنسيّة/ المتذكرة الن لا يزال فيها الأسود عبداً. 
وهاتبيّنه بوضوح تخيّلات الأخوّة اللافتة ال شهدها القرن التاسع عشر هذه وال بزغت 
. "بصورة طبيعية" في جتمع مزقته العداوات العرقية, والطبقية, والمناطقية العنيفة. هو أن 
0 القومية في عصر ميشليه ورينان كانت تمل شكلاً جديداً من الوعي الذي نشأ حين لم يَعُدْ مكنا 
عَيْشُ الأمّة أو اختبارها على أنها جديدة, في لحظة الذروة من التمرّق والقطيعة. 


0 4/11) سيرة الأمم, 
0 هامن تفيّر عميق في الوعي إلا ويحلب معه. بحكم طبيعته ذاتهاء ضروبا مميّزة من النسيان. 
ومن ضروب النسيان هذه تنبع» في ظروف تاريخية معينة» روايات وسرديات. فبعد اختبار التغيرات 


الفيزيولوجية والانفعالية ال يدها النضج يغدو من المستحيل "تذكر" وعي الطفولة. فيا 
٠‏ لتلك الآلاف من الأيام ابن مرّت بين الطفولة الأولى وأوائل البلوغ كيف تختفي أبعد مما يطاله 





التذكر المباشر! ويا لغرابة أن تحتاج عوناً من شخص آخر لكي يُعْلِمَكَ أن هذا الصغير العاري 
في الصورة المضفْرّة المنبطح على دثار أو مهد مادا ذراعيه وساقيه» هو أنت. والصورة» ذلك 
الوليد الجميل لعصر الاستنساخ الميكانيكي» ليست سوى الدليل الأكثر حسماً بين كومة حديثة 
ضخمة من الأدلة الوثائقية (شهادات الميلادء اليوميات؛ التقارير» الرسائل؛ السجلات الطبية. 
وما شابه) ال تسجّل نوعا من الاستمرار الواضح وتلحّ في الوقت ذاته على ضياعه من الذاكرة. 
ومن هذا التغريب يأتي مفهوم الشخصية: أو الهوية (أجلء؛ أنت والصغير العاري شخص 
واحد) الن لا بد أن تُسْرّد. لأنه لا مكن تذكرها. وعلى الضدّ من تبيان البيولوجيا أنّ كل خلية 
واحده في الجسم البشري تُسْتبدل قٍْ غضون سبعة أعوام., فإن سرديات السيرة الذاتية والسيرة 
تُغْرقٌ أسواق الرأعالية الطباعية عاماً بعد عام. 

وهذه السرديات تتوضع في زمن فارغ متجانسء شأنها شأن الروايات والصحف الن عرضنا 
ها في الفصل الثاني. وهذا ما يجعل إطارها تاريخيا وخلفيتها اجتماعية. وهذا هو السبب في أنَّ 
كثيرًا من السّبّر الذاتية تبدأ بظروف الأبوين والأجداد الي لا يمكن أن بملك عنها من يكتب 
سيرته الذاتية سوى أدلة ظرفية. نصيّة؛ وف أنْ كاتب السيرة يبذل غاية الجهد لكي يسجّل 
التاريخين الروزناميين» ال ب. م لحدثين سِيّريين لابمكن للشخص الذي تُكْتَب سيرته أن يتذكرهما 
قط: تاريخ الميلاد وتاريخ الوفاة. وما من شيء يذكرنا بحداثة هذا السرد بتلك الحدّة ال يذكرنا 
بها مفتتح إنحيل متى. فهذأ الإنحيلي يقدم لنا قائمة بسيطة بثلاثين ذكراً أنحب واحدهم الآخر 
على التوالي» من أبراهام وصولاً إلى يسوع المسيح. (ولا تَذْكّر امرأةٌ إلا مرّة واحدة: لا لأتّها 
والدق» بل لأثها مؤابيّة وليست يهودية). ولا نحد أيّة تواريخ خاصة بايّ من أسلاف يسوع, دَعْ 





عنك المعلومات الاجتماعية. أو الثقافية» أو الفيزيولوجية» أو السياسية. وهذا النمط من 


السرد (الذي يعكس أيضًا تلك القطيعة في بيت لم ال غدت ذكرى) كان معقولاً تماماً لدى 
النسّابة القدّيس لأنه لم يكن يتصور المسيح "شخصية" تاريخية بل ابن الله الفعلي. 





الذاكرة والنسيان 


عر هو الخال مع الأشخاص امُدَثِينء كذلك هو الال مع الأمم. فإدراك الانفراس في زمن 
ني» متسلسلء مع كل ما ينطوي عليه ذلك من تواصل واستمرار» وكذلك من 0 
0 الاستمرار هذه - نتاج ضروب القطيعة ال شهدتها أواخر القرن الثامن عشر - 
يولد الححاجة إلى سَرْدٍ "الموية". وهي مهمة موكولة إلى قاضي ميشليه. غير أنّ هنالك 1 
أساسياً في رسم الحبكة بين سرد الشخص وسرد الأمة. ففي قصة "الشخص" العلمانية مة 
بداية ونهاية. فهو يبزغ من جينات أبيه وأمّه وظروفهما الاجتماعية إلى مرحلة تاريخية قصيرة. 
ليلعب دوراً هناك حتى ماته. فلا يكون شيء بعد ذلك سوى آثار الضّيت أو النفوذ الباقية. 
(تصوّروا كم سيبدو غريباًء اليوم؛ أن تُنْهَى قصة حياة هتلر بالإشارة إلى أنه في 30 نيسان 
5 مضي إلى الجحيم مباشرة). أمَا الأامم فليس ا تلك الولادات الي يمكن تحديدها بصورة 
واضحة؛ وميتاتها؛ إنْ كانت تحدث على الإطلاق» ليست طبيعية قطَّلكقآ. ولأته ما من مُنْشِىَء 
فإنْ سيرة الأمة لا يمكن كتابتها على النحو الإنميلي» "نزولا في الزمن"؛ عبر سلسلة توالدية 
طويلة. والبديل الوحيد هو صياغتها "صعودا في الزمن" - باتجاه إنسان بكين» وإنسان جاوه, 
والملك آرثر» أينما ألقى مصباح عالم الاثار بصيصه المتقطع. غير أنّ هذه الصياغة موسومة 
عيتاتٍ تبدأء في عكس مثير للجينالوجيا أو الأنساب التقليدية». من حاضر هو الأصل والمنشأ. 
فالمحرب العالمية الثانية تنجب الححرب العالمية الأولى؛ ومن [معركة] سيدان [1870] تأتي [معركة] 
أوسنرليتز [1805]؛ وسَلفُ انتفاضة وارسو [1943] هو دولة إسرائيل. 
بيد أنْ الميتات ال تبن سيرة الأمة هي من نوع خاص. قفي الصفحات ال 1200 من 
كتابه المهيب «المتوسط والعالم المتوسطي في عهد فيليب الثاني» لم يذكر فيرنان بروديل "سان 
بارتليمي" رينان إلا مروراء مع أنها حدثت على وجه الضبط في منتصف حكم هذا الملك من 
آل هابسبورغ. يقول المعلم [بروديل] (امجلد 2 ص 223): 
ما الحوادث إلا هباء منثوراء فهي تعبر التاريخ عبور ومضات قصيرة: وما تكاد تنشأ 
حتى تعود إلى الظلمة وغالباً ما يلفها النسيان. 
فالميتات المهمّة» عند بروديل» هي تلك الأحداث الخفل الن لا عدّ لهاء الن تتيح له. وقد بُمعت 
وأخذت معدلاتها الوسطية العلمانية؛ أن يرسم صورة الشروط الحياتية بطيئة التغيّر الن 
يعيشها ملايين البشر الغفل الذين لا تحتل قوميتهم بين الأسئلة ال تُطرَّح بشأنهم سوى موقع 
السؤال الآخير. 
بيد أنّ سيرة الأمة تُنْتوَعِ من مقابر بروديل المتراكمة بلا رحمة؛ قبالة معدّل الوفيات المعتاد. 
والانتحارات الرهيبة؛ والشهادات اخ نة» والاغتيالات» والإعدامات؛ والحروب, وانحارق. غبر أَنَّ 
هذه الميتات العنيفة» وخدمة لأغراض السرد, لا بد أن يحرى تذكرها/ نسيانها على أنها "ميتاتنا 
الخخاصة". 


157 


ترحال وتهريب . . 


ترحال وتهريب: في السيرة 
الجغرافية لكتاب الجماعات 
المتخئنة !"ا 


مرّة» أن نرسم الخطوط العريضة لتاريخ ترحاله اللاحق في ضوء بعض موضوعاته الرئيسة: 
رأعالية الطباعة, القَرْصَنَة ععناها الاستعاري الإيمابي» إضفاء الطابع اللغوي المحلي» واقتران 
القومية بالامية ذلك الاقتران الذي لا طلاق فيه. 


دراسة هذا الانتشار في حقل التاريخ الأدبي حيث يشكل فرانكو مورين ذلك المثال الاستثنائي. 
غبر أنّ المادة تبقى متاحة لإجراء بعض التأملات المقارنة الأولية. فمع نهاية العام 2007؛ سيكون 
كتاب «المجماعات المتخيّلة» (الذي سيشار إليه منذ الآن فصاعداً بالاختصار ج م) قد نُشر في 
ثلاثة وثلاثين بلدا وفي تسع وعشرين لفةللأ. و هو انتشار لا يعود إلى خصائص هذا الكتاب 
بقدر ما يعود إلى نَشْرِه الاصلي في لندن, باللغة الإنغليزية» ابن تعمل الأن كنوع من اللاتينية ما 


]659 


الجماعات المتخيّلة . . 


بعد الإكليركية» ذات الهيمنة العالمية. (و لو أنّ ج م ظهر أصلاً في تيراناء في ألبانيا. أو في مدينة 
هوشي منه؛ في فيتنام» أو حتى في ملبورن, في أسترالياء لما كان من انحتمل أن يَرْحَلٍ بعيداً). 
ومن جهة أخرى. فإِنّ هذه الكثرة من التزجمات تشير إلى أنّ إضفاء الطابع اللغوي انحلّي؛ الذي 
كان له فى النهاية؛ وبالتحالف مع رأعالية الطباعة» أن يدمّر هيمنة اللاتينية الكنسيّة ويلعب في 
ولادة القومية دور القابلة: لا يزال قوياً بعد مرور نصفٍ ألفيةٍ من السنين. 
ما أقترح القيام به هو أن أسرد ما كنت قد تمكنت من اكتشافه. بفضل العون الكريم الذى 
قدمه كثير من الزملاء؛ والرفاق» والأصدقاء, بشأن هذه الترجمات: ما ع به الناشرونء وبأيّة 
بواعث واستزاتيجيات» وفى أيّة سياقات سياسية. حلية ودولية على السواء. وذلك لكي أحاول في 
النهاية أن أستخلص بضعاً من النتائج المنزددة وغير النهائية. 
ٍْ غير أنه من الضروري أن أبدأ بقول بضعة أشياء عن مقاصدي الأصلية؛ السجالية بلا 
شكء ذلك أنها قد أثّرت. بطرائق غير متوقعة في الغالب» على استقبال الكتاب وترجماته. فأولاء 
ولأسباب أعقد من أن أعرضها هناء كانت المملكة المتحدة البلد الوحيد في العالم الذي جرى 
فيه خلال ستينيات القرن العشرين وسبعينياته» وعبر أقنية منفصلة. ذلك العمل ذو المستوى 
الرفيع حول طبيعة القومية وأصوفا باللعنى العام» وعلى أيدي أربعة من المفكرين اليهود 
النافذين -هم المؤرّخ الحافظ إيلي كيدوريء والفيلسوف وعالم الاجتماع اللبرالي المتنوّر إرنست 
غلنر» والمؤرّخ الماركسي آنئذٍ إريك هوبسباوم, والمؤرّخ التقليدي أنطوني سميث. غير أنه لم يمر 
جدال عام حقيقي قبل العام 1977) حين نشر القومي والماركسي توم نايرن كتابه الذي شكل 
خَرْقَا تفكك بريطانيالا. وقد وصف هذا القومي الاسكتلندي المملكة المتحدة - الن يرتبط 
بها بقوة كل من غلنرء وهوبسباوم: وسعيث - بأنّها ذلك الأثر المتداعي المتبقي من عصر ماقبل 
قومي؛ ما قبل جمهوري والْمقَدّر له تاليا أن يشاطر هنفغاريا النمساوية مصبرها. وقد وَجِّه 
هذا المُراجع أو التحريفيّ الماركسي بنادقه إلى ما رأى أنها معالجة ضحلة أو مراوغة عالت 
بها الماركسية التقليدية ما للقومية بعناها الواسع من أهمية تاريخية-سياسية. ولقد كانت 
عواطفي فى الجدال الذي تلا ذلك في صف نايرن إلى حدّ بعيد. 
هكذا تمثّل واحدٌ من مقاصد ج م السجالية الحامة في تأييد موقف نايرن ("نقديا". 
بالطبع). وآثار ذلك واضحة با فيه الكفاية في الحيّر الكبير الذنى خصصت به المملكة المتحدة. 
والإمبراطورية البريطانية؛ وحتى اسكتندا (ركا لأنن أعيش وأعمل في الولايات المتحدة منذ 
العام 1958): الأمر الذي يتجلى في وَفْرَةِ من المقبوسات من الأدب "الإنفليزي" والإلماعات 
إليه يمكن أن تكون كتيمة بالنسبة لكثير من القرّاء الذين لم يتعلموا في المملكة المتحدة؛ وَقي 
استفزازات إقليمية الطابع جمهورية الروح (من قبيل أنَّ جميع حكام المملكة المتحدة قد نوا 
كما لو أنهم جيران قريبون [آن ستيوارت]» في حين لقب الحكام الأجانب على الطريقة التقليدية 
[لويس الرابع عشر])؛ وفي بعض الإشارات الخالية من الحاملة والمؤسفة إلى خصم نايرن في 
الجدال إريك هوبسباوم. 





ترحال وتهريب . . 


وتثّل مقصدٌ ان قْ توسيع مدى انتقادات نايرن النظرية؛ ال استهدفت الماركسية التقليدية 
على نحو يكاد أن يكون حصريا. فقد بدا لي أن "إخفاق” الماركسية فى أن تمسك بتلابيب القومية 
ذلك الإمساك العميق ليس مقتصراً على الماركسية بأيّ حال من الأحوال. ويمكن. بل ينبفي» 
توجيه النقد ذاته إلى اللبرالية التقليدية: وعلى ال هامش إلى النرعة امحافظة التقليدية. (وهذا 
هو السبب في أن ج م يسخر من عدم معقولية وجود ضريح للماركسي امجهول أو صب 
تذكاري للبراليين الذين لقوا مصرعهم). ولا بد من وجود سبب مشترك هذا القصور العام مع 
فارق يتمثل في أنّ الماركسية تبدو قياساً باللبرالية مكاناً أفضل للبحث عن ذاك السبب. ولأن 
هذا هو الإطار الذي أحاط بالكتاب. فقد أمكن له أن يثير اهتمام كل من الماركسيين النقديين 
واللبراليين النقديين» بإشارته إلى كلا هذين الفريقين أن ثمة حاجة إلى قَدْر كبير من التفكير 
والبحث المجديدين حقًا. ولذلك لم أحزن مطلقاً حين عَمَد أحد المراجعين المؤيدين عموماً إلى 
وصف الكتاب بأنه ماركسي كثيرًا بالنسبة للبرالي» ولبرالي كثيرًا بالنسبة لماركسي. 

وتمثل المقصد السجاليّ الثالث في نَرْعِ أوروبيّة الدراسة النظرية الِنَ تتناول القومية. وهذا 
الدافع لا علاقة له بنايرن» بل هو مستمدّ من انفماس طويل في بجتمعات» وثقافات» ولفات ١‏ 
إندونيسيا وتايلاند/ سيام اللتين كانتا آنئذ بعيدتين تماما. فعلى الرغم من المدى الواسع المثير - 
للإعجاب الذي ميّر العمل متعدّد اللغات الذي قام به كل من غلنر وهوبسباوم وسميث, إلا أنهم . 
بدواء من وجهة نظر جاكرتا وبانكوك» أصحاب نزعة أوروبية مركزية على نحو لا علاج له. 
بل إِنْ غلنر كان قد أجرى بحثا حول المغرب. لكنّ إدوارد سعيد رعا كان على حق في مهاجمته ٠‏ 
لجهله بالعربية؛ مع أنّ حدّة حوارهما العامة لم تكن بالسمو اللازملكً. وكانت المشكلة كيف 
الإكار بين سكيلا وشاريبديس 11 سكيلا ما عرفته أوروبا القرن التاسع عشر من تهومات 
رومانسية حول الأمم الصينية:» واليابانية» والفيتنامية؛ الخ. بأعمارها ال تبلغ آلاف كثيرة من 
السنين» وشاريبديس الاتهام الساخط الذي وجّهه بارتا تشاترجي إلى جميع القوميات المناهضة 
للكولونيالية خارج أوروبا بأنّها "خطابات مُسْتَقّة". ولقد هبّت إلى نمدتي في هذا المأزق تلك الدول ‏ . 
القومية المتعددة الن خُلِقَت في أميركا المجنوبية والوسطى خلال المرحلة 1810 - 1838 (مع 
أنه لم يكن بعقدوريء فى العام 1983, قراءة الإسبانية أو البرتفالية). فالتعدد هنا كان حاساً شأنه 
شأن الأسبقية التاريخية في المحدوث. ف "الثورتان" في الولايات المتحدة وهايين سبقتا الحركات 
القومية في بلدان أميركا الإسبانية؛ في حين برزت البرازيل القومية بعد ذلك بكثير» ولكلّ بحربة 
من هذه التجارب شواذاتها الخاصة النَ يها عن سواها. (منذ بضعة أيام مضتء أشارت 
صحيفن المحلية في بانكوك بسخرية إلى الولايات المتحدة على أنها أرض [الأنانية] الحرّة). غير 
أنّ ذلك لا يحول مطلقاً دون إمكانية المقارنة الواضحة بين هذه البلدان وبلدان أميركا الإسبانية " 
الن خاضت,. مثلهاء سنوات دموية كثيرة من أجل بناء جمهوريات مستقلة عديدة» على الرغم 
من أنها تشاطر إسبانيا الإمبراطورية اللغة ذاتها والدين ذاته. وذلك قبل وقت طويل من قيام . 
الماجيار. والتشيك, والنرويجيين» والاسكتلنديين: والطليان بالشيء ذاته. 


91 


الجماعات المُتخيّلة ... 


لقد وفَرت أميركا الإسبانية حججا مُخْلى ضدّ كل من الفرادة القومية والمركزية الأوروبية. 
وأتاحت لي أن أنظر إلى الولايات المتحدة الأميركية الباكرة: في السياق الأميركي الجامع؛ بوصفها 
بحرد دولة ثورية كريولية أخرىء لكنها أكثر رجعية من أخواتها الجنوبيات من بعض النواحي. 
(بخلاف جورج واشنطن. امحرر الذي لم يضع حدا للرق إلا بصورة تدريية» وبخلاف توماس 
جفرسن. فإنّ سان مارتن لم يتكلم على سكان بلده الأصليين كهمجيّين» بل دعاهم لأن 
يصبحوا مواطنين بيروفيين). وانطباعي أن ما ينطوي عليه كتابي من نزع للطابع الأوروبي لم 
ينرك كبير أثر في أوروبا ذاتهاء لكنه جعل ج م أشدّ جاذبية للقرّاء في الجنوب العالمي. 

وتمثّل الهدف السجالي الأخير بالولايات المتحدة. ولم يكن ذلك بحرد عداءٍ للتدخلات الإمبريالية 
الأميركية الدموية في أميركا اللاتينية وأسيا وإفريقية؛ ولا بحرّد ردّة فعل على الحقيقة الفريبة 
الن مفادها أنه حين كان كتاب «الجماعات المتخيّلة» على وشك أن يُنْشَر لم يكن في الجامعات 
الأميركية أية مناهج دراسية حول القومية» فما بالك بالقومية الأمبركية؛ ال كانت تُعتبّر بكثابة 
ضلال من ضلالات "القدر الواضح"91! الذى ساد في أواخر القرن التاسع عشر. والأحرى أنّه 
كان عداءً وردّة فعل على الأنانية اللافتة, ال لا تزال مرئية اليوم حتى في «النيويورك تامز» 
اللبرالية» وعلى تحير "البلد الكبير" الواضح لقرّاء «النيويورك ريفيو أوف بوكس». (لاحقاء 
وجدث الإقليمية ذاتها لدى "البلدان الكبيرة" الأخرى؛ مثل الهند والصين وروسيا وإندونيسيا 
والبرازيل). وكان قول كارل دويتش الساخر المتشكك "ليس على القوة أن تصغي". يرن 
في أذني. ومن هنا تلك الاستراتيجية السجالية الِن اتبعها ج م في إبراز "البلدان الصغيرة" 
وأغطائها مكان الصضَدارة: عتعارياء تايلاتن سلويسر ا فياه اسككلنداء والغيليبين: 
اذه الاسباب. وسواهاء كان للطبعة الأصلية» الن نُصْرَت في كل من لندن ونيويورك في أن 
معاء استقبالان مختلفان تماماً في هذين البلدين. ففي تلك الأيام البعيدة» كان لا يزال لدى المملكة 
المتحدة "صحافة نوعية". وسرعان ما قام بعراجعة ج م كل من إدموند ليتش. وكونور كروز 
أوبراين» ونيل أسكيرسون. والماركسي الجامايكي ونستون جيمس. أما في الولايات المتحدة, ال 
لم تمتلك قطّ "صحافةٌ نوعية". فقلما لوحظ الكتاب. ولم تكن ابحلات الأكادمية غتلفة على هذا 
٠‏ الصعيد. ولم يتغيّر هذا الوضع إلا في أوائل تسعينيات القرن العشرين؛ بعد انهيار الاتحاد السوفين» 
وتفكك يوغسلافيا العنيف, والتصاعد السريع في سياسات الحوية على الجبهة الداخلية. 

ظهرت أول طبعة أجنبية من ج م في طوكيوء عام 1987, بعنوان «سوزو نو كيودوتيا». 
وكانت النرجمة من عمل طالبين سابقين موهوبين من طلابي؛ هما تاكاشي وسايا شيراشي» 
اللذان اعتقدا أنه يمكن أن يلعب دوراً على الصعيد التعليمي في ذلك الصراع الدائم ضد العرلة 
اليابانية» وضد الرأي امحافظ الذي مفاده أن من غير الممكن أو من غير الضروري مقارنة تاريخ 
البلد وثقافته مع تواريخ البلدان الأخرى وثقافاتها. وكانت الترجمة ذاتها مبتكرة وغير عادية, 
حيث حافظت على ما في الطبعة اللندنية من تعطش للسجال دون أن تتمسّك بحرفيّتها. فقد 
برع المنرجمان في إحلال "مقابلات" يابانية حل كثير من إحالات الأصل إلى الأدبيات الإنخليزية, 


19 





ترحال وتهريب . . 


أو مقبوساته منها. وعلى سبيل المثال» فإن الاقتباس الطويل من توماس براون [في الفصل 
الثامن] حل له اقتباس من «حكاية هيكي» اليابانية. أمَا بالنسبة لدار النشر في طوكيو 
ليبروبورت» وال هي من يسار الوسط نوعاً ماء فقد كتب لبي تاكاشي مؤخراً: "مالك الشركة 
نسوتسومي» هو ابن ملك من ملوك المال» ؛ تمد على والده» واختار أ ن يكون شاعراً وكاتباء لكنه 
سرعان ما نفسه وريثاً لمجزء من أعمال أبيه عندما مات هذا الأخير. ولذلك قال للمحررين لديه 
أن ينشروا كتبا جيدة دون اهتمام لأمر الربح . . وهذا هو السبب في إفلاس الدار في تسعينيات 
القرن العشرين". لكنها بقيت با يكفي لأن ترى «الجماعات المتخيّلة» يغدو كتابا أساسياً في 
المقرّرات المتقدمة حول القومية في أفضل جامعات اليابان. 

وخلال السنوات الأربع الفاصلة بين طبعة فيرسو الأولى وطبعتها الثانية المنقحة والموسّعة 
كثيرّاء ظهرت طبعات من الكتاب بالألمانية» والبرتغالية» والصربية-الكرواتية. ولقد صدرت 
الطبعة الألمانية الممتازة (28]2600 عع ع8منلصقءظ عذلا) في فرإتكمورت عام 21988 مع غلاف 
لافت عليه صورهة ة تمثال هيرمان الضخم قي الخابة السوداء» ذلك النصب الذى أقيم قْ القرن 
التاسع عشر احتفاء بأرمينيوس» "الممعرماني' ' الذى هزم الإمبراطورين الرومانيين أغسطس 
وتابيبيريوس آ2]. أمَا دار النشر المستقلة ال نشرت الكتاب. م7619 5نام52ة0: فقد تأسّست 
عام 1975» وسرعان ما حظيت بسمعة حسنة بسبب كتبها الجادة في التاريخ والسياسة. ولعل . 
أحد الأسباب وراء ظهور ترجمة ألمانية على هذا النحو الباكر أن صحيفة «الفرانكفورت 
زيتونغ» "النوعية" كانت قد رصدت عن كثب مراجعات الكتاب فى "الصحافة النوعية" في 
المملكة المتحدةلكا. أمَا الترجمة البرتفالية عام 1989 (281م0ك22 002516212 نز 2)2859>20 فلم 
تُنشر في لشبونة؛ بل في ساو باولو» لدى 662.. ولهذه الدار تاريخ مثير للاهتمام على نحو غير 
عادى. وبحسب موقعها الإلكتروني الحالي» فإن أصوها تعود إلى 1956» عندما بادرت مجموعة من 
اللثقفين والباحثين التقدميين» من بينهم أندرسن فيرنانديز ديازء وفاسكو فير نانديز دياز فيلهوى 
وأنطونيو نارفايس فيلهو إلى إقامة مؤسسة 1265 59262 1420115622 ع0 11150)؛ وهي مؤسسة 
لتعليم الكبار. كان ذلك زمن التفاؤل العظيم والإبداع فى الححياة الثقافية» والسياسية البرازيلية: 
زمن موسيقا ال 20072 52و60 [الاتحاه المجديد]ء وال 8102 ددسع صمت [السينما الجديدة]ء وبينالي 
برازيليا الأول. وفى العام 1962» أت الزيادة الكثيفة في عدد المسجلين فى هذه المؤسسة وما 
يتمتع به أساتذتها من نفوذ فكري واسع. إلى إقامة ال 5غمآ مأصدد 00 2مغنك8 ع020ع50. 
وبعد سنتين من ذلكء وقريبا من زمن الانقلاب العمسكري ضدّ الرئيس غولار. تقرّر عبادرة 
من أندرسن فيرنانديز ديازء إقامة دار للنشر نقدية يديرها محترفون» وتُسمّى على اسم أتيكا 
[ه46]» مهد المحضارة الإغريقية القدعة. وي العام 5 نشرت أتيكا كتبها الأولى» وتدبئرت 
على و ما أن تواصل وجودها طوال عقدين من الدكتاتورية العسكرية القمعية. وفى العام 
99 م شراؤها من قبل تكتل إديتورا أبريل البرازيلي وتكتل فيفيندي الفرنسي المتحدين 
معا؛ وبعد خمسة أعوام, وصراع طويل» غدا تكتل أبريل ص المستورد الأصلي لرسوم ديزني» 


لكرة | 


الجماعات المتخيّلة . . 


وناشر الطبعات البرازيلية من «التايم» و«البلايى بوى» - مالكا لأغلبية الأسهم. لكن أتيكا لا 
تزال تبدو وكأنّ لها استقلالية معينة. 

وفي صيف 1989 دعاني إيفو باناك من جامعة بيل لكي أقوم بدور المعلق "المقَارِن" في 
مؤتمر في دوبروفنيك حول موضوع القومية في البلقان وأوروبا الشرقية. وهناك التقيت سيلفا 
ميزناريتش وخضت نقاشات حيوية معهاء وهي ال تحملت لاحقا مسؤولية الترجمة الصربية- 
الكرواتية (دءعنصل22(6 مع زاؤنصة2 :دزك813) عام 1990؛ وال كتبت لها مقدمة خاصة. وكانت 
سيلفا قد تلقت تعليمها في كلية المحقوق في جامعة زغرب, وفي جامعة شيكاغو. وحصلت على 
درجة الدكتوراه في علم الاجتماع عام 1984 من جامعة لجوبلجانا؛ كما كانت في تلك السنة ذاتها 
زميلة في مركز وودرو ويلسون؛ حيث رعا تكون قد وقعت على ج م لأول مرّة. وقد كتبت إليّ 
مؤخراً أنها كانت تحسب آنئذٍ أن ترجمة للكتاب قد تساعد في الوقوف في وجه ذلك المد المتصاعد 
من التعصب القومي والجنون الأسطوري الكرواتي والصربي؛ ما يساعد على إبقاء يوغسلافيا 
موحّدة. غير أنَّ هذا الأمل قد خابء للأسف, في ربيع العام التالي. وكانت دار النشر !51015 
2وازص! آنئذ دارا ضخمة تملكها الدولة. وبعد انهيار يوغسلافياء جرت خضخصتها وعمدت 
محرا إلى شراء أكبر دار صربية لنشر الكتب المدرسيةلق] 
002 ومعأنٌ طبعةً موسّعةَ من ج م كانت قد صدرت في العام 1991 إلا أنّ دار النشر الكورية 
نامان أصدرت في السنة التالية ترجمة مُقَرْصَئَةَ (سانغ سانغ أوي كونغدونغ شي) تستند إلى النصّ 
الأصلي المنشور عام 1983. وكانت مان قد تأسست عام 1979 على يد شو سانفهوء الذي تعود 
أصوله إلى مقاطعة كوانغجو "المنشقة". ال خرج منها كثير من المثقفين اليساريين المناضلين» 
معأنَّ سانفهو نفسه لم يكن مناضلاً. وفي ثانينيات القرن العشرين وأوائل تسعينياته ازدهرت 
نامان كناشر للنصوص الاجتماعية "الشعبية" ذات الميل اليساري؛ ثم انزاحت بعد ذلك» متبعة 
٠‏ اتحاهات السوقء صوب الكتب اللبرالية الجديدة وامحافظة. ويبدو أنّ ج م قد بحا من المدّ المجديب 
حيث أصدرت الشركة في العام 2002 (أي بعد عشر سنين) طبعة غير مُقَرْصَنَةء تقوم على 
طبعة العام 1991 الموسعة. (ولعله من المميّز أن غلاف هذه الطبعة هو صورة ملونة لجمهور 
غشير من الشباب الذين يلوحون بالأعلام» لعلهم من مشْجّعي منتخب كرة القدم الكوري الذي 
حقق بجماحا باهرا في مباريات كأس العالم الن جرت في حزيران 2002). وتحظى نامان لدى كثير 
هن الكتّاب والناشرين الجادّين بصيت واسع بسبب من إنتاجها الضخم والسريع؛ الذي يتميّر 
:“فى عضن الآحيان بتحري ري البائس وترجماته الخرقاء. كما أنها تستمدّ شهرتها من عدم دفعها 
حقوق كثير من المؤلفين1كا 
00 ولعلّ من الممكن تفسير 26 نامان ال باتت الأن محافظة طبعة جديدة من الكتاب 
بإدراكها النجاح التجاري الذي حققته ترجمة تاكاشي وسايا شيراشي اليابانية. ولقد كان لي 
خلال زيارة قصيرة إلى سيئول عام 2005؛ حظ أن ألتقي البروفسورة الساحرة والمتواضعة يون 
هيونغ سوك الن قامت بالترجمة. وقد أسرفت فى الاعتذار عن نوعية الطبعة المقَرْصَنَة» وقالت 





193 


ترحال وتهريب . . 


إن موعداً نهائيا قاسياً كان قد فُرض عليها كي تنجز العمل. ْ 

وإذا ما كانت التزجمات حتى العام 1992 تبدو عشوائية من الناحية الجغرافية -طوكيى ' 
فرانكفورت. ساو باولو. زغرب» وسيئول- فإنَّ الحال لم يكن كذلك على الإطلاق خلال بقية 
العقد. فمن بين الخخمس عشرة ترجمة المعنيّة» تمت إحدى عشرة قْ أوروبا بين 1995 و 1999. 
غير أن ذلك سبقه صدور طبعة في مكسيكو (22025زنعةدمذ 102065مساممه2) عن دار النشر 
م16:12 011020 وأخرى فى استانبول (22062صعن نلهترة11) عام 1993. 

كان الاقتصادي والدبلوماسي دانييل سوسيو فيليغاس قد أسّس فى العام 1934 6ط]” 
هعنمة ممع دنس ادن عل هلده2» وذلك فى البداية بغية تقديم نصوص باللغة الإسبانية لكلية 
الاقتصاد الوطنية المؤسسة حديثاء لكنه سرعان ما توسّع ليغطي التاريخ والثقافة والأدب وها 2 
إلى ذلك. ولأنّ الدولة كانت تديره منذ البداية؛ فقد بقي جزءاً من البيروقراطية الثقافية الرعية ١‏ 
(في تسعينيات القرن العشرين كان يرأسه الرئيس السابق ميغيل دي لا مَدْريد). وبعد المحرب ١‏ 
العالمية الثانية؛ وسّع "إمبراطوريته" إلى الارجنتين وكولومبيا والولايات المتحدة (سان دييفو) 
وغواتيمالا والبيرو وفنزويلا. وفي تسعينيات القرن العشرين كان إنتاجه هائلاً: 2300 عنوان 
جديد و5000 من إعادة الطبع. ولعلٌ الحافر وراء هذه التزجمة قد أتى من ذلك العدد الكبير 


م يُستخدم فيها على نطاق واسع كمقرّر في أقسام التاريخ والأنثروبولوجيا والأدب المقارن. وفيى ‏ 
العام 1986؛ دُعِيتُ إلى مؤتمر ضخم حول القومية المكسيكية في زاموراء وأذهلئ أنَّ الاجني ١‏ 
الآخر الوحيد المشارك في المؤتمر كان ديفيد برادنغ» مؤرّخ المكسيك والبيرو المتبخر» ثم مؤرّخ 2 
أميركا الإسبانية بشكل عام. ومع أنه أربكن أن أكون المشارك الوحيد الذي لا يعرف الإسبانية - 
مطلقاء إلا أنّ إنريكي كراوزيء الساعد الأيمن الشاب لأوكتافيو باث. الذي يميد أكثر من لغة 2 
ولطالما كان له نفوذه الفكري الكبير في ال 80040 تلطف وأخذني تحت جناحه. 0 
أمَا دار النشر التركية ذنهادتتزهلا 81615 في استانبول فأمرٌ مغتلف تاماً. وكانت قد أسّستها في ١‏ 
الأصل موغي غرسويى سوكمين. "وكيلة" فيرسو في تركياء مع قلة من الأصدقاء اليساريين. 
وبغية تفادي خطر اعتقال الفريق بأكمله؛ سجّلت 8165 قانونيا باسم فرد واحد, يمكنه أن 
يقضي أية مدّة اعتقال يفرضها النظام. ومن هذه البداية المزعرعة, حققت الدار نحاحاً كبيراً في ١‏ 
رونالد] تولكين إلى [جورج] بيريك)؛ وفلسفة (أدورنو بنيامين. لوكاش)» ونظرية سياسية ٠‏ 
ونسوية (باديو, أريخي» ماكينون)» وقضايا راهنة (أوليفر روي)» ومؤخرا نصوصا قٍْ مناهضة 
العولة والمتركات المناهضة لحرب العراق. ويبدو بحخاح 5 مستمدا من ثلاثة عوامل مستقلة: 22 
سكان البلاد الشباب؛ الذين يتلقون تعليما حسنا على نحو متزايد. وكثير منهم من أنصار .. 
انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي؛ علاقات الدار الودية طويلة الأمد مع الإسلاميين؛ والسياسات ‏ * 
الثقافية للبنوك الكبرىء ال تحكم على أداء الناشرين الذين تدعمهم من خلال المراجعات الن 2 


لطلة] 


الجماعات المتخيّلة . . 


تُكْتَب عن كتبهم وليس من خلال هوامش ربهاء وتقنع إذا ما كانت كلفة تسيير هذه الدور 
أقل ما تتطلبه الدعايةلثأ. ولعله يدر بي أن أضيف أنّه خلال أواخر تسعينيات القرن العشرين 
تعرّفت بالمصادفة على طلاب من جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق الناطقة بالتركية» قالوا 
إنهم قرأوا ج م أولاً في ترجمة كناء21. 

ونأتي إلى أوروبا على وجه التحديد. السويد (1993)؛ هولندا (1995)؛ النروج وفرن نسا 
وإيطاليا (1996)؟ اليونان وبولندا (1997)؟ بلغاريا وسلوفينيا ومقدونيا وصربيا (1998). فقد 
نُشِرَت النرجمة السويدية (معمهعلة-«عممعع 81108]وء+58 م6(١1)‏ في غوتيبورغ لدى دار النشر 
09 الن تأسست عام 1982. وهي دار نشر يسارية مستقلة صغيرة:. لكنها حترمة. 
نشأت في الأصل عن الحركة الطلابية» وتتميّر يجديتهاء وبنشرها الرسائل العلمية (بتمويل 
من الحكومة)ء فضلاً عن سيرتها الفلسفية القوية: من الكلاسيكيات إلى آرندت» غادامير 
هابرماز» هيدغرء راولز» وتايلور. أمَا في التاريخ والتحليل الاجتماعي فقد نشرت ماركسء. 
بومان» بورديوء كاستيلسء وغيدنرأقا 

أمَا النرجمة اهولندية («ءممداءدمءءددعع ع10ء17656) فهي تلفت الانتباه لسببين غغتلفين 
أشد الاختلاف. فحتى العام 1995 كانت أغلفة الترزجمات بسيطة عموماء كي لا نقول مفتقرة 
لأية خصائص تميّزها. (وحدها النرججمة اليابانية استخدمت الصورة الإندونيسية الملفقة الن 
تعود إلى العهد الكولونيالي وكنت قد فرضثها على طبعة فيرسو). والاستثناء الوحيد كان غلاف 
الترجمة الالمانية الن صدرت عن 1/138 ونامم:02) وعليه صورة تمثال هيرمان» الن لاشك أنه 
كانت مقصودة على نحو فيه مفارقة ساخرة. لكن الاتجاه راح ينحو بعد ذلك نحو تصميم أغلفة 
"قومية"؛ ؛ فالخلاف ال هولندي» مثلاء كان استنساخاً جميلاً لرسم مطبوع من حفر على الخشب 
يُظهر داخل مطبعة هولندية قديمة. والشيء اللافت الثاني هو الطريقة الى تمت بها الترجمة. 
ففي فترة من سبعينيات القرن العشرين بدأت مراسلة منتظمة مع سويرجونو؛ وهو شيوعي 
إندونيسي قديم» صلب وطريف وغريب الأطوار كان يقيم أنتذٍ في موسكو. وكان سوير جونو 
من الناشطين أثناء ثورة بلاده (1949-1945)» وبعد تحقيق الاستقلال. عمل في صحيفة الحزب» 

هاريان راكجات (يومية الشعب). غير أنّه راح يُزاح جانبا شيئا فشيئاء ركا بسبب فردانيته 

الرائدة» ورعا بسبب هفوة جنسية ما. لكنه كان محظوظاً بما يكفي لأن يكون فى زيارة للصين 
عندما جرت "عاولة انقلاب" 1 تشرين الأول عام 1965»؛ والن دُمِرَ الحزب بعدهاء حيث ذُبح مئات 
آلاف الأعضاء أو سجنوا لسنوات طويلة دون نحاكمة. وإذ تر سوير جونو مما راه من ثورة ماو 
الثقافية» وأزعجه الصراع الداخلي بين زمر المنفيين الشيوعيين الإندونيسيين» وجد طريقة 
للانتقال إلى موسكو. حيث عمل متزجما لسنوات. لكنه وقع ضحية زمرة من المنفيين ترعاهم 
وتديرهم ال 1608؛ وتلقى ضربة شديدة لم يشف منها على الإطلاق. وأمضى فترات طويلة 
في مشافٍ قديمة كئيبة خارج موسكو. وفى النهاية. جرى إنقاذه من قبل جماعة صغيرة من 
اليساريين الهولنديين لهم صلاتهم بالعاصمة السوفياتية» وأتوا به إلى أمستردام. وقد استقر في 


ترحال وتهريب . . 


بيتٍ للمسنين قديم على أطراف المدينة حيث زرته في عدد من المناسبات. و هناك قابلت الناشر 
المستقل جان ميتس, الذي كان صديقاً وزائراً منتظماً لذاك العاجز الذي تحمل المصاعب بروح 
لم تنكسر حتى مماته. غير أنّ قرار ترجمة ج هم لم يكن التفافة عاطفية. وكان ميتس يدرك تاماً 
ما حققه الكتاب في لندن من بماح تماري نسبي. وكانت النزجمة الهولندية أول تحربة لي فى التورط 
المباشر في عملية النرجمة. فنظراً لكوني أقرأ الهولندية جيداً جداء الححتٌ على أن أعاين الترجمة 
قبل الطباعة. ووافق الناشر على مضض.ء ونبّهن إلى أنْ إنغليزية المترجم أفضل بكثير من 
هولندين. لكن وجدت,. في الصفحة الأولى» أن كلمة "6212" (ععنى "1056" [فتيل]) في الجملة 
"لصة غأمأوجامم غ725 عط لعتأم دعل غأقط عممزوم اصع غأكتاهممتاهم عط لم22 وستحفط انظ 
وة2 رع أط 0ص ناه ]ك 00 ,رممل2ماآ بقصمع ل مرمع لعلنه عععسر طاعتطب ممسصلهع: عتصطاء و[مم 
الأمء1405 35 ]ا أكدء1[ غ2 1210 كهلىا متهعا عط أقط ععد أمم لأننمء 1 ,لأعلدك8 له "لكل قد 
تُرْجمَت بصورة غير منطقية ععنى"26ذ|-:ر112ه" [السكة الحديد]. ولقد قبل في النهاية بعض 
تصويباتي» ! إِنْ لم يكن كلهاء ولو من دون حماس. 

ولحل التزجمة النرويمية («هكاددء1اء] ع68166و:50) أن تكون قد بنحمت عن صداقئن مع 
البروفسور هارولد بوكمان. عالم الصينيات المتميز المتخصص باقليات جمهورية الصين الشعبية 
على طول التدود مع جنوب شرق آسياء والذي قضى سنتين كزميل زائر في جامعة كورنيل. وهو 
رجل يتمتع بحس فكاهة عظيم؛ وهدوء مثير للإعجاب» وموقف غير عاطفي بماه النظام الماوي 
وخلفائه. وعلى أيّة حال» فقد صدر الكتاب عن "١01128‏ 2:1215م25 وهي دأر نشر صخيرة 
(تصدر 30-20 كتاباً في العام) تأسست عام 1989»: ولبوكمان علاقات شخصية طيبة معها. وقد 
نم تصميم الغلاف على اتماه جديد: صورة جميلة ملونة للعرض في العيد الوط للنرويج حيث 
يظهر أطفال صغار لطيفون بالأزياء الوطنية. وحين سألت بوكمان عمًا يقف وراء الحعاجة إلى 
طبعة نرويجية - في بلد عدد سكانه قليلء ولا يحد معظمهم مشكلة فى قراءة الترجمة السويدية 
- ضحك وقال: "أنت تكلم كيف نشهر باه السويديين والسويدية. من الأفضل أن تقرا الأاضل 
الإنغليري وليس الطبعة السويدية. لكن الأفضل بكثير هو طبعة بلختنا القومية". 

أمّا النرجمة الإيطالية (©]22أ152028 01]8نام00)؛ فلعلها قد نحمت عن فرصة لقائي مع 
ماركو ديرامو في شيكاغوء حيث دُعيت لإلقاء سلسة من انمحاضرات. وكان ماركو ديرامو ذلك 
المثقف المميز من روما والصحفي الذي يعمل مع ال مانيفستوء الصحيفة اليسارية الراديكالية 
النوعية فى إيطاليا (الأخيرة في أوروبا؟)» والذى كان بمضي فدرة في جامعة شيكاغو لكي يضع كتاباً 
عن تاريخ المدينة, وهو الكتاب الذي نشرته فيرسو فى العام 2002. ولقد بتنا صديقين حميمين 
خلال وقت قصير جداً. وهكذا نشرت ترجمة ج م الإيطالية في روما لدى 6طتامؤوع/نصه3/4, الي 
تأسست عام 1991 بالارتباط مع صحيفة «المانيفستو». وهي دار لا تصدر أكثر من 40 عنوانا في 
العام؛ لكن إلخاحها على النوعية ودعمها الكتاب الشباب الموهوبين هما عثابة ضمان لاستخدام 
كتبها على نطاق واسع فى التعليم المجامعي. ويبدو الغلاف البهيج لهذه الطبعة كما لو أنه أَخِد 


]07 


الجماعات المُتخيّلة . . 


من أحد أفلام فيللين الأخيرة. حيث يمكن اعتباره "قومياً". لكنئ أفضل اعتباره منطوياً على 
مفارقة ساخرة بالروح ذاتها ال للغلاف الالماني بتمثال هيرمان. 
0 ولقد صدرت الترجمة الفرنسية ([226028 6ئندمأع122ئآ[) عن دار النشر 2]6©انامء126 لآ 
0 الن يديرها فرانسوا جيز وهي دار نشر "يسارية مستقلة" متوسطة الحجم (100-80عنوان 
فى السنة) تيدي اهتماماً جدياً بالنزجمات. وكانت 166ع7ا ه126 قد خرجت من دار النشر 
0 الشهيرة ممءمههكلط وأمعصوءظ مممننلول الب تأسست عام 1959. وحين سلم ماسبيرو زمام 
الأمور إلى جيز عام 1983 طلب منه أن يغيّر اسم المشروع أيضًا. وفي العام 1996: مع ظهور 
.. الترجمة الفرنسية من ج م, اندجت الشركة مع 5505 150161025 ال تأسست عام 1974 وكانت 
لاعباً نشطاً في النضال من أجل تديد اليسار الفرنسي سياسياً واجتماعياً. أما غلاف الكتاب 
فهو صورة بسيطة لجزء من مبنى باريسي من الطراز الكلاسيكي الجديد. يبدو كما لو أنَّ 
[أندريه] مالرو قد نظفه للتو. مفارقة ساخرة؟ رعاء لكنها مفارقة ساخرة فرنسية ناعمة. 
. وللمرة الاولى والوحيدة» تورطت مباشرة» وبرغبة كاملة, في عميلة النزجمة أثناء إيحازها. ولم 
يقتصر ما قدمه بيير-إعانويل دوزاء وهو واحد من أفضل المترجمين الفرنسيين» على إبجاز نض 
. هو في أماكن كثيرة تحسين للنصٌ الإنغليزي الأصليء بل تعدّى ذلك إلى تفخص جميع المراجع 
. الفرنسية, ولفْتِ انتباهي إلى عدد من الأخطاء. وبفضله. قمتُ باكتشاف لافت. فحين عبرّت عن 
تحفظاتي على العنوان 2260221 1:6ة2زعدم 1:1 ردّ علىّ أن اللفة الفرنسية ليس لديها مكافئ 
للكلمة الإنفليزية "167هناصحدده»" [جماعة]؛ عا تنطوي عليه من نبرات الدفء الاجتماعي 
١‏ والتضامن. فكلمة "6]ن2 صن تصوره©" (كما في عصمءة م مم8 21116) تثير شعوراً 
بارداء بيروقراطياً لا مفرّ منه. (كتب إلىّ ماركو ديرامو مارحاً أن "4انهنادده" الإيطالية تعن 
. بالعامية مكاناً لاجتماع المدمنين السابقين على المخدرات). 
ولقد ظهرت الترجمتان البولندية (عده6مهءطاه7؟ 7غ10ةم185) واليونانية (512[165ةأصهط2 
وعانافصزه]1) في العام 7. حيث نشرت الطبعة البولندية في كراكو (وليس في وارسو) لدى 
علصدت ترتعنم 18702 أداختزادم1 ترصىعامم5. ولا أعلم عن هذه المؤسسة ما يتعدّى أنها دار نشر 
معتبرَة فيما يتعلق بالأيحاث العلمية والأدب القصصي على حد سواء. 
أماالترجمة اليونانية فمسألة أخرى. فدار النشر ذاعطم»7 أقامها الراحل يانيس دوفيتساس» 
وهو مثقف من اليسار اللبرالي» بعد بضع سنوات من سقوط نظام بابادوبولوس - إيوانيديس 
المسكري. أي بعد 1974. وهذه الدار الصغيرة إنا المميزة تخصصت أساسا في الأدب القصصي 
. وفي العزجمات المدروسة جيداً في العلوم الإنسانية والاجتماعية. وهي تنشرء إلى جانب الكتبء ثلاث 
0 يحلات هي 2016515 [شعر]ء و 008110 [فلسفة] و هاع:ه:]1115 [التاريخ» وهي تُطبّع بالإنفليزية]. 
. والروح الموجّهة ل «ز111:60:6 هو البروفسور أنطونيس لياكوس من جامعة أثيناء وكان قد 
٠‏ درس في سالونيكاء ثم في روما (حيث قام ببحث عن إعادة توحيد إيطاليا) وأخيراً في برمنفهام 
حوالي العام 1989؛ حيث انضم إلى جماعة المادية التاريخية. وفي ذلك الوقت» كانت دراسة القومية 


















ترحال وتهريب . . 


على جدول أعمال هذه الجماعة بسبب النجاح الذي أحرزته التاتشرية. وقد نشرت ناعطم»721 
أيضًا أعمالاً لكارلو غينربرغ؛ وناتالي زيمون ديفيزء وآخرين. وكان الهدف الأساسي لتلك الكتب 
الطلاب والباحثين الشباب فى العلوم الإنسانية والاجتماعية. لكن هأ1115:06: وكما يشير عنوانها 
الفرعي الساخرء (56025165 تعط)0 له 6غمد2 عط ؟ه بووعزع8 لى ,115]02]! [التاريخ: مراجعة 
الماضي وقصص أخرى!]).؛ كانت لا أهداف سياسية واضحة أيضاء أن "تبذر الاضطراب في 
الإيديولوجيا الراسخة للأمة اليونانية ال يبلغ عمرها 3000 سنة"181. 

وتبعاً للمنزجمة» بوثين هانتزار ولالك كأ إن فكرة ترجمة ج م طرأت زمن المسيرات القومية 
في أوائل تسعينيات القرن العشرين؛ تلك المسيرات ال طالبت بأن يطلق اسم مقدونيا على . 
اليونان. فكان القصد من نشر الكتاب إطلاق صوت معارض وأسلوب بديل فى التفكير حول ' 
الطريقة الن قامت بها الأمة. وفى حين أرضى الكتاب أذواق الرأي العام, إلا أنه كان يستهدف 
بصورة أساسية طلاب الجامعات حيث كانت دراسة التاريخ لا تزال شديدة التأئر برومانسية 7 
القرن التاسع عش لنا 

وما له دلالته أنَّ ما كانت ه1715:0:61 تضعه نصب أعينها لم يكن اليمين اليوناني التقليدي» 
بل أحزاب اليسار الأساسية. ال تزايد إعلانها عن نفسهاء منذ أوائل تسعينيات القرن المشرين 
على الأقل؛ أنها المدافعة عن أمّة يونانية عمرها 3000 سنة» بل وعن الأرثوذكسية أيضًا. . 
ويلاحظ البروفسور لياكوس أنه فى الحالة الخاصة لكتاب ج م جرى اتهام :111560 بنرويج» ١‏ 
ونشر» وتدريس كتاب مُتْرَعِ باللعلومات الخاطئة عن التاريخ اليوناني؛ وبالاتجاهات المثالية النِ لا 
تفسح بالاً كافياً للتحولات الاقتصادية الن أنتجت الأمة الحديثة لهلا. 

ومكن القول إنَّ "حقبة" قد انتهت مع هذه التزجمة اليونانية وبدأت أخرى. ففي أواسط 
تسعينيات القرن العشرين. جمع جورج سوروس مجموعة من الباحثين وأمناء المكتبات» . 
وطلب منهم أن يضعوا قائمة بعناوين أهم 100 كتاب (صادر مؤخراً) في العلوم الإنسانية ٠‏ 
والاجتماعية لثطا, (ومن حسن المحعظ أو سوئه. أن ج م كان بين الاختيارات النهائية). وكانت ١‏ , 
خطة سوروس أن يقدّم معونة جزئية لناشرين في دول أوروبا الشرقية الشيوعية السابقة,  ٠‏ 
والمجمهوريات الن ظهرت إلى حيز الوجود مع انهيار الاتحاد السوفياتي لكي يتولوا أمر ترجمة 
هذه الأعمال. 

ومن هذا الجهد العابر للقوميات والممّول جيداً أتت ترجمات ج « إلى السلوفينية 
(أومصصتكاة عمعزائنصسد2). والمقدونية (ناكنصلع227 1معاؤزد22). والصربية (:512510 
انصلع22 2 زمءامنصد2)» والبلغارية (5)0مصطآعطةط0 عزتمع0522؟17) في العام 1998» والرومانية © 
(عأةستأومصطا أأقاتمتاصمهن)ء والروسية (5/2عطعطة500 عتمع وقطعةءطه7700 )2 والأوكر انية . 
(تامصلامة تمعاحهتزنا) فى العام 2001, والليتوانية (وممعصرمدعلصءط ومتصهزمنلهته151) في 
العام 2002. 


ولقد بلغ هذا الإجراء في مداه حدّ أنه شكل قطيعة مع التزاتب الزمن الذي كان سائداً ' 


المجماعات المتخيّلة . . . 


حتى ذلك الحين. 


وشاء الحظ أن تكون يانا غينوفاء الن سبق ها أن قامت بنرجمة ج م إلى البلغارية» 


مشروع العزجمات لدى معهد المجتمع المفتوح التابع لسوروس.ء وقد بلغ بها اللطف حدّ أنها روت 
لي مؤخرا أن: 


مشروع الترجمة في معهد المجتمع المفتوح . . بدأ حوالي العام 1994 بهدف توفير الحد 
الادنى على الآقل من النصوص الأساس في العلوم الاجتماعية الضرورية لتجديد 
التعليم العالي وتوفير الأساس لنقاش عام مثقّف حول القضايا الاجتماعية والسياسية 
وذلك باللفات امحلية. وقد جرت أولى المنافسات على المنح عام 1995 في رومانيا وبلغارياء 
لتتلوها البلدان الأخرى بسرعة فى السنوات الن تلت. وقد انفق معهد المجتمع المفتوح 
ما يقارب 5000000 دولار أميركي مقابل ما يقارب 2000 طبعة. وقائمة العناوين 
المزكاة . . قُصِد منها أن تكون نقطة مرجعية للناشرين. لكنهم كان بمقدورهم أيضًا 
أن يقدموا عناوين أخرى فى العلوم الإنسانية . . ولقد غطت المنح 9080-30 من 
تكاليف النشر الإجمالية بحسب البلد. وتنوع تأثير المشروع من بلد إلى آخر حيث تنوع عدد 
العناوين المنشورة كثيرًا ولم يُدَر جيداً في كل مكان. غير أنه مقدوري القول بثقة كاملة 
إن المشروع كان له أثر هائل على الطريقة الن دُرّسَت بها العلوم الإنسانية والاجتماعية 
وتُدَرّس الآن في المنطقة. وعلى سبيل المثال» فإنّ الترزجمات المدعومة من قبل المشروع 
تشكل 9040 من جموع العناوين الموجودة على قوائم القراءة في أحد عشر فرعا في 
الجامعات الكبرى فى بلغاريا وأوكرانيا . . جميع الدور (الِن نشرت كتابك) كانت قد تأسست 
في أوائل تسعينيات القرن المشرين كمؤسسات مستقلة؛ صغيرة (10-2 مُشْتخدمين). 
وهم ينشرون الكتب الأكاديمية ويعيشون إلى حدٌ بعيد على المنح ألِن يقدّمها الواهبون 
الخاصون مثل سوروسء والوكالات الحكومية الأجنبية مثل المركز الثقاقي الفرنسي 
ومؤخرا برامج الاتحاد الأوروبي الثقافية. 


00 وليس لديّ عن جميع هذه الطبعات سوى معلومات قليلة زيادة على ما قدّمته يانا غينوفا 
1 0 بكرمها وسخائها: فالناشر السلوفيئن هو 11111020116315 5]01012: والمقدوني 1]0152نا*[» والصربي 
0 منداط دصعأكلمظ عاءغهناطتق والبلغاري تمصن 1 ملناتكل والروماني 2[1ع26آ1)» 
0 والروسي 128202-22©55: والأوكراني 1515112 والليتواني 1,3:105 881105. وليس لدي حول 
هؤلاء الناشرين سوى معلومات قليلة. فقد تأشست #7أصمدصن11 1 119 في صوفيا عام 
1 كشركة مستقلة؛ وغدت دار النشر البلغارية الوحيدة الملتخصصة ف العلوم الإنسانية 
والاجتماعية. وهدفها الأساسي هو نشر كثير من التزجمات (لؤلفين فرنسيين في المقام الأول كما 
يبدو) بغية دعم "المناخ التعددي في هذه العلوم”. ولأنّ الطبمة الصربية هي توسعة واضحة» 
بالكتابة الكيريلية» للترجمة الصربية-الكرواتية المنشورة في زغرب عام 1990» يبدو أنَّ هناك 
صلة مالية أو سواها بين الناشِرّين. أمَا النزجمة الروسية فلها تاريخ مثير للانتباه. ففي العام 


ترحال وتهريب . - 


8+ صدرت ترجمة رديئة جداء رعا مُقَرْصَئَة. كجزء من سلسلة تُدْعى همقدن11 0ن0لم00 
أطلقها مركز عدم الاجتماع الأساس في موسكوء الذي نشر أيضًا نصوصاً لمونتسكيو, 
وبورك» وماركس. وفيبر» وبرغسون, وثميت. غير أنّه تُرْجِمَ كاملا بعد ذلك؛ وعلى نحو احتراق. 
ونْشِرٌ بصورة قانونية عام 2001 لدى 12320 (بدعم من معهد المجتمع المفتوح في إطار مشروع 
"مكتبة بوشكين"). 

ويجدر بنا أن نضيف أنْ أغلفة جميع ترجمات "سوروس" هذه هي أغلفة بسيطة واضحة. 
دون أيّة تنازلات للتسويق التجاري أو المخيّلة القومية الصريحة. 

ولقد جاءت أوائل القرن العشرينء في أوروبا الغربية» ببعض التنويعات اللافتة. ففي 2001, 
ظهرت ترجمة دغاركية (وءطه]اودء1اع0؟ علء]أتاوعه10) نشو تها ع15ءمأداء )نويع عنمتا علا ناوه 0 
مع غلاف "ما بعد حدائي" غامض ذلك الفموض اللافت. وكانت هذه أول ترجمة ل ج م تنشرها 2١‏ 
مطبعة جامعية. وحين سألت المترجم, البروفسور الشاب النشيط لارس ينسنء عن السبب الذي 0 
يدعو إلى وجود طبعة دفاركية» نظراً لتوقر كل من الطبحتين النرويحية والسويدية: كان ردّه 7 
ماثلاً إلى هذا الحد أو ذاك لردّ هارالد بوكمان من قبل: "أجل. عقدورنا أن نقرأ هاتين النرجمتين» - 
غير أنه ينبغي أن تكون لدينا ترجمتنا القومية الخاصة". وفي عام 2003, عمد ميروسلاف روش . 
إلى تضمين كتابه التدريسي التجميعي المعنون 5ناتطةذلة226102 2 22600 هط ترلع[لطهط (آراء في 
الأمة والقومية)؛ الذي نُشر في براغ لدى دار 105 "السوسيولوجية" ترجمتين تشيكيتين لأول ٠‏ 
فصلين من ج.م. وفى العام 22005 ظهرت طبعة كاتالانية (02065ذأههطا 18)5ئنم ه200 )» نشرتها 7 
دار 4155 801605121 بالتعاون مع جامعة فالينسيا. وفى السنة ذاتهاء نشرت دار 70 5ع8016 في 
لشبونة ترجمة ممتازة» بعد ستة عشر عاماً من الترجمة البرتغالية الأولى الن ظهرت فى ساو باولو 
ولم تكن جيدة تماما. غير أنّ السياسة الجمركية البرازيلية فاقدة العقل المفروضة على الكتب 
"الاجنبية" جعلت هذه الطبعة الجديدة غير متوفرة للبرازيليين إلا مقابل سعر هائل. ومؤخْراً 
جداء في عام 2007. صدرت ترجمة جويل كوتي الفنلندية» (0ةكاعاطلآ أنالاء)ت)ءلدى دار 
النشر الفكرية المستقلة 0دنهم5]0ة/ا. 

ولا يبقى سوى أن نعرض بإيجاز لقصة سبعة ترجمات نُشرت إلى الشرق من أوروبا بعد 
العام 1998. ففي 1999: ظهرت طبعات في تايبيه» وتل أبيب؛ والقاهرة. ومترجم طبعة تايبيه 
(هسيانغ-هسيانغ تي كونغ-تونغ قي) هو وو روي-رينء» بطل شاب من أبطال النضال ضد 
دكتاتورية الكومنتانغ» وقومي تايواني صلب لكنه ذو عقل منفتح» وصاحب أطروحة في 
جامعة شيكاغو حول أصول القومية التايوانية المعقدة وتطورها هي أطروحة ألمعية وتنطوي 
على خرق. وهو يسير على خطا تاكاشي وسايا شيراشي في تحويل "السجال البريطاني" الأصلي 
إلى شيء يهم الشباب التايواني اليوم» عبر إضافة عديد من ال هوامش الشارحة ومقدمة أكادمية ٠‏ 
مسهبة. أمًا الناشر» و1156 0122»: فأكبر ناشر تحاري في تايوان» دون أن يكون لديه؛ للأسف. 
وكما سنرىء ولو ذرّة من التزام روي-رين أو نزاهته. 


المجماعات المتخيّلة . . 


وظهرت الترجمة العبرية (كيهيلوت مادوماينوت) برعاية من جامعة إسرائيل المفتوحة. 
وقُصِد منها أن تكون تدخلاً نقدياً ضدّ الأرتوذكسية الصهيونية-الليكودية. وقد اشتملت 
على تقديم لعزمي بشارة؛ السياسي الفلسطين الإسرائيلي الأبرزء والباحث في ماركس وهيفل 
الذي نال شهادة الدكتوراه من جامعة ينا حين كانت جمهورية ألمانية الدبمقراطية لا تزال قائمة. 
أمَا الترجمة العربية (الجماعات المتخيلة) فلها أصل وقصد غتلفين قاماً. ففي العام 21995 
رعا استجابة لتقارير الأمم المتحدة الن ترى أنْ "العالم العربي" ينرجم أقلٌ بكثير مما تترجمه 
أيّةَ منطقة كبرى على ظهر هذا الكوكبء قام انغلس الأعلى للثقافة:» التابع لوزارة الثقافة 
المصرية» بإطلاق مشروع ضخم للترجمة بإدارة الدكتور جابر عصفور. وخلال العقد التالي 
نشر هذا المشروع ما لا يقل عن ألف ترجمة (عادةٌ في ألف نسخة لكل منها). من بينها أعمال 
ل/عن نيروداء روسوء تروتسكيء بيسواء كافكاء إيليوت» هيغل» سارتر» وولف» فوكوء كافافي, 
شومسكيء وفرويد. وكانت معظم العناوين الأولى مُقرْصّنة» عا في ذلك ج م (رقمه81). وهذه 
الكتب تباع بأسعار منخفضة. مدعومة, وتوزع بصورة تكاد تكون كاملة في مصر. وقد كان 
هذا المشروع ناجحاً بما يكفي لأن يغدو قريب مركزاً مستقلاً. 

بعد انهيار نظام سوهارتو الذي دام طويلا في إندونيسيا (في أيار 1998). ألغيت الرقابة إلى 
حدٌ بعيد. وتكاثرت كالفطر عشرات دور النشر الجدية والرديئة» تفرّغ كثير منها لنشر الكتب 
ابن مُنِقت طويلاً أو أتيح لها أن تنفد بصورة مقصودة. وما إن تُعِحَ لي بالعودة إلى إندونيسيا 
لأول مرّة خلال سبعة وعشرين عاماء حتى اكتشفت أن ثمة ترجمة مُقَرْصَنة ومتسرّعة ل ج 
م صادرة عن بستكا بيلاجار» وهي دار نشر في جوقجاكرتا مشهورة بصيتها السيء وخلوها 
من الضمير تقتات على الفضولء والجهل» لدى طلاب هذه المدينة المجامعية. وقد تمكنت من 
أن أفرض سحب الكتاب. ليس لأسباب مالية» بل بسبب النوعية الرهيبة حقاً للزجمة. كما 
تمكنت. عمساعدة عدد من طلابي السابقين» ٠‏ وععونة من مكتب مؤسسة فورد في جاكرتا. من 
أنشر أخير أ في العام 2001 طبعة جديدة ة قاماً (قصمةتزهطيع "1 111425 مره >] -1111]35اترره؟1 ). حيث 
أضفت, بإشارة من وو روي-رين؛ كثيرًا من الهوامش بالعامية الإندونيسية لمساعدة الطلاب 
على فهم كثير من إشارات الكتاب وإحالاته الن يجدها قراء الإنخليزية سهلة يسيرة. وكان الناشر 
هذه المرّة هو 21215151 وهو منظمة غبر حكومية تقدمية متخصصة برية المعلومات: وهي 
اليوم. للأسف. مشرفة على الموت بسبب الصراعات الداخلية بين فتاتها. 

وإنه لذو دلالة أنى حين عرضتٌ أن أقوم بالشيء ذاته بالنسبة للطبعة الإنفليزية الرخيصة 
المنشورة في الفيليبين عام 2003 لدى اتادثة» أفضل ناشر شعي فى مانيلاء رُفِض العرض 
باستياء وسخط. طبغاء فالطلاب الفيليبينيين» الذين يتلقون تعليمهم بالإنفليزية» لديهم جميع 
المراجع! , 

أخيراء هنالك طبعتان شاذتان أشدّ الشذوذ» نشرت أولاهما في شنغهاي عام 2003» والأخرى 








ترحال وتهريب . . 


في بانكوك أواخر العام 2006. وكان الناشر فى جمهورية الصين الشعبية هو دار الشعب للنشر 
فى شنغهاي. وهي مؤسسة ضخمة تلكها الدولة. وقد تبينْ أن هذه الطبعة من ج م كانت 
نتيجة صفقة سرية مع 11:05 هدنأطن فى تايبيه» النَ لم تتواطأ وحسب مع ما كان في جوهره ١‏ 
قرصنة سلبية» بل أتاحت أيضًا لشريكها في شنفهاي أن يراقب نصّ وو روي-رين كما يحلو له. 
وتمثلت إحدى النتائج البارزة في حذف الفصل التاسع بأكمله؛ ذتك الفصل الذي اشتمل على 
بعض التعليقات الساخرة على هيلمزمان العظيم وما قام به الحزب مؤخرا من استثمار 
"القومية الرعية' ' الماكيافيللية. ٠‏ وقد قال صديق صين بابنتسامة شقية: "ينيفغي أن تعتبر ذلك 0 
عثابة الثناء فهم لم يسبق لحم قط أن حذفوا فصولا كاملة من كتاب ينوون نشره. انظر إلى 22 
كتاب هيلاري كلينتون» مثلاًء ال حذوفات هي بُمَل هنا وهناك ليس غير!" كما حُذِفت مقدمة 22 
روي-رين أيضًا دون معرفته أو رضاه. مع أنها كانت وصفا حترساً وعلمياً خلفين الشخصية. 3 
والسياق السياسي والفكري الذي كُتِبَ فيه ج م, وملاحه الأساسية بالمقارنة مع كتب غلنر 2 
وسعيث. والانتقادات ال وجهها عالم الصينيات براسنجيت دوارا وبارتا شاترجي. ولعل خاتمة هذه 2" 
المقدمة؛ ال تبتهل لتايوان بوصفها الجزيرة " الجميلة إنا المبتذلة» الشغوفة إغا المعادية للفكر" 
وان يبقى مستقبلها أبعد ما يكون عن اليقين؛ هي النَ قررت مصيرها لدى رقباء بكين لكلا. 2 

وتقارب الطبعة التايلندية الأن على الانتهاء بصورة غطوط أعده فريق من الأساتذة 2 
ما أدهشن أشدّ الودهاش. فهالة الملكية التايلندية هي إلى الحدّ الذي جعلئ أتوقع أن يستخدم . 
المنرجمون مملتما "إقطاعياً" خاصاً يقتضيه وصف أي نشاط يقوم بد الملوك التايلنديون الآن 
أو 5 الماضي .وما 4 أتوقعه هو أن المعمجم المخاص ذاته قد طبق على جميع الملوك الأجانب أيضاء 
با في ذلك شخصيات غير ودودة مثل وليم الفاتح في لندن» وفرانسوا الأول في باريس وفرانز 0 
الثاني في فييناء وفلهلم الثاني في برلين» وهلمجرا. وعندما اعترضت أن روح ح م بأكملها هي ١‏ 
روح جمهورية» وأن جميع الملوك تقريبا بحري التعامل معهم بسخرية وعداء. سرعان ما أزيح .١‏ 
الاعتراض جانبا. "أنت لا تفهم تقاليدنا ووضعنا". وعزيج من الضحك والخشية تطلعت إلى مأ 
قد يُعْتَبر أول ترجمة "ملكية" ل ج م! 

ما الاستنتاجات الأولية ال تبدو مبرّرة» على أساس هذه الأدلة المتشظية؟ 

التوزع الجغرافي: باستثناء برامج الترجمة ال نشسّقها معهد المحتمع المفتوح لأوروبا الشرقية 
والاتحاد السوفين السابق» والي أطلقت قْ النصف الثاني من تسعينيات القرن المشرين» غمة 
أدلة قليلة على تراتبية زمنية متدّرجة تبدأ في "الغرب”» وتنتهيء بعد ذلك في العالم الذي كان 2 
4ه -ك [من قبل] عاماً ثالثاً. ففي العقد الأول بعد صدور ج م فى طبعته الأصلية» يد 
المرير طبعتين أوروبيتين غربيتين (الألمانية والسويدية)» وطبعة أوربية شرقية (اليوغسلافية)» 0 
وطبعتين أميركيتين لاتينيتين (البرازيلية والمكسيكية). وطبعتين آسيويتين (اليابانية ١‏ 
والكورية)» وطبعة قٍْ الشرق الأدنى (التركية) 5 وم تبدأ فورة الترجمات باللغات الأوروبية إلا قٍْ 0 





الجماعات المتخيّلة . . 


النصف الثاني من تسعينيات القرن العشرين. وبقدر ما أعلم فإِنّ جميع التزجمات قد قامت على 
الأصل الإنغليزي» وليس على ترجمات سابقة إلى لفات إقليمية أو إلى لغة المستعمر السابق, ما 
. يُظهِر الصعود العالمي الاستثنائي الذي تصعده الإنغليزية. 
وفي الوقت ذاته» فإن ثمة ضروباً لافتة من الغياب» حين يفكر المرء بتلك اللغات ذات العدد 
الكبير من الناطقين؛ ومن القرّاء بدرجةٍ أقل تتفاوت من لغة إلى أخرى. والمثال الأوضح هو 
"شبه القارة". الن تشتمل على ملايين البشر الذين يقرأون بالأوردية» والهندية؛ والبنغالية, 
والتاميلية» وما إلى ذلك. والسبب وراء هذه الفجوة لا بد أن يكون الإرث الكولونيالي البريطاني» 
الذي عمل؛ بصورة را تكون مدهشة؛ على جعل الإنفليزية حتى اليوم لفة التعليم المسيطرة 
"على المستوى القومي" ولغة الخطاب الفكري. والمثال الثاني هو إفريقية (إذا ما وضع المرء 
. مصر في الشرق الأدنى). فما من ترجمات إلى اللغة السواحلية مثلاًء أو الأمهرية» أو الولوفية» أو 
الموسا. وقد بحاول المرء أن يفْسّر هذا بالإشارة إلى مكانة اللخات الكولونيالية السابقة (الفرنسية 
والإنفليزية والبرتغالية) باعتبارها لخات الدولة والتعليم العالي في شطر كبير من إفريقية. غبر 
أنَّ هذه السيطرة تحتاج إلى تفسير في الشروط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المضطربة 
للقارّة بعد تحقيق استقلالاتها الوطنية. وقد يكون غياب طبعة فيتنامية مسألة وقت. حيث يبرز 
بلد يتطور بسرعة من العزلة الفكرية النسبية الن فرضتها ثلاثة عقود من المحرب الرهيبة. 
. والحالة الأغرّب هي إسبانيا الأم؛ ال لا يزال عليها أن تنرسّم خطا قرار البرتفال في أن تلحق 
عستعمراتها الأميركية العملاقة بعد انتظار نمسة عشر عاماً. ومن جهة أخرىء فإن إسبانيا 
هي البلد الوحيد الن ظهرت فيها ترجمة إلى لفة "قومية فرعية" (هي الكاتالانية). 
الناشرون والقرّاء: تكشف المعطيات غير المكتملة المتاحة لي بعض النماذج اللافتة جدا. 
ففي المقام الأول» ليس ثمة سوى دار نشر واحدة (هي ال 80800 المكسيكية) ملك تاريخاً يعود 
إلى ها قبل الحرب العالمية الثانية» والغالبية العظمى كانت قد تأسست خلال العقود الثلاثة 
السابقة أو بعبارة أفضلء في أعقاب "ستينيات القرن العشرين الطويلة" المضطربة عالمياً. وفي 
00 المقام الثاني؛ فإِنٌ غالبية واضحة من دور النشر هذه هي دور صغيرة إلى متوسطة فى حجمهاء 
ومستقلة في طابعها بدرجات متفاوتة. وهذا الاستقلال ينبغي النظر إليه من زوايا ثلاث. فقد 
كان الناشرون مؤسسات تابعة للدولة في أربع حالات فقط هي المكسيك ويوغوسلافيا ومصر 
وجمهورية الصين الشعبية (وجميعها دول سلطوية يحكمها حزب واحد زمن نشر ج «). ومن 
جهة أخرىء لم يكن ثمة ناشر بماري خاص ضخم سوى في حالة تايوان» وليس هناك أي حالة 
تدّخل من قبل تكتلات عابرة للقوميات عملاقة. ولعل المدهش أكثر. نظراً لطبيعة قرّاء ج م 
(الذي بمد المزيد عنهم أدناه)» هو ذاك الغياب النسبي للمطابع الجامعية: حيث تقتصر الحالات 
الن نحدها فيها على جامعة إسرائيل المفتوحة؛ وجامعة روسكيلد؛ وجامعة فالينسياء ورعا 
زانك كراكوف. وف المقام الثالث, بحد أنّ توجّهات الناشرين السياسية. حيث أمكن تحديدهاء 
تمتد بالدرجة الأولى من اليسار اللبرالي (بالمعنى السياسي) إلى أغاط شتى من اليسار المستقل. 





ترحال وتهريب . . 


ومكن القول نظراً لموقف فيرسو السياسي وميولي السياسية الخاصة. أنَّ هذا النموذج ليس 
مدهشًا. 

وكما سبقت الإشارة. فإنَ ج م في شكله الأصليء كان قد استهدف ججمهوراً عاماء حسن 
التعليم؛ في المملكة المتحدة بالدرجة الأولى» وفى الولايات المتحدة بالدرجة الثانية. فلم يُكتَب 
انطلاقاً من فرعي الأكاديمي الخاص ("العلوم السياسية". كما يُفْتَرَضِ بي القول), أو لأجل هذا 
الفرع, أو أي فرع آخر. ولقد بذلت ما بوسعي أيضًا لكي أتأكد من خلوه من الرطانة الأكادعية. 
وآخر شيء كان يمكن أن بخطر لي أنئذٍ هو أن يغدو كتابا مدرسياً للمستوى الجامعي. لكن ذلك 
كان قدره, بوجهٍ عام؛ سواء في نصه الإنغليزي أم في ترجمته. بيد أن هذا المصير لا ينبخي أن يُفْهَم 
بطريقة أنفلوسكسونية زائدة. ففي أجراء كثيرة من العالم» يلعب الطلاب وأساتذتهم دوراً 
سياسياً واجتماعياً أكثر أهمية من الدور الذي يلعبه نظراؤهم في المملكة المتحدة والولايات 
المتحدة. وهو إلى حدٌ ما دور معارض مميز. لكن هذا الدور هو من أصل حديث ماما (أوائل 
القرن المشرين), وهذا أحد الأسباب ال تحعل "الطلاب" لا يظهرون إلا لماماً فى ج م ذاته. 

أمَا الأسباب ال تقف وراء انتهاء ج م على هذا النطاق الواسع» وبهذه السرعة الزائدة» 
لأن يُتَرْجَم على شكل "كتاب مدرسيّ". فرعا تعود في المقام الأول» إلى ما تكشّفت عته دوافعه 2 ١‏ 
السجالية من جاذبية واسعة غير متوقعة. ففي مانينيات القرن العشرين كان الدراسة المقارنة 2 
الوحيدة في تاريخ القومية النَ قُصِدَ منها أن تقارع المركزية الأوروبية» وأن تفيد من امصادر 
اللغوية غير الأوروبية. كما كان الدراسة الوحيدة ال تبدي انحيازاً واضحا إلى "البلدان الصغيرة" 
(من حيث الجغرافيا أو السكان, أو النفوذ السياسي العالمي). يضاف إلى ذلك أنّه إذا ما كان مّة 
التزامات سياسية لدى أعضاء الهيئة التعليمية والطلاب فغالباً ما يكونون يساريين في ميوهم, 
أو يساريين لبراليبن تطاوهم أجندة ج ه. ورا كان من بين العوامل أيضًا أن الكتاب. مع أنه 
مكتوب بالإنغليزية» كان قد استهدف الإمبريالية البريطانية والأميركية أيضًا وعلى نحو ما. غير 
أنّ تلك الأسباب تعود, في المقام الثاني؛ إلى ما يقوم به ج م بطرحه مفهوم "الجماعة المتخيلة"» 
من تقريب فيه مفارقة بين نوع من ال القطعخص أعدرعع [الجماعة] يذب جميع القوميين 'وشيء 
غير حدد تماماء شيءٍ ليس "خياليا" كما هو "المحصان الخرا وحيد القرن"؛ ولا "واقعيا" غاماً 
مثل "جهاز تلفزيون"؛ بل شيء أشبه عدام بوفاري وكويكوج؛ هاتين الشخصيتين اللتين لم : 
تبرزا إلى الوجود إلا منذ اللحظة الن تخيلهما بها فلوبير وميلفل. ومثل هذه الصياغة تفتح 
الباب واسعاً أمام التقويم النقدي لذلك النوع من القومية “القديمة" الن تكائرت في معظم 
الدول المعاصرة عبر وسائل الاتصال الجماهيري ومؤسسات التعليم الن تسيطر عليها الدولة. 
ولقد كان ج م بالطريقة المتناقضة ذاتهاء متعاطفاً ذلك التعاطف الواضح مع كثير من أشكال 
القومية متعمّداً في الوقت ذاته أن يبدي اهتماماً بالأساطير القومية الخاصة العزيزة على قلوب 
القوميين أقل من الاهتمام الذي يبديه بالشكل العام للوعي القومي. وأخيراًء فقد حاول الكتاب 
أن يجمع نوعاً من المادية التاريخية إلى ما دُعِي لاحقاً باسم تحليل الخطاب؛ أي أن يقرن حداثة 


الجماعات المتخيّلة . . . 


ماركسية إلى ما بعد حداثة :166 12 30254 [لم تكن قد ؤلدت]. واعتقادي أن ذلك يساعد على 
تفسير الإيقونات القومية على أغلفة شتى ترجمات ج م بعد العام 1995» وال يمكن قراءتها في 
العادة على أنها إِمَا ساذجة أو ساخرة (النرويج مقابل إيطاليا؟) 
20 ومن المزايا التعليمية الأخرى في ج م ما قد يجده الاساتذة التوّاقون إلى تطوير وعي طلابهم 
المدني بطريقة تقدمية ونقدية؛ من أسلوب غير عادي تتميّر به المقارنات ال يحقدها: مثل 
التقريب بين الولايات المتحدة وفنزويلا بدلا من بريطانياء وضع اليابان في مواجهة روسيا 
القيصرية وأوكرانيا الإمبراطورية وليس ضد جيرانها الأسيويين الكونفوشيين» مضاهاة 
. إندونيسيا مع سويسرا وليس مع ماليزيا. فمثل هذه المقارنات تهمّ الأساتذة المعنيين بتفكيك 
. الاستثنائية القومية الساذجة, والصيخ "الثقافية-الإقليمية"المبتذلة مثل "القيم الآسيوية" 
الدواقع:لم يكن من اليسير» في عدد من الحالات, تتبّع الدوافع الأصلية ال وقفت وراء 
. التزجمة. والواضح أن فيرسو لم تقم بأي جهد لتشجيع النزجمات, وأنْ تلك الي قام بها طلابي 
القدامى (اليابانية» الإندونيسية؛ التايلندية) قد ممت عبادرة منهم؛ وليس من. ويبدو هذا 
. النموذج» على نحو ضيّقء كما لو أنه تصديق على استخدام ج م الاستعاري ل"القَرْصنَة". 
ملحا على المبادرة امحلية» وليس على القسر الخارجي أو المحاكاة العبودية» في وصفه سيرورات 
. انتشار القومية السريع بأشكال غتلفة في أرجاء الكوكب. أمًا في المحالات الن يمكن فيها تبينَ دوافع 
واضحة. فَإِنّ حملة معهد المجتمع المفتوح الواسعة لتغيير الثقافات السياسية في أوروبا الشرقية 
. ودول الاتحاد السوفين السابق باتحاه لبرالي وتعددي» هي الأوضح والأبرز. ومن المؤكد أنّ الأساتذة 
. والطلاب الذين أمضوا فتزة في الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة حيث جرى تحنيس ج م 
: ككتاب مدرسي منذ أوائل تسعينيات القرن المشرينء قد لعبوا دوراً. غير أنّْ الحالات الأشد 
. دلالة هي تلك ال كان فيها لدى المنزجمين والناشرين دوافع تتعدى الدوافع التعليمية المباشرة. 
فالطبعة الصربية-الكرواتية عام 1990 أتت من أمل سيلفا ميزناريتش ومساعديها أن يساعد 
الكتاب في الكفاح لإنقاذ "يوغسلافبا" من دمار ذاتي دموي. وطبعة وو روي-رين قصِدَ منها أن 
. تهدّئ أعصاب القومية التايوانية بأن تفسّر على نحو مقارن ظهورها المتأخر؛ وتقوّض مطالبة 
بكين بال جريرة على أساس» ليس القومية الصينية فحسبء بل أيضًا "التقليد السلالي" المورث 
هن هلوك المانشو. أمّا الترجمة اليونانية» كما رأيناء فكانت جزءاً من إجراء للحدّ من شوفينية 
محلية فاقدة للعقل راحت تنادي ب "مقدونيا", ولانتقاد أحزاب اليسار على تبنيها ا جبان أو غير 
المدقق لمواقف قومية بمينية في جوهرها. وبالمثل» فإِنَ النزجمة العبرية الن صدرت عن جامعة 
. إسرائيل المفتوحة. مع مقدمة لفلسطين إسرائيلي معروف, كانت جزءاً من عاولة لمقاومة 
انزلاق قديم نمو الفصل العنصري في الدولة ال يحكمها الليكود. ولا شك أن الطبعة الكاتالانية 
قد قٌصد منها أيضًا أن تساعد كاتالونيا على بلوغ أقصى استقلال عكن فيما دُعِيَ مرّة على نحو 
لطيف 25885م15 85.آ. 














ترحال وتهريب . . 


التحول: من الأقوال المأثورة أن الكاتب يفقد كتابه لحظة نشره ودخوله ابحال العام. غير 
أتك لكي تشعر بكل القوة امحزنة ال ينطوي عليها هذا القول المأثور» لا شيء يضاهي مواجهتك 
ترجمة لكتابك إلى لفة لا تفهمهاء فلا يمكن أن تكون لديك أدنى فكرة عما حدث هذا الكتاب: أسواء 
فهم. تشويهات» ضروب من الحرفية» إضافات» حذوفات» أو: تعديلات إبداعية» إعادات قراءة 
مغرية؛ تبديل في ضروب الإلحاح, وتَثْرٌ أجمل من الأصل. لذلك فقد أزعجي بعض الشيء أنَّ 
المعرجمين الالماني والمكسيكي لم يتصلا بي على الإطلاق» وأن الترجمة الهولندية لم تِرْسَل إليّ إلا في 
اللحظة الأخيرة. ولقد اعتقدت أنَّ الكتاب كان لا يزال "كتابي": ونسيت القول المأثور الساخر 2 
201101 01ل22): النرجمة هي بالضرورة خيانة نافعة. وقد تعلمت درساً في سياق مراسلة . 
طويلة ودافئة مع بيير-إعانويل دوزا. فعلى الرغم من حقيقة أن إنخلترا وفرنسا جارتان . 
قريبتان جداًء إلا أنّ مصاعب تحويل الفرنسية إلى إنفليزية وبالعكس هي تلك المصاعب الشهيرة. 
فقد احتوت الطبعة الغرنسية على ضروب من الأناقة لم أحلم بها مع ضروب من إعادة الترتيب 00 
أتاحت لي أن أرى ما قصدثه "حقا". لكنن لم أستطع أن أعبر عنه على النحو الملائم. وهذه ١‏ 
المراسلة كانت بحّد ذاتها نوعاً من التعليم» يرمز له اكتشاف أنَّ لاتينية كلمة "ترانهنصدهم»" قد ١‏ 
أخفت على نحو يسهل اكتشافه قرابة مع كلمة القطءعئصةءموعع الألمانية. وأن كلمة #صتوهصة ١‏ 
لا مكنها أن تنقّل المعاني الحافة اين تنطوي عليها كلمة "0ءمزعةص1ة". ولقد أتى الدرس الأخير '- 
مع الترجمة الإندونيسية الآولى المسروقة., حيث تُعَدٌ د الإندوئيسية اللغة الوحيدة غير الإنفليزية 
ال أتقنها تماما. وسرعان ما وجدت أن هناك مقاطع كثيرة مستغلقة ماما فاستغرقتُ في عمل 
كثيف طوال شهرين أو ثلاثة ل"تصويبها" سطراً بعد سطر. وكانت النتيجة طبعة يسهل ١‏ 
على الطلاب الإندونيسيين أن يفهموهاء لكنها تبقى خالية من الحياة» لأنن لم أَخُن الأصل 7 
عا فيه الكفاية. فنظام الأفعال المتقن والدقيق في الإنفليزية» والمناحه النمطي على الصوت 2 
الفاعل» "الإمبراطوري" غريب على الإندونيسية اللبقة. الن تفصّل المبن للمجهولء والن ‏ - 
ؤُهِبَّتَ السابقة :©1- الي تدخل على الفعلء فيختفي الفاعل في غيمة دلالية ضمنية تشكل 2١‏ 
المصادقة بطانتها الفضية. والنثر الإندونيسي الجميل لا يزال بو بشفاهية اختفت من 7 
الإنفليزية الرعية منذ زمن بعيد؛ وهذا هو السبب في أنّ الكتابة الاكادمية الإندونيسية إنغليزية ' 
الطابع هي أكثر بشاعة, إذا جاز القول من مقابلاتها البريطانية أو الأميركية. ومن هناء ما 
شعرثُ به في البداية من لذَّة في إضافة هوامش شارحة جديدة بلغة عادية يومية تورّط القراء. 
ولا ترعجهم؛ أو تربكهم, أو ترهبهم. لكنن أدركت. في النهاية, أنن كنت أقلد شخصاً إندونيسياء 
وأقارع "قرْصَئَة" كبرى بقرصنة ذاتية صغرىء دون كبير جدوى. وقلت لنفسي: "ما كان ينبغي 
أن أفعل ذلك» هذه بحرد غمغمة سياسية؛ ودفاع غبر تحاري عن الإلاح الأميركي السخيف على 
حقوق الملكية "الفكرية"!". وهذا هو السبب في أن قررت» وأنا أتفحص ترجمة ج م التايلندية 
"الملكية". أن أكون خانناً ترجمياً. لم يَعْدْ ج م كتابي البتّة. 


الهوامش . . . 


الهوامش 


هوامش تصدير الطبعة الثانية رص 22-19) 

أ) يشير الكاتب هنا إلى قول فالتز بنيامين» الذي سيردُ في الفصل التاسع الْمَنْوَن «ملاك التاريخ»: وجهة 
ملتفتٌ صوب الماضي. وحيث نتصور سلسلة من الأحداث؛ يرى كارثة واحدة لا تي تكوّم الانقاض فوق 
الانقاض وتلقيها عند قدميه. والملاك يود أن يبقى؛ وأن يحبي الموتى» ويجمع ما تحطم. لكن ثمة عاصفة تهبّ 
من الفردوس؛ وقد أمسكت بجناحيه بذاك العنف حتى لم يعد بوسعه أن يضمّهما. وهي تدفعه بصورة لا 
تُقاوم نحو المستقبل الذي أدار له ظهره؛ في حين يعلو المحطام أمامه حتى يبلغ عنان السماء. هذه العاصفة 
هي ما ندعوه التقدم (ث د). 

1) كانت لدى هوبسباوم الشجاعة لأن يستنتج من هذا الانفجار البحثيّ أنّ عصر القومية يدنو من 
نهايته؛ فبومة منيرفا تطير عند الغسق. 

2) أصل الملحق الأول ورقة بحثية أَعِدّت لمؤمر عُقِدَ في كراتشي في كانون الثاني 1989: ورعاه المعهد العالمي 
لابحاث اقتصاديات التنمية في جامعة الأمم المتحدة. أما الثاني فقد تُشِرَت تخطيطاته الأولية في ملحق 
التامز الأدبي قٍّ 3 حزيران 6.؛ تحت عنوان "سرد الأمة". 


209 


الجماعات المتخيّلة . . . 


هوامش مقدمة الترجمة العربية (ص 23 -48) 

1) انظرء عزمي بشارة» امجتمع المدني دراسة نقدية - مع إشارة للجتمع المدني العربي» (بيروت: مركز 

دراسات الوحدة العربية» 1998) ص 257-211. الفصل تحت عنوان: الأمة والقومية والمجتمع المدني. 

دع أبعم لعولا بصعلا ,واعلعو طالاد بوعابمعام] رخ ,تكتادهصه 826 1ه كأمععمه0© 000ل ,متاععظ طوتد5] .2 

ركقع10 0 نمو ز!! عطا مه دلإوووظ :الع تتناء عط أوملقعة ,متاع8 طوندوز :1 199 ,21 .نهل :8001 04 
249-250.م ,(1979 ,رمتسعدعم لالم بعرعواء 1/1100 بطخرهو0 م مم2 1]) 


تدزى ايل كتتوري أن الوطنية الاتقديوية صعة وطنية طبيعية ولكنة يفضي القوهية ينكل عام. 
".73-75 .م (1966 وصوطنا لالونا لمكمتطعشب!] :معلمما) .لع 3:0 ,مسكتقاده ندل ,تسملع؟] عتاطا 
0 3 رووعع2 .لالصلا لأعمره0) لآل بوعهقط!) ,داكتاهصه2ل8 مضه كصه21ل! برعمااءع0 أوعم8)". والأخير 


رغم نزعته الاستشراقية إلا أنه الأقرب لروح كتابنا هذا بتأكيده دور التصنيع في نشوء القوميات. 
67 .م ,(2008 رئام80 وممعطامدظ :819) رععتمسط م0 رمحوطوط10] علمع 4 


4)مدخل(ص 53-49) 

1) لقد اخترت هذه الصياغة فقط لكي أشدّد على اتساع نطاق هذا الصراع والطريقة الن خيض 
:.: بهاء وليس لكي أنحو باللائمة على جهة معينة. ولكي نتفادى سوء الفهم الممكنء فإنه ينبغي القول إنّ 
غرو العام 8 قد تطور عن صدامات مسلحة بين مقاتلي الممركتين الثوريتين رعا تحود إلى العام 
1. وبعد نيسان 1977.» فإِنّ تلك الغارات المحدودية» الن بدأها الكمبوديون ولم يلبث أن تبعهم فيها 
الفيتناميون» تزايدت في حجمها ونطاقها إلى أن بلغت ذروتها في الغارة الفيتنامية الكبرى في كانون الأول 
7. غير أنَّ أي من هذه الفارات لم يكن يهدف إلى الإطاحة بنظام العدو أو احتلال مناطق واسعة» 
كما أن أعداد الفرق المغيرة لا تمكن مقارنتها بتلك ال حُشِدت فى كانون الأول 1978. ومكن للقارئ أن 
يتابع المجدل المميق حول أسباب هذه الحترب فى "16172102656/ا - قوع !عنام صة؟آ ع1" بتعلع1] ,© معطمع5 
لالامطامم :21-67 .مم ,أع نكمم ومتطعملم] لعنط1 عط1 ,لع بأمتااع 5 للا لتبحوط مز باع لمم 
,5601355 مقلكثة لعمزعء002) 01 متاع أأياظ 'رسممصاعالا مه كاء أ أكدهن) أكتطنا طم - ععام]' بتأعصو8 
لكتأداء50 له عو/لا 01 5تعند]/ا صا' رذع تناك وكنهآ لمة :(1979 ععطمرعءء17 - ععطامن6) 4 :11 

10-8 .مم .لطا 'بطعباك/ا 100 معاعنمصة»! كنامههص]] لصة عصسقطد لأرامنر أعصصد8 لإممطامم". 
2) على كل من يشكَ في مزاعم المملكة المتحدة أنها تماثل الاتحاد السوفين على هذا الصعيد أن يسأل نفسه 
عن المجنسية أو المحوية القومية ال يشير إليها اسم المملكة المتحدة: البريطانية - الإي رلندية العظمى؟. 
رالا ألاع 1 الع[ عاط ,"امتملام8 01 مب كادعع8 عط]" ره كدمناءع11ع15 عمرهذ' ,بححوطو806 8216 .3 
13 .مم ,(1977 ععطمء0 - عع معامعء5) 
3 .م ب51315 300 8201005 يممئتوللا - مماعء5 طعنكز عع5 .4 
.3 بم ,(1975 ععطصرععع2[ - ععطمرعيل) 94 بوعاباع! لاع[ بعل أقناصة1 مععل0ك58 عط" ونطعع5 .5 
0 .(329-63 .مم) 9 ععأمهدك كه ستفاترظ 2ه ما طدععر8 ع1 مز لععمقطعصب لعلن أعمز كز تإهكوة ونط1 
ام ,1 بىلروك/الا لعاععاء5 عطا ما ,ماوع تأصداا أكتصنا ص00 عط! ركاععصط طع ملعم لمع عصضماةا أمججز .6 


.(ولابدٌ لكلمة "بالطبع" في أي تأويل نظريء أن تومض بأضواء حمراء أمام القارئ المنتشي) .45 
أ) في الأصل» بشير هذا التعبير» "إنقاذ الظواهر" - وبالإنغليزية "1627017202م »86) علاه5” - إلى ما 
ارتبط بتاريخ الفلك منذ القرن الرابع ق م وحتى كوبرنيكوس في القرن السادس عشر م من وجود 
اتماهين رئيسين: الآول» رياضي. والثاني» طبيعي (فيزيائي). وقد بدأ الاتحاه الأول بفيثاغورث وتزعمه 











الهوامش . 


أفلاطون؛ الذي أطلق الدعوة الشهيرة "إنقاذ الظواهر". إلى أن وصل ذروته مع بطليموس. وتتلخص 
مقولة هذا الاتماه بتمثيل الكون تيلا رياضياء بوضع فرضيات رياضية وهندسية تفضي إلى الفهم 
والتنبؤ بالاحداث الظاهرة في الكون. وقد فرض هذا الاتماه هيئة للسماء رياضية بحتة, 2 يعترف 
بواقعية الوجود امحسوس إلا من جهة كونه وجوداً ناقصاً.وباختصار, كان إنقاذ الظواهر» معنى التنظير 
على نحو ينصف جميع أوجه الموضوع المدروس الظاهرية ولا يفرط في التبسيط؛ هو هدف البحث لدى 
هذا الاتجاه الذي يقول بإمكانية التعبير عن الحقيقة أو الوصول إليها انطلاقاً من فرضيات كثيرة غتلفة, 
ولا يبحث بالعلل أو الأسباب ولا بالماهية» فالموجودات من الأجرام السماوية هي جميعها نقاط رياضية. 
أما الاتماه الثاني فقد تزعمه أرسطو وبلغ ذروته مع كوبرنيكوسء وهو يقوم على إعطاء التمثيل 
الرياضي معنى فيزيائياً (طبيعياً). ولا يعتزف بشيء خارج الواقع الحسوسء فهو تحربي للخاية ويبحث 
في العلل والاسباب الكامنة وراء وجود الموجودات وماهية الموجودات, و لا يقبل فكرة الحقيقة اللازمة 
عن فروض كثيرة غغتلفة (ث د). : 
7 تلاحظ آيرا كيميلينين أنَّ هائر كوهن وكارلتون هايس. "الأبوان المؤسّسان" التوأمان للبحث الاكادبمي '. 
حول القومية؛ قد دافعا عن هذا التحديد التاريخي دفاعاً مقنعاً. واعتقادي أنّ النتائج ال توصلا إليها لم ١‏ 
تكن مل خلاف جدّي إلا لدى إيديولوجيين قوميين في بلدان محددة. وتلاحظ كيميلينين أيضًا أنّ كلمة . 
"القومية" لم تُستَخْدَم على نطاق واسع وعام قبل نهاية القرن التاسع عشر. فهي لا ترد. مثلاً. في كثير 
من معاجم القرن التاسع عشر الْعتَمَدَة. وإذا ما كان آدم عيث قد استحضرها مع ثروة "الامم"؛ فإنه 
م يَعْن بهذا الصطلح سوى "المجتمعات" أو "الدول”. انظر ",10 .مم ,نهذ أاهص2)0]! بمعصتة! عا ورم 
48-49 320 ,33". 
ب) عاشت الكاتبة الاميركية غرترود شتاين قسطأ من طفولتها في أوكلاند. في كاليفورنياء وحين مات ١‏ - 
أبويهاء تركتها لتعيش في مكان آخر عند أهل أمهاء ثم في فرنسا كما هو معروف. وحين زارت أوكلاند بعد ' 
فترة طويلة قالت جملتها الشهيرة: "مشكلة أوكلاند أنك حين تذهب إلى هناك لا بحد أيّ هناك هناك". 

.59 .م ,تقال 2ه مبالوعء:8 7156 .8 0 
9 "5 .م, و5121 200 كده3]1] ,دمولع/لا - 050]ء5 .01" حيث يقول: "كل مايمكن أن أتوفر على قوله هو 2١‏ 
أن الأمة توجد حين يعتبر عدد كبير من البشر في جماعةٍ ما أنهم يشكلون أُمَة أو يسلكون كما لو أنهم 
قد شكّلوها". ومكن أن نضع كلمة "يتخيّل" بدلا من كلمة "يعتبر". 
:2005 216 .892 .م ,1 ,وعان مسرم دع ع0 طز 2211029 عطنا ناو عه - أوع 0" بتنقطعظ أعصمط" .10 
[1اءة صة 1/101 بل دعنعةدكةتد دع! ,لإحدع اغطموظ - امود 12 غتأطياه ئزه؟ة أزهل 5لدجعصة5 معلامئأه الا0)' 
عمتعانه عضن 'ل عنالاعدم 9إ عتمياه] امعدكنام لين د5عءالتصة! عرتل ععصورط رع كهم 8 ب ا عاأءةاو © - 
لابد لكل مواطن فرنسي من أن يكون قد نسي سانت بارتليمي» ومذابح ميدي فى القرن ".'... عناوممم 


."الثالث عشر. لا يوجد في فرنسا عشر عائلات تستطيع أن تتم حخة دامعة عل أضلها الإفربحي 
.69 .م ,عقصقطن لصة غطعامط1 بعصلاء6 أدعمرع .11 


2) على سبيل المثال» فإنَّ هوبسباوم "يعاقبها" بالقول إن تعدادها في العام 1789 كان حوالي 400000 
من أصل إجمالي السكان البالخ 23000000. انظر كتابه "78 .م ,ممتانا[م/0ع1 04 ععةْ 16". ولكن هل 
كان من الممكن تخيّل هذه اللوحة الإحصائية للنبالة في ظل النظام القديم؟. 








211 


المجماعات المُتخيّلة . . . 


2) جذور ثقافية (ص 55 -72) 

1) كان لدى اليونانيين القدماء أضرحة للجنود. لكنها كانت أضرحة أفراد حددين ومعروفين حال هذا 

السبب أو ذاك دون استعادة جثثهم ودفنها على النحو المعتاد. وأنا أدين بهذه المعلومة إلى زميلن جوديت 

هيرين» المختصّة بالبيزنطيات. 

2) خذواء مثلاء هذه التعابير النحازية اللافتة: 1- "لم يخذلنا الخط الرمادي الطويل قط. ولو خذلناء لنهض 
مليون من الاشباح الذين يرتدون الزيتونيّ المغبر» والخاكي البي» والأزرق والرمادي» عن صلبانهم البيضء 
وهم يهدرون بتلك الكلمات السحرية: الواجب. الشرفء الوطن". 2- "لقد تشكل تقديريى [للجندي 
الاميركي] في ساح الوغى منذ سنوات كثيرة. كثيرة مضتء ولم يتغيّر قطّ. وقد اعتبرته آنذاك؛ كما أعتبره 
الآن» واحداً من أنبل الاشخاص في هذا العالم؛ فهو ليس من أرقى الشخصيات الحسكرية وحسبء بل 
من أنظفها معة [كذا] . . إنه ينتمي إلى التاريخ بضَرْبه أعظم أمثلة الوطنية الظافرة [كذا]. وينتمي إلى 
الاجيال المقبلة بتعليمها على مبادئ الحرية والانعتاق. وينتمي إلى الحاضر, إليناء بفضائله ومنجزاته". 
دوغلاس ماك آرثرء "الواجب, الشرف, الوطن". خطاب أمام الأكاديمية الحسكرية الاميركية» ويست 
بوينت» 12 أيار 1962» وقد نُْشِرَ في كتابه "357 0مة 354 .مم رككلوءم؟ 5010167 له". 

3 انظر "105 ,سابع لاعنا بوعل 'رمونادعن0) لهمم لكل عطا لمة تسكتمدلة' ,يدتطاعط دزعمس. 
9 .م ,(1977 معطماء0 - ,أءطروعامء5)". وفي سياق قيامي بالعمل الميداني في إندونيسيا ستينيات القرن 
العشرين لفت انتباهي ذلك الرفض المادئ الذي أبداه كثير من المسلمين حيال أفكار داروين. وقد فسَرتٌ 
هذا الرفض ف البداية على أنه عقلانية ظلامية متحجّرة. لكنئ رأيت فى ذلك لاحقا محاولة صادقة 
للاتساق: فمذهب التطور لا يتوافق مع تعاليم الإسلام. وما الذي نفعله عادية علمية تتقبّل شكلياً 
مكتشفات الفيزياء المتعلقة بالمادة» لكنها لا تبذل سوى أقل الجهد في الربط بين هذه المكتشفات والصراع 
الطبقيء أو الثورة» أو سوى ذلك. ألا تخفي الهوة بين البروتونات والبروليتاريا تصوراً ميتافيزيقياً عن 
الإنسان دون الاعتراف بذلك؟ ولكن انظر تلك النصوص المنعشة الن وضعها سيباستينو تيمبانارو فى 
" *225ة!!!ة/الا ممصز] لصه ,متاك ممتلبعءا عط" لنه سكتتواءء142 م0 ,منتمصدمطة؟]' مممتأامومء5 


9 ملااعا اع 1 عا علخ 'رععص الهطن أكتلةارعندك/ا 5و ممقصدمصة]" صا سعط 10 عمدمهموع؟ لبقاطع نمطا 
3-7 .مم ,(1978 عصسل - وهكلا) ". 


أ) كان الفيلسوف اليوناني هي راقليطس يرى أن ما من واقع مستمر ودائم سوى واقع التغيّر, فالاستمرار 
وهم أو خداع حواس (ث د). 

4) لطاما تحدّث الرئيس الراحل سوكارنو منتهى الصدق عن ال 350 عاماً من الاستعمار الذي رزحت 
تحته "إندونيسيا", مع أنْ مفهوم "إندونيسيا" ذاته هو من ابتداع القرن العشرين» ومعظم إندونيسيا 
القائمة اليوم لم يفتحه لهولنديون إلا بين 1850 و1910: ومن أبطال إندونيسيا القوميين البارزين 
الامير المجاوي ديبونيفورو الذي عاش أوائل القرن التاسع عشرء مع أنَّ مذكراته تبيّن أنه كان ينوي أن 
"يفتح جاوة". لا أن يحرّرها ويطرد "ال هولنديين". ومن الواضح تاماً أنه ليس لدى هذا الأمير أيّ مفهوم 
عن "الهولنديين" كجماعة. انظر " 05 1هللا غ76 ,.كلء ,مامتها .ةق صطول لمة هلمع8 .1 مدنا 
3 لقمة) 13 ,دتوعممله! ',(17787-1855) 70مع8ع076ممل1' رتقسن؟! صخ لط 158 .م يحتكك أكمء 5 أنا50 


3 .م ,(1972". وبالمثل؛ فإِنََ كمال أتاتورك أطلق على أحد مصارف دولته اسم البنك الحثي وعلى 
آخر اسم البنك السومري. انظر "259 .م ,58165 لقة 2/3)1095 ,دو5نوالا - دماء5 طعنالا". وهذان 








ألهواصش . 


المصرفان لا يزالان مزدهران إلى اليو وما من داع للشك في أنْ كثيرًا من الأتراك؛ لعل من بينهم 


أتاتورك نفسه: قد رأواء ويرون» في في المحثيين والسومريين أسلافاً لهم. وقبل أن نقهقه. ٠‏ علينا أن ناتذكر ا 


الملك آرثر والملكة بوديكاء وأن نمعن النظر في النجاح التجارى الذي حققته الأساطير ال كتبها تولكين 
[ومنها ثلاثية "سيد الخواتم". (ث د)]. 


5) من هنا تلك السكينة الن قبل بها أن يكون المفول والمانشو المتصينين أبناء السماء. 
.م ,1808-1826 ركصم نا اولاع] مدعلرع ترح - طختصدم5 عط بطعصنإا مطمل .6 


7] يبدو أنّ يونانية الكنيسة لم تَرْق إلى المكانة الب تمتلها لغة الحق. وأسباب هذا "الإخفاق" متحددة: لكن 
واحدا من العوامل الأساسية كان بلا شك حقيقة أنْ اليونانية بقيت كلاما شعبيا حيًا (بخلاف اللاتينية) في 
قَدْرٍ كبيرٍ من الإمبراطورية الشرقية. وأنا أدين بهذا التبصر إلى جوديت عر 

ب) من المعروف أن هاتين اللغتين هما لفتان عالميتان مصطنعتان حيث تشتق جميع كلمات الإسبرانتو 


من جذور مشتركة بين اللغات الأوروبية, تُكتب كما ثلفقظ: ٠»‏ وتتمير بقواعدها البسيطة النظامية؛ أمًا : 


الفولابك فتقوم على الإنغليزية (ث د). 
8) شغل نيكولاس بريكسبير منصب الحبر الأعظم بين 1154 و1159 وكان لقبه أدريان الرابع. 


9) يذكرنا مارك بلوخ بان "غالبية اللوردات وكقي ةا من البارونات الكبان [قالحضورالوسطى] كانوا إداريين. ١‏ 


عاجزين شخصيا عن قراءة تقرير أو فاتورة”". انظر "81 .م ,1 ,لإأعلء50 أقلبع© بطعماظ عأعدا/ة". 
0) لا يعن هذا أنْ الأميين لم يكونوا يقرأون. لكن ما كانوا يقرأونه لم يكن الكلمات بل العالم المرئي. 
"نادراً ما كان العالم المادي في أعين جميع أولئك القادرين على التأمّل أكثر من قناع » تحري خلفه الحوادث 


اهامة جميعاً؛ فلقد بدا هم هو أيضًا لغة قُصِدَ بها أن تعبّر من خلال العلامات عن واقع أعمق" . الصدر ١‏ 


السابق. ص 83. 
.282..م منتوع مالا بطعمطتعبية علط .11 
لاحظ أنّ الإنغيل لم يكن يُقرَأء وإن) .158-59.مم ,واه معندا8 02 داءننو عط ,ماهم معيهكغ .12 


.(كان يُقبّل ' 


2 ,وأو معندالط 07 واع0ة1 عط1 ,ملوط مععو84 .13 

ظهرت الرسائل الفارسية أول مرّة عام) .81.م ,5تعلاعنا صولوعء5 ,لاعتناودعامه8 عل ممعم .14 

1721(. 

7 .م رآ ,لجاعن50 أملنع ,تاعما8 علتوكلة .15 

.248-49 .مم بعاهه8 عط 01 عصتصه© عط] ,مامدلا مدعل - معتل لمة ععبطعآ معاعباآ .16 

331-12 .ممء.لتط[ .19 0 .م,.للط1 .18 مم ,.لنط1 .17 

ونلصة؟" نامدن لاالوعتضمأكتط له أ5عء72700 20:2 5ل أعمعء لهملوتره عط .332-33 .مم ,.لتط! .20 

2ع كباام 15نا0زنا0! 01)100م50م عقنا أع ,)ا لاع 5ع88]لاناه "0 250105 3ع كمأممر عل عأللة مه*٠‏ نان 

نال ممأعةممكهئا ".عممعنط و اأععتمم عد ععلانا بال كتعمصرم عا رعأهم مهم عنومةا مع كعاءرء) عل 

6 .م رعالاانا 

0 لاحظ لامك في تسمية يه المكام لي تتوافق مع هذا التحوّل. فأولاد الدارس يتذكرون د 0 

الذين كل 0 منهم نظريا بأهليّة الرئاسة. يعمل بجموع الأسعاء الأول و على 50 غير 
كافية كمحتّدات كيزة. أمًا في أنظمة الحكم الملكية» حيث يكون الاسم وقفاً على كنية واحدة. فَإنّ الا 


الأول بالضرورة. مع أرقام» أو ألقاب. هو الذي يوفر ضروب التمييز المطلوبة. 


إن 
20-7 
فوا 


الجماعات المُتخيّلة . . 


2) يمكن أن نشير هنا بسرعة إلى أنَّ نايرن مق اما في وصفه مرسوم الاتحاد بين إنغلتزا واسكتلندا 1707 
بأنه "صفقة أشراف", ععنى أن مهندسي الاتحاد كانوا سياسيين أرستقراطيين. انظر "منا-كلهعر8 عط 
1367 .مم ,لأهال:8 017". غير أنه من الصعب أن نتخيّل مثل هذه الصفقة ثُيْرّم بين أرستقراطين 


جمهوريتين. فمن المؤكد أن تصوّر نملكة متحدة كان العنصر الوسيط الاسم الذى جعل الصفقة ممكنة. 
4 .م ,لاع ممصملا عتناطوطوط عط 1ه هلاب أه2155آ ع1 ,أدمؤل بدء05 .23 


4) هذا واضح أشدّ الوضوح في أسيا ما قبل الحديثة. لكن المبدأ ذاته كان فاعلاً في أوروبا المسيحية أحادية 
الزواج. وفى العام 1910» نشر شخصٌ يُدعى أوتو فورست ما أسماه لوحة سلالة صاحب السمو السيد 
النبيل فرنتس فردنند. وضمَّنه قائمة مؤلفة من 2047 من أسلاف الأرشيدوق الذين ينبغي اغتياهم في 
الخال. وكان من بين هؤلاء 1486 الماني» 124 فرنسيء 196 إيطالي» 89 إسباني» 52 بولندي. 47 داغاركي» 
0 إنغليزي /إنغليزية» فضلاً عن أربع جنسيات أخرى. وهذه "الوثيقة العجيبة" أوردها المصدر السابق» 
ص 136. ولا بي يسع إلا أن أورد ردّة فعل فرائز جوزيف المدهشة على أنباء مقتل ولي عهده غريب 
الأطوار: "على هذا النحو استعادت قوةٌ عظمى ذلك النظام الذي لم أتمكن لسوء الحظ من الحفاظ عليه" 
(الصدر السابق. ص 125). 
5) يؤكد غلنر على ما اتسمت به السلالات من صفة أجنبية غطية:؛ لكنه يفسّر هذه الظاهرة تفسيراً 
بالغ الضيق: تفضيل الارستقراطيين امحليين للملك الغريب لأنه لن ينحاز لطرف في نزاعاتهم الداخلية. 
أنظر "136 .م ,عقصقط© لصة أطعنامط1". 

.398-09 لمة 390 .مم ,كعم نط3 تشقط؟ 05 وعن] بطعه81 عنول/3 .26 


ج) "ت تينو" لفظة يابانية تشير إلى الإمبراطور هناك؛ و"ابن السماء" إمبراطور الصين (ث د) 
طم 1910 -1868 5111 مز لإأعاع50 لقة الع م609 ,امعتتائكا عط ع نوع 3 أع70 .27 
0 .م1974 اأعصره© ,وزوعط) 
-1910) آلا وتصقظا 1ه مواعظ. عط مأ هلهم ادام تصلخ مضق خمع مرصيء؟601 تفط" ,عمعع 06 معطامع)5 .28 
92 .م ,1971 مملدما 2ه لزاأومع اأصلا ,وتوعط ططط ',(1925 


9) كان أكثر من 1000 من ضباط اليش البروسي البالغ تعدادهم 8000-7000 ضابط في عام 1806 
من الأجانب. "لقد فاق عدد البروسيين من الطبقة الوسطى فى جيشهم ذاته؛ وهذا ما يضفي مسحة 
من الصدق على القول إِنْ بروسيا لم تكن دولة لها جيش. بل جيش له دولة". وفي العام 1798, طالب 
الإصلاحيون البروسيون ب"تخفيض عدد الأجانب إلى النصف. وكان هؤلاء لا يزالون يشكلون 9050 من 
العساكر الأنفار....". انظر " 85 لمج 64 .مم رسكاعة!811!1 01 لماوزلا ى رمادلا لعطاهم". 

د) اللباس الحديث (07655 2700613) فى هذا السياق» مصطلح يُستخدم فى المسرح والسينما ليشير إلى 
تقديم مسرحيات من الماضي على نو يتم فيه تحديث الخلفيّة ال تحري فيها الاحداث كما لو أنها الوقت 
الراهن أو وقت قريب على الاقل» مع ترك النص من دون تغيير إلى هذا الحد أو ذاك (ث د). 

0) بالنسبة لناء فكرة "اللباس الحديث"؛ ال تكافئ الماضي استعارياً مع الخاضرء هي إقرار مُبَطّن 
بانفصاهما القاتل. 





.54-66 .مم ,1 ولإأعل50 لولنع ,تاعماظ عايهل/ة . 31 
2) "7.64 ,وأدعط 8 ,تاعدطمعناى طولء". قارن وصف القديس أغسطين للعهد القديم بأنه "ظل 
المستقبل". ععنى أنّ المستقبل يلقيه خلفه؛ "90 .م ,1 ,لزاعاءه5 لودع بطعها8 عأعواا متلوعا0". 
5 .م ,178105لطندا!!! ممتصة زمعظ8 مع ناولا .33 








214 


الموامش . 


4) المصدر السابقء ص 263. هذه الفكرة عميقة التوضّع إلى أبحد حدّ» ويمكن القول إِنّ ما من تصوّر 
حديث أساسي إلا ويقوم على تصوّر لل "فى الوقت ذاته". 
5) مع أن "دوعنو عل مووعمملمم" [أميرة كليفء لمدام دو لافايت] كانت قد ظهرت عام 1678. إلا أنّ 
حقبة ريتشاردسون وديفو وفيلدنغ هي أوائل القرن ا عشر. وتعود الصحيفة الحديثة فى أصوها 
إلى المجرائد الرعية ا هولندية في أواخر القرن السابع عشر؛ لكن الصحيفة لم تَفْدُ صنفا عاماً من المادة 
الملطبوعة إلا بعد العام 1700. انظر " 01 78أددم) ع1" ممتمدا/ة ضوعل - أمرعا]ط! لمة عوباطعظ ومعءأعبايا 
7 .م امه عا" 
6) بل إنَّ قدرة الحبكة على إثارة الاهتمام قد تتوقف في الأزمنة 1. واكء و !]!! على أنَّ (أ)؛ و(ب)» و(ج)» 
و(د) لا يعلم واحدهم ما يوشك الآخرون على فعله. 
7) تعدذد الأصوات هذا هو ما يفرّق الرواية الحديثة ذلك التفريق الاسم حتى عن أعمال جِدُ لامعة 
كانت عثابة طليعة لها مثل عمل بترونيوس ساتيركون. فسرد هذا العمل الأخير يتتابع مثلما يتتابع اجنود 
في صف أو طابور. فإذا ما كان إنكولبيوس يندب خيانة حبيبته الفتيّة» لا يرينا الكاتب غيتو في الفراش 
مع أسكيلتوس في الوقت ذاته. ْ 
8) من المفيد في هذا السياق» أن نقارن أيّ رواية تاريخية مع وثائق أو سرديات تعود إلى الفترة الن تتناوها ٠‏ 
الرواية. 
9) لا شيء يُظْهِرُ انفماس الرواية في زمن متجانسء فارغ بأفضل مما يظهره غياب سلاسل الانساب . 
التمهيدية» الن غالباً ما تصعد إلى أصل الإنسان» والن هي سمة مميزة في كتب التاريخ القدة» والسّيّر 2 
البطولية» والكتب المقدسة. ١‏ 
0) كتب ريزال هذه الرواية بلغة امُسْتَعْمِر (الإسبانية). ال كانت آنئذٍ اللغة المشتركة لنُحَبِ أوراسية 7 
وحلية متعددة الإثنيات. وإلى جانب الرواية ظهرت أيضا لأول مرة صحافة "قومية' لين بالإسبانية ١‏ 
وحسب بل بلفات "إثنية" أيضا مثل التاغالوغ والإلوكانو. انظر " ممعلهل/1 عط" روعطولا إلا هلأوممع]. ١‏ 
1 ولع 84 34026 رآ لتقصعظ8 - عولط مز ,287-302 .مم 'روعماممتاتطط عط )0 عتلطورم انآ 


غ25 - لباك بال عزمخ'! عل 21565:مم لانع © 5ع لاله ناآ ,(كلء)". 
41 "1.84 .م 1975 بهأعهادنة] عل لدمماعول! مألفتادم! :داتمدالة) عععومه]” عأ أأدلظ راقعنع غومل ١‏ 


1100 ” وعندما نُشْنَ كتاب الجماعات المتخَيّلة أول مرّة: لم أكن أعرف الإسبانية» فكنت مضطراً 
للاعتماد على ترجمة ليون ماريا غوريرو الفاسدة. ١‏ 
2) لاحظواء مثلاء تحوّل ريزال الحاذق, في المجملة ذاتهاء من الماضي في "خَلقهُم" (ؤه) إلى المضارع الذي ١‏ ْ 
يضمّنا معا كلنا في "يتضاعفون" (معذامأ]أنن). : 
3) كانت شهرة الكاتب الآنية» ولاتزال» الوجه الآخر لغفليّة القرّاء وخول ذكرهم. وسوف نرى أنْ لثنائية 
فول الذكر/ الشهرة كلّ العلاقة بانتشار رأسمالية الطباعة. ومنذ العام 1593 قام دومينيكانيون نشطاء 
بنشر ال ههدأئوامط0 ددماء90 فى مانيلا. غير أنّ الطباعة بقيت قروناً بحد ذلك تحت السيطرة الدينية 
المحكمة. وم تبدأ بالتحرر من هذه السيطرة إلا في ستينيات القرن التسع عشر. انظر " 100م6/امعز8 


بأل تلم ماع لاء10 كأ ما كععمعر امآ لضع رمغتلهء]” ,1570-1898 بماعه2 ع128210 ,ورعطتتناا ..آ 
3 ممم" 


ه) نسبة إلى ميشيل فوكو (ث د) 
.0 .م ..لأط1 .45 .م..ل151 .44 


215 


الجماعات المتخيّلة . 


6) هذه التقنية تشيه تقنية هوميروس» الن سبق لازرباخ أن ناقشها باستفاضة في كتابه "وزوعم1/1" 
امحاكاة. الفصل الاولء ("ندبة أوديسيوس"). 
(2121131112أم عمقتمقطاى تمقاهد' .47 
مقطناللدءكأع ةط ,أأمنا! ,ا ب1508ةك03 118 
/1113121م 212118 كلك ,[ ,230 لقأناع8 12 260118 
"102/308 11أ8 35م 205 113130101 ,أ ,0لإ1 53 
"وداعاً يا ألبانياء يا ملكة 
الشرّء والقسوة؛ والوحشية؛ والمخداعء 
لكنه لا ين يندب القدر الذي حل بك". 
لقدفْسَر بعضهم هذه المقطوعة الشهيرة على أتها تعبير موه عن الوطنية الفليبينية» لكن لومبيرا يبيّن 
2 بصورة مَقْئْعَةِ أن مثل هذا التفسير ينطوي على مفارقة تاريخية. انظر ",3اءطصناآ .ا هلدع نتمروز8 
125 .م ,صاعوط وواهعة1". 
4 .م ,عالق وعائنا ممعامع سم - اكتموم5 10 لامتاعبلم امآ رخ رمعصةط مدعل .48 
.35-6 .مم ,.لأط1 .49 
د) البيكاريسك, 16ا01035650» أعمال سردية عن مفامرات وجولات الشحاذين والعيارين. 
50) حركة البطل المتوحّد هذه عبر لوحة اجتماعية صلبة هي أمر غطي في كثير من الروايات الباكرة 
الكولونيالية والمناهضة للكولونيالية (ث د). 
1) بعد فترة وجيزة وخاطفة من عمله في الصحافة الراديكالية» اعتقلت السلطات الكولونيالية 
الهولندية ماركو في بوفن ديفولء وهو واحد من أوائل معسكرات التجميع في العالم» أقيم في عمق منطقة 
المستنقعات غربيَ غينيا الجديدة. وهنالك توفي عام 1932: بعد ستّة أعوام من الاحتجاز. انظر " أمم»1] 
.م 'رعناوتاتا50 ورملغوعنتانا ينه (1890-1932 .ع) ممدمعكلنلمضصد] مععدالا 1/25 لما - ختعطسفطت 
0 51 - لندى نال عذمخ] عل دع طنه مم لع رم وعتلائة 16 1.] دآ ,208". ومكن أن بحد عرضا لامعا ومسهباً لمسيرة 
: ماركو فى " ,1912-1926 ,9008[ مل تاكتلهء:120 عواأنامه :موه8 مل عوة صخ متطاكتهءتط5 تطممكلة1 
8 لمة 2-5 وعاممطء". 
مومعل لتقا معموالا مدالا نزط وعاعه)5 أتمطك5 صوزوعمهلت1! لإأعد عععط1 ,لقصدع) أاعاء11 أنوط .52 
.7 (1890-1932.ع) 


53) فى العام 1924 نشر صديق مُقَرّب من ماركو وحليف سياسي له روايةٌ بعنوان ه6ذل»/1 دوه 
[الإحساس بالحرية/إحساس الحرية]. ويكتب شامبر-لوا عن بطل هذه الرواية (الن تُنْسَب إلى ماركو 
خطا) أنه "ليس لديه أدنى فكرة عن معنى كلمة "اشتزاكية": لكنه على الرغم من ذلك يحسّ بضيق 
شديد من النظام الاجتماعي الذي يحيط به ويشعر بحاجة لتوسيع أفاقه عبر وسيلتين اثنتين: السفر 
والقراءة". انظر»ء والتشديد من عندي "208 .م ',وععة/! كدل/ة' ,نأم] - أرعط مهط0 أروء]1". لقد انتقل 
الببغاء المتشؤق إلى جاوة والقرن العمشرين١٠‏ _ 

4) قراءة الصحيفة أشبه بقراءة رواية كف كاتبها عن أيّ تفكير بحبكة متماسكة. 

5) انظر "186 .م عأه0] عط كه عصتصه0 عط1 ممتمهالا موعل - تمع لمة عمبرطءعظ معزعبرا". وقد 
كان ذلك فيما لا يقل عن 35000 طبعة أَنْتجَت فيما لا يقل عن 236 بلدة. ومنذ 1480» تواجدت المطابع 
في أكثر من 110 بلدات, كان من بينها 50 فيما يسمى اليوم إيطالياء و30 في المانيا و9 في فرنساء و8 في 


216 


الهوامش . . . 


كلّ من هولندا وإسبانياء و5 في كلّ من بلجيكا وسويسراء و4 في إنغلتزاء و2 في بوهيمياء و1 في بولندا. 
"يمكن القول إِنّْ الكتاب المطبوع كان بحل فائدة عامة في أوروبا منذ ذلك التاريخ". 

6) المصدر السابق» ص 262. ويعلق الكاتبان بالقول إِنْ الكتب كانت متوفرة بحلول القرن السادس عشر 
لكل من يستطيع القراءة. 

7 في أوائل القرن السادس عشرء كانت دار بلانتين الضخمة للنشر فى أنتويرب تدير 24 مطبعة ويعمل 

في كل ورشة من ورشاتها أكثر من 100 عامل. المصدر السابق. ص 125. 

8) هذا الأمر يبدو واضحا وراسخاً وسط غرائب كتاب مارشال ماكلوهان بحرّة غوتنبرغ. انظر " لدطادمهل/ة - 
5 مم ,لإكنة |02 ونعطقع نان رمقطباءاء84". وعمكن أن نضيف أنه إذا ما كان سوق الكتاب قزماً بالقياس 0 
إلى أسواق السلع الأخرى. إلا أنّ دوره الاستراتيجي فى نشر الأفكار جعله ذا أهمية أساسية في تطور أوروبا ‏ / 
الحديثة. ْ 
9) المبدأ هنا أكثر أهمية من المقدار. فحتى القرن التاسع عشرء كانت الطبعات لا تزال صغيرة نسبياً. فلم 
تتجاوز الطبعة الأولى من ترجمة لوثر للكتاب المقدّس 4000 نسخةء مع أنه راج ذلك الرواج الاستثنائي. 2 
أما الطبعة الأولى الضخمة وغير المألوفة من موسوعة ديدرو فلم تتجاوز 4250 نسخة. وكان المعدل في 72 
القرن الثامن عشر أقل من 2000. انظر " 0052108) ع1 ,متامدل/ة موعل - مدعل لمج عربلطء] معزعناا 0 
218-0 .مم عاهه8 06 غ0". لكن الكتاب كان مميزاً على الدوام عن السلع المعمرة الأخرى بسوقه 72 
امحدود. فكل من بلك امال يمكنه أن يشتري سيارات تشيكية؛ لكن القرّاء التشيكيين وحدهم من يشترون ١‏ 
كتبا باللغة التشيكية. وسف نعرض أدناه لأهمية هذا التمييز. 

0) بل إن الناشر ألدوس من البندقية كان رائد "طبعة الجيب" ال يسهل حملها ونقلها منذ أواخر القرن 
الخامس عشر. 

61) كما يبيّن مثال "111200 ع0230ه5". فإنّ هذين النوعين الأكثر رواجاً اعتادا أن يكونا أوثق صلة ما 
هما عليه الآن. ولقد نشر ديكنر أيضا رواياته الشعبية مسلسلة في صحف شعبية. 0 
2) "شجّعت المواد المطبوعة على الالتزام الصامت بقضايا لا مكن قصر موقع دعاتها على أيّ موضع ‏ 
حدد ويخاطبون من بعيد جمهور ا غير مرئيّ". انظر "وعالااءءز000) 50206" ,معتاكمءواظ ..آ طاءعط 1122 


رلال0ؤ5 لآ صعله84 01 لقمعناهل ,أاعبامط1 لصة اعزعه5 ممعاوعل88 نه عمتتماءط 01 أعومص][ عط أنامطج 
2 .مم ,(1968 طععهص) 1 :40" 


3) يلاحظ نايرن» وهو يكتب عن الحلاقة بين الفوضى المادية في بجتمع الطبقة الوسطى ونظام الدولة 
السياسي احرّد. أن آلية التمثيل حولت التفاوت الطبقي الفعلي إلى مذهب المساواة الحرّد بين مواطنين. 
وحؤّلت الأنانية الفردية إلى إرادة جمعيّة مُنْرّهة عمًا هو شخصيء وحوّلت ما كان يمكن أن يكون من دونها .:١‏ 
حالة من الفوضى إلى شرعية جديدة للدولة". انظر "24.م ,#تقا8 07 منا- لم8 156.". وهذا لاشك © 
فيه. لكن آلية التمثيل (الانتخابات؟) هي عثابة عيد نادر ومتنقّل. واعتقادي أن أفضل مكان نلتمس فيه 
ولادة الإرادة المنّرّهة عمًا هو شخصي هو تلك الضروب المنتظمة اليومية من تخيّل الحياة. 











3) أصول الوعي القومي زص 80-73) 
1) كان عدد سكان أوروبا حيث كانت الطباعة معروفة حوالي 100000000. انظر " 0صة »تآ 


217 


الجماعات المتخيّلة . 


248-49 .مم عاهمه80 عطا أه عقتمرهن) ع1 رمنموكلة”. 


2) هن الأمور ذات الدلالة أن رحلات ماركو بولو بقيت ججهولة عموماً حتى طباعتها أول مرّ رّة عام 9. 
انظر "ذال .م رواء90ة5آ ,10أ80". 















.6 .م رقع للأع»ء [00© علزه5 بمأعأكمعواظ مز 0م0001 .3 
4) "4. 122 .م عإدوظ عط أه وصتد:ه0 عط1' ,رمنمول8 نمه عرباء". غير أنّ النص الفرنسي الأصلي 
يكتفي بالكلام على "70201815 5ه1 دلاووعل-:9م" [تخطي المحدود]. انظر "184 .م ,100 1أعقم مرق ن[". 
5) المصدر السابق. ص 187. النص الأصلي يتحدث عن رأعاليين "559215ألام" [قادرين أو فاعلين] 
وليس أثرياء. انظر: 281 .م ,1100 قمصى نآ. 
6) "ولذلك كان إدخال الطباعة من هذه الناحية مرحلة على الطريق الموصل إلى بحتمعنا المحالي» 
بحتمع الاستهلاك الجماهيري والتنميط". المصدر السابق» ص 260-259. (النص الأصلي يقول: "6منا 
01210 مهدا عل اء ع51355 ع0 1122]150 الا "2 ورعا كان من الأفضل ترجمتها على النحو: "المحضارة 
الجماهيرية» النمطية". 394 ,1)100:ةمم فرآ. 
.291-05 .م ,.1510 .9 .289-90 .م ,.10أط1 .8 5 .م ,وأط] .7 
0) لم يكن يفصل هذا سوى خطوة واحدة عما عرفته فرنسا القرن السابع عشرء حين كان بمقدور 
' كورني وموليير ولا فونتين أن يبيعوا غخطوطات تراجيدياتهم وكوميدياتهم مباشرة للناشرينء الذين كانوا 
يشترونها بوصفها استثماراً متازاً نظرأ لسمعة مؤلفيها في السوق. المصدر السابق» ص 161. 
.310-15 .م ,.لتط! .11 
.م ,]ا جاعاء50 أقلناع] بطعها8 28-29 .مم ,5125 0ه كم5 3ل رممئنو/8ا - مماء5 .12 
13) لا ينبغي أن نتصوّر أنّ توحيد اللخة امحلية الإدارية قد تحقق مباشرة أو بصورة كاملة. فمن غير امحتمل 
أن تكون منطقة غوين [الواقعة جنوب غرب فرنسا] ال حُكِمَت من قبل لندن قد أديرت قط بالإنغليزية 


الباكرة في الدرجة الأولى. 
.8 .م ,1[ ,لإأعاء50 لهلبع2 ,طعماق8 .14 
م ,.لأط! .16 ,48 .م روة5121 3210 3205ل بموكتةكل]آ - ررمنء5 .15 


17)ثمة إثبات لهذا الأمر ممُتَفْق عليه قدّمه فرانسوا الأول» الذي حظرء كما رأيناء طباعة أيّ كتاب في العام 
5 وجعل الفرنسية لفة بلاطه بعد ذلك بأربعة أعوام!. 

8) ليس هذا ب "الحدث" الآول من نوعه. ويلاحظ فيفر ومارتن أنه على الرغم من وجود برجوازية 
واضحة للعيان في أوروبا أواخر القرن الثالث عشرء فإنَّ الورق لم يكن موضع استخدام عام قبل نهاية 
القرن الرابع عشر. ووحده سطح الورق المستويى والصقيل ما جعل الاستنساخ الآلي للنصوص و الصور 
. ممكناء الامر الذي لم يحصل إلا بعد مس وسبعين سنة أخرى. لكن الورق لم يكن اختاعاً أوروبيا. بل جاء 
من تاريخ آخر هو تاريخ الصين عبر العالمى الإسلامي. انظر " 01 م000 عط1 رمتعدكلة ممه ملاع 
5 لصة ,23 ,و22 .مم بكأهوه8 عطا". 

9) لا نزال نفتقد إلى الشركات متعددة الجنسية العملاقة في عالم النشر. 

0) كن للقارئ أن يد تناولاً مفيداً هذا الأمر في "رهمناماء2 06 وعدملا لعلمب!! عن" رومعطماه51 .1 .5 
5 166م3اه".فلفظ العلامة اعناه على نحو غتلف فى الكلمات طعنامطالة. واناهط؛ وطعناى وطعيام. 
وطعدامءء1ل» يبين كلاً من تنوع اللهجات الذي انبئقت منه تهجتة الإنغليزية السائدة الآأن» والخاصية 





218 


الهوامش . 


الرمزية أو الصَوّرية للناتج النهاني. 

1) أقول "ما من شيء عَمِل . . بالقذر الذي عملته الرأعالية" بناءًَ على مشورة ونْضح. فكل من 

ستينبرغ وإيزنشتين يكادان يؤفان "الطباعة" كطباعة بوصفها عبقري التاريخ الحديث. أمَا فيفر ومارتن 

فلا ينسيان قط أن خلف الطباعة يقف من يطبعون وشركات النشر. ومن الجدير ذكره في هذا السياق 

أنه على الرغم من اختراع الطباعة في الصين أولاء رعا قبل 500 عام من ظهورها في أوروباء لم يكن ها 

هناك أي تأثير كبير» ناهيك عن الثوري: وذلك على وجه الدقة بسبب غياب الرأعالية. 

711 ناش :477 .م ,0 ممم كا 01 .319 .م لم80 عط 1ه عتنتحوه0 عط 1 ممتمقكلة لجره عربرحاء 1 .22 
.و56 ]ا لماكاك 015ا3110م ناعم اتنا أمء22[155هممة3 22100215 كعناقصطة! دع]1 ,عان516 


23) أنظر "108 .م ,تنكأله13100 01 ععة ع1 رمطم»ا كمة1]". لحل من الإنضاف أن نضيف أنّ أتاتورك 
كان يأمل أيضًا أن يربط القومية التركية بحضارة أوروبا الغربية الحديثة, ال تكتب بال روف اللاتينية. 
7 .م ,513165 320 361005ل! يتمكثة/(آا - مماء5 .24 .24 


4) رواد كريوليون (ص 92-81) 0 
1) الكريول (0210110) هو شخص من أصل أوروبي نقي (نظريا على الأقل) لكنه مولود فى البلدان 
الأميركية (وبتوسيع لاحق, في أي مكان خارج أوروبا). 
7 .م رقة80[1 مفطاك ,عسباكه84 لنقطيع0 .3 .م ,متفاتمظ 8ه مسلوعء,8 ع1 .2 
4) انظر "استحكدم ممه 14-17 .مم ,100)نااه9ع] ممع امع درط - اختصوم5 ع1 ,اعميا". كان هذا ناجماً 
عن أنّ الوظائف التجارية والإدارية الأشدّ أهمية كانت إلى حدٌ بعيد حكراً على الإسبانيين المولودين في 
إسبانياء في حين كانت ملكية الأرض متاحة قاماً للكريول. 
5) ثمة تشابه واضح على هذا الصعيد مع قومية البوير بعد ذلك بقرن. 
6) لعله من اللافت أن توباك أمارو لم يتنضّل اما من التحالف مع ملك إسبانيا. فثورته وأتباعه (الهنود في 2 
معظمهم. إغا مع بعض البيض والمهجنين) كانت على النظام فى ليما. انظر "515200 رعتناكة14 لمقنارء6© ١‏ 
4 .م ,مةتأاه80". 0 
.م ,51815 320 كم310 ,مه8615آ - زرماء5 .7 ٠‏ 
.24 .م .1010 .9 192 .م رامل أن 127/0 تنوء زرع مق - طكتصهم 5 عط1' باعويز! .8 
أكلاعلاق ,80013 0 برعتع] عإرولا بجعلا عطآ 'بممدعع لعل غه مدع لز ع1" ,ممعءهك؟ .د لعهةبىلظ .10 
.2 .م ,17,1978 : 
,0]101اأ0/ا1 قلق معطم - طكتموم5 ع1 مطعمها :207 .م مقاكام8 ممجسزد ,عسعهكا لندلايع0 .11 <١‏ 
7 .ام 1 
2) ليس من دون بعض الالتواء والالتفاق. فقد حرّر عبيده بعد فنرة وجيزة من إعلان استقلال فنزويلا 
عام 1810. وحين فرّ إلى هايين في العام 1816 ؛ حصل على دعم عسكري من الرئيس الكسندر بتيون 
لقاء وعد بوضع حد للعبودية في كل المناطق الحرّرة. وقد تم الوفاء بهذا الوعد في كاراكاس عام 21818 غير 
أنه ينبخي أن نتذكر أن النجاحات الي حققتها إسبانيا في فنزويلا بين 2514 6 كانت تعود جرنياً إلى 
تحريرها العبيد الموالين لها. وحين أصبح بوليفار رئيس غران كولومبيا (فنزويلا ونيوغرانادا والإكوادور) 
في العام 1821: طلب من الكونفرس إصدار قانون يحرر أبناء العبيد وحصل على ذلك. "لم يطلب من 
الكونغرس إلغاء العبودية لأنه لم يكن يريد إثارة استياء كبار الملاك". انظر " 51176015 رععناكد/ة لعدداءء © 


09 


اللجماعات المتخيّلة . 


200388 ,329 ,206-207 ,125 .م رنهلاه8". 
0 6 ,م ,101لا أ0لاع] مدع لقع مك - طمتمدم5 عط1' رطعملا .14 
4) ممة مفارقة تاريخية هنا. ففي القرن الثامن عشر كان الصطلح المتعارف عليه لا يزال كها كقهمو8 
[الإسبان]» وليس 550828 [إسبانيا]. انظر "53 ,م ر5ة]51:2 200 5م3)10ل8 يممئنو8ا - رماع 5" . 
5]) كانت عدوانية المتروبول الجديدة هذه نتاجاً لمذاهب التنوير من ناحية, والمشاكل المالية المزمنة من 
ناحية أخرىء والمترب مع إنغلتزاء بعد العام 1779: من ناحية ثالثة. انظر "طقتصدم5 186 ,طعمنزياآ 
4-17 رم مضه أكناأولاع2] مسدعامعع صرح " . 
6) المصدر السابق. ص 301. خُصّصّت أربعة ملايين للإنفاق على الإدارة في أجزاء أخرى من أميركا 
الإسبانية» في حين كانت ستة ملايين عبارة عن ربح صاف. 
1 .7 .م ,.للط1 .17 

8) استعار دستور الجمهورية الفنزويلية الأولى (1811) فى مواضع كثيرة تلك الاستعارة الحرفية من 
. دستور الولايات المتحدة الأميركية. انظر "131 ,م ,80119735 مفصاك رععنامد/8 لمقطرعن". 
9) يمكن أن نحد تحليلاً ممتازا ومُفضّلاً للأسباب البنيوية ال تقف وراء الاستثنائية البرازيلية في " 056ل 
لصمناصعن) - طاخصعع إعص ناح 1ه عمهن عط1 توملل لن8 عنهاك لصه دعتتاط أمعغنامه' رمطلدبمع"0) عل ماكح 
378-9 .مم ,(1982) 24:3 ,نصماوناط همه بأعزءعه5 مذ دعللرة5 عستا دمدسه0 'رانعه8". ومن بين 
العوامل الاكثر أهمية كان ثمّة عاملان: ( (1) الفوارق على صعيد التعليم. ففي حين كان هناك "ثلاث 
وعشرون جامعة منتشرة فيما سيغدو لاحقا تلاثئة عشر بلدا غتلفا" فى البلدان الأميركية الإسبانية, 
"كانت البرتغال ترفض ذلك الرفض المنهجي إقامة أي مؤسسة للتعليم العالي في مستعمراتهاء ما عدا 
كليات اللاهوت". ولم يكن من الممكن تحصيل التعليم العالي إلا في جامعة كوعبراء وليس في البلد الام وإلى 
هناكء في البلد الام؛ كان أبناء الصفوة الكريولية يذهبون. لتدرس غالبيتهم الساحقة في كلية الحقوق. 
(2) الفوارق على صعيد الفرص الوظيفية المتاحة أمام الكريول. حيث يلاحظ دي كارفاهو أنَّ "إقصاء 
الإسبان المولودين في أميركا عن المناصب العليا في الجانب الإسباني [كذا] كان أكبر بكثير". وانظر أيضًا " 
كقامطء ذلا مذ 2 ععأممطء ',اأعدء8 مذ لإاتتمعل1 لهنمواه© 2 2ه ومتتهصمه28 عط!" ,عام خطء5 .8 نوناك 
1500-0 ,للعملما عتتمقائة عط ,ما باتامعل1 لقتمماه© ,كلع ,معلعد2 لإممطامةى امه تتممدك" 
. حيث يلاحظ بصورة عابرة (ص38) أنه "لم تَدُر في البرازيل أية مطبعة خلال القرون الثلاثة الأولى من 
الحقبة الكولونيالية". 
0) وهذا ما يصح إلى حد بعيد على موقف لندن من المستعمرات الثلاث عشرة. وعلى إيديولوجيا ثورة 
العام 1776. 

.98-99 .جزم ,80111931 ,عتنامدآ/! .01 :208 .م ,1013 أناأملاع 1 للقعارع دوك - لاوتموم؟ عط] بطعمها .21 


8 .م ,800731 ,ع:1لا1135 .22 
.25-6 .مم مق10]ناأملاع؟] ضوع ارعممم - اكتموم5 عط بطعمنها .32 


0 4) انظر "19 .م ,801101 ,عتلاكة1/1". لم تكن هذه الإجراءات مفروضة إلا جزئياً بالطيع؛ وكان قَدْرٌ 
كبير من التهريب جارياً على الدوام. 

٠‏ أ) عبارة لاتينية معناها الحرق "كما تملك"؛ ويقضي هذا المبدأ الذي هو أحد مبادئ القانون الدولي بان تبقى 

منطقة ما أو سواها من الممتلكات بيد مالكها في نهاية النراع» ما لم يُنَضَ على غير ذلك في معاهدة (ث د). 

.6 .م .1510 .25 





م 


الهوامش . 


#عأمقطء عط لاالواععميع ,رادلا باطتمعل81 01 5أععمقة ,وام طصلاذ 01 اوعنم عط1 كلط ءء5 .26 0 


ع أمتامك 2056 بتعلة! و عوط '.ععددمدط عل 11165 مز لماععط أقهمتصسات] عط]” بجعء ساعظ لمه اجرزواعم8' 
ولإأعأع50 مقصناة!؟ ها لمائعة عتأمططاك ,وتمطمواء8/1ة لصة ,كلاعاط ,كدممدءنآ خلط عه5 ,ممتكوءمطداء 
017 3110 ركملعقة11! ,وعع53553) 6 لمة (وعووعع20 506131 35 ك5ععة لامع الط') 5 ععأمقطء 
0011111135 01 واأمطمطتز5 كنامأعناء ]1 

64 .م ,آ اعلع50 أحلباء! ,طعوا8 .27 


8) غة تشابهات واضحة هنا مع الأدوار الموازية ال تلعبها الأنتلجنسيا ثنائية اللغة والعمال والفلاحون 


الأميون عموماً في تكوين حركات قومية معينة, قبل اخراع المذياع. فهذا الاخير» الذي ل يمر قبل العام 0 


٠ 1505‏ مكن من تحاوز الطباعة ومن إيجاد مثيل معن للجماعة المتخيّلة غحزقاً مناطق نادراً ما تستطيع 


الورقة المطبوعة أن تخترقها. لكن الدور الذي لعبه المنياع في الثورة الفيتنامية والثورة الإندونيسية: وفي -١‏ 


قوميات منتصف القرن العشرين عموماء لم يُقدّر حق قذْرهِ ولم يُدْرس على النحو الوافي. 


9) لا ينبغي أن يُؤخذ "الحج العلماني" على أنّه بحاز وهمي وحسب. فقد كان كونراد ساخراً. لكنه كان ١‏ 


دقيقا أيضاء حين وصف عملاء ليوبولد الثاني الأشباح بأنهم "حجاج" فى قلب الظلام. 


ب) "201 70111865" تعبير لاتين معناه الححرفى "الرجال الجدد". وكان يشير في روما القديمة إلى حديثي 0 


العهد في خدمة بجحلس الشيوخ ولس القناصلء فإذا ما دخل هؤلاء الحياة العامة وصعدوا في المناصب 
الرفيعة صار يُشار إليهم بتعبير آخر هو "20101 01765" (المواطنون الجدد). والفكرة الأساسية هنا هي 
إمكانية ارتفاع شخص من أصل متواضع إلى موقع بارز في ابجتمع (ث د) 
0) خاصةٌ حيث كان: (أ) الزواج الاحادي مفروضاً دينيا وقانونياً؛ (ب) حقّ البكورة هو القاعدة؛ (ج) 
الألقاب غير السلالية موروثة وعيّرة في التصورات عن المرتبة 0 والقوانين الخاصة بها: أي حيث 
كانت الارستقراطيات الإقليمية ذات سلطة مستقلة هامة. كما هو الخال في إنفلتراء بخلاف سيام. 

م ,1آ] ,لإأعاء50 أقلبعط رطءعه|8 ع5 .31 
2) من الواضح أنه لا ينبخي المبالغة بشأن هذه العقلانية. فمثال الولايات المتحدة. حيث مُنْعَ الكاثوليك 
من تسلم المناصب حتى العام 1829» ليس بال مثال الفريد. هل يسعنا أن نشتبه في أنّ مثل هذا الإقصاء 
المديد قد لعب دوراً هاماً في تعزيز القومية الإيرلندية؟. 
3) أنظر "298 ,18-19 .مم رممنن أ0ع1 مدع لمع طرخ - طكتهةم5 ع1 رطعتلرآ". ومن بين سكان شبه 
الجزيرة البالغ تعدادهم 15000 تقريباًء كان نصفهم من الجنود. 
4) في العقد الاول من القرن التاسع عشر يبدو أنه كان هناك حوالي 400 أميركي جنوبي مقيم في إسبانيا. 
ومن بين هؤلاء كان "الارجنتين" سان مارتن, الذي أَخِدَ إلى إسبانيا وهو بعد صي صغير؛ وقضى السنوات 
ال 27 تالية هناك؛ ودخل الأكادعية الملكية الخاصة بالنبلاء الشباب ولعب دوراً مميزاً في الكفاح السلح ضد 
نابليون قبل أن يعود إلى وطنه لدى عاعه بإعلان استقلاله؛ وكذلك بوليفار» الذي أقام في مدريد لفدرة مع 
مانويل ميلوء عشيق الملكة ماري لويز "الأميركي". ويصفه مازور بأنه ينتمي (حوالي العام 1805) إلى 


"جماعة من الأميركيين الجنوبيين الشباب" الذين كانواء مثله. "أغنياء» متبطلين دون أن يدوا حظوة 2 





لدى البلاط. ولقد تطورت لديهم الكراهية وإحساس الدونية اللذان شعر بهما كثير من الكريول تاه البلد - 


الآم إلى دوافع ثورية". انظر (متاتة/8ة م5 469-70 2300 ,41-47 .مم ,كةاأام8)". 


5) عرور الزمنء بات الحجّ المسكري هاماً كالممج المدني. "لم يكن لدى إسبانيا امال ولا القدرة البشرية - 


على إبقاء حاميات كبيرة من الجنود النظاميين في أميركاء واعتمدت بشكل رئيس على الميليشيات 





221 


ىم 


الجماعات المتخيّلة . 


الكولونيالية» ابن توسّعت وأعيد تنظيمها منذ أواسط القرن الثامن عشر". (المصدر السابقء ص 10). 
وهذه الميليشيات كانت علية عاماء ولم تكن أجزاء قابلة للتبديل من جهاز أميّ قاريّ. ومنذ ستينيات القرن 
الثامن عشر فصاعداًء راحت تلعب دوراً حاعاً مطرداً مع تزايد الاعتداءات البريطانية. ولقد كان والد 
بوليفار قائداً بارزا في هذه الميليشيات؛ ودافع عن الموانئ الفنرويلية ضدّ المعتدين. أمَا بوليفار نفسه فقد 
خدم في يفاعته في وحدة والده القديمة. انظر " 38 2300 30 .م ,80119781 ,ع05ا2/25.". وقد كان حاله 
على هذا الصعيد كحال كثيرين من قادة الجيل الأول القوميين في الأرجنتين» وفنزويلاء وتشيلي. انظر 
" عط" [6 «عأامفطهء ,1810-1910 2أعباععمعلآ ص مسداعة)ئ1زل/ا لصه دنا ليه© ,عتمدمازن .هآ لرعطمر 
[تصمانانا/! عط!”] 7 لمة 'متاتات/ا ]". 

6) لاحظوا التحولات ال أحدثها الاستقلال في البلدان الأميركية: لقد غدا مهاجرو الجيل الأول "أدنى" 
وليس "أعلى". فهم الاكثر تلوّثاً بحكم مكان ميلادهم. كما حدثت انقلابات في الأوضاع فيما يتعلق 
بالعنصرية. ذلك أنّ "الدم الاسود" -لطخة فرشاة القطران - كان يُنْظر إليه؛ في ظل الاستعمار» على 
أنه يلوّث أي "أبيض" ذلك التلويث المينوس منه. أما بعد الاستقلال وف الولايات المتحدة على الاقل, 
فقد دخل ال "المولد من أب أبيض وأم رنحية" المتحف. وبات أدنى أثر من آثار "الدم الاسود" يجعل المرء 
أسود جميلا. قارن ذلك ببرنامج فيرمين المتفائل فيما يتعلق بتزاوج الأجناس؛ وغياب أيّ اهتمام لديه بلون 
الذرية المنتظرة. 

7) نظراأ لاهتمام مدريد العميق بأن تكون إدارة المستعمرات في أيدٍ جديرة بالثقة؛ "كان من البدهيّ أن 
يشفل المناصب العليا إسبان وُلِدوا في إسبانيا على وجه الححصر". انظر "10 .م ,ئة80119 بعتناكة1/1". 

2 .6 .م ,1415-1825 بع”تمصظ عصوطوء5 عذعنع د20 ع1 ععده18 .11 02:15 .38 
ج) أنواع من المولّدين من أوروبيين وهنود أميركيين» وتنطوي هذه التسميات على ضروب من الإهانة 
: والخط من الشأن (ث د). 





.253 .م ,.لذأ15 .40 .م .ل لط[ .39 

2١ 5‏ بالعتاء 1/101 وععر0 لع نمث عط 220 دهأغنا ملاع ]1 عدعناع بره عط 1 رولاعزط قدصم .41 
.257-58 .مم رع أمسط عاضوطمع5 عدوعناونتات20 عط !' روع<م0ظ8 .42 

72-7 .مم ,كنذأ لقطه0 غدل ملعطلة | أمى »1 .43 


44) شددت هنا على ضروب التمييز العنصري بين أبناء شبه الزيرة والكريول لآأن موضوع النقاش 
1 الأساس هو إنشاء القومية الكريولية. ولا ينبغي لذلك أن يُفْهُم على أنه تقليل من شأن النمو الموازي 
0 الذي غنه العنصرية الكريولية تماه ال 1205)وعدط والزنوج» والهنود؛ أو من شأن إرادة المتروبول غير المهدد 

أن يحمي (إلى حدٌ معين) هؤلاء التعساء. 
208-11 .مم بكامه8 عطا 01 عصلطه) عط]' يمتامدل/ا اكه ععبتطءع" .45 
.م ,.ل1أ6[ .46 
1ط ةن نعم 0ط نصهن ,عتنالةعاانا ممعمعصسة - طأخلصةم5 10 هزه 1أع1ال101:0 مرخ ,رمعممةرظ موعل .47 
8 .م رووعء (واأورع املا 
1 .م رقل0لاناأه/اع]] ممعاعع دصقم - طاوتموم5 ع1 رطعم:19 .48 
49) "جاء عامل مياوم إلى سان مارتن يشتكي من أنَّ ناظراً إسبانيا في المزرعة ال يعمل بها ضربه. 
يتجرأ ماتور او [لفظة سوقية تحن إسباني من شيه الججزيرة] أن يرفع يده على أميركي!" ". الصدر 

السابق» ص 87. 





الهوامش . . . 


0) تلك اللوحة ال يرعها ماركيز لماكوندو الخرافية في روايته مئة عام من العزلة هي عثابة استحضار 
ساحر لناي الشعوب الأميركية-الإسبانية وعزلتها. 

1) كانت مساحة المستعمرات الثلاث عشرة الإججالية 322497 ميلا مُرَبّماً. وكانت مساحة فنزويلا 
3 والأرجنتين 1072067؛ وأميركا الجنوبية الإسبانية 3417625 ميلا مربعاً. 0 
2) تشكل الباراغواي حالة ذات أهمية استتثنائية. فبفضل الدكتاتورية الخيّرة نسبياً ال أقامها الجزويت 2 
هناك في القرن السابع عشرء كان السكان الاصليون يلقون معاملةٌ أفضل من الن كانت سائدة في غير ' 
مكان من أمبركا الإسبانية» حتى إنَّ اللفة الغوارانية بلغت مكانة لغة الطباعة. وقد عَمِلَ طرد التاج - 
للجزويت من أميركا الإسبانية عام 1767 على جلب تلك البلاد إلى الريو دي لابلاتاء ولكن متأخرة جداء 
ولمدّة لا تتعدّى الجيل الواحد. انظر "200-201 .مم رؤةغة)5 300 كمهغدل! رممئعة/لا - مماءعد". 

3) مما له دلالته أنّ إعلان الاستقلال في العام 1776 لا يتحدث إلا عن "الشعب"؛ أما كلمة "الأمّة" فلا 
تظهر أول مرّة إلا فى دستور العام 1789. انظر "105 .م ,1هؤأل 7126008 رمعمنة] تمع" . 


5) لغات قديمة نماذج جديدة (ص 103-93) 
22 .م ركأوع14110 .2 0 لذأ هصه ]8 بطع لة اصع ؟] .1 
3) بدأت هذه المعركة عام 1689 عندما نشر شارل بيرو البالغ من العمر 59 عاما قصيدته "عصر لويس 
العظيم". ال ترى أنْ الفنون والعلوم قد حققت أعظم ازدهار لها في زمانه ومكانه هو. 
4) انظر " 343 .م ,5زوءم:241". لاحظ أنّ أورباخ يقول "ثقافة". وليس "لغة". وينبغي أن نحذر أيضًا من 
أن نفهم من ال "هم" الواردة في "ثقافتهم" على أنها تشير إلى "أمة". 
5) قة تحارض مُتْقَنَء بالئثل بين الشخصيتين المغوليتين الشهيرتين في الدراما الإنفليزية. فمسرحية 
تيمورلنك العظيم (1588-1578) لمارلو تصف ملكا شهيراً مات منذ العام 1407. في حين تصور مسر حية 
أورانحزب (1676) لدرايدن إمبراطوراً معاصراً لا يزال في سدّة المحكم (1707-1658). 
6) وكذلك. وجدت الحضارات الأخرى نفسها في مواجهة تعدديات نحقت أصوفا وفصوها المقدسة؛ بسبب ما 
قامت به الإمبريالية الأوروبية من تحطيم لطرائقها اللامبالية فى أرجاء العالم المختلفة. ومن الأمثلة على 
ذلك تهميش المملكة الوسطى إلى الشرق الأقصى. 
.6 .م ,توا لأهاتعز0 ,510 لتودل8 .8 .337 .ص رمم كن امع 0 ععى عط رمنحوطوط10] .7 
7 .م ,1010لا لمبع12 07 عع ثم عط محوطرط0]] .9 


0) "ولأنَ تاريخ اللفة عادة ما يُفْصَل فى أيامنا ذلك الفصل الصارم عن التاريخ الاجتماعي والاقتصادي 
والسياسي العادي؛ فقد بدا لي أنَّ من الخير جمعه مع هذا التاريخ الأخير. حتى انّْهِمْتٌ بنقص الخبرة 
والاطلاع". انظر "11 .م ,512165 200 7/21085". يشكل اهتمام سيتون -واطسون بتاريخ اللفة واحداً 
من أهمّ جوانب نصه وأكثرها قيمة» على الرغم من إمكانية الاختلاف معه على طريقة استخدامه 
ذلك التاريخ. : 

1 ) انظر "166 .م ,داه !01:70 ععة عط 1". لم تكن المؤسسات الأكاديمية ذات أهمية بالنسبة للقوميات 2 











الأميركية. ويلاحظ هوبسباوم نفسه أنه على الرغم من وجود 6000 طالب في باريس زمن الثورة ١‏ 
الفرنسية» إلا أنهم لم يلعبوا أيّ دور في تلك الثورة عملياً (ص 167). كما يذكرنا هوبسباوم على نحو مفيد ‏ ” 


الجماعات المتخيّلة . . . 


بأنّ عدد المراهقين في المدارس كان لا يزال صغيراً جد في النصف الأول من القرن التاسع عشر بالمقارنة 

٠‏ هع المقاييس الحديثة على الرغم من انتشار التعليم السريع فى تلك الفنرة: 19000 ألف طالب ثانوي 

68000000 في فرنسا عام 1824؛ 20000 طالب تعليم عالي بين عدد سكان روسيا القيصرية البالغ‎ ٠ 

عام 1850؛ حوالي 48000 طالب جامعي فى أوروبا كلها عام 1848. غير أن هذه المحموعة الصغيرة. إنا 
الاستراتيجية؛ لعبت دوراً حورياً في ثورة ذلك العام. (ص 167-166). 

2) ظهرت أولى الصحف اليونانية عام 1784 فى فيينا. وكانت ال 121818ء11 8611116؛ الجمعية السريّة 

المسؤولة إلى حدّ بعيد عن قيام انتفاضة العام 1821 ضد العثمانيين؛ قد تأسست عام 1814 في "ميناء 

الحبوب الروسي الجديد في أوديسا". 

.40 .م مقعتلة لتنة قأكة4 مأ دمكتأقصه ١12‏ ما مملاعنالم مامز رع كملع »1 عتاط عع5 .13 

14) المصدر السابق. ص 44-43. التشديد لي. يرد كامل نصّ كورايس "وضع الحعضارة الراهن في 

اليونان" في الصفحات 182-157. وهو يشتمل على تحليل مذهل للأسس الاجتماعية الن تقوم عليها 

القومية اليونانية. 

15) لا أزعم أن أمتلك أيّ معرفة خبيرة بأوروبا الوسطى والشرقية» ولذلك فقد اتكأت بقوة على 

0 سيتون-واطسون فى تحليل ما سيلي. وحول اللغة الرومانية» انظر "177 .م ,ر5عأةا5 320 كمه901].". 

0 .150-53 ,م و.لتط1 .16 

7) انظر "44 .م .“صهومنة! ,كساممع1 أنندط". "وقد أثبت ذلك؛ لكن دافعه السجالي كان أكثر إقناعاً 

من القيمة الجمالية في الأمثلة الن قدّمها". ولعله يدر بنا أن نلاحظ أنَّ هذا المقطع يرد في قسم فرعي 

عنوانه "اخنراع الأمّة الهنغارية". يبدأ بالعبارة التالية الحافلة بالمعاني: "تولد الأمّة حين تقرّر قلّة من 

البشر أنْها يجب أن تُولّد". 

18)انظر "158-61 .مم ,519165 300 5م71]10 ,رمهئ)ة/1ا - وماء5". كانت ردة الفعل هذه من العنف 

عا يكفي لإقناع ليوبولد الثاني (حكم بين 1792-1790)؛ خليفة جوزيف الثاني» بإعادة اللاتينية إلى 

مواقعها. انظر أيضًا الفصل السادس أدناه. ومن اللافت أنْ كازينسكي وقف في صفّ جوزيف الثاني فى 

1 : هذه القضية. انظر "48 .م ملانةعطلالآ ,كناأمصع1". 

0 أ) المحركة الإليرية» +ا01 111/1180 تعن بوجه عام الإحياء القومي الكرواتي» وهي حملة ثقافية 
سياسية قام بها بجموعة من المثقفين الكروات الشباب حوالي 1849-1835 وهدفت إلى ترسيخ وجود قومي 
كرواتي في ظل الحكم الهنغاري النمساوي عبر الوحدة اللغوية والإثنية بين سلاف الجنوب. وتشير الإليرية إلى 

بجموعة واسعة غير محدّدة جيداً من الشعوب الهندوأوروبية الن سكنت غرب البلقان (ث د). 

19)انظر "187 .م .513165 لصة 5مو21]1". ولا حاجة إلى القول؛ إنَّ القيصرية لم تغفر لهذا الشعب 

طويلاً. فقد تحطم شيفشينكو في سيبيريا. لكن آل هابسبورغ شجعوا القوميين الاوكرانيين في غاليسيا 
بعض التشجيع؛ بغية أن يكونوا ثقلاً مقابلاً للبولنديين. 

.2085-5 .مم ,تمد تلهصه غةل! بمعملقا تمع »ا .20 
.م و518]65 380 كملكا رممئة8! - ممزاع5 .21 


ب) الإفريقاني. :281510306 هو الشخص الجنوب الإفريقي الذي تعود عائلته إلى الشعب الهولندي الذي 
استوطن هناك فى القرن السابح عشر (ث د). 





,232 .هم ,.140ط1 .22 


224 


الهوامش . . . 


3) انظر "105-7 .هم ,صنذا همه فول 01 ع58 ع1 رماه0ا". وقد عنى ذلك نبذ "العثمانية" ال هي 
نوع من الرطانة الحكومية المتوارثة تضم عناصر من التركية» والفارسية,» والعربية. ومن اللافت أنَّ 
ابراهيم شيناسي» مؤسس أول صحيفة من هذا النوع» كان قد عاد للتق من دراسة امتدت مس سنوات 

.9 .ص ,03 اناه /اع]] 01 ععث ع1 ,مروطوط10] .24 
.مم ,1815 ععتا؟ لانم لطع 200 2 اتأكبلث روطع ص22 لع2 ذه زؤزنآ ,الأعأكارع ماقا .ل رعاء5 .25 


6) كان تحويل اللغة امحلية إلى لغة دولة جارياً في هاتين المملكتين منذ فتزة باكرة تاماًء كما رأينا. وف حالة 

المملكة المتحدة. كان إخضاع المناطق الناطقة بالغيلية عسكرياً في أوائل القرن الثامن عشر ويجاعة 

أربعينيات القرن الثامن عشر عاملين مؤثرين أسهما قٍْ هذا التحويل. 

56 ,,55101تاك015 لع اتقاعل أوعأاععءاط صم عه .165 .م ,مم انا أمناع 1 017 ععم3 عط 1 لطبحدطوطن1] .27 
224-15 .مم مقمتأنااموو]ط عط]! ,تدوؤل هدلج :44-56 .ممم ,لحتهعصن!] ,دبأممع! 


8) "ل0ع200 ذأكمطمطصسطظ ,170 .م ممعتلة 200 ذأكث صل تنذألدمه5120 ,عتعباملع1". كل شيء هنا 

نموذجي. وإذا ما كان كورايس يتطلع إلى "أوروبا", فلان ذلك لا يزال مهمة ملقاةٌ على عاتقه؛ فهو 

يواجه القسطنطينية. والعثمانية لم تفدُ بَعْدُ لغة أجنبية. وزوجات المستقبل غير العاملات يدخلن سوق 

الطباعة. 

9) انظرء على سبيل المثال "51265 200 812105 ,1ز18/8150 - جزواء5" 2 حيث يشير في ص 72 إلى فنلندا» . 

وفى ص 145 إلى بلغارياء وفي ص 153 إلى بوهيمياء و432 إلى سلوفاكيا؛ وانظر "91 عه 756 ,هذاه»!1 ١‏ 

10/0 حيث يشير في ص 83 إلى مصرء و 103 إلى فارس. 0 
.240 .م ,متمااء8 01 وبا علوع8 116 .31 .169 .7 ملأو لان املاع!1 01 عهعة ع1 .30 ١‏ 

0 .5 ,لتنا أماعا1 01 ععة ع1 .32 ١‏ 

3) قارن: "إنّ اسم الثورة الصناعية ذاته يعكس ما كان لها من تأثير بطيء نسبياً على أوروبا. فقد وُجِدَ ١‏ 

الشيء [كذا] في بريطانيا قبل الاسم. ولم تأتِ عشرينيات القرن التاسع عشر حتى كان الاشتزاكيون الإنغلير ‏ 

والفرنسيون -وهم أنفسهم جماعة غير مسبوقة - قد اخترعوا الاسم, رعا بالقياس على الثورة السياسية . 

في فرنسا". المصدر السابق. ص 45. 

4) لعل من الادق القول إِنّ النموذج كان مزياً معقداً من عناصر فرنسية وأميركية» لكن "الواقع القابل ‏ 

للملاحظة" في فرنسا إلى ما بعد الحام 1870 كان الملكيات المستعادة والحكم السلالي البديل الذي أقامه ١‏ 

ابن أخي نابليون العظيم. 20 

5) لا يعن هذا أنّ الأمر كان حسوماً تماماً بهذا الاتجاه. فنصف رعايا ملكة هنغاريا لم يكونوا من الماجيار. 

وثلث الاقنان فقط كانوا يتكلمون الماجيارية. وفى أوائل القرن التاسع عشرء كانت الأرستقراطية 

الماجيارية العليا تتكلم الفرنسية والالمانية؛ والنبالة الوسطى والدنيا "كانت تتكلم لاتينية رديئة تشيع 

فيها التعابير الماجيارية» بل والسلوفاكية؛ والصربية» والرومانية فضلا عن الألمانية امحلية . . انظر" 

8 ,44-56 .مم ولاتمعطلالط ردن أممع 1" . 








6) القومية الرسمية والإمبريالية (رص123-105) 
1) من ظرائف الأمور أنّ ما غدا في نهاية المطاف الإمبراطورية الإنغليزية المتأخرة لم يكن محكوما من قبل 


225 


الجماعات المتخيّلة . 


أسرة "إنغليزية" منذ أوائل القرن الحادي عشر: فمنذ ذلك الحين» جَتَم على العرش موكبٌ متنافرٌ من 
النورماند (البلانتاجنتيين)» والويلزيين (التيودوريين)» والإسكتلنديين (الستيوارتيين)» والهولنديين (آل 
أورانج)» والالمان (الهانوفريين). ولم يكترث أحدٌ بذلك كثيرًا إلى أن كانت الثورة اللغوية واشتداد القومية 
الإنغليزية في الحرب العالمية الأولى. فآل قصر وندسور مثل آل قصر شونبرون أو آل قصر فرساي, جميعهم 
آل قصور. 
2 انظر "71 .م ,«متاناآه2155 186 ,أ2وةل". من اللافت أنْ جوزيف كان قد رفض أن يقسم يمين 
التتويج كملك هنغاريا لأن ذلك كان يلزمه احترام امتيازات النبلاء الماجيار "الدستورية". انظر ",18720105 
7 .م ,لتقعمن1!”. 

.7 مم ,.لاط! .3 
4) يمكن القول إن حقبةٌ طويلة انتهت في العام 1844: حين استبدل الماجيار اللاتينية في النهاية كلخة 
دولة في نملكة هنفاريا. غير أن اللاتينية الرديئة» كما رأيناء كانت في المحقيقة اللخة المحلية للنبالة الماجيارية 
الوسطى والدنيا حتى فنرة متقدمة من القرن التاسع عشر. 
5) علمت من البروفسور شهابي في جامعة هارفرد أنّ الشاه كان في المقام الأول يقلد أباه» رضا بهلوي؛ الذي 
وضع بعض التراب الإيراني في حقائبة حين نفته لندن إلى موريشيوس عام 1941. 
6) انظر "148 .م ر5هغة]5 200 136105 ,1850لا - 51600". من المؤسف أنّ سخرية سيتون - واطسون 
اللاذعة لا تمضي أبعد من أوروبا الشرقية. فهوحق في سخريته من نظام آل رومانوف والنظام السوفين» 
لكنه يغفل أن سياسات مشابهة قد اثبقث في لندن» وباريس. وبرلين» ومدريد؛ وواشنطن. 
7 ثمة مواز دال لكل هذا فى الإصلاحات السياسية -العسكرية الن أجراها كلّ من شارنهورست. 
وكلاوسفيتز وغنيسينو الذين تبنّوا بروح واعيةٍ كثيرًا من إبداعات العفوية ال جاءت بها الثورة الفرنسية 


لبناء جيش إالراميَ ضخم., ودائم» بضباط عترفين غمطيين أو قياسيين في القرن التاسع عشر. 
.7 .م ,.510] .9 83-7 .مم .1610 .8 


0) ولقد حان أوان تفكك هذا الالتحام بالتقدّم من الإمبراطورية البريطانية إلى الكومنولت البريطاني» 
إلى الكومنولث. إلى...؟ 





61 .مم بمتقالء8 01 منا-كالوءع:8 عط1 .11 
5 .م أكضمناعع1ع5] عترم .12 


13) في كتاب يحمل عنوانا دالا هو اخنزاع أميركا: إعلان جفرسُن الاستقلال "ندءمعص4 عمنام»م1 
عهصعلمعمعلم] له مولنمبداءء2 5ثنهورع7عل": يرى غاري ويلز أنَّ التفكير القومي لدى جفرسُن كان 
٠‏ قد تشكل بصورة أساسية» ليس من قراءة لوك؛ بل من قراءة هيوم؛ وهَتُشِسونء وآدم سعيث. وسواهم 
من الاشخاص البارزين في التنوير الاسكتلندي. 
أ)نورغبرياء 2310118028 مملكة أنغلوسكسونية قديمة في الجزء الشمالي من إنكلتزا (حوالي 600 - 
حوالي 900 م). ترامت رقعتها من البحر الإيرلندي إلى بحر الشمال. بلغت أوج قوتها المسكرية في القرن 
السابع للميلاد وتميّرت نورتمبريا بأنها كانت مركزاً للعلم. وألكوين, (735-804 ,0ذناء41)؛ هو عالم 
شهير» ورجل دين» وشاعر ومعلم من يورك فى نورثبريا. أما بيديه» (672-735 ,8606)» فهو راهب 
بندكن في نورتمبرياء وكان عالاً وكاتبا مشهوراء منحته الكنيسة الكاثوليكية الرومانية لقباً بالغ الاهمية 
هو طبيب الكنيسة, كما جلب له كتابه الشهير التاريخ الكنسي للشعب الإنفليزي "" لقب أبي التاريخ 


216 


الهوامش . . . 


الإنغليزي (ث د). 
30-7 .مم رؤع]518 لصة كمه ةل .15 .م ,[ ,بوعاع50 لووبع" .14 
.123 .2 بقنة]8:1 1ه مباعلوء,8 ع1 .16 
17) يمكن أن نؤكد بثقة أن هذا الأوفاروف الإنغليزي الشاب المنتفخ من الطبقة الوسطى لا يعرف أي شيء 
عن كلا هذين "الأدبين احليين". 
01] ,تقعم5 320 :337-38 .مم ,5121 كقاناءهء5 2 35 12019 ,طتتدرد عمععباط لامصمط عمد .18 


163 .م باقع ألا 6ط قمة ممزو الوم ١‏ 


.339 .م ,19ل5! ,لاتسرك .19 

0) انظره مثلاء الوصف الشبيه بوجه لاعب البوكر الذي يقدّمه روف لإقامة كليّة كوالاكانغسار مالاي 
عام 1905» وال سرعان ما غدت تَعْرّفء دون أيّ سخرية» باسم "إيتون مالاي". وقد كان طلابهاء تبعاً 
للوصفة ال أطلقها ماكولي؛ من أبناء "الطبقات امحترمة" أي من الاأرستقراطية المالاوية. وكان نصف 
التلاميذ الداخليين من الذريّة المباشرة لعدد من السلاطين المالاويين. انظر "596 ,108 .8 صنةذااالا 
100-05 .مم مددزتهمه هلط بجهله/] 01 كملع 02" . 
1) كان للشعوب عبر الأورال قصة أخرى. 

331-32 .مم ,كع صنل لصة عأنا ناز 01 دعارمومال١ا‏ ونط ءع5 .22 
ب) الراج: (*1, الحكم البريطاني فى الهند (ث د). 
3) صحيحٌ أنّْ الموظفين اهنود كانوا يُستَخْدَمون في بورما؛ لكن بورما كانت, إدارياء جزءاً من الهند 
البريطانية حتى العام 1937. كما خَدَم الهنود أيضًا في وظائف دنيا -خاصة الشرطة - في الملايو 
وسنغافورة البريطانيتين, لكنهم كانوا يخدمون هناك بوصفهم "حليين" و"مهاجرين" أي أنهم ل يكونوا 
"يُعادون" إلى قوات الشرطة ف الهند. لاحظوا أنّ التشديد هنا هو على الموظفين: حيث كان العمال» 
والتجار» بل والحعرفيون الفنود ينتقلون بأعداد كبيرة إلى المستعمرات البريطانية في جنوب شرق أسياء وفي 
جنوب إفريقية وشرقهاء بل وفي الكاريي. 
4) من المؤكّد أنّ عدداً ضئيلاً من "الكولونياليين البيض" قد هاجروا إلى لندن وأصبحوا أعضاء في 
البرلمان أو من لوردات الصحافة البارزين في أواخر العهد الإداورديٌ. 
5) كانت الشخصية الاساسية هنا هي أومورا ماسوجيرو (1869-1824). الذي كان يُلقّب ب "أبي الجبيش 
الياباني". وكان من الشوشو ساموراي ذوي المرتبة الدنياء وبدأ مسيرته بدراسة الطب الغربي من خلال 
كتيّبات باللخة الهولندية. (ولنتذكر أنّ الهولنديين هم الفربيون الوحيدون الذين كان يُسْمَحِ لهم بدخول 


اليابان حتى العام 1854» وأنَّ هذا الدخول كان مقتصراً على جزيرة ديشيما قبالة ميناء ناغازاكي الواقع ١‏ 
تحت سيطرة الباكوفو). وبعد ترجه من تيكيجيوكو في أوساكاء الذي كان أذئذٍ أفضل مركز لتحليم اللغة 2 
الهولندية في البلاد عاد إلى موطنه لممارسة الطب. لكن دون ماح كبير. وفي 1853. حصل على وظيفة في "١‏ 


أواجيما كمدرّس للمعارف الغربية؛ مع غزوة إلى ناغازاكي لدراسة العلوم البحرية. (وقد صمّم وأشرف 


على بناء أول سفينة بخارية يابانية بالعودة إلى مراجع مكتوبة). وجاءت فرصته بعد وصول بيري؛ حيث ١‏ 


انتقل إلى إيدو عام 1856 ليعمل مدرّساً فيما سيّذعى لاحقاً الأكاديمية العسكرية الوطنية وفي مكتب 
البحث الأعلى التابع للباكوفو لدراسة النصوص الغربية. وقد جلبت له ترجماته الاعمال المسكرية 


0 إلى شوشو ليعمل مستشاراً عسكريا. وفى 1865-1864.» أثبت أهمية كتابته كقائد ناجح في حرب 


27 





فم 


الجماعات المتخيّلة . . . 


الشوشو الأهلية. وقد أصبح بعد ذلك أول وزير حربية في عهد الميجي» ووضع خطط النظام الثورية 
الخاصة بالتجنيد العام وإلغاء الساموراي كفئة قانونية. والمؤسف أنه اغتيل بيدي ساموراي حانق. انظر 
"267-280 ,202-204 .مم االو أععمىظ ,81010 1مادع1 ززعل/ا عط ما للطوقط0 ,وله .81 ترعطام”". 
أمومةء2 لصة 5010362 ,لمقتطدهل! أرعطرءاط .8 رأ لع01نان راع لارزء065 ع5ع311م12 /01311م0111601© 4 .26 
.م ملتقم 3ل ص1 
7) لقد عَلِموا ذلك من خلال تحربة شخصية مريرة. ففي العام 1862 سوّى أسطول بريطاني بالارض 
نصف ميناء كاغوشيما التابع للسامورايى؛ وفى 1864: قامت وحدة بحرية أميركية وهولندية وإنفليزية 
بتدمير تحصينات الشوشو الساحلية فى شيمونوسيكي. ".00 ,591أ )!1/1 عد5عصدم12 رأكلهك/ة .14 مطمل 
146-7". 
8) يذكّرنا كل هذا بتلك الإصلاحات الن جرت فى بروسيا بعد 1810 استجابةً للالتماس العاطفي الخماسي 
الذى قدّمه بلوخر إلى برلين: "أعطونا جيشا قوميا!". انظر ".م .0اكامهانان/! 4ه نجرماوذآ] لى ,ناوهلا 
2 تله الإلعة ممأدوبصط عط 1ه دعلأزأ0 عط! ,رعنة:0 .ذخ حملره6 :130". 
9) غير أنَّ باحثين يابانيين أعلموني أن حفريات الاضرحة الملكية الباكرة تشير بقوة إلى أنّ العائلة ركا 
كانت -يا للرعب! - ذات أصول كورية. وقد شجعت الحكومة اليابانية بقوة على القيام بمزيد من الحفريات 
في هذه المواقع. 
.138 .م روء لله عوع مول منعل7140 مأ عناه ألتقطءع8 لضة الأعنامط]1' ,38/125520 71301/2018 .30 
.139-40 .مم ,لاط .31 


2) من سوء الحظ أنَّ البديل الوحيد للدول الملكية السلالية القومية الرعية في ذلك الوقت -هنغاريا 
النمساوية - لم يكن من بين القوى ذات المحضور اهام في الشرق الاقصى. 

38 .م ركا0 نم62 عاطنهجةآ عط! ,بمعماك لتقطء لظ مذ لعتك لمة لعو أكممة حم .33 
04 يشكل القسم التالي نسخةٌ مكثّفة من مقالن "'نهط1 01 عنها5 عطا تعلهاذ نقط1: عط 01 د5غأ0ينك 
0 505 نهط] 1ه عغة51 عط ر(لء) لويخ .8 ععدء 811 مز ,و5001" . 
0 5) يبيّن باتي بدقة أن الغرض من زيارات الملك الشاب إلى باتافيا وسنغافورة في 1870 وإلى الهند في 1827 
كان» كما تقول كلمات شولالونكورن اللطيفة: "اختيار غاذج آمنة ". انظر "2711 71تمكء 0087 ,/45 انالا ع1 
8 .م ",1868-1910 مسدنك مأ لإأعزعه5 لمهة". 
6) "كانت بريطانيا العظمى. أولاً وأخيراً. مصدر إفام برنامج فاجيرا فود [واشيروت] القومي» فهي 
الامّة الغربية ال يعرفها على النحو الافضل. وال كانت فى تلك الفنزة واقعة في إسار حماس إمبريالي 
مشبوب". انظر "183 02 امعدرمواعبت<2]ا عطا لمة طلنالتدمتله/! عمتكل إملزتقط0 يولاعلا .1 عع نزولا 
67-8 2210 ,6 ,لال .م ,1520 [2)1013]". 


37( كان سبب الإضراب قرار المحكومة أن تفرض على الصينيين ضريبة الرأس ذاتها الئى فرضتها على 
التايلنديين انحليين. وال كانت حتى ذلك الحين منخفضة. بفية التشجيع على الهجرة. انظر "862,5 
8 م.م رلمهةاأتمط1 صاصم أطنغوم] عوطه! 04 أمعصزمهاء/اء0آ1 ع1 ,نم8126 .(1". (كان استغلال الصينيين 
متركزا في مزارع الأفيون بصورة أساسية). ْ 

8) يمكن للقارئ أن يجد مزيدا من التفاصيل المتعلقة بالنسب في مقالي: "رعاها5 نهط] عط 1ه 510165 
4 .م". 


9) ولقد سك أيضًا شعار الامّة الدين؛ الملك الذي كان شعار الانظمة اليمينية في سيام طيلة الربع الأخير 


28 


الموامش . . . 


من القرن. وهنا تظهر أوتوقراطية أوفاروف» وأرثوذكسيته. وقوميته في ترتيب تايلندي مقلوب. 
0) أنظر "47-48 .مم 885 1الا 1 ركلا187101". هكذا أعطى النمر في ثياب النوم. الإمبراطور جوزيف 
الثاني» في العام 1820 انطباعا حسنا في خطابه الذي ألقاه باللاتينية أمام الأعيان ال هنغاريين انتمعين في 


بست. غير أنّ السيد العظيم الراديكالي الرومانسي الكونت اشتفان سيتشين "أذهل زملاءه الأعيان في 7 


الدايت" عام 1825», حين خاطبهم بالماجيارية! انظر "ركناامهع! 300 ,80 .م رمه أنااموولط عط] ,أددؤل 
1 ,للةع منالل" . 

1 ) اقتباس مُتَرْجَم من كتابه (1910 لودع مضنا 010 عط1) ورد فى "-70 .مم ,ه0اأناأه2155] عط[ ,اعمؤل 
1"". كان غرينفالد شخصية لافتة وتراجيدية وَلِدَ لعائلة نبيلة من أصل ساكسوني لكنها تَجْيَرَت. وغدا 


مديراً بارزاً وواحداً من أوائل علماء الاجتماع في هنغاريا. ويبيّن نشر أبحاته أنَ "المقاطعات" الشهيرة الن 2 


كان يسيطر عليها الأشراف الماجيار كانت عبارة عن طفيليات تعتاش على جسد الأمة وتثير -ملة شرسة 
من سوء الصيت العام. وقد فرّ إلى باريس وهناك انتحر غرقاً في نهر السين انظر ",عقعصنا!! ,كلافممع1 
9 .م". 

299 .ص ,زغلا 01550آ ع1 رأجكة1 .42 
3) سنّ نظام كوسوث حق الاقتراع للبالغين الذكورء ولكن شريطة أن يكون لديهم تلك المؤهلات الرفيعة 


من حيث الملكية فلم يكن هناك سوى عدد ضثيل نسبياً من الأشخاص الذين يمكنهم الاقتراع. 
.م ,لاك ناآ 5نا 1270 .44 
.9 .م ,.لأط1 .45 


6) يلاحظ إغنوطيوس أنّ باخ ونقّر للنيلاء شيئاً من التعويض المالى عن خسارة امتيازاتهم: “را بالقدر 
الذي كان يمكن أن يحصلوا عليه فى ظلّ كوسوث لا أكثر ولا أقل" (ص 65-64). 
4 .م بلط[ .47 
8) كانت النتيجة أنَّ عدد الضياع الموقوفة على ورثة معينين قد تضاعف تلات مرّات بين 1867 و1918. 
وإذا ما حسبنا أملاك الكنيسة. فإن ثلث الارض في هنغاريا كان موقوفاً على ورثة معينين عند نهاية 
المملكة الثنائية. وكذلك كان وضع الرأعاليين الألمان واليهود ذلك الوضع الحسن فى ظل تيسا. 
.2 300 81 .مم .1510 ,49 
0) كانت البلطجية بصورة أساسية عمل "الباندور" ذوي الصيت السيء, وهم جزء من اليش وضع 
تحت إمرة مدراء المقاطعات وَاستُخْدِمَ كشرطة ريفية عنيفة. 
.8 .م ,1011لا أ01550آ عط1 .51 
52) تبعاً لحسابات لايوش موتشاري (1886 رأقءعم 502 مع لمعم وتلهممنول؟ عط مه ولعملللا عمره5)ء 
وال أوردها المصدر السابق ص 332-331. كان موتشاري (1916-1826) قد أسّس عام 1874 حرباً 
صغيراً مستقلاً في البرلان الهنفاري لكي يقاتل دفاعا عن أفكار كوشوت, خاصة حول مسألة الأقليات. وقد 
أدذت خطبه الن تنتقد خروقات تيسا السافرة لقانون القوميات الصادر عام 1868 إلى طرده من البرلمان 
أولاً ثم إلى طرده من حزبه هو نفسه. وف العام 1888 عاد إلى البرلمان نائباً عن دائرة انتخابية رومانية 
بالكامل وأصبح منبواً سنياسيا إلى حدٌ بعيد. انظر "334 .م ونصةع0نا1!! رذنأ0م18" . 
4 .م ,01550110 ع1 ,أدوةل .53 
4) المصدر السابقء ص 362. كان ثّة خاصيّة رائفة ميّرت هذه "الأوليفارشية القومية" وصولاً إلى 


20 





ىم 


الجماعات المتخيّلة . . 


القرن العشرين. ويشير ياسي إلى قصة مسليّة وقعت لأحد مراسلي يومية هنغارية شهيرة أجرى مقابلة 
خلال الحرب العالمية الأولى مع الضابط الجريح الذى سيفدو دكتاتور هنغاريا الرجميّ فى الفترة بين 
المخربين. وقد غضب هورثي من وَضف المقال لافكاره بأنها "تطير عائدة إلى أرض الآباء الهنخارية». وطن 
الاجداد". وقال: "لتعلموا أنه إذا ما كان قائدى الحربي في بادن» فإن أرض آبائي أيضًا تكون هناك!". انظر 
" مهلأناأه155نآ ع1 .142 .م". 

5) المصدر السابقء ص 165. "وف تلك الأيام الخوالي السعيدة حين كان لايزال هناك مكان مثل النمسا 
الإمبراطورية» كان بمقدور المرء أن يترك قطار الأحداث» ويستقل قطاراً عادياً على سكة حديد عادية» 
ويرحل عائدا إلى أرض الوطن. . . وبالطبع؛ فإنَّ السيارات أيضًا كانت تسير على تلك الدروب, لكنها 
لم تكن كثيرة! بل إن غرو الأجواء كان قد بدأ هنا أيضًا؛ لكن ذلك لم يكن بكثافة كبيرة. وبين المحين 
والآخر كانت نُرْسَل سفينة إلى أميركا الجنوبية أو الشرق الأقصى؛ لكن ذلك لم يكن بحدث كثيرًا. لم يكن 
هناك أيّ طموح لإقامة أسواق عالمية أو امتلاك سلطة عالمية. هنا كان المرء في مركز أوروباء في بؤرة محاور 
العالم القديمة؛ وكان لكلمئ "مستعمرة" و"ما وراء البحار" رنين شيء لم مُُتَبرِ بعد على الإطلاق وكان 
لا يزال نائيا. كان ثم بعض مظاهر الرفاهية» لكنها لم تكن مفرطة الإتقان كالرفاهية الفرنسية. وكان 
المرء يارس الرياضة؛ ولكن ليس على الطريقة الأنخلوساكسونية ابمحنونة. وكانت تُنْفْق مبالغ هائلة على 
الججبيش؛ لكنها لم تكن كافية لأكثر من ضمان بقاء واحدة من بين اثنين من أضعف القوى العظمى”. 
انظر "31-32 .مم ,آ روء !]0021 لاوطالا مدألا ع5!' ,اثون/ا أرءط0خ1". وهذا الكتاب هو الرواية الهزلية 
الاأعظم فى قرننا. 

6) "135 .م ,ممتانا01550] ع1 ,8521ل". وعندما ظرد منرنيخ بعد تمردات 1848 واضطر للفرار» ”م 
يسأله أحد في البلاط أين يذهب وكيف سيعيش". ‏ - 





.ص ,.لاط1 .57 
8) انظر "1907) عننخةمءهتصترعءء 5021210 عذل لمباعع 2 أمعلةا ا لهمه261]! عزنا غ82 0110)". كما عد 
ذلك أيضًا فى كتابه "أقدأواءه ع8 ما دءأ[ها[ .482 .م ,[ ,عطوعدنه!ء/17". مقارنة هذه النرجمة بترجمة 
ياسيء الِن نمدها في الطبعة الأصلية من هذا الكتاب» تقدم مادةٌ للتفكير. 
9) لا شك أنها تعكس أيضًا الجهاز العقلي المميّر لنمط شهير من أفاط المثقف الاوروبي اليسارىء الذي 
يفخر بتضلّعه من اللغات الحضارية؛ وبإرثه التنويري» وبفهمه الثاقب لمشكلات أيّ أحد آخر. ففي هذا 
الفخار تختلط المكوّنات الامية والأرستقراطية عقادير متساوية. 








3 .م ,1011 أن أ01550آ ع1 ,أدكة[ .60 

1) كان ياسي قد توقع الكثير منذ نصف قرن مضى: "قد يتساءل المرء ما إذا كانت التطورات الإمبريالية 
الأخيرة ال اعنرت القومية قد نبعت من مصادر الفكرة القومية الحقة وليس من المصالح الاحتكارية 
لدى جماعات معينة غريبة عن مفهوم الأهداف القومية الأصلي". المصدر السابق. ص 286. التشديد 
2) تؤكد حالة الإنديز الهولندية هذه النقطة بدقة وعلى نحو معكوسء حيث كانت في أيامها الأخيرة لا 
تزال حكومة إلى حدّ بعيد عبر لفةٍ نعرفها اليوم على أنها "إندونيسية". وهذا باعتقادي هو المثال الوحيد 
لُسْتَعْمَرَةٍ كبيرة بقيت فيها لخةٌ غير أوروبية لغة للدولة حتى النهاية. ومكن تفسير هذا الشذوذ في المقام 
الأول بقدَم هذه المستعمّرّة ليس غيرء حيث قامت في أوائل القرن السابع عشر من خلال شركة الهند 





كم 


المواصش . 


الشرقية المتحدة, قبل عصر القومية الرعية بزمن طويل. ولا شك أنه كان هناك أيضًا فقدان ثقة 
معين لدى افولنديين في العصور الححديثة بأن للغتهم وثقلفتهم ذلك الطابع الأوروبي الذى تمكن مقارنته 
بطابع اللغة الإنغليزية» أو الفرنسية» أو الألمانية» أو الإسبانية» أو الإيطالية. (البلجيك فى الكونفو كانوا 7 
يستخدمون الفرنسية وليس الفلمنكية). وأخيراً. فإنَ السياسة التعليمية الكولونيالية كانت سياسة ' 
محافظة إلى أبعد الحدود: ففي العام 1940, حين كان تعداد السكان الأصليين يفوق السبعين مليوناً بكثير» 

لم يكن في الجامعة من "لمحليين" سوى 637 شخصاًء لم يتخرّج منهم بشهادة البكالوريوس سوى 37. ١‏ 
انظر "32 .م .قتععدهلهم]1 ممه اهمع لمة دهد اهمه غدل ,منطم»! .711 معرمء". ومن أجل مزيد 0 
من المعلومات عن إندونيسياء انظر أدناه» الفصل السابع. 
أ) إله روماني قديم يحرس بوابة السماء؛ ومن هنا تسميته حارس البوابات والمداخل. وكان يُثل بوجهين» 
واحد فى الامام وآخر فى الختلف؛ وأبواب معبده في روما كانت تَُنَرَكَ مفتوحة زمن الحرب وتُغلق زمن السلم. 
ويُستختم اسم جانوس ف الإشارة إلى كلّ من ازدواجية الأوجه والمحرب (ث د). 







7 الموجة الأخيرة (ص142-125) 
1) لم يقتصر ذلك بالطبع على الموظفين؛ مع أنهم كانوا المجماعة الأساسية. خذوا مثلاً رواية ([لا تلمسئ] / 
1982856 81 011/) (وكثير غيرها من الروايات القومية). فمع أن بعض الشخصيات الاكثر أهمية فى < 
نصّ ريزال هم من الإسبان» وبعض الشخصيات الفيليبينية كان عليها أن تسافر إلى إسبانيا (بعيداً عن !- 
مسرح الرواية)؛ إلا أنّ حدود الرحلة الن كانت تقوم بها أية شخصية كانت مقتصرة على ما سيفدو.ء ٠2‏ 
بعد أحد عشر عاما من نشر الرواية وعامين من إعدام كاتبهاء جمهورية الفيليبين. 0 
0 لكي نضرب مثلاً واحداً وحسب: فى العام 1928» كان هناك حوالي 25000 من أبناء البلد احليين على 20 
جدول رواتب الإندير الشرقية المولندية» وقد شكل هؤلاء 9090 من إجمالي موظفيّ الدولة. (وما له دلالته. 
أنْ الرواتب والمعاشات المتفاوتة كثيرًا بين الموظفين المهولنديين وامحليين» حين يجتمعونء كانت تلتهم حتى 
0 من إنفاقات الدولة!). انظر "171-73 .مم روءألص! أفقظ طعانانا ع1 بطعومطمعلمةلا نودرك" . غير 
أن الهولنديين كانوا أكثر بتسع مرّات على المستوى البيروقراطي شأنهم شأن الإنفليز في الهند البريطانية 
(ال لم تكن "دولة حلية"). 
3) حتى في الإنديز الهولندية الحافظة إلى أبعد الحدود. ارتفع عدد امحليين الذين يتلقون تعليماً ابتدائياً 
على الطريقة الغربية من معدل يبلغ 2987 فى السنوات 1904-1900 إلى 74698 فى العام 1928؛ أما 
أولئك الذين يتلقون تعليماً ثانويا على الطريقة الغربية فقد ازداد في الفنرة ذاتها من 25 إلى 6468. انظر 
"31 .م متط261031!5][/ ومتطمكا". 
4) وإذا ما استعرنا من أنطوني بارنيت» فإنّ ثنائية اللغة قد أتاحت أيضًا للمثقفين "أن يقولوا لأبناء لغتهم 
[لغتهم الحلية] إن "نا" يمكن أن نكون مثل "هم"". / 

5) ظهرت هذه المقالة في الأصل فى 65:م<8 106 فى 13 تموز 1913» لكنها سرعان ما تَرّجمت إلى الإندونيسية 0 
وتُشِرَت فى الصحافة المحلية. كان سواردي آنذاك فى الرابعة والحشرين من عمره. ونظراً لكونه 77 
أرستقراطياً تقدمياً ومتعلماً جيداً بخلاف المعتاد فقد انضمّ إلى واحد من عامة جاوة هو الدكتور ٠‏ 
بحيبتو مانغوينكويسومو. وأحد الأوراسيين» هو إدوارد دويز ديكر, لكي يشكلوا الحزب الإنديزي. أول ١‏ 









5 


ىم 


الجماعات المتخيّلة . . 


حزب سياسي فى المستعمرة. يمكن للقارئ أن يد دراسة عن سواردي موجزة. لكنها مفيدة, في "521011 
2 ععامقطن ,"لول صا اطقسمط؟” اأمتلهمه20ل8 برأتدظ تععمدممدكلط لصة لإلممصقط" ,تعمعرءد". 
وتضيف كاتبة المقالة ملحقاً أولاً هو ترجمة إنغليزية هذا المقال الشهير» أخذتٌ منها هذا المقبوس. 
6)لاحظ الرابط التعليمي بين الجماعات "المتخيّلة" والجماعات "الخيالية". 
7 من المتفق عليه أن احتفالات العام 1913 كانت تعبر عن القومية الرسمية بمعنن آخر أيضًا. ذلك أنّ 
"التحرر القومي" حتفل به كان في الحقيقة إعادة آل أورانج من قبل جيوش التحالف المقدّس الظافرة 
(وليس لإقامة الجمهورية الباتافية عام 1795)؛ وسرعان ما انفصل نصف الامة النحرّرة ليشكل ملكة 
بلجيكا عام 1830. لكن ما تشرّبه سواردي في غرفة صفه الكولونيالي هو بلا شك "التحرر القومي". 
1 .م رق أغأدع00) [ل2م2:10ل8 عط لمة لوكامة/1 .8 
9) تركيزنا هنا هو على المدارس المدنية. لكن نظائرها العسكرية غالباً ما كانت مهمة أيضا. فالجيش 
العامل المشتمل على ضباط عنزفين والذي كانت بروسيا رائدته في أوائل القرن التاسع عشر تطلّب 
هرما تعليمياً أشدّ إحكاماً من شبيهه المدني من بعض النواحيء إن لم يكن أشدّ خضصاً. وغالباً ما 
لعب الضباط الشباب ("الترك") الذين تخرجوا من الأكاديميات العسكرية الجديدة أدواراً مهمة في تطور 
القومية. ومن الأمثلة على ذلك الميجور شوكوما نزيوغوء الذي كان العقل المديّر لانقلاب 15 كانون 
الثاني 1966 في نيجبريا. وهو مسيحي من الإيبو» كان بين المجموعة الأولى من النيجيريين الشباب الذين 
أرسلوا إلى ساندهورست للتدريب بغية تحويل قوة من المرتزقة الكولونيالية ال يقوم عليها ضباط بيض 
. إلى جيش وطيء لدى إحراز نيجيريا استقلاها في العام 1960. (وإذا ما كان قد التحق بساندهورست مع 
بريغادير المستقبل أفريفاء الذى أطاح بحكومته. في عام 1966 أيضاء فإنَّ كل حلي كان مقدّرا له أن يعود 
إلى موطنه الإمبراطوري الخاص). ومن الدلائل اللافتة على قوة النموذج البروسي أن شوكوما كان قادراً 
على قيادة فرق من الهوسا المسلمين في اغتيال الساردونا في سوكوتو وغيرهم من أرستقراطيي الهوسا 
المسلمين» ٠‏ و تالياً تدمير حكومة أبو بكر تافاوا باليوا ابن يسيطر عليها الهوسا المسلمون. ولا يقل عن 
ذلك لَهْتا للانتباه بين علامات القومية الناجمة عن المدارس الكولونيالية أنّه أكد لمواطنيه عبر راديو كادونا 
"أنكم لن تخجلوا بعد الان من القول إنكم نيجيريون". انظر " 011515 بمع026 - لمتكا .1/0 .آآ بإممطامم 
6 800 ع50016 لاتقامعتطتباء100 لخ نوزوعع 1ل( مأ أ1116دم0 300". غير أنْ انتشار القومية أنئذ في 
نيجيريا كان قليلاً بها يكفي للمسارعة إلى تفسير انقلاب نزيوغو القومي بأنه مؤامرة حاكها الإيبو؛ ومن 
هنا التمردات العسكرية في تموزء والمذابح المدبّرة ضد الإيبو في أيلول وتشرين الأول» وانفصال بيافرا في 
أيار 1967. انظر "تسلوكة2 رلمهأ !الا مواععع 1لا عط!' بممطاعناا منطم8”". 
ب) الأرواحية» «3:10151: ديانة يُعتقّد فيها أنّ للحيوانات والنباتات أرواحاً (ث د). 
0) فكرة أن طالباً "أكبر بكثير" من أن يكون في الصف س أو ع؛ وهي فكرة لم تكن واردة في المدرسة 
الإسلامية التقليدية» كانت مسلمة بدهية في المدرسة الكولونيالية من النمط الغربي. 
11) في النهاية. بالطبع؛ كانت لاهاي. وأمستردام, وليدن هي القمم؛ لكن أولئك الذين كان عقدورهم أن 
بحلموا جديا بالدراسة هناك كانوا حفنة صغيرة. 
2) كونها علمانية» كانت مدارس القرن العشرين غتلطة فى العادة: مع أنّ الذكور كانوا الغالبية الساحقة. 
ومن هنا علاقات الحب. وغالباً جداً الزيات» "النامة عن مقعد الدراسة". ال تتخطى كل الحدود 
التقليدية. 


232 





الموامش . 


3) لم يَرَ سوكارنو قط إيريان الغربية ال قاتل من أجلها بكل شراسة إلى أن تجاوز الستين من العمرء ذلك 
أنه في خرائط الصف الدراسيء نرى التخييل أو القصّ يتسرّب إلى الواقع. انظر "76ععمذ]' ع١‏ 1اهل١‏ 
مامعتمعج5 ماللبواءء5< ا8 لحنة". 
14) قارن؛ بخلاف ذلك؛ 'كلءءئ6 - 62[5' أو '5معع218' » الذين كأن عقدورهم., ابتداءً من كاليه [أي ابتداء من 
ضفة المانش الفرنسية (ث د)]» أن يظهروا فجأة في أى مكان على ظهر الكوكب خارج المملكة المتحدة. 
5) حول أصول وتطور هذه المدرسة الشهيرة: انظر ",رعا4110 تع 0ونأقعنالظئ] رتطناه طزناهكل/8ة باملطم 
41-9 .مم". وحول دلالتها السياسية؛. انظر "ما وعنمة2 أو11116أ20 ملاقطتصعوره/ة ععاطعهطء5 طتبخر 
18-1 ,12-14 .مم بقعتقه ادعلا عماءادءم5- طاعمء8". كان مقر المدرسة في الاصل في سان لويس 21 
ولم يكن لها اسم, ثم انتقلت إلى غوري؛ قرب داكار في عام 1913. ثم »ميت بعد ذلك باسم وليم ميرلو بوني» 
الحاكم العام الرابع لإفريقية الغربية الفرنسية (1915-1908). ولقد أخبرني سيرج ثيون أن الاسم وليم 
(بخلاف غليوم) كان رائجاً جد في المنطقة حول بوردو. وهوعحق بالتأكيد في نسبته هذه الشعبية إلى الروابط 
التاريخية مع إنغليزا ال أقامتها بحارة الخمور؛ غير أنه يبدو ممكناً بالمثل أنه يعود إلى الحقبة الن كانت فيها 
بوردو لا تزال جزءاً مكيناً من المملكة النِ تحكمها لندن. 
6) لا يبدو أن ثمة شيئاً مشابهاً في إفريقية الغربية البريطانية» سواء لانّ المستعمرات البريطانية لم تكن 
متمادية أو متلاصقة. أو لأنّ لندن كانت من الثروة واللبرالية بما يكفي لأن تقيم المدارس الثانوية في الوقت 
ذاته تقريباً في المناطق الكبرى: أو بسبب المحلية ال كانت تتمتع بها المنظمات التبشيرية البروتستانتية 
المنافسة. فمدرسة أكيموتاء وهي مدرسة ثانوية أقامتها الدولة الكولونيالية في أكرا عام 1927» سرعان ١‏ 
ما غدت قمة أساسية في هرم تحليمي نوعي في ساحل الذهب, وبعد الاستقلال كانت المكان الذي بدأ فيه 2 
أبناء الوزراء يتعلمون كيف يخلفون آباءهم. وكان لقمةٍ منافسة» هي مدرسة مفانتسيبيم الثانوية؛ ميزة 
السّبق (حيث تأسست عام 1876)؛ وعيب المكان (ساحل الكاب) وشبه الاستقلال عن الدولة (فقد ظلت 
في أيدي طائفة معينة حتى فتزة لا بأس بها بعد الاستقلال). وأنا أدين بهذه المعلومات إلى محمد خباس. 
7) فقد أدى هذا المعنى» من بين ما أدى إليه؛ إلى قيام حزب شيوعي هندوصين لجيل واحد (1930- 
1) شارك فيه لفنزة» شباب لغاتهم الام هي الفيتنامية» أو الخمير أو اللاوسية. واليوم, يُنْظر إلى 
0 هذا المحزب في بعض الأحيان على أنه بحرد تعبير عن "نزعة توسعية فيتنامية قدبمة". والواقع» 
نَ الكومنترن هو الذي أنحبه انطلاقاً من النظام التحليمي (وبدرجة أقل الإداري) في الحند الصينية 
0 نسيةة 
8 بحري مناقشة هذه السياسة على نحو كثيف وشامل فى "ع5»صتدماء الا - معصدم' ,لإااعكا عوزلوموط اله 
8 م« 1918 ,ؤاهه0طه5'". ومن سوء الحظء أنّ هذه الدراسة تركز بصورة -صرية على سكان الهند 
الصينية الذين يتكلمون الفيتنامية. 
9) إنئ أستخدم هاتين التسميتين اللتين قد تكونان خرقاوين لكي الح على الاصول الكولونيالية لهذين 
الكيانين. حيث بُمِعت "لاوس" من بجموعة من الإمارات المتنافسة» على نمو ترك أكثر من نصف السكان 
الناطقين باللاوسية في سيام. وحدود "كمبوديا" لا تتماشى مع أي امتداد تاريخي محدد للمملكة ما قبل 
الكولونيالية» ولا مع تورّع الشعوب الناطقة بالخميرية. وقد انتهى الأمر ببضع مئات الالاف من هؤلاء 
البشر إلى الحصار في "الصين الكوتشينية". ليشكلوا عرور الوقت تلك الجماعة المميزة ال تعرف باسم 





الجماعات المتخيّلة . . . 


المخمير الحمر (خمير أسفل النهر). 

0) ولقد جرى السعي وراء هذا الهدف عبر إقامة مدرسة دي بالي العليا في ثلاثينيات القرن العشرين 
في فنوم بنهء وهي مدرسة دينية التحق بها الرهبان الذين يتكلمون الخميرية واللاوسية على حدّ سواء. 
ويبدو أنّ امحاولة لتحويل الأنظار البوذية عن بانكوك لم تنجح تاما. ففي العام 1942 (بعد فترة قصيرة 
من استعادة سيام سيطرتها على قسم كبير من ثمال غرب "كمبودج" عساعدة يابانية)؛ أوقف الفرنسيون 
أستاذاً جليلاً من أساتذة المدرسة لحيازته وتوزيعه مواد تعليمية تايلندية هدّامة". (الارجح أنّ هذه المواد 
كانت بعضاً من النصوص المدرسية القومية القوية الن أنتجها نظام الفيلد مارشال بليك فيبونسونغرام 
(1944-1938) المناهض للفرنسيين بشدة. 

1) انظر "146 .م ,1920-1945 ,أهنئا' مه 1220118102 عدعمتدماعا/ا ,دكا .0 1221010" ولم تكن 
أقل إزعاجاً تلك النزجمات الصينية المهرّبة لكتاب فرنسيين مثيرين للقلاقل مثل روسو. انظر "رلزااء>! 
9 .م "5020015 عوع سقماءا/ا - معموظ" ". 

2) عادة ما تُعزى هذه الكتابة؛ في شكلها النهائي, إلى المعجميّ الموهوب ألكسندر دو رودسء الذى نشر في 
العام 1651 معجمه اللافت تناصتئها أء مسمهاتكن! علتباء ةا تمت طتتة مسنالعقده0ء11. 

3) "كان معظم الموظفين الكولونياليين الفرنسيين في أواخر القرن التاسع عشر . . مقتنعين بأن تحقيق 
بخاح كولونيالي دائم يقتضي تقليص ضروب النفوذ الصين أشدّ التقليص. عا في ذلك نظام الكتابة. 
وغالباً ما نظر المبشّرون إلى الفئات الكونفوشية المتحلمة على أنها العقبة الاساسية في وجه تحول فيتنام 
إلى الكاثوليكية ذلك التحول العام. ولذلك كانوا يرون أنَّ التخلص من اللغة الصينية هو في الوقت ذاته 
. عزْلٌ لفيتنام عن إرثها وتحييدٌ للنخبة التقليدية". انظر "145.م ,0هنانلهم1 عكعوسقمكة؟ رعدال.". 
' ويورد كيلي ما يقوله أحد الكتاب الكولونياليين على النحو التالي: "في الواقع؛ إن تعليم ال كواك نفو 
٠‏ وحدها.. سوف يؤدي إلى إيصال الكتابة الفرنسية؛ والأدب الفرنسي؛ والفلسفة الفرنسية وحدها إلى 
٠.‏ الفيتناميين» وهذا ما نود [أن يكونوا عرضة له]. فتلك هي [الأعمال] الي نرى أنها مفيدة لحم ويسهل 
٠‏ استيعابها: تلك النصوص الي نترجمها إلى ال كواك نفو ليس غير". انظر "035656]ء171- معصمر؟ ,نرااع>ا 
2 .م ,ووأاممطءعك". 

4) انظر المصدر السابق» ص 15-14. أما الشريحة الدنياء الواسعة من سكان الهند الصينية فقد حتّهم 
الحاكم العام ألبرت ساروت (واضع قانون التعليم العام في 1917) على "تعليم بسيط. مقتصر على 
الاساسيات؛ يتيح للطفل أن يتعلم كل ما هو مفيد له أن يعرفه في عمله المتواضع كمزارع أو صانع لكي 
يحسّن ظروف وجوه الطبيعية والاجتماعية". المصدر السابقء ص 17. 

5) في العام 1937. كان إجمالي الطلاب المسجلين 631. وكان 580 منهم في كلين القوق والطب. المصدر 
السابق. ص 79؛ وانظر أيضًا الصفحات 79-69, الن تروى تاريخ هذه المؤسسة الغريب» حيث تأسست 
عام 1906: وأغلقت عام 1908»: وأعيد فتحها عام 1918: ولم تكن قطء حتى أواخر ثلاثينيات القرن 
العشرين» أكثر من مدرسة مهنيّة يُرْعَمِ أنها جامعة. 

6) با أنن ساركز أدناه على الخمير والفيتناميين. فقد يكون هذا هو المكان المناسب لكي أشير بإيجاز 
إلى بعض اللاوسيين البارزين. فرئيس وزراء لاوس الحالي» كايسون فومفيان التحق بكلية الطب في 
جامعة هانوى في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين. ورئيس الدولة» الامير سوفانوفونغ؛ تخرج من مدرسة 


234 








الموامش . . . 


ألبير ساروت في هانويى قبل حصوله على درجة في الهندسة من فرنسا. وأخوه الأكبر. الأمير فيتسارات 
راتانافونفساء الذي رأس حكومة لاووس الحرّة الى لم تعش طويلاً فيفينتيان من تشرين الأول 1945 إلى 
نيسان 1946» كان قد تخرج في شبابه من ثانوية شاسيلوب-لوبا في سايغون. وقبل الحرب العالمية الثانية, 
كانت المؤسسة التعليمية الأرفع في "لاوس" هي كلية بافي الصغيرة في فينتيان [وهي مدرسة عليا للشباب. ١‏ 
[انظر "104-105 .مم ,0هنآ أعطلة5 ,2251017 .ل امء05ل". وانظر أيضًا "'3349, ,205.آ 01 مهالا مم1 : 1 
6 304 12 .مم. وهذا الرقم "3349" هو الاسم الخركي لفيتسارات راتانافونفسا] وما له دلالته في 2 
اعتقادي, أن هذا الاخبر في روايته أيام دراسته الاخيرة في باريس, لا ين يتكلم بصورة منتظمة وغير ١‏ 
واعية عن رفاق صفه اللاوسيين. والخمير» والفيتناميين على أنهم "الطلاب الهندوصينيين". الصدر ١‏ 
السابقء ص 15-14. 

7) هكذا جرى فى 1918-1917 إقامة "قسمين عليين" فى ثانوين شاسيلوب-لوبا وألبير ساروت اللتين 
كانتا "موحّدتين" في السابق. وهذان "القسمان المحليان" تحولا على التوالي في النهاية إلى ثانوية بتروكي 
وثانوية امحميّة (المصدر السابق. ص 63-60). ومع ذلك؛ فقد واصلت أقلية من ال 0©5غع1001 المحظطوظين . 
الالتحاق بالمدارس الفرنسية "الحقيقية" (مثل الأمير نوردوم سيهانوك الذي درس في مراهقته في 
شاسيلوب-لوبا)» في حين أنّ أقلية من "الفرنسيين" (بصورة أساسية أوراسيين وعليين ذوي مكانة ١‏ 
قانونية كالفرنسيين) التحقت ببتزوكي ومؤسستها الشقيقة فيهانوي. | | 0 
8) يلاحظ مار أنه في عشرينيات القرن العشرين "حتى العضو الأكثر تفاؤلا بين أعضاء الإنتلجنسيا ‏ 2 
[ال تكتب بال كواك نغو] ما كان يمكن أن يمن أنه بعد عقدين وحسبء سيكون مواطنو جمهورية فيتنام 
البمقراطية قادرين على القيام يجميع شؤونهم الهامة -السياسية» والعسكرية, والاقتصادية: والعلمية. 
والاكادجية» بالفيتنامية المنطوقة المرتبطة بنظام كواك نفو الكتابي". انظر كتابه (ء565قماء1/؟ 
0 .م ,17201107). ولقد شكل ذلك مفاجأة غير سارة للفرنسيين. 

9) من المفيد أن نعلم أن واحدة من أولى القضايا ان طرحها القوميون الخمير الأوائل في أواخر 
ثلاثينيات القرن المشرين هي "التهديد" الذي يمثتله تحويل السلطات الكولونيالية الكتابة الخميرية إلى ال 
كواك نخو. 

0) لم يمر اتباع هذا النموذج مباشرة في فينتيان. ويشير توى إلى أنه في سياق ثلاثينيات القرن العمشرين لم 
يتخرج سوى 52 لاوسي من مدرسة بافي [الِنَ يطلق عليها اسم ع6علراء أو مدرسة ثانوية» خطأ]» بعكس 
الفيتناميين الذين تخرج منهم 96. انظر " 40 .م ,1205". 

31) ركا يكون هذا التدفق قد توازى مع تأسيس النظام المدرسي الفرانكو - فيتنامي» من حيث أنه حاد 
بالفيتناميين عن منافسة الرعايا الفرنسيين في أجزاء الهند الصينية الشرقية؛ الأكثر تقدماً. وفي العام ١‏ 
7 كان هناك 39000 أوروبي يعيش فى "الصين الكوشينية"؛ و "أنام". و "تونكين"؛ ولم يكن هناك ١‏ 
سوى 3100 قْ "كمبودج" و "لاوس" محا: انظر "23 .م رقه 1 لل122 عوع صسفقماء للا رسهالز". 

2) المواد المتعلّقة بسيرة هؤلاء الرجال تلطف بتقدعها إليَ ستيف هيدر. 

3) توق عام 1950؛ فى هجوم بالقنابل على مقرّات الحزب الديمقراطي نظمته يد بهولة» لكنها قد تكون 
يد أميرية. 

4) نشرته مكتبة الأصدقاء الأحرار في فنوم بنه. وكلمة "مضل" هنا تعود إلى أنّ النصّ برمّته بالخميرية. 












2355 


الجماعات المتخيّلة . . . 


أما تفاصيل سيرة إيو كويوس. المستمدة من الكتاب الصادر عام 1964 عناسبة ذكرى إحراق جثته, فقد 


تكرّم بتمريرها إليَ ستيف هيدر. 
,0ن أ0لاع! لهصه )دا مقزوعص 1200 عط ,لاع ؟] لممطاصم :2 1 ععام قط ن) رذ اهمه ئدلط يمتطدكا ع5 .35 
5511 ,قكاع11650 عمعوعع 015 عله دعع م0 ,علخ أمدعاط لتة 6 'تعأمدطك ,1945-50 


36) تمل الاستثناء بحمهورية مولوكاس الجنوبية الجهيضة. فالأمبونيين المتحولين إلى المسيحية لطاما كانوا 

مُجْنّدون في المجيش الكولونيالي القمعي ذلك التجنيد الكثيف. وكثير من هؤلاء قاتل تحت قيادة فان موك 

ضدالجمهورية الإندونيسية الثورية الوليدة؛ وبعد اعتراف هولندا باستقلال إندونيسيا في 1950؛ كان لدى 

هؤلاء ما يدفعهم لان يتوقعوا مستقبلاً غير سار. 

1 7) أنظر ذلك الوصف القيّم فى ",'1902 0 ونية!8/12 دعنله] «أمعصاوع كم[ مواععه ها ممقطاه!! مامل 

65-92 .مم ,(1979 أضصة) ,27 وأوعمملم]". 

38) شكل اليش "شيئا أشبه ب الطائفة اللاقومية» ال عاش أفرادها حتى في حيواتهم الخاصة؛ على 

نحو تميّر عن بيناتهم القومية وغالباً ما كنوا يتحدثون لغة خاصة, هي "الألمانية المالية", الي تُمْيَت بهذا 

الاسم بقصد السخرية من قبل أنصار الالمانية الادبية؛ وعنوا بذلك خليطاً لفويا غريباً لا ياخذ القواعد 

النحوية على محمل الد. انظر "144.م ,مهنانااه55ا6 ع1 رأدمةل". 

9) ليس بالمعنى الواضح وحسب. لأن هولنداء للقاصد وأغراض شتىء لم يكن لديها سوى مستعمرة 

واحدة» وهي مستعمرة ضخمة ومربحة كثيرًا على هذا الصعيد. كان من العملي اما أن تدرّب موظفيها 

في 0160504381 (واحد) غير أوروبي. وعرور الزمن» ظهرت مدارس وكليات خاصة في المتروبول لكي تُعِدَ 
موظفيّ المستقبل لفويا. أمَا بالنسبة للإمبراطوريات متعددة القارات كالإمبراطورية البريطانية فما كان 

من الممكن ل 0160511881 واحد حلي أن يكون كافيا. 

0) إِنَ وصف مار للتطور اللخوي ف الهند الصينية الشرقية موح كثيرًا بهذا الصدد. فهو يلاحظ أنّه 

في أواخر العام 1910 تقرياً "كان معظم الفيتناميين المتحلمين يفترضون أنّ الصينية أو الفرنسية» أو 

كليهماء همأ طريقتان أساسيتان للاتصال "الرفيع". انظر "137 .م ,1201100 ع5عصهمءة؟". غير 
أنّ الامور سرعان ما تغيرت بعد العام 1920: وكان أحد أسباب ذلك تشجيع الدولة كتابة ال كواك نغو 
الصوتية. ففي ذلك الحين "تنامى الاعتقاد بأنّ الفيتنامية المنطوقة هي مكوّن هام ورعا أساسي من 
مكؤنات الهوية القومية. بل إن المثقفين الذين يتقنون الفرنسية أكثر من لفتهم الأم راحوا يقدّرون 

أهمية الحقيقة الن مفادها أنّ 8596 على الأقل من أبناء بلدهم يتحدثون اللغة ذاتها"” (ص 138). ولقد 

٠‏ أدركوا آنئذ أشدّ الإدراك دور التعليم الجماهيري في تقدم الدول الامم في أوروبا واليابان. غير أنّ مار يبيّن 

أيضاأنه لم يكن هنالك لفترة طويلة من الزمن أي تعالق واضح بين التفضيل اللغوي والموقف السياسي: 

"تأييد اللغة الفيتنامية الأم لم يكن أمرأ وطنياً بد ذاته» شأنه شأن تشجيع اللغة الفرنسية الذي لم يكن 

يدل بحد ذاته على تواطؤ مع المستعمر أو تعاون معه" (ص 150). 

41) أقول "من الممكن" لأن من الواضح أنّ هنالك وَهْرّة من الحالات الن رُفْضَت فيهاء وتُرْفْضء هذه 
الإمكانية. ومثل هذه الحالات. كباكستان القدمة مثلاء فإنَ التفسير ليس التعددية التقافية-الإثنية؛ بل 
رحلات الحج الممنوعة. 

42) انظر "107.م ,لصداءء51 ,كعطعن!] عامما01:15". وهذا النص الممتاز» الذي يعبر سيتون - 
واطسون عن إعجابه به بحق» هو أساس النقاش الذي يلي. 


236 














الموامش . 


3) المصدر السابق. ص 218. لقد قمت بإقحام التواريخ بنفسي. 
4) المصدر السابقء ص 85. 0 
5) إضافة إلى أراغوس؛ وسانت غالين وغريسونز. وهذه الأخبرة تحظى باهمية خاصة اليوم لانها الوطن .. 
الباقي للغة الرومانشية ء150:2805, وهي اللغة الأكثر سويسرية بين لغات البلاد القومية. غير أنها ٠‏ 
مكانة لم تحققها إلا في العام 1937! المصدر السابق» ص 59 و 85. 

6) يمكن أن نلاحظ بصورة عابرة أن مدام دوستايل لم تعش لكي ترى ولادتها. وإضافة إلى ذلك؛ فإن 
عائلتهاء مثل عائلة سيسموندي. هي من جنيف. الن كانت دويلة مستقلة خارج "سويسرا" حتى العام 
5. فلا عجب إذاً أن القومية السويسرية قد اتّكأت بخفة" على عاتق هؤلاء. 0 
7) المصدر السابقء ص 173 و 274. كان لا بد لاية "طبقة وسطى مثقفة" فى القرن التاسع عشر من 
أن تكون صغيرة جداً. 

8) المصدر السابق. ص 86. التشديد لي. 0 
9) لقد وَسَم غياب الملكيات أيضًا الرابطة الخائزية؛ وهي حلف سياسي ضعيف من الإشكالي أن ننسب 72 
إليه صفات الدولة أو الأمة. ّ 
0) المصدر السابقء ص 274. 

51) المصدر السابق. ص 60-59. التشديد لي. 

2) نادراً ما يخفي رفع مكانة الرومانشية عام 1937 هذه الصورة الاصلية. 

3) كانت بنية هنفاريا الاجتماعية متأخرة أيضًاء لكن الأرستقراطيين الماجيار كانوا وسط إمبراطورية 7 
سلالية ضخمة متعددة الإثنيات؛ لم تشكل منها جماعتهم اللغوية المزعومة سوى أقلية» وإن تكن أقلية - 
بالغة الأهمية. أما الاوليغارشية الارستقراطية في سويسرا الصغيرة» الجمهورية فلم تكن قطّ مهدّدةٌ 7 
على هذا النحو. 0 
4) انظر "37 .م ,5)0ع1أصة8/1 )ىأطناتم م00 ع1 ,دعا808 200 813". ومَن غير ماركس كان يمكن أن 
يصف هذه الطبقة الن غيرت العالم بأنها كانت "مُطاردة". 












8) الوطنية والعنصرية رص 152-143) 
1) انظر المقطع الموجود فى "14-15 .مم ,888 01 منا-كلد8,6 ,7[]8(50", وقول هوبسباوم المنطوي على 
شيء من التبسيط: "الحقيقة الأساسية [هي] أن الماركسيين كماركسيين ليسوا قوميين"» انظر (5077 
0 .م ركصمناءء1/ع]1). 0 
2) هل يكن للقارئ أن يذكر مباشرة ولو ثلاث من ترنيمات الكراهية؟ إِنّ المقطع الثاني من حفظ الله ٠‏ 
الملكة/ الملك مكتوب على ذلك النحو الدال: "أيها الربّ هنا انهض/ شتّت أعداءها/ أعداءه./ واجعلهم ٠١‏ 
يخفقون؛/ أصب بالخرى سياساتهم»/ أخبط حِيَّلهم الماكرة؛/ آمالنا معلقة عليك؛/ ليحفظن الله جميعاً". 
لاحظوا أنّ هؤلاء الأعداء لا هوية لحم ويمكن أن يكونوا من الإنغليز كما بمكن أن يكونوا أي أحد آخر 
لأنهم أعداؤها/ أعداؤه وليسوا "أعداءنا". والنشيد برمّته تسبيحٌ بحمد الملكيّة» وليس بحمد الامّة/ أمَة 

ماء حيث لا تُذكر هذه الأخيرة قط. 

-29 .مم ,هلانالكومعاط - معلالك وللبند بلقعنظ عل "وؤال4 ممسنكانا" 81 بوملزعلا عل .0 عررلول عع5 .3 


257 


الجماعات المتخيّلة . . . 


-(لمه10ةاقصقء! عطا) 101-102 لمح ,90 

4) غير أنها سرعان ما تُرْجمَت إلى لفة التاغالوغ من قِبَل الثوري الفيليبيئ العظيم أندريس بونيفاشيو. 
وتوجد هذه التزجمة في المصدر السابق. ص 109-107. 
5) لا ينبغي هذه الصياغة بأي حال من الأحوال أن تؤخذ على أنّ المحركات الثورية لا تسعى وراء أهداف 
مادية. لكن هذه الاهداف لا يُنْظر إليها كمجموعة من المكتسبات الفردية؛ بل على أنها الشروط 
الضرورية لما يدعو إليه روسو من :ناء0001 [سعادة] مشتركة. 
أ) "التراب للنزاب» الرماد للرماد» الغبار للغبار": من كتاب الصلوات (ث د). 
6) قارن هذه الجوقة الكورالية الن تنشد بلا آلات موسيقية بلخة الحياة اليومية» ال عادةٌ ما كُتَبّر على 
أنها حوار وتبادل على طريقة الجوقة المنقسمة فريقين. 
ب) المارسيليز 7137561112156 هو النشيد الوطئ الفرنسيء» وفالسنغ ماتيلدا 118110 110112108 أغنية 
شعبية أسترالية بالغة الشهرة لدرجة أنه يُشار إليها على أنها النشيد الوطئ غير الرعي لاسرالياء أما 
إندونيسيا رايا 8إ163 100006512 فهو النشيد الوطئ الإندونيسي (ث د). 
ج) عادة ما يُطلق اسم الآباء الحجّاح (21065 «زنرع!ز0) على مستوطئ مستعمرة بليموث الأوائل 
الذين كانوا قد فرّوا من إنقلتزاء لاسباب دينية» إلى هولندا أولاً ثم إلى أميركا الشمالية حيث أسسوا 
مستعمرتهم عام 1620 وعانوا الكثير لدرجة أنّ قصتهم صارت موضوعا أساسياً في تاريخ الولايات 
المتحدة وثقافتها (ث د). 

1-2.مم ,كأو/الا دعأتهطن 01 وججعه2 عط مذ "عئ85100 مطهل عتك 1ه لمسرظ ع1" .7 
8 انظر "لااعغة! 5عم]نا المعطعانامء5 عطا 05 عوؤسسمعولط لل بره ,لمسا8 - عمعلا ,وتطم )مل ركز 





72-3 .مم بأأه1:ه!8! ما لصلاه؟". وبشأن "عط:نا 01 2ؤنلن,ء51 02516ه:م ع5)", قارن مع الأسقف أوتو 
الفريسنغي. 37 ١ ١‏ 5 
9) لكن "إنغلتزا" لا تذْكر بين هذا الْجِمُع. وهذا يذكرنا بتلك الصحف الإقليمية ال جلبت العالم كلّه؛ عبر 
الإسبانية» إلى كاراكاس وبوغوتا. 

4 .م غ2 ,15-44 .مم بونماظ8 تقل ماتمع ل ,10 
1) أصفوا إلى هذه الكلمات! لقد عدّلت التهجئة الاصلية بحيث تتماشى مع العرف الحالي ولكي أجعل 
المقبوس برمّته مسألة صوتية. 
د) (0015ع) كلمة مهينة أشدّ الإهانة كان يطلقها الأميركيون على أبناء الشرق الاقصىء خاضة 
الفيتناميين. وتعن الوسخ والقذارة» و(21005) مثلها كان يطلقها الفرنسيون على أبناء ثمال إفريقية, 
خاصة الجزائريين» وتعئ فئران (ث د). 
12) والمنطق الذي يقف خلف مثل هذه الرطاتات هو على النحو التالي: 1- سوف أموت قبل أن يُتاح 
لي اختراق لغتهم. 2- إنن أملك من القوة ما يبرهم على أن يتعلموا لفن. 3- لكن ذلك يعن اختراق 
0 خصوصيين. ونحعتهم بأنهم "60015" هو تجرد ثأر بسيط. 

1 .7 200 337 .مم ممتقاء8 6ه مرا لوء,8 ع1 .13 
14) لاحظوا أنه ما من مقابل واضح وواع لكلمة "مائل". فهل تشكل كلمة "مدوّر" مثل هذا المقابل؟ 
1 أم أنها "مستقيم"؟ أم "بيضوي"؟. 

. ه) وذانقط0 و 7/.0, لفظتان تنطويان على إهانة كان يُشار بهما إلى الفيتكونغ. و ال 5عطء80: فهي 








اهوامش . . . 


لفظة مهينة يشير بها الفرنسيون إلى الالمان. وال 5هن!1ء هي أيضًا لفظة تُستخدم كإهانة للألمان» 
خاصة بعد الترب العالمية الاول» وهي مستمدّة من الهان» وهم شعب بدوي رعوي غزا أوروبا في القرنين 
الرابع والخامس. أما ال 21305 فلفظة تُستخدم كإهانة لليابانيين: في حين تُستخدم ال دوم" لإهانة 
الفرنسيين (ث د). 

15) فى الحقيقة» ليس في حقبة أسبق وحسب. فثمة نفحة من دكان الانتيكات تصدر عما يقوله ريجيس 
دوبريه: "لا يسعي أن أتصوّر أي أمل لأوروبا إن لم يكن تحت هيمنة فرنسا الثورية» ال تمسك راية 
الاستقلال بقوة. وإنئ لأتساءل في بعض الأحيان إن لم تكن الأسطورة "المناهضة ل ءطء80" وعداؤنا 
العلماني لألمانيا سيغدوان ذات يوم لا غنى عنهما لإنقاذ الثورة» أو حتى لإنقاذ إرثنا الديمعقراطي -القومي". 
أنظر "41 .م ,رصممناكعن0) لهممناد]8 مه لمكتصة/8" . 

6) تكمن أهمية ظهور الصهيونية وولادة إسرائيل في أن الأولى تِسِمُْ إعادة تيل جماعة دينية قومية 
بوصفها أمَة لها وجودها بين الأمم الأخرىء في حين تشير الثانية إلى تخبّر خيميائي من المؤمن التائه إلى 
الوطيّ المقيم. 

7) "ومن طرف أرستقراطية الأرض جاءت تصورات التفوق الموروث لدى الطبقة الحاكمة. وحساسية 
المنزلة» وهي مات ظلت بارزة وصولا إلى فترة متقدمة من القرن العشرين. وباغتذاء هذه التصورات 
من منابع جديدة. أمكن لا لاحقا أن تفدو أشدّ سوقيّة [كذا] وأن تروق للشعب الاألماني ككل في 
عقائد التفوق العرقي". انظر "280 منط5:م)هاء1آ 01 كماع0 لوأء50 ,.ءل ,1/001 ممأعومصسد8 
«٠. 6‏ ,106110180" 
8) تواريخ غوبينو لحل دلالتها الكاملة. فقد وُلِد عام 2.1816 بعد عامين من عودة البوربون إلى عرش 
فرنسا. وبرز في مهنته الدبلوماسية. بين 1877-1848؛ في ظل إمبراطورية لوي نابليون الثانية ونظام 
ماري إدمي باتريس موريسء والكونت دو ماكماهون, القنصل الإمبريالي السابق في ا جزائر؛ ذلك النظام 
الملكي المرجعي. أمَا كتابه مقالة في عدم تساوي الأعراق البشرية فقد ظهر عام 1854: هل يُفْتَرَضِ بنا 
أن نقول إن ذلك كان ردّاً على ثورات 1848 القومية الشعبية المناصرة للفّة احلية؟ 

9) لم تقف عنصرية جنوب إفريقية؛ في عصر فورستر وبوتاء في طريق العلاقات الودية مع السياسيين 
السود البارزين في بعض الدول الإفريقية المستقلة (مهما يكن الحذر في تلك العلاقات). وإذا ما كان اليهود 
قد عانوا من التمييز في الانحاد السوفياتي» فإن ذلك لم يحل دون قيام علاقات عمل عترمة بين بريحينيف 
وكيسنجر. 

د) اللوحة الحيّة. أصةلاأ/ا دادءاط42» تعبير يشير إلى مشهد يقدّمه على المخشبة نمثلون يرتدون الأزياء 
المناسبة لكنهم يبقون صامتين وبلا حراك كما لو أنهم في لوحة أو صورة (ث د). 

0) يمكن للقارئ أن يمد بجموعة مدهشة من صور مثل هذه اللوحات الحيّة في الإنديز الهولندية (مع نص 
ساخر تلك السخرية الانيقة) فى ""ع0اء00 0ممع1 ,"دزتلط عل مماعر8 .8". 


50 8[ 0105 عط 1 .3 .م رتعلوع] أأعجم0 عط1 مذ "أتمقطمعاط مه عملغمصط5" ,أاء/0 ععرمء0 .21 
٠0م‏ تعاض 01 عؤتنامء 01 عئة كاءعاعةرط 


2) كان (عآالل>! رتعوعآ طعونلصا - طعدامةارو لعل( عاززاءامتده»1) منفصلاً اما عن (تمعع.آ عا زناعاصتمه >1 
[»ا) فى هولندا. ومنذ البداية تفريباًء كان ال ع:فعصدراظ دماع6.] منوعاً قانونياً من القيام بعمليات على 
الارض الفرنسية في قارة أوروبا. 








الجماعات المتخيّلة . 


1894 ,22 ععطاممععع 2[ 1ه معناعا .84 .م ,(1894-1899) عوعقدع 51203 عل اء رعاده1 نال 5عناع] .23 
أ0ضقطط تمر 


4) انظر "56 .م ,ننطط معاظ معال”طا أه عوعزك عط بعمواط المسد بمعلا و كز لاع رللهط .ظ لمممعع8 ". 
يمكن للمرء أن يتخيّل شبح كلاوسفيتز وهو يرتحف. [السباهي كلمة عثمانية الاصل كانت تعين فرسان 
"الجبيش الثاني" من المرتزقة غير النظاميين في الجزائر]. صحيحٌ أنّ فرنسا ليوتي ودولاتر كانت فرنسا 
جمهورية. إلا أنّ ال عغاعن! 012206 ( الخرساء العظيمة) الثرثارة فى الغالب كانت منذ بداية الجمهورية 
الثالثة مأوى للارستقراطيين الذين كانوا يُفُصون عن السلطة على نحو متزايد في جميع مؤسسات الحيات 
العامة المهمة الأخرى. وفى العام 1898.: كان ربع الحمداء والالوية 0 الأرستفراطيين. بل إنَّ سلك 
الضباط هذا الذي سيطر عليه الارستقراطيون كان حاا بالنسبة للإمبريالية الفرنسية في القرنين 
التاسع عشر والعشرين. "إن السيطرة الحارمة المفروضة على الجيش في المتروبول لم تمتدّ قط ذلك 
الامتداد الكامل لتطال فرنسا ما وراء البحار. ويعود جزء من توسّع الإمبراطورية الفرنسية في القرن 
التاسع عشر إلى مبادرة منفلتة قام بها القادة المسكريون في المستعمرات. فغرب إفريقية الفرنسي هو 
إلى حدٌ بعيد من صنع الجنرال فيديرب» وتدين الكونفو الفرنسية بقسط كبير من امتدادها إلى الغزوات 
العسكرية المستقلة ال كانت تستهدف الداخل. وضباط اليش هم المسؤولون أيضًا عن سياسات الأمر 
الواقع ال أدت إلى جعل تاهين بحمية فرنسية في العام 1842» كما أدت بدرجة أقلء إلى احتلال فرنسا 
تونكين فى الهند الصينية في غانينيات القرن التاسع عشر . . وفى العام 1897 ألخى غاليين الملكية في 
مدغشقر دوا إبطاء وقام بترحيل الملكة» كل ذلك دون أن يستشير الحكومة الفرنسية: ان قبلت لاحقاً 
هذا الآمر الواقع ...". انظر ".مم ,1945-1962 رذع اتاو مز بيصعة طعمعءظ عط بمتعاطسم .5 مطمل 
2 لمة 10-11". 

5) لم أسمع قط بأي كلمة بذيئة تشير إلى "الهولنديين" أو "البيض" سواء في الإندونيسية أو المجاوية: بخلاف 
ذلك الكنز من الكلمات الأكلوساكسونية البذيئة: 7185815 [لإهانة الزنوج]. 5م80 الإهانة الإيطاليين]» 
115 [لوهانة اليهود]» 22165ناللالا022؟ .518815 ,5ا00ع [لإهانة السودانيين» والزنوج عموما]ء ومئات 
غيرها. ولعل هذا الخلو من الرطانات العنصرية يصح بالدرجة الآولى على الشعوب المستعمرّة. أما السود 
في أميركا -وفي غير مكان من دون شك - فقد طوروا معجماً مضاداً متنوعاً (5لا019» وع ل كإدمط [كلتاهما 
تُستخدمان في إهانة البيض]. إ2). 

6) ورد هذا فى "عطا مذ كأمعدء 80108 عوابمهط تممكنامبع1 لمة مفؤلاكوط ,ماعا] ملأوميعع 
8 .م ,1840-1910 ,وعماممزازط". دامت جمهورية ساكاى الثورية حتى العام 21907 حين أسره 
الأميركيون وأعدموه. ولكي نفهم الجملة الأول ينبغي أن نتذكر أن ثلاثة قرون من الحكم الإسباني 
والحجرة الصينية كانت قد أنتجت شعبا غتلطاً ضخماً في تلك الجزر. 


9) ملاك التاريخ (ص 158-153) 
1) انظر الصفحتين 18-17. التشديد لي. والمقبوس داخل هذه الفقرة هو من كتاب "وعانهط© 


8 .ص ,01015 51م00) أوءزلوط جرعله184 رعممتد عاءمعلع"., 
أ) إشارة إلى الهزائم المنكرة الي أنزها القائد العسكري الألماني هندنبرج ورئيس أركانه لودندورف بالروس 





الهوامش . . 


في بداية المحرب العالمية الأولى في تاننبرغ ثم عند البحيرات المازورية. ومن المعروف أنّ ثمة علاقة وثيقة بين 

ثورة أكتوبر البلشفية والحرب العالمية الأولى (ث د). 

2) تبعاً لحسابات إدون ويلزء على أساس الجدول 9 ف النتائج النهائية لتعداد السكان لعام 1962 ال 

أصدرتها وزارة التخطيط والمعهد الوط للإحصاء والأبحاث الاقتصادية في كمبوديا. ويقسم ويلر بقية 

السكان العاملين على النحو التالي: موظفون حكوميون وبرجوازية صغيرة جديدة 908 ؛ برجوازية 
صغيرة تقليدية (حرفيون. إلخ) 967,5؛ بروليتاريا زراعية 901,8؛ فلاحون 9678,3. ولم يكن هناك سوى 


0 من 1300 رأعالي يملكون مشاريع مانيفاكتورية فعلية. 
120-17 .م بأعلهك/ظ عوعصتط عطا لصة متقصاء للا .3 


4) وهذا ليس بالمدهش قاماً. ذلك أنّ "البيروقراطي الفيتنامي كان يبدو صينياً؛ والفلاح الفيتنامي كان 
يبدو من جنوب شرق آسيا. وكان على البيروقراطي أن يكتب الصينية» ويرتدي الأرواب صينية الطرازء 
ويركب تَْمَلاً صين الطراز, بل ويتبع الأامزجة والطرائق الصينية فى الاستهلاك اللافت. كاحتفاظه ببركة 
للأعاك الذهبية في حديقته الجنوب شرق آسيوية". المصدر السابقء ص 199. 

5) بحسب إحصاء العام 1937. فإن 9695-93 من السكان الفيتناميين كانوا لا يزالون يعيشون في مناطق 
ريفية. ولم تكن نسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة بأية لغة تتجاوز 9010 من السكان. ولم يتجاوز 
عدد الذين أكملوا الابتدائية العليا (الدرجات من 10-7) يتجاوز 20000 بين 1920 و1938. وما دعاه 
الماركسيون الفيتناميون باسم "البرجوازية الحلية" -الن وصفها مار بأنها تتألف أساسأً من ملاك الأرض 
الغائبين» إلى جانب بعض المقاولين وقلة قليلة من الموظفين الذين يشغلون مناصب عليا - لم تكن تشكل 
في بحملها سوى حوالي 10500 عائلة» أو حوالي 900.5 من السكان. انظر ",ده1:20115 عد هماعلا 21 
7 300 34 ,25-26". قارن مع المعطيات في ال مامش 2 أعلاه. 

6) وكما هو الال بالنسبة للبلاشفة» كان ثمة كوارث ميمونة: بالنسبة للصين, الغزو الياباني الكثيف عام 
7 بالنسبة لفيتنام» انهيار خط ماجينو واحتلافا القصير من قِبَل اليابان؛ بالنسبة لكمبودياء التسرب 
الكثيف الذي راحت تتسرّبه المحرب الاميركية على فيتنام داخل مناطقها الشرقية بعد آذار 1970. ولقد 
تقض النظام القديم في كل حالة من هذه الحالات. سواء كان نظام الكومنتانغ أم نظاماً استعمارياً 
فرنسياء أم نظاماً ملكياً إقطاعياء بفعل قوى خارجية. 

ب) أنكور مدينة تقع في أعماق الغابات في وسط كمبودياء ومعابدها ال تعود إلى إمبراطورية المخمير . 
القديمة من أشهر المواقع التاريخية في العالم. وأبرزها على الإطلاق معبد أنكور وات الذي بناه سريافرمان 
الثاني. وقد ازدهرت إمبراطورية الخمير لمدة 600 عام من القرن التاسع إلى القرن الخامس عشر 
الميلادي» وكانت حضارة متطورة للغاية» كما يتضح من أكثر من ألف معيد ونظام معقد للري ف . 
منطقة أنكور (ث د). 

7 قد يشير المرء ب "نعم" للتجنيد الجماعي (3556 68 ع12/6) والإرهاب (:1620)؛ وب "لا" للتنرميدور : 
والبونابرتية» بالنسبة لفرنسا؛ "نعم" لشيوعية الحرب. والتجميعء وعاكمات موسكوء "لا" للنيب 
(السياسة الاقتصادية الجديدة) ونزع الستالينية» بالنسبة للاتحاد السوفياتي؛ "نعم" لشيوعية حرب 
العصابات الفلاحية؛ والقفزة الكبرى إلى الأمام, والثورة الثقافية» "لا" لمؤتمر لوشانء بالنسبة للصين؛ 
"نعم" لثورة آب والتصفية الرعية للحرب الشيوعي ف الهند الصينية عام 1945, "لا" للتنازلات المؤذية 
الممنوحة للاحراب الشيوعية "الكبيرة" والن شكلت اتفاقيات جنيف مثالا عليهاء بالنسبة لفيتنام. 





241 


الجماعات المتخيّلة . 


8) انظر الوصف الاستثنائي» وغير السجاليّ بأي حال من الأحوال فى "عط :1110 ركةلازط مونو|1 فز 
175 133 .مم لااأواععموء ,ك4 نتعامقطن رعلأكم[ قشم ارماك" . 

ج) روريتانياء 112018:دا*ا بلد خيالي أبدعه أنطوني هوب؛ صاحب رواية سجين زنداء وشكل الخلفية 
ال بحرى عليها أحداث هذه الرواية وسواها من روايات هوب وعدد من الكتّاب الاخرين. بل إن الصفة 
روريتاني صارت تُقْرَن إلى جنس قصصي يُعْرَف بالرومانسيات الروريتانية» فضلاً عن استخدامها في 
الإشارة إلى ما هو افتراضي وخيالي (ث د). 

د) هذه الكلمة الروسية المعنى الذي لكلمة "قومية" أو "/16لهه1:0هم". إنما بارتباط أكبر مع الإثنية 
والعرق» ولذلك فهي أقرب إلى الجنسية والتجنيس (ث د). 

9 من الواضح أنَّ النزعات ال رعنا خطوطها العامة أعلاه لا تميّر الانظمة الماركسية الثورية وحدها بأى 
حال من الأحوال. وما يدفع إلى التزكيز على مثل هذه الانظمة هنا هو الالتزام الماركسي التاريخي بالاعية 
البروليتارية وبتدمير الدول الإقطاعية والرأعالية» ثم الحروب الهندوصينية المعديدة. ويجد القارئ تفسيراً 
ما يشتمل عليه نظام سوهارتو اليمين في إندونيسيا من أيقونات ورموز قديمة في كتابي "200 ء138ا1.208 
5 تعأصقء بقأوعم1200 طأ كععبا أن لدع تلوط عمتعمايرط برعبووط", 

0) الفرق بين اختراعات "القومية الرعية" واختراعات الافاط الأخرى هو عادة كالفرق بين الأكاذيب 
والأساطير. 

2) من جهة أخرىء لعله من الممكن للمؤرخين في نهاية هذا القرن أن ينسبوا جزءاً غير قليل من 
ضروب الإفراط "القومية الرعية" الت ارتكبتها الأنظمة الاشتزاكية ما بعد الثورية إلى التنافر بين 
النموذج الاشتزاكي والواقع الزراعي. 

2) انظر "259 .م ,كدهةقمأصن!!1". عين الملاك هي عين كاميرا متحركة قادرة على الالتفات إلى الوراء. 
وأمامها يتجمع مؤقتا حطام فوق حطام على طريق سريع لا نهاية له قبل أن يختفي عند الافق. 


0) التعداد. الخارطة. المتحف (ص 174-159) 

1) انظر الفقرة الثانية من الفصل السابع. 

أ)تشكلت هذه المستوطنات عام 1826 يجمع مستوطنات سنغافورة (ومعها بجموعة جرر كريسماس 
وكوكوس كيلينغ) وبنانغ (ومعها مقاطعة ولسيلي) وملقا. وفي 1912 غدت لوبوان المستوطنة 
الرابعة. كانت هذه المستوطنات تحت سيطرة شركة الهند الشرقية البريطانية ثم أديرت مباشرة من 
قبل الإدارة البريطانية. وفي الحرب العالمية الثانية احتلتها اليابان. وفى 1946 تفككت ومضى كل قْ 
سبيله الخاص (ث د). 

مذ ندأكتزةل1/2 دأ نزاأء تمطاظ 01 أمعمعسسدوء1/4 لله عمتموعءل/1ة عط" ,ممسمسطعصطل د5عامهط© .2 
552-82 .مم ,(1987 أكناعنتش) 46:3 ,وع01ناأك صواوث 07 .ل ,كمه لكدء15 012553 كناكمع© 01 ؤ5أؤإ[0م 


,"لإعهأمعل10 لواعدكا لمة لإتامممعظ لأوع تلو :0:ز1/1212 أدتده001 مز ععهظ. أه عممتعلولآ ع1" لمج 
330-62 .مم ,(1986 عضاكمة) 1:2 مسصتصمطظ لأدءزعه1مزء50 


3) كان ثمة تشكيلة مدهشة من "الأوروبيين" الذى يحرى تعدادهم طوال الحقبة الكولونيالية. غير أنهم 
في حين كانوا لا يزالون يُصَنَفون في العام 1 تحت عناوين مثل ' 'مقيم' "و "عابر" "٠‏ 'سجين ". باتوا في 
العام 1911 ُمَعون معآ بوصفهم أفراد ' "عرق (أبيض)" . ومن المتفق عليه أن القائمين على التعداد 


242 





الهوامش . . . 


كانوا في حيرة من أمرهم بشأن المكان الذي يضعون فيه أولئك الذين يَسِمونهم ب "اليهود". 
05 0لالمتالط" ,7 ععأمقطء بمتهاكنات امعصسطععدط عطا مط كاعهم0) بلأمع5 ممع ممدزااللا .4 

. " للاناأاع© اأصعع الك علا وا علناأعنماك 
5) في النصف الأول من القرن السابع عشرء تعرّضت المستوطنات الإسبانية في الأرخبيل لحجوم متكرر 
كانت تشنه عليها قوات ال عنمعهممه© عطاء5زلم!-]005 علمأمءعء6/ [شركة الحند الشرقية المتحدة]» . 
أكبر شركة عظمى "عابرة للقوميات" فى تلك الحعقبة. ويدين المستوطنون الكاثوليك الأتقياء بقسط كبير 
من بقائهم على قيد الحياة إلى الحامي الكافر القديم؛ الذي أبقى ظهر أمستدام إلى الخائط خلال شطر 
كبير من حكمه. ولو أفلحت شركة الهند الشرقية المتحدة رما لغدت مانيلاء وليس باتافيا [جاكرتا] هي 
مركز الإمبراطورية "الهولندية" في جنوب شرق أسيا. وفي العام 2.1762 أخذت لندن مانيلا من إسبانياء 
واحتفظت بها ما يقارب السنتين. ومن اللافت أن نلاحظ أن مدريد لم تستعدها إلا مقابل فلوريداء 
والممتلكات "الإسبانية" الاخرى شرق المسيسيي؛ من بين الأماكن جميعاً. ولو سارت المفاوضات على نحو 
غتلف. لامكن للارخبيل أن يرتبط سياسياً بالملايو وسنغافورة خلال القرن التاسع عشر. ١‏ 
(1720-21) ماعصهزك صهنة لمح (1696) المسعماتلط مامدك! دتمخ لكا ,5ل علهاك" ,/زالده1] .© دمكة84 .6 < 


.(1982 ,.كصم لعطذ! أطنامدنا) 
2 لقة 1 ععامقك ,1850-1898 بعلانا عمتمم ألتطط صا عوعصتطت عط1 ,معط اءا/اا مدعلط ,.ع.ء عء5 .7 


8) كانت السفن التجارية تبادل الرير والبورسلين الصينيين بالفضة المكسيكية؛ وكانت مانيلا مغزن هذه 


التجارة لأكثر من قرنين. 
9 نط المطل السابه كيد غري الكلام على ميات الكولونيازية درسي من جهو تحص البوفية 
في كمبوديا عن روابطها القديمة مع سيام. 


.72-4 .مم متطدتاقمهغدل8 نزدلدا/! 1ه مدنع 001 عط! ,8011 دناللا عع5 .10 
1-2 عع أمقط© ,ماك عمتكلظا لصة لمععوعع0) عط 1 لم8 .ل بصعهاا عع5 .11 
ب) الخارطة المركاتورية» م118 11670210518 116, هي خارطة تظهر فيها خطوط الطول والعرض على + 
شكل خطوط مستقيمة وليست منحنية (ث د). : 
بطبطط) "مسدزد 04و نزل80-مع0 عطا آه0 نورماوز!! لخ :لعممة! صدتك" ,اأنلمطعتما/لا أمطععممط1 .12 2 
.(1988 بلإعمل :5 آه انودع لالصلا ,وزقعط1 22 
ج)أداة لقياس الزواياء كانت تُستخدم في الإعار أو رصد النجوم (ث د). 
.119 .م ,لإطمدععمع0 أدء ]201 منعلهك/8 ,ناسلا لمهطء 81 .13 
.6 ,105-10 .مم ,"لعممها/ا سورك" ,تقطععممط! .14 ١‏ 
5) يجد القارئ فى الفصل الأول من كتابي معبنو8 3800 عع3ناع30.! مناقشة مفصلة للتصورات القديمة ٠‏ 
عن السلطة في جاوة (والي تتماشى, مع اختلافات بسيطة؛ مع التصورات الن وُجدت في سيام القدعة). 
0 .م ,"لعممدا/ا سولك" ,تمتاععدمط1: .16 
7/01 صعله1١ة‏ عط 017 عمتلدا/ا له كاعه010 بعمطا1 صا ممكرزمباع؟ يدعلمها .5 2010 .17 
.9 ععامهطاء 
.0 مم ,"لعمم142ة سدزك" .18 
9) لا أعي وراثة الملكية الخاصة للأرض وبيعها بالمعنى المعتاد وحسب. فالاهم من ذلك ما كان عاأرسه 
كنْ يحلبن لأزواجهنّ دوقيات وإمارات صغيرة» ومثل هذه الضروب من نقل الملكية كان يجري التفاوض 





243 


المجماعات المتخيّلة ... 


عليها و"تُوَقع". وما كان لأية دولة في آسيا قبل الكولونيالية أن تتصور القول المأثور: ,أذاة أصدمعع وااء8 
عطناظ ,613]وناة <ذاء؟ ,نا! [فليشعل الأخرون الحروبء أما أنت أيتها النمسا الحظطوظة؛ فتزوجي]. 

0) انظر "387 .م ,"لعمم113 تسدزد" ,لإهطعع11200'." حيث يتناول استيعاب الطبقة المحاكمة هذا 
النمط من التخيّل. و "علاوة على ذلك» وتبعاً لهذه الخرائط التاريخية» لم يعد المتن الجغرافي خاصيّة 
حديثة بل دُفِعَ إلى الوراء أكثر من ألف عام. هكذا تساعد الخرائط التاريخنية على رفض أي اقتراح 
يقول إِنْ الانتماء إلى أمة لم يظهر إلا في الماضي القريب» وعلى استبعاد المنظور الذي يرى أنْ سيام 
الحالية كانت نتيجة لضروب من الشقاق. وكذلك أية فكرة مفادها أنّ سيام كانت ثمرة الاتصال بينها 
وبين القوى الأوروبية". 0( 

1) لم يكن هذا التبن خدعة ميكافيللية بأى حال من الأحوال. فقد كان لدى القوميين الأوائل في 
مستعمرات جنوب شرق آسيا جميعها وعيهم الذي شكلته بعمق "صيخة" الدولة الكولونيالية ومؤسساتها. 
انظر الفصل السابع. 

2) يمكن للمرء أن يرى في كتابات نِكُ يواكين, الأديب الفيليبين البارز المعاصر والوطئ بلا شك» كيف يؤثّر 
الشعار بقوة حتى على العقول الاشدّ صَفْلاً. يكتب يواكين عن الجنرال أنطونيو لوناء البطل التراجيدي 
الذي خاض الكفاح ضد الأميركيين 1899-1898. أنه هُرعَ لكي "يؤدي الدور الذي بات غريزياً في الكريول 
على مدى ثلاثة قرون: الدفاع عن شكل الفيليبين في وجه رب أجني". انظر (والتشديد لي) "م 
4 .م ر5عء11670 01 5)107ءا0". وهو يلاحظ فى غير مكان, على نحو مدهش. أنّ "حلفاء إسبانيا 
الفيليبينيين » من متنصّرين ومرتزقة؛ الذين أرسلوا ضد الثائر الفيليبين لعلهم أبقوا الارخبيل إسبانيا 
ومسيحياء لكنهم حالوا أيضًا بينه وبين التفكك"؛ وأنهم "كانوا يقاتلون (بصرف النظر عن نوايا الإسبان) 
للحفاظ على وحدة الفيليبين". المصدر السابق» ص 58. 

د) المقصود هنا هو الروائي الإنفليزيء البولوني الأصل. جوزيف كونراد وما يشير إليه في روايته قلب 
الظلام من فضاءات فارغة على المخارطة (ث د). 

.8-9 .م 19/8 لفك ! ها عأمم نماك معنا عط!' موللا عاععءة5 و 'وأوءع027ل1]20 رعمعمطو0 رأطه] .23 
4) شهدت غينيا المجديدة الغربية (وقد صارت تدعى إيريان جايا؛ أي إيريان العظمى) كثيرًا من المحوادث 
الدموية منذ العام 21963 ويعود ذلك في جزء منه إلى عسكرة الدولة الإندونيسية منذ العام 1965, وفيى 
جزء آخر إلى نشاطات حرب العصابات الفاعلة المتقطعة ال ارسها منظمة تحرير بابواء غير أنَّ هذه 
الضروب من القسوة تبهت بالمقارنة مع وحشية جاكرتا في تيمور الشرقية البرتغالية سابقاء حيث يُقدّر 
أن ثلث السكان البالغ تعدادهم 600000 قد قتلوا في السنوات الثلاث الأولى من غزو العام 1976 بسبب 
المحرب وامجاعة والمرض و "إعادة التوطين". ولا أحسب من الخطأ أن نشير إلى أنّ الفارق يعود في جزء 
منه إلى غياب تيمور الشرقية عن ضروب اللوغو الخاصة بالإنديز الشرقية الهولندية» وكذلك؛ حتى العام 
6» عن تلك الخاصة بإندونيسيا. 

.2 بأعلعة5 1200265185 ,05011 .25 
6) انظر أعلاه» آخر الفصل السادس. 
7) وأفضل علامة على هذا هي أنّ اسم المنظمة القومية المناهضة لإندونيسيا والن تخنوض حرب 
. العصابات, أورغانيزاسي بابوا مبرديكاء مؤلف من كلمات إندونيسية. 
ه) السّر وليم جونر (1794-1746) لخوي ودارس لتاريخ الهند القديم» اشثهر بطرحه وجود علاقة 


244 





الهوامش . . . 


بين اللغات الهندوأوروبية وبتأسيسه الجمعية الأسيوية في كالكوتا. أمَا توماس ستامفورد رافليس 
(1826-1781) فهو من أشهر الذين أسهموا في توسّع الإمبراطورية البريطانية:؛ وَيْعَدَ المؤسس لمدينة 
سنفافورة (ث د). 

8) في العام 21811 استولت قوات شركة الهند الشرقية على جميع الممتلكات في الإندير (كان نابليون قد 
ضمٌ هولندا إلى فرنسا في العام السابق). وقد حكم رافليس في جاوة حتى العام 1815. وكتابه الضخم 
تاريخ جاوة ظهر في العام 1817. قبل عامين من تأسيسه سنفافورة. 

9) يشكل تحويل بوروبودور إلى متحف. وهو أكبر معبد بوذي في العالم» مثالا على هذه السيرورة. ففي ١‏ 
العام 1814؛ "اكتشفه" نظام رافليسء وأزاح عنه الأشجار. وفى العام 1845 أقنع المفامر-النان الألماني 
المصامي شيفر السلطات الهولندية في باتافيا بأن تموّله لكي يلتقط للمعبد أول صور ممسية على ألواح 
فضية. وفى العام 1851» أرسلت باتافيا فريقاً من مُستخدمي الدولة» بقيادة المهندس المدني ف. سي. 
ويلسن, لإجراء مسح منهجي للنقوش وتقديم بجموعة "علمية" كاملة من الصور المطبوعة على 
المحجر. وفي العام 1874.: نشر د. سي. ليمانزء مدير متحف العاديات في ليدن» نزولا عند رغبة وزير ‏ 7 
المستعمرات» أول بحث علمي ضخم؛ وقد اعتمد في ذلك اعتماداً كبيراً على صور ويلسنء كونه لم يزر ' 
الموقع بنفسه على الإطلاق. وفي مانينيات القرن التاسع عشرء أجرى المصور النحترف كيفاس مسحاً 
فوتوغرافياً شاملا من النمط الحديث. وفى العام 1901.» أنشأ النظام الكولونيالي لجنة العاديات. وبين - 
7 و1911: أشرفت هذه اللجنة على ترميم المعبد بأكمله. وهو ترميمٌ أَُجْري على نفقة الدولة من ١‏ 
قِبَل فريق يقوده المهندس المدني فان إيرب. ولقد تعرّز وضع اللجنة في العام 1913» اعترافاً بهذا النجاح 

بلا شكء فارتقت لتغدو هيئة العاديات» ال حافظت على الآثار في غاية الترتيب والأناقة حتى نهاية المرحلة ‏ . 
الكولونيالية. انظر "غ0 158ل1ء1ه1 رطزمع؟! .ل .ل( لصة رلا - 11 رمم ,كنا00نا80- 8080 ركقة امعع.] .0 : 
1 #عأمقطء ,! رأكصبكا عطعوممة29[- عم0لملظ عل*”. 

0) كان فايسروي كُرزون (1905-1899) ذلك المهتمّ بالعاديات الذي "نشّط" المسح الآثاري للهند. كما 
يقول غروسلييه؛ ووضع الأمور في نصابهاء إذ قال: "إنّه . . لمن واجبنا بالمثل أن نحفر ونكتشف. وأن نصنّف. ٠ ١‏ 
ونعيد الإنتاج ونصف. وأن ننسخ ونفك الرموز» وأن نرعى ونحافظ" (ما كان فوكو ليقول ذلك على نحو 
أفضل). وفى العام 21899 جرى تأسيس دائرة الآثار في بورما - ال كانت آنئذٍ جزءاً من الهند البريطانية 
وسرعان ما بدأت باستعادة باغان. وفي السنة الن سبقت ذلكء كان قد جرى تأسيس الهدنةجم28 عامعء8 
م6 01- عماغ)ا '(المعهد الفرنسي للشرق الأقصى) فى سايفونء ليتلوه تأسيس مديرية المتاحف 
والآثار التاريخية في الهند الصينية. وبعد استيلاء الفرنسيين مباشرة على سيمريب وباتامبانغ من سيام في 
العام 1907: تأسست هيئة للحفاظ على أنفكور لكي تضفي طابع كُرزون على أشدّ آثار جنوب شرق 
آسيا القديمة رهبة وروعة. انظر "174-7 ,1155-7 .مم بقصتطعمملم] بععتأوم0 ممطتلئط8 لمسفصدعظ. ". 
وكما لاحظنا من قبل» فإن لجنة العاديات الكولونيالية الهولندية كانت قد تأسست عام 1901. والانسجام 
بين هذه الأعوام - 1899. 1898, 1901- لا ينمّ على الِدّة والاهتمام البالغين اللذين كانت القوى 
الكولونيالية المتنافسة تراقب بهما واحدتها الأخرى وحسب. بل ينم أيضًا على تلك التغبرات العميقة الي 
كانت تعنرى الإمبريالية عند منقلب القرن. وكما كان من المتوقع» فقد واصلت سيام المستقلة السير على 
هذا الطريق ببطء أكبر. فلم تؤسّس هيئة الآثار إلا في العام 1924, والمتحف الوطئ عام 1926. انظر 





لام 


الجماعات المتخيّلة . . 


"25 .م بيهأقة أكمعطاناه5 لتنةأصتها/ة 4ه 'زوهأمعقطءعة عط1' مسستقطواط وعاممطت". 

1) تحت تصفية شركة الهند الشرقية المتحدة. بسبب إفلاسهاء في العام 1799. لكن مستعمرة الإنديز 
٠‏ الهولندية تعود إلى العام 1815» حين استعاد الحلف المقدّس استقلال هولنداء وأَُجُلِس وليم الأول البرتقالي 
على العرش المولندي الذي اخترعه نابليون وأخوه اللطيف توي لاول مرة عام 1806. أمَا شركة الهند 
الشرقية البريطانية فبقيت قائمة حتى التمرد الندي الكبير عام 1857. 
322) أُسْسَت لجنة العاديات من قبل الحكومة ذاتها الن أطلقت (في العام 1901) "السياسة الأخلاقية" 
الجديدة في الإنديز. وهي سياسة كانت تهدف للمرة الأولى إلى إقامة نظام تعليمي على النمط الغربي 
لأعداد كبيرة من المستعمرين. ولقد أوجد الحاكم العام بول دومير (1902-1897) كلا من مديرية 
المتاحف والاثار التاريخية في الهند الصينية والجهاز التعليمي الحديث فى المستعمرّة. وفي بورماء بدأ التوسّع 
الضخم فى التعليم الحالي -حيث تضاعف عدد طلبة المدارس الثانوية مانية أضعاف بين 1900 و1940, 
من 27.401 إلى 233.543: وتضاعف عدد الطلبة المجامعيين عشرين ضعفاء من 115 إلى 2.365 - مع 
انطلاق دائرة الآثار فى بورما إلى العمل. انظر "114 .م ,ةتلكناظ دأ عأقا5 ع1 ,تمانزة1 .11 ترعطم]" . 
3 لا يزال المثقفون؛ والآثاريون» والموظفون التايلانديون المحافظون يصرّون إلى اليوم؛ وقد تأثروا بهذا 
النوع من التفكير» على نسبة أنفكور إلى الحم الفامضين. الذين اختفوا دون أثر» والذين من المؤكد أنه 
لا صلة لهم مع كمبوديي هذه الأيام امْمتَقَرين. 
4) من الأمثلة الدالّة المتآخّرة على هذا كتاب الفن الإندونيسي القديم للباحث المولندي أ. ج. بيرنت 
كيمبرز» الذي يصف نفسه بأنّه "مدير سابق للاثار في إندونيسيا [كذا]". ويمد المرء في الصفحتين 25-24 
خارطتين تبيّنان مكان المواقع القديمة. وأولى هاتين الخارطتين دالّة على نمو خاص. لأن شكلها المستطيل 
. (الذي يمدّه من الشرق خط الطول 141) يشتمل طوعاً أم كرهاً على مينداناو الفيليبين إضافة إلى بورنيو 
الشمالية البريطانية-الماليزية» وشبه جزيرة ملايو» وسنغافورة. وجميعها خالية من المواقع» بل ومن أية 
تسمية مهما تكن ما عدا "كيداه" واحدة, لا يمكن تفسيرها. ويجري التحول من الهندوسية-البوذية إلى 
. الإسلام بعد اللوحة 340. 
٠‏ 5) أنظر «(1968 )أ6تمعء»1 15) 45 ,3إناط1431» حيث يكن للقارئ أن يمد بعحض الصور اللافتة. 
36) يعتمد التحليل هنا على مادة جرى تحليلها بصورة أَكْمَل في الفصل الخامس من كتابي "386لا308.] 
1 تعسحوط لننة". 
0 و) البانوبتيكون» 8000110008م» سجن يتيح تصميمه الدائري حول برج مراقبة مركزي مراقبة جميع 

السجناء من قِبَل حارس واحد. لكن هذه الكلمة صارت تُطَلق على كل تصميم يتيح الرؤية والمراقبة 
الشاملتين» وفكرة البانوبتيكون هي للفيلسوف والمنظر الاجتماعي النفعيّ الإنفليزي جبريمي بنتام (ث د). 
7) من الثمرات السياسية النموذجية الي تسفر عنها تخيلات البيت الزجاجي - وهي ثمرة يدركها 
برامويديا السجين السابق على نمو مؤلم - بطاقة الهوية الشخصية الِنَ ينبفي على كلّ إندونيسي راشد 
أن يحملها معه الآن طوال الوقت. فهذه البطاقة الشخصية تناظر التعداد: فهي تمثّل نوعاً من التعداد 
السياسي. مع تثقيبات خاصة لأولئك الذين ينتمون إلى سلسلة "الهدّامين" أو "الخونة" الفرعية. ومن 
الملحوظ أن هذا النمط من التعداد لم يكتمل إلا بعد تحقيق الاستقلال القومي. 























الحوامش . . . 


1) الذاكرة والنسيان (ص 187-14175) 

1) بلغ التراكم ذروته المجنونية في البحث "الدولي" (أي الأوروبي) عن قياس دقيق لخط الطولء وهذا ما 
يرويه لانديس بشكل مدهش فى الفصل التاسع من كتابه "56 هأ مه1أن!هء8]". وفى العام 2.1776 
حين أعلنت المستعمرات الثلاث عشرة استقلافاء نشرت ال 54282156 06211610375 هذا النعي المقتتضب 
لجون هاريسون: "كان ميكانيكيا عبقرياًء ونال جائزة [من وستمنستر] قدرها 20000 باوند لقاء اكتشافه 
خط الطول [كذا]". 

2) تشير الصفحات الأولى من رواية برامويديا أنانتا توير التاريخية الحظيمة بومي مانوزيا [أرض البشر] 
إشارة بارعة إلى انتشار هذا الوعي لاحقاً إلى آسيا. فالبطل القومي الشاب يعجب من أنه ولد في التاريخ 7 
ذاته الذي وُلِدَت فيه فيليهلمينا الملكة المقبلة: 13 آب 1889. "غير أنه في حين كانت عتمة الليل تلف 7 
جزيرتي؛ كان بلدها يستحم بنور الشمس؛ فإذا ما عانق سواد الليل بلدهاء كانت جزيرتي تلمع في 
الظهيرة الاستوائية". ص 4. 

3) لا حاجة للقول إنَّ "البياض" كان مقولة قانونية ترتبط بعلاقات غير مباشرة بالوقانع الاجتماعية 
المعقدة. وكما يقول المحرّر نفسه: "نحن الذريّة اللخسيسة للإسبان اللصوص الذين أتوا إلى أميركا لكي 
يسلبوها كل ما ملك ويتناسلوا مع ضحاياهم. ثم إن أبناء الزنا الذين نحموا عن تلك الضروب من الجماع 
راحوا يتصلون بذريّة العبيد الذين ثقلوا من إفريقية". التشديد لي. انظر "طذتهةم5 ع1 ,طعمبهآ 
9 .م ,15اهأ]ناأ 590 ضوءترع مخ -". وعلى المرء أن يحذر من الزعم أن غة أي شيء "أوروبي أبدي" فى 7 
هذه ال 50:ؤز!0101. ولنتذكر جميع أولئك الدا سورات السنهال - البوذيين المؤمنين. وأولئك الدا سيلفات ١‏ , 
الفلورينزيين--الكاثوليك الأتقياء. وأولتك السوريانوز المانيلليين - الكاثوليك المتشككين الذين يلعبون ‏ 
أدواراً اجتماعية واقتصادية وسياسية غير إشكالية في سيلان» وإندونيسياء والفيليبين المعاصرة» فذلك 





4) قارن ذلك مع مصير السكان الإفريقيين المهاجرين بأعدادهم الضخمة. فأليات الاستعباد الوحشية هي ٠‏ 
الن ضمنت ليس تشتتهم الثقافق-السياسي فحسب. بل أيضًا ذلك الزوال السريع لإمكانية تَيّل جماعات ١‏ 


سوداء في فنزويلا وغرب إفريقية تتحرك على مسار متواز. 
© األصعممة , ماوت بإقلقلطا منوبره ز تمك 0 الها ع1 ,وعغاه ./3آ.0 .5 005 
.15-16 .مم . ملسمقاتقط] مز نواعاء50 عوعصمتطت تعصمللد صسقناا]/8] .© .6 ١‏ 


7] بدت الجماعات الصينية عبر البحار كبيرة بما يكفي لأن تثير بارانويا أوروبية عميقة حتى منتصف 
القرن الثامن عشر. حين توقفت المذابح ال كان يرتكبها الغربيون ضد الصينيين. أما بعد ذلك» فقد تحول 
هذا التقليد المقيت صوب السكان الأصليين. 

2233-5 .مم ,3.أ0/ا متصماذا 01 ععنطمع/ا ع1 بممععل110] .© لمطوالا .8 
9) من العلامات المدهشة على عمق المركزية الأوروبية أن الكثير الكثير من الباحثين الأوروبيين يصرّون» ' 
على الرغم من كل الآدلة» على اعتبار القومية اختراعا أوروبيا. 
0) ولكنء لنلاحظ حالة البرازيل المنطوية على مفارقة. ففي العام 1808 فرّ الملك جواو السادس من 
البرتغال إلى ريو دي جانيرو هرباً من جيوش نابليون. ومع أنّ ويلنفتون طرد الفرنسيين عام 1811. فإنّ 
الملك المهاجر. والذي كان بخشى القلاقل الجمهورية في بلاده» بقي في أميركا المجنوبية حتى العام 1822, 








2117 


الجماعات المُتخيّلة . . . 


بحيث كانت الريو بين 1808 و 1822 مركز إمبراطورية عالمية تمتد إلى أنغولاء والموزمبيق» وماكاوء وتيمور 
الشرقية. لكن هذه الإمبراطورية كان يحكمها أوروبي» وليس أميركي. 

1) لا شك أنّ هذا ما أتاح ل انحرّر أن يقول في لحظة إن ثورة زنحية» أي ثورة عبيد. هي "أسوأ ألف مرة 
من غزو إسباني" (انظر أعلاه» الفصل الرابع). فثورة العبيد؛ إذا ما بححت. قد تعن الإبادة الجسدية 
للكريول. 


.م 801112 ,114351 .12 
3) وكانت الثورة الفرنسية بدورها تُقارن في العالم الجديد بانفجار تمرد توسان لوفرتور عام 1791. والذي 
أدى عام 1806 إلى إقامة عبيد هايين ثاني جمهورية مستقلة في نصف الكرة الغربي. 
أ) رونوك؛ 18037016) أول مستعمرة إنغليزية في الأمريكيتين: وقد كانت مشروعاً موّله السّر وولتر رالي 
أواخر القرن السادس عشر لإقامة مستوطنة إنفليزية دائمة. وبين 1885 و 1887: حاولت بجموعات 
عديدة إقامة هذه اللستوطنة؛ لكنهم إمَا كانوا يهجرونها أو يختفوا. وآخر بجموعة من المستعمرين اختفت 
بعد أن قضت ثلاث سنوات دون إمداد من إنغلتزاء ما أدى إلى نشوء لغز متواصل عرف باسم "المستعمرة 
الضائعة"؛ والفرضية الأرجح أنّ أولئك قد انديموا في إحدى قبائل السكان الأصليين (ث د). 
4) كان وردسورث الشاب في فرنسا في 1792-1791» وكتب لاحقاً في التمهيد هذين البيتين التذكاريين 
الشهيرين (التشديد لي): 
كانت نعمة أن تكون حيّا في ذلك الفجر. 
أمَا أن تكون شاباً فكان النعيم ذاته! 
314-15 .مم ,ركه أأنااملاع] موعاععدمف- امتصقم5 عط 1 رطعملا .15 
16) كما وردت أعلاه فى الفصل 4. 
230-31,442-43 .مم ,عمم 1 مامه تابامع] روع0ئها .17 
8) انظر انفاً الفصل الثاني. 
9)يجد القارىئ تناولاً متقناهذا التحول فى "مهل هماع 2 مر ! لدع ماك اط عط !' :/ا1ماكتطماء لظ رعاتط/لا معل 112 
1135-3 .مم وعم مقاط لمامع- طامععاع ملل م" 
0) لكنها كانت ميلادية مع فارق. فقبل القطيعة كان هذا التعبير» (20:5151 0250ة) (ميلادية» أو بعد 
الميلاد) » لا يزال حتفظأ بعبير لاهوتي يفوح من داخل لاتينيته القروسطية» مهما تكن هشّة ف الانغاء 
المستنيرة. وكان يستحضر ما حدث فى بيت لحم من اقتحام الأبدية الزمن الدنيوي. أمّا بعد القطيعة. 
واختصاره إلى (4.0) (ب م)» فقد انضم إلى الاختصار(©.8) (ق م)؛ (اولئط© 8610:6) (قبل المسيح) 
الذي كانت تستخدمه لغة علية (هي الإنفليزية)؛ وكان يحيط بتاريخ كوني متسلسل (كان علم الجيولوجيا 
الجديد يسهم فيه إسهامات باهرة). ولعلنا نحكم على عمق الهوة الفاغرة بين أصتدمو8 مممك و ه.ى /©.8 
علاحظة أن العالمين البوذي والإسلامي لا يتخيلان إلى اليوم» أي حقبة موسومة ب "قبل غوتاما بوذا" أو 
"قبل الحجرة". وكلاهما يزعجهما ذلك الاختصار الغريب ©.8. 
21) حتى أواخر العام 1951» كان لا يزال بمقدور الاشتزاكي الإندونيسي الذكي لينتونغ موليا سيتوروس 
أن يكتب أنّه: "حتى نهاية القرن التاسع عشرء كانت الشعوب الملونة لا تزال تغط في سبات عميق؛ في حين 
كان البيض منكبين على الحمل فى كل حقل من الحقول". انظر "مفدكعمةطع كا ممادمععء5 طمعة زلع5 


5 .م و[خصعووع84017 أهممنخدل! موتدوعمهلم] عط أه بممؤوض!]". 


218 


الحوامش . . . 


2) رعا كان بمقدور المرء القول إنّ هذه الثورات كانت, في أعين الأوروبيين؛ الاحداث السياسية الهامة الأولى 

الن جرت عبر الأطلسي. 

3) بيد أن العمق التاريخي ليس لا نهائياً. وفي لحظة عددة تختفي الإنغليزية فجأة متحولة إلى فرنسية 

نورماندية وأنحلو- سكسونية؛ والفرنسية إلى لاتينية وفرانكية "ألانية"؛ وهلمجرا. وسوف نرى أدناه كيف 

تحقق لهذا الحقل مزيدٌ من العمق. 

4) انظر "140.م ,/زه]9/16]3015". كان هيغل» المولود. عام 1770 في أواخر عشرينياته حين اندلعت 

الثورة» لكن محاضراته في فلسفة التاريخ لم تُنْشَر إلا في عام 1837.» بعد وفاته بست سنوات. 0 
17 1ع رعانطلما .25 ١‏ 

6) أنظر "268 .م ,71 ,وعاء أممده0) عالاناء0 ,أعاع!ء841 وعانال" في تصدير النغلد الثاني (اة'ناوكناة 

81113116 ع18) من كتابه الذي لم يكتمل عاع516 7176 داك 66أه0]ذ1!]. وأنا أدين لكتاب هايدن وايت 0 : 

1612151017 بهذه الإشارة» لكن ترجمة وايت ليست وافية. 

7) ورد ذلك في "92 .م رعدعم - ناا عقم اعأعطءا/8 ,.لع ,روعطاعة8 لموام8" واغغلد الذي يحوي هذا 

المقبوس من بين الاعمال الكاملة لم يُنْشَر بعد. ْ 

8) بالمقابل» ليس في المكسيك جميعاً سوى تمثال واحد لهيرنان كورتيس. وهذا النُصب الذي أَدْخِلَ بحذر 

وحرص في كوّة خاصة في مكسيكو سينء لم يُقَمْ إلا في أواخر سبعينيات القرن المشرين؛ من قِبَل نظام 

خوسيه لوبيز بورتيللو البغيض. 

9) لا شك أن ذلك يعود إلى ما عاناه في شطر كبير من حياته في ظل الشرعيات المستعادة أو البديلة. 

والتزامه بالعام 1789 وبفرنسا واضح ذلك الوضوح امثير في رفضه في أن يقسم بالولاء للوي نابليون. 

ونظراً لطرده المفاجئ من وظيفته في الارشيف الوطئء عاش قريباً من الفقر حتى عاته في العام 1874. 

وهذا يعن أنه قد عاش با يكفي ليشهد سقوط الدجّال واستعادة المؤسسات المجمهورية. 

0) وْلِدَ رينان عام 1823» بعد ربع قرن على ولادة ميشليه. وقضى شطرأً كبيراً من شبابه في ظل النظام 

القومي-الرسي المتشكك الذي أقامه من اضطهد ميشليه. 

1) لقد فهمتهما على هذا النحو فى العام 21983 للأسف. 

2) انظر "192 .م راء 109 ممع معصخ عطا مذ طنوء12 لمح 06ه.] ,رعللء1 ءزاوء.]". يقرأ فيدلر هذه 

العلاقة قراءة نفسية؛ وتاريخية. بوصفها متثالاً على إخفاق القصّ الاميركي فى التحامل مع الحب البالغ 





بين المجنسين وهوسه بالموت. وغشيان اغارمء والإيروسية المثلية البريئة. غير أنْ ما يفعل فعله هناء . 


باعتقادي» ليس إيروسية قومية بل قومية أضفي عليها الطابع الإيروسي. فالروابط بين ذكر وذكر في 





جتمع بروتستانن يحرّم بكل صرامة ومنذ البداية اختلاط الأجناس توازيها ضروب "الحب المقدس" بين 72 


رجل وامرأة في قصّ أميركا اللاتينية القومي» حيث عحت الكاثوليكية بنمو عدد ضخم من السكان ال 
لمس كان (المولدين). (ومما له دلالته أن الإنغليزية كانت قد استعارت كلمة "602650120" من الوسبانية). : 
3) انظر "71 .م باءزط نإطو8ة ,ع!!أبااءع/3 مدصمع81]”. لا بد أن الكاتب قد استطاب العبارة الأخيرة 
الحبيثة كثيرًا. 

4) يحسن بنا أن نلاحظ أن نشر هكلبري فِنْ لمارك توين قد سبق ببضع أشهر وحسب إثارة رينان أمر 
"سان بارتليمي". 0 

5) لقد سُكَ المصطلح الجديد "86000106" [إبادة] مؤْخّراً للتعبير عن مثل هذه القيامات. 





اللجماعات المتخيّلة . . . 


ترحال وترهيب . . . نص 207-189) 
*) ما كان يمكن كتابة هذا التذييل لولا المساعدة الكرعة الن قدمهاء قبل أي أحد آخرء أخي بيري» 
وكذلك تشوي سونغ-يون. ويانا جينوفاء وبوثين هانزارولاء وجويل كورتي؛ وأنطونيس لياكوس. وسيلفا 
ميزناريك؛ وغوران ثيربورن» وتوني وود الذين أود أن أعبر لهم جميعا عن أعمق الشكر. 
1) علاوة على مزايا الاختصار, فإِنّ ج م يسدّ الطريق أمام زوج من الكلمات يكاد مصاصو الدماء 
.. المبتذلون أن يكونوا قد امتضّوا منه كلّ الدم إلى الآن 

2) جاء كيدوري من بغداد» وغلنر من براغ؛ في حين 5 والدة هوبسباوم من فيينا. وقد اهتمّ كيدوري, 

0 رعا بسبب أصله. بالشرق الأدنى» وأبعد منه. وكتابه حول القومية فى أآسيا وإفريقية صدر فى 1970. 
وهقالة غلنر الأولى في قضايا القومية كانت جزئياً عثابة رد على كيدوري. ولم يصدر كتاب هوبسباوم 
الكبير في القومية حتى العام 1990. لكنه كان قد هاجم أطروحة نايرن في بجلة ال بج1/16 خاع] نول( 
في خريف العام 1977» ولعب دورا كبيرا في تعريف العالم الانخلوساكسوني بعمل ميروسلاف هورش المقارن 
0 المتبخر حول الحركات القومية في وسط وشرق أوروبا. 

3)لا شك أن كيدورى كان على ألفة بالعربية؛ لكن عمله لا يُظْهِر ذلك على نحو واضح. وكتابه في العام 
1970 هو بصورة أساسية أنطولوجيا نصوص كتبها مفكرون قوميون في آسيا وإفريقية» مع مقدّمة 
مُسْهَبَة ولاذعة قدّم بها لهذه النصوص. 

ب) سكيلا وشاريبديس وحشان بريان في الاساطير اليونانية يقفان متقابلين على جاني مضيق مسينا بين 
صقلية وإيطاليا. وكانا قريبين بما يكفي لأن بمثّلا للبحارة ذلك الخطر الذي يصعب الفرار منه (ث د). 

3 ) القدر الواضح.ء '(1265]102 23/131111651 هو الاعتقاد الذي ساد فى أربعينيات القرن التاسعٍ عشر بأنّ من 
. المْقدّر على الولايات المتحدة أن تتوشّع من سواحل الاطلسي باتاه انحيط الحادى» بل وفّسّر في بعض 
. الأحيان على أنّه يعن استيعاب أميركا الشمالية كلها: كنداء المكسيك. كوباء أميركا الوسطى. وبكسب 
. المدافعين عن هذا الاعتقاد. فإن التوسّع ليس أمراأ حسناً وحسبء بل واضحٌ ومؤكدٌ (مثل القدر). وفي 
تسعينيات القرن التأسع عشر جرى إحياء هذا الاعتقاد لكي برّر التوسّع أبعد من أميركا الشمالية. ومع 
أنّ صناع السياسة الأميركيين كفوا في أوائل القرن العشرين عن استخدام هذا المفهوم. إلا أنه ظل يظهر 
لدى بعض الكتّاب الذين يرون أنّ بعض أوجه "القدر الواضح" لا تزال تمارس تأثيرها على الإيديولوجية 
٠‏ السياسية الأميركية. خاصة الاعتقاد بأنَ لاميركا "رسالة" في تعزيز الدبمقراطية والدفاع عنها (ث د). 
د)نْقِشَ على سيف هذا التمثال الذي يبلغ طوله 7 أمتار: "الوحدة الالمانية هي قوتي قوتي هي جبروت 
٠.‏ المانيا" (ث د). 

4) في العام 1998: أصدرت 6138// كنامج:3© طبعة جديدة؛ استبدلت بتمثال هيرمان صورة صارخة 
لتمرد شعي: بيوت تحترق. بشر مذعورون» إضرام نيران. وفي العام 22005 قرر الناشر أن يعيد إصدار 
الكتاب في سلسلة "الكلاسيكيات" ال يصدرهاء مع غلاف 'عيك دون ملامح مميزة. وقد اشتملت هذه 
الطبعة على 71361600 [تذييل] مُسهب كتبه توماس ميرغل» وكرّس جزء منه لتأملات حول استقبال 
ج م؛ فضلاً عن مادة مثيرة بعض الشيء حول حياته اللاحقة في فضاء إلكتروني. 

5) تابعت ميزناريتش لتؤسس وتدير بين 1992 و 21996 مشروع جماعة الخبراء الإنسانيين حول الهجرة 
المفروضة؛ واليوم هي في الهيئة التعليمية في جامعة لجوبلجانا وتعمل مستشارة في معهد زغرب للبحث 





مادم 


الهوامش . . . 


في قضايا المجرة والاثنية. 


6) أشكر شوى سنغ - يون على هذه المعلومات. وقد كان لوالدها تحربة سيئة تمقّلت في إصدار نامان اثنين ١‏ 


67 أشكر توني رود على هذه المعلومات المتعلقة بتاريخ 15اع/ا. 
8) أشكر غوران ثربورن على هذه المعلومات. 
ه) غير أنن» وقد تتبّعتُ الانفجارات القومية ال دمّرت تلك الممالك الشاسعة متمددة اللغات والإثنيات 


وال كانت تحكمُ من فييناء ولندن؛ والقسطنطينية» وباريس؛ ومدريد لم أستطع أن أرى أنّ الفتيل بمكن 7" 


أن يصل موسكو ذاتها (ث د). 
9 أشكر أنطونيس لياكوس على هذه المعلومات. 


0) وصفها لي لياكوس بأنها "باحثة مدققة؛ وضعت كتاباً لم ينشر بعد بالإنفليزية» عن صناعة الإخضاع: ' - 


خدم المنارل في اليونان» 1950-1900. 

11) أشكر بوثين هانتزارولا على هذه المعلومات. 

2) انتزعت هذه المملومات من رسالة تلقيتها مؤخرا من لياكوس. 

13) ليس لدي سوى قائمة جرئية بهذه العناوين. واللافت أنَ الكتب ال وضعها أميركيون ليست لا 
السيطرة مطلقاً. فالمؤلفون الألمان هم الأكثر عدداً. يتلوهم الفرنسيون ثم الأميركيون» ثم حفنة من 
البريطانيين» وهنا وهناك إيطالي» سلوفينء بلجيكي. وهلمجرا. 

4) أشكر وانغ شاو - هوا على هذا الوصف للمقدمة. 





فم 


ثبت المراجع . 





تبت المراجع 


بكاءتأتامم عدلصةأمعصصعاط معتهز معذة' .ملاعل142 عدعمع 2ه ع200 وعه 05 .ل مصعلط ,درعلم 
.قوع لادلا :ع0 طلصاظ .-194353 ,عأوعدهل1]1 

536 0110 :كناط اناهن .-19451962 رو تاتان2 طأ ناصمق طعمعء2 عط .لعموجعاك عطقل متعاطصمم 
.6 بووعع2 /لوق17[ولآ 

ما كعتبطلنت لمعتاتاه20 ومتعماصحط بععبووط 220 ععقناعضقا .مقحهحه0'6 .11 أعتلعمعظ8 ,رومدرعلهم 
.90 بووع,2 بروازورع اتصل] أاعمره0) ندعهط)! .وأوعمهلج1 

عط له بلونيمة .8 مجع زأط م[ '.وة01يا5 تمط1!' 01 عنماك عط! :علةا5 أهط1 عطا أه 65 1لين5 ___ 
مذ كأععم2205 لقة ,وعطعومءممة رعولء مما 01 دوولالومث :وء 1ل يد أهقط1” 1ه عاغقادك 
:010 ركمعطاة .ععمدعل5 لمعأازاه ممه نهذلا رذع هدمع ,مدآ رخ ,لزع 010م150امم 
.مم .1979 .تمتوعع ه10 4513 أقهع 5010117 ,5015 [1012222610118 101 تعخوع 0 ,لإألوق كلملا ملط0 
.-193247 

كطة؟! .عتلكوععائنا معأاوء ما دز واتلوعظ. 1ه ومتأمامعدع رمع ع1 .وأوعصسلل8 .طعاعط ,اعوطععيسم 
7 1ولاعصث إهلع1اطناه100] نالا. ل( ,بطنت معلعهة0 .عاكد 1 لمح[ ألا 

عطامه لعمدظ .1973 .ململامعءه 1 نقاأتمةل8 .قكتتها أج عأتصورون1 ,رمعواعمدةءآ ,زكقاأع8213] كوجة)ل283 
6 05 أمأتمحصذ عع نل نهنأ لمة مععتصسحظ. لممائتءه 

للواقة لع طرععمه © 01 سناع اانا '.لمحماع لا مجه كاء 1 أ لم20 ]5 تمه -تعاد ا" .لالامطاصق باأأعمصعودع8 
ول1008' لتوتصعدل/ا سمط لعام ارمع ؟]) .-29 ,مم .(1979 ععطجوعءء2]-روؤمء0) 11:4 ,دتق[امطء5 
أألا5 نال 50161035 :وعع118ا80 .عط امد دتبا! مهم أعأعطء 1/41 .لمداهظ ,روعطامة8 .(1979 أكلاونا4 
,1954 

وعناتله .-18681910 يسقتك صز نوأعزء50 ل0طة اللعصصم 009 ,صعاتائلط عط1" .ك اعمل7 ,رعيوعوظ 
لأعمعه0© .كأوعط) .قط '.مومعاعصه!د أطت ومكا آه معاع1 عط مز لماع بصمازاتلة مه 


او 
2 


فم 


المجماعات المتخيّلة .. . 


4 الإأزويع ااصلا 

كلق كاءء ا كتط ص أ ,(1907) 502121062202116 016 350 ع3110211136111528ل0١‏ عأمآ .0160 معباو8 
.-49602 .مم ,1 .آمل .1975 .مواءع:0م معناط تمممعلما 

ع25هم2[ عط رعل2نا ننة1؟ا مقادعد200]! :صناك عضادنظا عط لله امععوعمن) عط1 .ل بدلا مم8 
يعلاع 110 صدلا زعم نالضد8 لصة عنجدئط! عط ؟ .درم ممناءع 0 

أمعقءهأكا8 لعاععاع5 نوأوة أكدعط)نا50 01 71/0810 عط! .كله بمتكاتهآ .ة صطول لص .ل بمعماط بجلمعء8 
7 .ج10 لمة ععمعوط كاملا جعلة .مع متلمع 1 

3 .102183113 :170022ما .0115 اأفصتصنا!!! سعغلق/الا بمتصسمزمعظ 

.655 0112380 01 لإاألواع/المنا :16380طن) املامدل/ط .ة.! .مهم 1 .باعزع50 أدليعط .عمدلا بطعماظ 
.05 1961.2 

24 .3عاذ! عاعتمءطائا :عكناه5)12550 .5ع118اأ8لتتاقط1 15015 5ع __ 

.أممصكا تعأمملا بسعلة .-14151825 يعفأتأمصاظط عمموطوع5 عوعنعهيوعه عط .1 وعامقط0) رعجرم8 
: .1969 

عصمناتطط عل عبومم8'! 2 مععصةدوعئاللء81 علموكل8 ع1 غأء ععموسعأاتلعء781 قا .لمقمع؟ ,[علنمورعه 
.6 .منامن) لمفصصه نولموط .11 

دعملا الدمطلنامء5 عط 7ه عدسيمءؤوز0آ قعه ,المعنظ عملا مقتطامهامملنز1!! .كقصمط! يعمصمع8 
7 .مكو أأمع] كدأعنده2] اعهلة :ممل0دم.آ .عأام]عهلظ مز لصدم؟ بزاعغجا 

وعطءمعطعع8 دعل أعء عد كتاة51 12 عل أهممتكوا! أنكتاكما أء محاط بل عمعتكتمتكة .ععلمطصسوقه 
2 ,ممتنقلبامه 12 عل لأقتعمع0 العدمعدمعءع8 بل كلقصاط عنما اندع .دعناوتستمدمع] 

.6 ]| بطمعظ تلمصاط 
علطلا ناه (-18901932 .ع) مدرمع!1ل220عا[ مععهللا كملا" .ممع نتمآ«دععطصيمقطكت 
15 .دل ,70ةطتصما دلازمعآ1 لان غتمكم[ لمممعظ-عموزط مآ '.عبوة امم 

.-203214 .مم .1974 يعناوعطةأكف نا تدلموط .أوع-لناد نال عأمد'! عل 5عمأة01 م تتعامم 

6 مقع 1وكة1ن) أعمعاك ١01‏ دعل برعل مقطنوط عط .ع ولمع دعميةل بعممه0 

لالأورعلا[طل] لمولضق 1ط :.55ة11 ,عع ل طتصدن0) .لماعهمومؤدع 8 أزلع/ا عطا منمطكقطت .ا ترعطام ,وله 0 
بعل( .16401945 ,لإصمم ممتذدعبصظ عط 01 دعنائاه عط]” .ة ممله0 روتهت .1967 .ووعرط 
.6 ,بووع26 لإلأأواع امنا 01010 :01020 حرق عأرملا 

كع لاع امع 5) 105 ,تع لئاع ]1 العا لاعلا .لمم لاوعنا0) [2مه )ول عط 200 تمكنوصضدلة! .دزوع 8 ,نإهرطعد] 
.-2541 .مم .(1977 ععطم0 

باعل .عنائع باطد .1 اعمطعتل/ا .لع ,عماع2آ1 اعنصو؟7آ أه عوورط لمه لماعو لعاععاع5 .اأعزمج12 رعمقاع2] 
.8 .0مأكعص اللا 320 اأمقطعمت؟ا ,بخام :لملا 

0 :2008م .دع نزق]ط لمقطعلظ1 لقة عدزمع! عزنا اكوا .كصهرا' .بماك عل1كم[ عط ,هغ1! .صه/ده1411 ,5ج1 1 زدآ 
.0 لروذامء 1لا لمه لاء1معل1زع/1ا 

«تعاوع للا زه عمتأاصاءط 01 أعدمتصط] عطا أنامطة دعرنئعء ز008 عررهك' عل طأعطدملاظ ,رمتعأكمعواط 
طاعدا/1) 40:1 بلازهغوالك مععل840 01 ل2تمناو1 '.تتممع] لاتممتتت اعوط حل تأأعنامط!” ممه ناعزءع50 
.-156 .مم .(1968 

عرولا بعالا .حطط معتظ معانا 1ه عوعز5 عط .ععواط الممرد نوعلا ج 5ز 1ااء] .8 لعحمععظ رالوط 
.6 .ع0138/ا 

رك اتأطاء 01 أعدمنصا عط] .كامه8 عط أه عمتحصم0 عغط! .متتمعالا مدعل أرمع 8 له لماعتا عورطءط 
.-14501800 

ملطاة :ذتتوط .عللااآ نال ممتأتهممفن] 07 وملنداكمدءآ] .1976 .لم80 للع.آ برعلا :زمهلمم.]آ 
.[1958 .اعطء نار 

.6 لا03آ 30 متعاك ع١‏ بتعلا .أعبلو[1 رردء اعرسم عطا ص طغدء12 لد عننه.[ .عتلوع.ا برعاله21 

7 بلعملا تعلط بامعصوء 7/10 وعع10 لعصعخ عط 30 ننه لكنااو/اع] عدعناع ارو ع1 .11 همه 18 ,ول 1اء لط 





254 


ثبت المراجع ... 


تعوعه2 :زتزهلدهم.آ لله لماع مأطوو/الا 
ع8 تطصةن) زعقل! 7ط صهن) .ع نالديعانا ممعارعصة طكتمهم5 مغ ملاع بل0اص]ا مذ .قمعل ,معمفظ 
9 دوعر بطأومع/ا زلملا 
4 !1 .لروذأوء1ل! لصة لاع أضعلاعء/8ا :013لمم.نا] .عع تقطن لمة غخطأعنا0« 1 .أوعمرظ معمااء0) 
:0110 وكتعطلخ ,-18101919 ,وأعناجعدع/ا لا لمتوامة)1[نا/ا له صرذأ[ائلنة© لآ تعطه] ,عتمور ارهن 
4 .ووعء2 لإألواء لمنلا متط0 
-1910) آلا وحصمة] ذه دواع ا عطا مز زه 1ه ماكتستصسلك4 210 المعصصمء 301 تقط!' .معلامع51 بعمعع 0 
17 .20011همنآ 01 لإأتومع الملا .كأدعط) .مآأ.طط '.(1925 1 
1ط اطنط لأعو/لا عط عرولا بجعل؟ لصة لسفاع1© .ممتطءعملم!] .عممتلتطم لمقمعظ بعتاقه0 21 
6١‏ لم01 
عط1 .لع أوتااع ,ط/الا لا/نودز مأ 'ناء 1لكدهن) عدع ستقماء الا-ممعطعبام صما عط!" ,2 معطمعاك علع1] 
لعأماممعظا) .-2167 .مم .1981 بووعءط ماوعلا تععلأنه8 .كمهت ممتطعملم! لعنط1 
:00011 آ] .لولم تنداكخ أكوع 501 .له ,510125 صولكم أكدع!أنا50 01 عالاأتاكماً لمم 
.([1979 .كامه8 لهمملغدعبلط مممسعماء لز 
ممه عاتملا تعلط .وأحكة أكمعطانا50 لتندامتهال!ا 02 لزع0امعقاععم عط .دع مقط ,تمقطاع 11 
.89 .ووعع تالومع الدنا عول عطس تعول أعطسدك 
مقة تإمتمصمءظ لوع تلوط تونرإدلدكا أقامه!0© دز عع 1ه وملءلةل؟ا غط]!" .دع قطن ,ممصطءئىا 
.-33062 .مم .(1986 عمعم5) 2 : | يضم أدعلعهاماء50 '.لروهامعل] أواعة]] 
دلاكمء© 01 ؤأكلالهضة مذ :513ئإ1/1212 دا للااعتصطاط 01 العميع؟ بعدء84 لتة ومتاصوء54 عذ1"_ 
.-55582 .مم .(1987 أكلاعلاش) 3 : 46 ,165أ0نااذ تنقاكك 01 أ2تتبا0ل '.5م10] - 013551152 
والاعالاع 8 أاع.] بوعل ' ".متمام8 2ه مبحطوءع8] عط]"' ده كومناعع 7ع عدرهك' .8010 ,محوطوط10] 
.-324 .مم .(1977 عمعطماء0) - عع طمرعامء5) 105 
1964 تماق آ/ا عملا بجع[ .-17891848 ,0ن !157/0 01 م48 ع1 
4 .ووعع2 وازوعع امنا معمعتط :معقعاط0 .صهاذا 01 ععنامعلا عط1 .0 المقطكعوالا ,دمدع له 
.015 3 
.(1979 لأعصك) 27 يهتوعمهلم] '. 1901 ما يولملا دعتلم] :امعطتاوع كما مواعءه ها .صطول رمقد م8 
.-6592 .مم 
عووعوحط تعلرولا بجعا .لمماععما 5 سعطمهغدتعطن) ,دعطع 1 
متمصطط .(عصممكتة علسائ'ء'ل تمدو منا) عمدو نع 00ط ته عناع مما هآ تعصطك]ا ومدعغطط .كناء مكل نه[ 
1964 .م.م تطمعط 
2 معوعوء! :.0.0آ لماع متطمه/8 لمج علعرملا دعل« الاتوعضناطط .أنه ركناأممع1 
رقع لمم تاتطط عطا مز كأمعمع نم84 عدأنامه0 تمان اماعظ. لمة ممنرمو2 بومعطوع لنت وللممتزعخ] ,مك11 
9 .ووععط معدعلمخ نواتمدل! .-18401910 
معمعنط )0 ولع لمنا :ممقعتط2 ,لإطععهمها/! ععسطوطج[] عط إن مهنب !هددان] عط1 نتدء05 ,أدمول 
7 مكنع كنا]/ا 8لهلزم :تمق .وعمعع1! 01 لولأأوعن0 ث4 عاعزل! رمتنوه10 .1929 .ذوعمط 00 
ااعه© تمعمط)]! .وتوعضهله]! مذ ممكسامبعه لله تمكتلهم 006ل .مممسلاء54 ععممع0 ,متطمم1 ١‏ 
2 .ووعءط لإازومع امنا 
ممح زعاععارء8 .1815 ععمزو لاللقطعع0) لللة وأمأكناخ .كتعمامة لعررزه زوزدآ .ل معاعط ,لماعاكوع 22 >1[ 
.6 .بووعم2 ولمعه! أله 01 زوع الدنا :وءاععمكى 5م[ 
ممقتلتة/! تامملا بسعلطا .وعتكم لسة فتكث دل دذالقمه6ة!! .معخصط لمة .لء رعتاط ,عتسملع»] 
170 
71511 انا .دأوعط) .(ط[طط '.1938 0غ 1918 ,وأهمطء5 عدع سمماء 7 -معموم' .ع15ل2دط 1نه0 ,لإأاع>ز 
1517وء15/لا 01 
لمة أمععممك عط ,لعولطا عط عسمتمععده © كمعاطمءط :موتلهمه28ل8 .قعتةق ,معصتها تمععكر 








لدم 


الجماعات المتخيّلة . . . 


964 .81 زة ةك ن>! :12 /ك[كة/ال9ل .01355111220000 

اأعع2 زع ١/320‏ زتمول؟ع ]كلم .اكت 33 أو11100112 الع أعدرة .أع ماع88 . ل.لث ,داعم ع1 

8001 م501 لإمقأتاع متنا 100 ل نمتطعع 1ل ماع ا كصه © لصة كتككت) .1.1/1] لإامطاصة ,عدعء رارك 
7 .بووعع2 نوازورع ا زمن] 01010 :رمآ 

2 اعمعدكا عاتملا بتحع لا .تروتأهده1غول8 06 ععم3 عط ]!" .وصقلط بمطم>[ 

عط .لمتاتلء لعؤوالاء؟ لترمعء5 .أكصنكا عطعدممة/2 ل-عملصللط عل 06 عملتلاعلما .ل.لطة يهحصميكز 
ْ 3 .11صط زلا :عباعد1آ 

.-69118 .مم .(1972 أأتمة) 13 بدأوعدهلم1] '.(17789-1855) 10مع8ع26مم 101" .مصخ رتقسلك1 

ةا مععل810 عط 1ه عمتكلدلة عط لمه كلع010 :زعص اط صا لممتاب[ملاع8 .5 ل0/1ة0ا ,وءع300[ 
.83 .بووع27 إاأورع الملا لعولتيه!] :.55ة11 رعع ل طسوت 

2 674 .أأترظ بمعلاعنآ تناهل ه80 -معو8 .0 ,كمقلاعع.[] 

بأأملاع!ا لصة امم طانخ 1ه ذأكلز لومخ لدع أعه1مأع50 لح : نطه)ذ 8 مداعععألط ع1 .متطه 8 ,سمقطعاع يرا 
1971 بووع]2 انويع /الون] عع لقطصةن) :عع10طممقن .-196067 

15 هذ 5ع 12210676 2110 100]لل1]22 .-15701898 بضاعه 1282108 ..[آ ولتصلع ترعز8 رومعطاصيرا 
.86 .ووع22 هاتصدل/ا عل معاعاة :/1ن) لمجعنا0 .ارزع مرمماعبع2] 

(-18941899) تمعمدع51203 عل أهء متلده1 بال كعتتاعنا .علاله0022)- معط نا!ط!-ك5اناما ملإعااة نآ 
.946 .قط00© لمقصحعة عتعتهعطانا تكتروط 

مهل نعأعولا بجعا ,-1826 1808 ركده أ ناله7/0ع]1 نوع تلع دخ -طذتصدمذ عط]1 .صطول باعملا 

اأعمعهن) تقعقطا]! .لمهقلتقط1 ما كمه كناتاقم] تعطقنا 1ه اأمعصسمماعنع12 عط1' .(آ كتدلاعءظ8 ,لمطول8 
9 .112 .810 ععم22 12262 ,متومومءظ وأوة أكدع 5010 ملإأزومء الملا 

عط 02 لوتعمعء0 05 وعطعععم5 لقة د5معمدط عتاطباط .كماوعم5 501016 ى .35اع1001] ,تلاط ترفعة 834 
.5 بعععء 2:2 عإرملا بجعلا اباطمئعد/ة كداعنا120آ لام 

:0 .مولا عتطمدععمم 19 01 عمنلد81] ع1 :نزنجهاد وععطمعنيات عط1 .المطدمقل/ة رممطنائاء384 
2 .بووع11 0110101110 لأأورع الملا 

.1945 ممصا تارملا بجعلة .عترا0 3800 عدندةن) 5]! ,تمداكة)!1/11 عدوعموم12 .ا مطمل ,تكلهل3 

توءاعممةُ دما لمة لإعاع ع8 .-19201945 ,1121 نه ص11201615: عدعصدماء كا .0 220/10] دلق 
81 .ووع22 وأصصم1 أله له زوع /ازول] 

304 2002مآ .ذع لازاه عدعموم12 جرعل840 مز عياه ا/تقطء8 لمج أاطعنمط! .813520 2اصدلزنامة/3 
.963 دوع اوالورع /الصنا 0:10 :01010 

.ععاهولةا لعاععاء5 ص1[ .مأدع] أصداط أذ15للاصمطم0) عطآ1” .داععمط طعملعرط لمه ,مدعا بتتدل8 
.آه/ .1958 عكنهل] عمتطكتاطن2 دععفناوصقا مئاءععءه1 :تلمع 1/405 

.8 .ووعع2 مونتبرعلا بوعل 01 لإازورعلالملا تعناواعناوناطاة نونحلام8 «مططاك .لتقطرع0 ,كتنكة81 
1930 .للأء0355 :10201110 300 20017م ا .كلع آنآ :(840 .مقصعع]] بع 1 أ أنااء/8 

لاتعمة الوك أبوط .لء ,دعاء ام د00 وعت7تاباء0 م[ زعاعوز5 ع212 بال عرزماولط' .دعلس[ باأءاعطء 1ل3 
.أ0ل/ا .1982 ,لملتقسصممهةاط نولوط 

انام :135270505901 .كلاع8 .[.0) ,كمة؟آ” .5تعاعا مولوعط .عل وعلط ملاعتناووعامه38/0 
1973 

أمقكةء2 320 لعما .لإعهرع0تاع0آ لصة متطد 10112601 01 كماع 021 لهاع50 .لماع متاسصدظ ,كل رععمه 8/4 
.6 .ووع21 زمعوع8 زرمؤوه8 .ل1ءملما ددعل810 عط 1ه عمتكلة1ة عطا ما 

2 .17 أكناكللث .لم80 01 بعألاعخ] عازملا بجعا '.رمورع11ءل 01 أتوع]ط عط1” .5 لتروطلط ,مدع 5101 
1978 

10 .معتكلة أغوعءلما عمتادعم5-طعمع رط صا وعاعوط أوع )زان عاطءقطء5 طابكا بباهطتمعع 340 
.94 .ووعء2 ملرع:013) 

.964 .مرعم5435 :5زم .علاواكام دع ده أأدعنالط نا .لاملطم ,تنا صناه3810 











يم 
المي 
بح 





ثبت المراجع ... 


5 .ةلطعملا تامملا بوعل .لإامومومع0 امع تلوط ومعله71 .لممطعنه نم3 

اناع ل8 .1215 أقصصط لصة كمن!1/11ا عمطااط .كصهءآ .دع نا ناهن0 غتنوط/لا ممللة عط1 بترعطوهج ,اأوت34 
.701 .1953 .مدن 350-1/1 11009 تعارملا 

7 .قا500 ازعنا اأعلط نمولمم.ا .سمتفتامظ 06 منالطهءف8 ع1 .100 رستدلح 

.-329 .مم .(1975 تع طترععع دآع طم 7210) 94 ,ابعزبعظه اع[ بوعل '.قناضةل دعل0ك8 156 ___ 
لم8 ]0 مبا-لمعء8 عطآ مز 9 معأمقطن) كه لعامترمعر] 

.0065100 :10قلمعأكطقم .عماع10 ممصوع 1 .'ع0 وماع:8 .8 روززلح” 

الاع 70 .0 أأممء5م00) 06 كملع 02 ع1 .مومدا صذ أمدكدء2 لمق ععتل501 .اأتعطرعا]! .8 ,لتمصصملدح 
.1943 .كمه تلهاعظ] علاعه ]0 عالأاأكم[ :1رملا 

.6 طء01792011 أدععة81-أزنامء2ة 1[ لمملا علط رعلمع 1 أأعوص0 عط! .عورمع0 ,لأعجم0 

:لاع 502 .1904 لقتعا ما عأعع نماك ص[التعنات عط1 نولملا أعرعع5 ووزوء 12002 .متطمج. ,عصمطو0) 
.5 .لالاكصنا لصة صعلام 

لو وتلصقطن) متمز8ظ تقانهلة0) .5ع11” لمة عكلآ نزل/ز 1ه وعرمع84 .وتلمفقطكت متملظ ,لوم 
مقا أه نولا ممءم]ا .[د5ع0/058هلية)2؟! لطتدنتدكاعط2 101 متزمملناعوم] '3349' .1973 .عأنا ]أتاكماآ 
.>1 12210 .80 .لأعملسسالا .8 معطمل .كمه .وكع302002ل1]12 طأمندكأاعطط ععواعط 
.7 .110 .0ل« معموط دنآ حمومومع2 هزأك4 أكدعط 5001 ,لإلتده لصنلا العمسره© نوعهط ]1 

2 02001آ .تاعل113:50 دنذ1!!1/ما .له 210 .كموءآ .مزه معنواا 01 ذاع 1120 عط .مععدلا ,مآامط 
1946 نلموغطاناآ كاموصتوصع د8 :ارملا بولح 

80 .هنالل/ا ماكة!ط :مهدع 2ل .210513ة1/أ أتاتناظ ,ع1 ماألتدحث دلإلع0 دورط 

.8 .118ل/طا هاكة]! نقتنة ع2[ .2ع3 أ طمست]1__ 

,52 .قعلماكنا تولفظ نمأموعلهة[ .دعواظ امهل مأار 1 ___ 

01 بولطم ط 1 ,-194550 ,نهنا املاع1 أهمه1ة] موأدوعصهلح! عط 1 .1.5 لاممطامك بلاع8. 
.5 ]1م0010 ذ5عآ]/الاء0 11 11211017 عطنا نان عمحاوع'1ا' .أدع0طظ بمقمع] .1974 .11511312م0ل 
.-887906 .مم .701.1 .-194761 الالاعرا- قحم 03 تكاعوط 

8 .212م)ذ 1ط عل لقمماعوا! عانتاتاكم] :2[تمهل/ط8 .عتعومة]' علا ألملا .عده1 ,لوعت 

12 :8]01 81002010 .0رعتعنان .103 رمعآ .25ة؟آ] .ععععمة1! ع1 أأملط .معلظ أومنا عططلا_ 
1961 .بووععط الوا الدملآ 

علدلا :هما لمة معنواط بجعل8 .دمكتاهمه هل لإمتدا/ا 01 كمتع 00 عط .1 مسقتاات/لا ,1م10 
.7 بووعع 1و1 117ل] 

.8 بللمعطامة نلعملا ب ل )و الو غخطع021 .لقه لالظ ,5310 

خالا .1202 مذ أخطعنامط!” أدالهدم غدل رامد .ععمهدهككانآ لمة لإممصعة]!' .لم52 رعوعطعك 
.5 ملأورعء الملا [اعمجهن) .ذاوعط] 

لإمصة© كوامطعال! مل '.اتعومظ مذ والأمعل! أمتصمامن) 2ه ممتأممصضوط عط1" .8 اللقنتادك ,عمو بططع5 
.-15001800 ,لاعملةا عنامداعةى عط صل لاتتمعل1 لأهتلمه001) .كله ,معلعد لإممطامة4 لدج 
.-1550 .مم .1987 رووععط /اتوء امنا تمأععصءط :رماع عصاءط 

2 .103 برعل تواتسها/ا متقتتنان) امعسطععوط عط مز اعون .بصصعا] دصدذ! 1 ك/الا بخامءع5 

عط لتنة كده1 ةل 01 كدنع 021 عط مأما لمتناوصط مخ .512125 220 211005[ .لاع نالآ ,امكتو/8ا -مماء5 
7 بووعع2 ببن زبوعء/1ا :.0010) باعل انام .درذألة2610:2 80 01 دع (1زامط 

]1 .-19121926 ,9008ل ل لتكتلقء15301 عقانمه :1101101 مز ععة مث تطكدكلة! ,تطدتقخاتطك 
.0 بووعءط زلوعع المنا اأعدصوصمن 

لك نهامقعلل .13أدء12002 تقودع موطع 1 مععتمععورءط طوعةزلء5 .لامالا عدماصنا ,كتصمالة 
لأعصره© نقعمطا! .لمماتقط1 ص تزاعزءه50 عوعصتط0) .دصيهذل املا .0 معممتاذ .1951 .أدللة] 
7 .ووع]2 الإازوق الا 

.ووع]2 لإأزواء/اأملآ مماعع ممه بمماععملءط .6)ها5 عقلباءء5 3 كن وتلص!ا .عمعهتاظ للهده1 بطاتدرك 





1 





7 


54 


الجماعات المتخيّلة . . . 


1963 

:1020110 لقة عاأكهل برع ل3 رقصملمم.رآ رادء/ما عطا لمة مماواعلد2 تللم[ .أولارع2 رتوعم5 
49 بووع]ط2 بوازورء الولا 

ولأناعطء2 :13280020510565 .له لعا .عمأتماءط 2ه 5نوعلا ل0علمناك؟ محل .5.11 رعرعطماعاك 
.1966 

016 :002ممآ .1ك افده نوا8 عدعضومة[01 'زلنطد خ ,كاه تج عأطناه0آ عط1 .لمقطءن؟ ,وومغة 
,07 .كنالمز/اا له 

عكء أتاعلع5 :لمآ .لع .لاع طاق .كه أله تأده لوع )أله درعل0ه84 .علء ترعلعمط دع أ تقطن ,م5011 
ممهككاعةل لقة 

علتقط5 للنامل؟ ااأعصضد8 لاممطامة بلمكتتلداعه50 لمج عدلخا 014 15ع143 2[ .ةنناهرآ ,وزعت 7تطتلك 
4 :1!! ,ومةأمطء5 صدادكة 0عمتععمه0) 01 صتاعلاناظ '.طعبك8ة 100 وعطاءبامصعك؟ا ممصم لضة 
.10-1 .مم .(1979 عع طمرعععحطاآ-تعطماء 0) 

.7 .00 ع أوننا1] .ن) :0000م.آ .فمصباظ مأ عتماذ ع1 .8 أمرعطه] ,ته ألإه1” 

ع) متصمس]1 أل ممما مععدكل8ة كدلة نزط وعأءرما5 تتمطد مدتوعمملص1 لإأعدط ععبط1؟ .ابوط ,أاععاءلل 
و5015 لموتككة أمقعط الا50 01 عطمع0 ,لاتومعلازونا طكقمه84 :عمنيروطاء54 18901932-١.‏ 
.23 .0ل معموط عمن ارملا 

.80015 لأعرآ توعل3 نم0لمم.آ .نهد ألم مع2 84 م0 .ممدتأموطء 5 ,سمدم رت 

.6 .م800 أع.] تعلط :مملهمما .متادك مدتلبعءط 116 ___ 

.تدع .نط2 '.مواك أو نإل80-مع0) عط )0 مذ 11 حى نلعم مهك/1 سدنك' .لملقطء تمتكالا تمطءععممط 1 
.8 ,م500 01 واورء للملا 

.قوع الإأأواء نانملا 01050 :مولممآ .لمناميوء8260 نه عأماك بعكن8ظ :5مه,] .طعن1]1 رعنزم 
1968 

الإأعأ50 لقللدط1 صل وممتاعمخ عللمط لاك .وتمطمداءل8 لصة دلا1ع21 ركقصم13 نماء1/ا تعمعبكر 
4 .يدوع لإانومع انآ اأعمه© :زوعدط 1 

.ووع]2 الأتومع لالصلا اأعصههن) تقعقط! .لقنكت؟] باطديع810 02 كاأععموق .ذ5أوطمرلزك /ه أوعئه2 116 __ 
ع8 يلع ملاع .لصد ةلتلا لمة مدنات1© ,امكتسقاتانل8 2ه نورماوتلز ى .لع5اى ,نهدلا .1967 
9 .بووععط عع ع1 ع1زملا 

.11 320 رقتوعاطم2 ,المعصمء009 115 :وع1له1 أكدظ طعاباط عط1آ صمصة رطعدومطمعلمهيا 
4 .وعم 01110113 0 لزاتورع لونلا زوعاعومةُ ذ5مآ لم نزعاععايءي8 

111 نقط1 04 أمعصممماءبع0آ1 عط انه طلس مممتيها عملع1 إملاتقطك .1 1801162 بق1اع/ا 
78 .ووعء2 139913 01 لإازورء7 لملا :نالناممهك] 

للفععناظ :3أأتة]/! .170أ[د0م<ء-مع لال والناوع الدعنظا عل '105لى متملكانا' ا8 بعل عمنهل مك7 
.1946 .ع متأصلءط 01 

.ع ملعلا لللطوعن)- لأمععاع متلا مذ ممتأممتعهط! لدع ترم أذزة! ع1 :بمماكعتطماء 714 .معل د11 ,نطلا 
.ووعع]2 /واأوةءناتمنا كمتامه1] مصطم1 عط :عرممن اج 8 

/4أودع 10لا علولا نمع /23!] دع ل .-18501898 رعلأءآ عمتممللتطط سأعدعملط© عط ممع لظ ,رعمعطعاء زلا 
.5 ,رووع21 

اهمال 109 ,امعاع ا لعا علد '.عممعا أهط0) أكالد )812 05 كدصقممرا1" .لممطلاه؟ ,ةذللا 
3-7 .مم .(1978 عسصيال 

0116" لعل .عممعلصعمعلص1 01 ممتاممواءهء2] كاممدرع قعل تمعامع صخ ومتامع لم1 نصو0 ,وأاتملا 
.197 ./إهلع1اطنه120 

1903 .معأأناظ تم0لممآ .ع011/لا دعأبهط) غ0 عدوعه< عط .كع ا متقط© رع)زم/لا 

21655 اأذرع الملا العدمم© نفعقط)] ,بصمؤذز1]؟ بيولدلا مزونرد زاك 2ه الوط عط ,/3ا.0 ,ورع املا 
1270 








ثبت المراجع ... 


01 50 علانامعدم دده خ .أعل840 عوعمتط0 عط لمة مسمماعتلا .8 ععلمدءء اخ ,عل 1زولمم18 
.لاكنااع0) للمععأعمتل! عط 01 11211 اوعلط عطا مز المع لطمعء 001 عوعصلط0 لهة عدع ررم ماء اا 
71 بووعء امع المنا لموتصوط :.وكهل/ا رعىل أعطاصة © 

هآ لتفممع8-عم زط م[ '.وعمتممتاتطط عط 1ه عسسطومع]زرآ دمعله181 ع1" .لا 0لأمممع.] ,وعطولا 
تعاعوه أد5ع-لناد بال عتكد'! عل 012(565م عانم دع عننوءتاائتا .كلع ,لمقطصدمآ كتزدعط لبه 
.-287302 .مم .1974 .عناوعطاد زوفلا 

1/15 ,لامأ نلاعط .0002 تصدع01 لمة متطدعلدعآ :مهآ أعطنوط عط .ل طمعومل ,لأماكة2 
3 .820015 زماع ماعرع.آ1 








)0( 
أبن السماء. 59. 155 
أتاتورك» 79 
اتحاد الجبمهوريات السوفيتية الاشتراكية, 19 
أدامانتيوس كورايس. 96, 180 
أرشيدوق النمساء 62 
إرمينية. 60 
إرنست غلنر. 20, 190 
إريك هوبسباوم. 20 50 190 
إسبانياء 22. 37 38, 44. 82 83, 087 289 
0 99. 176. 191. 204 
استانبول 98, 195 
أسترالياء 2,112 115» 137: 190 
أسكتلنداء 41. 109. 190. 192 
أسياء 22. 230 36 39 84, 88. 127: 141: 


كشاف . 





2166 :165 164 162 2161 160 9 
2176 175 174 172 171 170 7 
197 77 

أصحاب العيون المائلة. 148 

أصل المنصرية الكولونيالية الأرستقراطي» 
150 


إغنوطيوسء 97 118 
إفريقية, 41 79 84 115112 127 131 


3. 


204 176 2 

أكابولكو, 84 

آل رومانوف. 40. 76, 105: 106: 107 

آل عثمان» 41 

آل هبسبورغ, 30 41, 42 

الكسندر الثالث, 40 108 

ألمانياء 34 41, 43. 49: 75: 113 116: 2120 
140 


ل 


الجماعات المتخيّلة . .. 





الاتحاد السوفين» 9 24, 25. 50. 192. 206 

الأرثوذكسية. 199, 202 

الأرجنتين» 91. 2176 195 

الأزتيك, 37: 94: 151 

الإسبانية, 20, 236 238 67) 279 81: 83 84, 
7 90 91 93 144 151: 161: 162 
0 191 192 195 

الاستانق. 41 | 

الاسكندينافية, 109 

الإسلام, 56: 257 71, 164 

الإصلاح المضاد. 61 74, 75 

الاكاديمية الروسية. 97 

الأكاديمية الفرنسية. 97 

الإكليروسء 29, 59, 63 

الإكوادور» 85 

الألمانية الرفيعة 78 

الألمانيةٌ الشمالية الخربية» 78 

الألمانية المتداولة. 78 

الإمبراطورية النمساوية-الهنفارية» 41 

الامم المتحدة, 25 250 202 

الاممية البروليتارية. 74 

الأمهرية؛ 204 

إمبريالية اشتراكية» 49 

أمة الإسلا, 57 

أمستردام 175 196 

أميركاء 30 36 37. 038 42. 79 82 284 
7 89 90 91 2178 182 191 2192 
195 

أميركا الشمالية. 30 37) 89: 178 

أميركو فيسبوتشي» 94 

انتفاضة وارسو. 187 

إندونيسياء 42, 43. 44. 129: 131, 2133 


:168 :151 2150 :138 :137 136 4 
2206 :202 :191 4173 172 170 9 
207 

أنطوني ععيث, 20. 24, 190 

إنفلتراء 22, 40 76 99, 108, 2109 111 
6 122119 139: 2176 184 207 

أوتاواء 112 

أورباخ» 64, 94 

أوروباء 20. 21, 24, 29, 30, 33 35, 238 
2 43 44 45 50 56 59 60 62 
3 64 69: 70 71 073 74 075 276 
7 83 85. 86 87, 89, 93 94, 
5 96 99. 2100 101 105: 2106 
7 11 114113 115: 2121116 
2 128 129 136: 138 139: 140: 
1 143 149 150 151: 154 2159 
8 180 183 185 191 192 2195 
6 197, 199 201 206 

أوروبا الشرقية. 250 111, 199 206 

أوروبا الخربية. 56 260 271 75, 276 283 
3 201 

أوسكار ياسي؛ 20 

أوكلاند. 51 

إيطالياء 129, 197, 198: 206 

الإنديز الشرقية» 2116 161, 169, 2170 171 

الأنفلة. 109, 111: 112 

الإنفليزية. 20, 224 25 31 235 236 41 243 
0 61 76 2,77 100: 109: 110 2112 
227 131129 137 147 2153 
8 180 181 184 189 192 2198 
2 204 207 

الاوتوقراطية, 40, 108 


الأوروغواي, 85 
الأوكرانية. 40, 97. 108 


(ب) 
الباراغواي, 85 
البالية» 57 156 
ألبانياء 66 190 
البرازيل» 236 43 58 279 81) 83 289 2137 
1531 
البربرء 57 


البرتغال 222 83: 88: 89, 2128 204 

البرتغالية. 43, 89. 125: 130» 137. 2138 

201:193.:191 

البروتستانتية. 75 89 140 

البروفنسالية» 183 

باريس» 60, 61), 2,70 277 96. 135: 2179 
4 203 

بالاغتاس؛ 66: 67 

باندونغ. 130 

براموديا أنانتا ثويرء 147 

برلين» 225 31) 115, 125 2179 203 

بروسياء 41» 105, 119: 120 

بسمارك» 41 

بكين. 117. 132. 155. 177: 187. 2203 
206 

بلجيكاء 99, 128 

بلزاك. 65 

بلغارياء 39. 196: 200 

بلوخ, 60) 64, 76, 109 

بنجامين فرانكلين. 89, 109 

بودابست. 97 

بوردوء 136 





كشاف . 


بورهاء 2.116 129. 149»: 162 2166 2171 
3 174 

بولندا. 39 

بوليفان 37: 82, 84 102 

بوليفياء 85 

بوهيمياء 97, 180 

بوينس أيريسء 84 

بيبين شاندرابال 112 

بيدرو الآول» 83 

البلاي بوي, 194 

البلشفية, 184 

البلقان» 97 194 

البنفال 105 110.: 160 

البوربون؛ 105: 176 

البيت الزجاجي؛ 173 

البيرو 237 82, 83: 91. 94, 179 

البيروفيون, 179 


رت 
التاريخ المقارن» 94 
التاميل. 160» 167 
تايلاندا. 42. 166 
تايوان» 114: 201. 204 
ترجمة مقرصنة, 194. 202 
تركيا الفتاة» 41 
ترناقاء 97 
تشارلز ستيوارت. 62 
تشارلز هبرشان» 160 
تشيكياء 98 
تعريف الأمة. 29: 31 
تنزانياء 43» 137 
توسكانياء 63 





بم 
ا 
فهك 


الجماعات المتخيّلة .. . 





توكفي. 32 

توم نأيرن» 225 26, 050 51: 108,: 153 190 
توماس براون» 147 193 

توماس جفرسن, 237 82, 192 

توماس مورء 94 

تونكين: 132 133 150 

تينو» 62 

التايم. 194 

التنريك. 30. 41. 106 

التضامن بين البيضء. 150 


ر(ث) 
الثورة الفرنسية, 25, 83, 93, 102» 2154 
8 179 


0 
الجاممة الأميركية في بيروت. 98 
الجزائر. 123 
المجمعية الطبية الأميركية, 145 
الجمهورية الهولندية, 75 
ج أ أرمسترونغ» 20 
جابر عصفور. 202 
جاوة الفتاة. 129 
جبال البامير؛ 185 
جزر الرياوء 42, 137 
جمهورية أفلاطون, 95 
جمهورية الصين الشعبية. 250 156) 2197 
203 
جمهورية كاتاغالوغان» 48, 151 
جدون الاأظلس دو 
جنيف» 275 151 
جورج واشنطنء 185, 192 





جورجي بسنايي» 97 

جوزيف الثاني. 97 2106 117: 120 
جوزيف يونغمان» 97 

جون برولي» 20 

جون مور 146 

المجندي البجهول» 55 

المجهد البطليموسيء 51 

الجيش الجمهوري الفرنسي. 47 


١ح(‏ 
الخرب الأهلية, 38, 39)» 112: 184: 185 
المحركات العنصرية, 45 
الترمان الكنسي, 59 
الحنزن» 182 


0 
المخدم, 149 
الخثمير:» 132. 134: 135: 136: 2155 157 
الخميرية, 2135 136 
الخوف من الآخر, 45, 143 
الخيول؛ 149 
خوسيه ريزال» 20. 65 
خوسيه غاسبار رودريفيز دو فرانسياء 181 
خوسيه ماريا موريلوس إي بافون» 179 


رد 
داكار» 132: 135 
دبلن» 112 
دلتا الميكونغ» 135 
دوبربه» 56 128 
دوق ترانسلفانيا العظيم, 62 
دوق ترينت وبريرن» 62 


دوق توسكاني وكراكوف العظيم؛ 62 

الدول الاشتراكية. 19 49: 157 

الدين» 25 26. 32. 233 2.35 43. 251 57 
6 67 287 130. 140 161 

ديكارت» 61 


زر 

رابطة الشباب المسيحي. 129 

رأها السادسء 63 

رانفون» 126» 129: 130 

الرواية» 33 64 65 66» 67: 268 162 2165 
7 179 185 

روسو 89, 202 

روسياء 27 40, 97. 99 106 108 2151 
4 206 

رومانيا. 200 

رينان» 29. 52, 155: 183: 184: 187 

الروح الماكيافيللية, 79 

الروس؛ 40, 108 

الرُوسَنَةَ 40 107 108: 111. 125: 126.: 
7 149 

الروسية, 36: 40. 97. 98. 108 2119 121: 
200 


حبار 177 
زعبابوي. 69 


(س) 
سان مارتن» 7 83. 84. 102» 103: 2146 


6 179: 180: 192 
ساو باولو. 193, 195 201 





سايفون» 42. 134, 135: 136 

سريلانكاء 57 

سنفافورة, 130, 137 

سون نخوك ثانه» 135 

سويسراء 36: 43. 139. 140., 141, 2192 
206 

سياح. 22. 30. 42. 43. 62 99. 2116 2132 
1 160 165»: 166. 174 177 191 

السلاف. 97 


السنة. 235 111 179. 181. 194 198 , 


201 
السنسكريتية. 95 
سيرغي أوفاروف, 40, 108 
السواحلية. 204 
السويب 196 
السويدية, 36. 98, 196 197 


السينماء 38 193 


(ش) 
شاترجي. 20, 203 
شارنهورست, 63 
شامبليون, 95 
شاندور بتوفي. 118 
شبه الجزيرة الكورية» 57 
شركة الحهند الشرقية. 2110 112»: 162.: 163 
الشريعة. 164 
الشيطان الاكبر» 60 


(رص) 
الصين؛ 26 41 42: 49: 50 75 94 114 


١155 »153 »136 :134 133 132 6 





المجماعات المتخيّلة ... 





204 203 197 7 627 6 


(ط) 
الطليان» 140 
طوكيوى 113.: 116 192: 193: 195 


(ع) 

العائلة 0 79 

:33 31 229 ,26 24 22 21 :20 :19 العالمء‎ 
259 257 256 :51 50 42 239 36 5 
١77 274 73 271 270 68 65 63 2 
١151 2138 115؛:‎ :112 2)94 93 ,90 5 
١173 ١168 2165 164 :163 4 3 
202 194 190 :180 :.179 178 7 
205 3 

العالم المجديد, 177» 178» 180 

العالم القديم؛ 178 

العالم المسيحي» 257 63 

العبرية, 235 295 202. 206 

العداء الهيراقليطي» 56 

العراق, 69 195 

العرب, 24. 233 235 110» 177 

العربية الفصحى, 98 

القضابه 51126 

العهد الفيكتوري» 116 

عزمي بشارة» 23 

غلاء الدين: 67 


٠ 


(غ) 


الغانية. 243 137 
غاريبالدي» 107 
غرترود شتاين» 51 


غلنر 24 29, 52, 190: 2191 203 
الغوطية المدارية» 150 
غينياء 132 168, 169 


رف) 

فان دايك؛ 166 

فتنبرغ: 34 

فرانسوا الأول 75 76 

فرنساء 2.22 256 62 276 2.99 105» 116. 
4 135 141 154: 156 

فرنسس بيكون» 73 

فريدريك الأكبر,. 63 

فريدريك فلهلم الثالث» 63 

فنزويلاء 037 82: 91,84 

فنوم بنه, 42, 134, 2135 2136 172 

فولتير» 61 

فيتنام, 26 42., 49. 50, 136» 153: 155» 
7 190 192 

فيرنيك كازينسكي» 97 

فيكتور أدلر» 120 

فيكتوريا فون ساكس -كوبرج-غوتاء 40 

فيكو 95 

فيليب الثاني» 161, 187 

فييناء 219 41 97.: 110. 118؛: 119: 2.120 
203 

الفاتيكان. 34, 75 

الفرانكفورت زيتونغ» 193 

الفردوس» 219 256 2.144 157 


الفلبين» 44, 57 
الفنلندية, 98 181» 201 


(ق) 


القاهرة, 164 





القبيلة» 31 

قبلاي خان, 59 60 

القديس بطرس. 60 

القرآن» 33 58 

القومية النزكية. 98 

القومية الرعية, 39: 41 42. 45, 47. 2105 
7 112 113 115: 2116 117: 122: 
5 128 138 141 149: 156 2157 
9 203 

القومية الشعبية, 41: 42. 47 107.: 2,118 
6 149 181157 

القومية اليونانية» 101 

القيصرية» 40. 98, 107 108: 114 2118 
9 121 156 180: 206 


ك0 

الكاتالانية. 100: 183. 204: 206 

الكارماء 56 

كاراكاس. 90 

كارل دويتشء 192 

كارلوس الثالث. 83 

كالفن؛» 75 

كالكوتاء 170 

الكريول» 237 82 83: 87 88, 89, 90 291 
2 112 151126 176 181178 

الكئيسة. 24. 33. 234 58 274 75, 97 
164 

كانبيراء 112 

كراهية, 45 

كمبودياء 26, 154, 2155 157 172 

كوتونو 135 

كورياء 41 


كولومبياء 84, 85, 91 
كيبتاون» 112 
الكونفوشية, 57, 2133 134 


(ل0 


اللاتفيين» 40: 108 

238 236 35 234 33 :30 ,29 ,20 اللاتينية.‎ 
276 075 74 263 61 60 59 58 7 
2100 97 95 ,.86 82 79 78 77 
١180 :134 117 :114 :110 106 1 
192 190 9 


لاتينية فاسدة, 35 

لاوسء 42, 132 134 135 

اللاوسية» 132 

لايوش كوشوت؛ 118 

لشبونة, 89, 193: 201 

ماذا شل أعرّ أصدقاني, 56 

اذا وُلِدْتُ ضريراً؟: 56 

لنس: 238 62 276 77 109 110 111 
7 176 178 0189 192 197 203 7 

لويس الخامس عشرء 62 

ليرلي فيدلر, 185 

ليون 20 100 175 - 

ليون ما غوريرو. 20 


(م) 
الماجيارية. 106: 117»: 118» 119: 2120 181 
المانيفستو. 197 
ماجنداناو 57 





مارتن لوثرء 234 74 ٍْ 
مارغريف لوسيتز العليا والدنيا وفي إستيرياء 70 


2067 





الجماعات المتخيّلة . .. 


62 
ماركسء 25 232 40 50: 251 141 2196 
202 


ماركو بولق 59 60 

ماس ماركو كارتوديكرومو. 68 
ماكيافيلية. 107 

مالي. 69: 270 163 

ماليزياء 160: 206 

مانشستر, 112 

مانيلاء 66: 2130 163: 202 
محمد علي؛ 36 

مدريب 37: 238 82: 83, 84 87, 290 195 
مدينة هوشي منه؛ 190 
مسقط 177 

مضائق ملقاء 130 

معركة القدماء والمحدّثين. 94 
معركة كسب العقول؛ 75 
معركة كوروناء 146 

معركة كونيفراتز,» 119 
مقدونياء 199: 206 

مكة 57. 85. 164 

مكسيكو سين» 89, 90 

ملك القدسء 62 

منظمة العفو الدولية, 145 
موسكوء 19. 156 196: 201 
مونتسكيو: 60 

ميروسلاف هروش؛ 20 

امميّرَة 118., 119 

الحيط الحادي. 95 

المرضء 56: 68 

المسرح. 38. 80 

المفولء 60 


المكسيك. 67): 68 87: 90 91 94 2179 
15 204 

الملايى 99. 2.129 130 131. 137 2160 
1 164 

المملكة السلالية التزاتبية» 53 

المملكة الوسطى. 57: 58 155» 2162 177 

الموت 71:32 77 85: 86: 144 145 202 


المينغ» 177 


(ن) 
نابليون. 40, 82, 83, 95: 102»: 108: 179 
النبلاء. 86, 97, 99؛ 100»: 101؛: 106؛ ٠»118‏ 
162 
نهاية عصر القومية» 25, 50 
نوح وبسترء 181 
نوفا ليسيواء 175 
نوفيل أورليانز» 175 
نيو أورليانز» 175 
نيو زيلانب 175 
نيويورك. 146, 175 
النروج. 98, 196 
النمساء 62) 99 121: 122 
النيويورك تامزء 69: 270 192 


النيويورك ريفيو أوف بوكسء, 192 


(ه) 
الهند. 19. 224 40., 41 42 43. 49. 108»: 
0 3+« :؛: 
١170 2163 :162 :160 1358 7 6‏ 
152 
الهند الصينية, 19: 2,24 42. 49, 2,132 133غ: 


136 135 4 

اهنود 37: 41 58 268 82 83, 88: 2111 
2 146 179 182 

هانوي, 24, 2132 133: 135 136 

هنغارياء 39, 62 98 100: 2101 106 2116 
8 121119: 122 190 192 

هولنداء 22 30, 299 127: 2128 131 2137 
156 

هوليوود» 31 

هوي 135 

هيفل؛ 271 82, 202 

هيو سيتون-واطسنء 225 50 

ألهوساء 204 

الهيروغليفية» 95 


6 


وايانخ أورانغ» 1/2 


كشاف . 


الولايات المتحدة. 22: 81: 91. 99, 102: 121: 
8 178 185 190 191: 192 2205 
206 

ولايات النمسا العظمى المتحدة, 121 122 

وليم الفاتح» 231 122: 184 203 

وليم يوني» 132 

وليم جونن 95: 170 

وليم هنري سكوت, 161 


(ي) ّْ 
اليابان. 41. 57: 112: 113 2114 115: 122: ١‏ 


6 193: 206 
يانا غينوفاء 200 
اليهود 117: 190 
يوغسلافياء 50: 192 194 
اليونان, 96, 196, 199 





3 وىورعلا نط لعطوتاطنام أورلط 
3 وورعلا نإط لع طاو 1اطنام أوساط 
6 وورعل/ا نإ لعطذتاطهم وممكتلء ونط1” 
6 1991 ,1983 ,رمورعلصة أعالعمعء8 © 
6 ,لوطع لمث أءالعدء8 © أوأمهء]2ج2 ناعم 


لعلترعوع: كاطعا لاثم 


لعلعك5ة وصععط مقط تمطابج عط 1ه كنطو أعرم م عط]1' 


35 7 9 10 8 6 4 


1/650 
"11 /لا م200م.آ باعع )5 لردء 14 6 نعانا 
-100144606 8197 ,رملا دعل( راعع :5 عاأعلمو/ا 180 :همذلا 
010». 5ع[00ج 0 جرع ١7‏ بجا بنارا 


205 اأأآع.آ بلاعلا1 01 أملرمطأ عط 5ا مومعلا 
-13:9784-086-84467-1-/1581 


151810-10: 14-086-84467- 


2 10959غدء 1[طنا2 صا عنتناع031310) اطقعطانا تاكتار8 
لمقعطارا طامتعظ عطا سمط عاطهات2 دز عأمهط حاط .10 لرمعع: عنعه ماده ذ 


لاقع لأطناط دادع لاع هلهل02 ذوعمع 002 01 نصورط را 
]0 لتقتطاناآ عطا صو عأطهائة2 15 عام0ط خلط؛ +10 لرمعع: 212108 ذ 


115 111251110 
لصة صتعنم0 عطا ده كومناععارع1] 
5 ]0 1620م5 


50011 الهم 01 [أرزع للم 
م8010 لعو اع 


0و 


ع1 
عملا بمدع[3 . 10200 
2006 


7 


في عصر انتشرت فيه تقليعة تحرر المثقفين التقدميين من القومية (خاصة 

في أوروبا القائمة على القوميات» وهي أكثر القارات قوهية). وذلك على 

مستوى الخطاب فقطء ويحري فيه تأكيد طابع القومية شبه المرضيء 

وترجع أصوها إلى "المثوف من الآخر" و"كراهية الآخر". "من المفيد أن 

نذكر أنفسنا بأن الامم ثلهم الحب. الذي غالبا ها يكون عميقا منطويًا على ١‏ 
التضحية بالنفس". وكما أكدنا في البداية فإن مقولة المنظرين القوميين 
عن القومية ليست كلامًا إيديولوجيًا فارغاء بل وصف لطبيعتهاء فإذا كانت 
القومية علاقة انتماء لجماعة متخيلة فهي تتضمن الحب طبعا. "أما 
مُنْتجَات القومية الثقافية من شعر ونثر قصصي وموسيقى وفنون 
تشكيلية فثظهر هذا الحب بوضوح شديد فى آلاف الاشكال والاساليب. 
ومن جهة أخرى»: كم من النادر حم أن نخد منتجات قومية عائلة تعبرٌ عن 
الخوف والنفور. وحتى في حالة الشعوب المستعمرة, الِنَ لديها مبرر.فعلي 
لان تشعر بالكراهية تماه حكامها الإمبرياليين؛ من المدهش أن نرى مدى 
الضألة ال يتسم بها عنصر الكراهية في هذه الضروب من التعبير عن 
الشعور القومي؛ وذلك في مقابل الكم الهائل من أدب وفكر وفن الكراهية 
للآخر غير الأوروبي والمختلف (أو المسلم في عصرنا) لدى فئات متنورة 
تدعي التحرر من القومية» في حين أنها تتنبى باسم نقد القومية أحد 
أسوأ أغاط القومية الرعية الإمبراطورية؛ الأميركية مثلاء وتعلن نفسها 
وصية على الآخرين من دون أن يتوافر لديها الخد الأدنى من المعرفة 
ناهيك عن التعاطفء وذلك عبر الصحافة ومؤسسات الدغم المشروط 
والمؤسسات غير الحكومية وغيرها. وبالمثل» فإنه إذا ها كان المؤرّخون, 
والدبلوماسيون» والسياسيون؛ وعلماء الاجتماع على ألفة تامة بفكرة 
"المصلحة القومية". فإِن الميرة الاساس للامة هي أنها بعيدة عن 
المصلحة. وهذا السبب على وجه التحديد» يمكن لا أن تطالب بالتضحيات. 
التضحية والشهادة تنيع من التب لا من القوة والملصلحة. وكما قلنا أعلاه 
في فهم أهمية الب والانتماء ليس فقط فى حالة القوفية. فإذا كانت 
اللبرالية الماركسية والاشتراكية منهجأً فإنها سرعان ما تكتشف أنه لا أحد 
يضحي ويناضل من أجل منهج علمي؛ وأن أهم ما فيها هو الإمان بها 
كقيم أو الانتماء الى جماعة؛ وهذا الإمان هو الذي يدفع للنضال؛ وعندما 
يضيع الإمان بها فإن المنهج يصلح لتأسيس مركز أبحاث أو حلقة نقاش أو 
للتحليل والتشخيص فى خدمة هدفء ولكن المنهج من دون قيم وجماعة 
تؤمن بهذه القيم وينتمي اليها الناس لا يصلح لتأسيس حركة تسعى 
لتحسين امحتمع؛ ناهيك عن السعي لعالم أفضل. 


امام راع 0 
اانا8 
51١10106‏ 


عسمر +« 


3 
3 
89 
3 

















"/مدوزهنا 


290/77150017721 /انالابالانا